أشعر بالضياع ولا أستطيع الكلام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213768 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2021, 10:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي أشعر بالضياع ولا أستطيع الكلام

أشعر بالضياع ولا أستطيع الكلام


أ. عائشة الحكمي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً أحبُّ أنْ أشكُرَ جميع القائمين على هذا الموقع المفيد.

أشعُر بأني مريضة نفسيًّا لعدَّة أسباب: أولها الشعور بالتوتُّر لأيِّ موقف؛ فمثلاً: عندما أريدُ التحدُّث مع أستاذتي حول فكرةٍ أو نشاطٍ، فإنِّي أتلعثَمُ في الكلام، وأنسى ما أريدُ قولَه، ولا أستطيعُ النظرَ لها، وأشعُر أنَّ فِكرتي لا تصلُ إليها؛ فأتوقَّف عن الكلام.
وعِند قِيامي بعرضٍ تقديمي، فإنَّه يكون جَذَّابًا ويعجبُ الجميعَ، ولكنَّ المشكلةَ أنِّي أنسَى الذي أريدُ أنْ أقولَه حتى لو كان مكتوبًا أمامي، لكنِّي أنطقُ الكلام خطأً، وهذا الشيء يُضايقني؛ لأنِّي تدرَّبت كثيرًا على ما سأقولُه لدرجة حِفظي لكلامي!
مُشكلتي الثانية: أنِّي لا أستطيعُ أنْ أتكلَّم مع الرجال، (لا بائع ولا قريبٍ لي، حتى أبي) كبقية الناس، ولا أستطيع النظر إلى وجوههم؛ لأنِّي أخجلُ وأرتبكُ وأحسُّ بصُداع ودوخة، وقد يصل بي الحال أنْ أسقط على الأرض، وهذه المشكلة دائمًا تحدثُ لي في السوق، وفي أوقات كثيرة أضطرُّ إلى شراء أشياء ضروريَّة فأرجع إلى بيتي من كثرة الخوف، فلستُ أدري هل هذا حياء أو توتُّر أو خوف؟!
قرَأتُ في عدَّة مَواقِع أنَّ الذي تعرَّض لتحرُّشٍ في الصِّغَرِ يكون من نتائجه التوتُّر، وقد تعرَّضت لـ3 تحرُّشات في الصِّغَرِ، ولكنِّي لا أعلمُ هل هذا سبب توتُّري الدائم؛ لأنَّها لَم تكن تحرُّشات خطيرة، حتى إنِّي لا أذكُر جميعَ تَفاصِيلها:
فأوَّل تحرُّش كان عُمري تقريبًا 6 أو 7 سنوات، والمتحرِّش كان محرَمًا لي، والتحرُّش كان بلَمْسِي من الأسفل، وأذكُر أنِّي شعرْتُ بالألَم، ولكنَّني لم أُقاوِمْ أو أصرُخ، كنتُ فقط أنظُر إلى وجهه.
ثاني تحرُّش كان عمري 9 أو 10 سنوات تقريبًا كنت في محلِّ بيع الأحذية، وكان أبي معي، وذهبتُ لأحضر مقاس حِذائي من البائع، وفُوجِئت بأنَّه يلمسُ صَدري، فابتعدتُ عنه، وذهبتُ لأبي، وعند عودتِه ظلَّ البائع ينظرُ إليَّ، ولَم أخبرْ بذلك أحدًا.
ثالث تحرُّش كان عمري 11 سنة أو أقل، كنتُ أُشاهد التلفاز في الصالة، ودخَل السائقُ المنزل، (وكان معتادًا على أنْ يدخلَ المنزل)، وفُوجِئت بأنَّه يُقبِّلني، وكنت أُحاول إبعادَه عنِّي أو حتى الصراخ ولكنَّني لم أستَطِعْ؛ لأنَّه كان ممسكًا بذراعي وجالسًا عليَّ، وعندما رأى الفزعَ عليَّ تركني، وطبعًا لم أستَطِعْ إخبارَ أحدٍ!
ومن الصف الرابع الابتدائي إلى أولى متوسط كانتْ هناك مَشاكل بين أمي وأبي، وكانت عادة تنتهي بذهاب أمي لبيتها وطلبها الطلاق، وبعدَ فترةٍ يرجعها أبي.
ولما كان عمري 13 سنة تُوفِّيت أختي الأكبر منِّي المعاقَة، وكنت أحبُّها جدًّا، صحيح أنها كانتْ مثلَ الأطفال لا تفهمُ، لكنَّني كنتُ أبكي عندها، وكنت أشعُر بحنانها عندما تترك أمي المنزل، ولم أكُنْ أخجل من البُكاء أمامَها، وكانوا دائمًا يُقلِّلون من شأني ويعتَبِرونني غبيَّةً وكسولة، وأنَّه ليست هناك فائدة مني.
كان أبي يتعصَّبُ ويضربُني لأقلِّ سببٍ، حتى لو لم يكن لي دخلٌ في الموضوع؛ فمثلاً إخواني الصِّغار كان يضْرِب بعضهم بعضًا، فيقوم أبي بضربي معهم؛ لأنِّي كنتُ جالسةً معهم في نفس المكان! وأمي كانت تصرُخ وتضربني عندما أخرج من شقتنا وأذهب لعمَّاتي، (كانت عمارة فيها عمَّاتي وجدِّي)، وأظلُّ أتأسَّف لها وأقول لها: ما عدت أخرج دُون أنْ أستأذنك، لكنَّها ما كانت تهتمُّ بكلامي فلا بُدَّ أنْ تضرب، وعلى هذا الحال كانت طُفولتي!
قبل سنتين (كان عمري 17 سنة)، تمنَّيت أنْ أموتَ ولكنِّي لا أريدُ الانتحارَ، وعاد هذا الهاجسُ قبل شهرٍ تقريبًا، وكان أقوَى لدرجة التفكير السلبي أنَّه لا توجد فائدة مني، لا أحد يحزنُ إذا متُّ، وأنا في مشاكل ما لها حَلٌّ... وغيرها من الأفكار القاتلة، قد تصل لدرجة أنِّي لا أثقُ هل أنا عَذْراء أو لا؛ لأنَّه عند تعرُّضي للتحرُّش في المرَّة الأولى أحسست بألمٍ، وأذكر أنِّي بعدَها بفترةٍ سألتني أمي عن دمٍ في ملابسي الداخليَّة، وكنتُ قد نَسِيت موضوعَ التحرُّش فلم أُجِبْها بشيءٍ!
دائمًا ما أبحثُ عن شخصٍ للتحدُّث معه؛ لأنِّي لا أستطيع التحدُّث مع أمي أو أبي أو إخوتي، ولكنِّي لا أثقُ فيمن حولي، وأشعُر بأنَّهم لن يستطيعوا مُساعدتي فيبقى الكلامُ دفين نفسي، يتعبني ويُؤرِّقني.
إذا رأيتِ أنِّي أحتاجُ إلى طبيبةٍ نفسيَّةٍ فليتك تدلِّينني على دكتورة ماهرة.

