رحلة الحياة .. آلام وآمال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-09-2020, 01:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رحلة الحياة .. آلام وآمال

رحلة الحياة .. آلام وآمال


د. شادي محمد راضي







أخي الحبيب، أريد أن أُبحرَ معك في رحلةٍ قصيرة؛ لعلي أنا وأنت نقفُ بين جنباتِها على أحلى الذِّكريات، وأجملِ العبارات التي نُقشَتْ على جدار التاريخِ؛ لتبقى علاماتٍ بارزةً واضحة لكل مَن يمرُّ بهذا الطريق، أو يسلُكُ إحدى محطَّاتِه.



ورحلتي هذه مجردُ خواطرَ متناثرةٍ في أفانينَ متنوعة، سطرتها مِن أجلك؛ لتُنيرَ طريقَك الطويل، وتنطلقَ منها إلى الأمام؛ لتتركَ خلفك كلَّ أثرٍ جميل، وخُلُق فريدٍ، ونموذجٍ أصيل.

♦ ♦ ♦



أنا أعلمُ أنك وُلدتَ إنسانًا في هذه الحياةِ الواسعة المترامية، كما أعلم أنَّ لك ماضيًا عِشتَه، ومستقبَلاً ستمضي إليه، وحُلْمًا تسعى لتحقيقه، وأعلم أيضًا أن ثمة عقباتٍ قد تواجهُك في رَسْمِ طريقِ حياتك، لكن ما أطمئنُّ إليه هو أن هناك أملاً يَخفُقُ داخل قلبِك، ورُوحًا تغرِّدُ في ذرَّاتِ جسدك؛ لتقريب كلِّ بعيد، وتحقيقِ كلِّ عتيدٍ عنيد.



فلا بد أن تكتملَ صورةُ كل رسامٍ، حينها سيرى إبداعَ رَسْمِه، وبديعَ تلوينه، ثم ما يلبثُ أن يضعَ هذه الصورةَ ليراها ويراها كلُّ من حوله، فتشحذ الهمم للمضيِّ في رَسْمِ كلِّ جميل في هذه الحياة القصيرة.

♦ ♦ ♦



إن شخصيةَ كلِّ إنسان تدورُ حول عَقْله وخُلُقه، فلا تجعل عقلَك حقلَ تجارِبَ يغذِّيه الآخَرون، بل خُذْ أفكارَ الآخَرين واجعَلْها في بُوتقةٍ لعملِ تجرِبةٍ مخبرية، هل هذه الأفكارُ سليمة أم عقيمة في أُطُر الدستور التشريعي القويم، والعُرف المجتمعي السليم؟



ولتكن - أيها الحبيب المبارك - أخلاقُك تحكي وتعكس صورةَ رَوعةِ شخصيتِك؛ فمِن خلال رؤيةِ أصنافٍ من الناس، أجدُ الأخلاقَ فيها تباينٌ واضحٌ، ومفارقاتٌ صادمة للصورة التي تبلورت لديَّ، شخصٌ ما عرَفه مَن حوله في الوسط الخارجي بحُسْنِ الخُلق وبشاشة الوجه، بل ودماثةِ المَعْشر مع الصغير والكبير، لكن لو نظرتَ من زاوية أخرى، وفي صورةٍ من خلفِ الكواليس، تجد أَسدًا هصورًا غاضبًا لا تسمعُ إلا زمجرةَ فعلِه، وزئيرَ صوتِه، بعَث الخوف في أركاني، وأدَّى إلى انفصام في وجداني، متسائلاً: هل هذا هو هذا؟ فلم أستطعِ الجواب، ولم أبحث عن الجواب، لكني قلت: لا بد من إعادة برمجية للوصول إلى ثبات الصورةِ وصفائها.

♦ ♦ ♦



إن طريقَ الحياة الطويل شاقٌّ وعسير، لكنَّ الصديقَ الصادق الوفيَّ يجعلُك تمضي في الطريق بلا مَلَلٍ ولا كَلَلٍ، تقطع معه أجملَ اللحظات، وأحلى الساعات، مخففًا عنك ألَمَ الآهات، وعذابات السنين المتتاليات، باعثًا في نفسك رُوحَ التفاؤل لمواصلة الطريقِ، وبناء النافع الجديد؛ فمِن ركائزِ المجتمع المدني في بداية تكوينه: الأخوةُ، وما زلتُ أبحث عن أخٍ لم تَلِدْه أمِّي، وأبحث أيضًا عن الصديقِ وقت الضِّيق، وغيرها من أمثالٍ عربية ضاع صداها، وماتت معانيها.

