الهجرة وصناعة الأمل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826469 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374372 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 285 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 362 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 483 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 381 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 378 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 384 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2019, 08:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي الهجرة وصناعة الأمل

الهجرة وصناعة الأمل

الشيخ محمد كامل السيد رباح




عناصر الخطبة:

الاعتبار بانقضاء الأعمار.
بين توديع عام واستقبال آخر.
الهجرة وفن صناعة الأمل.
ما أحوجنا في هذا الزمان إلى فن صناعة الأمل.

الحمد لله الذي فتح لعباده باب الأمل وأمرهم باستصحاب الأمل عند كل الظروف والضغوط، وحذرهم من اليأس والقنوط، لأن أهلهما من الهالكين، ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أوذي في سبيل الله كثيرًا، وحوصر بكرة وأصيلا فتمسك بالأمل، وهاجر في سبيل الله من مكة إلى المدينة فكانت الهجرة المباركة طريق الأمل وبها ساد المسلمون.

فاللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين حطموا قيود اليأس والقنوط، وضربوا أروع الأمثلة في فن صناعة الأمل ففتح الله عليهم فتحًا مبينًا وهداهم صراطًا مستقيما، وجعلهم سادة في الدنيا وفي الآخرة هم المفلحون.

1- الاعتبار بانقضاء الأعمار:
إن هذه الشمس التي تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب من مغربها تحمل أعظم الاعتبار، فطلوعها ثم غيابها إيذان بأن هذه الدنيا ليست دار قرار، وإنما طلوع وزوال.

تتجدد الأعوام عامًا بعد عامٍ فإذا دخل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد، ثم تمر به الأيام سراعًا فينصرم العام كلمحِ البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى آخره تطلع البعيد فإذا به قد هجم عليه الموت يؤمل الإنسان بطول العمر ويتسلى بالأماني فإذا بحبل الأماني قد انصرم وبناء الأماني قد انهدم.

2- بين توديع عام واستقبال آخر:
إننا في هذه الأيام نودع عامًا ماضيًا شهيدًا، ونستقبل عامًا مقبلاً جديدًا، فليت شعري ماذا أودعنا في عامنا الماضي؟ وماذا نستقبل به العام الجديد؟.

قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: "يا ابن آدم انما أنت أيام فإذا ذهب منك يوم ذهب بعضك" أخرجه البيهقي في الشعب 381- 81 عن قتادة.

وقال أبو حازم - رحمه الله -: "عجبًا لقوم يعملون لدار يرحلون عنها كل يوم مرحلة ويدعون أن يعملوا لدار يرحلون إليها كل يوم مرحلة" صفة الصفوة 165.

وهذا السير الحثيث يباعد عن الدنيا، ويقرب من الآخرة يباعد من دار العمل ويقرب من دار الجزاء.

قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "أقبلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل" أخرجه البخاري.

نسير إلى الآجال في كل لحظة
وأعمالنا تطوي وهن مراحل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام وهن قلائل



3- الهجرة وصناعة الأمل:
حينما ينظر المرء حوله في هذا الواقع المرير ربما دخل اليأس القلوب، واستولى على النفوس القنوط، وظن البعض أنه لا قيام للدين مرة أخرى، ولعل هذه تكون الحالقة.

عند ذلك تأتي الهجرة بأحداثها لتحيي في القلوب الأمل وتزرع في نفوس اليائسين الرجاء.

فعودة إلى حال النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة بقليل، وتقييم واقع المسلمين الأول تكاد ترى واقعا أشد مما نحن عليه الآن.

فقد عاش هؤلاء الكرام مع نبيهم ثلاث عشرة سنة من الخوف والألم والتعذيب والتنكيل رأى المسلمون فيها ألوان الهوان وصنوف الإذلال.

ثلاث عشرة سنة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف على القبائل ويدور على أصحاب الزعامات والرئاسات يقول "من يؤويني حتى أبلغ رسالة ربي فما يجد إلا العنت والاستهزاء".

