الوطنية حقـوق وواجبـات - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858726 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393118 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215568 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2023, 11:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الوطنية حقـوق وواجبـات

الوطنية حقـوق وواجبـات


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين وصحبه الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن حب الوطن أمر فطري وذو قيمة عالية في النفس البشرية وقضية محورية في حياة المسلم، والبلد القائم على الدين في قواعده وأصوله ومنضبط في سلوكه وأخلاقه وعادل في أحكامه يزداد الناس حباً وتعلقاً به وبولاة أمره.
والانتماء للوطن محل اعتزاز وفخر وانتساب سليم فهذا حبشي وهذا رومي وهذا فارسي وهذا غزاوي ومكي وشامي وهكذا... وهذا الانتماء ليس شعارات وعبارات بل حب في القلب ويظهر ذلك على الجوارح من خلال تعزيزه بالفعل لحفظ الأمن والاستقرار بعيداً عن المزايدة وعدم السماح لأي عابث أو دخيل بالإخلال بالأمن.
ويتطلب الانتماء للوطن الالتزام بأداء الواجبات تجاه الوطن والمواطن والمقيم بإخلاص وصدق وأمانة ليكون الموظف والطالب والمعلم والقيادي والجميع له مكان حقيقي ومكانة تفاعلية ملموسة ظاهرة لها ميزانها في المجتمع ومقام محمود عند الله تبارك وتعالى. قال ابن خزيمة –رحمه الله-: «من ليس له ثقل في الأرض التي يعيش عليها فهو عالة عليها», والمقصود هو أن يكون كل إنسان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر, فيكون سفيراً لبلاده في الداخل والخارج، ومثالاً وقدوة في كافة الميادين، ويقوم بإصلاح مواطن الخلل، ويذود عن حياض بلاده والعمل على حجب أي ضرر قد يقع بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن لحديث «من رأي منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».
والوعي الحضاري للانتماء للوطن لا يمكن أن يحقق نتائجه ويؤدي ثماره إذا كان منعزلاً عن الدين؛ لأنه المحرك الحقيقي للمدنية الراقية نحو العمل والإنتاج والإنجاز والإتقان المبدع وهو المنظم لعلاقات الأفراد والموضح لأدوارهم وواجباتهم بمنتهى العدل والرحمة والأمانة... يقول مالك بن نبي: «الحضارة لا تنبعث –كما هو ملاحظ- إلا بالعقيدة الدينية, وينبغي أن نبحث في حضارة من الحضارات عن أصلها الديني الذي بعثها».
وهذا ما نجده في ديننا, قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
تعريف الوطن, ولماذا نحبه؟
الوطن في اللغة : محل الإنسان ومنزل إقامته، وقيل: مكان الإنسان ومقره، وإليه انتماؤه ، ولد به أو لم يولد.
وقسم الكفوي رحمه الله الوطن إلى ثلاثة أقسام:
الأول: الوطن الأصلي: وهو المكان الذي ولد فيه الإنسان أو البلدة التي تأهل فيها.
الثاني: وطن الإقامة: وهو البلدة أو القرية التي ليس للمسافر فيها أهل، ونوى أن يقيم فيه خمسة عشر يوما فأكثر.
الثالث: وطن السكنى: وهو المكان الذي ينوى المسافر أن يقيم فيه أقل من خمسة عشر يوماً.
ومما سبق يتضح أن الوطن لغة المكان الذي يقيم به الإنسان ولد به أم لا.
الوطن في المفهوم المعاصر:
بعد الوقوف على تعريف الوطن لغة يتضح أنه غير مستعمل على عمومه اليوم في مفهوم الوطن؛ لأنه يعد الإقامة في المكان توطنا، وهو مخالف لما عليه أعراف الناس اليوم؛ ولذا يمكن تعريف الوطن في المفهوم المعاصر بأنه:
الدولة التي ولد فيها الإنسان الذي يحمل جنسيتها تبعاً لآبائه وأصوله الذين توارثوا هذه الجنسية، وقد تمنح الدولة شرف المواطنة (الجنسية) لمن لم يولد، أو ولد على أرضها، إذا كانت مصلحة الوطن تستدعي ذلك.
