مسابقة قسم الحوارات / مواضيع مميزة - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-08-2007, 12:48 AM
الصورة الرمزية قاصرة الطرف
قاصرة الطرف قاصرة الطرف غير متصل
مشرفة ملتقى الأخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: -* واحة زهرات الشفاء *-
الجنس :
المشاركات: 4,853
10 تسلم مشرفتنا المتميزة على المسابقة المتميزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير مشرفتنا القديرة
راجية الشهادة
على هذه المسابقة القيمة
أسأل الله تعالى أن يجعلها في موازين حسناتك
وألف مبرووك للفائزين في المرة الأولى
بارك الله فيك
إن شاء الله تعالى لي عودة للمشاركة في موضوع الصدق
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-08-2007, 02:46 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
Icon1

بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع راائع ومتمييز
وسامحونى لانى سوف اطول شوى
لان الصدق موضوع كبير
ويستحق الاهتمام

الصدق
يحكى أن رجلا كان يعصي الله -سبحانه- وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا.
وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.
ويحكى أن طفلا كان كثير الكذب، سواءً في الجد أو المزاح، وفي إحدى المرات كان يسبح بجوار شاطئ البحر وتظاهر بأنه سيغرق، وظل ينادي أصحابه: أنقذوني أنقذوني.. إني أغرق. فجرى زملاؤه إليه لينقذوه فإذا به يضحك لأنه خدعهم، وفعل معهم ذلك أكثر من مرة.
وفي إحدى هذه المرات ارتفع الموج، وكاد الطفل أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب عليهم كعادته، فلم يلتفتوا إليه حتى جري أحد الناس نحوه وأنقذه، فقال الولد لأصحابه: لقد عاقبني الله على كذبي عليكم، ولن أكذب بعد اليوم. وبعدها لم يعد هذا الطفل إلى الكذب مرة أخري.
ما هو الصدق؟
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119].
صدق الله:
يقول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-. وقال تعالى: {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} [الأحزاب: 22].
صدق الأنبياء:
أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 41].
وقال الله تعالى عن إسماعيل: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 54].
وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].
وقال تعالى عن إدريس: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 56].
وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة -رضي الله عنها- عند نزول الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث..
أنواع الصدق:
المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه.
الصدق مع الله: وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه.
الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد].
الصدق مع النفس: فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [الترمذي].
فضل الصدق:
أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى: {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177].
وقال تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة: 119].
والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة) [ابن أبي الدنيا].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه].
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له، وما أجمل قول الشاعر:
عليك بالصـدق ولــو أنـــه
أَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـد
وابْغِ رضـا المـولي، فأَشْقَـي الوري
من أسخط المولي وأرضي العبيــد
وقال الشاعر:
وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ به
إن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُ


الحث على الصدق :
1- الأمر بالصدق:
- قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }.
- عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم ) رواه أحمد.
2- النهي عن الكذب وذمه:
- قال تعالى:{ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}.
- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون ) رواه أبوداود والنسائي.
3- التنويه بأهل الصدق:
- قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
- قال تعالى:{ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ }.
- عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) . رواه مسلم.
- قال الحسن بن علي حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ) .رواه الترمذي.
4- ما أعده الله لأهل الصدق من الأجر :
- قال تعالى:{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.
- عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ). رواه مسلم.
5- شمول الصدق:
الصدق في الأعمال :
- قال تعالى:{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
- قال تعالى:{ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}.
- عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان، قال: هل علي غيره ؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق . رواه البخاري ومسلم.


ثانياً : تمثل خلق الصدق في النبي صلى الله عليه وسلم :
1- شهادة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بخلق الصدق :
- قال تعالى:{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.
2- شهادة أعدائه له صلى الله عليه وسلم بالصدق :
- أبو سفيان لما سأله هرقل عن صدقه صلى الله عليه وسلم وقال له :" هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ" رواه البخاري.
- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }، خرج النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ : يَا صَبَاحَاهْ . فَقَالُوا مَنْ هَذَا ؟ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ . فَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا : مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا . قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ . رواه البخاري ومسلم.
- قال خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم في قصة بدء الوحي :" كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ..." متفق عليه.
- قال عبدالله بن سلام رضي الله عنه :" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ". رواه الترمذي .

ثالثاً : من مواقف الصدق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم :
- عن ابن عباس قال:" لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين} خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا: من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه، فقال: يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي، قالوا: ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " رواه البخاري.
- عن ابن عمر رضي الله عنهم :" كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً".
- قال الكاتب المستشرق الإنجليزي (هـ جي ويلز) : إن من أرفع الأدلة على صدق محمد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا في صدقه لما آمنوا به. [ الإسلام في نظر منصفي الشرق والغرب ].


يتبــــــــــــــــــــــــــــع


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-08-2007, 03:02 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
Icon1

دلائل الصدق في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم



( إن محبة الرسول -صلى الله علـيـه وسلم- أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين قال الله تعالى: ((قل إن كان آباؤكم وأبـنـاؤكـم وإخــوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحـب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين))
قال القاضي عياض في شرح الآية: ( فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها -صلى الله عليه وسلم-، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من الله ورسـوله وتوعدهم بقوله تعالى: ((فتربصوا حتى يأتي الله بأمره))، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله )

ولكن السؤال هنا : كم من الناس يدعي محبة النبي عليه الصلاة والسلام وهو كاذب في دعواه ؟ ما أكثر المتشدقين بحبه المدعين تعظيمه وتوقيره في قلوبهم ، ولكن هذه الدعواى لا تثبت عند تمحيصها وتنقيتها .
فمن هم المحبون حقا له صلى الله عليه وسلم ؟ من هم أولى الناس بشفاعته يوم القيامة ؟ من هم رفقاؤه في الجنة ؟
إن أقواما من هذه الأمة يأتون يوم القيامة والآمال تحدوهم أن يلتقوا بالنبي الكريم وينالوا شفاعته ويشربوا من حوضه في يوم الحر الشديد ، يوم القيامة فيطردون عنه ويبعدون والعياذ بالله .
واسمع إن شئت لما رواه البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ).
إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست مجرد كلمات ومدائح يتغنى بها المنشدون في الموالد والمناسبات من غير أن يكون لهذه الكلمات أي أثر من عمل واتباع لمن يزعم محبته وتعظيمه ، ليس والله ذاك هديـَه ولا هدي أصحابه ولا من تبعهم بإحسان .
إن التقرب إلى الله وطلب مرضاته والاقتداء برسوله لا ينال بالرقص والطرب العابث ، ولا بالترنيمات البدعية التي يزعم أصحابها أنهم محبوه صلوات الله وسلامه عليه .
إننا حين ندعو إلى الوسطية في إعطاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المكانة اللائقة به من غير جفاء ولا غلو إننا حين ننادي بذلك فإنما نحن متبعون له لا مبتدعون . ولا يصح بأي حال أن يرمى من يدعو إلى ذلك بأنه لا يحب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم _ فداه آباؤنا وأمهاتنا وأنفسنا وما نملك _ بل إن الداعي إلى الوسطية في ذلك هو المتبع بحق وصدق للنبي صلى الله عليه وسلم . روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مـريـم إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله) . وروى الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ) .

