التعبير والبيان في دعوة آدم (عليه السلام) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847541 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384597 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59455 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 584 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2021, 12:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي التعبير والبيان في دعوة آدم (عليه السلام)

التعبير والبيان في دعوة آدم (عليه السلام)


علي الصلابي



إن أول تعليم علّمه الله تعالى لآدم عليه السلام هو الكلام والتعبير﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [سورة البقرة: 31].
الأسماء كلها ليقول ما يريد، ويسمّي الأشياء كلها بأسمائها، بينما ترى اليوم أن تسمية الأشياء بأسمائها قد تكون لها تبعات وتجر إلى مشكلات.
والعلاقة متينة بين خلق الله للإنسان وتعليمه البيان، فقد قال تعالى:﴿ الرَّحْمَنُ ۝ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ۝ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ۝ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [سورة الرحمن: 1-4].
فلم يكن أول شيء علّمه الله لآدم هو أداء صلاته، أو كسب قوته، أو ستر عورته، بل أول شيء علّمه إياه بعد خلقه أو مع خلقه هو البيان، والأسماء المحتاج إليها لأجل البيان، وقال تعالى عن بداية خلق الإنسان: ﴿‏‏أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْن ِ۝ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ﴾ [سورة البلد: 8-9].
ومعلوم أن أكبر وظيفة للسان والشفتين هي وظيفة التعبير والبيان، وعلى العكس من هذا نجد نبي الله إبراهيم عليه السلام يعرّض بالأصنام وعجزها وتفاهتها بكونها لا تقدر على النطق، قال تعالى: ﴿قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ۝ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴾ [سورة الأنبياء: 62‑63].
فالذي لا ينطق ولا يعبّر إنما هو تمثال لا إنسان: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [سورة البقرة: 18].
إن وظيفة التعبير والبيان هي من أعظم الخصائص والمواهب الفطرية التي ميّز الله بها الجنس البشري، وجعلها في تكوينه من أول أمره، فهي تشكّل جزءاً من هوية الإنسان وماهيّته، وهذا يدل على الأهمية البالغة التي تكتسبها وظيفة البيان في حياة الإنسان وفي حياة الجماعة البشرية، ولا شك أن البيان –الذي يشكّل جزءاً من فطرة الإنسان وهويّته- إنما يتجسّد في التعبير الصادق عما في النفس وما في العقل وما في القلب، ففطرة الإنسان وأصالته تتمثّل في تسميته الأشياء بأسمائها الحقيقية، أي في تعبيره الصادق والمطابق عما في قلبه وضميره.

ومما يؤكد فطريّة هذا السلوك وانحراف مخالفته عن هدي الفطرة هو كون الناس جميعاً يحبّون الإفصاح والصراحة، ويحبّون الإنسان الصريح، ويحبّون من يقول الحقيقة، وليست الصراحة المحبوبة فطرياً سوى التعبير الصادق السويّ عما في القلب حينما يتطلبه المقام.
وضدّها إما يكون بعدم التعبير عما في النفس أو التعبير بخلاف ما في النفس، ويؤكد العلامة ابن عاشور أن صفة الحرية كلها -وضمنها حرية القول-هي صفة فطرية وضرورية لكل تقدم بشري، حيث قال: إن الحرية خاطر غريزي في النفوس البشرية، فيها نماء القوى الإنسانية من تفكير وقول وعمل، وبها تنطلق المواهب العقلية متسابقة في ميادين الابتكار والتدقيق، فلا يحق أن تُسام بقيد إلا قيداً يُدفع به عن صاحبها ضرٌّ ثابت، أو يُجلب به نفع.
وإذا ثبت واتضح أن خاصية البيان والتعبير هي صفة فطرية خلقية في الإنسان فمعناه أنها تفوق درجة الحقوق المكتسبة، وترتقي إلى درجة “الحقوق الطبيعية”، أو لنقل إنها ليست فقط حقاً من حقوق الإنسان، بل هي صفة من صفات الإنسان، وفرق كبير بين أن يُجرّد الإنسان أو يُنتقص من بعض حقوقه، وأن يجرد أو ينتقص من بعض صفاته الذاتية؛ ففي الحالة الثانية يصاب الإنسان في صميم إنسانيته وليس فقط في حق من حقوقه.
ولذا يرى ابن عاشور أن موقف تحديد الحرية موقف صعب وحرج ودقيق على المشرّع غير المعصوم، فواجب ولاة الأمور التريّث وعدم التعجّل، لأن ما زاد على ما يقتضيه درء المفاسد وجلب المصالح الحاجية من تحديد الحرية يعد ظلماً.
وقال: اعلم أن الاعتداء على الحرية نوع من أنواع الظلم؛ ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾، إن الله عز وجل جعل لآدم القدرة على التعبير عما في النفس من مشاعر وخواطر وأفكار، والرمز بالأسماء للمسمّيات، وإطلاق الأسماء على الأشياء كلها، سواء كانت مخلوقات حية أو جمادات أو أفكاراً ومعاني وتصورات. فالآية القرآنية وضحت أن الله عز وجل علّم آدم عليه السلام ومكّنه من النطق والرمز بالأسماء لكل المسميات.
المراد التربوي من تعليم آدم الأسماء كلها

