
28-01-2021, 04:41 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,761
الدولة :
|
|
فراغ الشباب
فراغ الشباب

بقلم د.صالح سالم النهام:
الفراغ.. ما أعجبه من نعمة قد تتحول إلى بلاء ونقمة، أو سُم قاتل، وطاعون مميت، وقد قال "صلى الله عليه وسلم" : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وقديما قال الشاعر العربي:
إن الشباب والفراغ والجِدةْ
مفسدة للمرء أيَّ مفسدة
فقضية فراغ الشباب قضية خطيرة، والاهتمام بها من أوجب الواجبات، فإذا كان الواحد منا يضع يده على قلبه من الخوف الشديد الذي ينتابه على بعض الشباب وقت انشغالهم؛ فكيف بهم وقد تفرغوا؟! كيف بهم والواحد منهم ينام النهار ويسهر الليل، وقد توافرت له سبل الفساد والانحراف؟!
ومن رعى غنمًا في أرض مَسْبَعَة
ونام عنها تولى رعيها الأسد
إذا لم نعمل على حفظ أوقات شبابنا واغتنامها بما ينفعهم من أمور الدنيا والدين؛ فإنهم سوف يقضون أوقاتهم بما يعود وبالا عليهم وعلى أُسرهم، بل وعلى مجتمعهم وأمتهم.
وإن العاقل هو الذي يجعل أعماله أكثر من أوقاته؛ فإن الإنسان لا يحس للقلق أثرا عليه طالما كان عاكفا على عمل ما.
إن هذه القضية مهمة للغاية، يجب ألا يستهان بها، وألا يغفل عنها، ولا أدل على ذلك من الاعتناء بها في كتاب الله ومن حرص النبي "صلى الله عليه وسلم" عليها وأمره باغتنامها وحثه على استغلالها، يقول جل جلاله: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)} (الشرح:7 و8)، ويقول النبي "صلى الله عليه وسلم" : «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك»، فذكر منها الفراغ قبل كثرة المشاغل.
والاهتمام بالوقت من صفات الصالحين، والتفريط فيه وإضاعته من أبرز عادات المفرطين، وفي المأثور عن بعض الصالحين: «يا سفيان، إنما أنت أيام معدودة، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل، وأنت تعلم فاعمل». ويروى عن وَهْب بن منبه -رحمه الله- أنه قال: «ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه ويصدقونه عن عيوبه، وساعة يخلّي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل ويحمد، فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات، وفضل بلغة واستجمام للقلوب».
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|