ولقد لقد غلا بعض الناس في مدح النبي عليه السلام حتى أضفى عليه بعضهم صفات لا تجوز إلا في حق الله الكبير المتعال. كنسبة علم الغيب له والاستغاثة به من دون الله وربما سمعنا البعض وهو ينهض من مقامه يقول : يا سيدي يا رسول الله !! واعتقد بعضهم أن أمر الكون بيده!!كما قال البوصيري في قصيدته التي يمدح بها النبي عليه السلام كما زعم ونرى مع الأسف بعض المسلمين يرددها ويترنم بها يقول :

يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكـن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً وإلا فقل : يا زلة القـدم
فإن من جودك الدنيا وضرتَـها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
نعوذ بالله من سخطه وعقابه . من الذي بيده أمر الدنيا والآخرة ؟ من يعلم الغيب سواه جل وتقدّس ؟ ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله.. ) ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )

وهذا أحد الشعراء الغلاة يستنجد ويستغيث بالرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول :

يا سيدي يا رسول الله يا أملي *** يا موئلي يا مـلاذ يوم تلقاني
فأنت أقرب من ترجى عواطفه *** عندي وإن بعدت داري وأوطاني
ألم يعلم هذا المفتون بقول الله جل وعلا لرسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو رسوله ومجتباه : {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ}

ومن مقتضيات المحبة الصادقة له صلى الله عليه وسلم :أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال أن يقدم قول أحد من البشر على قوله .
لما سئل ابن عباس في مسأله فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : لكنّ أبا بكر يقول كذا وعمر يقول كذا !! فغضب وقال ( يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر !!...) هذا في حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما ؟!
وقال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله في مسألة؟ فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: سبحان الله! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي زنارا ؟! أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول أنت؟!"
وقال شيخ الإسلام وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها ، غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يَنصِّب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي ، غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة . بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصّبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ).
ومن لوازم محبتة أن تكون محبته أحب إليك من نفسك ومالك . يقول الله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) وروى البخاري عن أنس قال عليه السلام ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين )
ومن لوازم محبته أيضا الشوق إليه حين يأتي ذكره، والحنينُ إلى لقياهُ والأنسِ برفقته في الجنة .
قال القاضي عياض : ذكر عن مالك أنه سئل عن أيوب السختياني؟ فقال: "ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أوثق منه" وقال عنه مالك: "وحج حجتين، فكنت أرمقه، ولا أسمع منه، غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمـَه، فلما رأيت منه ما رأيت، وإجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه"
وذكر أبو نعيم في (حلية الأولياء ) عن مالك قال عن محمد بن المنكدر -وكان سيد القراء-: "لا نكاد نسأله عن حديث أبدا إلا يبكي حتى نرحمه"
وجاء في (سير أعلام النبلاء ) للإمام الذهبي عن الحسن البصري –رحمه الله- أنه كان إذا ذكر حديث حنين جذع يوم بكى على فراق النبي عليه السلام (الحديث في البخاري ...) يقول: "يا معشر المسلمين ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه"
ومن لوازم محبته كثرة الصلاة عليه فقد حثنا ربنا على ذلك فقال " ( إن الله وملائكته ..) و قال صلى الله عليه وسلم : ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ...) وقال: ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي ) وقال: ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ) وقال ( أكثروا من الصلاة والسلام علي ليلة الجمعة ويومها فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ).

أهمية الصدق في حياة المسلم

الصدق خلق عظيم من أهم أخلاق المسلم وصفات الداعية إلى الله تعالى وهو الأساس الذي قام عليه هذا الدين العظيم وهو ما عرف به عليه الصلاة والسلام في مكة فما كان يُعرف حينئذ الا بالصادق الأمين وهو ايضاً ما يُعرف به الانبياء والمرسلون (عليهم السلام) وقد أثنى الله تعالى على أنبيائه ووصفهم بالصدق فقال: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا))، ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا))، ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)).
والصدق كما عرّفه الامام ابن القيم (رحمه الله) في مدارج السالكين (هو منزلة القوم الاعظم، الذي فيه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الايمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء الا قطعه، ولا واجه باطلاً الا أرداه وصرعه، من صال به لم تُرد صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته، فهو روح الاعمال ومحك الاحوال والحامل على اقتحام الاهوال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين ودرجة تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين).
وتظهر أهمية الصدق للمسلم في انه يدخل في كل أمر من الامور، فالعبادة لا تصح الا بالصدق، وكذلك المعاملة والخلق والادب وغير ذلك فاذا فقد الصدق في أمر ما فقد الركن الاعظم الذي لا يصح الشيء الا به، ولهذا جاءت النصوص في الكتاب والسنة تأمر بالصدق وتحث عليه وتأمر بلزوم أهله قال تعالى ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ))، ووصف تعالى نفسه بالصدق فقال ((ومَن اصدق من الله حديثا))، وقال ((ومن أصدق من الله قيلا)).
وامر الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام أن يسأله ان يجعل مدخله ومخرجه الصدق فقال عز من قائل: ((وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا))، وأخبر عن خليله ابراهيم عليه السلام انه سأله أن يهبه لسان صدق في الآخرين ((واجعل لي لسان صدق في الآخرين)).
وبشّر عباده بأن لهم عنده قدم صدق ومقعد صدق فقال تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ))، قال الامام ابن القيم (رحمه الله) فهذه خمسة أشياء: مُدخل الصدق، ومخرج الصدق، ولسان الصدق، وقدم الصدق، ومقعد الصدق، وحقيقة الصدق في هذه الاشياء هو الحق الثابت المتصل بالله الموصل إلى الله وهو ما كان به وله من الاقوال والاعمال وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة.
ونظراً لأهمية الصدق في الإسلام فقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة ولذلك لما سأل هرقل ابا سفيان (رضي الله عنه): فماذا يأمركم؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو سفياناعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة) رواه البخاري. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وان الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: (الا ان الصدق والبر في الجنة الا ان الكذب والفجور في النار).
وأقل الصدق هو استواء السر والعلانية والصادق من صدق في اقواله والصدّيق من صدق في جميع اقواله وأفعاله وأحواله، فالصدق في الاقوال استواء اللسان على الاقوال كاستواء السنبلة على ساقها والصدق في الاعمال استواء الافعال على الامر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد والصدق في الاحوال استواء اعمال القلب والجوارح على الاخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق وبحسب كمال هذه الامور فيه وقيامه بها تكون بها تكون صدّيقيته ولذلك كان لابي بكر رضي الله عنه ذروة سنام الصديقية، سُمي الصدّيق على الاطلاق والصدّيق أبلغ من الصدوق والصدوق ابلغ من الصادق ولذلك كانت الصديقية كمال الاخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً.
ثمرات وفوائد الصدق
مما لا شك فيه ان للصدق فوائد جليلة وثمرات عديدة يجنيها الصادق بصدقه ويسعد بهذا الخلق العظيم في الدنيا والآخرة ومن أهمها.
1- الصدق دليل على الايمان والتقوى.
فقد اخبر الله تعالى عن أهل البر واثنى عليهم بأحسن اعمالهم من الايمان والإسلام والصدقة والصبر ثم وصفهم بأنهم اهل الصدق كما جاء في سورة البقرة ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)) إلى أن قال تعالى ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ))، وكذلك يورث التقوى ((وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)).
2- الصدق يؤدي إلى الخير وحسن العاقبة، قال تعالى ((فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ)).
3- الصدق دليل على البراءة من النفاق.
فقد قسم الله تعالى الناس إلى صادق ومنافق فقال ((لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ)).
قال الامام ابن القيم: الايمان أساسه الصدق، والنفاق أساسه الكذب فلا يجتمع كذب وايمان الا واحدهما محارب للآخر.
4- الصدق يؤدي إلى الجنة وينجي من النار كما مر في حديث عبد الله بن مسعود المتفق عليه.
5- نيل مرتبة الصديقية التي تلي مرتبة النبوة قال تعالى: ((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)).
6- الصدق ينجي العبد من اهوال القيامة، فقد أخبر الله تعالى انه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من العذاب الا صدقه ((هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)).
7- الصدق يورث الطمأنينة والراحة النفسية، فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة) رواه أحمد والترمذي وصححه الالباني.
8- الصدق يورث منازل الشهداء فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه مسلم.
9- الصدق يورث محبة ومعية الله تعالى فمن اراد ان يكون الله تعالى معه ويحبه فليلزم الصدق فإن الله تعالى مع الصادقين وان الله تعالى يحب الصادقين.
10- الصدق يورث البركة في كل شيء، فقد روى البخاري ومسلم انه عليه الصلاة والسلام قال (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا بورك لهما في بيعهما وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما) حتى قيل ما افتقر تاجر صدوق.
مظاهر الصدق
هناك مظاهر كثيرة يتجلى فيها الصدق وأهمها:
1- صدق اللسان: فالمسلم اذا حدّث لا يحدث بغير الحق والصدق واذا اخبر فلا يخبر الا بما هو مطابق للواقع فإن الكذب آية المنافق وعلامة له قال عليه الصلاة والسلام (آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمن خان) رواه البخاري ومسلم.
2- الصدق في المعاملة: فالمسلم اذا عامل أحداً صدقه في معاملته فلا يغشه ولا يخدعه ولا يزور ولا يغرر بحال من الاحوال وهو ايضاً يصدق في النصيحة والاستشارة.
3- الصدق في النية والارادة: ويرجع ذلك إلى الاخلاص وهو الا يكون لديه باعث في الاقوال والافعال والحركات والسكنات الا الله تعالى، فاذا خالط ذلك شيء من حظوظ النفس أثر ذلك في صدق نيته.
4- الصدق في العزم: فينبغي للمسلم ان لا يتردد في فعل ما ينبغي فعله من الواجبات والمأمورات والمستحبات وترك ما ينبغي عليه تركه من المحرمات والمحظورات والمكروهات وان يكون صادقاً في عزمه على ذلك.
5- صدق الحال فالمسلم الصادق لا يظهر خلاف ما يبطنه ولا يتظاهر بما ليس فيه من التقوى والاخلاص ولا يتكلف ما ليس له قال عليه الصلاة والسلام (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) رواه البخاري ومسلم.. فالصدق موافقة الحق في السر والعلانية.
6- الصدق في جميع مقامات الدين: وهو اعلى الدرجات واعزها كالصدق في الخوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا والتوكل والخشية والصبر والخوف وغيره..
نسال الله تعالى ان يرزقنا الصدق في القول والعمل والاعتقاد وان يثبتنا على ذلك.


