نظرات في الغذاء والطعام وفي حسنات الصيام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 94 )           »          أحكام شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أحاديث صوم المحرم في الكتب الستة رواية ودراية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عاشوراء.. مدرسة الولاء والبراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 83 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 758 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2019, 05:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,556
الدولة : Egypt
افتراضي نظرات في الغذاء والطعام وفي حسنات الصيام

نظرات في الغذاء والطعام وفي حسنات الصيام
د. شوكت الشطّي


إن الإنسان نَهِمٌ بطبيعته، شَرِهٌ بغريزته، مطواع إلى الطعام والشراب، لا لحاجة جسمه، بل لهوى نفسه، يُسرِفُ في الأكل والشرب، خاصة في أيام كهولته، لقد أساء الإنسان فهم الشبع؛ ففسَّره بالامتلاء من ألوان المآكل وأنواع الغذاء، ويُقدَّر ما يتناوله الإنسان غير المتعفِّفُ في طعامه وشرابه بثلاثة أضعاف ما يحتاج إليه، والواقع أن الإنسان كثيرًا ما يأكل الطعام؛ لأنه ما زال يشتهيه، ويُخيَّل إليه أن صحته جيدة، وأن أعضاءه نشيطة، ويتذكر المثل السائر القائل: (في اللقمة تكمن القوة)؛ فيُكثِرُ من الطعام والشراب، تساعده على ذلك في بادئ الأمر أعضاءُ جسمه؛ لأنها نشيطة لا تبدي اضطرابها إلا متى زِيدَ في إرهاقها، على أنها وإن كانت صبورًا على المشاق، فهي عنيدة تستعصي على الدواء، تتكوَّن الأمراض فيها خلسة، ثم تظهر فجأة في الدم حيث يمتلئ بالفَضَلات، وفي اللحم حيث تستقرُّ الرسوبات، وفي القلب وجهاز الدوران حيث تظهرُ شتَّى الاضطرابات، اضطرابات أساس معالجتها تنظيم الحمية، والصيام، وتقنين الطعام، ولقد نبَّه إلى ذلك علماء العرب قبل علماء الغرب، فقال ابن القيم: (والشبعُ المُفرِطُ يُضعِفُ القُوَى والبدن، وإن أخصبه في الظاهر)، كما قال الأعشى في ذلك قولاً حكيمًا: إن الشبع داعيةُ البَشَم، وإن البَشَم داعية السَّقَم، وإن السقم داعية الموت؛ فمن مات بهذه الميتة فقد مات ميتةً لئيمة، وهو مع هذا قاتلُ نفسه، وقاتل نفسه ألأم مِن قاتلِ غيره.

ولا يَشكُّ عالم أبدًا في أن أكثر الراحلين ابتسارًا من عالم الدنيا إلى عالم القبور هم منتحرون بأفواههم، وبما أسرفوا مما دخل في أجوافهم من طعام وشراب.

أَمَا وقد بينَّا ما جُبِل عليه الإنسان من ضعف في مقاومة هوى نفسه في المأكل والمشرب، وأنه يتناول من الغذاء أضعافَ ما يحتاج إليه، كان من الحكمة - والحالة هذه - أن يسعى بين الحين والحين إلى تخفيف الوارد، ولا يكون ذلك إلا بالصوم على اختلاف أنواعه؛ إذ به تخفُّ عن البدن وطأةُ تراكم السموم، وتستريح الأعضاء بعض الراحة، على أن هذا الصوم لا تحصلُ الفائدة منه ما لم يكن أساسه الاعتدالَ في الطعام والشراب، وإلا فما الفائدة من الصوم في النهار إذا أفرط الصائم حين الإفطار؟! فقد يؤدي ذلك إلى نتيجة معكوسة، فيبدو الصوم حينئذٍ مجلبة لأمراض حديثة، أو وسيلة نكس لأمراض كامنة؛ فقد لاحظ الأطباء أن بعض الأمراض - ولا سيما أمراض الأنبوب الهضمي - تشتد في رمضان سورتُها، وتقوى في شهر الصيام حِدَّتُها، غير أنه من السخف والجهل أن يُعزَى ذلك إلى الصيام، بل يجب أن يُعزَى إلى سوء السلوك في تدبير الشراب والطعام في الصيام؛ إذ يجب على الصائم ألا يَستكثِرَ من الطعام وقت الإفطار، بحيث يمتلئ جوفه، وأن يتذكر أن ابن آدم ما ملأ وعاء شرًّا من بطنه، خلافًا لما اعتدنا عليه خطأً، وألفناه جهلاً، لقد اعتدنا أن ندَّخِرَ لرمضان بدائعَ المأكولات، وغرائبَ الطيبات، ما لا يؤكل في عدة أشهر، وأن نرى موائدنا في الإفطار مُزيَّنةً بعدد كبير من الألوان، تشهي الطعام، وتدعو إلى التخليط فيه، فلا نكاد نسمع أذان المغرب - إيذانًا بإنهاء الصيام - حتى يَعُبَّ أحدنا الماء عبًّا، ظانًّا بأن ذلك سبيل الارتواء، ثم يباشر بأكل ما على المائدة من ألوان، فيلتَهِمُ ما عليها التهامًا، ويقاطع ذلك بتناول أقداح الماء الواحد تلوَ الآخر؛ فنمتلئ بالماء والطعام، ولكن عيونَنا ترمق الألوان المرتبة، والفواكه المبردة، والحلوى المعطَّرة، فنزيد من هذا وذاك شرهًا، مردِّدين قولَ نَهِم مأثور: إن في المعدة لخلوةً، لا يملؤها إلا الحلوى.
وهكذا فإننا نأكل حتى نمتلئ، ونشرب حتى نكتظَّ، فلا نستفيد من صيامنا، بل نتأذَّى منه، أجل!

