خطبة الجمعة لأول شهر شوال - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215438 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2020, 04:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة الجمعة لأول شهر شوال

خطبة الجمعة لأول شهر شوال














الشيخ أحمد الزومان



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].





﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].





﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].





أَمَّا بَعْدُ:


فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.





إخواني، قيام الليل عز المؤمنين، وهو أفضل الصلاة بعد المكتوبة، وإجابة السؤال فيه مظنونة، وبه تدخل الجنة بسلام، وهو دأب الصالحين قبلنا، وقربة إلى ربنا، ومكفر للسيئات، وناهٍ عن الإثم، وقد اعتدنا في رمضان - لا سيما في العشر الأواخر - الصلاة آخر الليل، فهل داومنا على هذه العبادة، فالأصل أن المسلم يستيقظ لصلاة الفجر، فلو بكرنا في استيقاظنا وصلينا ما كتب لنا قبل الفجر، ولو كان يسيرًا، فمن الخطأ حينما يظن البعض أنَّ القيام لا بد فيه من وقت طويل، وإلا لا يسمى قيامًا؛ عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصليا ركعتين جميعًا، كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات))؛ رواه أبو داود (1451) بإسناد صحيح.





فالمداومة على العمل ولو كان قليلاً خير وأحب إلى الله من العمل الكثير المنقطع؛ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يُحَجِّرُهُ من الليل، فيصلي فيه، فجعل الناس يصلون بصلاته، ويبسطه بالنهار، فثابوا ذات ليلة، فقال: ((يا أيها الناس، عليكم من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووِمَ عليه وإن قل، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه))؛ رواه مسلم (782).





والشيطان يثبط ابن آدم، ويكسله حينما يراه مقبلاً على طاعة ربه، لا سيما قيام الليل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلانَ))؛ رواه البخاري (1142)، ومسلم (776).





فإن جاهد عدوَّه وخالف نفسه، وقام يصلي، انشرح صدره بمنجاة ربه، وشعر بسرور وفرحٍ، وكيف لا يجد ذلك وقد خلا بربه، واتصل به، وانطرح بين يديه، وتذلل له، فأفاض عليه من السرور والسعادة ما لا يجده في ملذات الدنيا كلها، وذهب عنه كيد الشيطان وتثبيطه؟!





فإن ركن إلى عدوه، وأتبع نفسه هواها، أصبح خبيث النفس كسلان، لما عليه من عُقَد الشيطان، وآثار تثبيطه واستيلائه عليه، هذا في صلاة النفل فكيف بمن يؤخر صلاة الفجر عن وقتها، فهو أحرى بالكسل ووحشة الصدر، وظلمة القلب؟! ولذا تجد هؤلاء دائمًا في ضيق صدر وهمٍّ وحزن متواصل، ولا يجدون سببًا حسيًّا لذلك، وما علِموا أن ذلك بسبب بعدهم عن ربهم وتركهم ما افترض عليهم، ومن ذلك الصلاة!





قيام الليل دليل صدق العبد وإخلاصه لربه، فالصلاة في هذا الوقت مع ما فيها من مكابدة، لا تأتي إلا من شخص مخلص لربه، لا يتطرق الريا إلى قلبه الذي ملأه حب ربه وخشيته، فليس للمخلوقين في هذا الوقت حظ من العبادة لعدم اطلاعهم على المصلي غالبًا، فمن تكبد المشاق في قيامه وهجر لذيذ الفراش، لا سيما مع الحاجة للدفء أو النوم - وصل بهذه المشقة إلى دار السلام بسلام؛ فعن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس إليه، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استثبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: ((أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام))؛ رواه الترمذي (2485).





قيام الليل فيه تحقيق العبودية لله عز وجل، ومخالفة الهوى، والصبر على طاعة الله فيه إيثار لذة باقية موعودة بلذة عاجلة، ولذا فهو أفضل الصلاة بعد المكتوبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))؛ رواه مسلم (1163).





المتهجدون في الليل: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]، فقابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، فالجزاء من جنس العمل.