ثانياً : لماذا يحب الإنسان وطنه؟
إن محبة المكان الذي ولد فيه الإنسان ونشأ فيه وترعرع بين أحضانه أمر فطري، مجبول عليه الإنسان والحيوان؛ لأنه يجد فيه دفء الوطن وأمنه وذاته.
كما يتطلب الانتماء للوطن أن نذكر محاسن المجتمع وخصاله الحميدة ودوره الإيجابي في الداخل والخارج مع اليتيم والأرملة والمسكين والمعاق وصاحب العوز والضعيف مع الجميع في توفير الوظائف والسكن والعلاج المجاني والتعليم المجاني وعدم وجود الضرائب التي تثقل كاهل الإنسان والعناية التامة بالمعاقين والاهتمام الكامل بالطلبة المتفوقين وتخصيص ميزانية للأبحاث للتطوير وللتنمية، ومن الناحية الشرعية بناء المساجد وحلقات تحفيظ القرآن والمدارس الشرعية والمعاهد الفقهية وإعداد الخطباء والكليات الشرعية والبنوك الإسلامية وإقرار جمعيات خيرية ومبرات للقيام بأداء واجباتها تجاه الفقراء والمحتاجين وإقرار قوانين من خلال اللجنة الدائمة لاستكمال العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية.
ويتطلب الانتماء للوطن الحفاظ على نسيج المجتمع عل اختلاف ملله ونحله والتعايش بالسلم والابتعاد عن تصفية الحسابات والوشاية والتحريض والانسجام وإن اختلفت العقائد والآراء، ولكن هناك حدود مشتركة في التعامل فإذا نظرنا إلى المجتمع المدني إبان تأسيسه عند بزوغ فجر الإسلام بقيادة الرسول الأمين محمد بن عبدالله [ سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين وخير البشرية أجمعين نجد أنه كان في مجتمعه اليهود والمنافقون والنصارى وعبدة الأصنام وغيرهم، فكيف استطاع أن يجد آلية التعامل مع الجميع تحت مظلة الإسلام الخفاقة؟ ومن بعده أبوبكر الصديق ] وإتمام المسيرة بالعدل والرحمة والإحسان وعمر الفاروق ] والفتوحات الكبيرة وتغيير حياة الإنسان من الجهل إلى الإيمان ومن الكفر إلى الإسلام دون إكراه وقهر وإجبار، ثم ذو النورين عثمان بن عفان ] وتوزيع الثروات والتواصل في الفتوحات والتعامل بحذر مع اليهود والمنافقين، ونزع فتيل الأزمات والتعامل بالعدل مع الفتنة عندما ظهرت طوائف خطيرة مسلمة وبعده علي بن أبي طالب الخليفة الرابع وكيف استطاع نزع فتيل الفتن بالحكمة واللباقة والفطانة والذكاء، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ}.
إن الانتماء للوطن يتطلب القيام بالمسؤولية تجاه الأبناء لصناعة الأجيال {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ} بإعداده من خلال أداء العبادات وممارسة المعاملات واحترام الآخرين وتلقي العلم وحفظ القرآن والسنة ومعرفة حدود الله عز وجل وطاعة الله عز وجل {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}. وتعزيز الانتماء لهذه البلدة الطيبة والتعامل مع الجميع بإيجابية والابتعاد عن السلبية {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
إن البلد الذي ولد فيه الإنسان يحبه وينتمي إليه، ويفرح إن كان بلده إسلاميا وقد قطنه الآباء والأجداد وأصبح تاريخا وصرحا شامخة، فهذا الرسول محمد [ عندما أخرجه قومه من مكة يقول: «والله إنك لأحب الديار إلى قلبي» ولقد دعا للمدينة المنورة عندما أكمل حياته فيها قائلا: «اللهم حبب إليهم المدينة كحبهم لمكة أو أشد».. هذه المحبة الصادقة عندما تغمرنا لابد من تفعيلها إلى عمل ومن ذلك:
• الدعاء.. ومن ذلك: اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم، ومن ذلك: اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
• العلم والعمل بإخلاص.. فطلب العلم فريضة، فيعيش المسلم في كنف العلم ويبحث عن النافع منه ويعمل بإخلاص لبناء راسخ وأساس متين حتى يكون على ثغر كما قال [: «كل على ثغر فلا يؤتى الإسلام من قبلك».
