موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 139 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1381  
قديم 13-12-2013, 04:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهات حول قضية النسخ



الشيخ : فوزي سعيد
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به تعالي من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هديُ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :
شبهات حول قضية النسخ في الكتاب والسنة
(1) مقدمة : لقد جاء الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبينات ، أي بالمعجزات والآيات الدالات علي صِدْقِه وأكبر مُعْجِزَاته : هو كتابه وهو القرآن العظيم الذي أنزله الله بِعِلْمِه ، أي متضمناً لِعِلمٍ لا يعْلَمُه إلا الله من أسرار الخلق وما كان وما سيكون إلي يوم الدين ، قال تعالي ( قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا )) الفرقان . فإذا أكتشف الإنسان شيئاً من أسرار وحقائق المخلوقات في الآفاق أو في الأنفس ، في الفَلَكَ أو في البحار أو في علوم الأرض أو في الكيمياء أو في أطوار خلق الإنسان أو غير ذلك مما لا يحصى ، ثم وجد أن ذلك العلم مسطور ومكنون في القرآن بذكر تلك الحقائق والأسرار التي لم تكن معروفة من قبل ، فحينئذ يَسْتَيْقن جميع العقلاء أن هذا القرآن مُنَزَّل من العليم الخبير خالق كل شيء ، والذي يعلم السِّرَّ في السماوات والأرض . ولا يزال ذلك الأمر مستمرا ومتجددًا إلي يوم القيامة حتى يَسْتَيْقنَ جميع الأجيال إلي يوم الدين أنه الحق من رب العالمين . هذا بخلاف وجوه الإعجاز الأخرى التي يختص بها طلاب العلم . ومِنْها انعدام التَّنَاقض ( الاختلاف ) ، ولا يزال الذين في قلوبهم زيغ يبحثون في القرآن عن شيءٍ من التَّناقض يَخْرجُون به علي الناس ، كما قال تعالي ( فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ )) آل عمران . ولم ولن يتوقف أعداء الإسلام عن البَحْث والتَّلْفيق لَعلَّهم يَجدون شيئا ، ويتعاون شياطين الجن والإنس في هذا السَّبِيل ليصدُّوا الناس عن الحق ، فَيُقَيِّضُ اللهُ عز وجل من العلماء من يتلقَّى شُبُهَاتِهم فيفنِّدَها ويبطلَها ، وَيَرُدَّ كيْدَهم في نحورهم بالحَّجةِ والبيان والبرهان ، فيظهر لأصحاب العقول دليل جديد علي أنه الحقُّ من عند الله فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ، وأَمَّا الذين في قلوبهم مرض ، فقلوبُهم فيها من الجهل والظلم والمرض ما يَسْمحُ بدخول الشبهات وزُخْرُف القولِ ، فتزداد شَكَّا وَرَيْبًا ورجْسًا إلي رِجْسِهم . وبهذا يتميزُ الصَّادِق من الكَاذِب ، وهذه سنة ربَّانية علي مَرِّ العصور لا تتبدَّل ولا تتحول ، حيث يجعل الله للحق عَدُوَّا يدفع بالأباطيل والشبهات ، فيتصدَّى لهم أهل الحق بالحجة والبرهان فََيُدْمَغ البَاطِلُ فإذا هو زاهق ، علاوة علي تميز الصَّادق من الكاذب ، وازدياد الذين آمنوا إيمانا ، وازدياد الذين في قلوبهم مرض رجسا إلي رجسهم ، قال تعالي ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )) الأنبياء . وقال ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) العنكبوت . وقال ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ )) الأنعام . وليْس هذا موضع شرح هذه الآيات ، والمقصود هنا بيان أَنَّ القرآن لا يتناقض أبدا ، مع أنَّ الله ضَرَب فيه من كل مثل ، وما فرَّط فيه من شيء يلزم الناس إلي يوم الدين ، فلو كان من قول البشر وتصانيفهم لامتلأ تناقضا واختلافا ، لا سِيَّما وقد اشتمل علي كل علم يحتاج إليه الإنس والجن بما في ذلك أنباء الأولين والآخرين ويوم الدين وشرع رب العالمين . قال تعالي ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا )) النساء . فإذا تَبيَّن ذلك للعاقل فآمن به ، فليس له أن يقول : أقْبَلُ بعضَه وأرفض بعضه ، أو يقول : إنَّ في صَدْرِي لحرجًا من قضية كذا ( النسْخ مثلا ) أو آية كذا ، بل يقول كما يقول الراسخون في العلم ( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا )) آل عمران . قال تعالي ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )) الأعراف . فإذَا كُنَّا قد آمنَّا أنه منزَّلٌ من عند الله فقد لزمنا أن نقول سمعنا وأطعنا ، فإذا اشتبه أو أشكل علينا فهم شيء من قضاياه أو آياته أو أسراره وحكمته وأمثاله ، فقد وجب علينا أن نسأل أهلَ الذكر ، وهم علماؤه ، فَإنْ فَعَلْنَا : فقد زال الاشتباه ، وتَميَّز الحق من الباطل ، وتكشَّفَتْ من أسْرارِه ما نَزْداد به إيمانا .
وكمثال علي ذلك : قضَيَّة النسخ في الكتاب والسُّنَّة ، وسوف يتضح - بعد بيان بعض حكمة النَّسخ وبعض أسراره - أن هذه القضية قد تُعَدُّ من وجوه الإعجاز عند العقلاء ، لكن كثيرا من أهل الكتاب دَأَبُوا عَلَي التَّهجُّم علي القُرْآنِ بِسَبب هَذِه القضية وغيرها ، مستغلين جهل أكثر المسلمين بدينهم بعامة ، أو جهلهم بأمثال هذه القضايا بخاصة .
ومن عجبٍ أنَّ هؤلاء المُتَهَجِّمين نَسُوا أنَّ بَيْتهم من زجاج . فكان عليهم ألا يقذفوا الناس بالحجارة ، كما يقول المثل ( الِّلي بيته من زجاج .. ) لأن الناس لو رَدُّوا عليهم بالمثل لَهدَّمُوا بَيْتَهم عليهم بسهولة .
إنني لأشعر باستعلاء الإيمان ، وبنعمة الله بإنزال القرآن ، عندما أجد فيه كروية الأرض ودورانها حول نفسها أمام الشمس لإحداث الليل والنهار ، ودورانها حول الشمس لإحداث الفصول الأربعة ، وغير ذلك من الحقائق المفصلة ، حيث الوصف القرآني في المتناهي في الدقة والإحكام ، باللغة العَربيَّة المتناهية في البيان ، في زمن إنزال القرآن حيث لم يكن أحدٌ يعرف عن ذلك شيئا أو يتخيله ، ثم جاءت المعارف البشرية الحديثة بالحقائق الفَلَكية عن الأرض كما أودعها الله كتابه العظيم .
ثم أعود فأشعر بالعَجَب العُجَاب من هؤلاء الذين يَتَّبعُون ما تشابه من القرآن لِيِتَهجَّموا عليه ويشككوا في نسبته إلي الله ، أعجب عندما أنظر في كتابهم فأجد صورة للأرض وهي ثابتة علي ماء . فلا هي كرة ولا هي تدور ولا هي تتحرك ، وهذه الصورة رسمها شراح كتابهم علي أنهم يشرحون كلام الله فيه ، وكل دارس للتاريخ يعلم ماذا فعلوا بجاليليو وغيره ممن بدءوا الحديث عن كروية الأرض وحركتها منذ حوالي أربعة قرون !!
فكيف يكون هذا الكلام مَنْسوبًا إلي الله !؟ وكيف يكون هذا التخريف مُنَزَّلاً من الله !؟ حاشا لله عز وجل ، ثم كتابهم هذا يستطيع الدارس له أن يعثر علي آلاف التَّنَاقضات ، فكيف يكون مُنَزَّلاً من الله !؟ إن الله تعالي لم يتعهَّد بحفظه مثل ما تَعهَّد بحفظ القرآن ، فلما أخبر القرآن أن الله أنزل الزبور والتوراة والإنجيل آمنا بها كما أُنْزِلت بلا تحريف ، كما آمنا بالقرآن وأنه مُهَيْمن علي ما سبقه من الكتب ، أيْ شاهد مؤتمن ، فإذا حُرِّفَت وظهر فيها الاختلاف والباطل ، كان القرآن مقرًّا لما فيها من الحق والصدق ، مكذِّبًا لما فيها من التحريف والباطل .
إن خاصة العقل لا تقبل أبدا نسبة كتاب إلي الله إن كان فيه أي نوع من أنواع الخطأ ، لأن الله تعالي لا يخطئ ولا يضل ولا يَنْسَي – سبحانه وتعالي – وعلي ذلك لا يمكن إثبات أن كتبهم الموجودة بأيديهم الآن أنها من عند الله ، ولكن يبقي القرآن هو الشاهد الوحيد علي أن أصلها منزل من الله ، هذا إن نَحَّينا جانبا تقليد الآباء واتباع الأهواء .
فما لهؤلاء المتهجِّمين يحاولون هدمَ الشاهدِ الأمين الوحيد علي أن أصل كتابهم منزل من عند الله عز وجل !!!

- اليهود والنسخ -
اليهود لا يقرُّون بالنسخ في شرائع الله زاعمين أن النسخ يستلزم البداء ، والعلم بعد الخفاء وذلك لا يجوز علي الله . وقصدهم في ذلك خبيث سيئ وهو ألاّ يؤمنوا بشريعة أخري تعْد التَّورَاة تَنسَخُها ، وبالتالي فلا إيمان بعيسي ومحمد عليهما الصَلاة وَالسَلام ، وبذلك يُحَرِّفون التَّورَاة بما يُناسِب أهْواءَهم إلي يوم القيامة ، ولا أحد يكشِفُهُم أو يعكّر عليهم .
ــ والجواب عليهم من وَجْهَيْن :
(1) ما من نَبّي بعث إلي قوم إلا وهو ينسخ شريعة الذي سبقه ، لأن شرائع الأنبياء جاءت مختلفة تبعا لاختلاف الأزمنة والأمكنة ، وجاءت بسُنَّة التدَرُّج في الأحكام ، لأنها بِمَثابَة الأدوية للأبْدَان ، وما يصلح لأمة لا يصلح لأخرى ، وما يكون منها في وقت مصلحة قد يكون في وقت آخر مَفْسَده وكل ذلك مبني علي الحكمة ، فالمنسوخ في وقته وحاله أصلح وأنفع ، والنَّاسِخ في وقته وحاله أصْلَحُ وأنْفَع . فَلَيْس في النسخ بداء وإنما هو مقتضى الحِكمة ومعلوم أنَّ البداء هو ظهور الشّيء وبُدُوُّه بعد أن كان خافيا .
(2) لقد أبْطَل الله مَكْرهُم وكشفَ سِترهُم بما يلي :-
قال تعالي ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) آل عمران . فتضمنت هذه الآيات بيان كذب اليهود كذبًا صَريحا في إبْطالِهم النَّسخ ، وذلك أنَّ النَّسخ عندهم في التَّوْرَاة لا يَخْفي عليهم ، فالطعام كله كان حلالا لِبَني إسرائيل إلا ما حَرَّم إسرائيلُ ( يعقوب ) عليه السلام علي نَفْسِه ، بإحْلاَلِ اللهِ له في شَريعة يَعْقوب والأنبياءِ من بَعْده إلي حِين نزولِ التَّورَاة ( إلا لحوم الإبل وألبانها حيث حَرَّمها يعقوب علي نفسه وفاء لنذر أو لسبب آخر لا يتَّسع المقام هنا لذكرها ) ثم جاءت التَّوْراة بتحريم كثير من المآكل عليهم بعد أن كانت حلالا لهم ، وهذا هو محض النسخ ، وهو موجود في التوراة بوضوح (( قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) آل عمران . فإن لم تجدوا أن يعقوب لم يحِّرم إلا لحْم الإبل وألبانها ثم حرَّمت التوراة كثيرا من الطَّعَام ، فقد ظهر كذِبُكم وافترائكم في إنكار نسخ الشرائع ، والحجر علي الله تعالي في نَسْخِها ، وإذن فالنَّسْخ ثابت في التوراة حتى بعد التحريف ، فكيف ينكرونه بعد ذلك !! والحقيقة أنهم يَعْرِفُون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يعْرِفُونَ أبنَاءَهم ، ولكنهم مَغْضوبٌ عليهم يعرفون وينكَرون .
والأمْر لا يَقْتصر علي نسخ حِلِّ كثير من الأطعمة ، بل عند اليهود أمثلة من النسخ لا تقبل إلا الإنكار كما يلي :
(1) أُمِرَ آدم عليه السلام بتزويج بناته من بَنيه ( حيث لم يكن وقتها إلا ذلك ، فكان الأصلح وإلاّ توقف التَّناسُل ) ثم صار ذلك حَرَاما بالاتِّفاق .
(2) كان التسرِّي علي الزوجة مباحا في شريعة إبراهيم عليه السلام ، ولقد تسرِّي إبراهيم عليه السلام بِهَاجر ، ثم حُرِّم مثل ذلك في التوراة .
(3) كان الجمع بين الأختين سائغا وقد فعله يعقوب عليه السلام ، ثم حرِّم ذلك في التَّوْراة وهذا هو النسخ الذي لا يُقِرون به .
(4) أُبيحَ لنوح عليه السلام بعد خروجه من السَّفينة أكل جميع الحيوانات ثم نُسِخ حِلُّ بعضها .
(5) أُمِرَ إبراهيم بذبح ولده إسماعيل ثم نسخ قبل الفعل .
(6) أُمِرَ جمهور بني إسْرَائيل بِقتْل من عَبَدَ العجْلَ منهم ثم دفع عنهم القتل كيلا يستأصلهم ذلك .
(7) ما في كتبهم من البشارة بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنه لا يفيد وجوب متابعته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنه لا يُقْبَلُ عمل إلا علي شريعته التي تنسخ ما قبلها .
فمن كذب علي الله من بعد كل ذلك ، وَأدَّعي أن الله شَرع لهم السَّبْت والتَمسُّك بالتوراة دائما ، وأنه تعالي لم يبعث نبيَّا آخر .. إلي آخر ما يقولون ، فأولئك هم الظالمون .
ولقد جاءهم المَسِيحُ عيسي ابنُ مريم بإحْلال بعض الذي حُرِّم عليهم ، فمن آمن بالمسيح أنه رَسُولٌ من رَبِّ العَالمين ، فقد لزمه أن يؤمن بأن ما في الإنجيل نسَخ بعض ما في التوراة ويَلْزَمه الإقرار بالنسْخ .
أما عند النصارى فالأمر عجب العجاب ، حيث يزعم رؤسَاؤُهم أَنَّ المَسِيح فوَّض إليهم التَّحليلَ والتحريم وتشريع الأحكام بحسب المصلحة ، وأنَّ ما حَلَّلُوه وحرَّموه فقد حَلَّلُه هو وحَرَّمه في السَّماء ، يعني هم يَنْسخون أحْكَام الله ويبدِّلُونها كما يشاءون وبتفويض من المسيح الذي هو الله عندهم - تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا - ثم هم يتهجَّمُونَ علي القُرآن بأنه لَيْس كلامَ الله لأن فيه نسْخًا .
فأيُّ الأمريْن أفْضل : أشرعنا الذي سنَّ الله لنا حدوده بِنَفْسِه ، ونسخ منه ما أراد بعلمه ، وأتَّمه بحيث لا يستطيع الإنس والجنّ أن ينقصوا حرفا منه لانطبَاقِه علي كل زمان ومكان ، وعدم مجافاته لأية حالة من حالات الإنسان ؟ أم شرائع دِينيه أخري حرَّفها كهانها ، ونسخ الوجود أحكامها - بحيث يستحيل العمل بها لمنافاتها لمقتضيات الحياة البشرية من كل وجه ؟! .
عَوْدٌ إلى قضية النسخ من أساسها ، والهدف هنا دَفْعُ شُبُهَاتِ الخُصُوم وكشْفُ زَيْفِهم ورَدّ اباطَيلهم ، وليس الهدف بيان التفاصيل الأصولية والفقيهة فبيانها في كتب الأصول والفقه .
أولاً: حول معنى النسخ : هو رفع ( إزالة ) حكم دليل شرعي أو لَفْظِة بدليل من الكتاب والسنة . ( وسيتضِحُ معناه بالأمثلة من خلال ذكر أقسام النسخ كما يلي ) :
أ ـ باعتبار المنسوخ : (1) ما نُسِخ حكمه وبقي لفظه . ( وهو الأكثر في القرآن ، ومن أمثلته : حكم المصابرة في القتال ، وحكم الصِّيام ) .
* المصابرة : قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )) الأنفال ، وبيان ذلك في نقاط كما يلي : -
* أخبر الله تعالى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه حسْبهم إلى يوم الدين ، وكافيهم مهما كان عدوهم ، والشرط هو الإيمان واتِّباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
* أمَرَ اللهُ نَبيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَثِّ المؤمنين وتحريضهم على القتال ومصابرة العَدُو ، أي يُكون صبرُهم أكثر من صبر العدو حتى لو كان عدد عدِّوهم عشرة أضعاف عددهم . لا يسوغ ولا يجوز لهم الفرار أمام العدو ، فواجب على المؤمن أن يصبر ويثبت لمقاتلة العشرة ، والمائةَ لمقاتلة الألف وهكذا ، وجاءت البشارة بغلبة المؤمنين بتأييد الله لهم طالما التزموا شرط المصابرة المأمور به كما تقدم ، فهنا أمران : الأول: البشارة بالنصر ، والثاني : الأمر بثبات المؤمنين لعشرة أمثالهم ( لأنه خَبَر بمعنى الأمر) ، وذلك يتطلب إيمانًا عاليًا ، وقلبًا قويًا ، وشجاعة إيمانية ، وإعْدادًا للعدة وتدرُّبا على المصابرة ، وتخلصًا من آثار الذنوب والسيئات ، وغير ذلك مما كان عليه الصدر الأول من الصحابة ، فتحققت البشارة لهم ولمن تبعهم ، ولا تزال تتحقق متى تحققت الأوصاف والشروط السابقة . غير أن الأمر قد شق على بعضهم ، وعَلِمَ علام الغيوب بما سيكون إلى يوم القيامة من ضعف الإيمان وضعف الصبر وضعف الشجاعة والقلوب ، فخفف عن المسلمين برحمته ، ونسخ الحكم الأول ( مصابرة الواحد لعشرة ) بالحكم الناسخ وهو مصابرة الواحد للإثنين ، والمائة للمائتين ، وهكذا ، ودليل النسخ قوله تعالى ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ )) ، ولكنه تعالى ثبَّت البشارة لمن أراد أن يغتنمها فحقَّق أسبابها أو لمن اضطر إليها ، ولقد أثْبَت التاريخُ ذلك كثيرًا .
هذا عن العدد ، أما عن العتاد الحربي ووسائله المتطورة فهذا له شأن خر .
* فإذا قال قائل : إذا كان الحكم الواجب الذي يعلم الله أنه سيسْتَقِرِّ إلى يوم الدين هو مصابرة الواحد للاثنين ، فلماذا لم يجعله الله حكمًا واحدًا منذ البداية ، ولا داعي للنسخ الذي يستغله خصوم الإسلام !!
فالجواب : هذه بشارة لم تُنْسَخ ، وامتنان من الله عظيم على المؤمنين إلى يوم الدين ( غلبة الواحد لعشرة كفار ) إذا فَرَضَت الظروف قتالاً بين المؤمنين وعشرة أمثالهم من الكافرين أو أكثر من ذلك بكثير ، فَصَابروا فالنصر حليفهم بهذه البشارة . وإنما الذي نُسِخ هو الحكم للتخفيف كما تبين ، حيث لو وَجَد المؤمنون عَدُوًّا أكثر من مِثْلَيهم ، فلهم أن يتحوزوا عن القتال ، ولهم أن يفرُّوا ، لا يُلْزمهم الله بمصابرة الواحد لعشرة ، لكن إن فعلوا واضطروا إلى القتال بمصابرتهم ذكر من مثليهم فالبشارة حاضرة ، والواقع التاريخي يؤيد ذلك تمامًا ، فالذي أنزل القرآن هو علام الغيوب ، وهو الذي يُقَلِّب الليل والنهار ، وهو الذي يُقَدِّر الأحداث كما يشاء ، وسأذكر بعد قليل أمثلة على ذلك ليعلم القارئ أنَّ قضية النسخ في القرآن تمثل وَجهًا من وجوه الإعجاز فيه الدالة على أنه كلام العليم الحكيم .
وأيضًا فالأصحاب الذين عاصروا الحكم الأول قبل النسخ ، قد صابروا لذلك وأثبتوا صدقهم ، وأن قوة المؤمن أساسًا في قلبه ، وأنه بهذا القلب القوي يستطيع المصابرة لعشرة وبالتالي غلبتهم ، وضربوا بذلك المثل والقدوة والأسوة لجميع الأمة ونالوا بذلك أعلى الأجر وأرفع الدرجات .
وأيضًا : فإن حق الله كبير ، ومن حقّه أيضًا أن يصابر المؤمن لعشرة ، وأن يعد العُدَّة لذلك ، وأن يتحمل في الله أقصي ما يستطيع ، والله تعالي عَفوّ ، يحب العفو ، ويسقط كثيرا من حقه لدي عباده ، ومن ذلك هذا الحق الذي نسخه بمصابرة الواحد للاثنين تخفيفا عنهم ، وفي ذلك بيان عفوه عن عباده بهذا النسخ كما مضي ، والله يحب لعباده الإقرار بنعمه وشكرها .
وكلما قرأ المسلم هذه الآيات تذكر هذه المعاني وأكثر . ومن أمثلة الغزوات والمعارك التي انتصر فيها المؤمنون على عشرة أمثالهم وأكثر ما يلي : -
في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
1] سرية سيف البحر رمضان 1 هـ .
30 مقاتل من المسلمين بقيادة حمزة بن عبد المطلب مقابل 300 من المشركين فيهم أبو جهل .
2] سرية رابغ 1 شوال ا هـ .
60 مقاتل من المسلمين بقيادة عبيدة بن الحارث أمام 200 بقيادة أبي سفيان بن حرب .

