ولسانا وشفتين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213317 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2020, 12:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي ولسانا وشفتين

ولسانا وشفتين


فاطمة رمضان






سبحان من خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأبدع صُوَرنا بين خلقه... سبحان من امتنّ علينا بنعمه ظاهرةً وباطنة، نتنعّم بها ونتمرغ في فضله وإحسانه. وإن مما امتنّ به الله تعالى علينا نعمة خصنا بها بين مخلوقاته، وذكرها تعالى في آياته: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾ [البلد: 8، 9].




قال الإمام القرطبي في تفسيره: ولساناً ينطق به، وشفتين يستر بهما ثغره.




والمعنى: نحن فعلنا ذلك، ونحن نقدر على أن نبعثه ونحصي عليه ما عمله.




فما نحن فاعلون بما وهبنا الله وكيف لنا أن نشكرها من نعمة؟!

يا رب... ما أجرأ العبد الذي أعطيتَه فعصاك في عطاياك، ووهبته فنسي أداء حق هباتك، ولنتأمّل الحديث: «كل سُلامى من الناس عليه صدقة...» رواه البخاري.




وهل هناك صدقة عن اللسان أَوْلى من حفظه عن اللغو والمحرمات؟! وما أكثر شيوعها على ألسنة معظم الناس إلا من رحم ربي!




خرّج الترمذي والنسائي عن بلال بن الحارث مرفوعاً: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه» نعم إن الأمر بهذه الدقة؛ فبكلمة يخرج المرء عن إيمانه، وبكلمة يدخل في دين الله الحنيف، وبكلمة تنهار أسر وتؤسَّس أُخرى، وبكلمة نبني شخصية طفل أو نهدمها، وبكلمة تطيح رؤوس وتسلم أخرى...



كم في المقابر من قتيلِ لسانِهِ

كانت تَهابُ لقاءَه الشجعانُ






ولنقل أيضاً: كم من عبد حجز له لسانُه مكاناً في جهنم؟! وفي الحديث أن النبي [قال لمعاذ بن جبل عن اللسان: «كف عليك هذا». فقال معاذ رضي الله عنه: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائدُ ألسنتهم؟» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وكم من امرئ يأتي يوم القيامة مفلساً!!




روى الإمام مسلم قوله [لأصحابه: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، فيأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته؛ فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطايا من ظلمهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار»؛ لقد تساوى من يسفك الدم ويأكل المال ويضرب بمن يؤذي بالشتم والقذف؛ فكل خصلة من تلك الخصال تأكل من الحسنات يوم القيامة!




وفي الحياة الدنيا قد يكون الأذى باللسان أقوى من الأذى بالفعل، وبهذا يقول الشاعر:



جراحات السِّنانِ لها التئامُ

ولا يلتام ما جَرَحَ اللسانُ






وإن المخالفات التي يقع بها اللسان متنوعة: شتم وغيبة ونميمة وقذف وكذب... انتشر وجودها وأصبحت فاكهة المجالس، وما هي في الحقيقة إلا آفات تأكل الحسنات وتهلك العمل الصالح كما تأكل الآفات الزرع وتُضيِّع جهد الزارع. وهي أيضاً توغر صدور الأفراد ضد بعضهم وتكون سبباً للتفكك والتفرق... وذلك منافٍ للأجواء التي أمر الله بأن تسود المجتمع الإسلامي، المجتمع الذي ضرب للعالم مثلاً في التوادد والتراحم والإيثار والحرص على الآخرة، ففتح الدنيا بقِيَمِهِ ورُقيّه..



وإذا ما مررنا سريعاً على بعض هذه الآفات لوجدنا من أكثرها شيوعاً ما يلي:

الكفر وسب الربّ - والعياذ بالله -: فقد شاعت عند البعض حتى لا يجد حرجاً بها، مسوِّغاً ذلك بالغضب والخروج عن الطَوْر!! ولم يعلم أنه لو اتقى الله حقاً وتحقق خوف الله تعالى ومحبته في قلبه لما تفوه بذلك أبداً.




الغِيْبة: وهي المعول الهادم لتآلف الجسد الواحد، وهي الموغرة لصدور أفرادها، ولذلك ورد فيها الوعيد والتشنيع: «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه»؟!!




الكذب: وحَسْبُ الكاذب أنه لا يزال يكذب حتى يُكتب عند الله كَذّاباً، روى الإمام أحمد في مسنده: «لا يزالُ الرجلُ يصدقُ حتى يُكتبَ عند اللَّهِ صِدِّيقاً، ولا يزالُ الرجلُ يكذبُ حتَى يُكتبَ عند اللَّهِ كَذَّاباً».




القذف: وما أكثر ما تهاون الناس به، وما أشد قُبْحَه وشؤمَه على المجتمع الإسلامي، وما أخوفه من عقاب توعده الله للقاذف: ﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة [النور: 19]، ﴿ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون [النور: 4].




السب والشتم: ولم يعد يسلم من ذلك إلا من رحم ربي، مع أن نبيَّنا [يقول: «المسلمُ أَخُو المسلمِ لا يظلمهُ ولا يشتمه» متفق عليه. والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11].




اللعن: ويا لفداحة ما يدعو به المرء حين يلعن؛ إنه الطرد من رحمة الله، إنه الشقاء الأبدي. وفي سنن أبي داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتُغْلَق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتُغْلَق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعِن، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت على قائلها»، وكم من لسان استساغها وانتهجها والعياذ بالله.





وبعد... فهل يستحق أي شيء من ذلك أن يقدّم الإنسان حسناته قرباناً له؟! فيأكلها كما تأكل الهشيمَ النار؟! وهل هي إلا شهوة كلمة حصادها شقاءٌ قد يكون أبدياً!! ألسنا في ذلك اليوم الذي تبيض فيه وجوه وتسوَدّ وجوه أحوج ما نكون إلى حسنة وقول صالح؟؟ اللهم وفقنا لأحسن القول، واهدنا سواء السبيل وتجاوز عن زلّاتنا وفلتات ألسنتنا... آمين، آمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.73 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]