أرجوزة تحفة المقرب في نظم ما في الذكر من معرب

[ابوالوليد المسلم]

أرجوزة تحفة المُقَرَّب في نظم ما في الذكْر من مُعرَّب

تلخيص لكتاب (المهذب في ما وقع في القرآن من المعرب)



للعلامة جلال الدين السيوطي ت 911 هـ رحمه الله

نظم: محمد بن أحمد بن محمود آل رحاب

1 حمدًا لمَن حَبَى لسانَ العَرَبِ
بالفضل واجتباه نِعْمَ المُجتبِي

2 ثم الصلاةُ معْ سلامٍ دائمِ
على النبيِّ القرشيِّ الخاتَِمِ

3 والآلِ والصحْب الذين آمنوا
ما اختلفتْ لغاتُنا والألسُنُ

4 وبعد إن هذه أرجوزة
عزيزة في بابها وجيزة

5 سميتُها ب (تحفة المُقَرَّبِ
في نظم ما في الذكر من مُعَرَّبِ)

6 نظمتُ ما حرَّره الأسيوطي[1]
في سِفره (المهذب)[2] المضبوطِ

7 وربُّنا المسؤول في التيسيرِ
ودفعِ كل عائق عسير

8 رتبتُه على حروف المعجمِ
كأصله مِن غير ريبٍ فاعلمِ

فصل
في ذكر بعض المصنفات المهذبة في جمع الكلمات المعربة

9 فيها تآليفٌ حِسانٌ جَمَّةْ
لثلةٍ من علماءِ الأمةْ

10 حبْرِ جواليق[3] كذا العَلَّاني[4]
ثم الخفاجيِّ[5] أخي الإتقان

11 وحبرِ بشبيشَ[6] مع المُنشيِّ[7]
وابنِ الكمال[8] العالِم الرضِيِّ

12 وللسيوطيِّ كتابانِ هنا
المُتَوَكِّليُّ[9] ثم أصلُنا[10]



يتبع

[ابوالوليد المسلم]

فصل

13 واختلفوا هل فيه غيرُ العرَبي؟
وقول حَِبْرنا[11]: نعَمْ، وذا اجتبي

فصل

14 وجملةُ الألفاظِ قيلَ: سبعةُ
معْ مائةٍ وعشْرةٍ قد أثبتُوا

فصل

15 فيه من العِبْري والسّرياني
كذلك الروميُّ والحِبْشاني

16 كذلك الهنديُّ ثم الحِمْيري
والنبطيْ والمغربي البربري

17 وفيه قبطيٌّ وفارسيُّ
كذاك إفريقيُّ حورانيُّ

18 وفيه زنجيٌّ كذا طخاري
وفيه تركيٌّ فلا تُماري

19 وغيرُها مُبيَّنٌ في أصلهِ
معتمدٌ في نقله ووصلهِ

الهمزة

20 وهْي: أباريقُ، وأَبٌّ، ابْلَعِي
أرائكٌ، آزَرُ، أسباطٌ فعِي

21 استبرقٌ، أسفارُ، ثم إصْري
أكوابُ، ثم قل: أليمٌ فادْري

22 إلٌّ، إناهُ، بعدَ ذا أواهُ
أوابٌ، اوبي[12]، كذا حكاهُ

23 وبعدها الأُولى كذاك الآخرةْ
فاحفظ تنلْ مِن العطايا الفاخرة

حرف الباء

24 بَطَائنٌ، وبعدَها بعيرُ
ثم تلي البِيَع يا خبيرُ



يتبع

[ابوالوليد المسلم]

حرف التاء

25 تتْبيرُ، تَحتُ بعدها تَنُّورُ
"مِن تحتها"[13] أي: بطنها مذكور

حرف الجيم

26 والجِبْتُ: شيطانٌ، وقيل: ساحرُ
تلي جهنمُ استعِذْ يا ماهرُ

حرف الحاء

27 والحِرْم[14]، والحصَبُ، ثم حِطَّةُ
حُوبٌ، حواريونَ قال الجِلَّةُ

حرف الدال

28 دارَسْتَ، دُرِّيٌ، كذا دِينارُ
دريٌّ: المضيءُ يا أبرار

حرف الراء

29 معْ راعِنَا، رِبِّيٍّ، الرَّبَّانِي
والرَّسِّ - وهْو البِئْرُ - والرحمنِ

30 والرَّمْزِ، والرَّهْوِ مع الرقيمِ
والرومُ معلومٌ لدى الفهيمِ

حرف الزاء

31 والزنجبيلُ فارسيْ مُعرَّبُ
منه الكرام في الجِنان يَشربوا

حرف السين

32 والسُّجَّدُ، السِّجِلُّ، والسجيلُ
كذلك السِّجينُ، سلسبيلُ

33 سرادقٌ ثم سريٌّ، سفرةْ
والسَّقَر، السَّكَر نِلْتَ المغفرةْ

34 وسندسٌ، سيدَها، سِينينا
سيناءُ عَنْهمُ كما رُوِّينا

حرف الشين

35 والشَّطْر: تِلقاء كذا لفظُ الحَبَشْ
والشهر: سريانيُّ دون ما غَبَشْ

حرف الصاد

36 صِرْهُنَّ: قَطِّعْهن بالروميةِ
والصَّلوَاتُ، والصراطُ أثبتِ



يتبع

[ابوالوليد المسلم]