3] غزوة بدر رمضان 2 هـ .
314 صحابي بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقابل 950 من المشركين بقيادة أبي جهل .
4] غزوة أُحد شوال 3 هـ .
700 صحابي بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مقابل ثلاثة آلاف من المشركين بقيادة أبي سفيان وفيهم 200 فارس 700 دارع .
5] غزوة حمراء الأسد 670 من المسلمين بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مقابل 3000 من المشركين .
6] غزوة الخندق شوال 5 هـ .
عدد المسلمين ثلاثة آلاف في مقابل عشرة آلاف من المشركين .
7] غزوة خيبر محرم 7 هـ .
عدد المسلمين 1400 مقاتل بقيادة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
8] فتح مكة رمضان 8 هـ .
عدد جيش المسلمين عشرة آلاف أمام قريش بأسرها .
9] غزوة اليرموك 13 هـ .
عدد المسلمين 40 ألف مقاتل بقيادة خالد بن الوليد ، وجيش الروم 460 ألف مقاتل وانتصر المسلمون .


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع


  #1382  
قديم 13-12-2013, 04:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق
شبهات حول قضية النسخ



* الصيام : قال الله تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) البقرة .
* في ابتداء فرض الصيام كان إذا أفطر أحدهم إِنَّما يحل له الأكْل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء فقط ، إلا إذا نام قبل ذلك ، فإذا نام أو صلى العشاء فقدْ بدأ صومه إلى الليلة التالية ، فوجدوا في ذلك مشقة كبيرة ، لان الرجل لو كان صائمًا فنام المغرب قبل أن يفطر فقد حُرِّم عليه الأكل والشرب والجماع إلى الليلة التالية كصيام أهل الكتاب ، وقد وقع ذلك لأحد الصحابة حيث كاد أن يهلك من الجوع والعطش ، ووقع لآخر أن أتى امرأته بعد أن نامت (وذلك لا يحل) حيث قال في نفْسه إِنَّها لم تَنَمْ ولكنها تتعلل ، فغلبته نَفْسُه وشَهْوَتُه على عقله ودينه ، مُبَرِّرةً ومُسَوَّلة ومُطَوِّعة له ذلك بأن الزوجة لم تنم ، فكأن النفس اجتهدت في إخفاء المخالفة على العقل والوازع الديني حتى يوافقها صاحبها ويفعل ما تهواه وتشتهيه ، وهذا هو اختيان النفس ، في قوله تعالى ( عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ )) البقرة لأن لفظ الخيانة لا يستعمل إلا في المخالفة التي تخفى على المَخُون ، والنفس هنا هي الخائنة ، وصاحبها هو المخون ، والمعني : تختانكم أنفسُكم ، وعبارة القرآن أبلغ ، وهي التي يستعملها الناس في حياتهم ، كالمريض الذي يتناول الممنوعات عليه ويجتهد في ا لتبرير والتهوين وتنويم ضميره ، فيقول له الطبيب : أتخون نفْسَك ـ أو : أَتَغُشُّ نفسك ، أو : أتضحك على نفسِك ، وهكذا . والمراد هنا أنَّ الأمر قد شق عليهم حتى وقع بعضُهم في اختيان النفس ، لكن الصحابي الجليل ذهب بعد ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلاً : يا رسول الله : أعتذر إلى الله من نفسي هذه الخائنة .. وحكى ما حدث منه ، وجاء آخرون أيضًا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكروا مثل ذلك من الأكل أو الشرب أو الجماع ، وكلهم يريد الاعتذار والتوبة إلى الله عَزَّ وَجَلَّ ، لا اعتراضًا على شدة الحكم ، لأن حق الرب الملك الإله أن يحكم ما يريد ، وأن تُبذل الأموال والأنفس في سبيله . فأنزل الله هذه الآية بهذه الرخصة بإحلال الأكل والشرب والجماع (الرَّفث) إلى الفجر (بدلاً من العشاء) بلا تأثير للنوم في ذلك ، فجاء هذا الحكم ناسخًا ورافعًا للحكم الأول ، ودليل النسخ قوله تعالي ( فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ )) فقبل الآن كان الحكم المنسوخ ، والآن جاء الحكم الناسخ المستقر إلى يوم القيامة .
ولفتةٌ جميلةٌ في قوله تعالى ( وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ )) إذ أن ليالي رمضان - وخصوصًا العَشْر الأواخر - مَغْنَمٌ للمؤمنين ، فإذا كان الله قد أباح لكم مباشرة أزواجكم ليلة الصيام ، فلا يشغلكم ذلك عن الخير الذي كتبه الله لكم من القيام والاعتكاف واغتنام ليلة القدر ، علاوة علي ابتغاء الذرية الصالحة التي تعبد الله لا تشرك به شيئًا ، وابتغاء الآجر الذي يكتبه الله على مباشرة الأزواج .
سؤال : يردده السفهاء ابتغاء فتنة الجهلاء والضعفاء من المسلمين :-
* هل كان الحكم الأول مُشَدّدًا لتجربة احتمال المسلمين واختبار طاقتهم ، فلما تَبيَّن شدة الحكم ومشقة الأمر عليهم تم نَسْخُه بالحُكْمِ الثاني المُخفَّف ؟ بمعنى : هل بَدَا للمشرع من حال الناس ما كان خافيًا عليه ، ولم يكن باديًا له فاضطر إلى تعديل الأمر ليناسب أحوال الناس ؟ ، وإذا كان كذلك فلا يمكن للقرآن أن يكون كلام الله الذي يعلم كل شيء عن الخلق إلى يوم الدين وما بَعْده ، فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، فالبداء عليه محال ، وكان الأيسر : الابتداء بالحكم الثاني ، والثبات عليه بلا نسخ .
الجواب سأجعله في نقاط مركزة :-
* الله تعالى هو الرب المالك الذي له ملك كل شيء ، وكل الخلق مماليكه ، فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء ، ويثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء بما يشاء ، ولا يفعل شيئًا من ذلك إلا لحكمة بالغة ، فما من حُكْمٍ إلا وهو تابع للحِكْمةِ ، والحكمةُ تختلف باختلاف الناس وزمانهم ومكانهم ومصلحتهم ، لا باختلاف علم الحاكم حاشا لله عَزَّ وَجَلَّ .
* فترة الرسالة ثلاث وعشرون سنة ، ابتدأت بقوم على الجاهلية الجهلاء وانتهت بكمال الدين وتمام النعمة بما يسع جميع الناس في كل بقاع الأرض على مدار القرون إلى يوم الدين ، وبما لا يجافي أية حالة من حالات الإنسان ، فلن تحدث قضية إلا ولها مَثَلٌ في الكتاب والسنة ، وانتهت الرسالة والأمَّة في غاية الرقيّ الإنساني ، وغاية الكمال البشري ، وإنما تم ذلك بالتربية التدريجية ، والتدرج في الأحكام بمراعاة الأصلح والأنفع لكل حال ولكل ظرف ، مع ما يناسب قابلية الناس في سنوات الرسالة ليقدِّموا القدوة اللازمة لجميع الدرجات للناس كافة إلى آخر الزمان .
* الله تعالى يحب أن يتعرف إلى عباده بأسمائه وصفاته ، ويَمْتَنُّ عليهم بمقتضياتها ، ومقتضى العفو في الآية ظاهر في قوله تعالى ( فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ )) ، وحق الله علينا كبير لا نبلغه ولا نستطيعه ، ولا حل لهذه المعضلة إلا عفوُه عَزَّ وَجَلَّ ، حيث ترك أكثر حقه لدينا ولم يطالبنا إلا بما جاء به الشرع ، ففي هذه المسألة فرض علينا الصيام بالحكم الأول المشدَّد الذي شق على الأصحاب وهم خير القرون ، فجاء التخفيف بالحُكْم الناسخ ، وذلك بمقتضى العفو أيضًا ، ثم إذا نسينا أو أخطأنا سألناه عفوًا آخر مقابلاً للخطأ والنسيان وهكذا أنواع من العفو ، وأيضًا فالتخفيف هو من مقتضى الرحمة والحِكْمة وأيضًا توبة الله عليهم بعد هذا الظرف من الشدة إنما هي فضل من الله يرفعهم بها درجات عنده لأنهم صادقون كما تبين ، حيث بصدقهم صار اختيانهم لأنفسهم في هذه الشدة كان سببا قدره الله لتوبته عليهم ، كما قال تعالى ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) التوبة .
* عندما يقرأ المسلم آية الصيام في ليالي الصيام وهو يتنعم بالمآكل والمشارب ومباشرة زوجه مع عمله بما كان قبل النسخ ، فما أجدره أن يشكر نعمة الله في عفوه هذا الذي لا ينسى ، كما أنه إذا تعرض لظروف شديدة طارئة في ليالي وأيام الصيام ، فما أجدره أن يذكر الاقتداء بهؤلاء الصادقين ويصبر ويستعين بالله .
* فإذا تبينت هذه الفوائد والحِكم ، وهي قليل من كثير ، علمنا أن قضية النسخ في القرآن ليست قادحة في نسبته إلى الله ، بل مثبتة لأنه كلام الحكيم العليم ، قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ )) النمل ، وعلمنا أيضًا أن هؤلاء المعترضين سفهاء لا يفرقون بين البداء أو العلم بعد الخفاء وبين الأحكام التابعة للحكمة التي تختلف باختلاف الناس ، حيث الحاكم عَزَّ وَجَلَّ يعلم أن هذا الحكم في هذا الزمان أو لهذه الأمة مناسب ، وفي زمن آخر أو لأمة أخرى غير مناسب ، ولهذا كان النسخ من مقتضى الحكمة والعلم لا مخالفًا لهما .

(3) ما نُسَخَ لفظه وبقي حكمه : وقع ذلك في آية واحدة : هي آية الرَّجْم نسخ لفظها وبقي حكمها ، فرجم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ورجم الخلفاء بعده ، وما زال حكم الرجم باقيًا إلى يومنا هذا وسيبقى إلى يوم القيامة . وهو حكم الزاني المحصن (أي الذي سبق له زواج ، وجامع امرأته في نكاح صحيح) ، أما دليل آية الرجم أنها كانت في القرآن ، فهو ما ثبت في الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وهو عَلَى الْمِنْبَرِ يخطب الناس قال ( فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ! فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ))



فإعلان عمر رضي الله عنه ذلك على المنبر والصحابة جالسون ساكتون يدل على أنه محل إجماع بينهم أن هذا كان مما نزل من القرآن ، وأن حكم الرجم ثابت لم ينسخ لأن الخلفاء رَجَمُوا بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والنَّسخ لا يكون إلا بالوحي في حياته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعمر - رضي الله عنه هو المحدث الملهم - يقول ( فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ )) . وأزماننا هذه والتي قبلها قد وقع فيها ما توقَّعه عمر رضي الله عنه ، ووجدنا أناسًا أنكروا الرجم بحجة أنه ليس ثابتًا في القرآن الآن ( لأنه نُسِخ ) بل وَجْدنا من يقول بوحشية الرجم موافقًا ومجاريًا ومتأثرًا بكلام المُلْحِدين والدُّعَّار ، فلا حول ولا قوة إلا الله العلي العظيم .
سؤال : إذا كان حكم الآية ثابتًا وباقيًا إلى نهاية الدنيا ، فلماذا نسخ لفظ الآية ؟ ألم يكن الأولى أن تظل باقية فلا تكون فتنة ، ولا يجترئ أحد على إنكار الحكم !؟
الجواب : (1) الله تعالى له كمال الملك والعلم والقدرة والحكمة ، فيثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء بمقتضى علمه وحكمته وقدرته وملكه ، والمؤمنون مُسَلِّمون لَهُ سبحانه في ذلك وفي كل شيء ، سواء علموا من تلك الحكمة أو لم يعملوها ، ولا يمنعهم ذلك من سؤال المسترشد المستنصح المستفهم ، أما غيرهم فيسال سؤال المعترض المتِّبع لما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، فيتبيَّن الذين صدقوا ، ويتميَّز عنهم الكاذبون والمرتابون .
قال تعالى( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا )) الإسراء ، وقال ( مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )) آل عمران ، وقد سبق بيان ذلك في المقدمة ، فقضية النسخ هي مما يختبر ويمتحن به الناس ، وبالتالي لا وجه لقول السائل : (ألم يكن الأوْلى إبقاء لفظ الآية) لأن نسخ الَّلفظ أمُرٌ يراد ، وكم كشف الله به من أمر الكاذبين والمُدِّعين .
(2) الكتاب والسُّنَّة أصْلان عظيمان لا يفترقان ، ولا يُغْني أَحَدُهُما عن الآخر فإذا كان لفظ الآية قد رُفِع ، فإنَّ السُّنَّة القولية والعملية تغني وكذلك الإجماع ، فلا تأثير لرفع لفظ الآية في ثبوت الحكم والعمل به إلى يوم القيامة .
والمؤمنون الصادقون لم يزدادوا بهذا النسخ إلا إيمانًا ورسوخًا على سنة نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
(3) هذا المسلك من المؤمنين بِالعمل بنص منسوخ لَفْظُه هو مما يبين أفضلية هذه الأمةِ الوَسَط ، في مقابلة مسلك أخبث الأمم أمة اليهود مع آية الرجم الثابتة عندهم في التوراة لم تنسخ لفظًا ولا حكمًا ومع ذلك اجتهدوا في كتمانها والتحيل في إلغاء حكمها من حياتهم ، لقد حاولوا كتمه لما كثر الزنا في أشرافهم ، قالوا كيف نرجم الأشراف ؟ فأحدثوا لهم عقوبة ، وهي أن يُسوَّد وجه الزاني والزانية ، وأن يركبا على حمار أحدهما وجهه إلى وجه الحمار والثاني وجهه إلى دبر الحمار ، ويطاف بهما في السوق ، ويقال هذان زانيان ، وقالوا : فإذا طفنا بهم في السوق ورجعنا بهم إلى البيت اغتسلا بصابون ومزيل للسواد ثم عادا على حالهما ، وانتهى الأمر ، ولكن مع ذلك كانوا في قلق من هذا ، وليسوا مطمئنين ، فلما هاجر النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووقع الزنا بين رجل منهم وامرأة قالوا : اذهبوا إلى هذا الرجل لعلكم تجدون في شرعه حدًا دون الرجم ، فجاءوا إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكم عليهم بما في التوراة ، فجاءوا بالتوراة يتلونها فوضع الرجل يده على آية الرجم ، ولكن كان عندهم الحبر عبد الله بن سلام رضي الله عنه وهو حبر من أحبار اليهود فقال له : ارفع يدك فلما رفع يده فإذا بآية الرجم تلوح بيِّنةَ فأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجمهما فَرُجما ، فانظر إلى أمة عملت بنص مفقود لفظه ثابت حكمه ، وإلى أمة حاولت كتم نَصِّ موجود في التوراة وإماتة حكم الله فيه يتبين لك خيريَّة هذه الأمة ، وحكمة نسخ لفظ آية الرجم ، وأن النسخ في القرآن هو أحد وجوه الإعجاز فيه .
* سؤال فرعي عن حكم الرجم : لماذا جاء حَدُّ الزانية أو الزاني المحصن رجمًا بالحجارة المتوسطة الحجم حتى الموت ، وذلك من أشنع القتل ، لأنه قتل مع تعذيب مشهود أمام الناس ، حتى إن من خصوم الإسلام من يتهجم عليه في الرجم واصفًا إياه بالبشاعة والوحشية ومُجَافاة الآدمية ، فضلاً على أن يكون تنزيلاً من الرحمن الرحيم ؟ .
الجواب : - هذا مما يقال عمومًا على العقوبات الشرعية والحدود كالقصاص ، وقطع يد السارق وقتل المرتد ، ورجم الزاني المحصن ، وجلد غير المحصن مائة جلدة ، وجلد شارب الخمر أربعين جلدة ، وحد القذف وحد الحرابة وما شابه ، ولقد صُنِفْت في ذلك الكتب والرسائل ، وهنا لا يتسع المجال إلا لنقاط جامعة بإذن الله .
(1) إن قاعدة العقوبات حتى عند مشرِّعي القوانين الوضعية هي أن قَسوْة العقوبة إنما تحددها خطورة الجريمة فلا بد من التلاؤم بينهما ، وجريمة الزنا في الإسلام هي من أخطر الجرائم التي تعصف بالدين والعرض والنسل والنفس ، والمحصن قد عرف سبيل الإحصان وتمكن منه وذاقه ، بخلاف البكر الذي لم يحصن بعد ، فالرجم متناسب جدًا مع الجريمة وخطورتها .
أما عند خصوم الإسلام ، فالزنا حرِّيةٌ شخصية وليس جريمة فطالما أنه بالتراضي فهو قائم على الحب والتلذذ بلا مفاسد ، سواء بحمل أو بغير حمل ، وقول الخصوم هذا إنما هو ظلم وجهل كما قال تعالى ( وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )) الأحزاب .
(2) نقول لهم : هذا شرع الله المنزل ومعه دليله أنه منزل من عند الله ، فهل أنتم أعلم وأرأف !!! .
وسأكتفي بهذه الأمثلة الثلاثة (آيتا المصابرة ـ أيةُ الصِّيَام ـ آية الرجم) لأنها تكفي في بَيَان مَعْنَى النَّسْخ وحِكْمته وأنه أحد وجوه الإعجاز القرآني ، وسنوجز الباقي دون تفصيل .
3 ـ ما نُسٍخَ حُكْمُه ولفظه :
قَالَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ (عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ )) .

