كثرة الرياح والغبار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حق اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آل عمران.. المرابطون ببيت المقدس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 25015 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2019, 08:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي كثرة الرياح والغبار

كثرة الرياح والغبار




الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي





الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، يُري عباده قدرته ويبدي لطفه وأنه بهم رؤوف رحيم، يريهم آياته في الآفاق من السحب العظيمة والرياح المثيرة ليعلموا أنه على كل شيء قدير، أحمده - سبحانه - على ما أولانا من الإنعام، وأشكره وهو المستحق أن يشكر على ما دفع من الدواهي العظام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له دائم الملك والسلطان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلى كافة الإنس والجان، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على الإسلام والإيمان..

أما بعد:
أيها الناس، أوصيكم وإياي بتقوى الله - تعالى - بفعل ما أمر من الطاعات واجتناب ما نهى عنه في محكم الآيات، وإياكم والاضرار بحلمه؛ فإنه - تعالى - وصف نفسه في كتابه الكريم بأنه شديد العقاب لمن عصاه وللتائبين غفور رحيم، يمهل الظالم والعاصي ليتوب إليه ويرجع عن معصيته ويتوب عن ظلمه فيبدل سيئاته حسنات لأنه حليم كريم، وإن تمادى في ظلمه واستمر في معصية عرض نفسه لسخطه وحلول نقمته في الدنيا وفي الآخرة عذاب الجحيم.

عباد الله، إن فيما قص الله علينا في القرآن من أخبار الأمم التي كذبت المرسلين عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين، قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40] هؤلاء الذين عجل الله لهم العذاب في الدنيا ليتعظ بهم غيرهم، وإلا فقد أعد لهم الجزاء الصارم في دركات لظى: ﴿ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ [غافر: 71-72]، هذه عاد لما اغترت بحلم الله وتكبرت فيما أعطاها الله من القوة في الأبدان ورغد العيش حتى قالوا: من أشد منا قوة؟ واستبعدوا مقت الله ونزول بأسه، أمسك الله عنهم المطر حتى أجدبت ديارهم وفرطوا وارتفعت أبصارهم إلى الأفق بعد اليبس والجدب، فلما أراد الله إشهار خزيهم في الدنيا والانتقام منهم بالهلاك في أبشع صورة رسمها الله في كتبه المنزلة تتلى إلى يوم القيامة مع ما ادخره لهم من نار جهنم، أرسل عليهم ريحًا شديدة مرت على أهل البادية منهم وحملتهم بمواشيهم في الجو وجاءت من اتجاه أوديتهم التي تسيل عليهم، فلما رأوا ظلمة السحاب تستقبل أوديتهم ولم يعلموا أنها ريح فيها عذاب أليم فرحوا بذلك وقالوا هذا عارض ممطرنا فقال الله: ﴿ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾ [الأحقاف: 24- 25]، فقذفت أهل البادية بمواشيهم على أهل الحاضرة وأهلكهم الله جميعًا ولم يبق لهم باقية.

روى الطبراني بسنده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما فتح الله على عاد من الريح إلا مثل موضع الخاتم ثم أرسلت عليهم فحملت البدو إلى الحضر فلما رآها أهل الحضر قالوا هذا عارض ممطرنا فألقى الله أهل البادية على أهل الحاضرة حتى هلكوا جميعًا[1]، وسماها الله ريحًا عاتية، قال ابن كثير: عتت على خزانها حتى خرجت من خلال الأبواب، وكذلك قوم شعيب أصحاب الأيكة لما قالوا له: ﴿ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [الشعراء: 186- 187] قال ابن كثير: قال قتادة: قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: إن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام حتى ما يظلهم منه شيء، ثم إن الله - تعالى - أنشأ لهم سحابة فانطلق إليها أحدهم فاستظل بها فأصاب تحتها بردًا وراحة فأعلم بذلك قومه فأتوها جميعًا فاستظلوا تحتها فتأججت عليهم نارًا فانظروا واعتبروا - رحمكم الله -، أولئك جاءهم العذاب وهو في رؤية أعينهم رحمة حيث قالوا هذا عارض ممطرنا لشدة حاجتهم إلى البرد، وهؤلاء جاءهم العذاب فيما يظنون أنه رحمة بهم حيث كانوا في أمس الحاجة إلى الظل البارد من شدة الحر وهرعوا إلى الظل حتى اجتمعوا فيه فكان عليهم نارًا.

عباد الله:
كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يشتد خوفه إذا رأى الرياح أو السحاب في الآفاق، يخشى أن يكون فيه عذاب لأن الله تعالى لما قص عليه ما فعله بقوم لوط من العذاب حيث جعل عالي مدنهم أسفلها وقلبها عليهم وأمطر عليهم حجارة من نار، قالي تعالى: ﴿ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 83] أي العاصين المعرضين عن أوامر الله المرتكبين لنواهيه، ما عقوبة الله عنهم ببعيد، جاء في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الغيم أو الريح عرف ذلك في وجهه وأنها قالت: يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم استبشروا وفرحوا به رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية فقال - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب وقد عذب الله قومًا بالريح)[2]. والله تعالى يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21] فما بالنا - معشر المسلمين - لا يخيفنا ما أخاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نرى الرياح الشديدة التي تحجب الشمس الأيام الموالية وتحمل من الأتربة والوباء ما يهلك النبات والزروع والثمار، ونرى السحب العظيمة الغليظة في السماء تنبعث منها الصواعق والشهب ولم ينزل مطر ونحو في أشد الحاجة إليه، ونحن نقرأ في كتاب الله ما عذب به من عصاه من الريح والطوفان والصواعق والبرد، ومع هذا لا ترى عينًا باكية ولا تسمع دعوة مرتفعة من قلب خاشع، فما أشبهنا بسائمة الأنعام التي تأكل إذا جاعت وتشرب إذا ظمئت وتنام إذا شبعت، فإنا لله وإنا إليه راجعون، يخوفنا الله بآياته ونحن عنها غافلون، وكأننا من عذابه وعقوبته آمنون، نتقلب في نعمه ليلًا ونهارًا، ونقيم على معصيته سرًا وجهارًا، مساجدنا تكاد تخلو من المصلين، وبيوتنا مملوءة بآلات اللهو والطرب والخلاعة، ونحن إليها مطمئنون، لا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن منكر حتى الأقربين، أوصى الله ملائكته أن اخسفوا مدينة كذا، فقالوا إن فيها عبدك فلان فقال تعالى فيه: فابدؤوا فإنه لم يتغير وجهه فيّ يوم قط، ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 97 - 99].


عباد الله:
إن المؤمن يكون دائمًا خائفًا راجيًا يرجو الله ورحمته ولطفه ولا تغيب عنه ذنوبه ويكون خائفًا من غوائلها، فكلما رأى من آيات الله العظيمة ما يخوف به عباده من ريح شديدة أو مطر شديد أو وقوع كوارث من زلازل وصواعق وكسوف أو خسوف لجأ إلى ربه متضرعًا وجلًا وفزع إلى الصلاة وناجى ربه – سبحانه - أن يكشف عن المسلمين ما أحله بهم، عكس المنافق فإنه لا يتأثر بمجيء ويعتقد أن كل شيء يسير على العادة، وما يجيء مخالفًا للعادة ينسبه إلى النجوم أو إلى الطبيعة لغفلته عن الله وبعده عن كتاب الله وسنة رسوله وأمنه من مكر الله حتى يأخذه الله على غرة.

والحمد لله رب العالمين.


[1] المعجم الكبير ح (12416).

[2] صحيح البخاري حديث (4829)، صحيح مسلم ح (899).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.97 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]