آسفة على كلامي (الملخبط)، لكنَّه جاء هكذا؛ لأنِّي أحاول أنْ أتذكَّر أشياء لعلَّها تفيد في حلِّ مشكلتي.


الجواب
بِسْمِ اللهِ المُوفِّق للصَّواب
وهو المُستعان

أيَّتُها العزيزة:
ليس في كلامِكِ أيَّة "لخبطة"، بل هي أفكارٌ مُسَلْسَلة على نحْوٍ مَنْطقي؛ فلقد ذكرْتِ أحوالَكِ النَّفسيَّة الرَّاهِنة ثم عُدتِ بذاكرتِكِ إلى الورَاء؛ لفَهْم الأسْباب وتَحْليل المَواقِف، فلكِ مِنِّي أَجْزل الشُّكر وأَلْطف الوُدِّ على هذه المُحاولات المُوفَّقة لسَرْد مُشكلتكِ وأَسبابِها، رُزقتِ السَّلامة وأَسْبابَ السَّلامة والعَافية ما حَيِيتِ، آمين.

ما تُعانين منه اليوم يُمكن إجْمَاله في ثَلاثِ نِقاط:
1. التَّفكير في المَوْت.
2. القلَق من تَهَتُّك غِشاء البكارَة.
3. القلَق الاجتماعي الظَّرْفي.

وكُلُّ هذه المُشكِلات تدُور حَوْل مِحْور القلَق والتَّوتُّر الذي تَولَّدَ عن خَلِيطٍ ألِيم من المَواقِف في مَراحِل مَخْتلِفة من طُفولتكِ، مِثْل:
1. التَّحرُّش الجنسي.
2. الخِلافات بين والديْكِ.
3. وفاة شقيقتكِ الكُبرى، جعلها اللهُ من وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيم.
4. المُعامَلة الوالديَّة القَاسِيَة.