أقسام النَّسْخ باعتبار الناسخ :-
1 ـ نسخ القرن بالقرآن ، ومثاله : آيتا المصابرة والصيام كما سبق .
2 ـ نسْخ السُّنَّة بالقرآن ، ومثاله : نسخ استقبال بيت المقدس الثابت بالسُّنة باستقبال الكعبة الثابت بقوله تعالى( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ .. الآية )) البقرة ، وهذا أول نسخ وقع في القرآن ، ولأهميته سُنِطيلُ الكلام فيه .
3 ـ نسخُ السُّنَّة بِالسُّنَّة ، ومثاله قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا )) .
4 ـ نسخُ القرآنِ بالسُّنَّة : وهذا لم نَجِدْ له مثالاً سَليمًا ، والذي وجدناه أن الحديث يتَّفق مع الآية الناسخة ويُبْيِّنُها ، ولا ينفرد بالنسخ .

  #1383  
قديم 13-12-2013, 04:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق
شبهات حول قضية النسخ


(( حكمة النسْخ ))

ذكرت من حكمة النَّسْخ في الأمثلة الثلاثة السَّابقة ما يكفي لكل مثال بخصوصه ، وسأذكر بيان الحكمة العامة إتمامًا للفائدةِ :
(1) مراعاة مصالح العباد بتشريع ما هو أنفع في دينهم ودنياهم : -
الأحكام تابعة للمصالح ، والمصالح تختلف من حال إلى حال ، ومن زمان ومكان إلى زمان ومكان . ولذلك في النَّسْخ العَام يأتي النبيُّ إلى قومه فَيَنْسخ شَريعَة الذي سَبَقه كما قال تعالى( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )) المائدة حتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَسخت شريعته الخاتمة جميع الشرائع لأن كل شريعة تتناسب زمانها ومكانها وقومها ، والخاتمة تناسب الناس كافَّة في كل الأرض إلى يوم القيامة ، ولا يقدر على ذلك إلا الله ، حيث لا تحدث مسألة في كل ذلك إلا وحَلُّها في كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنبطه العلماء الراسخون في العلم ، ومن ثم نعلم أن شريعة كهذه لا يصلح فرضها على العرب دفعة واحدة وهم في أوَّل أمْرهم من الجاهلية والظُّلُمات . نحن الآن عندما يريد الطالب أن يدرس تلك الشريعة فإن عليه أن يُتْقِنَ علوم الآلة أولاً : (اللغة العربية ـ أصول الفقه ـ علم المصطلح ، وهكذا) وقد يَسْتَغْرِقُ في ذلك عِدَّة سَنَوات ، حَتَّى يستطيع أن يتابع الفُقَهاء ويفهم . إِنَّهَا شريعة أحْكِمَت ثُمَّ فُصِّلت لكل الخلق مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خبير علامٍ للغيوب ، سبحانه وتعالى ، ومن ثم كان النَّسْخُ الخاص داخل الشريعة الواحدة ـ خصوصًا في هذه الشريعة ـ إحدى الدَّعائم الأساسية حتى تَسْتَقِر الشريعة على ما استقرت عليه من الكمال والرُّقيّ كما تبيَّن في الأمثلة السابقة ، ويوضح ذلك أكثر ما يلي : -

2) التطور في التشريع حتى يبلغ الكمال :
فلم تجب الصلاة إلا قبل الهجرة بنحو ثلاث أو خمس سنوات على الأكثر ، وكانت ركعتين ، فلما هاجر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد في صلاة الحضر ، وكذلك الزكاة وجبت في السنة الثانية للهجرة ، أو بُيِّنَتْ مقاديرها وأنواعها ، والصوم وجب في السَّنَة الثانية للهجرة ، والحج في التاسعة ، وهكذا .
والخمر هي اشهر وأبْرَز مثال على مراعاة المصالح وعلى التَّطَوُّر في التَّشريع ، حيث كان الناسُ يألفونها ويتلذذون بها ، ولم يكن عندهم من قوة الإيمان ما يتقبلون به التحريم ، ولا كان إيمانهم ودينهم تَامًّا بحيث لم يبق فيه نقص إلا ما يحصل بشرب الخمر ، بل قضايا الإيمان والاعتقاد أهم وأولى بكثير من قضية الخمر ، فلو نزل التحريم مرَّة واحدة لكان شاقًا عليهم ، وربَّما لا يتمكنون من الانتهاء عنه فورًا ، ولهذا جاء التدرج كما يلي : أ ـ الإباحة كما كانت عادتهم .
ب ـ مرحلة التَّعْريض كما قال تعالى ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا )) البقرة ، فالعاقل يتركها ولكنه يرى في نَفْسهِ أنه في حل إن فَعَلَهُما .
جـ ـ التوقيت كما قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )) النساء ، وذلك يستلزم ألا يسكر المسلم حين أوقات الصلاة ، وإلا وقع فيما نهى الله عنه فهذا يُخَفِّف من شُرْبها .
د ـ مَرْحَل التأبِيدُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) المائدة ، حيث حُرِّمت الخمر وصارت خبيثةً كلها بهذا التحريم وذلك في وقت ازدياد الإيمان وقبول التحريم والتنفيذ الفَوْري بإراقة الخمور على الأرض في شوارع المدينة ، ولم يتم التحريم إلا في السنة السادسة للهجرة ، أي بعد 19 سنة من البعثة ، وكان تقبُّل الناس للتحريم آية وعلامة على النظام الإسلامي المحكم .

3 ـ اختبار المكلفين بقيامهم بوظيفة الشُّكر إذا كان النسخ إلى أخَفَّ ، وبوظيفة الصبر ، إذا كان النسخ إلى أثقل حيث يقول سمعنا وأطعنا ولا يكون متبعًا لهواه بل يتَّبع الهدى .

4 ـ اختبار المكَلَّفين باستعدادهم لقبول التحول من حكم لآخر ورضاهم بذلك ، فإذا قيل للمؤمنين هذا حلال : فعلوه ، وإذا قيل بعد ذلك هذا حرام أمْسَكُوا عنه وليس لهم الخِيَرةُ من أمرهم ، أمَّا ضعفاء الإيمان وَالذين في قلوبهم مرض فلا يرضون بذلك التحول في الأحكام : أحيانا كذا وأحيانا كذا ما هذا ّ!!! فيكبر الأمر عليهم وتعظم عليهم المحنة وقد يرتد بعضهم كما حدث في مسألة القبلة .
= ما يَمْتَنِع نَسْخُه =
(1) الأخبار : لأن نسْخ أحد الخبرين يستلزم أن يكون أحدهما كذبًا أو وهما ، وذلك محال في حق اللهِ ورَسُولِه ، إلا أن يكون الحكم أتى بصورة الخبر فلا يمتنع نسخه لأن النسخ مَحِلُّه الحكم .
(2) الأحكام التي تكون مصلحة في كل زمان ومكان مثل التوحيد وأصول الإيمان وأصول العبادات ومكارم الأخلاق من الصدق والعفاف والكرم والشجاعة ونحو ذلك ، وكذلك النهي عن القبائح مثل الكفر والشرك ومساوئ الأخلاق من الكذب والفجور والبخل والجبن ونحو ذلك .

((تحويل القبلة))
لكل أمة من الأمم قبلة يتوجهون إليها في صلاتهم ، ومن لم يستقبل قِبْلَتَهم فليس منهم ، سواء كانت قبلتهم بوحي من الله أو كانت باصطلاح رؤسائهم وتحريفهم ، فأمَّا قبلة اليهود فليس في التوراة أمرٌ باستقبال الصَّخرة البَّتة ، وإنما كانوا ينصبون التابوت ويصلون إليه من حيث خرجوا ، فإذا قَدِمُوا إلى القدس نصبوه على الصخرة وصلَّوا إليه ، فلما رُفع واخْتَفى عنهم صلَّوا إلى موضعه وهو الصخرة ، وتلك قصة قبلتهم ، لا نعلم فيها وَحْيًا من الله ، بل الذي يترجح عند كثير من علماء المسلمين أنَّ الكعبة هي قبلة جميع الأنبياء ، خصوصًا أنبياء بني إسرائيل وهم أبناء إبراهيم عليه السلام الذي بنى الكعبة وهي قبلته فهم أولى الناس به ، قال تعالى(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا .. الآية )) آل عمران .
فكيف لأبْناء الأنبياء يخالفون قبلة أبيهم ، إلا أن يكون بأمْر من الله ، وذلك لا يَثْبُت بِنَصٍّ في التَّوراة ولا في غيرها ، بل أخبرنا الله عَزَّ وَجَلَّ بأنَّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم ، أي ليعلمون أن قبلة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستستقر على الكعبة وأنها قبلة الأنبياء .
2 ـ قال تعالى( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) البقرة ، والمعنى : ولله الجهات كلها فأينما تتوجهوا وتستقبلوا فثم قبلة الله وَوْجهَتُه ، لكن الشأن أن تكون القبلة بأمر الله بالوحي حيثما وجَّهَنا تَوْجَّهْنا امتثالاً لأمره .
ومعلوم أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا صلى النافلة على ظهْر دابته ، وجَّهَهَا إلى القبلة في تكبيرة الإحرام ثم يدعها تسير في اتجاهها حسب الطريق ، وفي ذلك نزلت تلك الآية (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ )) البقرة فيما رواه أحمد ومسلم .
3 ـ ذكر المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنه كان أول ما نُسِخَ من القرآن القبلة ، وذلك أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هاجر إلى المدينة وكان اكثر أهلها اليهود ، وأمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضعة عشر شهرًا (16 أو 17) شهرًا ، وقال اليهود : يخالفنا محمد في ديننا ويتبع قِبْلَتنا ، ولولا ديننا لم يدر أين يتوجه في صلاته ، فكره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البقاء علي قبلتهم ، وكان يحب قبلة إبراهيم عليه السلام فكان يدعو الله وينظر إلى السَّماء ، فأنزل اللهُ قوله( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )) البقرة فاستغلها اليهود وقالوا ( مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا )) البقرة فقال تعالى( قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) البقرة .
روي البخاري عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوْ صلاة صَلَّاهَا ( إلي البيت ) صَلَاةَ الْعَصْرِ ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ : أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ . وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )) .

4 ـ لقد علم الله عَزَّ وَجَلَّ ما سيقول خصوم الإسلام من اليهود والمنافقين والمشركين في تحويل القبلة ، فقال تعالى(سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) البقرة ، وحدث ما اخبر به علام الغيوب حيث قالوا :
ـ إن كانت القبلة الأولى حقًا فقد تركتم الحقَّ ، وإن كانت باطلاً فقد كنتم على باطل .
ـ لو كان نبيَّا ما ترك قبلة الأنبياء قبله (بزعمهم أن الصخرة كانت قبلة الأنبياء) .
ـ لو كان نبيًّا ما كان يفعل اليوم شيئًا وغدا خلافه .