ان كان فى نقص فمن نفسى والشيطان
وان كان فى خير ففضلاً من الله عزوجل



__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-08-2007, 04:56 PM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

السلام عليكم:جزاك الله خيرا الاخ الكريم على همتك ونشاطك الرائعين وعلى موضوعك القيم وبانتظار مشاركات باقى الاعضاء حتى نجد المنافسة الجميلة
وبرجاء الاخ الفاضل الدخول لهذا الرابط
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=32236
لانه تم الاستفتاء على المسابقة السابقة وتم ترشيحك للفوز بالوسام البرونزى
فارجو ان تضعه فى توقيعك لانك تستحقه عن جدارة
ومبارك عليك الفوز وعقبال كل مرة
دمت بكل خير وحفظك الله
__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا


"
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-08-2007, 11:52 PM
الصورة الرمزية قاصرة الطرف
قاصرة الطرف قاصرة الطرف غير متصل
مشرفة ملتقى الأخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: -* واحة زهرات الشفاء *-
الجنس :
المشاركات: 4,853
01 الصدق منجاة والكذب مهلكه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجميعن ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

اللسان من نعم الله العظيمة ، ولطائف صنعه الغريبة ، صغير جرمه ، عظيم طاعته وجرمه .لا يستبين الكفر والإيمان إلا بنطق اللسان ، وما من موجود أو معدوم ، ولا صانع أو مصنوع ، إلا ويتناوله اللسان بإثبات أو نفي . وكل مجالات العلوم طريق بيانها اللسان . رحب الميدان ، و اسع المجال ، وهو ترجمان القلوب والأفكار ، آلة البيان ، و طريق الخطاب . له في الخير مجال كبير ، وله في الشر باع طويل . فمن استعمله للحكمة والقول النافع وقضاء الحوائج ، وقيده بلجام الشرع ، فقد أقر بالنعمة ووضع الشيء في موضعه ، وهو بالنجاة جدير . ومن أطلق لسانه وأهمله ، سلك به الشيطان كل طريق ، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ، هو الميزان الذي توزن به الرجال ، وتعرف به أقدارها ، ما صلح منطق رجل إلا ظهر ذلك على سائر عمله ، ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك في سائر عمله ،والناس تنظر إلى المتكلم وتربط بين حديثه ومطابقته للواقع وصدقه مع نفسه ، وإنهم ليعرفون بثاقب نظرهم ، و يدركون بعميق خبرتهم الكاذب من الصادق ، والمصلح من المفسد ، والبر من الفاجر ؛ ومِنْ أجل هذا انقسمت أحاديث الناس وأخبارهم إلى صدق وكذب ، وطيب وخبيث ، وحق وباطل ، ( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عن الله صديقاً ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه واللفظ لمسلم من حديث عبد الله بن مسعود والله عز وجل يقول : { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار * يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } .
معاشر الأحبة : إن صاحب الكلمة الخبيثة لا ينطلق إلا بأقوال أثيمة . لسانه لماز ، وبصره غماز . حديث بذاء و فعله عدوان . لا يذكر عظيم إلا استحقره ، ولا يرى كريم إلا نال من عرضه . فلا يتعمد الكذب إلا متملق منافق ، فهو عنوان سفه العقل ، وسقوط الهمة ، وخبث الطوية ، وجبن النفس ، حتى قال بعض الحكماء : لم يكذب أحد قط إلا لصغر قدر نفسه عنده . ومن قل إيمانه بربه وخف من يوم الحساب خوفه ، لا يبالي أن يلبس الحق بالباطل ، ويصور الأشياء على غير الواقع . ويشتد خبث الكلمة ويعظم وزر الكذب إذا اتسع نطاق ضررهما . فالصحفي الذي ينشر على الملأ خبراً باطلاً ، و السياسي الذي يخدع الناس في القضايا الكبرى ، و المغرض الذي يسوق التهم في الكبراء ، و المداح الذي يتخذ من المدائح الفارغة بضاعة يتملق بها الأكابر ، و يكيل الثناء للوجهاء ، و يهرف بما لا يعرف فيصف الجبان بالشجاعة والظالم بالعدالة ، والبخيل بالكرم ـ كل أولئك يرتكبون جرائم عظيمة ، ويجرون إلى عواقب وخيمة . وفي خبر البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار ، فكان مما قال عليه الصلاة و السلام : ( أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة )
والله وحده المستعان على ألسنة تصف ، وقلوب تعرف ، وأعمال تخالف .
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 03-08-2007, 06:12 PM
الصورة الرمزية فتاة القرآن
فتاة القرآن فتاة القرآن غير متصل
مشرفة ملتقى الإخاء والترحيب
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,231
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

الصدق
خلق الأنبياء ..
إن خلق الأنبياء صفة لازمة للأنبياء ، فلا يمكن لنبي من الأنبياء أن يكون له كذبة واحدة فهذا مستحيل . فهو صفة لصيقة لكل نبي من الأنبياء ، وكلما مدح الله تبارك وتعالى في كتابه نبياً من أنبيائه يصفه بأنه صادق ، يقول تعالى : { واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صدّيقاً نبياً}[مريم :41] .
ويقول : {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صدّيقاً نبياً} [ مريم :56] .
ويقول : {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً}[مريم :54] .

الصادق الأمين ..
وإن كان هناك صفة لابد أن يشتهر بها حبيبنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قبل البعثة ، فلا بد أن تكون الصدق . فكان ( صلى الله عليه وسلم ) يلقب قبل البعثة ، بالصادق الأمين .
وبعد ثلاث سنوات من بعثته يكلفه الله بالجهر بالدعوة {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين } [ الحجر : 94] ،فيصعد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فوق جبل الصفا وينادي "يا بني كذا ... يا بني كذا" ليجمع القبائل .
فأتوا إليه جميعاً حتى أنه من كان لا يستطيع أن يأتي ، يرسل رسولاً عنه . فلما تجمعوا قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) "أرأيتم لو أخبرتكم أن خلف هذا الجبل خيلاً تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟" فقالوا : ما جربنا عليك كذباً قط ، فقال :" إني نذير الله إليكم بين يدي عذابٍ شديد" فيرد أبو لهب قائلاً : تباً لك ألهذا جمعتنا !!
لقد قام الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عليهم الحجة ، فلقد قال لهم في البداية كلاماً أقرب لعدم التصديق ، فجبل الصفا جبل قصير ، ومع ذلك يقول : "ماذا تقولون" فيعلنوها صريحة مدوّية : "ما جربنا عليك كذباً قط" وحتى بعد قوله إنه نبي كان رد أبي لهب : تباً لك ، ولم يجرؤ أن يكذب النبي ( صلى الله عليه وسلم ).

