|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أحببته على النت
أحببته على النت أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى أن يساعدني أحد. وقصتي هي أنني تعرَّفت على شخص من أحد المنتديات، وصارت علاقتنا قوية؛ لأنها استمرَّت لمدة طويلة، وأصبحنا نتحدث على (الماسنجر)، وبعد مدة من الوقت أصبحت أشعر أني قد تعلَّقت به، خاصَّة أنه لا يُعاملني إلاَّ على أني أخته الصغيرة، حتى إنه أحيانًا كان يساعدني في دراستي. بعد ذلك اعترفتُ له بحبِّي إياه، إلاَّ أنه لَم يبادلني نفس الشعور، بل أصبح ينصحني، ويقول: إنك صغيرة على الحب، ويقول: إنه ليس دائمًا لي، المهم أنه أصبح ينفر منِّي بشدَّة، وأنا يكاد قلبي يتقطَّع حزنًا، وأتمنَّى أن نعود كما كنا سابقًا قبل أن أعترف بأي شيء. أرجو المساعدة؛ لأني أشعر أن حياتي أصبحت جحيمًا الجواب أختي العزيزة, ربَطَ الله على قلْبكِ. أتفهَّمُ شعورَ الحزن الذي يتملَّك قلْبَكِ الصَّغير؛ إذْ ليس أقسى على القلب المُحبِّ مِن ألَمِ الجفاء والْهجر: يُقَاسِي فُؤَادِي الوَجْدَ وَالْحِبُّ وَاصِلٌ فَكَيْفَ تَرَاهُ إِنْ جَفَاهُ حَبِيبُ لكنَّ تفَهُّمي لمشاعركِ لا يعني إطلاقًا موافقتي على هذه العلاقة المُحرَّمة، وكونُ هذا الحبيب الْهاجرِ يُعاملكِ كأخته الصغيرة فهذا لا يَعني أنَّ هذه الطريقة هي صحيحةٌ من الأصل، أو أنَّها بريئة مثلاً، والدليل على ذلك ما آلتْ إليه في آخر الأمر! لله دَرُّ عطاء بن أبي رباح، مفتي الحرَم - رحمه الله - إذْ يقول: "لو اؤْتُمنتُ على بيت مال لكنتُ أمينًا، ولا آمَنُ نفسي على أَمَةٍ شَوْهاء"، فهل تريدين القول بأنَّ هذا الرجل أشَدُّ أمانةً وتعفُّفًا وطُهرًا من مفتي الحرَم؟! ثَمَّة قاعدة قانونيَّة تؤكِّد أنَّ "ما بُني على الباطل فهو باطل"، وما دامتْ هذه العلاقة قد بُنِيَت على أساسٍ باطل فهي باطلة بِرُمَّتِها، فالشارع الحكيم - وإن لم يُحرِّم أو يجرِّم مشاعر الْحُب بين الرِّجال والنساء، إلا أنه قد حرَّم طبيعة العلاقات التي تتجاوز إطار الشرع بين الرَّجل والمرأة، كالصَّداقات ونَحْوِها، فقال في حقِّ النساء المؤمنات: ﴿ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾ [النساء: 25] وقال في حقِّ الرجال المؤمنين: ﴿ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ﴾ [المائدة: 5] والْخِدْن هو: الخليل أو الصَّدِيق. فما الحلُّ الذي تتوقَّعينه منَّا حين تقولين: "أتمنى أن نعود مثل السابق قبل أن أعترف بأي شيء"؟ أتريدين أن نُعِيدكِ إلى الباطل؟ كيف وقد زَهِد فيكِ هذا الرَّجل؟ قال ابن حزم - رحمه الله -: "لا ترغب فيمن يَزْهد فيكَ، فتحصل على الخيبة والْخِزي"، وها قد حصدْتِ الخيبة بالفعل حين بُحْتِ بِمَشاعركِ الدَّافئة لمن لا يستحِقُّها. أَبِعَيْنِ مُحْتَاجٍ إِلَيْكَ نَظَرْتَ لِي فَأَهَنْتَنِي وَرَمَيْتَ بِي مِنْ حَالِقِ لَسْتَ الْمَلُومَ أَنَا الْمَلُومُ لِأَنَّنِي عَلَّقْتُ آمَالِي بِغَيْرِ الْخَالِقِ ما أنصحُكِ به هو ما أنصح به نفسي لو كنتُ مكانكِ: أوصدي بابَ هذه العلاقة، وغلِّقي باب قلبكِ، ولا تفتحيه بعد يومكِ هذا لأيِّ طارقٍ إلاَّ طارقًا يطرق باب بيتكم قبلاً، متقدِّمًا لِخِطبتكِ، كما يفعل الرِّجال