عِبَر من التاريخ... - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74465 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2021, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي عِبَر من التاريخ...

عِبَر من التاريخ... (مِن خصائص الحضارة الإسلامية)






رجب صابر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالمقصود بالحضارة مَدَى ما وصلت إليه أمة مِن الأمم في نواحي نشاطها الفكري والعقلي، مِن: عمران، وعلوم، ومعارف، وما إلى ذلك، والترقي بها في مدارج الحياة ومسالكها، حتى تصل إلى الغاية التي تناسِب أحوالها، ولكي يمكننا التعرف على مقومات أي حضارة وخصائصها، ومدى تأثيرها، ومستوى استفادة البشرية منها؛ فلا بد أن نحدد العناصر الأساسية التي ينبغي أن تتكون منها حضارة ما.

وقد ذكر بعض الباحثين أن الحضارة تتكون من عناصر أربعة رئيسة، هي:

1- الموارد الاقتصادية.

2- النظم السياسية.

3- التقاليد الخلقية.

4- متابعة العلوم.

ولانهيار الحضارات عوامل متعددة هي عكس العوامل التي تؤدي إلى قيامها وتطورها، ومِن أهمها: الانحلال الخُلُقي والفكري، واضطراب القوانين والأنظمة، وشيوع الظلم والفقر، وفقدان الموجِّهين الأكفاء، والزعماء المخلصين.

وكلما كانت الحضارة عالمية في رسالتها، إنسانية في نظرتها خُلُقية في اتجاهاتها، واقعية في مبادئها؛ كانت أخلد في التاريخ، وأجدر بالتكريم، وأبقى ذكرًا، وأنفع أثرًا.

وقد امتازت حضارتنا الإسلامية إبان ازدهارها بكل مقومات قيام الحضارات، وكانت أعظم حضارة عرفها التاريخ غير أنها تميَّزت بخصائص فردية جعلتها تختلف عن الحضارات الأخرى التي يعرفها الناس.

ومِن أبرز ما يلفت نظر الدارس لحضارتنا أنها تميزت بالخصائص التالية:

- أنها قامت على أساس الوحدانية المطلقة في العقيدة: فهي حضارة تنادي بعبادة الله الإله الواحد الأحد الذي لا شريك له؛ في ملكه، وحكمه؛ فهو وحده الذي يُعبد، وهو وحده الذي يُقصد، وهو الذي يُعِز ويُذِل، ويُعطي ويَمنع، وهذا السمو في فهم الوحدانية كان له أثر كبير في رفع مستوى الإنسان، وتحرير الجماهير، وتصحيح العلاقة بين الحاكمين والمحكومين، كما كان له أثر كبير في خُلو الحضارة الإسلامية مِن كلِّ مظاهر الوثنية وآدابها وفكرها: في العقيدة، والحكم، والفن، والشعر، والأدب.

- وثاني خصائص حضارتنا: أنها إنسانية النزعة والهدف عالمية الأفق والرسالة، فهي حضارة انتظمت فيها جميع العبقريات للشعوب والأمم التي خفقت فوقها راية الفتوحات الإسلامية؛ فضمت علماء من بلدان شتى، ومِن أجناس مختلفة في شتى العلوم ومختلف التخصصات.

- وثالث خصائص حضارتنا: أنها جعلت للمبادئ الأخلاقية المحل الأول في كل نظمها ومختلف ميادين نشاطها، ففي الحكم وفي العلم، وفي التشريع، وفي الحرب وفي السلم، وفي الاقتصاد وفي الأسرة - رُوعيت المبادئ الأخلاقية؛ تشريعًا وتطبيقًا، وبلغت في ذلك منزلة سامية لم تبلغها حضارة في القديم والحديث.

- ورابع هذه الخصائص: أنها حضارة تؤمن بالعلم، وترتكز على العقيدة؛ فهي خاطبت العقل والقلب معًا، وأثارت العاطفة والفكر في وقتٍ واحدٍ؛ فاستطاعت أن تنشئ نظامًا للدولة قائمًا على مبادئ الحق والعدالة، مرتكزًا إلى الدِّين والعقيدة دون أن يقيم الدِّين عائقًا ما دون رقي الدولة، واطراد الحضارة، بل كان الدِّين مِن أكبر عوامل الرقي فيها.


هذه هي بعض خصائص حضارتنا وميزاتها في تاريخ الحضارات، ولقد كانت بذلك محل إعجاب العالم، ومهوى أفئدة الأحرار والأذكياء مِن كلِّ جنس ودِين، يوم كانت قوية تحكم وتوجِّه، وتهذِّب وتعلم. (يُنظَر: كتاب من روائع حضارتنا للدكتور مصطفى السباعي).

فاللهم أَعِد للمسلمين مجدهم وعزهم.

وكم في التاريخ من عِبَرٍ، فاعتبروا يا أولي الأبصار.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-02-2021, 09:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عِبَر من التاريخ...

عِبَر من التاريخ... لماذا تختلف حضارتنا عن حضارتهم؟






رجب صابر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لقد فقدَتْ الحضارة الغربية جمال الروح، وجمال الذوق الفطري، وجمال الخُلُق؛ جاء هذا الوصف على لسان الأستاذ أبي بكر الإنجليزي المسلم الذي كان أستاذًا للغة العربية في جامعة فؤاد سابقًا (القاهرة حاليًا)، وقد اعتنق الإسلام وهو في القاهرة، وشغل وظيفة أمين القسم الشرقي في المكتبة الوطنية بلندن.