كيف يُستفاد من الصوم إذا تدارك الصائمُ عند فطره ما فاته ضحوةَ نهاره؟ إنه يُطلب من الصائم التقليل من الأكل؛ حتى يستفيد من صومه، وبذلك يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويوصي الشرع الحنيف، مؤكِّدًا أن الصوم مصحة، لقد جعل الله الصوم سبيلَ الاحتفاظ بالموجودات الحية في الطبيعة؛ فإن أكثرها يصوم، وصومُها هذا أمان لدوام نوعها، راقب - أيها القارئ - السلاحف وغيرها، إنها تصوم فصلاً من السنة - وقد يكون الشتاء - فلا تأكل ولا تشرب، فإذا جاء الربيع خرجت من مشتاها سعيًا وراء رزقها كأنشط ما يكون، وتتغذَّى في صيامها بالدهن الذي يَدَّخِرُه جسمها، كما أنها تتخلص بصيامها من الأنقاض التي تراكمت في أعضائها، وهكذا تخرج من صيامها قوية في أجسامها، ومتخلصة من أمراضها.

الصيام يؤثر في النفس أيضًا؛ إنه يقوي الإرادة، ويُعلِّمُ امتلاك قيادة النفس، وتحكُّم العقل في الهوى؛ فإن أفضل الناس من استطاع أن يعصي هواه.

هذا، وإننا نلخص كلمتَنا قائلين:
لقد تغيرت مفاهيم الغذاء اليوم، وتبين أن أمراض الجسم عامة وأمراض المعدة والقلب والعروق خاصة - ولا سيما في الكهول والشيوخ - تتأثَّر من الإفراط في الغذاء، وتكافَح بالجوع، حتى قيل: إن سرَّ طول الحياة يكمن في القدرة على ردع النفس عن الامتلاء، وتعويد الإرادة على تحمل الجوع، وما كان ردعُ النفس عن الامتلاء جوعًا.

ويوصي علماء اليوم وأطباء هذا الزمان لشفاء كثير من الأمراض والوقاية منها بالعمل بالنظرية العربية القديمة، والنصيحة الدينية القائلة: "قُمْ عن الطعام وبك خَصاصةٌ"؛ فإن الابتلاء من الامتلاء، وإذا كان تنفيذُ ذلك مطلوبًا في كلِّ حين، فإن العمل به واجب محتوم في شهر الصيام.
وبعد، فإن في القول الكريم: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31] سرُّ التمتع بحياة يسيطر فيها نعيم الصحة والهناء.



مناقشة القائلين بأن الصوم مضرٌّ بالجسم:
لقد بينا رأينا في فوائد الصيام، ونرى من واجبنا أن نناقش مناهضي هذا الرأي، ونُورِد حججهم لدفعها، يقول البعض: إن الصوم مجلبة لأمراض حادثة، أو وسيلة نكس لأمراض كامنة، والواقع أن الصوم - كما تؤديه الأكثرية الساحقة - يسبب سورة الأمراض المزمنة، واستحداث أمراض غير موجودة، وليست العلة في ذلك الصوم، بل الشذوذ عن آدابه ومستلزماته، والخروج عما أمرَتْنا به الشريعة في الصيام، ومن أهمها ما يتصل بالطعام؛ فلا يكون الصيام نافعًا إذا صحبه الإكثار من الطعام، والاستزادة منه؛ لذلك يطلب من الصائم التقليل من الأكل، بأن يأكل في الإفطار أكلته التي كان يأكلها كلَّ مساء لو لم يَصُمْ، أما إذا جمع ما كان يأكله في نهاره إلى ما كان يأكله ليلاً، لم ينتفع بصومه، وقد يتضرر به، وقد جعل الإمامُ "أفضلُ الدين" من أدب المؤمن إذا أفطر عنده الصائمون ألا يُشبعَهم الشبع العادي؛ وإنما يشبعهم شبعَ السُّنة البعيد عن الامتلاء.

