يتهمونني بالتشدد في تربية أولادي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معيار التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الفراغ أول طريق الضياع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الهـــوى وأثره في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 44 )           »          القاضي الفاضل وفضله على أهل مصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حوار مع كتاب :«الرؤى عند أهل السنـة والجـماعـة والمخالفـين» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تدخـل الأهــل في نزاعات الزوجين.. تهديد لاستقرار الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ثعبان يتحرَّك بخُبْث من تحت أقدامنا ونحن غافلون..التنصـــير ودعوات الكفر والإلحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مفهوم البطولة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 41 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 79 - عددالزوار : 18228 )           »          المؤمن لا يكفر بالمعاصي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2020, 08:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,561
الدولة : Egypt
افتراضي يتهمونني بالتشدد في تربية أولادي

يتهمونني بالتشدد في تربية أولادي


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
أولاً: جَزاكم الله خيرًا على هذه الشبكة الرائعة، وكل ما تُقدِّموه لنا، جعَلَه الله في موازين حسناتكم.

ثانيًا: أنا أمٌّ لثلاثة أطفال أكبرهم بنت عمرها 5 سنوات، بعدَ ولادة ابنتي الكُبرى بشهرين انتقَلْنا إلى السعوديَّة حيث ظُروف عمل زوجي، دائرة صَداقتنا لم تكن في أوَّل الأمر كبيرة، وكُنَّا نعاني من الوحدة، حتى تيسَّر لنا الأمرُ وأدخَلنا ابنتي مدرسة تحفيظ القُرآن الكريم، وهي عُمرها 3 سنوات، ثم ألحقتُها بحلقاتٍ في مسجد حتى تتمكَّن من الحِفظ أكثر، وفى الوقت نفسِه لنُوسِّع دائرةَ مَعارفنا مع صُحبةٍ صالحة من المسجد، والحمد لله تَمَّ ذلك، وكنَّا نرجعُ إلى بلدنا في الإجازات.
مشكلتي يا سيدي أنَّنا لظُروفٍ خاصَّةٍ بعمل زوجي عُدنا إلى بلدنا، أنا وأولادي الثلاثة؛ لنستقرَّ بها، وأدخَلت ابنتي مدرسةً أزهريَّة، لكنِّي يا سيدي منذ رُجوعي أشعُر بغُربةٍ في بلدي بين أهلي وأصحابي، على الرغم من كَوني أنا وأمي وإخوتي شَديدي الارتباط، وأنا أسكُن تحت أمِّي - حفظها الله - لكنَّ غُربتي تتمثَّل في تربيتي لأبنائي؛ فقد كنت أنا وزوجي - حفظه الله ورَعاه - متَّفقان - بفضْل الله - على أنْ نُربِّيَهم التربية الصالحة؛ نتحدَّث معهم باللغة العربيَّة، نُشارِكهم معنا، نُربِّيهم على الأخلاق، وخُصوصًا ابنتي؛ فكنت حريصةً أنْ أربِّيها على الحَياء، آتي لها بملابس محتشمة عند الخُروج من المنزل مع مُراعاة عُمرها، تعلَّمت أنَّ البنت لا تضعُ العِطر إلا في المنزل، ولا تلبس قصيرًا... وأشياء كثيرةٌ من هذه الآداب، منذُ جئت وأنا دائمًا أُتَّهَمُ بالتشدُّد من إخوتي؛ لماذا لا أترُكها تضعُ عطرًا خارج المنزل؟ أقول لهم: أنا آتي لها بكلِّ شيء جميل، لكنِّى أجعلُها تضعه داخل المنزل، فمَن شَبَّ على شيءٍ شابَ عليه، لماذا أولادك يُنادُونك بأمي، وليس بماما؟ لماذا لا أترُكهم يشاهدون الكارتون المصحوب بالموسيقا في القنوات غير الإسلاميَّة؟ وأشياء كثيرة يَطُول ذِكرُها، وأصبحَتْ هذه أيضًا تساؤلات ابنتي: لماذا لا أُشاهِد (طيور الجنَّة) مثل أصحابي؟ مع العلم بأنِّي آتي لها من (الإنترنت) بالمفيد من هذه القَنوات لكن بغير موسيقا، تعبت كثيرًا، أنا الآن أقومُ بدور الأب والأم؛ فزوجي بعدما أحضرنا سافَر ثانية، وإنْ شاء الله لفترةٍ مُؤقَّتة ثم نجتمعُ معًا ثانية، أرجوكم انصَحُوني؛ كيف أربِّي ابنتي في ظلِّ هذه التغيُّرات الكثيرة؟ ماذا أفعل معها؟

وجزاكم الله خيرًا، وآسفةٌ على الإطالة.


الجواب

عَبَرْتُ غَرِيبًا بَيْنَهُمْ غَيْرَ آلِفٍ
لِغَيْرِهِمُ يَا غُرْبَتِي بَيْنَ أَوْطَانِي


أختي الكريمة، حيَّاكِ الله.
ونشكُر لكِ ثقتكِ الغالية وحُسن ظنِّك بنا.