ومن أصدق من الله قيلاً ..
وانظر كيف يعاملنا ربنا ... يقول تبارك وتعالى : {الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله قيلاً } [ النساء : 87] .بعدما انسابت هذه الآية في أعماق نفسك ... وأثرت ذلك التأثير أتُصدق يوم القيامة ...!؟ تقول : طبعاً أُصدق ... فماذا عملت له !؟
ويقول تبارك وتعالى آية حبيبة إلى نفوسنا ... ألا وهي : {والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً وعد الله حقاً ومن أصدق من الله قيلاً } [ النساء : 122] .
هل هناك أصدق من الله ...!؟ طالما علمت أن هناك جنة ، فأين استعدادك لها ...؟ وطالما علمت أن هناك ناراً فأين خوفك منها ...؟ أين استعدادك ليوم القيامة ؟ أيكذب ربنا ...!؟ حاشا لله ... نستغفر الله العظيم ... والله إنها معانٍ بليغة ... ولكن لو لاقت قلوباً حية .

سبحان الله ...!! شئ غريب جداً !!
إن هناك معني إسلامية مشتقة من الصدق ، ونحن لا نلتفت إليها ... فكلمة صديق مشتقة من الصدق ؛ لأن الصديق هو الذي يصدق في معاملته معك ولا يخونك ، وهناك معنى بعيد جداً عن أذهاننا لا نتخيل أنه مشتق من الصدق ... أتدرون ما هو .
إنه الصدقة ... فكيف ذلك ...؟ لأن الصدقة هي دليل صدقك مع الله بشكل عملي ، فإذا كنت صادقاً مع الله وتحب الله فأرني بشكل عملي صدقك مع الله ... فتصدق .
إذا كان ( الصديق والصدقة )هذان المعنيان العظيمان مشتقان من الصدق فكيف يكون الصدق ...

وهل بعد الجنة مطلب ...!؟
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) : "إن الدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق ، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذّاباً" .
... نعم من لاح له فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف ، ومن يستقل هذا الأجر ؟ إنه الجنة ، وإن التكليف - الصدق - هين جداً أمام هذا الأجر العظيم .

ما ذا تحب أن تكتب عن الله !؟
تخيل أنك مكتوب عند الله كذاب ...!! وتلقى الله يوم القيامة وهذه صفتك (كذاب ) ، وتفتح صحيفتك وكلما قلبت صفحاتها وجدت مكتوباً فيها كذاب ، وتعرفك الملائكة بالكذاب .
أراك تستعيذ بالله ... أبشر إن قبلك حي .
وتخيل العكس ... إنك تتحرى الصدق في أقوالك وأفعالك و ... فتكتب عند الله صدّيقاً ، ويكون عنوان صحيفتك ( صدّيقاً ) وأنت عند الملائكة صدّيقاً .
أسمعك تقول : اللهم آمين ... فإن أردت ذلك فابدأ من الآن وقل لن أكذب بعد اليوم ... مهما كان .

لماذا اختار النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هذه الكلمة ...!؟
اختار النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كلمة : "يهدي" ... سبحان الله !! وكأن الصدق يأخذ بيدك إلى الجنة ، والكذب يأخذ بيدك أيضاً ، ولكن إلى النار ، واختار النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كلمة : "الفجور" ؛ لأنه الإسم الجامع لكل أنواع الشرور .
يا الله ...!! كل الشرور تأتي من جراء الكذب ... أما آن لك أن تصدق ...؟!

كنز مفقود ...!!
يقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : "إن الصدق طمأنينة والكذب ريبة" .
إنك حين تصدق تشعر باطمئنان ... تشعر براحة ، أليس كذلك ؟ بالرغم من أنك تعلم أنك بصدقك ستتعرض لما لا يرضيك ، وبالرغم من ذلك لا تشعر بقلق ولا بتردد ...ولا يعتريك أي شئ يخفيك .
تخيل معي ... لو أن المجتمع يسوده الكذب والريبة والشك ...كيف يكون هذا المجتمع وكيف يتعايش الناس فيه ؟ وتخيل ...لو أن المجتمع يسوده الصدق والطمأنينة والرحمة ... فإلى أي درجة تكون الثقة في المجتمع ، فأي المجتمعين تختار ...!؟ ابدأ بنفسك حتى ينصلح من حولك ...!!

خيانة عظمى ...!!
يقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : "كبرت خيانةً أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب ..." معقول !! أكبر الخيانة أن تحدث صديقاً حديثاً تكذب فيه عليه ، وهو يصدقك ، ثم تضحك ...!! وتقول : أرأيتم كيف ضحكت عليه إنه ...( ساذج ).
إياك أخي الحبيب أن تقع في مثل هذا ... إنه لحديث يحتاج لقلوب شفافة تشعر بالكلمة قبل نطقها ... فما بالك إذا سمعت هذه الكلمة "كبرت خيانة" !! ولا تحزن إذا كنت في مرة من المرات (ساذجاً ) فهو ( خائن ) .

منافق ... هل هذا معقول !؟
يقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : "آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان" .
وكأني انظر إلى بريق عينيك وهي تنظر إلى هذه الكلمة ( المنافق ) ، وكأنك تقرأها لأول مرة ... اعذرني . ولكن ألست معي أن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ؟

لقد تغير قلب النبي عليك ... ولكن أمامك فرصة!!
يقول الصحابة رضوان الله عليهم :ما كان خلق أبغض إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )من الكذب ، ولقد كان الرجل يحدث الكذبة عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيتغير قلب النبي عليه ، فما يزال النبي في نفسه من ضيق حتى يعلم أنه أحدث منها توبة .
فإياك أن يتغير قلب النبي عليك ... أما تحب النبي !؟ تقول : ( بلى ) . فلماذا تكذب إذاً ...!؟ إن أكثر صفة يكرهها النبي في بني آدم هي الكذب .
أترضى بغض النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ...!!
يا الله !! الكذب باب الكبائر !!
يقول العلماء : "إن الذي يستديم على الكذب فقد أتى بكبيرة من الكبائر"
لا يزال الكذب يجري على لسانك إلى الدرجة التي تجعلك تصدق نفسك ، وترى أن الذي تقوله هو الحق ؛ بل وتغضب إذا قيل لك : إن ما تقوله كذب بالرغم من أنه كذب فعلاً ، ولكن لكثرة كذبك صدقت نفسك . ثم بعد ذلك ينتقل إلى أفعالك ، ثم إلى تصرفاتك وأحوالك حتى يصبح الكذب عادة .
وعند هذه الحالة تستبيح الحرمات ... نسأل الله العافية .

الكذب لا محالة يؤدي إلى النفاق ..
يقول الله عز وجل : {ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين} [الأحزاب : 24] .
أراك تعجبت ... تعجبك في محله!! تقول : المفروض "ويعذب الكافرين" ما الذي أتى بالمنافقين هنا ؟
إن الله يعلمنا أن الذي يعيش عمره كله كذاباً ، في النهاية يكون منافقاً ، فالإيمان أساسه الصدق ، والنفاق أساسه الكذب ، ولذلك لا يمكن أن يجتمع إيمان وكذب في قلب واحد .

كذب وإيمان ... لا يجتمعان
سئل النبي ( صلى الله عليه وسلم ): أيكون المؤمن جباناً ؟ قال :"نعم" قالوا : أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: "نعم" ، قالوا: أيكون المؤمن كذاباً؟قال:"لا" .
...نعذرك في لحظة ضعفت فيها نفسك فجبنت ...نعذرك في لحظة ضعفت فيها نفسك أن تنفق...ولكن الكذب لا عذر له أبداً.
سبحان الله!!كذب وإيمان...لا يجتمعان.

الآن ...قد استكملت الصدق
كان هذا أيها الأحبة خلق الصدق...فهل أنت صادق مع الله؟.
فأين صدقك...؟ لا تقولها باللسان فقط.
ولكن نية ولسان وعمل.
فلو صدقت في نيتك، وصدقت بلسانك، وصدقت في كل أعمالك، فقد استكملت الصدق وتصبح عندها صديقاً

فهل عرفتم الآن لماذا يلقب أبو بكر: بالصديق؛ لأنه صدق في الثلاثة : في نيته ، وفي لسانه، وفي عمله، وكل تصرفاته وسكناته رضي الله عنه وأرضاه

وَكَأَنَّ الصّدقَ أَرْضَ بَكْرٍ***فَأَينَ لَها بِأَبِي بَكْرِ

بتصرف من كتاب أخلاق المؤمن
__________________
إن مواعظ القرآن تذيب الحديد
وللفهوم كل لحظة زجر جديد

وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد

غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد ..

