مقاصد سورة النمل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191303 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 664 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 951 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1105 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-01-2021, 05:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي مقاصد سورة النمل

مقاصد سورة النمل
أحمد الجوهري عبد الجواد



"سلسلة منبريّة ألقاها فضيلة شيخنا الدكتور عبد البديع أبو هاشم رحمه الله، جمعتها ورتبتها وحققتها ونشرتها بإذن من نجله فضيلة الشيخ محمد عبد البديع أبو هاشم".

(27) سورة النمل:
الحمد لله ربّ العالمين، سبّحت له الطير في السماء، والحيتان في الماء، والنمل في الجحور، ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾، نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ﴿ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، وصفوته من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وكشف الله به الغمة، وتلا على الأمة هذه القرآن العظيم هدايةً وبشرى للمؤمنين، صل يا ربنا وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته إلى يوم الدين، وصل علينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعد..
أيها الإخوة المسلمون الأفاضل، هذه هي سلسلة حديثنا عن مقاصد القرآن الكريم، أو مقاصد سور القرآن الكريم، نتابع الحديث عنها والجلوس على مائدتها الكريمة، حيث إن فيها وعليها خيراً كثيرًا، ومع سورة النمل – حسب ترتيب المصحف – نقضي هذه اللحظات المباركة، تلكم السورة العظيمة المليئة بالمعجزات المبهرات، المليئة بالمفاجآت الغريبات العجيبات، المليئة والحافلة بأدلة التوحيد العظيمة التي تراها كل عينٍ وإن لم تسمع أذنها بشرع، مما يدل على وجود التوحيد على كل ذي عينٍ وكل ذي حسّ ولو لم يصله، سماها الله تعالى سورة النمل، وذلك لما ذُكر فيها من مقالةٍ واحدة لنملة واحدة من النمل يشير الله بها إلى ذلك القطاع العظيم من الخلق، هو عظيمٌ في شأنه وإن كان صغيراً في حجمه، خفيّاً لا يُرى بسهولة، ولا يُحس بسهولة، فربما أقتل أمةً من النمل بقدمي تحت حذائي وأنا لا أشعر بشيء، وأنا لا أقصد، هذه الأمة لها شأنٌ عظيمٌ عند الله، استحقت أن يسمي الله باسمها سورةً من سور القرآن، النمل.

وفي ذلك إشارةٌ لمن يقرأ السورة ويتدبرها، إشارةٌ إلى الإنسان الذي أكل أخاه، وافترس أخاه، ويريد أن يعيش في الكون وحده ويريد لنفسه ولمفرده السيادة والعظمة، ولم تتسع الدنيا في نظره ليعيش معه الناس، مع أنه اجتماعي ومدنيٌ بطبعه، أكل إخوانه، أكل حياتهم فقتلهم، أكل أموالهم بالباطل سرقةً ونصباً ورشوةً ورباً وغير ذلك، أكل أعراضهم بالاعتداء عليها والافتراس لها، أكل حقوقهم وبغى على ديارهم بكل أنواع الإيذاء والطغيان طغى الإنسان على أخيه، وتلك نملة لا تساوي في جسم الإنسان وفي كيانه في الحجم جزءاً من شعرةٍ من شعراتٍ كثيرة في هذا الإنسان تمشي على جسده ومن خفتها ربما لا يشعر بها، حتى إذا لدغته علم أنه أقوى منه، تلك النملة الصغيرة حياتها عجيبة، اقرءوا عنها كما شئتم، تابعوها في أرضكم ودياركم لتتعلموا منها، قالت مقالةً واحدة ذكرها الله في القرآن ﴿ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾.

وتعد هذه الآية من الآيات البليغات جداً في القرآن، والقرآن كله بليغ، ولكن هذه الآية لها خصوصيةٌ في البلاغة، والله تعالى يصوِّر من خلالها بلاغة هذه النملة وفصاحتها وطيب نفسها وحسن خلقها وجمال حياتها، حيث خافت على أخواتها النمل، خافت عليهم فنصحتهم أن يرجعوا إلى الحصن ليتحصَّنوا فيه من هذا الخطر القادم عليهم وسيقتلهم ويُنهي حياتهم دون أن يشعر ﴿ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾.