عباد الله، سلعة الله غالية، سلعة الله الجنة، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فلا تنال مع البطالة والكسل:


تريدين لقيان المعالي رخيصة ♦♦♦ ولابد دون الشهد من إبر النحل





ومما أعده الله لأهل قيام الليل ما رواه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام))؛ رواه ابن حبان (509).





إخواني، لنستعين على قيام الليل بنوم النهار، ففيه تعويض لما يحتاج إليه الجسم من الراحة، ولا يحصل قيام الليل مع السهر الطويل، فمن كان صادقًا حريصًا على الخلوة بربه، ومنجاته وقت الغفلة، فليترك السهر الطويل، ومن أتْخَمَ بطنه بالطعام شقَّ عليه القيام؛ فليخفف الأكل بالليل.





حينما تفتُر النفس وتكسل عن القيام، تُذَكَّر بموعود الله، وأنَّها تتعب في الدنيا لترتاح في الآخرة، والمشاق متى ما اعتادتها النفس ألِفتها، فليعلم أن قيام الليل في البداية يحتاج إلى مجاهد النفس ومغالبتها، ثم تقر النفس بهذه العبادة، وترتاح إليها، بل تشتاق النفس إلى القيام، وتتطلع إلى وقته قبل قدومه.





الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين الذي جعل العمر كله مضمارًا للمنافسة في الطاعات، والصلاة والسلام على من عبد ربه حتى أتاه اليقين، والصلاة والسلام على أصحابه الذين هم قدوة للمتعبدين، وبعدُ:


خلقنا ربنا لعبادته، فالعمر كله وقت للعبادة، وليس شهرًا من الشهور، أو عامًا من الأعوام؛ ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، فليس بانقضاء رمضان تنتهي العبادة، بل مواسم الخير متتابعة، فيعقب صيامَ رمضان صيامُ ست من شوال؛ فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر))؛ رواه مسلم (1164)، لكن من كان عليه قضاء من رمضان، ثم صام الست قبل القضاء، لا يَصدُق عليه أنه صام رمضان، فيُصام القضاء أولاُ، ثم الست، والله أعلم.





والأفضل أن تصام الست متوالية عقب عيد الفطر، ففيه مسابقة للخير، وهو أسهل على النفس لاعتيادها على الصيام، والتأخير مظنة ترك الستة كلها أو بعضها عند البعض، وإن صِيمَت الست متوالية أو متفرقة في شوال مباشرة، أو متراخية، حصلت الفضيلة؛ لأنه يصدق على الصائم أنه أتبع رمضان ستًّا من شوال.






ومن العبادة الدائمة التي هي أحب الأعمال إلى الله، فعل المأمور به، وترك المنهي عنه؛ ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ((ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه))؛ رواه البخاري (6502). ويدخل تحت عموم هذا الحديث جميع فرائض العين والكفاية، فأداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله، فالأمر بها جازم، ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل، فكانت الفرائض أكمل، فلهذا كانت أحب إلى الله تعالى، وفي إتيان الفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر، وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظمَ العمل.





أخي، أراك في رمضان حريصًا على تلاوة كتاب الله، فأنت الحال المرتحل، فما أن تنتهي من سورة الناس إلا وتشرع في سورة البقرة، لكنك في غير رمضان خلاف ذلك، فتمر عليك الأيام ولم تقرأ القرآن خارج الصلاة، هل ترضى أن تكون داخلاً في عموم قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].





حينما تأتي للصلاة عند الإقامة أو بعدها، وتكون من أول من يخرج من المسجد، متى ستتلو كتاب الله؟ فمما يعينك على التلاوة الحضور مبكرًا، وضع لك قدرًا معينًا تقرأه كل يوم، حتى لو لم تقرأه قبل الصلاة قرأته فيما بعدُ.





من المسائل التي تثار في غالب السنين أننا أخطأنا في صيامنا وعلينا القضاء، وهذا لا يثيره غالبًا إلا العوام الذين يجهلون الأحكام الشرعية، ففي هذه السنة أكملنا عدة شعبان ثلاثين يومًا لعدم رؤية الهلال، وصمنا رمضان تسعًا وعشرين يومًا لرؤية هلال شوال امتثالاً لأمر ربنا عز وجل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين))؛ رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.82 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]