• الأخلاق الحميدة.. فلا يتكلم إلا بما هو خير، ويتعامل مع الآخرين كما يحب أن يعاملوه، ويكون قدوة صالحة في عمله لأنه سفير للإسلام، وديننا عالمي ولابد من مخالطة الآخرين من مسلمين وغيرهم وضريبة ذلك التسامح والتجاوز عن المخطئ وعدم ا لنصرة للنفس حتى تكون رفيقا في الأمر كله كما قال [: «ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ولا خلا منه شيء إلا شانه».
• نعيش جميعا في مركب واحد: ففي المركب قد يكون المؤمن الفاسق وسريع الغضب فنتعامل معه بالنصيحة والدعوة بالتي هي أحسن والأخذ على يد الظالم حتى لا يزيد في غيه وعنجهيته، والذي يريد أن يخرق السفينة ويثير الزوابع والفساد لابد من منعه وزجره بالحكمة والموعظة وبالقانون حتى لا تغرق هذه السفينة الكبيرة؛ ولذلك عالج الرسول [ ذلك بالصبر والقول الحسن السديد، وكل مقيم ومواطن يعرف حدود مسؤوليته {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}.
• البعد عن كل ما يثير الكراهية والعداوة والتنازع والشقاق.. ومن ذلك التعصب والكبر والتفاخر بالأنساب والطعن بالأحساب كما قال [: «ثلاثة من الكفر، وفي رواية: ثلاثة من الجاهلية: التفاخر بالأنساب، والطعن بالأحساب، والنياحة على الميت» كما نوصي بعضنا بعضا بالابتعاد عن آفات اللسان من الغيبة والنميمة والكذب وإساءة الظن وغيرها مما يوغر الصدر؛ ولذلك قال تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا}.
• التكافل الاجتماعي: فلابد من التعاون على البر والتقوى واستشعار حالة المحتاج والمريض، فنجد اهتمام المجتمع الإسلامي في العصر الأول باليتيم والمسكين والأرملة والمريض والعاجز والشيخ الكبير والمسجون ومجهولي الهوية، ولا أدل على ذلك من أصناف الزكاة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل}.. وقال [: «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة». وهذه بشارة تدفعنا للعمل تجاه التكافل الاجتماعي.
• إصلاح ذات البين: الإنسان مدني بطبعه وقد يحدث سوء تفاهم ونزاع، فالواجب عدم إذكاء الخلاف ولكن يجب إخماده وإصلاح القلوب ويتطلب ذلك تضحيات كبيرة قولية وعملية يتنازل الفرد عن كبريائه وعظمته إلى التواضع ليحصل على الأجر؛ ولذلك قال النبي [: «إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه رضي بالتحريش بينكم»، فلابد من تفويت الفرص عليه ولاسيما بعد التحذير النبوي والواضح.
• السعي للوصول إلى مجتمع مثالي سعيد.. وهذا لا يتأتى إلا من خلال الدعوة إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء؛ لأنها أوامر ربانية ودستور حياة، والخالق عز وجل هو الأعلم بما ينفعنا وما يضرنا وما يسعدنا فلا عدل ولا رحمة إلا بالتشريعات الإلهية، وما عداها فهو جاهلية كما قال سبحانه محذرا عباده: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} فلا ربا ولا تبرج ولا معاصي ولا موبقات بل حقوق تعطى وواجبات تؤدى.. وفي هذا الصدد هناك رجال من بلادنا صالحون لابد من إطرائهم وبيان دورهم ليضافوا في ورقات التاريخ المشرف ليبقى لهم ذكر في الآخرين.
• الالتفاف حول الحكام والعلماء الربانيين.. فالحاكم هو ابن البلد وهو الأب الكبير فعندما يقوم برسالته يجب الالتفاف حوله وشكره ومناصحته والدعاء له، والعالم الرباني هو الذي يقيس الأمور بموازين ثابتة وعلوم راسخة ويقدر الأمور بين المصالح والمفاسد وينظر على المدى البعيد، وهذا سر نجاح الدول كما قال تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
• إبراز الخير في بلادنا من تعليم وعلاج مجاني ومساجد وجمعيات خيرية وتوفير المأوى وفرص العمل وتسهيل مهمة الزواج والعلاوات.. كما قال تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}.
• السعي إلى الاكتفاء الذاتي لنكون دولة منتجة وليست مستهلكة، وكل يخطط ويفكر ويبتكر، وأن نهتم في المرحلة المقبلة بالاقتصاد لمواكبة العصر.
