منهج ابن كثير في دعوة أهل البدع والمنكرات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208958 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59562 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 757 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 61 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15874 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2021, 02:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي منهج ابن كثير في دعوة أهل البدع والمنكرات






منهج ابن كثير في دعوة أهل البدع والمنكرات












مبارك بن حمد الحامد الشريف




أولًا: معنى البدعة وأنواعها:



قال صاحب مقاييس اللغة: "الباء والدال والعين: أصلان لشيئين أحدهما: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال سابق، والثاني: الانقطاع والكَلال؛ كقولهم: أبدَعَت الراحلةُ؛ إذا كلَّت وعطلت"[1].







وعلى نحو هذا عرَّف ابن كثير البدعةَ، فقال عند تفسير الآية: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117]: "أي خالقهما على غير مثال سبق، قال مجاهد والسدي، وهو مقتضى اللغة، ومنه يقال للشيء المحدَث: بدعة، وقال ابن جرير: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: مُبدِعُهما، وإنما هو مُفعِل فصُرِف إلى فَعِيل، كما صُرِف المُؤلِم إلى الأليم، والمُسمِع إلى سميع، ومعنى المُبدِع: المُنشِئ والمحدِث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثلِه وإحداثه أحدٌ.







قال: ولذلك سمِّي المبتدع في الدين مبتدعًا؛ لإحداثه فيه ما لم يسبقه إليه غيرُه، وكذلك كلُّ محدِثٍ فعلًا أو قولًا لم يَتقدَّمْه فيه متقدِّم، فإن العرب تُسمِّيهِ مبتدِعًا، ومن ذلك قول أعشى ثعلبة في مدح هوذة[2] بن علي الحنَفيِّ:







يُرْعِي إلى قولِ ساداتِ الرجال إذا *** أبدَوْا له الحزمَ، أو ما شاءه ابتدَعَا



أي: يُحدِث ما شاء"[3].







وفي الاصطلاح: عرَّفها الشاطبي بقوله: "طريقة في الدِّين مخترَعة تُضاهي الشريعة، يُقْصَد بالسلوك عليها المبالغة في التعبُّد لله تعالى"[4].







فالبدعة إحداث في الدين، وليس لها أصل ومستندٌ شرعي؛ ولهذا يقول ابن كثير: "سميت البدعة بدعة؛ لأنه لا نظير لها فيما سلف"[5].







"والبدعة على قسمين تارة تكون بدعة شرعيَّة؛ كقوله: ((فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))[6]، وتارة تكون لغويَّة؛ كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم: نِعْمَتِ البدعةُ هذه"[7].







وأشار ابن كثير إلى "أن أول بدعة وقَعت في الإسلام فتنةُ الخوارج، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا، حين قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حُنَيْنٍ، فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يَعدِل في القسمة، ففاجؤوه بهذه المقالة، فقال قائلهم - وهو ذو الخويصرة[8]، بقَرَ الله خاصرته -: اعدِلْ فإنك لم تعدل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد خبتَ وخسرتَ إن لم أكن أعدل، أيأمنُني على أهل الأرض ولا تأمنونني؟!))، فلما قَفَّى الرجلُ استأذن عمر بن الخطاب - وفي رواية خالد بن الوليد - رسولَ الله في قتله، فقال: ((دَعْهُ، فإنه يخرج من ضِئضئ هذا - أي جنسه - قومٌ يَحقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامهم، وقراءتَه مع قراءتهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرَّميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتُلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا لمن قتَلَهم))[9]، ثم كان ظهورهم أيام عليِّ بن أبي طالب، فقتَلَهم بالنهروان[10]، ثم تشعَّبت منهم شعوب وقبائل، وآراء وأهواء، ومقالات ونِحَل كثيرة منتشرة، ثم نبعت القدَريَّة ثم المعتزلة ثم الجهميَّة، وغير ذلك من البدع التي أخبَرَ عنها الصادق المصدوق في قوله: ((وستفترق هذه الأمَّة على ثلاث وسبعين فِرقةً، كلُّها في النار إلا واحدة))، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: ((من كان على ما أنا عليه وأصحابي))"[11].