أوَّلاً: التَّفكير في المَوْت:
كُلُّنا نُفكِّر في المَوْت، بل يَتعيَّن علينا التَّفكير في المَوْت من وقتٍ لآخَر، فهو الحقيقة الثَّابتة التي لا مَفرَّ للمَرْء منها ولا وَزَر، ولكنَّ كَثْرة التَّفكير فيه قد تنتهي بالفَرْد إلى إصابته بالاكْتئاب النَّفسي، أو قد يكونُ عرَضًا من أَعْراضه، ولتحسين مِزاجكِ وتخفيف أَثْقال الحُزْن عن قلبِكِ أنصحكِ بتناول كبسولات Omega-3بجُرعة 1000mg يوميًّا لمدَّة ثلاثة أَشْهر، تجدينها في أحدِ فُروع شَرِكة أرمال GNC: (السليمانيَّة، المساعديَّة - طَرِيق المَدينة، شارِع التَّحْلية، الصَّواري)، مع الحِرْص على صَلاة اللَّيل ولو لمرَّةٍ واحدة في الأُسْبوع، وقِراءة آياتٍ مِن القُرآن العَظِيم كلَّ يوْم، وأَخْذ الحمَّاماتِ الاستِرخائيَّة، وشُرْب العَصائر المُفضَّلة.

ثانيًا: القلَق من تَهَتُّك غشاء البكارَة:
قد ابتُليتِ - أيَّتُها العزيزة - بثَلاثة مَواقِف تَفْزَعُ منها الوُرود؛ أَحَدها مع ذي رَحِمٍ، والثاني مع بَائِع أَحْذية، والثَّالث مع السَّائق، فالأوَّل وصفتِ تحرُّشه بكِ بقولكِ: "والتحرش كان بلمسي من الأسفل"، والثَّاني بقولكِ: "وفوجئت بأنَّه يلمس صدري"، والثَّالث بقولكِ: "وفوجئت أنَّه يقبِّلني".
واللَّمْسُ هو المَسُّ باليد، وليس مِن شَأْن اللَّمْسِ - ولو بعُنْف - تَمْزيق غِشاء البكارَة، وليس مِن لُطْف البَداهة أنْ نقول: إنَّ مِن شأنِ التَّقبيل إثارة الرَّغبة الجِنسيَّة - بعد البلوغ - لكنَّه حتمًا لا يُمزِّق شيئًا، فنحنُ بشَر ولسنا سِباعًا! هذه وَاحِدة.
وثَانِية: أنَّ الإحساسَ بالألَم إحساسٌ طَبعي؛ لوجودِ حزمٍ من الخَلايا العَصبيَّة مُنتشِرة في طَوائِف من الجِلْد، بما في ذلك جِلْدة العَانة والقُبُل، جَرِّبي أنْ تضغطي بعُنفٍ على أيِّ جُزء من جسَدكِ وحتمًا ستَشعُرين بالألَم، فكيف بحال طِفْلةٍ في السَّادسة لم تزل تنمو، ثُمَّ تمسها يدُ رجُل آثِمة؟!
وثَالِثَة: أنَّ غِشاء البكارَة يقعُ من الفَرْج على عُمْق، ولا يمكن أنْ يُمزَّق إلا "بإيلاج" جِسْمٍ صلْب.
ورابِعَة: أنَّ دمَ البكارَة ليس بكثافةِ دمِ الحَيْض أو قَدْره، بل هو دمٌ قليل بقَدْر بِضْعِ قطرات، فإذا صادَفَ قَطْرُه خُروجَ إفرازٍ مهبليٍّ، فإنَّ الخارجَ وقتئذٍ لا يكونُ دمًا بل إفرازًا مهبليًّا مُختلِطًا بدَم.
وخامِسَة: أنَّ خُروجَ هذا الدَّم لن يتأخَّر أسبوعًا أو شَهْرًا بعد تهتُّك الغِشاء، بل سيظهرُ ساعةَ تمزُّقِه.
وسادِسَة: أنَّ والدتَكِ الكَرِيمة ليستْ من السَّذاجة بحيث ترى دمًا جافًّا في لِباسكِ الدَّاخلي ثم لا تهتمَّ بالموضوع! بل لعلَّ الملابس الدَّاخليَّة قد اختلطتْ في سَلَّة الغَسِيل، فحسبتْ والدتُكِ أنَّ ذلك اللِّباس المُدمَّى يخصُّكِ، ثُمَّ تبيَّن لها أنَّه يخصُّ شقيقتكِ الكُبرى التي سبقتكِ في البُلوغ؛ إذ ليس معنى أنْ تكونَ الفتاةُ مُعاقةً أنَّها لا تَحِيض، بل هي تَحِيض بشكلٍ طبعي.
وسابِعة: أنَّ المَواقِف جميعها كما وصفتها بنفسِكِ "لم تكن تحرُّشات خطيرة"؛ لذلك لم تخْطُرْ بِبالكِ طِيلَة السِّنين الماضية، حتَّى أُصِبتِ باكتئاب، وهو ما قُلتِه بنفسكِ حين ربطتِ هذا التَّفكير اللامنطقي بتفكيركِ في المَوْت، اقرئي سُطوركِ من جديد، وانظُري أين مَوْقع التَّفكير في فَقْد العُذريَّة؟ ستجدينه مُباشَرةً بعد ذِكر التَّفكير في المَوْت، والذي قلتُ آنفًا: إنَّه عرَضٌ من أَعْراض الاكْتِئاب، وعندما يُصابُ المرءُ بالاكتئابِ تَتخالَجُه الأفكارُ السَّلبيَّة حولَ نفسِه والنَّاس والحَياة، ولكلِّ تلك الأَسْباب أُطمئنكِ بأنَّكِ بِخَير - بإذن الحافِظ، عزَّ وجلَّ - فثِقِي بنفسِكِ، واستعيذي بكلِمةِ الله التَّامَّة من كلِّ شيطانٍ وهامَّة، ومن كلِّ عَيْنٍ لامَّة، وفكِّري بطريقةٍ إيجابيَّة؛ حِفاظًا على صِحَّتكِ النَّفسيَّة، وعسى أنْ يكون لهذا التَّثقيف المعرفيِّ دوره الفاعِل في بُرء عِلَّتكِ.