قد يشعُر المرء بالغُربة وهو يحيا بين أهله وأصدقائه وأحبابه، كم يعتلجُ القلب من حسرات، وتخرج من النفس الزفرات، كم يغرقُ المرءُ في أحزانه فلا يجدُ ناصرًا ولا مُعِينًا، وكم يَسعَدُ في غير وطنِه ويحيا حَياته التي يرغَبُ ويُطبِّق شعائر دِينه كما يحبُّ، فالغُربة ليست غربةَ الأوطان، وإنما غُربة الدِّين!
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بدَأَ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ كما بدأ غريبًا؛ فطُوبَى للغُرَباء))؛ رواه مسلم.
لنسأل أنفسنا: لماذا يشعُر أهل الباطل بقوَّةِ موقفهم ونحن أَوْلَى منهم بهذا الشُّعور؟
لماذا يُنكِرون علينا بكلِّ قوَّةٍ وحجَّتنا أقوى؟
لماذا نبقى نبحثُ عن تبريراتٍ لأفعالنا ونقفُ موقفَ المتردِّد الحائر؟
لأنَّنا - بكلِّ صراحةٍ - نشعُر بالضَّعف؛ فلا نُبادِرُ بالإنكار عليهم، ونُؤثِرُ الصمت خَوْفًا من الدُّخول في جِدالٍ قد لا نكون أهلاً له.
لكنَّ الحقيقة غير ذلك، علينا أنْ نُبادِرَهم بالإنكار عليهم، وإظهار الحقِّ، وإشعارهم بالقوَّة من أنفُسِنا، وموقفنا الذي لا خِلافَ في أنَّه على الحق.
خُذِي نموذجَيْن من واقع الحياة، ولنساء ملتزمات أعرفهنَّ شخصيًّا، إحداهما تحرصُ على غرْس القِيَمِ الإسلاميَّة في أبنائها، وتُوجِّههم وتنصَحُهم، ولكنَّها تقصرُ ذلك على أبنائها، ولا تُفكِّر في أقاربها وأرحامها وصَدِيقاتها؛ فتجدينها تارَةً تُحاوِلُ إبعاد أبنائها عن مجتمعاتهم، وتارَةً تُطِيعهم وتُجامِلهم فتجلس هي وأبناؤها في مجالسهم ولا يُنكِرون ممَّا يرَوْن شيئًا، وتارَةً تُدافِعُ بضعفٍ وبلا حجَّة، فيغلبونها على أبنائها ويُقحِمُونها في عالمهم، فتستَحِيي أنْ تُنكِر، وتعجز أنْ تجادل، وتخشى الناس، والله أحقُّ أنْ تخشاه، فلاحظت أنَّ أبناءها قد شبُّوا على تلك الحالة المتذبذبة بين طاعة الله وخشية كلام الناس!
والأخرى على نفس درجة التِزامها - كما يظهر - لكنَّها تُبادِرُ وتُعلِنُ على مسمعٍ من أبنائها أنْ ليس كلُّ ما يقوله الأهل والمعارف صحيحًا، وأنَّ الحقَّ أحقُّ أنْ يُتَّبَعَ، وتُعلِن بكلِّ صراحةٍ - عندما ترى قنوات الأطفال التي تحتوي على موسيقا - لأهلها: إمَّا أنْ تُغلِقوها أو أنصرف وأبنائي لئلا نُشارِكَكم الإثمَ!
حتَّى والدتها عند زِيارتها تُغلِقُ التلفاز وتقول: فلانة هنا!
مَن يخشى الله يسخِّرُ له كلَّ ما حوله يا عزيزتي.
مرَّةً من المرَّات كانت تلك المرأة جالسةً وأنا أسمعُ وأرى؛ فقال أحدُ أبنائها: أين أبي يا أمي؟
وكانت إحدى الجارات تجلسُ فراحَتْ فورَ سماعها تلك الكلمة في نوبة ضحكٍ عالية وقالت: أبي! أفي الجاهليَّة نحن؟!
فانتظرت المرأة حتى أنهَتْ نوبتها واختفَتْ حمرةُ وجهها، وذهبَ انتفاخُ أوداجها، وقالت: يا خالة عُذرًا، لو قال ابني: where is my dad mom? أكُنتِ ستَضحَكِين أم تنبهرين بلُغة الولد وتمكُّنه من التحدُّث بالإنكليزيَّة؟
بكلِّ أسفٍ يا خالة، هانتْ علينا أنفُسنا واحتقَرْنا لغتنا ودِيننا حتى احتقَرَنا العالَمُ أجمع!
نحن نتعلَّم لغتهم لنتفوَّق عليهم، وليس لأنها أفضل من لغتنا!
أنا أفتخِرُ أنَّه يتحدَّث باللغة العربيَّة، وأُعلِّمه لغاتٍ أخرى ليرتَقِي بنفسه ووطَنِه.