حرف الطاء

37 طه، وطُوبى، الطورُ ثم قل: طُوى
ثمَّتَ طاغوتُ احفظنْ طفِقَا روى


حرف العين





38 عَبَّدْتَ، عدْنٌ، وتليها العَرِمُ

في سبأٍ[15] - وهْي: المُسنَّاةُ اعلموا








حرف الغين





39 غَسَّاقٌ[16]: المُنتنُ بالتُّركيةِ

وغِيضَ أي: نقَصَ دون مِريةِ








حرف الفاء





40 فِردوسٌ: البستانُ بالروميةِ

والفُوم: حِنطة لدى العبريةِ








حرف القاف





41 قِرطاسٌ، القِسْطُ، مع القُِسطاسِ[17]

قسورةٌ، قِسيسُ يا كَراسي[18]




42 وقِطَّنا، قُفْلٌ، معَ القَسِيَّةِ

وهْي على قراءةٍ مرضيةِ[19]




43 والقُمَّل، القنطارُ ذا معلومُ

آخرُها اسمُ ربِّنا القيومُ








حرف الكاف





44 كافورُ، كَفِّرْ، بعدها كِفلينِ

كَنزٌ، وكُوِّرتْ بغير مينِ








حرف اللام





45 واللِّينةُ: النخلةُ عند الأوسِ

يهودِ يثربَ بغير لبسِ








حرف الميم






46 مُتَّكَأٌ، ثم المَجوسُ قد ذُكِرْ

مِسْكٌ، ومُهْلٌ، وكذاك مُنْفَطِرْ




47 وبعدَها المِشكاةُ، والمِنْساة[20]

والمَلَكوتُ تلوها مُزجاةُ




48 وبعدها المَرقومُ، معْ مَناصِ

وهْو الفِرارُ فازَ ذو الإخلاصِ


يتبع

[ابوالوليد المسلم]

حرف النون





49 ناشئةُ الليل: قيامُ الليل

ونون: اصنع ما تشا[21] يا خلي








حرف الهاء





50 هُدْنا، وهُودُ، ثم هَوْنٌ، هَيتَ[22] لك

قيل: هَلُم أو عليكَ دون شَكْ








حرف الواو





51 وَراءٌ اي[23]: أمامُ، ثم وردةُ

والوَزَرُ: الجبل ذاك مُثبتُ








حرف الياء





52 ثُمَّتَ ياقوتٌ، يَحورُ، يُصهَرُ

يهودُ، واليمُّ، يَصِدُّون اذكروا




53 آخرُها يَس أي: يا رجلُ

وقيل: يا إنْسانُ عنْهم يُنقلُ




54 وليس من أسما رسول اللهِ

على الصحيح دون ما اشتباهِ








الخاتمة





55 وتمَّ نظمُ عقدِ هذا الدرِّ

في جلسةٍ بعد صلاة الفجرِ




56 في مسجدِ (الهداية)[24] المباركِ

يا ربنا قنا من المهالكِ




57 ولتغفروا القصورَ أو أي زلَلْ

فإنني نظمتُها على عَجَلْ




58 معْ كثرةِ الشواغلِ العوائقِ

ووفْرة الموانع العلائقِ




59 والبعدِ عن مدينة الحبيبِ

وحزَن القلب مع النحيبِ[25]




60 والحمدُ لله على التوفيق

لنظمها من غير أيِّ ضيقِ


يتبع

[ابوالوليد المسلم]

61 وأختم النظام[26] بالصلاة

على الذي خُص بتي الآيات




62 وآله وصحبه كلِّ أبي

ما قرأ القارئُ في المُعرَّب[27]




63 عدة الابيات[28] كعمْر المصطفى

وحسبنا الله تعالى وكفى







تمت بحمد الله تعالى صبيحة يوم الخميس 28 من شهر جمادى الأولى 1436هـ.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات





[1] إحدى الأوجه في النسبة لأسيوط بلدة بصعيد مصر، وهمزتها مثلثة.




[2] المهذب اسما وصفةً.




[3] وهو أبو منصور الجواليقي ت 450 هـ، وكتابه المعرب مطبوع عدة طبعات، وعليه حاشية لابن بري، مطبوعة أيضًا.




[4] وهو العلامة ابن علان الصديقي المكي، وسمى كتابه المقرب، وهو مطبوع.




[5] وهو شهاب الدين الخفاجي ت 1069 هـ، واسم كتابه: شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، مطبوع.




[6] وهو عبد الله بن محمد البشبيشي ت 820 هـ، اسم كتابه: التذييل والتكميل لما استعمل من اللفظ الدخيل.