♦ ♦ ♦



ما أجملَ الحياةَ عندما تشربُ مِن مَعينِ الحبِّ أجملَ رشفة، وعندما تعيشُ الحبَّ حقيقةً ملموسة في حديقةٍ غنَّاء، وتشتم رائحةَ شذاها، لا سرابًا ضاع في صحراءَ جرداءَ مِن المشاعرِ الصادقة تلهثُ بحثًا عن ماءِ الحبِّ لتشربَه فلم تجِدْه، فماتَت مِن شدةِ العطش، وبُحيرةُ الحبِّ على مدى خطواتٍ منه.

♦ ♦ ♦



إن الاكتشافاتِ والاختراعاتِ فنونٌ يتقنُها الإنسان، لكن، هل اكتشف هذا الإنسانُ ذاتَه؟ هل غاص في أسرارها، واكتشف بريقَ معادنها، ونفيسَ مجوهراتها، ولؤلؤَ مكنوناتها؟ فلو اكتشفها، حينها ستختلفُ المعادلة، وتتوازنُ الذرَّاتُ، وتتجاذب الشِّحناتُ.

♦ ♦ ♦



ما أجملَ أن تَكتبَ هذه العباراتِ أمام نظرك؛ لتراها كلَّ صباح، وهي: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾ [الأعراف: 199]، ﴿ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ﴾ [الأعراف: 199]، ﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]؛ لتضعَ مسافاتٍ ومساحاتٍ للحوار، وفَهْم الغير، وعُذْرِ الكلِّ، والدعوة إلى الله بالحكمةِ والموعظة الحسنة، وما أجملَ وَصْفَ القرآنِ لأتباعِهِ بقوله: ﴿ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، وأين هي الرحمةُ مع هذا التناحُر والتشاجر والتنازع؟ ومتى سيعذِرُ بعضُنا بعضًا؟ ومتى يتخذُ الواحدُ منَّا لأخيه المسلمِ ولو عذرًا واحدًا فضلاً عن سبعين عذرًا؟ والله المستعان.

♦ ♦ ♦



ما أجملَ المجتمعَ الإسلامي عندما يعيشُ على نبضِ الكلمات الجميلة الرائعة، والمفاهيم السامية الأصيلة الرَّفيعة، وتفعيل هذه الكلماتِ والمفاهيم على أرض الواقع، وبثها في مساحات واسعة؛ لتلامس ذلك المجتمعَ، وتصوِّرَ للجميع ما هو الإسلامُ في أبهى صُوَرِه وأجملِ معانيه، فمثلاً: "التفاؤل"، "العطاء"، "السخاء"، "الإيثار"، وغير هذه الكلمات والمفاهيم التي أرغبُ في سماعِ أوتار ألحانها؛ ليسمعَها الكلُّ، وينموَ عليها المجتمعُ، ويعيشَها في أنحاء بيوتاتِهِ.

♦ ♦ ♦



لقد مرَّ في تاريخ هذه الأمَّةِ العريق عظماءُ سُطرت سِيَرُهم، وحُقَّ لهذه السِّيَرِ أن تُكتبَ مواقفُها بماء الذَّهبِ الخالص، خصِّصْ لنفسِك وقتًا لقراءة سِيَرِهم، والنظر في حياتهم، واسأل نفسَك: أين أنت من واقعِ سِيَرِهم؟ واعمَلْ على التغييرِ والتجديدِ والأمل من جديد؛ ليقول الكل بصوتٍ مرتفع: التاريخُ يعيدُ نفسَه.


♦ ♦ ♦



وفي نهايةِ جولتي معك أقول لك: لكلِّ بدايةٍ نهايةٌ، وسيرةُ حياتِك لا بد لها من الوصول إلى النهاية المعلومة والمشهودة، فما هو شعورُك عندما تمرُّ عليك صفحات حياتك أمام ناظريك؟ هل ستفرح أم ستقول: يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزًا عظيمًا؟



وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.49 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]