فقال للشيخ "مصطفى السباعي" شارحًا أسباب اعتناقه للإسلام: إن هذه الحضارة الغربية تفتقد الشرف والجمال! فقال له السباعي: أما فقدانها للشرف فلا أنازعك فيه! وأما فقدانها للجمال؛ فكيف والناس يرونها أروع حضارة عنيت بالجمال؛ جمال الطبيعة، وجمال اللباس، وجمال المدن، وجمال البيت، وجمال المرأة أيضًا؟! فقال: إنها فقدَتْ جمال الروح، وجمال الذوق الفطري، وجمال الخُلُق.

إن عددًا من الغربيين يتطلع إلى حياة روحية يأنسون إليها بعد أن فجَّرت حضارتهم المادية في نفوسهم وحياتهم كل ينابيع الألم والحيرة والاضطراب، وتستطيع أن تلمس هذا من حديثك مع كل غربي ذي تفكير متزن، وإحساس روحي وخلقي.

إن الحضارة الغربية تمثِّل أكثر ما وصل إليه الإنسان من حياة مادية، لكن ليس هذا وحده هو الذي يسعد الناس، ويجعلهم يشعرون بالطمأنينة والراحة النفسية، ومِن الواضح بمكان أن هذه الحضارة المادية لم تستطع أن تحفظ التوازن بين الحياتين: المادية والروحية؛ فلن تستطيع هذه الحضارة أن تستمر طويلًا في التصدر لدور القيادة العالمية، ومِن باب أولى الفكر الشيوعي؛ لأنه أشد إغراقًا في المادية وحربًا للروح، والقيم الدينية والأخلاقية، وأما العالم الشرقي ذو الديانات الوثنية لا يمكن أن يقوم بدور ريادة البشرية؛ لأن الحضارة تقوم على العلم والتفكير الصحيح، والتجرد من الخرافات والأوهام، والوثنية في حد ذاتها نقيض ذلك كله، كما أن الروحانية الوثنية تفر من الحياة، وتنهزم من أداء الواجب، وتعتبر رقي الإنسان المادي رجسًا يجب أن يتطهر منه وتشن الحرب عليه.

ليس هناك مَن يستطيع القيام بالدور الحضاري المرتقب إلا أمة واحدة هي أمتنا، ولن يستطيع حمل اللواء لحضارة الغد غيرنا، ومن أسباب ذلك:

أولًا: أننا نتحرك من خلال عقيدة صافية نقية، وشريعة حكيمة صالحة ومُصْلِحة لكل زمان ومكان، فديننا يشمل ما يخص الروح وما يخص البدن، وما يتعلق بالفرد وما يتعلق بالمجتمع، يخاطب العقل والوجدان، يسعى لصلاح الدنيا، ويحض على الفوز بالآخرة.

ثانيًا: أن الروحانية في ديننا بنَّاءة وليست هدامة، فديننا لا يأمرنا بذبح شهواتنا، بل ترويضها بمقتضى الشرع، وديننا لا يأمرنا بقتل الدنيا، بل يأمرنا بسياسة الدنيا بالدين، ونقرأ في كتاب ربنا: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) (القصص:77).

ثالثًا: أننا أثبتنا في الماضي قدرتنا على إنشاء مثل هذه الحضارة المرتقبة، ومهما قيل عن حضارتنا من قبل الخصوم والجاحدين، فإن أحدًا لا ينكر أنها كانت أكثر من الحضارة الغربية الحديثة رحمة بالناس، وسموًّا في الخلق وعدالة في الحكم، وإشراقًا في الروح واقترابًا من درجة الكمال الإنساني في مختلف عصور التاريخ؛ فلهذا ولغيره نقول: نحن أولى بقيادة الدنيا، ونشر حضارتنا من كل المنافسين على ساحة الصراع العالمي. (ينظر مِن روائع حضارتنا للدكتور مصطفى السباعي).


فاللهم أعد للمسلمين مجدهم وعزهم، وكم في التاريخ من عِبَرٍ، فاعتبروا يا أولي الأبصار.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-03-2021, 01:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عِبَر من التاريخ...

عِبَرٌ من التاريخ
(والذي كَرَّم وجْهَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم)









رجب صابر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد بلغت محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- شغاف قلوب أصحابه، وظهر أثر هذا في أفعالهم وأقوالهم، ومن هذا خبر سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- الذي ذكر فيه طرفًا مما وقع يوم الحديبية ثم قال: "فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ، وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا، قَالَ: فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَبْغَضْتُهُم ْ، فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى، وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي، يَا لَلْمُهَاجِرِين َ، قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ، قَالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الْأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ، فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ، فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا فِي يَدِي، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ، لَا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

ثم ذكر موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- منه إلى أن قال: "ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ مَعَ الظَّهْرِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ".

ثم ذكر سلمة -رضي الله عنه- كيف تبعهم إلى أن قال: "فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ، قَالَ: فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الْكَلَامِ، قَالَ: قُلْتُ: هَلْ تَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: لَا، وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ، قَالَ: فَرَجَعُوا".

ثم ساق سلمة بقية الأحداث فقال: "فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَا غُبَارِهِمْ شَيْئًا".

ثم ذكر أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنَ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعُ الْقَوْمَ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ، فَقَالَ: (يَا سَلَمَةُ، أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا؟) قُلْتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَقَالَ: (إِنَّهُمُ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ) (رواه مسلم).

فتأمل مدى شجاعة سلمة -رضي الله عنه-، ومدى حبه للنبي -صلى الله عليه وسلم- وبغضه لمَن سبَّه، ومدى بذله نفسه لاستنقاذ إبل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولاحِظ عظم محبته له في القسم المتكرر في حديثه: "وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"، "وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"،"وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"، فلقد بلغت محبته -صلى الله عليه وسلم- شغاف قلوب أصحابه، فظهر أثر هذا على أفعالهم وأقوالهم -رضي الله عنهم-.


وكم في التاريخ من عِبَرٍ، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.55 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (3.88%)]