التعديل الأخير تم بواسطة فتاة القرآن ; 03-08-2007 الساعة 07:45 PM.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-08-2007, 11:21 AM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد متصل الآن
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 25,518
الدولة : Yemen
افتراضي

أولاً : تعريف الصدق:
الصدق نقيض الكذب، وهو قول الحق ، والمطابق للواقع والحقيقة، والصادق هو المخبر بما يطابق اعتقاده، والصديق المبالغ في الصدق (لسان العرب لابن منظور ج 1ص193). قال الله تعالى : ( ليسأل الصادقين عن صدقهم )( الأحزاب: 8 ) أي ليسأل المبلغين من الرسل عن صدقهم في تبليغهم ، وتأويل سؤالهم التبكيت للذين كفروا بهم لأنّ الله تعالى يعلم أنّهم صد يقون ( الصدق وأثره في حياة الفرد والأمة، صفوت محمود ص: 13).
ثانياً : الأمر بالصدق:
يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) ( التوبة : 119) ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير الآية : " و في أقوالهم وأفعالهم و أحوالهم، الذين أقوالهم صدق، و أعمالهم و أحوالهم لاتكون صدقاً خالية من الكسل و الفتور، سالمة من المقاصد السيّئة ، مشتملة على الإخلاص و النيّة الصالحة، فـإنّ الصدق يهدي إلى البرّ ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنة " ( تيسير الكريم الرحمن ص: 325). و عن أبي سفيان رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصّة هرقل، قال هرقل : فماذا يأمركم ؟ يعني النبي صلى الله عليه و سلم ، قال أبوسفيان قلت يقول : " اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق و العفاف والصلة" ( متفق عليه).
ثالثاً : فضل الصدق :
يقول الله عزوجل: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً، ليجزي الله الصادقين بصدقهم ) ( الأحزاب : 23-24). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" عليكم بالصدق فإنّ الصدق إلى البر ، وإنّ البر يهدي إلى الجنة" ( متفق عليه) ويقول الإمام المراغي : " إنّه سبحانه أمر المؤمنين بشيئين : الصدق في الأقوال ، والخير في الأفعال، وبذلك يكونون قد اتقوا الله و خافوا عقابه، ثم وعدهم على ذلك بأمرين : الأول: إصلاح الأعمال إذ بتقواه يصلح العمل، والعمل يرفع صاحبه إلى أعلى العليين ويجعله يتمتع بالنعيم المقيم في الجنة خالداً فيها أبداً. الثاني : مغفرة الذنوب وستر العيوب والنجاة من العذاب العظيم " ( تفسير المراغي ج 22ص 45).
رابعاً: الحثّ على الصدق:
يقول المولى عزوجل: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبداً رضي الله عنهم و رضوا عنه وذلك هو الفوز العظيم).( المائدة: 119). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق فإنّه مع البر ، وهما في الجنة ، وإياكم والكذب فإنّه مع الفجور ، وهما في النار ، وسلوا الله اليقين والمعافاة، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، و لا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً، كما أمركم الله " ( رواه أحمد والبخاري وابن ماجة). ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر :" وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً" ( رواه الترمذي). قال الإمام المباركفوري قال النووي : " قال العلماء في هذا الحديث حث على تحري الصدق والاعتناء به " ( تحفة الأحوزي ج 6 ص 106).
خامساً : الصدق من صفات الأنبياء والمرسلين:
يقول الله تعالى : ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنّه كان صدّيقاً نبيا ً ) ( مريم :41). ويقول الإمام الألوسي " واذكر لهم قصة إبراهيم عليه السلام فإنّهم ينتمون إليه فعساهم باستماع قصته يقلعون عمّا هم فيه من القبائح.. و في الكشاف : الصديق من أبنية المبالغة ، والمراد فرط صدقه ، وكثرة ما صدق به من غيوب الله تعالى و آياته وكتبه ورسله و كان الرجحان والغلبة في هذا التصديق للكتب والرسل أي كان مصدقاً بجميع الأنبياء و كتبهم وكان نبياً في نفسه كقوله تعالى : ( بل جاء بالحق وصدّ المرسلين) أو كان بليغاً في الصدق لأنّ ملاك أمر النبوة الصدق ومصدق الله تعالى بآياته ومعجزاته حريّ أن يكون كذلك" ( روح المعاني ج 6 ص 59). و يقول سبحانه : ( واذكر في الكتاب إدريس إنّه كان صديقاً أميناً ) ( مريم : 56).
قال الإمام أبو السعود : " إنّه كان صديقاً ملازماً للصدق في جميع أحواله"( تفسير أبي السعود ج 5ص 270).
وفي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع خديجة حيث جاء الملك وهو في غار حراء فقال : " اقرأ ، قال: ما أنا بقارئٍ ، إلى أن قال له : ( اقرأ باسم ربّك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) فرجع إلى خديجة و أخبرها الخبر ، قال: لقد خشيت على نفسي ، قالت له خديجة: كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً ، والله إنّك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق" ( صحيح مسلم بشرح النووي ج 2ص 99-201) .
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 05-08-2007, 04:45 PM
الصورة الرمزية أبــ«alyemen»ــن
أبــ«alyemen»ــن أبــ«alyemen»ــن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: داخــل اعـمـااق قلبيـ...!!
الجنس :
المشاركات: 1,172
الدولة : Yemen
افتراضي

فضل الصدق
قال الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" [الأحزاب: 23]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا".
ويكفي في فضيلة الصدق أن الصدِّيق مشتق منه، والله تعالى وصف الأنبياء به في معرض المدح والثناء فقال: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا "[مريم41] وقال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا" [مريم 56].
وقال ابن عباس: أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر.
وقال بشر بن الحارث: من عامل الله بالصدق استوحش من الناس.
وقال أبو سليمان: اجعل الصدق مطيتك، والحق سيفك والله تعالى غاية طلبك.
وقال رجل لحكيم: ما رأيت صادقًا ! فقال له: لو كنت صادقًا لعرفت الصادقين.
وقيل لذي النون: هل للعبد إلى صلاح أموره سبيل؟ فقال:
قد بقينا من الذنوب حيارى
فدعاوى الهوى تَخفُ علينا نطلب الصدق ما إليه سبيل
وخلاف الهوى علينا ثقيل
حقيقة الصدق ومراتبه:
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معانٍ: صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق لأنه مبالغة في الصدق.
الصدق الأول: في صدق اللسان، وذلك لا يكون إلا في الإخبار أو فيما يتضمن الإخبار وينبه عليه، والخبر إما أن يتعلق بالماضي أو بالمستقبل وفيه يدخل الوفاء والخلف، وحق على كل عبد أن يحفظ ألفاظه فلا يتكلم إلا بالصدق.
وهذا هو أشهر أنواع الصدق وأظهرها فمن حفظ لسانه عن الإخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو صادق.
الصدق الثاني: في النية والإرادة، ويرجع ذلك إلى الإخلاص وهو ألا يكون له باعث في الحركات والسكنات إلا الله تعالى، فإن مازجه شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية وصاحبه يجوز أن يسمى كاذبًا.
الصدق الثالث: في صدق العزم، إن الإنسان قد يقدم العزم على العمل فيقول في نفسه: إن رزقني الله مالاً تصدقت بجميعه - أو بشطره أو إن لقيت عدوًا في سبيل الله تعالى قاتلت ولم أبالِ وإن قُتلت، وإن أعطاني الله تعالى ولاية عدلت فيها ولم أعصِ الله تعالى بظلم وميل إلى خلق، فهذه العزيمة قد يصادقها من نفسه وهي عزيمة جازمة صادقة، وقد يكون في عزمه نوع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق في العزيمة، فكان الصدق هاهنا عبارة عن التمام والقوة.
الصدق الرابع: في الوفاء بالعزم، فإن النفس قد تسخو بالعزم في الحال، إذ لا مشقة في الوعد والعزم والمؤونة فيه خفيفة، فإذا حفت الحقائق وحصل التمكن وهاجت الشهوات، انحلت العزيمة وغلبت الشهوات ولم يتفق الوفاء بالعزم، وهذا يضاد الصدق فيه، ولذلك قال الله تعالى: "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" [الأحزاب: 23].
عن أنس رضي الله عنه: أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على قلبه وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، أما والله لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما اصنع! قال: فشهد أحدًا في العام القابل فاستقبله "سعد بن معاذ" فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟ فقال: واهًا لريح الجنة! إني أجد ريحها دون أحد! فقاتل حتى قُتل فوُجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة؛ فقالت أخته بنت النضر: ما عرفت أخي إلا بثيابه، فنزلت الآية.
الصدق الخامس: في الأعمال، وهو أن يجتهد حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به؛ لا بأن يترك الأعمال ولكن بأن يستجرَّ الباطن إلى تصديق الظاهر، ورب واقف على هيئة خشوع في صلاته ليس يقصد به مشاهدة غيره ولكن قلبه غافل عن الصلاة فمن ينظر إليه يراه قائمًا بين يدي الله تعالى وهو بالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته.
الصدق السادس: وهو أعلى الدرجات وأعزها: الصدق في مقامات الدين، كالصدق في الخوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا والتوكل والحب وسائر هذه الأمور، فإذا غلب الشيء وتمت حقيقته سمي صاحبه صادقًا فيه، كما يقال: فلان صدق القتال، ويقال: هذا هو الخوف الصادق. ثم درجات الصدق لا نهاية لها، وقد يكون للعبد صدق في بعض الأمور دون بعض فإن كان صادقًا في جميع الأمور فهو الصدِّيق حقًا.
قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: ثلاثة أنا فيهن قوي وفيما سواهن ضعيف: ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي حتى أفرغ منها، ولا شيعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة، وما هو مقول لها حتى يُفرغ من دفنها، وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قولاً إلا علمت أنه حق، فقال ابن المسيب: ما ظننت أن هذه الخصال تجتمع إلا في النبي عليه الصلاة والسلام
__________________
ان لم تكن التواقيع تعبر عن مشاعر صاحب التوقيع

