تبيِين القرءان بالذكر - سورة إبراهيم - الآية رقم 1

[nassahsliman]

بِسمِ اللهِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ، الحَقِّ المُبينِ.
الحمدُ للهِ الذي لَهُ الخَلقُ والأَمر.
فتبارَكَ اللهُ ربُّ العالَمِينَ.
السَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ، ويَوَمَ أَمُوتُ، وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا.
أَثُمَّ الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عِبادِهِ الذينَ اصطَفى.
والسَّلامُ على منِ اتبَّعَ الهُدى.
ولَعنةُ اللهِ على الظالمينَ، الذينَ يصًدُّونَ عن سبيلِ اللهِ، ويبغونها عِوَجًا.
فَذوقوا، فَلن نَزِيدَكُم إلَّا عَذابًا.

هَذا وإنَّ للمتقينَ لَحُسنَ مآب.
جَنَّاتٍ يدخُلُونَها، مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبواب.

فَ
كَيفَ فَ يا ربِّي؟
أَي حبيبي، كُلَّ ما قد بيَّنَّا قبل حينٍ، اُثبُت بِهِ، وَ

لَا
يا حبيبي، هِيَ لا في كُل حَرَكَاتِكَ وفلتاتِ قَلبِكَ.
فلا

تُطِعِ
لا تُطِع يا حبيبي كما علمتُكَ، ولَو بفلتَةِ خاطِرٍ أَو أبسَط حَرَكَةٍ.
أيًّا كانَ، حركة عين، لسان، يدٍ أو رجلٍ، وأيًّا يا حبيبي.
فهذا الذي نهيتُكَ عن طاعَتِه، لَو دَفَعَكَ مِن أَيِّ مكانٍ منكَ كَي تَتَحَرَّكَ.
فلا تُطِعهُ، وتتحرَّكَ لَهُ.
إن رأيت نَفسكَ ساقِطًا للأرضِ بتحريكهِ إيَّاكَ.
فَلَا تُحاوِل إقامة نفسكَ بنفسِكَ، وإلا فإنكَ أطعتَهُ.
بَل أسلِم لي، إستسلِم، وأنا أجعل عدوَّكَ يَخدمك.

أفَحَسِبَ النَّاسُ أن يقولوا آمنا وهُم لا يُفتَنونَ؟
بل يفتنون يا ربِّي، وأنا كُنتُ ساقطًا للأرضِ فاستسلمتُ لَكَ كما أمرتَنِي.
فجعلتَ عَدُوِّي يخدِمُنِي.
الحمد للهِ ربِّ العالَمِينَ.

فَأيضًا أَنتَ لا تُطِعِ

الْمُكَذِّبِينَ
بَيِّن لنا من هؤلاء المكذِّبينَ يا ربُّ، حتى نحذرهم.
يا عبدي حبيبي، هؤلاءِ لا يَتَّقُونَ.
يتَأَلَّونَ عَلَيَّ ويعلونَ علَيَّ، لكنهم ما يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرونَ.
لِأنِّي أَنا العَلِيُّ الأَعْلَى المُتعالِ.
لَيسَ ورائي مرمى، وليسَ ورائي مُنتَهى.

هؤلاءِ يا عبدي حبيبي، كلما أرسلتُ إليهم رسولًا، كذبوا بهِ.
كالذينَ من قبلُ كَذَّبوا عيسى رغم أنهم رأو الآيات.
كذبُّوا موسى أَيضًا.
وَقَومَ لوطٍ، الذينَ ما وجدنا فيهم غيرَ بيتٍ من المسلمين.
وما تُغنِي الآياتُ والنُّذُرُ.
أَفَهَؤُلاءِ يؤمنون؟
كلا، بل ما أكثر الناس ولو حَرَصتَ بمؤمنينَ.

وقالوا: ما أنزلَ اللهُ من شيء إن أنتم إلا تكذبونَ.
تُطالِبُهُم رسلِي بدليل تكذيبهم، لَكِنِّي أنا طالِبُهم حينها وهم لا يشعرون.
فَهُم يجادِلونَ حينها بالباطِلِ لِيُدحِضوا به الحق، واتخذوا آياتِي وما أُنذِروا هُزُءًا.