فصار اسم السورة سورة النمل، بعض العلماء حينما نظر في السورة وجد الهدهد أكبر ودوره أعظم، النملة أنقذت أمةً من النمل، لكن الهدهد أنقد أمةً بشرية، أمةً من الأمم البشرية التي ليست من جنسه فلم يكن دوره قاصراً على الهداهد مثله وإنما تعدى خيره إلى بني الإنسان، فسمى السورة سورة الهدهد فهو أولى بذلك، ورأى آخرون أن السورة تحكي موقفاً ومشهداً عظيماً من مشاهد قصة نبي الله سليمان الملك عليه سلام الله لم يُذكر في سورةٍ أخرى، فقال بل هي سورة سليمان، لكن الحكمة فيما قال الله[1].

إذا كانت هذه سورة النمل، واستحقت النمل أن تكون عنواناً على سورة قرآنية مع صغر حجمها وبطء حركتها وقلة دورها – في نظرنا – فما بالك بما هو أكبر منها، إنه يستحق أكثر وأكثر، فالتنبيه على الأقل أو القليل يدل على التنبيه على الكثير، ففي كل ذلك حكمةٌ ودلالة، لكن الاسم الذي وردت به السورة هو اسم النمل، ولم يقل الله سورة النملة، وإن كانت المتكلمة هي نملة واحدة؛ ذلك ليدل سبحانه وتعالى ويشير إلى أن النمل كله على هذه الصفة الجميلة التي ظهرت من هذه النملة، فلم تكن نملةً حسنة الخلق وبقية النمل على سوء خلق، لم تكن هذه النملة هي الحريصة فقط على أخواتها ولو كانت غيرها مكانها لما فعلت ذلك، لا، بل كل النمل يخاف على بعضه، ويحتضن إخوانه، ويحمي حمى بعضه، ويعيشون في سلامٍ ووئام عجز عن تحقيقه البشر بآماله الطاغية وأحلامه الحالمة، وإن كانت على غير حق، فتعلموا من النمل.

هذه السورة بهذا القصص وببدايتها حيث الحروف المفردة ﴿ طس ﴾ ومدح الكتاب العظيم ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ﴾، وبما في أواخرها من ذكرٍ ليوم القيامة وتهديد للكفار ووعيد ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾، هذا التهديد يشير إلى جو السورة وأنها نزلت في الأجواء المكية، وفي الظروف الزمانية المكية قبل الهجرة، لتعالج تلك النفوس التي عاشت على الباطل والجاهلية فترةً من الزمان ففسدت وعظم فسادها، فنزل القرآن يعالجها ويخلصها من جاهليتها لتعيش حياةً ساميةً راقية، فالسورة مكية نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كما عرفنا ذلك[2].

أما عن موضوعات السورة فهي كسورة الشعراء قريبةٌ منها جداً في هذا العرض، مقدمةٌ قصيرة تؤكد على عظمة القرآن، وأن الذين آمنوا بالقرآن هم أهل الخير وهم أهل العلم وهم أهل الفضل، وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة لهم من العذاب ولهم من الوعيد ما ينتظرهم في الدنيا والآخرة، ثم ما تلبث الآيات حتى تدخل في جولةٍ من القَصص، تبدأ بقصة موسى عليه السلام، ومن بعدها قَصصٌ آخر كقصة داود وسليمان عليهما السلام، ويوسع الله في قصة سليمان أكثر من قصة داود، ثم من بعده قوم ثمود وحيث نبي الله صالح عليه السلام، ومن بعده قوم لوط وماذا قال لوطٌ لقومه وكيف واجهوه بالتكذيب حتى أهلكهم الله، ثم تبدأ السورة جولةً أخرى تخاطب بها هذه الأمة، والكافرين المنكرين لحق الله، تأخذ الناس وتنطلق بهم في أجواء الحياة التي نراها بأعيننا ونلمسها بحواسنا، من فعل كذا وكذا وكذا، من فعل كذا، أإلهٌ مع الله، من فعل كذا أإلهٌ مع الله، أإلهٌ مع الله؟!

