ضبط غريزة التملك ونبذ الأنانية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850185 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386318 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2019, 08:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي ضبط غريزة التملك ونبذ الأنانية

ضبط غريزة التملك ونبذ الأنانية

صبحه بغوره




حب الذات إحدى أهم الغرائز التي تسيطر على الإنسان منذ نعومة أصابعه مثلما هو الشعور بالامتلاك، نحن نحب ما نملكه ونحاول دائما أن نملك ما نحبه، لكن إفصاحنا عن هذا يبدو أكثر تحفظا، لكن لدى الطفل تبدو هذه الغريزة بوضوح وتعبر عن نفسها لتؤكد أهميتها في حياته، فمن منا لم يجرب يوما أن يسحب من طفل لعبته وتفاجأ بصراخه وبكائه ومقاومته واحتجاجه العنيف!؟

تلعب البيئة وأساليب التربية دورا كبيرا في تقوية حب التملك وتنميته، أو التخفيف من حدته، ومدار التهذيب لهذه الغريزة الفطرية هو التربية الأسرية السليمة القائمة أساسا على القدوة الحسنة والتلقين الجيد نظريا وعمليا، فالطفل الصغير في بداية نشأته، وخاصة دون السادسة من عمره لا يميز بين ما هو له وما هو لغيره فنراه يندفع يطلب كل ما ترغب فيه نفسه فيأخذ لعبة هذا ويطالب بثوب أخيه زاعما أنه ثوبه وربما وجد قطعة نقدية على الأرض فأخذها ونسبها لنفسه، الطفل بدون التربية الرشيدة والتوجيه الحكيم في وقت مبكر وبالتركيز على الجوانب المهمة في تكوين شخصيته لن يستطيع التعود على ضبط رغباته الجامحة نحو امتلاك الأشياء، خاصة إذا كان وسط أهل اعتادوا أن يغدقوا عليه بالهدايا والألعاب بمناسبة ودون مناسبة، والطفل في الحقيقة يستطيع أن يميز بين أغراضه الخاصة وأغراض غيره، ولكن إحساسه الطاغي بحب الامتلاك سيكبر معه، وسيترسخ أكثر بمجرد أن يطلب الأهل منه المحافظة على هذه الأغراض وإشعاره بالمسؤولية ليتعلم كيف يرتبها ويضع كل شيء في مكانه، وهذا أمر طبيعي وسليم يقوم به الأهل لتعويد الطفل على الحرص والالتزام ولا يمكن هنا النصح بغير ذلك، وحديث الأهل مع الطفل عندما يهمل ألعابه أو يكسرها هو محاولة لتقريبه من أغراضه بوجوب الحرص عليها كي لا تضيع أو تعطب، وهذه عبارات تتردد كثيرا، وهكذا يبدأ الطفل بالتمسك بما يملكه ليس فقط لحبه له بل لينال رضا والديه، وعندما يبدأ الطفل بالاهتمام بحاجياته يتسلل إليه الشعور بأنه ليس هناك من يحرص على ما يملكه مثله، وهنا تبدأ المشكلة بعدم سماحه لأي شخص أن يقترب مما يملكه.

بعث مفهوم المشاركة

على ما سبق تأتي أهمية تعليم الطفل مفهوم المشاركة، وهو أمر يبدأ الوالدان تعويده عليه تدريجيا وسنلاحظ أنه سيسمح لبعض الأشخاص بمشاركته ألعابه بينما سيرفض ذلك مع أشخاص آخرين، وعلى الوالدين الجلوس مع طفلهما أثناء لهوه مع أطفال آخرين بألعابه واللعب معه وإضفاء جو من المرح كي يجعلاه يربط بين شعوره بالمتعة وبين مشاركة الآخرين له، ومن ثمة إدراك أهمية أن لا يترك أحدهم مكانه كي لا تفقد اللعبة حماسها.