ـ وقال المشركون في مكة وغيرها : قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم .
وعظمت بذلك المحنة على ضعاف الإيمان فارتاب بعضهم وارتد بعضهم ، قال تعالى( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ )) البقرة .
ولقد أجاب الله عَزَّ وَجَلَّ بجواب شافٍ بعد أن قَدَّم له بمقدِّمات تقرِّرُهُ وتوضِّحه ، واستغرقت الإجابة والمقدمات من الآية 104 إلى الآية 150 من سورة البقرة ، والتَّعليقُّ على هذه الآيات لبيان بدائعها وروائعها يحتاج إلى رسالة خاصة لا يتَّسع المقام لذكرها هنا ، وسنكتفي بتوجيهات وتنْبِيهات سريعة على الآيات ، وينبغي للقارئ أن يتابع الآيات في المصحف لكي يستوعب ، ويَأخُذ الكتاب بقوة .
ـ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ (وهم اليهود أساسًا) مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا (وهي بيت المقدس) قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ (فليس جهة من الجهات إلا وهي ملك لله عَزَّ وَجَلَّ ، وبيت المقدس والكعبة جهتان مملوكتان لله يوليهم هذه أو تلك ، فَمَرّدُّ الأمْرِ إلى مشيئْته) يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (فالاتجاه إلى بيت المقدس كان الأصلح والأنفع في وقته وكان هو الصراط المستقيم ، والاتجاه إلى المسجد الحرام هو الأصلح والأنفع في وقته وهو الصراط المستقيم ، ولله في كل ذلك حكم نعلم بعضها ونجهل أكثرها ، فَمَرَدُّ الأمْر إلى ملكيته للجهات وإلى مشيئته التي تكون بحكمته واختياره الأنفع والأصلح دائمًا) .
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (أعدل الأمم وأخيرها في كل أمور الدين ، وَسَطًا في الأنبياء بيْن من غُلا فيهم كالنصارى وبين من جفاهم كاليهود ، أما المسلمون فقد آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك ، ووسطًا في الشريعة ، لا تشديدات اليهود وأحبارهم ، ولا تهاون النصارى ، ووسطًا في باب الطهارة والمطعام ، لا كاليهود الذين لا تصح لهم صلاة إلا في بيعهم وكَنَائِسهم ، ولا يطهرهم الماء من النجاسات ، وقد حُرِّمت عليهم الطيبات عقوبة لهم ، ولا كالنصارى الذين لا يُنَجِّسون شيئًا ولا يحرِّمون شيئًا ، بل أباحوا ما دَبَّ وَدَرَج ، فلهذه الأمة من الدين أكمله ، ومن الأخلاق أجَلَّها ، ومن الأعمال أفضلها) . لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ (بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط ، فَيحْكُمُون على الناس من سائر أهل الأديان ، ومن ذلك ما يكون يوم القيامة إذا سأل الله تعالى المرسلين عن تَبْلِيغهم ، والأمم المكذبة عن ذلك فأنكروا أنَّ الأنبياء بلَّغتهم ، عندئذ يَسْتَشهدُ الأنبياء بهذه الأمة لما عندها من الكتاب المُهَيْمن على ما سبقه من الكتب ، وإِخْبَارِه عن بلاغ الأنبياء كما أُمِرُوا) وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (فيزكي شهادة أمَّته التي هي أكمل الأمم وأجْوَدُها وأتمها إخلاصًا ومتابعة) . وهنا سؤال : لماذا لم يستقر الأمر منذ البداية على المسجد الحرام فيكون أبعد للمسلمين عن الفتن والريبة والقيل والقال وما كان من الرِّدَة وغيرها ، لا سِيَّمَا والكعبة هي أفضل بقاع الأرض ، وجهتها أفضل الجهات ، والمسجد الحرام أفضل من الأقصى وغيْره ؟ .
والجواب من الله تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ )) فالمُرَاد هو اختبار الناس وامتحانهم في إيمانهم كما سبق ، فيتميّز بذلك الراسخ في الإيمان المُسَلِّم للرسول المُنْقَاد له ممن يَعْبد اللهَ على حرف فينقلبُ بأدنى شبهة ، فيعلم الله معلومه الغيبي عيانًا مُشاهدًا ، علمًا يتعلَّق به الثواب والعقاب ويقوم به عدل الله عَزَّ وَجَلَّ حيث لا يؤاخذهم إلا بما كان منهم فعلاً لا لمجرَّد علمه تعالى . ولقد تَبَيَّن أنّ اليهود فرحوا باستقبال النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقِبْلَتِهم ومع ذلك لم يتبعوه بل كانوا أشد المحاربين له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كما أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن مُتَّبعًا قبلتهم ، بل كان متجهًا إلى الأقصى بأمر الله تعالى ، فقال ( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ .. الآية )) البقرة ، ثم قال : (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) ، قال عبد الله بن سلام وكان واحدًا من أحبار اليهود قبل أن يسلم ، فقال : لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابْنِي ومعرفتي لمحمَّدٍ أشد . ولكن فريقًا منهم ليكتمون الحقَّ الذي يعلمونه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستقباله للكعبة كما سبق بيانه في قوله تعالى( وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ )) البقرة فالضمير في أنه لم يذكر له مُفَسِّرٌ إلا ما في السِّيَاق وهو قوله ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )) البقرة ، ثم قال تعالى( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا )) البقرة أي مُوَلِّيها وجْهَه ، ووجهتكم الكعبة ((فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ )) ، فاغتنموا أنتم أيها المسلمون هذا الخير وكونوا فيه سابقين ولا تترددوا فيه ، ثم جاء الأمر مكررًا مرتين خلاف المرة الأولى ، وهو الأمر باستقبال المسجد الحرام تفخيمًا له وتعظيمًا وبيانًا بأنه من أركان المِلَّة ، وأنه من فضل الله على الأمة الوسط ، وأن الله تعالى جعل الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس ، فإذا هدمت الكعبة فقد انتهى قيام الناس في الأرض ، وتقوم القيامة .
أما التَّمْهِيد والمقدمات لتحويل القبلة الذي هو أمر كبير وتعظم به الفتنة ، فقد جاء ابتداء من الآية 104 من السورة كما يلي : -
* نهى الله المؤمنين عن التَّشبُّه بأهْل الكتاب في سوء أدبهم على الرسول وعلى ما جاء به ، فقال ( لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا )) وأخْبر تعالى أنهم لحسدهم ما يودُّون أنّ الله ينزل علينا شيئًا من الكتاب والحكمة ، فقال ( مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) البقرة ، فَبَيَّن اللهُ نعمته على المؤمنين وأنها لن تَنْقُص بل تزداد ، فإذا كان قد نسخ بعض القرآن أو أنْسِيَ بَعْضُه ، فإنه تعالى يأتي بخير من ذلك أو مثله ، فلا يزال المؤمنون في نعمة من الله سبحانه ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا )) البقرة ، وهذه الخيرية والأفضلية من وجهين : وجه لازم حيث تكون الآية في نفسها أفضل من الآية المنسوخة (كفضل آية الكرسي وفاتحة الكتاب وسورة الإخلاص على غيرها من الكتاب) . وَوَجْهٌ عارِض بحيث تكون الآية الناسخة أو البديلة أفضل في وقتها وتكون المنسوخة افضل في وقتها . على أنّ هذه الآية (( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا .. الآية )) تحتاج في بيان كنوزها إلى إطالة الكلام لاسْتيفَاء أقوال العلماء فيها ، واستيفاء معنى القراءة الثانية (( أو نَنْسأها )) لكني لا أريد أن أشق على عامة الناس فسأكتفي فيها بما ذكرت .
ثم بَيَّن اللهُ أن ذلك النسخ والإنساء والإتيان بخير منه أو مثله ، أنه على الله يَسير لأنه تعالى على كل شيءٍ قدير ، إذ أن الأنفع والأصلح والأنسب منذ الرسالة وإلى يوم الدين على امتداد الزمان واتساع المكان في كل بقاع الأرض واختلاف الناس وأجناسهم وألسنتهم وظروفهم وبيئاتهم وأحداثهم والصراعات التي لا حصر لها ، والتطورات التي لا حدود لها وما شابه ، فتقدير الآية الأصلح لكل هذا لا يقدر عليه إلا الله العليم الحكيم الخبير القدير الذي لا منازع له في ملكه ، بل له ملك السماوات والأرض ، وهو الذي يُقَدِّر الأحداث إلى يوم القيامة بما يشاء ، ويُنزِّل من الكتاب ما هو الأنسب لكل هذه الأحداث ، لا يُسْأَل عَمَّا يَفْعَل وهم يُسْأَلون . قال تعالى: (( .. نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )) من وَلِيٍّ يَجْلِبُ لكم منفعة ولا نصير يدفع عنكم مضرة ، وإنما المنافع والمصالح كلها ودفع المضار بيد الله وحده ، فسلَّموا لله ورسوله ، ولا تنازعوا في شيء من النَّسخ وغيره (ومن ذلك القبلة) ، وإلا فهل تريدون أن تعترضوا وتسألوا رسول الله تَعَنُّتًا كما سُئل موسى من قبل : (( أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ .. الآية )) ، فهم يَعْلَمُون الحَقّ وأنَّ الرسُولَ حَق في كل ما جاء به (ومن ذلك القبلة) لكنهم لِحَسَدِهم يُرِيدُونَ وَيَوَدُّون أنْ يستعصي المؤمنون على رَسُول اللهِ (في القِبْلة وغيرها) فَيْرتدُّوا بعد إيمانهم كافرين ، وعلى ذلك ينبغي الحذَرُ منهم وألا يُسْمَع منهم ، ولا يُقْبل قولُهم (لا في القبلة ولا في غيرها) كما ينبغي معرفة أنهم لَيْسُوا على شيء بإتهام بعضهم لبعض ، وقال تعالى(وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) وسبق بيانها وهي أساسية في المقَدَّمَة لِتحويل القبلة ، وقال تعالى: ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى .. الآية )) ، وهذه واضِحَةٌ تَمامًا في قَطْع الأَمَل في إِرْضَائِهم إلاَّ باتَّبَاع مِلّتهم والعِياذُ بالله ، فَلاَ الْتِفَات إليهم في اعتراضهم على القبلة ولا في غيره ، وتَسْتِمرُّ الآيات في التتابع ، حيث ذكر اللهُ البَيْتَ الحَرّام وتَعْظِيِمَه وحرمته وذكر بَانيه وأثنى عليه وأوجب اتباع مِلَّتَه ، فقرَّرَ في النُّفُوس بذلك تِوجُّهَهَا إلى البيْت بالتَّعظيم والمَحبَّة ، وإلى بَانيه بالاتِّباع والموالاة والمُوَافقة ، وأَخْبر أنه جعل البيت مثابةً للناس يثوبون إليه ولا يقضون منه وَطَرًا ، فالقلوب دائمة الاشتياق إليه متوجهة إليه حيث كانت ، كما أخبر أنه أَمر إبراهيم وإسماعيل بتطهيره للطائفين والقائمين والمصلين وأضافه إليه بقوله : ((أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ)) ، وهذه الإضافة هي التي أسكنت في القلوب من مَحَبَّته والشوق إليه ما أسْكَنَت ، وَهِيَ التي أَقْبَلت إليه بِأَفئدة العالم إليه ، فلمَّا استقَرَّت هذه الأمور في قلوب أهل الإيمان ، وذُكِّروا بها فكأنها نادتهم أن اسْتَقْبَلُوه في الصَّلاَةِ ، لكن توقَّفَتْ على وُرُودِ الأمْرِ مِنْ رب العالمين ، ووَرَدَ الأمر بعد هذه المقدمات ، لأن تحويل القبلة أمر عظيم كما سَبَق . ولولا الإِطالة لذكرتُ تَفَاصيل الآيات لِيَعْلم الناسُ شيئًا عن عظمة القرآن لكنَّ أهْلَ الزمان دائمًا على عجالة .
ونكتفي بهذا القدر وفيه كفاية .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

ملحوظة : من أراد أن يُرسل ملحوظة أو تعليق للشيخ فليرسله علي هذا الإيميل وسوف يصله إن شاء الله .
[email protected]
كتب فضيلة الشيخ فوزي سعيد – فك الله أسره - علي موقع صيد الفوائد (www.saaid.net)
  #1384  
قديم 13-12-2013, 04:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

حوار لا صراع .... حوار مع البابا

بقلم الدكتور حسين اللبيدي
طبيب وباحث إسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
تطفح بين الحين والحين طعون توجه للدين العالمي الخالد ( الإسلام ) إما بجهالة أو بهدف وغاية، وقد نشطت تلك الطعون لتواكب جيوش الحملة الصليبية وتتزاوج معها، بهدف ضرب الجسم والقلب معا حتى يتحول المسلم إلي حطام لا مقاومة له يسهل سرقة ثرواته واستعباده.
وكان ممن وصل إلينا أخيرا هجوم البابا في قوله عن الإسلام :
1- انه دين يتصادم مع العقل .
2- انه دين يحض علي العنف من خلال آيات الجهاد .
ومن خلال إشادته بالفكر المسيحي وكتابه المقدس نعلم أن المقصود بالقول بان الدين الحق هو المسيحية والكتاب الحق هو النسخة الحالية من الكتاب المقدس المتمثلة في عهديه القديم والجديد .
أما بخصوص القرآن والإسلام فهما منتج بشري وضعه البدوي الطموح الساعي للسلطة الزمنية محمد.
ولأن البابا يدعوا للحوار العقلي ويحترم العقل كما يقول، ولأننا لا يهمنا في البابا إلا أفكاره بمعني فكر البابا ( ف ) فأن حوارنا سيكون مع فكر ( ف ) البابا وليس شخصه، فهيا بنا فى حوار مع فكر البابا وكل بابا ( وماما ) ينهج منهاجه .
مع التنبيه علي ما يأتي:
إننا نحن المسلمين نؤمن بأن التوراة حق والإنجيل حق وكل ما نزل من عند الله حق ، ونؤمن بعيسي وموسي وكل الأنبياء والمرسلين ، ونقدر مريم الطاهرة ونعلم انه لا إكراه في الدين .
الحـــــوار
1- سؤال موجه إلى ( ف ) البابا: هل تؤمن بالله وما له من صفات الكمال ؟
أجاب ( ف ) البابا : بلا شك وهل يسأل البابا هذا السؤال البديهي، عليك أن تعتذر لذلك
2- هل توقن أن الله تابع المكلفين من عباده بإرسال الرسل تحمل رسالات السماء ؟
أجاب ( ف ) البابا : بلا شك فهاهو العهد القديم وبعده جاء العهد الجديد غير الكتب الإلهامية وأعمال الرسل.
3- هل يمكن أن يرسل الله الرحيم الحكيم عدة رسالات مختلفة لعباده ؟
أجاب ( ف ) البابا : بالطبع لا لأن الرسالات المختلفة تعني ضلال عباده واختلافهم وصراعهم وحاشا للحكيم الرحمن الرحيم أن يكون منه ذلك، إنها رسالة واحد تشكل عامل مشترك يتوحد عليه عباد الرحمن.
4- إذا كنت تؤمن بتتالي الرسالات، بمعني انك تؤمن بأن التوراة هي ( العهد القديم ) والإنجيل هو ( العهد الجديد ) فلماذا لا تؤمن بأن القرآن هو ( العهد الأخير) ؟
أجاب ( ف ) البابا : لا داعي لذلك لأن الرسالة قد ختمت بالعهدين وأي شيء آخر فهو باطل ومنتج بشري لهدف دنيوي وللوصول إلي السلطة الزمنية باسم الدين.
5- ما الذي جعلك توقن أن القرآن ليس هو كتاب الله الخاتم المحفوظ ؟
أجاب ( ف ) البابا : لأن هناك تناقض بين العقل والقرآن ، فمنهاج القرآن والإسلام يحض على العنف وسفك الدماء وهو يخالف منهاج الله الرحيم الذي قتل ومات لأجلنا فالله محبة .كما أن منهاج القرآن لا يتوافق مع العقل والحرية.
والإسلام لم ينتشر بالإقناع والحب بل بالقهر وسفك الدماء، وهاهي مدرسة الإسلام الأصولية تفرز اخطر صور الإرهاب العالمي.
6- وهل لديك دليل من الكتاب يؤكد ذلك ؟
أجاب ( ف ) البابا نعم ، فالرسول عندما كان ضعيفا دعا إلى السلم ( لا إكراه في الدين ) وعندما قويت شوكته دعي إلى القتل وسفك الدماء بفرض آيات الجهاد .
7- وهل تعتبر قتال الكفار المحاربين والمجرمين والمضللين للإنسانية الساعين في ارض الله فسادا وتكفيرا ، هل تعتقد أن قتال هؤلاء الطغاة إرهاب وسفك دماء ، أم أن قتالهم يسد مداخل الإرهاب وسفك الدماء ، هل القضاء على الأجسام الممرضة خطر أم الإبقاء عليها ؟
أجاب ( ف ) البابا : عندنا في ديننا لامكان للحرب حتى مع الأعداء ، فالذي يضربك على خدك ادر له الآخر ، والذي يلعنك باركه !!
وماذا يا بابا فيما جاء علي لسان المسيح ( بأنه لم يأتي ليلقي سلاما على الأرض بل سيفا ) ثم ماذا فيما جاء فى سفر اللآويين 25 / 29 – 46[ وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم ، منهم تقتنون عبيداً وإماءً ، وأيضاً أبناء المستوطنين لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك ، تستعبدونهم أبد الدهر ، وأما إخوتكم بنوا إسرائيل فلا يتسلط على أخيه بعنف] .
وفي سفر التثنية 20-16 [حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابت وفتحت لك أبوابها فكل الشعب الموجود فيها يكونوا لك للتسخير ويستعبد لك ] . [وأما من هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منهم نسمة ]ومعنى نسمة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس = أي شيْ يتنفس
هنا يقول النص المقدس : كل الشعوب المخالفة لكم ليس لها إلا أحد الخيارين : إما الاستعباد التام كعبيد ملك يفعل بها سيدها ما يشاء بما فيها التعذيب حتى الموت ، أو الإبادة الجماعية لكل شيء يتنفس .
[ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك ، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض]
وفي سفر التثنية إصحاح 23 [ للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ]
هذا غير النصوص الأخرى التي تدعوا إلى الإبادة للأطفال والشيوخ والنساء والزرع والضرع واغتصاب نساء المخالفين.
هذا ما جاء في كتبك ودينك وقد تحول إلى واقع عملي في كل الحروب الصليبية القديمة والحديثة وفى البوسنة واندنوسيا وصبرا وشاتيلا وغيرها .
* وفى الإسلام مازال ( لا إكراه في الدين ) ولكن الجهاد فقط للكفار المحاربين والطغاة الساعين في الأرض فسادا وتكفيرا وهذه لقطة من الحرب في الإسلام :
هدف الحرب في الإسلام تحرير الإنسان من ظلمات عبودية الطواغيت والشياطين إلى الحرية في العبودية لله رب العالمين بلا إكراه في الدين .
ومن أخلاقيات الإسلام في الحرب أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بما يأتي :[ لا تقتلن امرأة ولا صغيراً ضرعا ( ضعيفاً ) ولا كبيراً فانياً ، ولا تغرقن نخلاً ، ولا تقلعن شجراً ، ولا تهدموا بيتاً ] ولقد وصى صلى الله عليه وسلم على الأسير فقال [ أحسنوا آسرهم، وقيلوهم واسقوهم، ولا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح ]. وهذا من خلق القرآن الذي جعل من حسن معاملة الأسري عبادة لله كما جاء في سورة الإنسان في قوله: ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) .
قارن يا بابا بعقلك العالمي بين خلق الحرب في الإسلام وبين حروبكم الصليبية بقنابلها الذرية وأسلحة الدمار الشامل والعنصرية والتي تتخذ من النصوص المحرفة مبررا في اغتصاب الشعوب وسرقتها وتدميرها.
* أما ما يحدث من بعض التجاوزات ممن ينتسبون للإسلام من المظلومين فبسبب مؤامرات وخدع استغلت فيها الشياطين حالة الإكتئاب التي أفرزتها الحضارة العالمية الظالمة.
فبالله عليك يا فليسوف ويا من تعرف الله أو حتى تعرف معني الإنسانية ماذا يحدث لو تعرض إنسان حر مؤمن بالله ومؤمن بكل رسل الله ويحترم عيسي وموسي ومريم الطاهرة، ماذا لو تعرض هذا الإنسان للاغتصاب في أرضه وعرضه ؟ ماذا يفعل لو وجد أمه أو زوجته تغتصب ؟ ماذا يفعل لو وجد أرضه تسرق ويلقي صاحبها في الشتات ؟ ماذا يفعل لو وجد دينه الحق يمتهن ؟
هل إذا جاهد ودافع ذلك المظلوم المكتئب يعتبر مجرم ؟ أم المجرم الذي اغتصب أرضه وعرضه وثرواته وامتهن دينه الحق ؟
أيها البابا ذو القلب الرحيم والدين الذي يطفح حبا والعقل الفيلسوف بدلا من نقد المغتصبين المظلومين المسروقين من عباد الله الذين يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ويحترمون مريم ويجلونها ، والذين حافظوا على أرواح المخالفين لهم وعلي أعراضهم وأموالهم وحفظوا لهم حرية التدين وابقوا على كنائسهم ومعابدهم
أكثر من ألف عام وحني الآن ، بدلا من تظلمهم ، توجه لهداية قائد الحرب الصليبية المدمرة التي أبادت البشر والشجر والزرع والضرع وسممت البيئة وهتكت الأعراض باسم المقدس .
قل لهم أن كل بترول العالم لن يساوي ساعة في نار جهنم ، وأن الملك الحكم العدل لا يحب الظلم والدمار واللصوصية باسم المقدس .
الست أنت البابا الملهم والقلب الكبير والفليسوف المعلم الداعي إلى العقل والحوار ، أذن هيا بنا بالعقل والمنطق بعيدا عن التعصب والعصبية نتفكر ساعة ونتساءل : أن أمام العقل الحر الآن عدة كتب يطلق عليها جميعا كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ ويدعي صاحب كل كتاب أن كتابه هو الحق الوحيد الذي يجب أن يتبع ويقود ، وأن بين هذه الكتب تقارب في بعض المواضع ، كما أن بينها اختلاف خطير في مواضع أخري .
فهاهو الإسلام من خلال القرآن يرفض التثليث ، ويكفر تجسيم الله ووصف عيسي بأنه الله ، وهاهو دينكم يؤكد التثليث والتجسيد وألوهية عيسي ويكفر بل يستبيح دم من ينكر ذلك ، وهاهو القرآن يصف الله بصفات الكمال ، وهاهي كتبكم الحالية تنسب إليه ما لا يليق بكماله ، وهاهو القرآن يصف رسل الله بصفات الكمال البشري ، وهاهي كتبكم الحالية تتهم رسل الله بألذنا حتى ببناتها وقتل الأبرياء والسكر والسجود للأصنام .
وهاهو القرآن والإسلام يرفض العنصرية ويسوى بين عبيد الله ( لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوى ) ( لا عدوان إلا علي الظالمين ) ، وهاهي نصوصكم تأمر بالعنصرية والإبادة الجماعية للمخالفين .
وهاهو القرآن يخاطب العقل بل يأخذه في رحلة في عالم الشهود ليطل في نهايتها إلي عالم الغيب وكأنه يراه (إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )
وهاهو القرآن يخاطب العقول المتخصصة بحقائق علمية لم تعرف إلا بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام جعلت موريس بوكاي أستاذ الجراحة الفرنسي الشهير يخر ساجدا أمام عظمة القرآن ويشهر إسلامه ، ويؤلف كتابه الشهير ( القرآن والتوراة والإنجيل والعلم ) وهو مترجم بعدة لغات ، وجعلت كث المور الكندي وهو من اشهر علماء الأجنة يخر ساجدا ويدخل الإسلام ، ويقدم برنامج في التلفزيون الكندي ، عن علم الأجنة في القرآن والسنة يؤكد فيه أن ما جاء في القرآن من وصف لمراحل الجنين تتطابق مع ما اكتشف حديثا من حقائق في علم الأجنة ، ودراسة دستور القرآن العالمي جعلت الدكتور/ مراد هوفمان المتحدث الإعلامي لمنظمة حلف شمال الأطلنطي يقول إمام أعضاء المنظمة أن الإسلام طوق النجاة للحضارة العالمية المهددة ويشهر إسلامه ، بعد أن درس الإسلام فوجد فيه دستور عالمي يحق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان والكون من حوله . والكثير والكثير .
والقرآن معالي البابا العالم الفليسوف بلا منافس في كل ذلك ، والإسلام بلا بديل .
معالي البابا خذ نسخة حديثة من القرآن من عدة بلدان ، ونسخة أخري عمرها 500 سنة من عدة بلدان ، وثالثة مخطوطة عمرها ألف سنة ، وقارن بينها ستجد المطابقة كلمة كلمة ، وطبق ذلك علي كتبك الحالية وتسائل لماذا ؟
هل عرفت فخامة البابا أين الكتاب الوحيد الخالد الباقي المحفوظ وأين الدين العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة العالمية ( أم علي قلوب أقفالها ) .
قداسة البابا ادعوك إلي أن تجمع كل النصوص المقدسة المتاحة عندك ، وتقارن بينها وبين نص موثق للقرآن في القضايا الآتية :
1- قضية الألوهية : لتري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ينزه الله مما لا يليق بكماله من أول كلمة إلي آخر كلمة فيه .
2- قضية الرسل : لتري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ينزه رسل الله -حملة رسالاته – من كبائر الإثم والفواحش وانظر في نصوصكم بماذا تصف أنبياء الله ورسله التي اختارها لتحمل رسالاته .
3- قضية حقوق الإنسان : لتري كيف صانها القرآن والإسلام في جميع جوانبها الاقتصادية والأمنية والمادية والنفسية حني مع الأعداء المحاربين .
4- قضية السلام والأمن والأمان العالمي : لتري كيف صانها الإسلام حني انه يشكل طوق النجاة للحضارة بكل المقاييس .
5- قضية خطاب العقل : لتري أن القرآن والإسلام لم يلجأ للشعوذة والأساطير والكهانة والدجل بل خاطب العقل بكل مستوياته ، خاطب عقل البدوي البسيط كما خاطب عقل البروفيسور المتخصص ، فهو دائما يأخذ بالعقل في رحلة فكرية في عالم الشهود ليطل به إلي عالم الغيب وكأنه يراه فيوقن العقل بالله وكتبه ورسله ويوم الحساب .
معالي البابا يمكنك الاستعانة بأبن بلدك ( مراد هوفمان ) أستاذ القانون والمتحدث الإعلامي السابق لمنظمة حلف شمال الأطلنطي ، أو بزميلتك الفليسوفة العالمية ((زيجريد هونكه )) وغيرهم الكثير من العلماء والمفكرين .
معالي البابا حتما ان معاليكم يعرف عالمة الفلسفة زميلتكم الألمانية (زيجريد هونكه ) التي درست الإسلام وتاريخه وأيقنت صدقه وأنه ظلم بفعل التعصب فقالت في كتابها الشهير ( الله ليس كذلك ) فيما ملخصه : إن البابا ( أوربان الثاني ) أراد أن يحقق أهداف سياسية وأطماع دنيوية خسيسة وظالمة تبدأ بتوحيد الكنائس المنشقة في الشرق ثم الانقضاض بها على ديار المسلمين الغافلين والمسالمين ، فأخذ يصيح أمام الجنود من الشباب العاطل وا مصيبتاه أن المسلمون الكفار في الشرق يهدمون قبر المسيح ويخربون كنيسة القيامة ويضطهدون إخوانكم المسيحيين ويقتلونهم ويغتصبونهم ، فحي على الجهاد لتطهير مقدساتكم ونجدة إخوانكم وتطهير الأرض المغتصبة من هؤلاء الأجلاف الكفار المجرمين ، ولقد كان البابا مجرما ومغرضا ، فلقد كانت العلاقة طيبة بين المسلمين وغيرهم يسودها الاحترام والتواصل - محفوظة أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وكانت ترمم معابدهم وتحفظ مقدساتهم والتي كانت مفتوحة الأبواب أمام حجاجهم ، وفعلا نجح الكهنة المجرمون فتحركت الجيوش لتبيد كل من أمامها من أطفال وشيوخ ونساء ولتغرق الأرض في بحار من دماء المسلمين وتحتل أرضيهم . وسنتناول ذلك بالتفصيل في الملحق المطول .
ولقد بينت عالمة التاريخ الألمانية ( زيجريد هونكه ) التمهيد النفسي الذي اخترعه البابا – المخادع - لإنجاح جرائمه الفائقة الحد والوصف ، بأنه كلف الكهنة المتحركين النشطين بإشاعة أن المسلمين مجرمين إرهابيين كفار يخربون قبر المسيح ويهدمون الكنائس ومغتصبين للأرض والعرض ويضطهدون آهل الصليب ، وفى نفس الوقت كان يستصرخ الشباب العاطل هيا إلى جهاد الكفار وانصروا الرب وطهروا الأرض من الكفار .
وهذا ما يدور الآن تماما حملات عسكرية صليبية يقودها الكهنة وحملات تشكيك وتشويه فى كتاب الله الحق وفى رسوله الخاتم بل وسب في آل البيت ، وحملات مستمرة تهدف إلى لصق تهمة الإرهاب بالإسلام تمهيدا لشن حرب عالمية عليه أو كسب التأييد العالمي لذلك ، وفى نفس الوقت صيحات كاذبة تقول : النجدة المسيحيون يقتلون ويغتصبون ويضطهدون وتحرق كنائسهم ، وكل ذلك باطل لدرجة أن بعض المفكرين عبر بأن حال الأقلية أفضل من حال الأغلبية من الناحية المادية والعلمية وحقوق الإنسان ، حتى أن هناك نكتة ترددت بأن الأغلبية المسلمة سترفع شكوى لتسويتها بالأقلية المميزة .
معالي البابا بقلبك الكبير وعقلك الراقي افعل كما فعلت زميلتك في الفلسفة الألمانية (زيجريد هونكه ) ، بأن درست الإسلام من مصادره وقارنت بين كتابه المحفوظ والنصوص المحرفة ، ثم انطق بالحق كما فعلت ، وتذكر أن كل تيجان الدنيا وذهبها وكراسيها لا تساوي دقيقة فى نار جهنم ، وقريبا ستقف أمام الديان فتسأل .
إنني أقول ذلك حبا وتقديرا لعقلك الفلسفي وقلبك الرقيق وطلبك للحوار .
، وللمزيد من البينة ادعوك لقراءة البحث المطول التالي ضمن كتاب ( حوار مع البابا ) ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحساب على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .
د/ حسين رضوان اللبيدى
( مدير مستشفى ) وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة سابقا
وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالقاهرة وجنوب الوادي
مصر 0127580446
  #1385  
قديم 13-12-2013, 04:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