إذا قيل لهم قال اللهُ، قالوا نَعَم لكن فلانًا قال!
فِي كُتُبٍ كَتبوها بأيديهم، أَملَيتُ لَهُم.
فعلموا أني كرهتُ لهم قيل وقال.
ومنهم من عَلِمَ أَنَّ لِكُلِّ أمة فرعون.
أفَأترُكُ فِرعَونًا، ولا أُمضِي فيهِ سُنتِّي؟
بَل تُمضِي سُنَّتَكَ يا ربِّي.

إذا ذُكِرتُ وَحدِي، اشمَأَزَّت قُلوبهم.
وإن يشرك معي نبي أو ولي دونِي، فإذا هم يستبشرونَ!

فَمَن كَذَّبَكَ بشيءٍ، قل له:
هاتِ برهانَكَ إن كُنتَ صادِقًا.

فَإِن رأيتهُ آتاكَ مِن غَيرِ الذِّكْرِ المَحفوظِ، فَاحذَرهُم، هُمُ العَدُوُّ، وَحَسبُكَ أنا يا حبيبي وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ.
لِأَنَّهُم

(8) القَلَم.

[nassahsliman]

بِسمِ اللهِ العَليمِ الخَبيرِ، الحَقِّ المُبينِ.
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عبادِهِ الذينَ اصطَفَى.
والسَّلامُ على منِ اتَّبَعَ الهُدى.
ألا إن هُدَى اللهِ هُوَ الهُدى.
ألا وَلَعنَةُ اللهِ على الظالِمينَ، الذينَ يصُدُّونَ عَن سبيلِ اللهِ، ويبغونها عِوَجًا.

قُلتَ يا ربِّي، لِأَنَّهُم.
فلِأَنَّهُم ماذا يا ربِّي؟

لِأَنَّهُم يا حبيبي

وَدُّوا
وأرادوا كَيدًا، لكن الذينَ كفروا هُمُ المَكِيدونَ ولا يشعُرونَ.

اشتَهَو أَن يَصطَادوكَ بشباكِهِم، لَكِنِّي أُسقِطُهُم في حُفرَتِهِم.
أَكُبُّ وُجوهَهُم في النَّارِ.

إشتهى الشِّرِّيرُ صَيدَ الصِّدِّيقِ، لَكِنَّهُ حِيلَ بينَهُ وبين ما يشتهِيهِ.
كما فُعِلَ بأشياعِهِ من قبلُ.

وَدَّ وأراد، كادَ ومَكَر، اشتهى وتَرَبَّصَ.
استَخفى وتَجَسَّسَ.
أسرَّ النجوى، ونافَقَ.

ثُمَّ قالَ مالِ هذا الكِتابِ لا يُغادِرُ صغيرة ولا كبيرة إلَّا أحصاها!
فَوَجَدَ ما عَمِلَ حاضرًا.
ولا أظلِمُ يا عبدي أَحدًا.

إنهم يا حبيبي وَدُّوا

لَوْ
فَقَد سُجِنُوا بلَو.
لِأَنَّهُم وَدُّو لَو

تُدْهِنُ
أَنتَ يا مَنِ اصطَفَيتُ، عبدي حبيبي.
حسدوكَ عن محبتِّي إياكَ وإكرامِي لَكَ.

فَوَدُّوا لَو تُدهِنُ
وَدُّوا أَن تَقولَ لَهُم أَو تَعمَلَ غَير الذي أمرتُكَ بِهِ.
أَو تَفتَرِي علينا غَير الذي أوحينا إِلَيكَ، فيتَّخِدونكَ حينها خليلًا.