[7] وهو محمد بن بدر الدين المنشي ت 1001 هـ، له رسالة في المعرب، طبعت مع رسالة ابن كمال الباشا.




[8] وهو ابن كمال الباشا ت 940 هـ، طبعت مع رسالة المنشي.




[9] وهو مختصر ألفه باسم ورسم الخليفة المتوكل على الله العباسي، وهو مطبوع.




[10] أي: كتاب المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب، مطبوع عدة طبعات.




[11] وقول الاسيوطيْ نعم.

والحبر بفتح الحاء وكسرها، لغتان.




[12] بالنقل لأجل الوزن.




[13] في قوله تعالى في سورة مريم: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ﴾ [مريم: 24]، وقرئ: (مَن تَحتَها).




[14] في قوله تعالى في سورة الأنبياء الآية:95: ﴿ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾ [الأنبياء: 95].

2- وقرئحِرْم)، بكسر الحاء وسكون الراء، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وأبى بكر، وطلحة، والأعمش، وأبى حنيفة، وأبى عمرو، في رواية.

3- (حَرْم)، بفتح الحاء وسكون الراء، وهي قراءة قتادة، ومطَرٍ الورَّاق، ومحبوب، عن أبي عمرو.

4- (حَرِمَ) بكسر الراء وفتح الحاء والميم، على المضي، وهي قراءة ابن عباس، وعكرمة، وابن المسيب، وقتادة أيضًا.

5- (حَرُمَ)، بضم الراء وفتح الحاء والميم، على المضي، وهي قراءة أبي العالية، وزيد بن علي.

6- (حَرَمَ)، بفتح الحاء والراء والميم، على المضي، وهي قراءة ابن عباس أيضًا.
7- (حُرِّمَ)، بضم الحاء وكسر الراء مشددة وفتح الميم، وهي قراءة اليماني.




[15] بالصرف، وقرئ بصرفها في المتواتر.




[16] وقرئت بفتح السين مخففة، قال الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير: و"الغساق" قرأه الجمهور بتخفيف السين، وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلفٌ بتشديدها؛ قيل: هما لغتان، وقيل: (غساق) بالتشديد مبالغة في غسَاق بمعنى سائل، فهو على هذا وصفٌ لموصوف محذوف، وليس اسمًا؛ لأن الأسماء التي على زنة فعال قليلة في كلامهم.

والغساق: سائل يسيل في جهنم، يقال: غسق الجرح، إذا سال منه ماءٌ أصفر، وأحسِب أن هذا الاسم بهذا الوزن أطلقه القرآن على سائل كريهٍ يُسقَونَه؛ كقوله: ﴿ بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ ﴾ [الكهف: 29]، وأحسب أنه لم تكن هذه الزِّنة من هذه المادة معروفةً عند العرب، وبذلك يومئ كلام الراغب.

وهذا سبب اختلاف المفسرين في المراد منه، والأظهر أنه صيغ له هذا الوزن؛ ليكون اسمًا لشيء يشبه ما يغسق به الجرح؛ ولذلك سمي بالمُهل والصديد في آيات أخرى.




[17] بضم القاف وكسرها، وقرئ بهما في المتواتر.




[18] قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره: وأصل "الكرسي" العلم، ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علمٌ مكتوب: "كرَّاسة"، ومنه قول الراجز في صفة قانص:

* حتى إذا ما احتازها تكرَّسا *

يعني علم. ومنه يقال للعلماء: "الكراسي"؛ لأنهم المعتمَد عليهم، كما يقال: "أوتاد الأرض"؛ يعني بذلك أنهم العلماء الذي تصلح بهم الأرض، ومنه قول الشاعر:

يحفُّ بهم بيضُ الوجوه وعُصبة

كراسيُّ بالأحداث حين تنوبُ

يعني بذلك علماء بحوادث الأمور ونوازلها، والعرب تسمي أصل كل شيء: "الكرس"... إلخ.




[19] بغير ألف وتشديد الياء، وهي قراءة حمزة والكسائي.




[20] بالتسهيل لغة، وقرئ بها في المتواتر.




[21] بالقصر لأجل الوزن.




[22] فيها أربع قراءات متواترة:
(هيت لك) بكسر الهاء وإسكان الياء وفتح التاء؛ قرأ بها نافع وأبو جعفر.

(هئت لك) بكسر الهاء مع همز الياء، قرأ بها ابن عامر.

(هيت لك) بفتح الهاء وإسكان الياء وضم التاء، قرأ بها ابن كثير.

(هيت لك) بفتح الهاء وإسكان الياء وفتح التاء، قرأ بها أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف العاشر.



[23] بالنقل.




[24] في منطقة الحلميَّة الجديدة بالقاهرة العامرة، وهو المسجد الذي أخطب وأحاضر فيه.




[25] وكثرة الشوق مع النحيب.




[26] التحفة.




[27] ما اشتمل الذِّكر على المعرَّبِ

أو:

ما كُرِّرت قراءة المعرَّبِ




[28] بالنقل لغةً لأجل الوزن.