ثالثًا: القلَق الاجتماعيُّ الظَّرْفيُّ Situational Social Anxiety
كلُّ الأَعْراض التي ذكرتِها في أوَّلِ الاسْتشارة؛ كالتَّلَعْثُم والصُّداع والدوار والارْتباك والنِّسيان والخَطأ في النُّطْق، هي من أَعْراض القلَق الاجتماعي الظَّرْفي، الذي يحدُث في ظُروفٍ مُحدَّدةٍ، وفي مثل حالتكِ يرتبطُ القلَق الاجتماعي الظَّرْفي بمُقابلة أستاذتكِ، وتقديم العُروض المدرسيَّة، والتَّعامل مع الرِّجال وأهلِ السُّوق ونحو ذلك من المَواقِف الاجتماعيَّة، وهذا القلَق مع كلِّ ما يثيرُه في نفسكِ من ألَم وتوتُّر يعدُّ ضَرْبًا بسيطًا من ضُروب الرُّهاب الاجتماعي.

العِلاج:
استَنْفدي وُسْعَكِ في الطُّرق العِلاجيَّة التَّالية:
- التَّعرُّض لهذه المَواقِف ذِهنيًّا قبل حُدوثها؛ فعند استِعدادكِ مثلاً لتقديم عَرْضٍ في الصَّف، لا تكتفي بحِفْظ المَعْلُومات المُراد عَرْضها وحَسْب، بل تخيَّلي المَوْقف نفسه ذِهنيًّا منذُ لَحْظة وُقوفكِ حتَّى لحظةِ انتهائكِ من الشَّرْح، ثُمَّ كرِّري هذا التَّخيُّل مرَّة بعد أُخرى قبل أنْ تقومي بتَجْربة تمثِيله في غُرفتكِ أمام المِرْآة، فمن شأن ذلك أنْ يُعينكِ - إن شاءَ الله - على تقبُّل المواقف المُحرِجة.
- في القلَق الاجتماعي يُركِّز الشَّخْص القَلِق على مَشاعِره الدَّاخليَّة وأفكاره اللاَّعقلانيَّة؛ ومن ثَمَّ يكون عِلاجُ ذلك بتركيزِ التَّفكير على الآخَرين لتَخْفيف الحِمْل على الذَّات، فاعتاضي التَّركيز على نظراتِ صديقاتكِ التَّشجيعيَّة وهنَّ مُستَمتعات بشرحكِ بدلاً من التَّفكير في ارتجافِ صَوْتكِ وارتعاش يديْكِ، على أنْ تتذكَّري أنَّ أكثرَ النَّاس مشغولون بأنفسهِم وبأفكارهم الدَّاخليَّة عنكِ، ولو وجَّهتِ سؤالاً لصَديقاتكِ خِلال العَرْض لتجاوز عدد من يطلبُ منكِ إعادة السُّؤال والشَّرح عددَ مَن سيجيبُكِ عن سُؤالكِ، في إشارةٍ واضحةٍ إلى عدم انتباههنَّ إليكِ.
أكرِّر مرَّةً ثانية: لا تُركِّزي تفكيركِ على نفسكِ، بل على الآخَرين مِن حَوْلكِ.
- درِّبي نفسَكِ على النَّظر إلى عينيْ مُحدِّثكِ، مع الحِرْص على إغْضاء جَفنيْكِ من وقتٍ إلى آخَر، فليس القصْد من ذلك أنْ تُسدِّدي النَّظَر على نحوٍ يربكُ الطَّرف الآخَر، وإنَّما القَصْد إحداث نوعٍ من التَّفاعُل والأُلفة الاجتماعيَّة.