• التعامل بمنظور الصبر والشكر والرضا بقضاء الله عز وجل.. فالمسلم قد يتعرض إلى البلاء ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فلا يسخط أو يؤجج الآخرين ويشعل نار الفتن، وليتوقف عن نشر ثقافة الكراهية والعداوة والبغضاء ويقلع عن سياسة مشروع الغاب وهي «القوي يعتدي على الضعيف وكل يأخذ حقه بيده» بل يصبر ويحتسب وهناك قوانين ومسؤولية ووجهاء لهم ثقلهم ومكانتهم في البلاد، ثم إذا أصابه الله تبارك وتعالى بنعمة فعليه أن يحمد ويشكر لتزيد النعم ويرضى بقضاء الله عز وجل وقدره في الدنيا فلا يسخط ولا يحسد الآخرين.
• استخدام النقد البناء وهو ألا يتكلم أو يكتب إلا بالبراهين الساطعة والأدلة القاطعة، وبعدها ينتقد دون سباب أو شتائم أو تجريح أو استهزاء أو سخرية، بل يأتي بالشواهد والبدائل الناجحة لتصحيح مسار التنمية في البلاد لتسير في خطوات ثابتة وراسخة، وهو حق مشروع ويكفله القانون.
• الحفاظ على المال العام فكل شخص مستأمن ويجب عليه عدم الإساءة في استخدام المال العام في الشارع فلا يكسر أو يسرق أو يتحايل أو يخرب أو يسيء استخدام الأجهزة أو يسرق الثروات ويبدها (كل على ثغر فلا يؤتى الإسلام من قبلك).
• عدم إيذاء الآخرين: فللأسف أن بعضهم يؤذي الآخرين في الطرقات من تجاوز الإشارة الحمراء والسرعة الجنونية وتعطيل حركة المرور أو السباق والمطاردة والتحرش بالنساء أو إيذاء كبار السن أو الوافدين أو المعاكسة أو قذف القاذورات والمخلفات في الشوارع أو مضايقة المخالفين له: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».
إن الذي ولد في بلاده وشب على ثراها وترعرع بين جنباتها يشعر بالحنين الصادق وقوة الارتباط وصدق الانتماء والولاء الخالص، ويرى وطنه في أجمل صورة وأصدق معنى، وتخالجه الذكرى الطيبة والمشاعر الجياشة والأحاسيس الفياضة؛ لأنه يحب وطنه ويهواه ويحرص على المحافظة عليه واغتنام خيراته لتحقيق معنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}, فيسهم بإيجابيه لخدمة وطنه ورفعته قولاً وعملاً وفكراً في كل المجالات والميادين المتاحة ويتصدى لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن الوطن وسلامته والدفاع عن الوطن والذود عنه والمشاركة في تربية أبنائه على تقدير خيرات الوطن في الداخل والخارج لإيجاد جو من التآلف والتآخي والتآزر بين المواطنين ليمثلوا الجسد الواحد المتماسك في مواجهة الظروف المختلفة.
وواجبنا في الانتماء إلى الوطن العمل على نشر العقيدة الصحيحة لتعم أرجاء الوطن كي يتمتع المواطنون بالإيمان الحقيقي بالله تعالى ويصدقون في حبه والاعتماد عليه وحده دون غيره حتى إذا ما حاولت قوة في الأرض الاعتداء على دينهم وعقيدتهم أو استباحة أرضهم وأموالهم إذا بهم ينتفضون انتفاضة الأسد في عرينه دفاعاً عن دينهم وعقيدتهم أو استباحة الأعراض موقنين، بأن قوته تبارك وتعالى القاهرة كفيلة بهزيمة أي عدو غاشم..
وواجبنا كذلك القضاء المحكم على أسباب الشر والرذيلة وعوامل الخلاعة والميوعة التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد والخِنَا فتنشأ أجيال شهوانية عابدة لملذاتها ومتعها الرخيصة، فتجفيف منابع الفساد والفتنة هو الكفيل بصنع الرجال الحقيقيين المحبين لربهم ودينهم المدافعين عن وطنهم بصدق وعزيمة.