زكريا بطرس يتهم المسلمين ورسولهم بحب الجنس والشذوذ الجنسي

تركي الظفيري
يخرج علينا المدعو زكريا بطرس من خلال قناة الحياة، وهي قناة عربية تنصيرية، تعلن مهاجمة الإسلام وتدعو لتنصير المسلمين، تبث على القمر الأوربي من قبرص على مدى 24 ساعة ، وهي موجهة للناطقين باللغة العربية في كل من البلاد العربية ،وشمال أفريقيا، وأوروبا . بدأت بثها في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول 2003م.
وقد أخذت هذه القناة على عاتقها مهمة بث الشبهات والافتراءات حول العقائد والشرائع الإسلامية، ورفع راية الحرب على دين الإسلام؛لزعزعة الإيمان في قلوب المسلمين؛ولتثبيت الإيمان في قلوب النصارى.
وخطورة هذه الشبهات والافتراءات تأتي من عدة أمور :
1. تبسيطها للمشاهدين، وتيسير فهمها بلهجة عامية وبكلمات يفهمها كل من يشاهد البرنامج .
2. العديد من الناس لا يقرأ مثل هذه الأكاذيب والشبهات من كتب المستشرقين، وهذه القناة تريد إخراجها ليراها الجميع فيبدأ الشك يخترق القلوب المريضة.
3. لا يسمح بالرد والمناقشة في هذا البرامج، فكل الرسائل التي تصلهم يقرؤون بدايتها ثم يستمرون في موضوعهم دون إكمالٍ لرد المرسل عليهم ، ولا يفتح مجال للرد على الشبهات وهذا يجعلهم يتحكمون فيما يطرح دون مراعاة لأحد يناقشهم أو يرد عليهم .
ويقوم على هذه الهجمة القمص زكريا بطرس من خلال عدة برامج مليئة بالكذب والافتراءات، فكانت مهمته الرئيسة أخذ الشبهات والافتراءات من كتب المستشرقين والمنصرين وتقريبها لأذهان المشاهدين. وفي إحدى حلقات برنامجه: أسئلة عن الإيمان تحدث عن نعيم الجنة، وركز على ما أسماه بالجنس عند المسلمين، واتهم الرسول-صلى الله عليه وسلم- بحب الجنس وأن عشرات الآلاف من الأحاديث جنسية، وزعم أن المسلمين يريدون الجنة لأجل الحور العين فقط، بل ويزعم أن الهدف من الولدان المخلدين في الجنة هو الشذوذ الجنسي،وينقل هذا الكلام عن كاتب مسلم بالغ في شذوذه، وبطرس بدوره يصور للمشاهدين أن هذا الكتاب يعبر عن رأي المسلمين متجاهلاً كل أقوال المفسرين وشراح الأحاديث المعتبرين عند المسلمين.
وكثيراً ما يؤكد هذا الرجل على أن مصدر ما يقول من كتب المسلمين، وهو بهذا يموه على المشاهدين، وقد تأملت كثيراً في استدلالاته ووجدت أنه يعرض الدليل من كتاب أو سنة ثم يذكر شرح الأئمة له، ثم يدس سمومه في أثناء حديثه ، وكأنه يريد أن يجعل لكلامه مصداقية، مع أن الأئمة لم يذكروا ما قال، ولم يشيروا إليه في معرض شرحهم ، فمثلاً : لما اتهم المسلمين بالشذوذ الجنسي في الجنة ذكر أن هذا الأمر يتفق مع كلام ابن القيم – رحمه الله- في حادي الأرواح : " فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها في القيامة أكمل ما تكون " ، فانظر إلى هذا الربط الذي لا يراد منه إلا التشكيك والتشكيك فقط . فهل الشذوذ المخالف للفطرة لذة أصلاً، بل هو انتكاسة فطرية، عاقب عليها الإسلام أشد العقوبة ، وجريمة عظيمة تستحق عقوبة القتل الشنيع، فالإسلام لا يرى الشذوذ لذة مرغوبة، بل هو قذارة مكروهة ، ونقرأ في كتاب ربنا قصة قوم لوط وكيف استحقوا العقوبة بسبب فعلتهم فقال تعالى: ((فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ{82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )) (هود:82-83) ، ثم هل من ترك القتل والسرقة والظلم في الدنيا سينالها في الآخرة؟، وهل تكون لذة بهذا الاعتبار؟. وعند النظر في هذه الاتهامات نجدها بعيدة عن المنهج العلمي، ولم يستطع زكريا بطرس أن يقيم دليلاً واحداً صحيحاً على ما يقول، فكل الافتراءات التي أوردها بعيدة كل البعد عن المنهج العلمي.
نحن بحاجة ماسة لإيقاف هذه المهزلة التي يتغنى بها زكريا بطرس من خلال برامجه في قناة الحياة، أو من خلال غرفة البالتوك التي يشرف عليها، ويجب على أهل العلم الرد على هذه الافتراءات الهزيلة حتى لا تستشري بين أوساط المسلمين، ويجب علينا كمسلمين المطالبة بإيقاف الهجوم السافر على الإسلام والمسلمين -الذي تتبناه قناة الحياة الفضائية- بالطرق المشروعة كرفع الدعاوى القضائية، أو الضغوطات السياسية والاقتصادية، أو المسيرات السلمية، فطرق الدفاع المشروع عن الإسلام كثيرة جداً ، فهل نكون على قدر المسؤولية في دفاعنا عن مقدساتنا، فنقوم بما تبرأ به ذممنا؟ اللهم اجعلنا من أنصار دينك.
نقلا :عن موقع صيد الفوائد: http://www.saaid.net
  #1386  
قديم 13-12-2013, 04:26 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الرد على شبه المتنصرين في الميراث


إعداد أحمد حسين خليل حسن
كلية الدراسات الإسلامية – جامعة الأزهر
لقد كرم الإسلام المرأة أيما تكريم وشملها في جميع تشريعاته بعطف كريم ورعاية رحيمة وخفض لها جناح الرحمة وجعلها ترقى إلى منزلة سامقة ودرجة عالية رفيعة لم تبلغها المرأة في أمة من الأمم قديمها وحديثها ، وقد سوّى بينها وبين الرجل في أغلب شئون الحياة , ولم يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة إلا حيث تدعو إلى هذه التفرقة طبيعة كل من الجنسين ومراعاة للصالح العام، وصالح الأسرة والمجتمع، بل وصالح المرأة نفسها ، فقد ظهر الإسلام والمرأة في حالة لا تغبط عليها ، وكانت محرومة من أبسط حقوقها الأساسية وفي مقدمة ذلك حق الميراث وحق الحياة ، فحق المرأة في الحياة لم يكن محترماً أو مصوناً فقد كان للأب أن يئد ابنته أنفة واستكباراً، كما كان له أن يقتل أولاده خشية الإملاق أما حق الميراث فقد كانت الحالة الحربية السائدة في المجتمع العربي إذ ذاك تحرم البنت من حقها في الميراث، وتقصر حق الإرث على الذكور القادرين على ركوب الخيل وحمل السلاح والدفاع عن العشيرة، فضلاً عن أن وضع المرأة داخل الأسرة كان وضعاً شاذاً يثير الدهشة والاشمئزاز، فلم يكن هناك تعادل أو ما يقرب من التعادل في حقوق المرأة والرجل . فجاء الإسلام وحرر المرأة من هذا الرق ، جاء و أبطل هذه العادات الجاهلية وسن سنناً ووضع نظاماً يكفل للمرأة السعادة في الدنيا والآخرة ، وبالغ في تكريم المرأة وجعل لها شخصية استقلالية محترمة، وقرر لها ميراثاً معلوماً وضحته الشريعة الغراء ونزل به القرآن الكريم كما حافظ الإسلام على حياتها التي كانت مهددة بالقتل والوأد فحرم بذلك الوأد والقتل خشية الإملاق فرد بذلك للمرأة حقها المسلوب في الحياة الطبيعية كما أمر نبي الإسلام بإكرام المرأة خير إكرام ومعاملتها برقة وإحسان ومراعاة لمشاعرها الرقيقة وإحساسها المرهف . ورغم ذلك كله نسمع كثيراً فى هذا الزمان عبارات تتردد مفادها أن الإسلام ظلم المرأة ؛ حيث جعل نصيبها نصف نصيب الرجل . ونحن المسلمين نؤمن بثوابت راسخة من صفات الله تعالى تجعل تلك الشبهة لا تطرأ على قلب أى مسلم أو مسلمة ، وتتمثل تلك الثوابت فى أن الله ـ سبحانه ـ حكم عدل ، وعدله مطلق ، وليس فى شرعه ظلم لبشر أو لأى أحد من خلقه " وَلَاْ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدَاً "(1) ، " إِنَّ الَّلهَ لَاْ يَظْلِمُ مِثْقَاْلَ ذَرَّةٍ "(2) ، " وَ أَنَّ الَّلهَ لَيْسَ بِظَلَّاْمٍ لِلْعَبِيْدِ "(3) وقضية المواريث فى الفقه الإسلامى لا يراعى فيها الجنس إطلاقاً ، فالفروق فى أنصبة المواريث و التى هى أساس تلك القضية لا تختلف طبقاً للنوع ؛ وإنما تختلف طبقاً لثلاثة معايير :
أولاً : درجة القرابة بين الوارث والمورث :ذكراً كان أو أنثى، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث، وكلما ابتعدت قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين ، فنرى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها ( وهى أنثى ) بينما يرث أبوها ربع التركة ( وهو ذكر ) وذلك لأن الابنة اقرب من الزوج فزاد الميراث لهذا السبب ثانياً : موقع الجيل الوارث : فالأجيال التى تستقبل الحياة، وتستعد لتحمل أعبائها عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة و تتخفف من أعبائها ، بل تصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات . فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ وترث بنت المتوفى أكثر من أبيه كذلك في حالة وجود أخ لها.
ثالثاً : العبء المالي : وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتاً بين الذكر والأنثى ، لكنه تفاوت لا يفضى إلى أي ظلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها ، بل ربما كان العكس هو الصحيح . ففي حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون في العاملين الأولين ( درجة القرابة ، وموقع الجيل ) ـ مثل أولاد المتوفى ذكوراً وإناثاً ـ يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث ؛ ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين ، وإنما حصره في هذه الحالة بالذات ، والحكمة في هذا التفاوت ، في هذه الحالة بالذات، هي أن الذكر مكلف بإعالة أنثى ـ هي زوجة ـ مع أولادهما ، بينما الأنثى الوارثة ـ أخت الذكر ـ إعالتها مع أولادها فريضة على الذكر المقترن بها . فهي مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة لأخيها الذي ورث ضعف ميراثها ، أكثر حظاً وامتيازاً منه في الميراث فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوي ، و لتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات ، وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين ، ومن أعباء الرجل المالية نذكر منها :
1- الرجل عليه أعباء مالية في بداية حياته الزوجية وارتباطه بزوجته ، فيدفع المهر ، يقول تعالى " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة "(4) ، والمهر التزام مالى يدفعه الرجل للمرأة من تشريعات بداية الحياة الزوجية ، والمرأة تتميز عن الرجل ؛ حيث ليس من حقه أن يطالب بمهر من المرأة إذا ما أرادت أن تتزوج منه .
2- الرجل بعد الزواج ينفق على المرأة وإن كانت تمتلك من الأموال ما لا يمتلكه هو ، فليس من حقه أن يطالبها بالنفقة على نفسها فضلاً عن أن يطالبها بالنفقة عليه ؛ لأن الإسلام ميزها وحفظ مالها ، ولم يوجب عليها أن تنفق منه .
3- الرجل مكلف كذلك بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقتهم ، حيث يقوم بالأعباء العائلية و الإلتزامات الإجتماعية التى يقوم بها المورث باعتباره جزءاً منه ، أو امتداداً له ، أو عاصباً من عصبته . هذه الأسباب وغيرها تجعلنا ننظر إلى المال أو الثروة نظرة أكثر موضوعية ، وهى أن الثروة أو المال أو الملك مفهوم أعم من مفهوم الدخل ، فالدخل هو المال الوارد إلى الثروة ، وليس هو نفس الثروة ؛ حيث تمثل الثروة المقدار المتبقى من الواردات والنفقات . وبهذا الإعتبار نجد أن الإسلام أعطى المرأة فى بعض الحالات نصف الرجل فى الدخل الوارد ، وكفل لها الإحتفاظ بهذا الدخل دون أن ينقص سوى من حق الله كالزكاة ، أما الرجل فأعطاه الله الدخل الأكبر وطلب منه أن ينفق على زوجته وأبنائه ووالديه إن كبرا فى السن ، ومن تلزمه نفقتهم من قريب وخادم وما استحدث فى عصرنا هذا من الإيجارات والفواتير المختلفة ؛ مما يجعلنا نجزم أن الله فضل المرأة على الرجل فى الثروة ؛ حيث كفل لها حفظ مالها ، ولم يطالبها بأى شكل من أشكال النفقات .
ولذلك حينما تتخلف قضية العبء المالى كما هى الحال فى شأن توريث الإخوة و الأخوات لأم ؛ نجد أن الشارع الحكيم قد سوى بين نصيب الذكر والأنثى فى الميراث ، قال تعالى " وَ إِن كَاْنَ رَجُلٌ يُوْرَثُ كَلَاْلَةً أَوْ امْرَأَةً وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاْحِدٍ مِنْهُمَاْ الْسُدُسُ فَإِن كَاْنُوْا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاْءُ فِىْ الْثُّلُثِ "(5) فالتسوية هنا بين الذكور و الإناث فى الميراث ؛ لأن أصل توريثهم هنا الرحم ، وليسوا عصبة لمورثهم حتى يكونوا امتدادا له من دون المرأة ، فليست هناك مسئوليات أو أعباء تقع على كاهله بهذا الإعتبار . و باستقراء حالات ومسائل الميراث انكشف لبعض العلماء والباحثين حقائق قد تذهل الكثيرين ؛ حيث ظهر التالى : أولاً : أن هناك أربع حالات فقط ترث المرأة نصف الرجل . ثانياً : أن أضعاف هذه الحالات ترث المرأة مثل الرجل . ثالثاً : هناك حالات كثيرة جدا ترث المرأة أكثر الرجل . رابعاً : هناك حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال . ، وتفصيل تلك الحالات فيما يلى :
أولاً : الحالات التى ترث المرأة نصف الرجل :
1 البنت مع إخوانها الذكور ، وبنت الإبن مع ابن الإبن .
2- الأب و الأم ولا يوجد أولاد ولا زوج أو زوجة .
3- الأخت الشقيقة مع إخوانها الذكور .
4- الأخت لأب مع إخوانها الذكور .
ثانياً : الحالات التى ترث المرأة مثل الرجل :
1- الأب والأم فى حالة وجود الإبن .
2- الأخ والأخت لأم .
3- أخوات مع الإخوة و الأخوات لأم .
4- البنت مع عمها أو أقرب عصبة للأب ( مع عدم وجود الحاجب ) .
5- الأب مع أم الأم و ابن الإبن .
6- زوج و أم و أختين لأم وأخ شقيق على قضاء سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ فإن الأختين لأم و الأخ الشقيق شركاء فى الثلث .
7- انفراد الرجل أو المرأة بالتركة بأن يكون هو الوارث الوحيد ، فيرث الإبن إن كان وحده التركة كلها تعصيبا ، والبنت ترث النصف فرضاً و الباقى رداً . و أيضاً لو ترك أبا وحده فإنه سيرث التركة كلها تعصيباً ولو ترك أما فسترث الثلث فرضاً و الباقى رداً عليها .
8- زوج مع الأخت الشقيقة ؛ فإنها ستأخذ ما لو كانت ذكراً ، بمعنى لو تركت المرأة زوجا وأخا شقيقا فسيأخذ الزوج النصف ، والباقى للأخ تعصيباً .ولو تركت زوجاً وأختاً فسيأخذ الزوج النصف والأخت النصف كذلك .
9- الأخت لأم مع الأخ الشقيق ، وهذا إذا تركت المرأة زوجا وأما وأختا لأم و أخا شقيقا ؛ فسيأخذ الزوج النصف والأم السدس , والأخت لأم السدس ، والباقى للأخ الشقيق تعصيبا وهو السدس .
10- ذوو الأرحام فى مذاهب أهل الرحم ، وهو المعمول به فى القانون المصرى فى المادة 31 من القانون 77 لسنة 1943، وهو إن لم يكن هناك أصحاب فروض ولا عصابات فإن ذوى الأرحام هم الورثة وتقسم التركة بينهم بالتساوى كأن يترك المتوفى ( بنت بنت ، وابن بنت ، وخال ، وخالة ) فكلهم يرثون نفس الأنصبة .
11- هناك ستة لا يحجبون حجب حرمان أبدا وهم ثلاثة من الرجال ، وثلاثة من النساء ، فمن الرجال (الزوج ، و الإبن ، والأب) ن ومن النساء ( الزوجة ، والبنت ، والأم ) .
ثالثا : حالات ترث المرأة أكثر من الرجل :
1- الزوج مع ابنته الوحيدة .
2- الزوج مع ابنتيه .
3- البنت مع أعمامها .
4- إذا ماتت امرأة عن ستين فدانا و الورثة هم ( زوج وأب وأم وبنتان ) فإن نصيب البنتين سيكون 32 فداناً بما يعنى أن نصيب كل بنت 16 فداناً ، فى حين أنها لو تركت ابنين بدلاً من البنتين لورث كل ابن 12ونصف فداناً ؛ حيث أن نصيب البنتين ثلثا التركة ونصيب الإبنين باقى التركة تعصيباً بعد أصحاب الفروض .
5- لو ماتت امرأة عن 48 فداناً والورثة ( زوج ، وأختان شقيقتان ، وأم ) ترث الأختان ثلثى التركة بما يعنى أن نصيب الأخت الواحدة 12 فداناً ، فى حين أنها لو تركت أخوين بدلاً من الأختين لورث كل أخ 8 أفدنة لأنهما يرثان باقى التركة تعصيباً بعد نصيب الزوج والأم .
6- ونفس المسألة لو تركت أختين لأب ؛ حيث يرثان أكثر من الأخوين لأب .
7- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجاً ،وأباً ، وأماً، وبنتاً ) ، وكانت تركتها 156 فداناً ، فإن البنت سترث نصف التركة وهو ما يساوى 72 فداناً ، أما أنها لو تركت إبنا بدلاً من البنت فكان سيرث 65 فداناً ؛ لأنه يرث الباقى تعصيباً بعد فروض الزوج و الأب والأم .
8- إذا ماتت امرأة وتركت ( زوجاً وأماً وأختاً شقيقة ) ، وتركتها 48 فداناً مثلاً ، فإن الأخت الشقيقة سترث 18 فداناً ، فى حين أنها لو تركت أخاً شقيقاً بدلاً من الأخت سيرث 8أفدنة فقط ؛ لأنه سيرث الباقى تعصيباً بعد نصيب الزوج والأم ،ففى هذه الحالة ورثت الأخت الشقيقة أكثر من ضعف نصيب الأخ الشقيق.
9- لو ترك رجل ( زوجة وأما وأختين لأم وأخوين شقيقين ) وكانت تركته 48فداناً ، ترث الأختان لأم ـ وهما الأبعد قرابة ـ 16فداناً ، فنصيب الواحدة 8أفدنة ، فى حين يرث الأخوان الشقيقان 12 فداناً بما يعنى أن نصيب الواحد 6أفدنة .
10- لو تركت امرأة ( زوجاً وأختاً لأم و أخوين شقيقين )، وكانت التركة 120 فداناً ، ترث الأخت لأم ثلث التركة ، وهو ما يساوى 40 فداناً ، ويرث الأخوان الشقيقان 20 فداناً ، بما يعنى أن الأخت لأم وهى الأبعد قرابة أخذت أربعة أضعاف الأخ الشقيق .
11- الأم فى حالة فقد الفرع الوارث ، ووجود الزوج فى مذهب ابن عباس ـ عليه السلام ـ ، فلو ماتت امرأة وتركت ( أباً وأماً وزوجاً ) فللزوج النصف وللأم الثلث ، والباقى للأب وهو السدس ، أى ما يساوى نصف نصيب زوجته . 12- لو تركت امرأة (زوجاً وأماً وأختاً لأم وأخوين شقيقين ) ، وكانت التركة 60 فداناً ، فسترث الأخت لأم 10 أفدنة ، فى حين سيرث كل أخ 5أفدنة ؛ بما يعنى أن الأخت لأم نصيبها ضعف نصيب الأخ الشقيق ، وهى أبعد منه قرابة .
13- ولو ترك رجل ( زوجة وأباً وأماً وبنتاً وبنت ابن ) وكانت التركة 576 فداناً ، فإن نصيب بنت الإبن سيكون 96 فداناً ، فى حين لو ترك ابنَ ابنٍ لكان نصيبه 27 فداناً فقط .
14- لو ترك المتوفى ( أماً وأم أم وأم أب ) وكانت التركة 60 فداناً مثلاً فسوف ترث الأم السدس فرضاً والباقى رداً ، أما لو ترك المتوفى أباً بدلاً من أم ، بمعنى أنه ترك ( أباً وأم أم وأم أب ) فسوف ترث أم الأم ولن تحجب السدس وهو 10أفدنة والباقى للأب 50 فداناً ، مما يعنى أن الأم ورثت كل التركة 60فداناً ، والأب لو كان مكانها لورث 50 فداناً فقط .
رابعاً : حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال :
1- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجاً وأباً وأماً وبنتاً وبنت ابن ) وتركت تركة قدرها 195 فداناً مثلاً ، فإن بنت الإبن سترث السدس وهو 26 فداناً ، فى حين لو أن المرأة تركت ابن ابن بدلاً من بنت الإبن لكان نصيبه صفراً ؛ لأنه كان سيأخذ الباقى تعصيباً ولا باقى ، وهذا التقسيم على خلاف قانون الوصية الواجبة الذى أخذ به القانون المصرى رقم 71 لسنة 1946 ، وهو خلاف المذاهب ، ونحن نتكلم عن المذاهب المعتمدة ، وكيف أنها أعطت المرأة ولم تعط نظيرها من الرجال .
2- لو تركت امرأة ( زوجاً وأختاً شقيقة وأختاً لأب ) وكانت التركة 84 فداناً مثلاً ن فإن الأخت لأب سترث السدس ، وهو ما يساوى 12 فداناً ، فى حين لو كان الأخ لأب بدلاً من الأخت لم يرث ؛ لأن النصف للزوج و النصف للأخت الشقيقة والباقى للأخ لأب ولا باقى .
3- ميراث الجدة : فكثيراً ما ترث ولا يرث نظيرها من الأجداد ، وبالإطلاع على قاعدة ميراث الجد والجدة نجد الآتى : الجد الصحيح ( أى الوارث ) هو الذى لا تدخل فى نسبته إلى الميت أم مثل أبى الأب أو أبى أبى الأب وإن علا ، أما أبو الأم أو أبو أم الأم فهو جد فاسد ( أى غير وارث) على خلاف فى اللفظ لدى الفقهاء أما الجدة الصحيحة فهى التى لا يدخل فى نسبتا إلى الميت جد غير صحيح ، أو هى كل جدة التى لا يدخل فى نسبتها إلى الميت أب بين أمين ، وعليه تكون أم أبى الأم جدة فاسدة لكن أم الأم وأم أم الأب جدات صحيحات ويرثن .
4- لو مات شخص وترك ( أبا أم وأم أم ) فى هذه الحالة ترث أم الأم التركة كلها ، حيث تأخذ السدس فرضاً والباقى رداً ، وأبو الأم لا شيئ له لأنه جد غير وارث . 5- كذلك لو مات شخص وترك ( أب أم أم ، وأم أم أم ) تأخذ أم أم الأم التركة كلها فتأخذ السدس فرضاً والباقى رداً عليها ، ولا شيئ لأبى أم الأم ؛ لأنه جد غير وارث . إذن فهناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابل أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل . تلك هى ثمرات استقراء حالات ومسائل الميراث فى علم الفرائض ، فأرى أن الشبهة قد زالت بعد هذه الإيضاحات لكل منصف صادق مع نفسه(6) . إضــاءة : كثير ما نسمع أن في دول أوروبية أنه توفي أحدهم وله من الثروات والمقدرات لا حصر لها تركها لقطة أو لكلب كان يربيه صاحب المال ، أو تذهب النقود كلها لخادمة أو لجمعية ما سواء ويحرم كل الأبناء منها , فأين العدالة في توزيع الإرث ؟ ...
أما في الإسلام فقد أعطى الحرية للتصرف في الإرث فقط في حد الثلث ولا وصية لوارث ولا تجوز الوصية لجهة ممنوعة أو لكلب مثلا .. الإرث إجباري في الإسلام بالنسبة إلى الوارث والموروث ولا يملك المورث حق منع أحد ورثته من الإرث ، والوارث يملك نصيبه جبرا دون اختيار. الإسلام جعل الإرث في دائرة الأسرة لا يتعداها فلابد من نسب صحيح أو زوجة، وتكون على الدرجات في نسبة السهام الأقرب فالأقرب إلى المتوفى.
أنه قدر الوارثين بالفروض السهام المقدرة كالربع والثمن والسدس والنصف ما عدا العصبات ولا مثيل لهذا في بقية الشرائع. جعل للولد الصغير نصيبا من ميراث أبيه يساوي نصيب الكبير وكذلك الحمل في بطن الأم فلا تميز بين البكر وغيرهم من الأبناء. جعل للمرأة نصيباً من الإرث فالأم والزوجة والبنت وبنت الابن والأخت وأمثالهن يشاركن فيه، وجعل للزوجة الحق في استيفاء المهر والصداق إن لم تكن قد قبضتهم من دون نصيبها في الإرث فهو يعتبر دين ممتاز أى الأولى في سداده قبل تقسيم الإرث ولا يعتبر من نصيبها في الميراث .
أخيراً : نسأل الله العناية والرعاية والحمد لله رب العالمين .
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
(1) الكهف : 19 . (2) النساء : 41 . (3) الحج : 10 . (4) النساء/ 4 . (5) النساء 12 . (6) بتصرف ، البيان لما يشغل الأذهان لفضيلة الأستاذ الدكتور/ على جمعه ، مفتى الديار المصرية ، ط/ المقطم للنشر والتوزيع .
  #1387  
قديم 13-12-2013, 04:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله


الـســؤال
أود أن أستفسر عن بعض الأمور التي أفكر فيهاكثيراً، ولا أجد لها جواباً، ومنها سؤالان هما:
الأول: قال تعالى: "ويجعل من يشاءعقيماً" فقد فكرتُ في هذه الآية، وخطر على بالي موضوع العمليات التي تجرى اليوموثبت نجاحها، وهي ما يسمى بـ(عمليات أطفال الأنابيب)، فهل من كان عقيماً يستطيعإجراء هذه العملية المذكورة آنفاً، وبالتالي يكون له أطفال، مع أن هذا الأمر(العقم) قدَّره الله عليه؟
ثانياً:قال تعالى: "ويعلم ما في الأرحام". عندما نظرت فيهذه الآية تذكرت أن العلم الحديث استطاع معرفة ما في رحم الأم هل هو ذكر أم أنثى،فطالما أن الآية أفادت أن علم ما في الأرحام يختص به الله وحده سبحانه، فكيف يعلمالأطباء –اليوم- ما في رحم المرأة هل هو ذكر أم أنثى؟ أرجو أن ترشدوني.
يجيب عليه:
الدكتور محمد دودح
الباحث العلمي في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي
في القران والسنة برابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
فأقولمستعينا بالعلي القدير –سبحانه- القادر وحده على كل شيء:
في قوله تعالى: "لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُإِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناًوَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" [الشورى:49-50]؛بيان بنفاذ مشيئة الله في كل شيء وطلاقة قدرته تعالى, والعقماصطلاحاً: حالة لا أمل في علاجها كما في حال الفشل الدائم للخصيتين أو المبيضين, أماإذا عولجت الحالة فلا تسمى حينئذ عقما أصلاً، وإنما ضعفاً في الخصوبة لأسباب يمكنبوسيلة أو أخرى علاجها, فإن شفيت حالة فهي ضعف في الخصوبة, وأما العقم فلا علاجله.
ومن أصول الإيمان اليقين بأنه لا يقع شيء إلا بقدر الله وفق ما يشاء تعالى, فإن تقدم الطب وتمكن من معرفة بعض الأسباب المانعة للحمل وتمكن من علاجها فهو بقدرالله تعالى, وإن لم يتمكن الطب من علاج بعض حالات غير ممكنة العلاج أو مجهولةالأسباب فهو بقدر الله تعالى, وليس لأحد أن يدعي العلم بقدر الله تعالى.
وتتكونجميع بويضات المرأة عندما تكون جنينا ثم تنضج بويضة كل شهرين من كل مبيض بالتتابععند البلوغ, ويستمر نضوج بويضة شهريًّا خلال فترة خصوبة المرأة حتى تستنفذ رصيدهامن البويضات عند بلوغ سن اليأس, ولذا ينقطع الأمل في الإنجاب بكِبر الزوجة، بينمالا ينقطع بكِبر الزوج.
والعجيب أن يفرّق الذكر الحكيم بين عدم إنجاب المرأة معالأمل بسبب كِبر الزوج بلفظ "عاقر"،وبين انقطاع الأمل بسبب كِبرها هي بلفظ "عقيم"؛فلم يَحِد عن وصف حال زوجة زكريا -عليهما السلام- عند كِبره بلفظ "عاقر",يقولتعالى: "ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّآ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ نِدَآءًخَفِيّاً قَالَ رَبّ إِنّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنّي وَاشْتَعَلَ الرّأْسُ شَيْباًوَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبّ شَقِيّاً وَإِنّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَآئِيوَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراًفَهَبْ لِي مِن لّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِيوَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيّآ إِنّانُبَشّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَىَ لَمْ نَجْعَل لّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاًقَالَ رَبّ أَنّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراًوَقَدْبَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌوَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً" [مريم:2-9]،ويقول تعالى: "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيّا رَبّهُ قَالَ رَبّ هَبْ لِي مِن لّدُنْكَ ذُرّيّةًطَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَآءِ فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌيُصَلّي فِي الْمِحْرَابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحْيَـىَ مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍمّنَ اللّهِ وَسَيّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ قَالَ رَبّ أَنّىَيَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَكَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ" [آل عمران:38-40]،ومع اليأس من الحملوانقطاع الأمل لكِبر الزوجة عدل في وصف حال زوجة إبراهيم -عليهما السلام- إلىالتعبير بلفظ "عقيم",يقول تعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَالْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌمّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَىَ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرّبَهُإِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَتَخَفْ وَبَشّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلَيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرّةٍفَصَكّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبّكِإِنّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ" [الذاريات:24-30]،فالفارق أن زوجة إبراهيم"عجوز" بينما لم يمثل كِبر الزوجين فارقا, يقول تعالى: "وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآإِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىَ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَنجَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْوَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنَا إِلَىَ قَوْمِلُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنوَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌوَهَـَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنّ هََذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوَاْ أَتَعْجَبِينَمِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِإِنّهُ حَمِيدٌ مّجِيدٌ" [هود:69-73].
والتمييز بين اللفظين على لساني زكرياوامرأة إبراهيم -عليهم جميعا السلام- إنما هو في علم البشر، بينما قضت مشيئة اللهتعالى لكليهما بالذرية, وإذا غابت مشيئة الله تعالى عن مدارك هؤلاء على فضلهموفاجأهم قضاؤه فكيف يدعي اليوم من هو دونهم العلم بالغيب، ويتوهَّم أن الله حكمبالعقم على شخص فنجح طبيب في علاجه معارضًا المشيئة العلية!, وهل يُعارض قدر اللهتعالى أحد!.
وفي قوله تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآإِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍإِلاّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍإِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ" [الأنعام:59]؛قصرت الآية الكريمة العلم التفصيليالمسبق بكل مقدر الحدوث قبل وقوعه على الله –تعالى- وحده، وجعلته غيبا عن علمالبشر.
الشكل التالي يبين رحم المرأة