إنَّهُم يا حبيبي وَدُّوا لَو تُدهِنُ

فَ
فَلَو أدهَنتَ أنت يا حبيبي، بِهَوًى.
فَإِنِّي لا أَذَرُهُم يتجاوَزُونَ فاءٍ هذه.
ويظُنُّونَ أَنَّهُم فِعلًا سَ

يُدْهِنُونَ
إذ هُم فِعلًا سيُدهِنُونَ أنفُسَهُم بزَيتِ الجَحيمِ.
إذًا فما يمكُرونَ إلا بأنفسهم وما يشعرونَ.

أمَّا أَنتَ فَعِندِي، في جناتٍ ونَهَر، في مَقعَدِ صِدقٍ.
أَلستُ بمَليكٍ مُقتَدِر؟
بلى يا ربِّي، أنت تَملِكُ ما في السماواتِ.
وما في الأرضِ.
وما تَحت الثَّرى.
المُلكُ تملكهُ يا ربِّي، كُلَّ شيءٍ هُوَ مُلكٌ لكَ وحدَكَ لا شريكَ لَكَ.
أَنتَ ربُّ كُلّ شيءِ ومَلِيكَه، وأَنتَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ.

قِيلَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

وَيا حبيبي، أَلَستُ أَمسكُ السَّماواتِ والأرض أن تزولا؟
بلى يا ربِّي.
إِذًا ما يُهلِكونَ إلا أنفسهم وما يشعرونَ.
فاصدَع بما تُؤمَر يا عبدي حبيبي، وأَعرِض عن الجاهِلينَ.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

(9) القَلَم.

[nassahsliman]

بِسمِ اللهِ الحَقِّ المُبينِ.
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عِبادِهِ الذينَ اصطَفَى.
وسلامٌ على بَنِي إسرائيلَ، قولًا مِن ربٍّ رحيمٍ.
فآمِنوا به ولا تكونوا أولَّ كافِرٍ بِه.
وَمن كفرَ فَعَليهِ كفرُه.
والسَّلامُ على منِ اتَّبَعَ الهُدى.
وَلَعنةُ اللهِ على الظالمينَ، الذينَ يصُدُّونَ عن سبيلِ اللهِ، ويبغونها عِوَجًا.


وَ
لِمَ وَ يا ربِّي؟
وَ يا حبيبي، أَي كَما نَهيتُكَ قبلَ حينٍ عَنِ المُكَذِّبِينَ.
فَأَيضًا

لَا

تُطِعْ

كُلَّ
كُلَّ يا حبيبي، كُلَّ

حَلَّافٍ
إِذِ الصَّادِقُونَ إن كانَ نَعَم قالوا نَعَم.
وإن كانَ لا قالوا لا.
لا يحلِفُونَ إلًّا إذا أمرتُهُم.
حَلَّافٍ أي فَعَّالٍ.
تَعرِفُهُ بالتَّوَسُّمِ يا حبيبي.
فلا تُطِع كُلَّ حَلَّافٍ

مَّهِينٍ
فَكَمَا عرِفتَهُ بالتَّوَسُّمِ أَنَّهُ حلَّافٌ، هَكَذا أيضًا تراهُ مَهينٌ.
الحَمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

فيا عِبادِي، إذا سُئِلتُم عَن جوابِ صدقٍ.
فقولوا الصِّدقَ.
إن كانَ نَعَم فَنَعَم.
وإن كانَ لا فلا.
أَلستُ بِأَعلَمَ بما في صدورِكم؟
أَفَتَحلِفونَ لَهُم لترضوهُم؟
فَكَفى بِي شهيدًا يا عِبادِي.

وَقِيلَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

(10) ​القَلَم.

[nassahsliman]

بِسمِ اللهِ الحَقِّ المُبينِ، المَلِكِ القُدُّوسِ العَزيزِ الحَكِيمِ.
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عِبادِهِ الذينَ اصطَفَى.
والسَّلامُ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى.
ولَعنةُ اللهِ على الظالمينَ، الذينَ يَصُدُّونَ عن سبيلِ اللهِ، ويبغونها عِوَجًا.