من المفيد بين الفترة والأخرى إقناع الطفل أن يرتب ألعابه ويحاول الاستغناء عما لا يريده منها، خاصة تلك التي لم تعد تناسب سنه، وأنه قد كبر ويستطيع الاستمتاع بألعاب أكثر إثارة ومتعة تناسب عمره، وإقناعه في نفس الوقت أن هناك أطفالا أصغر منه كإخوته مثلا أو أقاربه أو جيرانه سيفرحون بمنحهم هذه الألعاب وسيحبونه ويشكرونه على ذلك، مع الطلب في نفس الوقت من إخوته الكبار أن يقدموا له أيضا بعض أغراضهم الخاصة التي أصبحت غير مناسبة لهم كي نعزز في نفسه قيمة الأخذ والعطاء.

من المهم أن لا نفصل بين أغراض البيت وأغراض الطفل الخاصة، وأن ننمي لديه الوعي بأن كل ما هو بالبيت يعود للأسرة الواحدة، فمثلا عند اقترابه من إكسسوارات البيت محاولا العبث بها لا ننهره بل نحاول أن نشجعه على الاهتمام بأغراض المنزل ليدرك أنّ على الجميع مهمة الحفاظ عليه كي يبقى جميلا ومرتبا، فهو بيت لجميع أفراد الأسرة، وسيسهم استمرارنا بتعزيز فكرة كهذه في إزالة الشعور بالأنانية من عقل الطفل.

الطفل يتعلم بالتجربة

من المعروف أن الطفل كالصفحة البيضاء لا يعرف الكذب ولا النفاق ولا الأنانية ولا العنف ولا الكرم ولا المشاركة، ولكنه يتعلم ويكتسب الخبرات طوال رحلة حياته، وخاصة في سنوات عمره الأولى التي ستشكل رجل المستقبل، فالطفل لا يعرف معنى أشياء كثيرة ما لم يدخل في تجربة أو يمر بموقف يتعلم منه، وقد يخرج بفهم صائب أو بتعليم صحيح أو بآخر مخطئ يظل يتبعه طوال حياته «لا تدع أحدا يلعب بلعبتك حتى لا يحطمها»، «تذهب إلى الجيران لتلعب معهم لكن لا تدعهم يأتون حتى لا يتسخ المنزل وحتى لا يثيروا الضوضاء».. هذه العبارات وغيرها كثيرا ما تقولها الأمهات بقصد توفير بعض الراحة لهن وتجنب صخب الأطفال ولكنهن لا يعلمن أنهن بذلك ينشئن أطفالا أنانيين منعزلين وغير متعاونين ولا يقدرون مشاعر الآخرين، إن الطفل حتى سن الرابعة يستطيع التمييز جيدا بين أشيائه وأشياء الغير، سواء كانوا إخوته أو أصدقاءه، إذ نلاحظ أن الطفل ذا العامين يمسك بلعبته ثم لا يلبث أن يرى أخرى فيترك ما بيده ليتشبث بالأخرى ويبكي إن حاولنا أن ننزعها منه، لذلك قبل أن نعلم الطفل المشاركة يجب أن نعلمه معنى الخصوصية، أي أن يعرف أن هناك أشياء تخصه لا يستعملها آخر سواه مثل طبق طعامه وكوبه، ملابسه وفراشه.. والأمر نفسه بالنسبة للأطفال الآخرين، وفي سن الثالثة من عمره يكتشف معظم الأطفال بهجة وجود زملاء اللعب معهم والحاجة إلى الأخذ والعطاء والتبادل أثناء اللهو والمرح، فالجري والتناوب على الانزلاق والأراجيح تصبح أكثر متعة له مع الأصدقاء، ويستطيع الطفل الذي لم يبخل عليه والداه بالحب والرعاية أن يستجيب لمشاركة طفل آخر يحتاج إلى اللعب بدراجته لأنه لا يملك مثلها، يبدأ الوالدان في تأصيل مبدأ تحديد الملكيات لدى طفلهما بتحديد ملكياته أولا ليعرف ما له من أشياء وما لغيره فيحترمها ولا يعتدي عليها، كما يمنح الوالدان طفلهما صلاحيات التصرف في أشيائه الخاصة كيف يشاء ويفضل أن تكون تلك الممتلكات في حجرته الخاصة أو داخل خزانة تخصه وحده.