ثانيًا: منهجه:



إن العصر الذي عاش فيه ابنُ كثير، عصرٌ مليء بالبدع والمنكَرات والمِلَلِ المنحرفة، فقد تعدَّدَت الفِرَقُ والمذاهب في كثير من المجتمعات الإسلامية، وقد قيَّض الله في تلك الفترة من يتصدى للدفاع عن الإسلام وبيان حقيقته ومنهجه الصافي الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من بعده، فقاموا بالردِّ على هؤلاء المبتدعة، وبيان انحرافهم وضلالهم، وتحذير الأمَّة من خطرهم، وفي نفس الوقت قاموا بدعوتهم إلى الحقِّ ومناظرتهم والرد عليهم.







وقد كان رائد هذه المدرسة الإصلاحية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ومن أبرز تلاميذِ هذه المدرسةِ المزيُّ والذهبي وابن القيم وابنُ كثير وغيرهم، فكان داعيتُنا الإمام ابنُ كثير من أنصار هذه المدرسة، وقد تبنَّى منهجَ شيخه ابن تيمية في الدعوة إلى منهج السلف والدفاع عنه، والردِّ على أهل البدع والأهواء والضلال؛ ولذلك نجد أن تفسيره طافح بذلك.







فقد انبرى رحمه الله لبيان منهج الإسلام الصحيح، والرد على المناهج التي تخالفه، وبيان انحرافها وضلالها، وقيامه بمناقشة مقولات أهل الفِرَق والمِلَل، وبيان شُبَههم مع دحضها والرد عليها، إضافة إلى مواقفه العمليَّة مع أهل البدع والضلال، التي أورَدَ بعضًا منها في كتابه البداية والنهاية، وسنتحدث عن منهج ابن كثير في دعوته لأهل البدع من خلال النقاط التالية:



1- حرص ابن كثير على تبيين حال أهل البدع وضلالهم، وأن بدعهم التي ابتدعوها واخترعوها ليس لهم فيها مستندٌ شرعي؛ وإنما هي في كثير من الأحيان افتراء وكذب على الله، ومخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام؛ ولذلك عاقَبَهم الله بالذلِّ والصَّغار في الحياة الدنيا، وجعلهم في ضلال عن الحق بسبب ما هم فيه من الشكوك والاضطراب في الآراء والأحكام، وخلَص رحمه الله إلى أن كل الفِرَق على ضلالة إلا أهل السُّنة والجماعة، وهم الفِرقة الناجية المتمسِّكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، وأخيرًا دعاهم رحمه الله إلى التوبة والرجوع إلى الحق؛ فكل من تاب إلى الله وأناب إليه، تاب الله عليه؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 160]، قال ابن كثير: "وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر أو بدعة إذا تاب إلى الله، تاب الله عليه"[12]، وقد ذكرنا ذلك مفصلًا في المبحث السابق شمول دعوة ابن كثير للطوائف والفرق، فليُرجع إليه.







2- قام ابن كثير رحمه الله في تفسيره بذكر بعض الطوائف والفرق من أهل البدع، وأورَدَ مقولاتها وشُبَهَها، وتصدَّى للرد عليها وبيان خطئها وضلالها، فمن ذلك مثلًا:



1- الخوار[13]



وهم يرون التكفير بالكبائر من الذنوب، وقد ردَّ عليهم ابن كثير في ذلك، فقال عند تفسير الآية: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الحجرات: 9]: "فسماهم مؤمنين مع الاقتتال، وبهذا استدل البخاريُّ وغيره على أنه لا يخرج من الإيمان بالمعصية وإنْ عظُمت، لا كما يقوله الخوارج ومن تابَعَهم من المعتزلة ونحوهم"[14].







2- المعتزلة[15]:



وقد تعقَّبهم ابن كثير، وأوضَحَ خطأهم في مسائلَ عديدة خالَفوا فيها منهج السلف؛ كنفي رؤية المؤمنين ربَّهم في الآخرة، وأن الله سبحانه لم يكلِّمْ موسى عليه السلام، وعدم تفريقهم بين الإسلام والإيمان، وإنكارهم السِّحرَ، ونحو ذلك من المسائل الأخرى؛ فعند تفسير الآية: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾ [الأنعام: 103]، قال ابن كثير: "هذا في الدنيا.... وقال آخرون: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾ أي: جميعها، وهذا مخصص؛ لِما ثبَتَ من رؤية المؤمنين له في الدار الآخرة، وقال آخرون من المعتزلة بمقتضى ما فهموه من هذه الآية: إنه لا يُرى في الدنيا ولا في الآخرة، فخالَفوا أهل السُّنة والجماعة في ذلك، مع ما ارتكبوه من الجهل بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]"[16].، وقال تعالى عن الكافرين: ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 15]، قال الإمام الشافعي: فدلَّ على أن المؤمنين لا يُحجَبون عنه تبارك وتعالى، وأما السُّنة فقد تواترت الأخبارُ عن أبي سعيد وأبي هريرة وأنسوجريروصهيب[17] وبلال[18] وغير واحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن المؤمنين يَرَوْن الله في الدار الآخرة في روضات الجنات، جعلنا الله تعالى منهم بمنِّه وكرمه، آمين[19].