هَمَّازٍ
فَأَيضًا لا تُطِع كُلَّ هَمَّازٍ
أَي ربِّي كَيفَ نَعرِفُ الهَمَّازَ؟
أَيْ حبيبي، إني أعلمُ خائنة الأعيُنِ وما تُخفِي الصُّدور.
فَلا تَنسى ذِكرِي.
وَقُل رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَأَعوذُ بِكَ ربِّ أَن يحضُرون.
إن كُلَّ هَمَّازٍ فَهُوَ شَيطانٌ.
يَهمِزُ بِرِجلِهِ.
يَهمِزُ بِيَدِه.
يَهمِزُ بعينِه.
يَهمِزُ بِلسانه.
يَهمِزُ بحركاتِه.

يَهمِزُ كَي يَستَفِزَّ الشَّرَّ.

لَكِنِّي أُجعَلُ لِعبادِي المُؤمِنِينَ نُورًا.
يُبصِرونَ بِهِ الهَمَّازَ، ولا يصِلُ الهَمَّازُ لَهُم.
بَل يُرَدُّ خائبًا.
يُكَبُّ وَجهُهُ بِسَيِّئَتِهِ فِي النَّارِ.

فَلا تُطِع كُلَّ هَمَّازٍ


مَّشَّاءٍ
هُوَ أَلقى سَمعَهُ لنَمِيمَة.
وَتارَةً أَنشَئَ إِفكًا، لَم يَقُلهُ غيره.
وَتارَةً أتاهُ فاسِقٌ بِنَبإِ نَميمَةٍ فَحَمَلَهُ بقلبِهِ الأعمى الخفيف.

أَثُمَّ سَعى مَشَّاءً

بِنَمِيمٍ
فَأَلقى الطَّعامَ الذي أَكَلَهُ مِن شَجَرَة الزَّقُّومِ.
هُوَ ذَا الطَّعامُ يا حبيبي، أَكَلَ إثمًا وباطِلًا وَشَرًّا.
لَم يأكل طعامًا بفمهِ، ثم هَضَمَهُ في بَطنِه.
بَل بِسَمعِهِ، بَصَرِهِ، قَلبِهِ.

فَأَطعَمَ الآثِمِينَ كما طَعِمَ.
أَثُمَّ فَرَّقَ بين الناسِّ بنميمَتِهِ.
أَشعَلَ نارَ العداوَة والبغضاءِ.

أَلَعَلَّ كَلِمَةً شتَّت شَملًا.
وَلَعَلَّ كَلِمَةً، قَتَلَت نفسًا بغير الحَقِّ.

فاستَعِذ بِي يا عبدي حبيبي، إِنَّنِي أنا السَّمِيعُ البَصيرُ.
ولا تُطِعهُم، ودَع أذاهُم. إنهُّم لن يَضرُّوكَ.
وَحَذِّرِ عبادِيَ المُؤمِنينَ بِنورِي مِن هؤلاءِ.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

(11) ​القَلَم.

[nassahsliman]

بِسمِ اللهِ الحَقِّ المُبينِ، الغَنِيِّ الوَهَّابِ.
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عِبادِهِ الذِينَ اصطَفَى.
وسلامٌ عَليكُم يا بَنِي إسرائِيلَ، الوُدَعاءِ الطَّيِّبِينَ.
والسَّلامُ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى.
وَلَعنةُ اللهِ على الظالمينَ، الذينَ يصُدُّونَ عن سبيلِ اللهِ، ويَبغونها عِوَجًا.

مَّنَّاعٍ
ماذا يَمنَعُ يا ربِّي؟
يَمنَعُ الخَيرَ، لَكِن يا حبيبي هُوَ ما يَمنَعُ إِلًّا ما مَنَعتُ.
لِأَنِّي صَنَعتُ الصِّدِيق لِعَمَلِ الخيرِ أَيضًا.
فكذلك صنعتُ الشِّرِّيرَ لِعَمَلِ الشَّرِّ أَيضًا.
فَكُلُّهُم لِي ساجِدِينَ مِن حيث يشعرون أو لا يشعرونَ.
وكُلُّهُم لي يُسَبِّحونَ مِن حيثُ يعلمون أو لا يعلمونَ.

