الوجه الكالح للفساد الإداري - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 49 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2019, 05:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,535
الدولة : Egypt
افتراضي الوجه الكالح للفساد الإداري

الوجه الكالح للفساد الإداري


سعيد القحطاني








الكلمات الإنشائيَّة التي يُحاول الفرد تكوينها على ردهات لسانه تعجِز عن تكوُّنها، عندما يكون الكلام يتعلَّق بالإدارات، في أيِّ مكان على مستوى العالم، وعلى أي مستوى كانت تلك الإدارة؛ بل حتَّى في أي مجال، لا تكاد تخْلو أي إدارة من شبَح الفساد الإداري الَّذي فتكَ بِحياة النَّاس في كل صقْع من الأرض، تَجد المصالح تتعطَّل، والمعاملات يعتريها الكثير من ملامح الجمود المميت، الحكومات تضع ميزانيَّات ضخمة للمشاريع التنمويَّة، بل ربَّما تصرف على المشروع الواحد أكثر من اللازم من الميزانيَّة الفعليَّة المستحقَّة في سبيل النهوض بالبلد وبِحضارته، لكن - وهذه الكلمة؛ أي: "لكن" تَحوي في طيَّاتِها الكثير والكثير من الأمور الغامِضة، الَّتي أعتقد أنَّ أبسط إنسان يفهم معناها وعلى ما تحوي - تُصرف الميزانيَّات الضخْمة والمخرجات على مشاريع تستطيع أن تسميها فاشلة.

بعيدًا عن المشاريع وإشْكالاتِها، أضرب مثالاً بسيطًا:
في إدارة من الإدارات الحكوميَّة داخِل البلد من 17 سنة تُصْرَف ميزانيَّة كبيرة سنويًّا على مشاريع النَّظافة للمباني التَّابعة لها، والمصيبة أنَّه لا يوجد عمَّال للنَّظافة في المباني التَّابعة لتلك الإدارة؛ بل إنَّ الموظَّفين هم مَن يدفع للعمَّال أجورَهم، بعيدًا عن ذلك كلِّه، طُف على جَميع إدارات العالم المختلفة في المستوى والنَّوع ستتأوَّه من الحرقة المضْنية التي أضْنَت الكثير والكثير من بني آدم، وأستطيع القولَ: إنَّها أحْرقتْهم.

والغريب المريب أنَّ هذا الفساد الإداري يَكْثُر غالبًا في دول العالم العربي وبشراهة، وهل لأي شخصٍ كان أن يَنْفِي عن إدارتِه هذا الدَّاء العُضال؟! إلا أن يكون إنسانًا مكابرًا، أو لا يعرف الكثير من هذه المسائل، لك أن تتصوَّر موظفًا تأتيه المعاملات المتعلِّقة بالمواطنين، وما عليْه إلاَّ أن "يمضي" عليها ويصدرَها فقط - وهذا لا يتطلَّب جهدًا يذكر - وإذا به يضع تلك المعاملة على الهامش وكأنَّها لا تعنيه، والمواطِن ينتظِر وينتظِر، وإذا به يُفَاجأ بأنَّ المعاملة لا تزال حبيسةَ الأدراج، ماذا تسمِّي هذا؟!

إنَّه في الحقيقة الوجْه الكالح لمدى رداءةِ الفكر الذي يحمله هؤلاء الفاسدون إداريًّا، دعني أقل لك الوجه المكفهرّ لكيفيَّة اختيار الموظَّفين لتلك الإدارات على أشكالها المتعدِّدة، حقيقة مرة تلك التي تراها العين وتسمعها الأذن، من الأحداث السَّاخنة اليوميَّة التي تُطالعنا بها وسائل الإعلام، وكذلك ما نراه عيانًا ونسمع به في المحاضر المختلفة، دعني أقُل: بهذه الأفعال تنتهك الكثير من المبادئ الأساسيَّة للعمل الإنساني، إذا لم يكن لديْك "الواسطة" في معظم الإدارات فعليْك "تعظيم سلام"، لن تَجد بغيتك، ولن تستطيع الحصول على ما تريد بالشَّكل المطلوب والمناسب، ولوِ استطعت لاعْتبرتَ نفسَك بطلاً لا يُشَقُّ لك غبار، في قرارة نفسِك، ولربَّما عند أهلك وأصدقائك.

البعض من الموظَّفين لم يعد يكتفي بِما يُعْطَى من مرتَّب شهري، يُصْرَف له بناءً على ما لَم يقم به من عمل؛ بل إنَّه استمرأ وضْع يدِه تَحت الطَّاولة، وهذا لا يقتصِر على بلد معين أو يرتبط بجغرافيا محدَّدة، بلهو مستشرٍ في الأرض.

يدفعني يوميًّا شعورٌ غريب تِجاه هذا الوضْع؛ لكي أكتُب فيه المدوَّنات والمقالات، بل والبحوث العلميَّة؛ حتَّى نشخص الدَّاء ونضع المصل المناسب له.

الكثير يعتبِر أنَّ هذا المرض لم يصِل إلى درجة عالية من الشُّيوع في المجتمع، لكن الإنسان المنصف يعلم أنَّ الفساد الإداريَّ لم يعُدْ كوْنه داءً في حيازة السيطرة، أستطيع القول بأنَّه أصبح ظاهرة تستوْجِب من الجميع التوقُّف والتعاضُد من أجل المواجهة الَّتي تُعْتَبر سهلةً في حال وقَفَ الكلُّ في مواجهتِها، على الأقل للتقليل منها إلى أدنى المستويات؛ لأنَّه بظنِّي من الصعوبة بمكان اجتثاثُها من جذورِها، خاصَّة أنَّها قد تأصَّلت في نفوس الكثيرين من النَّاس، وهنا أضَعُ بعض التصوُّرات في مُحاولة منِّي للمساعدة في وضْع بعض الحلول، منها ما يتعلَّق بالمجتمع نفسِه، ومنها ما يتعلَّق بالأشْخاص الفاسدين، وأخيرًا - وهو مِن أهمِّها - حكومات الدُّول، أمَّا ما يتعلَّق بالمجتمع فهي كالآتي:
1- على أفراد المجتمع بكل فئاته عدم التَّعامُل مع هؤلاء الفاسدين، وخصوصًا ما يكون من تحت الطاولة.