وعند تفسير الآية: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]: "وهذا تشريف لموسى عليه السلام بهذه الصفة؛ ولهذا يقال له: الكليم، وقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه[20]... جاء رجل إلى أبي بكر بن عياش[21] فقال: سمعت رجلًا يقرأ: (وكلم اللهَ موسى تكليمًا)، فقال أبو بكر: ما قرأ هذا إلا كافرٌ، قرأتُ على الأعمش، وقرأ الأعمش[22] على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى[23] بن وثاب على أبي عبدالرحمن السلمي[24]، وقرأ أبو عبدالرحمن على عليِّ بن أبي طالب، وقرأ عليُّ بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وكلَّم اللهُ موسى تكليمًا)، وإنما اشتدَّ غضب أبي بكر بن عياش رحمه الله على من قرأ كذلك؛ لأنه حرَّف لفظ القرآن ومعناه، وكان هذا من المعتزلة الذين يُنكِرون أن الله كلَّم موسى عليه السلام أو يكلِّم أحدًا من خلقه، كما روينا عن بعض المعتزلة أنه قرأ على بعض المشايخ: (وكلَّم اللهَ موسى تكليمًا)، فقال: يا بن اللخناء[25]! فكيف تَصنع بقوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143]؟ يعني أن هذا لا يحتمل التحريف ولا التأويل"[26].







وعند تفسير الآية: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102]، قال: "وحكى أبو عبدالله الرازي في تفسيره عن المعتزلة أنهم أنكَروا وجود السِّحر، قال: ربما كَفَّرُوا من اعتقد وجوده، قال: وأما أهل السنة فقد جَوَّزُوا أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء.... ثم استدل على وقوع السِّحر وأنه بخلق الله تعالى بقوله سبحانه: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ ﴾ [البقرة: 102]، ومن الأخبار بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِر، وأن السِّحر عَمِل فيه"[27].







وعند تفسير الآية: ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 35]، قال: "احتجَّ بهذه الآية من ذهب إلى رأي المعتزلة ممن لا يفرِّق بين مسمَّى الإيمان والإسلام؛ لأنه أطلَق عليهم المؤمنين والمسلمين، وهذا الاستدلال ضعيف؛ لأن هؤلاء كانوا قومًا مؤمنين، وعندنا أن كل مؤمن مسلمٌ، ولا ينعكس، فاتفق الاسمان هنا؛ لخصوصية الحال، ولا يلزم ذلك في كلِّ حال"[28].







وعند تفسير الآية: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الجاثية: 23]، قال: "أي إنما يأتمر بهواه، فمهما رآه حسنًا فعَلَه، ومهما رآه قبيحًا ترَكَه، وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين"[29].







3- القدَريَّة[30]:



وهم القائلون بأن الله لا ينفرد بالهداية والإضلال، بل إن العباد هم الذين يختارون ذلك ويفعلونه، فقال عند تفسير الآية: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]: "وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]، وإن كان هو الفاعل لذلك في الحقيقة، كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [المجادلة: 14]، وكذلك إسناد الضلال إلى من قام به، وإن كان هو الذي أضَلَّهم بقدَرِه، كما قال تعالى: ﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17]، وقال: ﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأعراف: 186]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة أنه سبحانه هو المنفرد بالهداية والإضلال، لا كما تقوله الفِرقة القدَريَّة ومن حذا حذوهم من أنَّ العباد هم الذين يختارون ذلك ويفعلونه، ويحتجُّون على بدعتهم بمتشابه من القرآن، ويتركون ما فيه صريحًا في الرد عليهم، وهذا حال أهل الضلال والغي"[31].







4- الجهميَّة[32]:



القائلون بأن الله في كل مكان، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، يقول ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 3]: "اختلف مفسِّرو هذه الآية على أقوال، بعد الاتفاق على تخطئة قول الجهمية الأولِ القائلين بأنه - تعالى عن قولهم علوًّا كبيرًا - في كل مكان، حيث حملوا الآية على ذلك، فأصح الأقوال: أنه: المدعوُّ الله في السموات وفي الأرض؛ أي: يعبده ويوحِّده ويُقِرُّ له بالإلهية مَن في السموات ومن في الأرض، ويُسمُّونه اللهَ، ويَدْعونه رغبًا ورهبًا، إلا من كفر من الجن والإنس، وهذه الآية على هذا القول كقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾ [الزخرف: 84]؛ أي: هو إلهُ مَن في السماء وإلهُ من في الأرض"[33].







5- الشيعة[34]:



وقد ردَّ عليهم ابن كثير رحمه الله في عقيدة المهدي الغائب، وفي جواز المتعة، وإنكار المسح على الخفين، وأن ليلة القدر قد رُفِعت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي سَبِّهم لعموم الصحابة وخاصة الشيخين، ونحو ذلك من الأمور التي خالَفوا بها إجماع الأمَّة، فقال رحمه الله تعالى عند تفسير الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6]: "وقد ثبت بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشروعيةُ المسح على الخفَّين قولًا منه وفعلًا... وقد خالفت الروافضُ ذلك كلَّه بلا مستند؛ بل بجهل وضلال، مع أنه ثابت في صحيح مسلم..... كما ثبت في الصحيحين عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن نكاح المتعة، وهم يستبيحونها، وكذلك الآية دالَّةٌ على وجوب غَسلِ الرِّجلين، مع ما ثبت بالتواتر من فعل نفس الأمر، ولله الحمد"[35].







وقال عند تفسير الآية: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ﴾ [المائدة: 12]: "يعني عُرَفاءَ على قبائلهم بالمبايعة..... وعن جابر بن سمرة[36] قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال أمر الناس ماضيًا ما وَلِيَهم اثنا عشر رجلًا))[37]... والظاهر أن منهم المهديَّ المبشَّرَ به في الأحاديث الواردة بذكره أنه يواطئ اسمُه اسمَ النبي صلى الله عليه وسلم، واسمُ أبيه اسمَ أبيه، فيملأ الأرض عدلًا وقسطًا، كما مُلئت جَورًا وظلمًا، وليس هذا هو بالمنتظر الذي يتوهم الرافضة وجودَه ثم ظهوره من سرداب سامراء؛ فإن ذاك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية، بل هو من هوس العقول السخيفة، وتوهُّم الخيالات الضعيفة، وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الذين يعتقد فيهم الشيعة الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم"[38].







وقال عند تفسير الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]: "وهذا هو البهت البيِّنُ أن يُحْكى أو ينقل على المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم، ومن أكثر من يدخُلُ في هذا الوعيدِ الكفرةُ بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين ينتقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد برَّأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبَرَ الله عنهم؛ فإن الله عز وجل قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلةُ الأغبياء يسُبُّونهم وينتقصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدًا، فهم في الحقيقة منكسو القلوب، يذمُّون الممدوحين، ويمدحون المذمومين"[39].







وقال رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، بعد ذكره الأحاديث الواردة في ليلة القدر: "وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعِها بالكلية على ما فهموه من الحديث.... ((رُفِعت وعسى أن يكون خيرًا لكم))[40]؛ لأن المراد رفعُ عِلمِ وقتها عينًا"[41].







وأخيرًا ردُّه على من زعم سقوط التكاليف عن الإنسان في حالة وصوله إلى درجة المعرفة كما زعموا، فقال رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]: "ويستدل من هذه الآية الكريمة - وهي قوله: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ - على أن العبادة كالصلاة ونحوها واجبةٌ على الإنسان ما دام عقله ثابتًا، فيُصلِّي بحسب حاله، كما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين[42] رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب))[43]، ويستدل على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة، فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة سقط عنه التكليف عندهم، وهذا كفر وضلال وجهل؛ فإن الأنبياء عليهم السلام هم وأصحابهم أعلَمُ الناسِ بالله، وأعرَفُهم بحقوقه وصفاته وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أعبَدَ وأكثر الناس عبادةً ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة؛ وإنما المراد باليقين هاهنا الموت، كما قدمناه ولله الحمد والمنة، والحمد لله على الهداية، وعليه الاستعانة والتوكل، وهو المسؤول أن يتوفانا على أكمل الأحوال وأحسنها"[44].
يتبع









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-05-2021, 02:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهج ابن كثير في دعوة أهل البدع والمنكرات