اذاً


لـمـ؟ـاذا عـ؟ـنـا التواقيــــع





الشكر لقدوتي وحبيبي" اخي الغالي "
اجتاز من الروح أغلبها
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 05-08-2007, 05:18 PM
الصورة الرمزية أبــ«alyemen»ــن
أبــ«alyemen»ــن أبــ«alyemen»ــن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: داخــل اعـمـااق قلبيـ...!!
الجنس :
المشاركات: 1,172
الدولة : Yemen
افتراضي

أهمية الصدق وضرورته لقيام الدنيا والدين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن خلق الصدق من أعظم مقومات الدين والدنيا فلا تصلح دنيا ولا يقوم دين على الكذب والخيانة والغش.
والصدق والتصديق هو الرباط الوثيق بين الرسل ومن آمن بهم، قال تعالى: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جـزَاءُ الْمُحْسِنِينَ }.
وقال في الكذب والتكذيب : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ }
ولمكانة الصدق والتصديق بالحق عند الله وفي الإسلام ولدى العقلاء وذوي الفطر السليمة وآثارهما الطيبة ولخطورة الكذب والتكذيب بالحق أحببت أن أزجي هذا المقال المستمد من كتاب الله ومن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سيرة وواقع بعض الصادقين المصدقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أسأل أن يعينني ويوفقني للنهوض بكل ما أستطيع من اسداء للنصح والبيان لإخواني المسلمين وأسأله أن يجعلنا جميعاً من الصادقين الحريصين على التمسك به والثبات عليه وأن يجعلنا جميعاً من المبحبين للحق والمتحرين لاتباعه والمصدقين به.
ولعظمة الصدق ومكانته عند الله وعند المسلمين وعقلاء البشر، وصف الله نفسه بالصدق فقال: { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } .
فهذا ثناء من الله على نفسه بهذا الوصف العظيم فهو صادق في أخباره كلها وفي كلامه كله وفي تشريعاته وفيما قصّه عن الأنبياء وأممهم وفيما قصّه عن بني إسرائيل أنبيائهم ومؤمنيهم وفاسقيهم ومن كفر منهم، وعن تحريفهم لكتاب الله: التوراة والإنجيل واتخاذهم الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله.
وقال تعالى: { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } .
وقال تعالى: { وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً } .
وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ * ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ } .
وقال تعالى: { ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } .
هكذا وصف الله نفسه بهذا الوصف العظيم، الصدق في الأقوال والصدق في الأفعال والصدق في الوعد والصدق في الوعيد.
والصدق في الأخبار عن أنبيائه وأوليائه المؤمنين.
والصدق في الأخبار عن أعدائه الكافرين.
ولقد وصف الله أنبياءه بالصدق، وأيّدهم بالمعجزات والآيات العظيمة برهنة على كمال صدقهم ودحضاً لافتراءات وتكذيب أعدائهم.
ومن أعظم ما أيدهم به إهلاك أعدائهم بالطوفان وبعضهم بالريح الصرصر وبعضهم بالصيحة والرجفة وبعضهم بالخسف وبعضهم بالغرق، مع إنجاء الأنبياء وأتباعهم فكل هذا من رب العالمين شهادة بصدق أنبيائه وأنهم رسله حقاً، وإهانة لأعدائه وأعدائهم.
وممن وصفهم في القرآن بهذا الوصف: إبراهيم وإسماعيل وإدريس – عليهم الصلاة والسلام -.
قال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا } .
وقال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا } .
وقال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا } .
فالوصف بالصديقيّة بيان لتمكنهم من هذا الوصف وهو الصدق، وأن أقوالهم وأفعالهم ووعودهم وعهودهم قائمة على الصدق.
وكل آية في القرآن الكريم المعجز الذي تحدى به الجنّ والإنس على أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك أعظم برهان على صدق محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنه رسول الله حقاً وخاتم النبيين، وشهادة الله له بأنه خاتم النبيين معجزة عظمى ودلالـة كـبرى على صدقـه – صلوات الله وسلامه عليه -؛ إذ ما ادعى النبوة أحد بعده إلا وفضحه الله وأخزاه وكشف عواره وكذبه.
بل ما كذب عليه أحد في قول نسبه إلى رسالته إلا وفضحه الله وأخزاه ببيان أتباع رسالته الصادقين من محدثين وغيرهم.
قال تعالى – في الثناء عليه وعلى ما جاء به من الحق والصدق- :
{ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ } .
فهذه أعظم منـزلة أوتيها عبد الله ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم -.
وقد وصف الله عباده المؤمنين الذين صدقوا في إيمانهم وأعمالهم وجهادهم وعهودهم:
{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }.
وقال تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } .
وقال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } .
وقال تعالى – في مدح فقراء المهاجرين وكل أصحاب محمد صادقون لا فرق بين مهاجر وأنصاري- :
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } .




لقد زكى الله أصحاب محمد ه صلى الله عليه وسلم وأثنى عليهم كثيراً في محكم كتابه وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم عاطر الثناء في أحاديث كثيرة.
ومن أبرز وأجلى صفاتهم التي وصفوا بها الصدق الذي لا يقوم دين ولا تستقيم دنيا إلا به فنقل إلينا هؤلاء الصادقون ووراثهم بكل صدق وأمانة كتاب الله المتواتر وسنة رسوله متواترها وآحادها الصحيحة الثابتة بما في ذلك سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهاده وغزواته.
والكتب الصحاح والمصنفات والجوامع والمعاجم وكتب العقائد وغيرها تزخر بهذه النقول، قد ميّز فيها أئمة الجرح والتعديل الصحيحَ منها من السقيم حتى تكون الأمّة على صراط مستقيم ومنهج قويم وحياة واعية راشدة.
ونقلوا لنا سير الصحابة الكرام ومناقبهم ومحاسنهم التي برزوا فيها على سائر أمم الأنبياء فكانوا بها خير أمة أخرجت للناس، وكتب فضائل الصحابة ومناقبهم وسائر دواوين السنَّة تزخر بذلك.
وقد مرّ بنا في هذا المقال ثناء الله العام عليهم بصفات جليلة ومنها الصدق، ومقالي هذا لا يتسع لذكر الأخبار الصحيحة بوقائع صدقهم غير أني سأضرب مثلاً بثلاثة منهم تجمعهم حادثة واحدة، وأبرز هؤلاء الثلاثة ذلكم الصحابي الجليل كعب بن مالك، ذلكم الرجل الذي نجاه الله من النار والنفاق ومن سخط الله وسخط رسوله بالصدق وقصته شهيرة وحديثه مشهور وطويل لا يتسع المقام لسرده هنا لكني سأختار منه مقاطع تدل على منـزلة هذا الصحابي وأخوانه في هذه الواقعة ويأخذ المسلم منها العبرة والأسوة بهؤلاء الصادقين.