2- نبْذ كل مَن يُقْدِم على مثل هذه الأمور وهذا ما يَحصل غالبًا (طبيعيًّا)، والإيحاء إليْه بأنَّ هذا النبذ بسبب ما هو مُقيم عليه من السلوك المسيء؛ علَّه يكف عن ذلك.

3- المناصحة للإنسان الَّذي لا يقوم بما هو منوطٌ به على الشَّكل الصَّحيح، وحثّه على القيام بعملِه على الوجه الذي يُرْضِي ربَّه ويُرْضي مَن وضَعَه في موقعه، وكذلك سعيًا لرضا النَّاس.

4- إبْراز العاملين بِجِدٍّ وإخْلاص وتكريمهم بالشَّكل اللائق، بِحَيث يسعى المرْء إلى أن يكرَّم مع المكرَّمين.

أمَّا ما يتعلَّق بالأشخاص الذين أوقعوا أنفُسَهم في مثل هذه المتاهات، فلهم منِّي النَّصيحة، ولهم أيضًا بعض الوصايا التي أرجو منها رضا الرَّبِّ أوَّلاً.
وثانيًا: التَّعاون على البرِّ والتَّقوى.
وثالثًا: القيام بالواجبات المتعلِّقة بالآخرين على درجة عالية من المهنيَّة؛ لما في ذلك من الطمأنينة للأفراد والمجتمع بأكمله:
1- استشعار رقابة الله - سبحانه وتعالى - عليك أيُّها الإداري في كل الأوقات، ومُحاولة تقديم هذه الرِّقابة على شهوات النَّفس.

2- أن تعي جيِّدًا مدى قُبح ما ينتج عن عدم قيامِك بواجباتِك الرئيسة في عملك، صغرتْ أم كبرت تلك الواجبات، كانت مهمَّة جدًّا أم أقلَّ أهمّيَّة.

3- استِحْضار السَّعادة التي تَحصل عليْها عندما تقوم بعملك بالشَّكل المطْلوب.

4- حاوِلْ بقدر الإمْكان الاستِمْتاع وأنت تقوم بعملِك؛ لأنَّ هذا الأمر يَجعلك تحكم ضميرك جيدًا قبل فعل أي أمر.

5- ستحصل - لا محالة - على ثناء النَّاس وإشاداتِهم بك، وعندها ثِقْ أنَّك سترتقي في سلَّم عملك.

6- وأخيرًا: تتجلَّى في نفسك السَّعادة الحقيقيَّة التي يبحث عنها الكثير من الموظَّفين.

ونختم بالواجبات التي يجب على الحكومات أن تقوم بها؛ حتَّى لا تتعطَّل المشروعات والأعمال التنمويَّة لبلدانِها، كذلك لتجنُّب العواقب التي ربَّما تنتج عن الظُّلم الَّذي يقع على المواطنين، وليتسنَّى لجميع النَّاس النهوض بالبلد وبثقافتِه، ومنعًا للاضطِرابات النَّاتِجة عن ذلك، فهذه بعض المقترحات الممكِن تطبيقها وهي موجزة:
1- نشْر الوعي المهني لدى جَميع الموظَّفين الإداريين وغيرهم.

2- تَخصيص أجهزة رقابيَّة صارمة لا تقبل الإملاءات من أحدٍ؛ لتتبُّع الفاسدين إداريًّا ومحاسبتهم.

3- إعطاء هؤلاء الإداريين حقوقَهم قبل المطالبة بواجبات؛ حتَّى لا يكون لهم أي عذْر لليِّ الأيدي.

4- وضْع حوافز ماديَّة ومعنويَّة بغية تشجيع الإداريين على التَّميُّز في إداراتهم.

5- غرس روح المهنيَّة العمليَّة لدى هؤلاء بكل الطُّرق الممكنة.

6- جعل ورش عمل تؤكِّد على هذا الموْضوع وكيفيَّة التخلص منه.

7- إبراز القدوات في إداراتِهم حتَّى يتسنَّى للجميع الاستِفادة من خبراتِهم الطَّويلة في الإدارة.

8- التحرِّي بشدَّة في وضع الرِّجال المناسبين في الأماكن المناسبة؛ حتَّى يقطع دابر المفسدين من أصله.

وأخيرًا:
هذه خواطر جَمعتُها لكم من بنيَّات فكري علَّها تنفع مَن أراد لذلك سبيلاً، وعلى جَميع الشعوب الوقوف بشدَّة في وجه من يريد ابتزازهم من خلال منصبه، وعلى الحكومات التعاطُف مع مواطنيها عندما يرد لهم شكاوى بهذا الخصوص، بعد التحرِّي عن صحَّة حدوث هذه الأمور، وجَميع الإداريين عليهم أن يعوا جيِّدًا أنَّ هذا المنصب لن يستمرَّ طويلاً، فإنْ أحسنتَ فلنفسك، وإن أسأتَ فعليْها، والجميع سيقِفون أمام الدَّيَّان يوم الدين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.66 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]