الشُّرفاء. اتْرُكي المنتدى الذي جَمعكِ به، واحذفي اسْمه من كلِّ قوائمكِ، وتوقَّفي عن دخول (المسنجر) لبعض الوقت، ريْثَما تندمل جراح قلبكِ، وتنطفئ نيران جوانحكِ، وترْقَأ دموع عينيكِ، وتَهدأ نفسكِ بمشيئة الله تعالى، فقد قال ابن حزم - رحمه الله - في "طوق الحمامة": "وعاقبةُ كلِّ حُبٍّ إلى أحد أمرين: إمَّا اخترام مَنِيَّة، وإما سلوٌّ حادث"؛ أي: إنَّ الحُبَّ سينتهي حتمًا: إمَّا بِحُلول الموت، أو بسلوِّ القلب وفتور مشاعره، وصدِّقيني سيأتي اليوم الذي تقولين له فيه: كَانَتْ جَهَنَّمُ فِي الْحَشَا مِنْ حُبِّكُمْ فَلَقَدْ أَرَاهَا نَارَ إِبْرَاهِيمَا لكن عقلكِ لا يزال مُغيَّبًا حتَّى الآن، ولن تدركي فداحة الأمر، ولا قُبْح الفعل، إلاَّ إذا استيقظ عقلكِ من سُبَاته؛ ليستوعب النتيجة الجارحة التي خرجْتِ بها من هذه العلاقة. وَأَنْتِ مَتَى دَمَّرْتِ سَعْيَكِ فِي الْهَوَى عَلِمْتِ بِأَنَّ الْحَقَّ لَيْسَ كَذَلِكِ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ الشَّرِيعَةَ لِلْوَرَى بِأَبْيَنَ مِنْ زُهْرِ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ فَيَا نَفْسُ جِدِّي فِي خَلاَصِكِ وَانْفُذِي نَفَاذَ السُّيُوفِ الْمُرْهَفَاتِ البَوَاتِكِ اتركي هذه العلاقةَ لله؛ فمَن ترك شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا مما ترك، وقد قال ابن تيميَّة - قدَّس الله روحه -: "مَن كان في الله تلَفُه، كان على الله خلَفُه". ولعلَّ قلبكِ يكره ترْكَ هذه العلاقة، فحَدِّثيه أن الجنة غالية، أغلى من كلِّ نبضة حب، وألَذُّ من كل رجفة شَهْوة، وقد حفَّها الله - سبحانه وتعالى - بالمكاره والْمَشاقِّ؛ لِيَختبر صدق حُبِّنا له سبحانه، فكوني مع الله، واقتَرِبِي منه في سَكناتكِ وحرَكاتكِ؛ لأنَّ دواء جِراحات قلبكِ، وتِرْياق سُموم أحزانكِ بيده - جلَّ وعلا - لا بيدي ولا بيد أيِّ مستشارٍ آخَر في الدُّنيا، ثقِي بذلك. حاولي شغْلَ وقتكِ بالمفيد، وتَخيَّري المنتدياتِ النافعةَ، وشاركي فيها، ولا تبحثي عمَّا يضرُّكِ؛ فالله أعطاكِ العقل لِيَميز الخبيث من الطَّيب، فلماذا تستعملينه فيما يضرُّكِ ويضرُّ قلبَكِ وسُمْعة أهلك؟! أُخْتَاهُ كُونِي كَأَسْماءَ الَّتِي صَبَرَتْ وَأُمِّ يَاسِرَ لَمَّا ضَامَهَا الْجَهِلُ كُونِي كَفَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ مُؤْمِنَةً وَلْتَعْلَمِي أَنَّهَا الدُّنْيَا لَهَا بَدَلُ كُونِي كَزَوْجَاتِ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمُ مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ أَنَّ الآفَةَ الزَّلَلُ مَنْ صَانَتِ الْعِرْضَ تَحْيَا وَهْيَ شَامِخَةٌ وَمَنْ أَضَاعَتْهُ مَاتَتْ وَهْيَ تَنْتَعِلُ كُلُّ الْجِرَاحَاتِ تُشْفَى وَهْيَ نَافِذَةٌ وَنَافِذُ الْعِرْضِ لاَ تُجْدِي لَهُ الْحِيَلُ قلوبنا معكِ، خفَّاقة بالدُّعاء لكِ بِظَهْر الغيب، وعسى أن يهديكِ ربُّكِ لما فيه خيْرُ دُنياكِ وصلاحُ آخرتكِ، ويَصْرف عنكِ زلاَّت الْهَوى ومكايدَ الشيطان، ويَرْزقكِ عاجلاً زوجًا صالِحًا، تقيًّا غنيًّا، قولي: آمين. دومي بخير، واسْلَمي من كلِّ شر
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |