القراءة من المهد إلى اللحد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191073 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2651 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 933 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92801 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2019, 10:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي القراءة من المهد إلى اللحد

القراءة من المهد إلى اللحد
بشار بكور



﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5].

بهذه الكلمات الربَّانية النورانية أُعلِنَ ميلاد الإسلام، وأعلن معه ميلاد العلم بجناحيه: القلم والقراءة.

تتضمن هذه الآيات الكريمة: "الدعوة إلى اكتساب العلم بوسائله التي أتاحها الربُّ الخالق للإنسان، ومكَّنه من استعمالها، وهداه إلى كيفية ذلك، وأهم وسائله القراءة لما هو مدوَّن بالكتابة من علوم صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة، وتدوين المكتسبات العلميَّة المدركة بالعقول، أو بالحواسِّ الظاهرة والباطنة، أو بالتجربات، أو بالأخبار الصادقة، ومنها الوحيُ المنزَّل من عند الله.

وأهم وسائل التدوين الكتابةُ على اختلاف صورها وأشكالها القديمة والحديثة، وأحدثُها الآن الكمبيوتر، ولا يتمُّ ذلك إلا بتعلم صنعة القراءة والكتابة، والعمل على تدوين المكتسبات العلميَّة؛ ليسهل حفظُها ونقلها من سلف إلى خلف، وبهذا تتنامى وتتعاظم جبال المعرفة لدى الناس"[1].

أيها الإخوة، مَن منا يبغي حياةً علمية وفكرية واجتماعية أفضل؟ مَن يسعى أن يكون مؤثِّرًا فعَّالًا بين إخوانه وفي مجتمعه؟ من يَودُّ أن يكون أحد العظماء البارزين والمتميزين في زمانه وما بعده أيضًا؟ مَن يريد أن يعيش في رحاب معرفة متجددة وتطور مستمر؟ إن كل من يسمو إلى هذا وأزيد فسبيلُه هو القراءة.

إن القراءة هي الحياة ذاتها، بل هي مِقْودُ الحياة وقائدها، بل هي الجسر الموصل إلى جنات النعيم في الآخرة أيضًا! قد يقول البعض: إنك قد بالغْتَ في وصف القراءة ورفع شأنها! أقول: ليس هناك مبالغة إذا علمنا أنه بالقراءة يمكن للواحد منا أن يعرفَ السبيل الموصلة إلى رضوان الله تعالى؛ وهي قراءة القرآن الكريم، والعمل بما فيه، وقراءة السنة النبوية، والعمل بمقتضاها... إلخ، وأزيدك فأقول: إذا كان الواحد منَّا يرغب أن يُحسِّن عَلاقته مع زوجته أو موظفه أو مديره أو جاره... فإنه محتاج إلى أن يقرأ حولَ مهارات الاتصال بالآخرين، أو أن يسأل أناسًا قرؤوا في هذا المجال.

وإذا أراد أحد أن يدير شركته بنجاح، فعليه أن يقرأ في فنِّ الإدارة.

وإذا سافر سائحًا فهو ملزم - إن كان ذا وعْيٍ وأفق متسع - أن يقرأ عن البلد التي يزورها: عن مواقعها السياحية، وأماكنها التاريخية، وثقافة شعبها وعاداته.

وإذا أراد أن يكون متفوِّقًا في أي علم، فإنه لا بدَّ أن يقرأ ما وسعته الطاقة والقدرة من الكتب المؤلَّفة في هذا العلم؛ لكي يبدأ من حيث انتهى الآخرون، فيبني على تراثهم، ثم يزيد عليه.

إن القراءة واجب فكري وحضاري، لا عذرَ لأحد في إهماله أو التخلِّي عنه، ومن يفعل هذا فقد حكم على نفسه أن يعيش في الحضيضِ، وأن يحجب عن عقله الوقود الأساسي؛ ألا وهو ضياءُ المعرفة.

إن المستقرئ للتاريخ البشري يكاد يجدُ تلازمًا بين الحضارة والتقدُّم، وبين الولوع بالقراءة والعلم، إذا وجدت الأول فإنك - ولا شكَّ - واجدٌ الثاني، والعكس صحيح. فعندما كان المسلمون الأوائل - حكَّاما ومحكومين، علماء وعامة - من عشَّاق القراءة ومحبي الكتب، أقاموا حضارة نوَّرت أرجاء الدنيا، وشع ضياؤها في الخافقين.