3- ممارسة ابن كثير العمليَّة لدعوة أهل البدع بالاتصال بهم ومناظرتهم، والإنكار عليهم وتوجيههم، ونحو ذلك مما ذكره في كتابه (البداية والنهاية):



من ذلك مثلًا: مناظرته للرافضي الذي كان يسُبُّ الصحابة ويلعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد، قال ابن كثير: "وقد ناظرت هذا الجاهلَ بدار القاضي المالكي، وإذا عنده شيء مما يقوله الرافضة الغلاة، وقد تلقَّى عن أصحاب ابن مطهر[45] أشياء من الكفر والزندقة..."[46].







وغير ذلك من الجهود العلمية والعملية التي قام بها الإمام ابن كثير رحمه الله في محاربة البدع والضلالات، وتصحيح الخلل العقدي الذي يعيشه المسلمون في تلك الفترة التي عاشها رحمه الله، مستخدمًا في ذلك شتَّى الطرق والمناهج العقلية والحسية وغيرها.







وإن ما يقوم به كثير من الدعاة إلى الله - في هذا العصر - من اهتمام بتشخيص وعلاج مظاهر الانحراف والفساد الأخلاقي لدى المسلمين هو جهد يُشكَرون عليه، وخصلة تُحمَد لهم، بل هو من الواجبات المتعينة على كل داعية ومصلح أن يقوم بها كلٌّ بحسبه، ولكنهم لا يُعذَرون حين يذهلون ذهولًا أعمى عن الخلل الأعظم، والخطر الأكبر، ذلكم الخلل الذي لا شك أنه هو السبب الأول للانحراف الخلقي، والفساد الاجتماعي، والفوضى والجهل والتخلف وسائر المفاسد، ذلك الخلل الحاصل في اعتقاد كثير من المسلمين في شتى بلاد الإسلام علمًا وعملًا، والمتمثل في الوقوع في المعتقدات الضالة، والأعمال الشِّركيَّة والبدعية، مما لا يتسع المجال لبسطه، فصلاحُ حال المسلمين وإخراجهم مما هم عليه من جهل وفساد وانحراف وتخلُّف - مرتبطٌ قبل كل شيء بصلاح عقيدتهم، واستقامتِهم على دين الله، وعبادته وحده دون سواه، وتقواه سبحانه وطاعته، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو فهم الرسل، ومنهج القرآن والسنة، ومنهج المصلِحين المهتدين[47].











[1] انظر معجم مقاييس اللغة، لأحمد بن فارس بن زكريا 1/ 209، 210.






[2] هوذة بن علي بن عمرو الحنفي من بني حنيفة من بكر بن وائل، صاحب اليمامة بنجد، وشاعر بني حنيفة وخطيبها قبيل الإسلام وفي العهد النبوي، ولما ظهر الإسلام كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَسلِم تَسلَم، وأجعل لك ما تحت يديك))، فأجاب مشترطًا أن يكون له مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأمر، فلم يجبه، وقال: ((باد وباد ما في يديه))، ولم يعش بعد ذلك غير قليل، توفي سنة 8 هـ (الأعلام 8/ 102).






[3] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 201، 202.






[4] الاعتصام 1/ 37.






[5] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 204 عند تفسير الآية: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ﴾ [الأنعام: 101].






[6] أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه بلفظ: ((وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة رقم (867).






[7] المرجع نفسه 1/ 201 عند تفسير الآية: ﴿﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا ﴾﴾ [البقرة: 117].






[8] حرقوص بن زهير السعدي، الملقب بذي الخويصرة، صحابي من بني تميم، أمره عمر بن الخطاب بقتال الهرمزان، فاستولى على سوق الأهواز ونزل بها، ثم شهد صِفِّين مع علي، وبعد الحكمينِ صار من أشد الخوارج على عليٍّ، فقُتل فيمن قُتل بالنهروان سنة 37هـ (الأعلام 2/ 173).






[9] متفق عليه، وأخرجه البخاري كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام رقم (3610)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبُهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه رقم (1064).






[10] هي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، حدها الأعلى متصل ببغداد، وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والدين (معجم البلدان، ياقوت الحموي 4/ 260).






[11] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 427 والحديث أخرجه أبو داود بلفظ: ((وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة))، كتاب السنة، باب شرح السنة رقم (4596).






[12] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 249.