- شُرْب نقُوع البابُونج قبل ساعةٍ من التَّعرُّض للمَواقف الاجتماعيَّة، مع الحِرْص على شُرْب كوبين إلى ثَلاثة أَكْواب يوميًّا في الأَحْوال العاديَّة؛ لاحتواء البابُونج على مادَّة أبجنين Apigenin ذاتِ الخَصائِص المُرخية والمُهدِّئة للأَعْصاب.
- شُرْب ثَلاثة أَكْواب من نَقُوع الشَّاي الأَخْضَر؛ لاحتوائه على الحِمْض الأميني L-theanine والذي يعمل عمَل المُضادَّات للقلَق.
- اسْتَعمِلي أحدَ الزُّيوت العِطريَّة التَّالية في عِلاج القلَق وخَفْض التَّوتُّر: (زَيْت البُرتقال، زَيْت البابُونج، زَيْت خَشَب الصَّنْدَل، زَيْت الياسَمِين)، إمَّا بإضافة بِضْع قَطراتٍ فوق مِنْدِيل ثمَّ استنشاقه، أو بإضافة بِضْع قَطراتٍ من الزَّيت في حَوْض الحَمَّام والاسْتِنقاع فيه، أو بإحْراق الزَّيت في فوَّاحة الزُّيوت.
تجدِين هذه الزُّيوت العِطريَّة بِمُواصفاتها الصَّحيحة "صَغيرة الحَجْم، داكنة اللَّوْن، غالية الثَّمن"، في مُؤسَّسة أبازير (طَرِيق المَدينة - سوق المساعديَّة).
- ولمزيدِ فائدةٍ اقرئي كِتاب "قَهر الخجَل والقلَق الاجتماعي: التَّغلُّب على الخجَل"؛ من تأليف: د. موري بي. شتاين وأ. جون آر. ووكر، مِن إصدارات مَكْتَبة جَرِير.

وأخيرًا:
يقول ربُّ العزَّة والجَلال: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، قال ابنُ القيِّم - سقى اللهُ ثَراه من غَيْث الرَّحمة - مُعقِّبًا: "فإنَّ طُمَأْنِينَة القَلْب: سُكونُه واسْتِقرارُه بزوالِ القلَق والانزِعاجِ والاضطرابِ عنه، وهذا لا يتأتَّى بشيءٍ سوى اللهِ - تَعالى - وذِكْره ألبتَّة، وأمَّا ما عَداه فالطُّمَأْنِينَةُ إليه غُرُور، والثِّقة به عَجْز، قضَى اللهُ - سُبْحانَه وتَعالى - قضاءً لا مَردَّ له أنَّ مَنِ اطْمأنَّ إلى شيءٍ سِواه أتاهُ القلَقُ والانزِعاجُ والاضطرابُ من جِهَته، كائِنًا مَن كان، بل لو اطْمأنَّ العَبْدُ إلى عِلْمه وحالِه وعملِه سبلَهُ وزايلَهُ، وقد جعَل سُبحانه نُفوسَ المُطْمَئِنِّين إلى سِواه أَغْراضها بسِهامِ البَلاء؛ ليعلمَ عِبادُه وأولياؤه أنَّ المُتعلِّقَ بغيرِهِ مَقْطوعٌ، والمُطْمَئِنَّ إلى سِواه عن مَصالحه ومَقاصده مَصْدُود ومَمْنُوع..."، وللكلام بقيَّة اقرئيها بتمامها في المَسْألة الحاديةِ والعِشْرين من كتابه "الرُّوح".


واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصَّواب، وهو العَلِيم الخَبِير.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.77 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]