وهذه أمثلة يسيرة:
يقول الإمام ابن الجوزي (المتوفى 597هـ) في كتابه الماتع "صيد الخاطر": "ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أرَه فكأني وقعت على كنز، ولقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظاميَّة، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلَّدٍ، وفي ثبت كتب أبي حنيفة وكتب الحميدي، وكتب شيخنا عبدالوهاب بن ناصر، وكتب أبي محمد بن محمد بن الخشاب وكانت أحمالًا، وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه.

ولو قلت: إني طالعتُ عشرين ألف مجلَّد كان أكثر وأنا بعدُ في الطلب"[2].

يقول أبو العباس المبرد: ما رأيتُ أحرصَ على العلم من ثلاثة: الجاحظ [المتوفى 255هـ]، والفتح بن خاقان[3]، وإسماعيل بن إسحاق القاضي[4]، فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتابٌ قرأه من أوله إلى آخره؛ أي كتاب كان.

وأما الفتحُ: فكان يحمل الكتابَ في خُفِّه، فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبولَ، أو ليصلي، أخرج الكتاب، فنظر فيه وهو يمشي، حتى يبلغ الموضعَ الذي يريد، ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسَه.

وأما إسماعيل بن إسحاق: فإني ما دخلت عليه قطُّ إلا وفي يده كتابٌ ينظر فيه، أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه[5].

يقول الحافظ الفقيه محمد بن عبدالرحمن أبو العباس الدغولي، المتوفَّى 325هـ: لا يفارقُني أربعة مجلدات في البلد وفي الخروج إلى ضِياعي: كتاب المزني، وكتاب العين، وكتاب التاريخ للبخاري، وكتاب كليلة ودمنة[6].

رأى المأمون بعضَ ولده وبيده دفتر، فقال: "ما هذا يا بني؟ قال: بعض ما يشحذُ الفطنة، ويؤنس في الوَحْدة، فقال المأمون: الحمد لله الذي رزقني ذريةً يرى بعين عقله أكثر مما يرى بعين جسمه"[7].

أما الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله، فقد قرأ في سبعين عامًا أكثرَ من مليوني صحيفة، كان يقرأ كلَّ يومٍ ما لا يقلُّ عن مائة صحيفة، ومثله بل أكثر منه عباس العقاد، وشكيب أرسلان، ومحمد كرد علي، ومحب الدين الخطيب رحمهم الله تعالى[8].
و الأمثلة في هذا الباب كثيرة جدًّا.

أما الآن فإن وضعنا المعرفي والفكري أصبح من الهزال والضآلة إلى حدٍّ يُرثَى له، فقد غدونا آخرَ الأمم وأجهلها، مع أننا أمة "اقرأ"، وقد شاخت معلوماتنا، وجمدت أفكارُنا، وتحجَّرت مواردُ الإبداع لدينا، إلا من رحم ربي!

الأوروبي يقرأ تقريبًا 35 كتابًا في السنة، والإسرائيلي 40 كتابًا في السنة، أما العربي فإن 80 شخصا يقرؤون كتابًا في السنة[9].

"العرب قوم لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبِّقون" هذا هو جواب موشي ديان، وزير الدفاع الصهيوني في جوابه لمن سأله عن السبب في إعلان خطة إسرائيل لاحتلال فلسطين قائلًا: ألا تخافون أن يقرأَ العرب خطَّتكم، ويعدُّون العدة؟ ترى أكان ديان محقًّا أم لا؟ نعم، يا للأسف!

نعم، نحن لا ننكرُ أننا نعيشُ في ظروف مادِّية واجتماعية غير مشجِّعة على العلم والقراءة، فسعرُ الكتاب أغلى مما ينبغي، كما أنه ليس هناك ما يسمَّى بالمكتبات العامة التي تشجِّع على القراءة، وتغري القارئ باستعارة الكتاب، لكن مع هذا فنحن قادرون على بناء مكتبة بسيطة، تكبر بمرور الليالي والأيام، إذا صحَّ منا العزم على أن يكون إنشاء مكتبة من أولوياتنا.

قد يتساءل بعضُ الناس: أليس في التلفاز والإنترنت وغيرهما من المصادر المعرفية غُنيَة عن الكتاب؟

في الحقيقة، مخطِئ من يظن أن نافذة الإعلام أو الإنترنت وحدَها كافيةٌ لرفع مستوى الوعي، ولمعرفة ما يجري حولنا على الحقيقة؛ إن للقراءة متعةً وفائدة لا يستطاع تحصيلها والمرء قابع وراء التلفاز أو الراديو.