وواجبنا كذلك الحذر من بعض وسائل الإعلام الرخيصة التي تذكي نار العداوة والبغضاء وتستغل الأوضاع الملتهبة لبث الفتن في أرجاء الوطن وبين أبنائه وتأجيج الخصومات وتلفيق القصص والمبالغة في الحوادث الفردية العارضة لتضخيم ردود الأفعال وإيصالها إلى منظمات خارجية لتتدخل في شؤوننا المحلية وفق إحصائيات كاذبة مدسوسة لتبدأ بعدها المساومات والمزايدات والمهاترات.
إن الانتماء للوطن يجبرنا أن نحمد الله تعالى بالقول والعمل والنية على ما أولانا من نعم, نعمة الإسلام ونعمة التحرير والاستقلال والخيرات وتماسك القيادة مع الشعب بالعقيدة الإسلامية السمحة والوسطية المقبولة.
الإنتماء للوطن يملي علينا القيام بكافة خطط التنمية الشاملة وبرامجها والمشاركة فيها في كافة مناحي الحياة لنواكب التقدم والحضارة بما يعود بالنفع والخير على العباد والبلاد والمشاركة الإيجابية في مختلف القضايا التربوية والاجتماعية للنقاش والحوار الجاد والفاعل لوضع الحلول ولتحقيق الطموحات والآمال والأهداف التي يريدها الحاكم من المحكوم.
الانتماء للوطن يطالبنا بالتغيير للأفضل وذلك من خلال طرح الأسئلة الثلاثة: كيف كنا؟ وأين نحن؟ وإلى أين نتجه؟ والأمم السابقة ما وصلت إلى التقدم والرقي إلا بعد الاهتمام بالأبحاث والدراسات ونقد الذات والاهتمام بالعلماء والتخصصات، والتاريخ والإسلامي سجل مفتوح وعناوين واضحة ومناهج قيمة كفيلة بالعودة إلى التقدم وفق السير بخطى ثابتة على صراط الله المستقيم.
الانتماء للوطن يدعونا إلى الاهتمام بالمنتج المحلي وتشجيعه وتوفير كل سبل النجاح للاستمرار على الزراعة والصناعة والاكتفاء الذاتي والسعي الحثيث لتحقيق هذه الأمنية، قال مالك بن نبي رحمه الله تعالى: «لا يجوز لأحد لأن يضع الحلول والمناهج مغفلاً مكان أمته ومركزها, بل يجب عليه أن تنسجم أفكاره وعواطفه وأقواله وخطواته مع ما تقتضيه المرحلة التي فيها أمته, أما أن يستورد حلولاً من الشرق أو الغرب فإن في ذلك تضييعاً للجهد ومضاعفة للداء, إذا كل تقليد في هذا الميدان جهل وانتحار» شروط النهضة لمالك بن نبي ص 47.
فالنجاح يرسخ جذور التمدن في عقول الناس وقلوبهم وسلوكهم، ويدفعهم للعطاء المتواصل ويزيد من شعورهم للوصول إلى درجة الشهود الحضاري على الأمم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}.
وفي الحديث الشريف يقول [: «من أصبح آمنا في سربه, معاف في بدنه, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا» أخرجه الترمذي وابن ماجه.
فعلينا أن نؤسس شبابنا على القناعة والرضا والشكر لله تبارك وتعالى، وأن نفتح معهم الحوار مع العمل على حمايتهم من آثار الغزو الفكري والمعاصر والأجهزة الإعلامية الحديثة وكيفية التعامل معها بإيجابية والحذر من استخدمها في سلبيات تعود على الأشخاص بالانتكاسة والدمار الأخلاقي والديني ويكونون عالة على المجتمع بعدها.
وأخيراً علينا العمل جميعا للزراعة؛ لأنها تدعو إلى الراحة والسعادة وإيجاد الجو الملائم والصحي ففي الحديث: «ما من مسلم يغرس غرساً فيأكل منه إنسان أو دابة أو طير إلا كان له به صدقه» متفق عليه.
فالاهتمام بالبيئة والجو والأرصفة والبحرية هي مسؤولية كل فرد يعيش على هذه الأرض، فلا يكون معولاً للهدم، ولا يعيش في أنانية ويخرق السفينة لتغرق بمن فيها, ومن واجبنا التوعية وذكر الفضائل لننعم ببيئة تجلب الخير والمحبة.



اعداد: د.بسام خضر الشطي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.67 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]