[13] هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ويجمعهم التبرِّي من عثمان وعلي رضي الله عنهما، كما أجمَعوا - عدا النجدات منهم - على تكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار إذا مات مصرًّا عليها (مقالات الإسلاميين 1/ 167-168، الملل والنحل 1/ 114-115).






[14] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 248.






[15] سمُّوا بذلك؛ لاعتزال واصل بن عطاء وعمرو بن عُبيد من رؤسائهم مجلسَ الحسن البصري؛ لقولهم بأن الفاسق - مرتكب الكبيرة - لا مؤمن ولا كافر، ويَجمع المعتزلةَ القولُ بنفي الصفات عن الله تعالى، والقول بأن القرآن محدَث، وأن الله لا يُرى في الآخرة، وأن الله ليس خالقًا لأفعال العباد، ويسمَّون أيضًا القدَريَّة والعَدْليَّة، وتصل فِرَقُهم إلى عشرين فرقة (مقالات الإسلاميين 1/ 235، الملل والنحل 1/ 43-46).






[16] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 205.

ومن المواطن التي رد عليهم ابن كثير فيها عند تفسير الآية: ﴿ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 143]، 2/ 308.






[17] هو صهيب بن سنان بن مالك من بني النمر بن قاسط، صحابي، من أرمى العرب سهمًا، وله بأس، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، كان أبوه من أشراف الجاهليين، ولاه كسرى على الأبلة (البصرة)، وكانت منازل قومه في الموصل، فأغارت الروم على ناحيتهم فسبَوا صهيبًا وهو صغير، فنشأ بينهم فكان ألكن، واشتراه منهم أحد بني كلب وقدم به مكة، فابتاعه عبدالله بن جدعان التميمي ثم أعتقه، فلما ظهر الإسلام أسلَمَ، فلما أزمع المسلمون الهجرة، وكان صهيب قد ربح مالًا وفيرًا من تجارته، فمنعه مشركو قريش، قال: أرأيتم إنْ تركتُ مالي، أتُخلون سبيلي؟ قالوا: نعم، فجعل لهم ماله أجمع، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: ((ربح صهيب، ربح صهيب!))، توفي سنة38هـ، الأعلام 3/ 210.






[18] هو بلال بن رباح الحبشي أبو عبدالله، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخازنه على بيت المال، من مولدي السراة وأحد السابقين إلى الإسلام وكان شديد السمرة نحيفًا طوالًا خفيف العارضين له شعر كثيف شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما توفي رسول الله أذن بلال ولم يؤذن بعد ذلك وأقام حتى خرجت البعوث إلى الشام فسار معهم وتوفي في دمشق سنة 20هـ، الأعلام 2/ 73.






[19] عند تفسير الآية: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، 4/ 531.






[20] هو أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، أبو بكر، ويقال له: ابن مردويه الكبير، حافظ مؤرخ مفسِّر، من أهل أصبهان، له كتاب التاريخ وتفسير القرآن، توفي سنة 410هـ (الأعلام 1/ 261).






[21] هو أبو بكر بن سالم الأسدي مولاهم الكوفي، الفقيه المحدث، اسمه شعبة، قرأ القرآن وجوَّد على عاصم بن أبي النجود، قال يزيد بن هارون: كان أبو بكر بن عياش خيِّرًا فاضلًا، لم يضع جنبه على الأرض أربعين سنة، توفي سنه 193هـ (سير أعلام النبلاء 8/ 435).






[22] هو سليمان بن مِهران الأسدي بالولاء، أبو محمد، الملقب بالأعمش، تابعي مشهور، أصله من بلاد الري، ومنشؤه ووفاته في الكوفة، كان عالمًا بالقرآن والحديث والفرائض، قال الذهبي: كان رأسًا في العلم النافع والعمل الصالح، توفي سنة 148هـ (الأعلام 3/ 135).






[23] هو يحيى بن وثاب، الإمام القدوة الفقيه، شيخ القراء، الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي، أحد الأئمة الأعلام، قال أبو نعيم الحافظ: اسم أبيه وثابٍ: بزدويه بن ماهويه، سباه مجاشع بن مسعود السلمي من قاشان؛ إذ افتتحها وكان وثاب من أبناء أشرافها، ثم وقع في سهم ابن عباس فسماه وثابًا، وتزوَّج فوُلِد له يحيى، ثم استأذن ابن عباس في الرجوع إلى قاشان، فأذن له، فدخل هو وابنه يحيى الكوفة، فقال يحيى: يا أبتِ إني آثرت العلم على المال، فأذن له في المقام، فأقبل على القرآن، وتلا على أصحاب علي وابن مسعود حتى صار أقرأ أهل زمانه، توفي سنة ثلاث ومائة، سير أعلام النبلاء 4/ 381.