1) (( عن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال كعب بن مالك: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحداً تخلف عنه إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً واستقبل عدواً كثيراً فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ يريد بذلك الديوان قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينـزل فيه وحي من الله عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئاً وأقول في نفسي أنا قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى اللهم عليه وسلم غادياً والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني فعلت ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء)).
ففي هذا المقطع إشادة ببيعة العقبة ومنـزلتها في نفسه؛ لأنها بما فيها من معان كبيرة تمثل القاعدة المكينة التي قامت عليها هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية وقام عليها نصرة الأنصار وعليها قامت دولة الإسلام وعلى أساسها قام الجهاد وقوة الإسلام والمسلمين ومنها وعنها انبثقت الغزوات والسرايا ثم القضاء على الردّة وانطلاق جيوش الإسلام إلى العالم لتفتح القلوب بنور الإيمان والإسلام وتخرجهم من الظلمات إلى النور فمن هنا أدرك هذا الصحابي الجليل مكانة بيعة العقبة فكان لا يرضى بها بديلاً فهو كما قال: (( وما أحب أن لي بها مشهد بدر )).
تحدث عما اكتنف تخلفه عن غزوة تبوك بشجاعة الصادقين بأسلوب واضح مشرق يفيض بالصدق من قلب امتلأ بالإيمان وروح ومشاعر تتدفق بالنـزاهة والصدق الذي لا يعرف مثله لتائب في مثل ذلك الموقف الرهيب الذي ارتكس فيه الجبناء المنافقون فلجأوا إلى الكذب والتمويه بانتحال الأعذار الكاذبة التي سرعان ما فضحهم الله وأخزاهم وأحلهم به دار البوار.
(1) لقد صرّح بأنه لم يكن تخلفه ناشئاً عن فقر وعسر ولا عن عجز وضعف فقد كان يشارك فيما سبق غزوة تبوك من غزوات وهو في حال دون حاله في هذه الغزوة قال:
(( وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزوة)).
(2) صرح بالأسباب التي نالت من عزيمته في الجهاد وهي الحر الشديد والسفر البعيد والمفاوز العريضة المهلكة بين المدينة وتبوك والعدد الكثير من روم وعرب يشايعون الروم.
وذكر أن رسول الله جلا للناس أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم.
(3) وصرح بما لعله أهم أسباب تخلفه وهو طيب الثمار والظلال، ثم قال مصرّحاً بما قد يسعه أخفاؤه ولكن نفسه الصادقة أبت إلا أن يصدع به : (( فأنا إليه أصعر )) أي: أن نفسه مالت إليه ، وهذه منـزلة عظيمة في الصدق قل جدّاً من يرقى إليها.
(4) وذكر منازعة نفسه وتردده بين اللحاق بركب رسول الله r وأخوانه المجاهدين وبين قعوده تحت الظلال الوارفة والثمار الطيبة.
(5) وذكر ما كان يصيبه في هذا التخلف من آلام الحسرة والحزن بسبب أنه لا يرى له أسوة في التخلف إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء، وهذا من أدلة حياة قلبه وصدق إيمانه.

2) (( فقال كعب بن مالك: فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب وأقول: بم أخرج من سخطه غداً وأستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي فلما قيل لي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبداً فأجمعت صدقه وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت تَبَسَّم تَبَسُّم المغضب ثم قال: تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي: ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قال: قلت: يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت)).
وفي هذا المقطع يذكر لنا وضعه الجديد حيث قفل رسول الله r وقد ظفروا بالعزّة والنصر والأجر فماذا استفاد من هذا التخلف ولو كان من أسبابه طيب الظلال والثمار ومن هم أسوته سوى المغموص عليهم في النفاق والضعفاء والمعذورون.
فيعتصر قلبه الحي من قسوة الألم والأسى.
وفي الوقت نفسه يذكره الشيطان ويملي عليه أنواعاً من الكذب لكن ظلمات الكذب والباطل قد انـزاحت عنه بفضل الله عليه وحسن رعايته له بسبب صدق إيمانه وإخلاصه لله رب العالمين فوفقه لأعظم أسباب النجاة بعد الإيمان وهو الصدق ولا سيما عند الأخطار والأحداث المدلهمّة.
قال: ((فلما قيل لي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبداً فأجمعت صدقه وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً)).
وذكر تلك السنَّة العظيمة التي تكاد تنسى أو نسيت عند كثير من المسلمين ألا وهي صلاة ركعتين في المسجد عند قدوم المسلم من سفر.
وذكر موقف المعذرين أي المنافقين أنه الكذب والتمويه الباطل مؤكدين كذبهم بالحلف فما يسع رسول الله إلا أن يقبل علاينتهم ويكل سرائرهم إلى الله علام الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، لكن كعباً – رضي الله عنه – بفقهه وعقله أدرك أن الكذب على رسول الله ولو أكد بالأيمان المغلظة لن ينجيه من سخط الله ثم من سخط رسوله أدرك ذلك ببصيرته النيّرة وعقله الثاقب بعد توفيق الله له فأبى إلا أن يجهر بالحقيقة الناصعة.

3) قال (( فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر قال: فخررت ساجداً وعرفت أن قد جاء فرج قال: فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرساً وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني فنـزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة ويقولون: لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل من المهاجرين غيره قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال: فقلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله فقال: لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر قال وكنا نعرف ذلك قال: فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك بعض مالك فهو خير لك قال: فقلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر)).

يتبع
__________________
ان لم تكن التواقيع تعبر عن مشاعر صاحب التوقيع

اذاً


لـمـ؟ـاذا عـ؟ـنـا التواقيــــع





الشكر لقدوتي وحبيبي" اخي الغالي "
اجتاز من الروح أغلبها
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 05-08-2007, 05:20 PM
الصورة الرمزية أبــ«alyemen»ــن
أبــ«alyemen»ــن أبــ«alyemen»ــن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: داخــل اعـمـااق قلبيـ...!!
الجنس :
المشاركات: 1,172
الدولة : Yemen
افتراضي