خمسة مجالات عظيمة واسعة ينطلق بها القرآن في هذه السورة بفكر أصحاب الفكر وعقل أصحاب العقل ليعقلوا وليعلموا أن الله هو رب هذه الحياة ورب هذه الخليقة، وأنه لا شريك له، ومن كان عنده شريكٌ حقيقيٌ له جزءٌ من الشراكة مع الله فليأتنا به، فليأتنا بسلطانه وبينته ودليله، لم يقم أحدٌ ليقول هذا، وما مع أحدٍ من الناس من دليلٍ ولا برهان على أن هناك إلهاً غير الله عز وجل، فختم الله الحوار بقوله {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}، إذاً لا إله إلا الله، تقريرٌ عظيم بوحدانية الله تبارك وتعالى، يقرر الله فيه العقلاء الذين ينظرون فيفهمون، يرون فيعلمون، قبل أن يسمعوا الشريعة ودون أن يسمعوا الشريعة لو تفكروا بعقولهم في الكون الذي يحيط بهم لعلموا أنه لا إله إلا الله، كلمةٌ واضحةٌ وضوح الشمس تسطع على أهل الأرض وعلى الخلق من كل اتجاه، حيث نظر لو تفكر بعقلٍ سليم وبطريقةٍ صحيحة لأدرك أنه لا إله إلا الله، فيأتيه الشرع، بعد ذلك، فيسمعه آياتٍ تقره على ما وصل إليه.

ثم جولة أخيرة وإن طالت بعض الشيء تحكي كفر الكافرين بيوم القيامة وإنكارهم له ﴿ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ *لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ﴾، يريدون أن يبعثوا في الدنيا وما وعدهم الله بهذا، إنما توعدهم بالبعث في الدار الآخرة، بعد الدنيا وبعد حياة البرزخ يكون البعث يوم القيامة، وإن كان الله تعالى قد بعث لهم في الدنيا نماذج من بني إسرائيل ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ﴾ صعقوا وماتوا ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾، وأمات الله رجلاً أو قُتل رجلاً في بني إسرائيل فرد الله إليه الحياة حين أمرهم أن يذبحوا بقرة فيضروا بها أو بجزء منها هذا القتيل فقام وأخبر عن قاتله وكشف أمره ثم عاد إلى الموت من جديد، بعثٌ أمام العين ﴿ كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ لكن وما عقلوا، بعث الله الرجل الذي مر على قريةٍ وهي خاوية على عروشها ﴿ قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ﴾، ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ﴾ اذبح الطيور الأربعة واخلط لحمهن في بعضهن ثم قسم اللحم أجزاءً وضع كل جزءٍ على رأس جبل ثم نادي على تلك الطيور التي كانت ستأتي إليك سعياً ﴿ ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.

أمثلةٌ كثيرة في الحياة بعث الله فيها بعثاً، وأحيا مواتاً لكي يعقل الناس ويأخذوا نموذجاً على هذه القضية التي استغربوها، فلما حاجهم الله بالحجة وأن البعث أمرٌ ممكن راحوا يتساءلون سؤالاً آخر ينكرون به الآخرة ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ربما تكون بعض الآيات قد سبقت وظهرت في الدنيا من آيات يوم القيامة ومن أشراط الساعة وأنتم لا تشعرون ولا تدرون بشيء، بعثة النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم علامة من علامات الساعة، مجرد أن يُبعث آخر نبي إذاً انتهت الدنيا ما عاد نبيٌ بعد ذلك، إذاً ليس بعد ذلك إلا القيامة، العاقل يفهم هذا، هذا آخر رسول خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، فماذا بعده ما بقيت رسالات ولا أمم ولا شيء، إذاً البعث والقيامة، الموت النهائي والبعث والقيامة، ولذلك أنزل الله عليه ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾، ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بُعثت أنا والساعة كهاتين"، وأشار بأصبعيه أصبع الإشارة والإصبع الوسطى وليس بينهما فارق[3]، خيطٌ من نور يفرق بينهما، خيطٌ دقيقٌ جدًّا، فاصلٌ قصير بين بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مجيء الساعة.

هذا من أشراطها ولكنهم لا يشعرون، وانشقاق القمر كان من أشراطها وقد حدث أيام كفار مكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كمعجزة ولم يؤمنوا، ويرد الله عليهم في هذا ويناقشهم إلى أن تنتهي السورة بشبه الخلاصة، المطلوب ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ ﴾ قل هذه من الله، الله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم خلاصة هذا الموقف ليبلغه للناس، ليبلغه لمن كفر، ماذا يريد الله منكم في هذه الجولة العظيمة من خلال سورة النمل ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.
يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 110.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 108.71 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]