لماذا نسخَرُ من لغتنا وهي لُغة القُرآن؟ لماذا يقول البعض مُعللاً رفضَه التحدُّث باللغة العربيَّة: إمَّا أنْ تتحدَّث العربيَّة بطلاقةٍ أو لا تفعل؟ فالكثير ممَّن حولنا لا يُتقِنُ الإنكليزية ولكنَّه يكرر كثيرًا: ok، fantastic، mom، dad، hello، ولعلَّه لا يعرفُ سواها، فلماذا لا نضحَكُ عند سماع تلك الكلمات الغريبة علينا المستمدَّة من أُمَمٍ تحتقرنا وتزدَرِي دِيننا؟
أتظُنِّين أنَّهم سينبَهِرُون لو تحدَّث أحدُهم بكلام العربيَّة مثلما نفعل؟ مستحيل!
لأنهم يعلَمُون أنهم أعظم، يحترمون أنفسهم ويحتقروننا، ولن أتخلَّى عن ذلك وسأفتخرُ بأبنائي عندما يتحدَّثون لغتنا الجميلة، وسأُعلِّمهم النحوَ والأدب ولن أستشعرَ الانهزاميَّة والذلَّ.
وأنهت حديثَها والمرأة تنصتُ في اهتمامٍ، ثم لم تزدْ على أنْ قالت: صدَقتِ بُنَيَّتي!
عَوِّدي ابنتكِ الشَّجاعة، وعلِّميها القوَّة والجُرأة في الحقِّ، والطفل ذكيٌّ جدًّا يستوعبُ ما تتوقَّعين أنَّه لن يعيَه، أعرفُ طفلةً في عمر ابنتكِ لا تكادُ ترى امرأةً متبرِّجة إلا وتقول لها: أمَا تعلَمِين شُروطَ الحجاب الإسلامي؟ فتسكُت المرأة وتستَحِيي من منظرها!
بادِرِي أخَواتكِ وانصحيهنَّ بصِدق: أليست الموسيقا حرامًا؟ لماذا تُعوِّدون أبناءَكم سَماعَها وتترُكون مزمارَ الشيطان في البيت؟ إنْ كانت لهنَّ حجَّة فاسمَعِيها وناقشيهنَّ بهدوءٍ وحِكمةٍ.
ثم احرِصِي على إقامة صَداقةٍ قويَّة بينك وبين ابنتكِ، أشعِريها بسَعادتك بتعاليم دِيننا، كرِّري عليها: إنَّ الذي حرَّم علينا هذا هو أعلَمُ بأنفُسنا منَّا ولا راحةَ للعبد إلا في طاعة مولاه، حدِّثيها عن الجنَّة وأنَّ ثمنها ليس رخيصًا، بيِّني لها دورَها في الدعوة إلى الله بما تعلَمُ وبما تقدرُ.
أشعِريها برضاكِ عن دِينكِ لينعكسَ ذلك الشُّعور في نفسها الصَّغيرة، فيترسَّخ في قلبها الغضِّ ويَصعُب زَواله، أفهِميها أنَّنا ما خُلِقنا لنُترَكَ في هذه الدنيا سُدًى، اقرَئِي معها في التفاسير قول الله: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]، ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]، ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
ثم لتعرضي عليها الأمر بشكلٍ لا يُنفِّرها، بل يُناسِبُ عُمرَها وطُفولتها؛ فبدَلاً من قول: لا يجوز أنْ تتعطَّر المرأة خارج المنزل، قولي: أتُحبِّين أنْ تتعطَّري ويشمَّ الرجال رائحتكِ ويقتَرِبون منكِ؟ وبدلاً من قول: الحجاب واجبٌ لا بُدَّ أنْ تلبسيه متى كبرتِ، قولي: هذا الجمال الرائع لا بُدَّ أنْ نحفظه ونصونَه بحجابٍ يُوارِيه، وبدلاً من قول: لا يجوز سماعُ الموسيقا قولي: الحمد لله الذي أباحَ لنا الصالح من العمل، وحرَّم علينا ما يضرُّنا، ووجَّهَنا إلى ما يصلح به مَعاشنا.
ولا تنسي الدعاء لهم بأنْ يحفظهم الله ويُثبِّتهم ويَقِيهم الفتن ما ظهَر منها وما بطَن، وأسألُ الله أنْ يُعِيدَ إليك زوجكِ سالمًا غانمًا، وأنْ يجعله خيرَ مُعِين لكِ على حُسن تربية الأبناء.

أخيرًا:
كان سعيد بن المسيب - رحمه الله - يقولُ لولده: "إنِّي لأطيلُ في صلاتي رجاءَ أنْ أُحفَظ فيك"، ثم تلا: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ﴾ [الكهف: 82].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.48 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]