ثلاث سنوات كاملة من الحصار في شعب أبي طالب مقاطعة كاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حصار اقتصادي واجتماعي حصار شديد حتى أكل الناس ورق الشج، وإلى أن تشققت الأشداق وحتى وضع الناس كما تضع العنز، وربما خرج أحدهم ليبول فيسمع تحت ماء البول قعقعة، فاذا بها جلدة ميتة فيأخذها من شدة الجوع فيغسلها ويضعها على النار ليتقوى بها علي ما به من جوع.

ثلاث عشرة عامًا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يلقي الأذى في نفسه، رغم مكانته فكيف بأصحابه.

ربما سجد عند الكعبة فيضع الكافرون سلى الجزور على ظهره، وربما قابلوه فتجمعوا حوله يدفعونه ويهددونه ويحاولون خنقه، حتى يأتي أبو بكر فيدفعهم عنه ويقول أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله فيلهون بأبي بكر عن رسول الله فيضربونه ضربًا مبرحًا وما تركوه حتى ظنوا أنه ميت.

ثلاثة عشرة سنة وأصحابه - رضي الله عنهم - يلاقون من الأذى ما لا تحتمله الجبال الرواسي، تحريق بالنار، وتغريق في الماء، وضرب بالسياط حتى كلّت السياط وأيدي الضاربين، وحتى أكلت رمال الصحراء المحترقة طبقات جلودهم، وهذا بلال يشهد وكذا خباب بن الأرت.

لذا اضطر المسلمون الأوائل أن يتركوا بلادهم مهاجرين إلى الحبشة مرة بعد مرة حتى إذا زاد بهم البلاء واشتد بهم الكرب قام قائمهم إلى رسول الله يقول إلا تستنصر لنا فيقول - صلى الله عليه وسلم - مصبرًا ومبشرًا "كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع علي رأسه فيشق باثنين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون" أخرجه البخاري.


وفي وسط هذا الظلام الحالك، ومن بين كل هذا البلاء وتلك الشدة من كان يعتقد أن يأتي الفرج علي يد ستة أنفس لا وزن لهم ولا زعامة ولا وجاهة لقيهم النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج فكلمهم وما يرجوا إلا أن يستنقذهم من النار ويؤدي حق الله عليه في دعوتهم للدين الجديد، فكانوا الفجر الذي انقشع به ظلام الكفر، والنور الذي أضاءت بسببه أرجاء الأرض والأمل الذي بدد سحب اليأس، إنها التقادير يوم يأذن الله بالفرج من عنده، ويأتي النصر من قلب المحنه والنور من كبد الظلماء، والله تعالى هو المؤيد والناصر، والبشر عاجزون أمام موعود الله.

إن من عبرات ودروس الهجرة صناعة الأمل؛ الأملُ في موعود الله، الأمل في نصر الله، الأمل في مستقبل مشرق، الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزة بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة.

مرة أخرى يصنع الأمل في حادثة سراقة، ولا يلتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سراقة، ولا يبالي به وكأن شيئًا لم يكن يقول له أبو بكر يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فيقول له مقالته الأولى ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40].

لقد اصطنع الأمل في الله ونصره فنصره الله وساخت قدما فرس سراقة فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء كالدخان فأدرك سراقة أنهم ممنوعون منه وجاء النصر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وهكذا تعلمنا الهجرة في كل فصل من فصولها كيف نصنع الأمل ونترقب ولادة النور من رحم الظلمة، وخروج الخير من قلب الشر وانبثاق الفرج من كبد الأزمات.

4- ما أحوجنا في هذا الزمان إلى فن صناعة الأمل:
ما أحوجنا ونحن في هذا الزمان زمن الهزائم والانكسارات والجراحات إلى تعلم فن صناعة الأمل فمن يدرى ربما كانت هذه المصائب باباً إلى خير مجهول ورب محنة في طيها محنه أوليس قد قال الله: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216].

إن اليأس والقنوط ليسا من خلق المسلم قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله".

اذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق لما به الصدر الرحيب

ولم تر لانكشاف الضر وجها
ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منك غوث
يمن به اللطيف المستجيب

وكل الحادثات وإن تناهت

فموصول بها الفرج القريب
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.33 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]