في ضوء قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [سورة البقرة: 31].
لقد شرّف الله العليم سبحانه آدم وكرّمه بتعليمه علم الأسماء، الذي عَرَف به عليه السلام جميع موجودات الوجود اسماً ووظيفة: فعلم آدم كان موهوباً من الرب الأعلى من غير كسب ومشقّة، بينما العلم الذي أُعطي لأبناء آدم فهو مكسوب وحافل بالتعب والعناء، ولكن الله فطر الناس مجبولين باستعداد كسب هذا العلم لكي يسخّروا أشياء الكون ويؤدّوا مسؤولياتهم تجاه خلافة الأرض.
وبهذا العلم الرباني والهبة الإلهية يتحقّق العلم بالأسماء معرفة ومفهوماً واستخداماً وإدراكاً من أجل التعبير عن حقيقة الأشياء وكشف أسرارها والاستفادة منها والرقي بوظائفها وتطويرها.
فالأسماء هي المفتاح الحقيقي الذي نفتح به معنى المعرفة، كما أن من عظمة التعليم الرباني في حكمة الله القاضية بجعل علم الأسماء علماً كاملاً غير منقوص لأنه من الله وحده، الذي له الكمال المطلق، ولأن مرادات الله التي ظهرت لنا من خلال كلامه سبحانه في كتابه الكريم: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾.
إن هذا العلم الكامل بعد أن تهيّئه إعداداً لخلافة آدم في الأرض ليكون أهلاً للخلافة ومتسلّحاً بالعلم في حياته، إذ إن الأسماء هي المدخل إلى معرفة الوجود، والتعليم الكامل للأسماء يعني اكتمال الإدراك للوجود، وهذا يعني تعليم الأسماء معرفة ومفهوماً واستخداماً وتفاعلاً حقيقياً في الحياة، فأصبحت الأسماء هي الأساس الذي قام عليه علم البشر، فالقيمة بتعليم آدم الأسماء كلها تتمثل في المغازي التربوية الآتية:
– الدرس التربوي الأول تلقاه آدم عليه السلام من الله عز وجل، فإن معرفة الأسماء والعلم بها توقيفية من الله ابتداء لآدم عليه السلام.
قال تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾، ثم تكون للأجيال من بعده بالاكتساب حيث يعلّمها الجيل الأول للأجيال اللاحقة بالتربية والتعليم، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [سورة النحل: 78].
– الأسماء تجعل الإنسان مدركاً لحقائق الوجود كما هي، وتتميز هذه الحقائق على غيرها، كما أنها تمكّن الإنسان من القدرة على التعبير عن مفردات الوجود وحقائقه المتعددة.
– معرفة الأسماء تجعلنا قادرين على تحديد قيمة الأشياء إيجاباً أو سلباً، وتساعدنا على تمييز الحسن من القبيح، كما أنها تساعد على إدراك أسماء الأشياء وأسماء الأشخاص وأسماء المعاني ونعبر عنها جميعاً، قال تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [سورة البقرة: 269].
– تعليم آدم الأسماء هو القاعدة الصلبة والدعامة الحقيقة لفهم العلوم، واكتساب المعرفة، وتطوير الحياة، وتحسين ظروف العيش والبناء، كما أنها أكسبت الإنسان إدراكاً واعياً يجعل العقل هو الأساس والغريزة تابعة مطيعة له، وأما الحيوان الذي حُرم من هذا العلم المفيد فالغريزة هي التي تحدد حركته وسلوكه.
– إن تعليم آدم الأسماء هو علم رباني موهوب كامل يدل على كمال الله الذي علّم الأسماء، وتعليمها قبس من علم الله، وثمرة ذلك العلم هو القدرة على استيعاب الأسماء كلها.
– تعليم آدم يساعد على معرفة الله بأسمائه وصفاته ودعائه بها، ويعين الفرد على الإيمان والعمل الصالح.
المصادر والمراجع:



  • صلاح الخالدي، سفر التكوين في ميزان القرآن من آدم إلى إبراهيم، دار القلم، دمشق، ط1، 1419ه-1998م ، ص 56.

  • علال الفاسي، مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، دار الغرب الإسلامي، ط5، 1993م، ص 287.

  • علي الصلابي:



الحريات من القرآن الكريم، ص 79.



قصة الخلق وخلق آدم عليه السلام، ص 418-421.



  • علي خميس الغامدي، الإنسان الصالح وتربيته من منظور إسلامي، دار طيبة الخضراء، مكة المكرمة، ط1، 1424ه-2003م.

  • محمد الطاهر بن عاشور: أصول النظام الاجتماعي في الإسلام، الدار التونسية، ط2، 1985م.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.31 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]