وذكر القرآن خمسا تتعلق بحياة الإنسان ومصيره؛ يقول تعالى: "إِنّ اللّهَعِندَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِوَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْضٍتَمُوتُ إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ"[لقمان:34]،أطلق التعبير (وَيَعْلَمُ مَا فِيالأرْحَامِ)على الله فشمل كل مغيب عن مشروع الإنسان المقبل ومستقبله ومصيره بعدالحساب مما ليس بمقدور بشر إدراكه فضلا عن الإحاطة بتفاصيله.
ولا يعارض القرآنإذن معرفة الطب حالياً ببعض أحوال الجنين، لأن المحجوب هو العلم المحيط به قبل أنيخلَّق.
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: كيف نوفق بينعلم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى: (وَيَعْلَمُ مَا فِيالأرْحَامِ)؟فأجاب بقوله: "قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحب أن أبين أنه لا يمكنأن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبداً، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهرهالمعارضة فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريمغير صريح في معارضته؛ لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكنتعارض القطعيين أبداً, فإذا تبين ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلاتالدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكراً، فإن كان ما قيل باطلاًفلا كلام، وإن كان صدقاً فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هومتعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه وحياته وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكراً أم أنثىقبل أن يخلَّق، أما بعد أن يخلق فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب؛ لأنهبتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاث التي لو أزيلت لتبينأمره.
صورة للجنين في مرحلة العلقة بعد التلقيح

ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذهالظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى.. قال ابن كثير رحمه الله..: (وكذلك لايعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أوأنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه).., وإذا كانتالآية لا تتناول ما بعد التخليق، وإنما يراد بها ما قبله فليس فيها ما يعارض ما قيلمن العلم بذكورة الجنين وأنوثته.., ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمراًمعلوماً بالعيان" [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح بن العثيمين].
وعندمايُصَب المني في المجاري التناسلية للمرأة ينقبض الرحم ويغور للداخل بسبب مادة منويةتسمى بروستاجلاندين(Prostaglandin) ويعينها تقلص لا إرادي يقع للمرأة يصاحب نشوةالجماع(Orgasm), وبهذا يعمل الرحم عمل المضخ(pumpaction) بطريقة تماثل عمل شفاطةلبن الثدي المطاطية التي تنقبض لتدفع الهواء، ومع الانبساط يقل الضغط داخلها فتشفطاللبن, وبالمثل ينبسط الرحم لاحقا فيعين الحيوانات المنوية على بلوغ البويضة قربنهاية قناة الرحم, ولذا لا يقل دوره هذا أهمية عن دوره في حفظ الحمل على طولمراحله، حيث يزداد حجما بما يتناسب ومتطلبات الجنين, وتحمل البويضة نصف عدد الفتائلالوراثية (الكروموزومات)، ويحمل الحوين النصف الآخر, وتتسابق الحيوانات المنويةوتعلو في المجاري التناسلية للمرأة ليحقق الفوز في بلوغ البويضة وإخصابها إما حيوانيحمل شارة الذكورة كروموزوم بهيئةYفيكون الجنين المرتقب ذكراً -بإذن الله- وإماحيوان يحمل شارة الأنوثة كروموزوم بهيئةXفيكون الجنين أنثى بإذن الله, والبويضةالملقحة(Zygot)أشبه ما تكون بقطيرة أو "نطفة"لكنها تعرض لمن يمكنه القراءة كتابابمشروع الجنين, وقبل تلقيح البويضة وتشكل الخريطة الوراثية وتخلَّق الجنين لا يمكنالحديث طبيًّا عن جنسه أو صفاته الجسدية, وبتلقيحها تتضاعف الفتائل الوراثية،وبالانقسام تتزايد الخلايا وبنمو الجنين يزداد الرحم، ولذا يعتبر الحمل كله وجوهامن الازدياد.
وفي قوله تعالى: "اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَوَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍعَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ" [الرعد:8-9]،أكدت الآيةالكريمة قصر العلم التفصيلي المسبق بكل مقدر الحدوث قبل وقوعه على الله تعالى وحده،لكنها جمعت لله تعالى وحده ما هو بالنسبة للبشر غيب لم يقع بعد، فضلا عما هو شهادةمتحقق الحدوث, وراعت ترتيب علم الله تعالى بالغيب بالنسبة للبشر ليناظر غيض الأرحاموترتيب العلم بالشهادة ليناظر زيادتها, ويعرف هذا الأسلوب عند اللغويين باسم "اللفوالنشر" ويعني أن الأرحام تغيض قبيل تخلّق الجنين وازديادها, وبالفعل ينقبض الرحمويغور للداخل قبل وقوع الإخصاب، وتشكل الخريطة الوراثية، ولا يمكن لأحد حينئذ سوىالله تعالى وحده العلم بخصائص الجنين أو ذكورته وأنوثته.
وفعل (تَغِيضُ)منسوبابتداء في الآية الكريمة إلى (الأرْحَام)،وفي مقابل الازدياد خاصة يفيد كما فياللغة الغور والنقصان, وكذلك في القرآن؛ يقول تعالى: "وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِيمَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ" [هود:44]،ويقول تعالى: "أَوْيُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً" [الكهف:41]،ويقولتعالى: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْبِمَآءٍ مّعِينٍ" [الملك:30]، وفي لسان العرب: "غاض الماء يغيض غيضا.. نقص أو غار" [لسان العرب (7/201)]
والخلاصة أن الله تعالى يعلم بمستقبل ومصير الإنسانالمقبل الذي لم يتخلق بعد حال غيض الأرحام تماما كما هو حال زيادتها بعد تخلقه.
ويأتي الحديث مؤيداً نسق القرآن الكريم في قصر الغيب المطلق عن علم البشر علىحال غيض الأرحام قبل تخلق الجنين دون حال ازديادها بعد تخلقه؛ففي الحديث الذي رواهالبخاري وغير واحد: "عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولايعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأيأرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله)"[صحيح البخاري (6/2687), (4/1733), تفسير ابن كثير (2/503), تفسير الثوري (1/239), الدر المنثور (3/277), صحيح ابن حبان (1/273), السنن الكبرى (6/370), عمدة القاري (18/313), (25/86).
قال ابن كثير: "هذه مفاتيح الغيب التي استأثرالله تعالى بعلمها فلا يعلمها أحد.. فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملكمقرب.. وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة، ومنيشاء الله من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه،ولكن إذا أمر علمته الملائكة، ومن شاء الله من خلقه، وكذا لا تدري نفس ماذا تكسبغدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت.. وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب"[ تفسير ابن كثير (3/454)].
وقد ورد في الحديث أن الملائكة تعلم بحال الجنين منذبدء تكون النطفة, ففي الحديث الذي رواه البخاري وغير واحد: عن أنس بن مالك –رضيالله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكايقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة. فإذا أراد أن يقضي خلقه، قال: أذكر أمأنثى؟ شقي أم سعيد؟ فما الرزق والأجل؟ فيكتب في بطن أمه". [صحيح البخاري (1/121), (3/1213), (6/2433), وصحيح مسلم (4/2038), مسند أحمد (3/116), (3/148)].
يقولفضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني: "وإذًا هناك نصوص قد بينت بجلاء أن الأمر المحجوبعن علم غير الله إنما هو في مرحلة ما قبل تكون الجنين، فعلمنا أن الأرحام قبل أنتزداد حتى يراها كل المحيطين بالحامل تعاني من حالة تقلص وانكماش وغور ونقصان, وفيتلك الفترة حال الجنين المرتقب محجوب عن علم غير الله تعالى.., (فهو) مفتاح منمفاتيح الغيب يفتح على أبواب مغلقة، ولا يملكه دون الخالق سبحانه أحد.. وأما حملالغيض على دم الحيض (أو السقط) فلا يتفق مع كونه مفتاحا للغيب لأنه لن ينشأ منهجنين, وبإجماع علماء المسلمين مفتاح الغيب متعلق بالإنسان الذي سيخلق وقد تقرر فيعلم الله تعالى أن له مستقبلا مغيبا وليس دم الحيض (أو السقط) كذلك.
وفي مرحلةالغيض يستحيل على إنسان أن يعرف صفات الجنين المقبل.. ولو جئت بصفين؛ وقلت: أناسأصنع من هذه الأحجار بناء هل سيعلم أحد السامعين يقينا أيكون من الصفين مدرسة أممستشفى؟ فيلا أم عمارة ؟ هكذا الجنين في مرحلة الغيض لا يعلم أحد -غير الله تعالى- بما سيكون عليه حاله" [من مقالات الشيخ عبد المجيد الزنداني].
ولو افترضنا جدلاإذن إمكان قراءة الخريطة الوراثية عند تخلق الجنين ومعرفة صفاته وجنسه فلن ينقض هذانصوص الوحي.
يمكن مراسلة الدكتور محمد دودح على الإيميل التالي
  #1388  
قديم 13-12-2013, 04:28 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

ملخص دراستي للعقيدة المسيحية


إعداد أخوكم ساري فرح (أبو مريم)
لوحة زيتية تزعم صلب المسيح ووهومخالف للعقيدة الاسلامية التي تذكر ان الله رفع المسيح عيسى بن مريم إلى السماء
السلام عليكم بحكم خبرتي في المسيحية ودراستي لعقائدها ونصوصها فإنني ألخص نتيجة أبحاثي في أمرين:
1- أن عقائد المسيحية التي نعرفها اليوم من تثليث وتأليه للمسيح وصلب وفداء ليست مقبولة عقلاً
2- أن نصوص العهدين القديم والجديد من كتابهم المقدس لا تؤيد إطلاقاً عقائدهم المزعومة، بل تثبت عكس ذلك. أما فيما يتعلق بقدرة الله (عندما يقول المسيحيون بأنه لا مانع من أن يكون الله ثالوثاً أو أن يتجسد فيكون إنساناً لأن الله على كل شيء قدير) فإن قدرته سبحانه وتعالى لا تقاس على المستحيلات ولا على العبث.
من المستحيلات: أن يكون شيء واحد في مكانين في الوقت نفسه، أن يكون هناك رجل أعزب ومتزوج في آن واحد، أن تكون هناك دائرة مثلثة الأضلاع، أو مثلث ذو خمسة زوايا. لا يصح عقلاً أن نسأل إذا كان الله قادراً على أن يخلق أي من هذه المستحيلات المذكورة، أو أن يقول أحدهم: هل يقدر الله أن يخرجني من مُلكه؟
وهل هناك أصلاً مكان آخر غير ملك الله؟
بل يستطيع أن يفنيه ولكن الأكوان وما فيها كلها من ملك الله ولا مكان آخر لا يقع في مُلكه سبحانه. أما العبث فمثاله أن نسأل: هل يستطيع بابا روما أن يلبس ملابس راقصة شرقية ويؤدي وصلة استعراضية في مقهى شعبي؟ أو هل يقدر رئيس فرنسا أن يضع أصبعه داخل أنفه في مؤتمر صحفي؟ فهذا كله عبث، والعبث يتنزه عنه العقلاء.
فحتى إن كان العاقل في مقدوره أن يفعل شيئاً ما ولكنه يتنزه عنه إن كان ذلك عبث.
والسؤال هنا: ما الحكمة من تجسد الله في شخص المسيح؟
إن أجابوا بأنه يريد أن يمر بالتجربة البشرية، فهل الله يجهل معنى تلك التجربة؟ فإن صانع التلفاز يعلم جيداً أجزاء جهازه وتقنيته وكيفية عمله، فهو ليس بحاجة لأن يصبح تلفازاً ليعرفه، بل يطبع كتيباً توضيحياً ويرفقه مع جهاز التلفاز الذي أنتجه، ولله المثل الأعلى. وإن قيل بأنه جاء ليضحي بنفسه على الصليب، فسبحان الله!
الله يقتل نفسه لتُغفر ذنوب العباد؟ فقد قال أحدهم بأن موجز العقيدة المسيحية في أن الله قتل الله ليرضي الله! أين العقول؟
ولا توجد نصوص مسيحية تشير إلى تلك العقائد الفاسدة عقلاً وإنما توجد الكثير من النصوص المسيحية التي تتعارض مع تلك المزاعم العقدية وتثبت عكس ذلك من توحيد وبشرية المسيح والخلاص من خلال اتباع الشريعة. وسأورد هنا بعضاً من تلك النصوص الكفيلة بإثبات ما أشرت إليه:
لقد دعا المسيح عليه السلام إلى التوحيد ولم يذكر التثليث إطلاقاً:
  • جاء في إنجيل مرقس (12 / 28 ـ 32) أن أحد اليهود الكتبة سأل المسيح فقال: " أيةُ وصيَّةٍ هي أوّل الكلّ؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك، و هذه هي الوصية الأولى. و الثانية مثلها و هي: تحب قريبك كنفسك.
    ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. فقال له الكاتب: جيدا يا معلم قلت: لأن الله واحـد و ليـس آخـر سواه..."
  • ”ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم“) يوحنا 17:20 (  ”وفي تلك الايام خرج (المسيح) الى الجبل ليصلّي.وقضى الليل كله في الصلاة لله.“ لوقا 6: 12
  • ”ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله“ (يوحنا 40:8)
  • انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا . كما اسمع ادين (في ترجمة: أَحْكُمُ) ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني (يوحنا 30:5)
  • ”لاني لم اتكلم من نفسي لكن الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا اتكلم. وانا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية.فما اتكلم انا به فكما قال لي الآب هكذا اتكلم“ يوحنا 12: 49-50
  • أما فيما يتعلق بالقول بأن المسيح ”ابن الله“ حقيقة، فإننا نجد أن عدداً لا يحصى من الناس قد نالوا اللقب نفسه في أسفار الكتاب المقدس، مما يدل على أن هذه العبارة مجازية وليست حقيقية. وهو جائز عند العامة بأن يقول الكبير لمن يصغره سناً ”يا بني“ وهو ليس أباه حقيقة.
إليكم الأدلة النقلية على ذلك:
”... بن آدم ابن الله“ لوقا 3: 38 ”ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات.فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا... وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا...“ التكوين 6: 2-4 ”... هكذا يقول الرب : إسرائيل ابني البكر.“ الخروج 4: 22 ”لاني صرت لاسرائيل ابا وافرايم هو بكري.“ إرمياء 31: 9  ”قال (الرب) لي (داود) انت ابني.انا اليوم ولدتك“ المزامير 2: 7
”لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله“ رومية 8: 14
”طوبى لصانعي السلام لانهم أبناء الله يدعون“ متى 5: 9
وأما عن قولهم بأن المسيح هو الله لأنه قال "أنا والاب واحد" في إنجيل يوحنا 10: 30 فالرد عليهم في ”20 ولست اسأل من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. 21 ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد. 23 انا فيهم وانت فيّ ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني“ يوحنا 17.
فإذا أخذنا كلامه حرفياً فهذا يعني بأن كل الحواريين آلهة أيضاً! ولكنه لم يقصد وحدة الذات، وسياق الفقرة التي يستشهدون بها يؤكد ذلك. وهنا بعض ما قيل في عقيدة التثليث:
  • وتقول دائرة المعارف الأمريكيةEncyc*opedia Americana : "لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين".
  • وتقول دائرة معارف لاروس*arousse الفرنسية : "عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ولا في عمل الآباء الرسوليين ولا عند تلاميذهم المقربين إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستنتي يدَّعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان… وهنا بعض ما قيل في عقيدة لاهوت المسيح:
  • يقول بطرس قرماج في كتابه " مروج الأخبار في تراجم الأبرار "عن بطرس ومرقس: "كانا ينكران ألوهية المسيح".
  • ويؤكد ذلك ما جاء في العهد الجديد: ”ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون.“ أعمال الرسل 2: 22 أما عن الصلب والفداء، فدحضها فيما يلي:  يؤمن المسيحيون بأن الله قد أرسل ابنه الوحيد (المسيح) ليموت من أجل ذنوب البشر.
ويستند هذا الزعم على اعتقادهم بتوارث الخطيئة الأصلية origina* sin التي ارتكبها آدم وحواء وتوارثها كل البشر من بعدهما.
إن القائل بتوارث الخطيئة هو بولس، أما المسيح فقد قال في أناجيلهم ما يناقض ذلك:
”اما يسوع فدعاهم وقال دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله.“ لوقا 18: 16  لقد أكد المسيح عليه السلام - وفق ما جاء في الأناجيل - على أهمية اتباع الشريعة لنيل الخلاص:
  • جاء في إنجيل متى الإصحاح الخامس: "17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء . ما جئت لانقض بل لاكمّل. 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات. واما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات“ حتى يكون الكل: قد تكون إشارة إلى اكتمال الدين بالبعثة المحمدية ونزول القرآن ”اليوم أكملت لكم دينم...“
دليل آخر على أهمية الشريعة:
  • إنجيل متى (19 / 16 ـ 17( " وإذا واحد تقدم و قال: أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحيوة الأبدية؟ فقال (المسيح) له: ولماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. ولكن إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا " (ومثله أيضا في إنجيل مرقس: 10 / 18، و إنجيل لوقا: 18 / 18 - 19.)
لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى: " لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته " ( أيام (2) 25/4 ).
  • وأيضاً في سفر حزقيال 18/20 "النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون" .
  • أما بولس! فقد أبطل العمل بالشريعة وعلم الناس كذلك. إن أبرز ما يلحظه الدارس لعقيدة الفداء اقترانها ببولس منذ نشأتها، وقد أراد بولس منها أن تكون ذريعة لإلغاء الشريعة والناموس، حيث جعل الخلاص بالإيمان فقط من غير حاجة للعمل الصالح، فأضحى الفداء ليس مجرد خلاص من الذنوب، بل هو خلاص حتى من العمل الصالح! وقد أكثر بولس من التجريح للشريعة الموسوية ومن ذلك قوله: " فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس لم يكمل شيئاً، ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله " ( عبرانيين 7/18 - 19)
  • ويتجنى بولس على شريعة الله فيعتبرها سبباً للخطيئة فيقول: " لم أعرف خطيئة إلا بالناموس، فإني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس: لا تشته... لأن بدون الناموس الخطيئة ميتة.. لما جاءت الوصية عاشت الخطيئة فمت أنا " (رومية 7/7 - 9 ).
ويسمى الشريعة لعنة فيقول: " المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة " ( غلاطية 3/13 )
ويعتبر ادعاء بولس باطلاً للأسباب التالية:
  • جاء في سفر التثنية " ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها " ( التثنية 27/26 ) .ويؤيد هذا النص ما ذكرناه مما نُسِبَ إلى المسيح حول أهمية اتباع الشريعة أو الناموس.
  • * وقد جاء نص في الأناجيل المزعومة ذكر فيه أن المسيح عليه السلام دعا ربه لكي يخلصه من الصلب:. متى 26: 39 " ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكاس .
ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت" (ويقصد بالكأس هنا كأس الصلب أو كأس العذاب.) -وهنا دليل آخر على أن إرادة المسيح عليه السلام مختلفة عن إرادة الله-. فهل يخذل الله المسيح عليه السلام ويسلمه لأعداءه؟
  • وفق رواية الأناجيل، فإن الذي كان على الصليب صرخ: ”إلهي إلهي لم تركتني!“ متى 27: 46 فهل هذا القول يصدر عمن جاء ليموت فداءً لذنوب الناس؟
إضافة إلى ذلك، ما النفع الذي يقدمه الصلب والفداء للبشرية؟ إن الإنسان بحاجة إلى نظام حياة يتبعه كي يحصل على الخلاص، وإن موت أي أحد فداءً لذنوبه لن يساعده ليتقرب إلى الله ولن يعالج مشاكل البشرية. وإليكم بعض ما قيل في عقيدة الصلب والفداء:
  • وقال شيخ الإسلام مصطفى صبري (رحمه الله): "وزادَ في الفسادِ فساداً –في عقيدة النصارى- تضحيةُ الله بنَفسِه في قتلِ المسيح تَوصُّلاً بها إلى العَفوِ عن ذنوبِ البشر. واللهُ مُتَعالٍ عن أن يَكونَ لهُ مَثَلُ ضَلالِ المُعتَقِدين لَهُ هذه التضحية –كما أنَّ عقيدة الدِّين الأصلي المنزل من عند الله على سيدنا المسيح عليه السلام براءٌ من هذه السخافات الطَّارِئة على المسيحية بعد رَفعِهِ إلى السماء, بأيدي المُحَرِّفين المُسرِفين في التحريفِ إسرافاً ليسَ وراءَه إسرافٌ- فَجَعْلُ الله من نَفسِه كبشَ الفِداءِ لمصلحةِ المُذنِبين مِن عِبادِهِ كأنَّهُ هو المُذنِب والمُذنبون هم العافونَ عن ذنبهِ بَدَلاً مِن ذنوبهم واللهُ الذي يملِكُ العَفوَ عن الذنوبِ ماتَ في عقيدةِ التضحيةِ فليسَ هناك من يَتَولَّى العَفوَ عن المذنبينَ غيرَ المذنبينَ أنفسهم, وليس هناك من يُحيي الله الذي ماتَ, فلو قُلنا أن إحياءَ اللهِ بعد موته كان بيده لم تكُن التضحيةُ تضحيةً!"
• وقصة النصارى في الخطيئة والفداء والشريعة يشبهها الأستاذ محمد حسن عبد الرحمن في كتابه "براهين تحتاج إلى تأمل في ألوهية المسيح" ، يشبهها بقصة ملك تمرد عليه شعبه، فأرسل إليهم رسلاً يدعونهم إلى الخير والرجوع لسلطانه والإذعان لقوانين العدل والسلام التي وضعها.
• لكن هؤلاء قتلوا رسله واستهزءوا بهم، وزادوا عتواً، فزاد غضب الملك عليهم، ثم ما لبث الملك أن أصدر قراراً بأنه سيبعث ابنه الوحيد ليضربوه ويقتلوه ويهينوه كفارة عن معاصيهم، فمن صدق ذلك فهو عنده الكريم المغفور له.
• كما أصدر أمراً آخر بإلغاء كل قوانين العدل والرخاء السابقة.
• وأصدر أمراً باعتبار الرضا بالقرارات السابقة كافياً للحكم على الراضي بأنه مواطن صالح مهما ارتكب من آثام وموبقات وجرائم.
• وقد كانت حيثيات هذا القرار: أن الملك عادل، ومن عدله يقتص من المجرمين المخربين المفسدين في مملكته، ولكنه حباً لهم، وحتى لا يهلك كل من في المملكة رضي بأن يقتص من ابنه الوحيد البريء، الذي يعدل القصاص منه كل جرائم شعبه، وأمر بأن يعذب ثم يصلب فما رأي النصارى بهذا الملك ؟
• ومثل هذا الملك لا يقال في حقه عادل أو ظالم، وإنما الأليق به أن يقال عنه: إنه غبي سفيه معتوه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم ساري فرح (أبو مريم)
  #1389  
قديم 13-12-2013, 04:28 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ


لوحة قديمة تعود إلى القرن التاسع عشر تصور يهود الأشكناز في أوربا
وردنا السؤال التالي:
أعتقد أن من المسائل التي ينبغي بحثها والرد على من يطرحها كشبهة من قِبل النصارى على وجه الخصوص ، وهي مسألة تثار في كثير من المنتديات العربية والأجنبية على حد سواء ألا وهي : عن عزير الذي قالت عنه اليهود إنه ابن الله والملاحظ دوماً هو عجز كل المسلمين المشاركين عن الرد وعجزهم عن إقناع أي مسيحي ان اليهود قالت : عزير ابن الله .
رد عليه فضيلة الدكتور عبد الرحيم الشريف أستاذ التفسير في جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن:
أولاً: بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول:
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ )[التوبة: 30].
أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي، فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال:
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ )[التوبة: 30].
وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصارى حول هذه النقطة.
ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا ( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ )[التوبة: 30]. والكلام هنا يعود علي النصارى واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القارئ لكتب النصارى ما يؤيد زعمهم بأن المسيح ابن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه:
[ 17: 3 و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته ]
حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل. بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا:
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون إني أنا هو
لم يقل المسيح نعم أنا ابن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول:
( قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم.
أما لفظة ابن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص آخر دعي بنفس اللقب ابن الله وهذا نجده في سفر الأيام الأول العدد 17: 11-14 حيث يقول الرب لداوود:
[ ويكون متى كملت أيامك.. أني أقيم بعدك نسلك.. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ].
وهذا على سبيل المثال لا الحصر لإثبات أن كلا من اليهود والنصارى إنما يقولون هذا بأفواههم ولم تقله كتبهم
ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخري تبطل هذا الزعم.
ثانيا:
لا يوجد أي وجه لللإستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير ابن الله فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا على سبيل المثال ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام أعينهم لا زالت عالقة بقدمه لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولداً بل ونقول للنصارى هل يصعب تصديق هذا على من قتل ربكم بحسب زعمكم.
ثالثا:
يجهل النصارى أن في علوم القرآن ما يعرف بأسباب النزول وأسباب نزول هذه الآية وحده كفيل بدحض الشبهة ففي كتاب الروض الأنف نجد الرواية التالية لأسباب نزول هذه الآية الكريمة:
[ قال ابن إسحاق: وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم، ونعمان بن أوفى أبو أنس ومحمود بن دحية وشأس بن قيس، ومالك بن الصيف، فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )[التوبة: 30].
وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم أنصارى بأن المسيح ابن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخرى إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله فعلى سبيل المثال في العصر الحديث هناك شهود يهوه ينكروا بنوة المسيح لله وألوهيته المزعومه وقديما بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يرى (أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحاداً حقيقياً، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه:
"كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟" وقال: "كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت".).
ويقول عنه المؤرخ ساويرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": " إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير".
وهذا لا يعطي أي مصداقية لصاحب السؤال لأنه لا يوجد عقيدة واحدة لدى كل يهود العالم كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصارى العالم فكل أتخذ إلهه هواه أو حمل النصوص مالا تحتمل من أجل أثبات ما يوافق هواه.
أما قوله تعالى في نهاية الآية:
(ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ )[التوبة: 30].
فيشير الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى إنما يفترون على الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلى الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي.
وأختتم الرد بقوله تعالي:
(قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ) [يونس: 68].
يمكن التواصل مع الدكتور عبد الرحيم الشريف

المصادر:
موقع سبيل الإسلام
  #1390  
قديم 13-12-2013, 04:29 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الخالق يتجلى والملحدون يتخبطون


صورة لرأس ذبابة المنزل أنظر إلى قدرة الله
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية سابقاً
يحلم الدارونيون والملحدون أن ينتزعوا الإيمان بالله الخالق العليم الخبير مدبر الأمر من نفوس المؤمنين الموحدين، لذلك نراهم يحاولون محاولات مستميتة في إثبات إمكانية خلق جزئ حيوي ودب الحياة فيه، وهذه المحاولات بدأت منذ أن ظن الفلاسفة أنهم قادرون على تحويل التراب إلى ذهب، ووجدوا أن الأمر في منتهى الصعوبة، والأمر مستحيل مع الكائنات الحية، فقد ينجح الإنسان في تكوين جزئ بروتين من خاماته الأولية كما فعل (ميلر) منذ عشرات السنين، وقد يستطيعون بناء غشاء صناعي شبه منفذ، وقد يستطيعون بناء بعض القواعد النيتروجينية كالموجودة في جزئ الحمض النووي (DNA) , وهذا أمر وارد وغير متعذر , ولكن المستحيل والمتعذر أن تدب الروح في هذا الجزيء، وأن تجعل الغشاء الصناعي شبه المنفذ تجعله اختياريا إراديا كما هو الحال في غشاء الخلية الحية الذي يختار ما تحتاج إليه الخلية من الوسط الخارجي ويدخله إلى الخلية ضد ممال التركيز، لأن هذه العملية تحتاج إلى خلية حية وطاقة حيوية والدليل على ذلك أنه بمجرد موت الخلية الحية يفقد الغشاء الخلوي النفاذية الإختيارية فتدخل المركبات والمواد إلى الخلية وتخرج منها من دون حسيب أو رقيب من الخلية وتموت الخلية، وهذا ما تفعله المطهرات والمعقمات الكيمياوية وغيرها فإنها تعمل على إتلاف النفاذية الإختيارية لغشاء الخلية الحية فتموت الخلية. لذلك نحن لا ننبهر من خلق الجزيئات وتكوينها، ولا نشك في عقيدتنا عندما يفعل الباحثون ذلك , ففي تاريخ علوم الحياة آلاف التجارب القادرة على فعل ذلك فمضادات الحيوية الصناعية تقليد لمضادات الحيوية الناتجة من الكائنات الحية، والروائح الصناعية تقليد للروائح الحيوية التي ينتجها النبات والحيوان والكائنات الحية الدقيقة، ولذلك يقول الله تعالى: (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14}) (المؤمنين/14).
الشكل التالي يبين طريقة تركيب جزيء DNA
فالخلق الآخر هنا هو دب الروح في الجنين وهذه هي العملية الفاصلة بين خلق الله أحسن الخالقين وبين خلق البشر للأشياء والمركبات والجزيئات الكيمياوية والفيزيائية، وقد فطن علماء الخلية لهذه الحقيقة العلمية منذ فجر التاريخ الحقيقي في مجال علم الخلية فقالوا: (إن الحياة لا تتولد إلا من الحياة) يعني لا نستطيع دب الحياة والروح في أي جزئ ميت إلا إذا أخذناه من خلية حية، كأن تولد نوعا جديدا من البكتيريا بخلط جينات أنواع مختلفة منه، ومن دون استخدام الخلية الحية لن يستطيع أحد أن يدب الحياة الحقيقة في أي جزئ ميت، هذه بدهيات العلم وأسس علم الأحياء التي دَرسناها ودرّسناها لطلابنا عشرات السنين , والتي عملنا وتعاملنا معها في بحوثنا في مجال الكائنات الدقيقة عشرات السنين لتخليق جزيئات حيوية ومضادات للحياة جديدة من الكائنات الحية الدقيقة.
أما قول المرجفين كما ورد في مقال لأحد الشيوعيين نقلا عن الدكتور (فينتر): (كثير من الناس يستنكرون مثل هذا المخطط لأنه الخطوة النهائية للعلماء ليلعبوا دور الإله) انتهى , هذا كلام لا يمت للعلم بصلة فهل مجرد ترتيب محتويات القواعد الوراثية (الأدنين والجوانين والثيمين والسيتوسين) هي الخطوة النهائية ليلعبوا دور الإله؟ أنظروا إلى الجهل في كلمة (الخطوة النهائية) إنه التدليس العلمي فبدلا من أن يقول هي الخطوة الأولى يقول هي الخطوة النهائية، الله سبحانه وتعالى يتحداهم ويعجزهم ويقول لهم: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ{73} ) (الحج/73).
الله سبحان وتعالى تحدى الخلق كلهم أن يخلقوا ذبابة واحدة
و( لَن ) في الآية السابقة جازمة وقاطعة فالذين يظنون من الشيوعيين العرب أنهم سيحفظون عليهم ماء وجوههم بعد فشل الشيوعية الإلحادية لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له من كل أنحاء العالم، لم يقل الله لن يخلقوا جزيئا ولكن قال ذبابا تدب فيه الحياة ويتوالد بالجزيئات الوراثية وهذا التحدي قائم إلى يوم الدين في كتاب الله، الله سبحانه وتعالى يتحداهم أن يخلقوا ذبابا ونحن نتحداهم أن يخلقوا ذبابا لأننا نثق في الخالق وفي كتاب الله المعجز وفي حدود المخلوق وقدرة الخالق سبحانه وتعالى. اسمعوا إلى الكلمات غير العلمية الواردة في مقال أحد الشيوعيين العرب الذي يحاول زرع الشك في نفوس الناس أن للكون خالقا عليما خبيرا مدبرا قال: (ولنقرأ معا على سبيل المثال بعض ما جاء في المجلات والدوريات العلمية والانترنت) وعندما نقرأ الهوامش التي استند إليها الكاتب تجد العجب العجاب وهو الغياب شبه التام للمجلات والدوريات العلمية وقد ذكر موقع BBC وجرائد الجارديان والعلم اليومية وكلها مصادر لا ترقى إلى مستوى المصادر العلمية المحكمة والمعتمدة في عالم العلوم. أما محاولته الإيهام بأن نظرية التطور صحيحة فيكفي أنها منذ عشرات السنين لازالت وستظل نظرية حائرة تبحث عن دليل علمي ويلفق لها أنصارها الأدلة ولكن للأسف ولدت هذه الفكرة ميتة، وقد ماتت منذ زمن بعيد، ومحاولة إلباسها ثوب العلمية محاولة أخرى فاشلة فالنظرية تقوم على المصادفة والعشوائية في الخلق والتطور بالطفرة (وهي عشوائية أيضا). والانتخاب الطبيعي وهو خرافة فلسفية والجزيء الوراثي DNA قائم على الحكمة والتدبير والإتقان والتنظيم والإبداع، وهي صفات في حد ذاتها تقضي على نظرية المصادفة والعشوائية الداروينية وهذا ما فندناه منذ ثلاثين عاما في كتابنا (نظرية التطور بين المؤيدين والمعارضين) وما فندته أيضا عشرات الأدلة والكتابات العلمية
الداحضة لنظرية المصادفة والعشوائية الداروينية. يقول الكاتب الشيوعي إن الباحثين يقولون: (نحاول خلق نظام جديد للحياة) وعندما نقرأ كل المحاولات الواردة في المقال نجدها محاولات تقليد فاشلة لجزيئات الحياة مثل الجزيء الوراثي والريبوسومات والأغشية الخلوية والتكاثر الحيوي وكلها موجودة في الحياة منذ بدء الخليقة فأين نظامهم الجديد في الحياة؟ وقد امتلأ المقال بكلمات: (محاولات، يعتقدون، نحاول) وكلها عبارات غير علمية وغير قاطعة. أما تهليل الكاتب بقول الباحثين بكلمة تركيب نفسها بنفسها في الريبوسومات وقال: (لاحظوا: نفسها بنفسها أي من دون تدخل أي قوة ميتافيزيقية خارجية) وإذا كان الكاتب لا يؤمن بوجود خالق عليم خبير مدبر للكون فعليه أن يعلم أننا نؤمن بالله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والجنة والنار والموت والبعث والحساب وكما قال تعال: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ{77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ{78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ{79}) (يس/77-79) ثم يتبع الله تعالى الآيتين السابقتين بحقيقة علمية غاية في الإعجاز والإبداع فقال سبحانه: (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ{80} أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ{81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{82} فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{83}) (يس/80-83). وقد أثبت العلم الحديث أن الخضر أو اليخضور أو الكلوروفيل في النبات هو المصدر الحيوي للنار على الأرض , وفي هذا إفحام علمي للدارونيين والشيوعيين ولكن أكثرهم لا يعلمون. مازلت أتحدى كل الشيوعيين والملحدين أن يأتوا بدليل علمي واحد وقاطع يثبت نظرية التطور، والتحدي مازال قائما بإذن الله، لا نريد نظريات ولا نريد محاولات وفلسفات ولكن نريد أدلة علمية قاطعة , ومطلوب أيضا أن يلزم كل كاتب تخصصه وما يفهم فيه حتى يكون علميا يفهم حقيقة ما يكتبه، أما محاولات النقل الأعمى من المواقع الالكترونية من دون خلفية علمية أكاديمية يغرق الإنسان بها بين الغث والسمين، والعلم والخرافة والصحيح والخاطئ، فهذا لا يليق بأهل العلم والعلماء , والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يحذرنا من ذلك فيقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه البخاري ومسلم والترمذي.
فالذي يتكلم في غير تخصصه العلمي الدقيق وبغير علم ودراية ضال ومضل وفي الحديث السابق تقدير للعلماء والعلم والتخصص ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فمتى نتعلم ألا نكتب إلا فيما نفهم، ولا نعلم إلا ما نتقن؟!
أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 80 ( الأعضاء 0 والزوار 80)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 244.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 238.96 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]