سجود القلب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853329 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213904 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2020, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي سجود القلب

سجود القلب
الشيخ وليد بن فهد الودعان







من تحقَّق بمعاني الأسماء والصِّفات شهِد قلبُه عظمة الله تعالى، فأفاض على قلبه الذلَّ والانكسار بين يدي العزيز الجبار.
ولا شك أنَّ تمام العبوديَّة لا يتمُّ إلا بتمام الذلِّ والانقياد لله، وأكمَلُ الخلق عبوديَّة أكملهم ذلًّا وافتقارًا وخضوعًا؛ بحيث يحصل للقلب انكسار خاص لا يشبهه شيء؛ فهو يَرى حينئذ أنَّه لا يصلح للانتفاع إلا بجَبْرٍ جديد من خالقه ورَبِّه ومولاه، وحينئذ يَستكثر القليلَ من الخير على نفسه كأنَّه لا يستحقه، ويستكثر قليلَ معاصيه لعظَمَة الله تعالى في قلبه؛ وذلك هو سُجود القلب، سئل بعضُ العارفين: أيَسجد القلب؟ قال: نعم، يَسجد سجدةً لا يَرفع رأسَه منها إلى يوم اللِّقاء.

ومَن سجد هذه السَّجدة سجدَت معه جميعُ جوارحه، وعنا الوجه للحيِّ القيُّوم، ووضع خدَّه على عتبة العبوديَّة التي يقول عنها ابن تيمية: "مَن أراد السَّعادة الأبديَّة فليلزم عتبةَ العبوديَّة".

حُكي عن بعض العارفين أنَّه قال: "دخلتُ على الله من أبواب الطَّاعات كلها، فما دخلتُ من بابٍ إلَّا ورأيت عليه الزحامَ، فلم أتمكَّن من الدخول حتى جئتُ بابَ الذلِّ والافتِقار، فإذا هو أقرب باب وأوسعه، ولا مزاحم فيه ولا معوق، فما هو إلَّا أن وضعتُ قدمي في عتبته، فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه"[1].

وإذا تأمَّل العبدُ وشهِد بقلبه "الربَّ تبارك وتعالى مستويًا على عرشه، متكلِّمًا بأمره ونهيه، بصيرًا بحركات العالم؛ علويِّه وسفليِّه، وأشخاصه وذواته، سميعًا لأصواتهم، رقيبًا على ضمائرهم وأسرارِهم، وأمْرُ الممالك تحت تدبيره نازلٌ من عنده وصاعِد إليه، وأملاكه بين يديه تنفِّذ أوامره في أقطار الممالك، موصوفًا بصِفات الكمال، منعوتًا بنعوت الجلال، منزَّهًا عن العيوب والنقائص والمثال، هو كما وصَف نفسَه في كتابه وفوق ما يصفه به خلقُه، حيٌّ لا يموت، قيُّوم لا ينام، عليم لا يَخفى عليه مِثقالُ ذرَّة في السموات ولا في الأرض، بصير يرى دبيبَ النَّملة السوداء على الصخرة الصَّماء في الليلة الظلماء، سميع يَسمع ضجيجَ الأصوات باختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات"[2].

وإذا تأمَّل العبدُ ذلك ألَا يَدعوه إلى تعظيم الخالق العظيم، فلا يَستصغر في حقِّه معصية قطُّ مهما صغرَت، ولا يستعظم في حقِّه طاعة قط مهما عظمَت؟
قال القرافي في سرِّ تَحريم العُجب: "إنَّه سوء أدَب على الله تعالى؛ فإنَّ العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرَّب به إلى سيِّده؛ بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيِّده لا سيما عظمة الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الزمر: 67]، أي ما عظموه حق تعظيمه"[3].

فانظر وفَّقك الله كيف يثمِر التأمُّلُ في الأسماء والصفات والتعبُّدُ بها من معرفة عظمة الله تعالى، وما يثمره ذلك من الأدب مع الله والذلِّ بين يديه واحتقار كل عمَل يتقرَّب به إليه؛ إذ هو قليل في حقِّ عظمته تعالى، وما يثمره ذلك من الخوف منه والبعدِ عن معاصيه؛ إذ كلُّ عظيم يُخشى من مخالَفة أمره والوقوع في نهيه؛ فكيف بأعظم عظيم جلَّ وعلا؟


[1] انظر: "مدارج السالكين" (1 / 461 - 464)، مفتاح دار السعادة (1 / 289)، وقد تكلَّم ابن القيم عن الذلِّ بكلام رائع، وقسمه إلى قسمين: ذل المحبة، وذل المعصية.

[2] "مدارج السالكين" (1 / 140).

[3] الفروق (4 / 227).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.78 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]