أَما إِنِّي قُلتُ لَك أَنَّهُ لَن يَمنَعَ إلًّا ما مَنَعتُ.
لِأَنِّي إِن أَمسَسكَ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنا
وَإِن أُرِدكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِي
أُصِيبُ بِهِ مَن أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي
وَأَنا هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

إِنَّما أُرِيكَ هَذا المَنَّاعَ حَتَّى لا تُطِيعَهُ، لِأنَّهُ شيطانٌ.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

وَ​لِمَ يَمنَعُ يا ربِّي؟
حَسَدًا يا حَبِيبي.
أَو أَزًّا مِن شيطانٍ ماِردٍ مِن فَوقِهِ.
جَهلًا.
أَو بَغيًا.
لِأنَّ شَهوَته صارَت مُظلِمَة.
فَيشتَهِي الشَّرَّ.

يا ربَّنا، لا تَجعل للشياطِينِ عَلينا سُلطانًا.
ربَّنا آمنا، فاغفر لنا وارحمنا، وأنتَ خير الراحِمينَ.

قِيلَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

فكَيفَ يَمنَعُ يا ربِّي؟
بِحَولِي وَقُوَّتِي، رِزقِي وعِلمِي.
إذا سَمِعَ، رأى أو أَبصَرَ الخيرَ.
حَارَبَهُ، مَنَعَهُ، أَرادَ أن يقطَعَهُ.
بِقَلبه، أيديهِ، أرجله، ماله، ولده، وأَيَّ شيءٍ رأى أنه يُمَكِّنَه.

فيا عَبدي، حبيبي، لا تُطِع أَيضًا كُلَّ مَنَّاعٍ

لِّلْخَيْرِ
المَحَبَّة بينَ الناس فِيَ.
وَهُوَ يريد منعها.

الغِنى.
وَهُوَ يريدُ فقرًا.

العِلمَ.
وَهُوَ يُريدُ جهلًا.

الهُدى.
وَهُوَ يُريدُ ضلالاً.

وَكُلَّ خيرٍ.
وَهُوَ يُريدُها عِوَجًا.

لَعَنتُهُ، وأَعدَدتُ لَهُ سَعِيرًا.

فلا تُطِع يا حبيبي كُلَّ مَنَّاعٍ للخَيرِ


مُعْتَدٍ
فَهُوَ اعتَدَى عَلى نَفسِهِ، إذ ظَلَمَها فَدَسَّاها.
فَتَراهُ تَعَدَّ حُدودِي، وَمن تَعَدَّ حدودِي فَقَد ظَلَم نَفسه.
فَتَعَدَّى عَلى عوراتِ النَّاسِ.
تَعَدَّى عَلَى حُقوقِهِم.
لَم يُقِم الوَزنَ بالقِسطِ، بل كانَ مِنَ المُخسِرينَ.

إعتَدى عَلى المُرسَلِينَ المُبَشِّرينَ والمُنذِرينَ.
إذ جادَلَهُم بالباطِلِ لِيُدحِضَ بِه الحقَّ.

فَهُوَ مُعتَدٍ

أَثِيمٍ
أَثَمَ بِظُلمِه، فَسُلسِلَ وغُلَّ بآثامِه.

فَلا تُطِعهُ يا حبيبي، واسجُد واقتَرِب.
أُسجُد بِقَلبِكَ يا عبدي، حبيبي.

لَيسَ كما يعبُدُ هؤلاء، إن هؤلاء ما يعبدونَ إلا كما يعبُدُ آبائهُم من قبل.

فاسجُد بقلبِكَ، اخشَع لذكري.
إنما المؤمنون الذينَ إذا ذُكِر الله وَجِلَت قلوبهم، وإذا تُلِيت عليهم آياته زادتهُم إيمانًأ.
وعلى ربِّهِم يتَوَكَّلونَ.

يَتَوَكَّلون عَلَيَّ يا حبيبي.
لا على عقولِهم، علومهم، أموالِهم أو قواتِهم مِن دونِي.

فاصدَع بما تُؤمَر يا عبدي.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

(12) ​القَلَم.