[24] أبو عبدالرحمن السلمي الإمام العالم عبدالله بن حبيب بن ربيعة الكوفي، من أولاد الصحابة، مولده في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ القرآن وجوَّد ومهر فيه، وعرض على عثمان وعلي وابن مسعود، وأخذ عنه القرآنَ عاصمُ بن أبي النجود، توفي سنة 74هـ (سير أعلام النبلاء 4/ 367).






[25] لخن السقاء وغيره: أنتن، والرجلُ: قبُح كلامه، فهو ألخن، والمرأة لخناء، جمع لُخن، ويقال في السَّبِّ: يا بن اللخناء (المعجم الوسيط ص 821).






[26] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 717-718.





[27] المرجع نفسه 1/ 181.





[28] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 278.





[29] المرجع نفسه 4/ 178.






[30] هم القائلون بأن العبد يُحدِثُ فِعلَ نفسه، وأن أفعال العباد مقدورة لهم على جهة الاستقلال، وكان متقدِّموهم يُنكِرون عِلمَ الله بالأشياء قبل وجودها، وهم الذي كفَّرهم السلف، ومن أوائلهم معبد الجهني، ومتأخروهم يُثبِتون العلم (مقالات الإسلاميين 1/ 298، والملل والنحل 1/ 43، الفتاوى 8/ 430-450).






[31] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 44.





[32] الجهميَّة: هم أتباع جهم بن صفوان، الذي قال: إن العبد مجبور على فعله، ولا قدر له ولا اختيار، ومن ضلالاته إنكار الصفات، والقول بأن الجنة والنار تبيدان، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، والكفر هو الجهل به فقط (مقالات الإسلاميين 1/ 338، الملل والنحل 1/ 86-88).






[33] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 160.






[34] الشيعة: هم الذين شايعوا عليًّا رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصًّا، ووصيته إما جليًّا أو خفيًّا، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده، وإن خرَجت فبظلمٍ يكون من غيره، أو بتقية من عنده، وقالوا: إن الإمامة ركن الدين، وإن الأئمة معصومون من الكبائر والصغائر (مقالات الإسلاميين 1/ 65 وما بعدها، الملل والنحل 1/ 146).






[35] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 38 وحديث كلٍّ من المسح على الخفين والمتعة سبق تخريجهما ص155.





[36] هو جابر بن سمرة بن جنادة السوائي، صحابي، كان حليف بني زهرة، له ولأبيه صحبة، نزل الكوفة وابتنى بها دارًا، وتوفي في ولاية بشرٍ على العراق سنة74هـ، الأعلام 2/ 104.





[37] الحديث سبق تخريجه ص424.






[38] المرجع نفسه 2/ 44، وانظر المرجع نفسه 3/ 374، عند تفسير الآية: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ... ﴾ [النور: 55].





[39] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 636.





[40] الحديث أخرجه البخاري، كتاب فضل ليلة القدر، باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس رقم (2023).





[41] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 636.





[42] هو عمران بن حصين بن عبيد أبو نجيد الخزاعي، من علماء الصحابة، أسلم عام خيبر سنة 7هـ، وكانت معه راية خزاعة يوم فتح مكة، وبعثه عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة ليفقههم، وولاه زياد قضاءها، وتوفي بها، وهو ممن اعتزل حرب صِفِّين، توفي سنة 52هـ (الأعلام 5/ 70).






[43] الحديث أخرجه البخاري، كتاب التقصير، باب إذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب رقم (117).






[44] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 692.






[45] ابن المطهر الحلي، الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلي العراقي الرافضي، رأس الشيعة وشيخهم في العراق، له تصانيف كثيرة في الفقه والحوار والأصول والفلسفة والرفض، منها منهاج الكرامة، الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة، توفي سنة 726هـ (الدرر الكامنة لابن حجر 2/ 158، والبداية والنهاية 18/ 271).






[46] البداية والنهاية 18/ 561 في أحداث سنة 755هـ.






[47] انظر مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها، للدكتور ناصر عبدالكريم العقل ص 80-82، طبعة دار الوطن للنشر الرياض ط1 بدون تاريخ.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 86.43 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]