إشباع رغبة التملك

لابد من إشباع رغبة الطفل في تملك النقود بأن يخصص له الوالدان مصروفا يوميا أو أسبوعيا على أن يرشدانه لأفضل طرق الإنفاق، وأن يفسح له في شراء بعض ما يحب من ألعاب وحلوى، فإن ذلك يعني الكثير عنده لأنه يحمل العديد من القيم الإيجابية بالنسبة له، بداية من الشعور بالملكية الخاصة والقدرة على التصرف في حدودها إلى تنمية ملكات التدبير والتوفير والادخار والكرم والعطاء للغير، كما يجعله لا يتطلع لممتلكات الآخرين، ولا بأس أن يعطى الطفل فرصة للادخار وجمع المال ولكن مع توضيح الفرق بين الادخار المحمود والشح المذموم، وأن يسمح له باستغلال بعض ما جمع في شراء أشياء جديدة فيشبع بذلك رغبته الفطرية في حب التملك.

ترسيخ فضائل المشاركة

قد يرفض الطفل بشدة مشاركة طفل آخر لعبته.. حينها ينبغي عدم معاقبته بقسوة على رفضه، بل بتوضيح أن الآخرين أيضا لن يسمحوا له أن يشاركهم لعبهم وأنه سيبقى وحيدا، فإن ظل على عناده ورفضه يجب منعه أن يلعب مع باقي الأطفال حتى يشعر بقيمة المشاركة وبهجة الصحبة مع تركه يستسلم لمشاعر الغيرة والحسد تجاه لعب وحاجات الآخرين، كما يجب شرح أنه ليس بإمكان الإنسان أن يمتلك كل ما لدى الآخرين، والطفل يستطيع أن يفهم ويقدر مادام يحب والديه ومادام الوالدان يتعاملان معه بحب وعطف واحترام، وتدريجيا سيفهم وسيتعلم أن يقبل الاختلاف بين الناس سواء فيما يمتلكون من أشياء أو صفات أو مواهب.. ولن يتولد لديه الحسد أو الرغبة في تدمير ما لدى الآخرين.

استغلال قيم ديننا الحنيف من أهم ما يمكن به تقويم سلوك الأطفال، كتربيتهم على التعاطف مع الفقراء والمساكين ومساعدتهم بما يستطيعون سواء بما يملك من مصروفه الشخصي أو بلعبة أو ببعض الملابس، وهذا السلوك يجنبهم الشعور بالتكبر على الضعفاء، بل سيشعرهم بأنهم إخوة وباستطاعتهم أن يجعلوهم سعداء بفضل مشاركتهم لهم، وفي هذا تطبيق عملي لتوضيح المعنى الحقيقي للغنى، وتأكيده في ذهن الطفل مع التلقين المستمر بأن المندفع وراء حب التملك دون عقل أو روية لن يشعر بالغنى ولن يتمتع به ولن يكتفي بما لديه وسيظل يطلب المزيد بلا حدود ولن يقنع أو يرضى، فهو في الحقيقة فقير مع كثرة ما يملك، أما من رضي بما قسمه له الله تعالى وهو عامل وآخذ بأسباب الرزق في غير تكلف فإن قلبه يمتلئ بالاطمئنان، وكلما كبر الطفل زادت معلوماته عن فضائل المشاركة، وعلى الوالدين أن يدعاه في كل مناسبة يتعلم أن يشارك ليس فقط بالمال بل بالتجاوب بالمشاعر والأحاسيس مع المريض بعيادته والتزام الهدوء معه أو مع المحتاج بالمبادرة لمساعدته دون انتظار أن يطلب هو تلك المساعدة.

إن غرس الصورة الصحيحة لمفهوم الملكية مثلها مثل أي قيمة طيبة يعتمد على توافرها القدوة الحسنة الثابتة على المبدأ الذي يدعو إليه الوالدان أمام ناظري الطفل حتى يعيها عقله وتنتشي بها نفسه ومن ثمة يتخلق بها ويشب عليها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.14 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]