لقد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ليكذبه في العذر ولكن ليقول الحقيقة بملئ فيه؛لأنّه قد زاح عنه الباطل واستقر الحق في أعماق نفسه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماخلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ أي قد اشتريت راحلة الجهاد وأعددت العدة لذلك.
فقال كعب: يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله ، والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك.
واعتذر أخوانه مرارة بن الربيع وهلال بن أميّة بمثل عذره الصادق، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما قال لكعب.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم بمقاطعتهم وهجرانهم فنفذوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدقّة بما فيهم أقرب الأقربين إليهم طاعة لله ولرسوله r ويستلبث الوحي وتستمر المقاطعة ويتمادى الابتلاء والإختبار الصعب لمدة خمسين يوماً.
وتترامى الأنباء إلى ملك غسان النصراني فيجد في ظنّه فرصة إلى استمالة كعب ودعوته إلى اللحاق به ليكرمه في زعمه ويواسيه فيأبى إيمان كعب بالله ورسوله وتأبى نفسه الأبية من الاستجابة لهذه المحالة الشيطانية ويدرك بأن هذا أيضاًَ من الابتلاء فيسجر برسالة هذا الكافر التنور كما قال – رضي الله عنه – وجاءهم الفرج صباح خمسين ليلة بتوبة الله عليهم وهم كما قال كعب – رضي الله عنه - على الحال التي ذكر الله تعالى قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت وامتلأ أصحاب محمد r بشرى وسروراً بما أفاض الله على إخوانهم من توبة الله عليهم ورضى الله ورسوله عنهم وتسابق المبشرون، منهم من يمشي على رجليه فيستبطئ فيعلو جبل سلع ويرفع صوته مدوى فيسبق صوته راكب الفرس المنافس له الحريص على سبقه فيذهب كعب إلى رسول الله r وفي طريقه يستقبله أصحاب رسول الله فوجاً فوجاً يهنئونه بتوبة الله عليه.
ويجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه كالقمر تبرق أساريره من السرور، فيقـول له: أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك.
وكيف لا يكون ذلك وقد أنقذه الله بالصدق من هلاك ماحق وقع في أتونه من لاذوا بالكذب والأيمان الفاجرة وقلب الحقائق، الله أكبر إن هذا اليوم خير له من بيعته على الإسلام والنصرة في بيعة العقبة تلك البيعة التي يراها أحب إليه من المشاركة في وقعة بدر.
لشدة فرحه بهذه التوبة وشعوره بهذه التوبة وشعوره العميق بهذه النعمة أكّد ذلك بموقف الشاكر لنعمة الله عليه فقال:
(( يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله )).
ذلك المال المغري الذي كان من أسباب تخلفه عن الجهاد، هذا دليل آخر منه على صدق توبته وجدّه في ذلك.
فيقول له رسول الله الرؤوف الرحيم أمسك عليك بعض مالك فماذا صنع؟ لقد انخلع من ماله بالمدينة الذي حبسه عن الغزو في سبيل الله وأبقى سهمه بخيبر ذلك المال البعيد الذي لعله لا دخل له في حبسه.
ويدلي بالسبب القوي في نجاته بل هو في نظره السبب الوحيد في إنقاذه من الهلاك الماحق فقال: (( يا رسول الله إن الله إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ما بقيت )).
ويوفقه الله للوفاء بما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما يراه هو من أركان توبته.
قال: (( فوالله ما علمت أن أحداً من المسلمين أبلاه الله أي أنعم عليه في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله r إلى يومي هذا أحسن مما أبلاني الله به والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله r إلى يومي هذا)).
ما أروع الصدق وما أنبل الصادقين وبعداً وسحقاً للكاذبين في أي زمان ومكان كيف لا وهو من أعظم دعائم الكفر والنفاق وأضعف أحواله أن يكون من ركائز النفاق عياذاً بالله منه ومن كل ما يسخط الله تبارك وتعالى ثم يقول متحدثاً عن هذه النعمة التي منّ الله بها عليه.

4) ((قال: وقلت: يا رسول الله إن الله إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت قال: فوالله ما علمت أن أحداً من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا أحسن مما أبلاني الله به والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي قال: فأنـزل الله عز وجل { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ } حتى بلغ { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } قال كعب والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا إن الله قال للذين كذبوا حين أنـزل الوحي شر ما قال لأحد وقال الله { سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } )).
فهذه عاقبة الأفاكين ولو كان إفكهم تملقاً واعتذاراً ولم يغن عنهم استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً في حياتهم ولا بعد مماتهم قال تعالى: { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُم } { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }.
وفي هذا عبرة عظيمة للذين لا يزكون أنفسهم بالتوحيد والإيمان والصدق والأعمال الصالحة وقد يكون في هؤلاء الكذابين المخادعين من يعتقد أن توصله بالكذب والخداع إلى تسامح الرسول عنه والاستغفار له ينجي من بطش الله وإهانة الله له في الدنيا والآخرة، فخيب الله آمالهم وأخزاهم في الدنيا والآخرة.
ولم يغن عنهم استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً.
هذه حقيقة وضحها القرآن في سورة التوبة وغيرها وأكدها رسول الله بقوله لقريش بطناً بطناً ولأفراد أسرته: (( اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً )) فليحذر الكذابون في أي زمان ومكان في إيمانهم وعقائدهم وأقوالهم وشهاداتهم أن يفضي بهم هذا الكذب إلى هوّة الهلاك التي تردى فيها هؤلاء الكذابون.
وفيه عبرة وبشرى للصادقين في إيمانهم وإسلامهم وأعمالهم الصالحة وأقوالهم وشهاداتهم بالنجاة من الهلاك كما نجى كعب وأصحابه – رضي الله عنهم – بالصدق في ظرف يدعو فيه الحال ضعاف الإيمان وضعفاء النفوس إلى الكذب قال تعالى: { هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .
مـــن ثمـــــار الصـــــدق


وفي الصحيحين عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال: هل علي غيره؟ فقـال: لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال: هل علي غيرها؟ قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق )).
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال: صدق قال فمن خلق السماء قال الله قال: فمن خلق الأرض قال الله قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا. قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا. قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: صدق. قال: ثم ولى. قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن. فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم: (( لئن صدق ليدخلن الجنة )).
هذان سائلان عاقلان أنعم الله عليهما بنعمة العقل والفطنة وحسن السؤال ولا سيما الآخر منهما، وقد قيل إنه ضمام بن ثعلبة الهذلي فالأول منهما سأل رسول الله عن شرائع الإسلام فأجابه الرسول بما فرضه الله على العباد من أركان هذا الدين بعد الشهادتين، لأن السائل فيما يبدو كان مسلما فأجابه بأن الإسلام هذه المكتوبات.
والسائل يقر بذلك ويلتزمه لأنه يريد أن يعلم هل هناك شيء يجب عليه زائد عما ذكره من هذه الأركان والرسول صلى الله عليه وسلم يقول له لا إلا أن تطوع، فلما فرق له رسول الله بين الواجبات والتطوعات أقسم بالله أنه لا يزيد على تلك الواجبات ولا ينقص منهن فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم - مبشراً له وللأمة بالجزاء العظيم لمن يقوم بهذه الواجبات حق القيام - : (( أفلح إن صدق ))، أي: طابق فعله قوله، وذلك هو الصدق ففلاحه مترتب على صدقه في المقال والفعال وأنعم بذلك.
وأما السائل الثاني فكان سؤاله أعمق وأبعد مدى من الأول، قال صاحب التحرير وهو محمد بن إسماعيل الأصفهاني السلفي:
(( هذا من حسن سؤال هذا الرجل وملاحة سياقته وترتيبه فإنه سأله أولاً متأكداً من صدق الرسول الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوتهم إلى الإسلام هل هو صادق أنك مرسل من الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق، ثم سأله عن خالق السماء والأرض ومن نصب هذه الجبال لأنه كسائر العرب كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية.
فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: الله، الله، الله، في كل ذلك.
ثم استثبت من كل ما بلغه رسولُ رسولِ الله إليهم من شرائع الإسلام: الصلاة والزكاة والصيام والرسول يقول: صدق صدق إلخ.
فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإجابة عن أسئلته قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن شيئاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن صدق ليدخلن الجنَّة.
فيا لها من ثمرة عظيمة للصدق، الصدق في الاعتقاد والصدق في القول والصدق في التطبيق بالعمل المشروع المتلقى عن الله ورسوله.
فهذه بعض ثمار الصدق يهدون في الحياة الدنيا إلى البر وهو الجامع لكل خصال الخير ويفوزون بالمنازل العالية عند الله تبارك وتعالى ، خالدين في جنات تجري من تحتها الأنهار قد نالوا أعظم مطلوب ، وهو فوق هذه المنازل ألا وهو رضى الله تعالى عنهم
ومن ثماره الهداية إلى البر ثم إلى الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر ليهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً .
ومن ثماره الفوز برضى الله ثم الفوز بجنات تجري من تحتها الأنهار ويظهر ويتجلى فيه نفعه، قال تعالى { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم } .
وقي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ فَيَقُولُ أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا *
فهنيئا للصادقين هذا الفوز العظيم والنعيم المقيم والرضى الأبدي والخلود السرمدي.
جعلنا الله منهم بمنه وفضله ورحمته إنه رؤوف رحيم جواد كريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

__________________
ان لم تكن التواقيع تعبر عن مشاعر صاحب التوقيع

اذاً


لـمـ؟ـاذا عـ؟ـنـا التواقيــــع





الشكر لقدوتي وحبيبي" اخي الغالي "
اجتاز من الروح أغلبها
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 187.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 181.33 كيلو بايت... تم توفير 6.08 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]