فإذا تأملنا أدب الصيام الشرعي في الطعام، وقِسناه على ما نحن عليه من إسراف في الأكل، وإفراط في تنويع الألوان، وإسراف في الشربِ، وسوء في توزيعه، ظهر لنا أن ما نصاب به من تشويش بعضِ الأعضاء واضطرابها في رمضان ناتج من الابتعاد عن التحلي بتلك الآداب، وإهمال التمسُّكِ بها، على أن المتصفِين بها يشعرون بحكمة الصيام الطبية، ويؤمنون بفائدته إيمانًا يؤيده الطب التأييدَ كلَّه؛ لذلك كان علينا إذا أحببنا أن نبين محاسن الصيام أن نستندَ في إحصائنا على صُوَّم حقيقيِّين متمسكين بآداب الصيام الشرعية، لا على أناس لا يعرفون من الصيام غيرَ الإمساك عن الطعام والشراب ساعات محدودة في أيام معدودة.

لقد زعم بعضهم أن الصيام مسبب لزيادة الخلون - الاسه تون - في الدم، والانسمام به، مستندين في ذلك إلى حوادث نقلوها عن جماعة أضربوا عن الطعام والشراب لغرض ما، سياسي أو نفساني، وقد فات هؤلاء أن الإضراب عن الطعام والشراب أمر آخر، إن هذا الحادث الذي ذكره مناهضو الصيام متشدقين لا يقع في شخص طبيعي إلا إذا زاد إضرابه عن الطعام عن (48) ساعة، على أننا لو قبلنا عفوًا بمماثلة الإضراب عن الطعام والشراب للصيام، وسلمنا جدلاً بزيادة الخلون - الاسه تون - في دماء المضربين، رأينا أن ذلك لا يقع إلا بعد يومين أو ثلاثة أيام، فإذا عدنا الآن إلى آداب الصيام الشرعية، رأينا أن الإسلام نهى عن الصوم الطويل، وقد سماه الأئمة صوم الوصال، وهو صوم يومين فصاعدًا من غير أكل وشرب بينهما، وهو صيام غير مسموح به، وعدَّه بعضهم محرَّمًا؛ إذ قال الخطابي من أئمة الإسلام في صدده: الوصال (أي: الصوم الطويل) من الخصائص التي أُبيحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرمت على الأمَّة.

تلك هي الحجج التي يقدمها منتقدو الصيام من العلماء، وهي حجج بينَّا أنها لا تمسُّ الصيام المشروع، بل تنتقدُ الإسراف في الطعام والشراب؛ فهي بذلك يصح أن تتخذ أدلة على حسنات الصوم والترغيب فيه، لا الترغيب عنه؛ لأنها تنتقد في الواقع الشذوذ عن آداب الصوم، لا الصوم المشروع نفسه.


يتضح مما قدمنا - حتى الآن - أن الصيام عملٌ يُحسِّنُ صحة الفرد، وينقذُه من أمراض مزعجة تصيبه، وتنتقل إلى نسله، وتفسد مجتمعه، فإذا تحسَّنت صحةُ الفرد وأنقذت من أمراض مورثة، تحسنت صحة المجتمع، وقد ثبت أن المجتمع النَّهِم المسرف في طعامه وشرابه مجتمعٌ مريضٌ كثير الأمراض الناتجة عن الإسراف في المأكل والمشرب في بَنِيه؛ لذلك يَعدُّ بعض العلماء هذا النوع من الإسراف مرضًا خطيرًا، يصح مقارنتُه بالسُّلِّ، ويتساءلون: لِمَ لا تُكافَح البِطْنَةُ كما يُكافَح السُّلُّ؟! إذ إن خطرها على الأفراد والنسل والشعب لا يقلُّ عن خطر السُّلِّ، ولا يمكن التخلص من الوقوع في شرورها إلا بمكافحة النهم في الطعام بالحمية والصيام، ولعلَّ ذلك من جملة الحِكَم التي أدَّت إلى جعل الصيام ركنًا أساسيًّا وفرضًا من فروض الإسلام، والسلام.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.62 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]