وما يزال هناك الكثير من الموضوعات التي لا تجدُ لها ذكرًا إلا في ميدان الكتب الرَّحْب الفسيح، وإنك مهما فتَّشت عنها في غير هذا الميدان، فأنا ضامن لك أن ترجع صفرَ اليدين، خاليَ الوِفاض.

إن في الكتاب، في حمله، في النظر إليه، في الإنفاق عليه، متعةً لا يعرفُها إلا من خَبِرها وعاشها، واستمتع بها.
لا يعرفُ الشَّوْقَ إلا مَن يكابِده ♦♦♦ ولا الصبابةَ إلا مَن يعانيها

إن أي مصدر معرفيٍّ آخر غير الكتاب مهما تألَّق وعلا نجمُه، فإنه ما استطاع أن يتغلَّب على الكتاب الذي هو في جوهره قيمة حضارية كبرى، ومصدر معرفي من الدرجة الأولى.

واعذِروني؛ أنا لا أصدِّق من يقول: "ليس عندي وقت للقراءة" فهذه حجَّة العاجز، الذي ركن إلى الضعف والكسل، ورضي بهما رفيقَيْنِ، كل واحد فينا يمكنه أن يخصِّص وقتًا للقراءة - على تفاوت طبعًا في كمية الوقت المتاح - وكلُّ واحد فينا لديه وقت ميت يستطيع إحياءه بالقراءة: في "الحافلة"، في غرفة الانتظار عند الطبيب، أثناء المشي، حيث نستطيع أن نراجع محفوظاتنا.
وقديما قيل: الوقت جمع، وليس بنبع.

نصائح عامة في القراءة:
لخِّص أهمَّ الأفكار والنقاط التي لفتَتْ نظرك على هامش الكتاب، أو على دفتر خاص.

الكتب فيها الغثُّ والسمين، والمؤلِّفون على درجات متباينة في العلم والفهم والأهليَّة، ولا يعرفهم إلا خبير؛ فارجع إلى أهل الاختصاص والمعرفة في نوع الكتاب الذي تريد شراءه؛ فإن نصيحة صادقة منه توفِّر عليك الكثير من العناء، وترشدك إلى ما تريد من أقرب سبيل، وأخصر طريق.

قبل أن تبدَأَ بقراءة الكتاب من الأفضل أن تقرأ مقدمة المؤلف ومقدمة المحقِّق - إن كان الكتاب محقَّقًا - ثم ألقِ نظرة كاشفة على فهرس الموضوعات التي يضمها الكتاب.

الكَيْفُ أهمُّ من الكَمِّ؛ لذا ينبغي للقارئ أن يفهم بدقة المعلومات التي يقرؤها، ويحاول أن يحلِّلها ولو كان هذا على حساب الوقت؛ فقراءة عشرين كتابًا في العام قراءة تحليلية كاشفة خير من قراءة ثلاثين أو أربعين كتابًا دون الفهم الكافي والاستيعاب المطلوب.

اسأل نفسَك بعد الفراغ من قراءة أيِّ كتابٍ: ما الجديد الذي قدَّمه لي؟ ما الفائدةُ التي حصَّلْتُها منه؟ إن القراءةَ تَنمِيةٌ للفكر والعقل والإبداع والفهم والرؤية... إلخ، فإذا لم تلاحظ نوعًا من تنمية في إحدى هذه الجوانبِ أو غيرها، فلا خيرَ في هذا الكتاب البتَّة.

لا تقرأ جميعَ الكتب بالسرعة نفسها؛ فبعض الكتب تقتضي التأنِّي والتدبر في القراءة، على حين هناك كتب كالمجلات والروايات الأدبية يكفيها القراءة السريعة والنظرة العجلى.


[1] من تفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة "معارج التفكر ودقائق التدبر" 1/ 37، نشر دار القلم: دمشق 2000.

[2] "صيد الخاطر" ص: 375 - 376؛ تحقيق: ناجي طنطاوي، نشر دار المنارة، ط5 1991م.


[3] كان وزيرًا للخليفة المتوكل العباسي، توفي 247هـ.

[4] فقيه مالكي توفي 282هـ.

[5] "تقييد العلم"؛ للخطيب البغدادي ص: 139 - 140؛ تحقيق: يوسف العش، نشر دار إحياء السنة النبوية.

[6] المرجع السابق ص: 140.

[7] المرجع السابق، ص: 139.

[8] ذكريات علي الطنطاوي 8/ 58، دار المنارة - جدة 1989.

[9] نقلًا عن "كيف تقرأ كتابًا" ص: 4؛ للدكتور عبدالكريم بكار، نشر نحو القمة - سورية 2007م.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.43 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]