حكم التهنئة قبل صلاة العيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12670 - عددالزوار : 222409 )           »          يوم المرأة العالمي وعيد الأم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          نحو مجتمع إسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الأم نبع الحنان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          عَدي بن حاتم - قصة إسلامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الأخبار المستقبلية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          كيف نقرأ قرناً من الصراع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          الإمام أبو حنيفة قادح زناد الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صرخة في وجه الفساد الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          من حسنت بدايته حسنت نهايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2024, 05:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,464
الدولة : Egypt
افتراضي حكم التهنئة قبل صلاة العيد

حكم التهنئة قبل صلاة العيد

أ. د. كامل صبحي صلاح


الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فإنّ التهنئة بقدوم العيد من الأمور المشروعة المباحة، وهي من الأعراف والعادات الحسنة التي انتشرت بين الناس، ولا يزال العمل بها إلى يومنا هذا في أعياد المسلمين، وإنهّ لمن المعلوم، ومما لا شك فيه أنّ العيد شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، التي ينبغي إظهار الفرح والسرور فيها.

وسُمي العيد عيدًا؛ لأنه يعود ويتكرر في وقته كلّ عام؛ ولأنه يعود بالفرح والسرور على المسلمين عمومًا، ولأنه يعود الله تبارك وتعالى فيه بالإحسان على عباده على إثر أدائهم لطاعته بالقيام والصيام ويعقبه عيد الفطر، ونسك الحج ويعقبه عيد الأضحى، وهذه من نعم الله جل وعلا على عباده المؤمنين.

ولقد حُددت الأعياد المشروعة في الإسلام بثلاثة:
1- عيد الفطر: ومناسبته اختتام صيام شهر رمضان المبارك.
2- عيد الأضحى: ومناسبته اختتام عشر من شهر ذي الحجة.
3- عيد الجمعة: وهو عيد الأسبوع ومناسبته اختتام أيام الأسبوع، ولا يظهر غيرها من الأعياد، ولا يحتفل بما سواها.

وإنّ هذه الأعياد مِنَ الشَّعائرِ الدِّينيَّةِ الَّتي تختصُّ بها كلُّ أُمَّةٍ عن غيرِها، وقد أعطى اللهُ تعالى لأُمَّة الإسلام عيدَ الفطرِ وعيدَ الأضحى؛ ليُميِّزَها عن غيرها، ويُبْدِلَها بهما عمّا دونَهما من الأعيادِ، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وجد لهم يومين يلعبونَ فيهما، وقيل: كانا يُسمَّيانِ بـ(النَّيْرُوزِ والمِهْرَجانِ)، وقالوا كنّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ، وقبلَ دُخولِ الإسلامِ إلى المدينةِ، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى أبدلهم خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ، وهما خير لكما من شعائر الجاهلية.

ففي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:« قدمَ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ» «أخرجه أبو داود (١١٣٤)، والنسائي (١٥٥٦)، وأحمد (١٢٠٠٦)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ١١٣٤»، وفي الحديث إشارة إلى النهي عن الاحتفال بأعيادِ الجاهليَّةِ، وتوجيه وحثّ للمسلمين إلى التمسك بشَعائر الإسلام، ويدلّ الحديث على أنّ في الدين فسحةً للناس، فلذا أباح لهم الفرح واللعب والسرور فيما لا يغضب الله تبارك وتعالى. وشرع لهم التكبير: «اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ. أو يُكبِّر ثلاثًا، فيقول: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمد. وكل ذلك جائز».

وإنّ من الأعمال المنتشرة إقدام كثير من المسلمين على التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد، مع أنّ المعمول به في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنهم كانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبّل الله منا ومنك)، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى: «وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث، منها، أنّ محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبّل الله منا ومنك)، وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد. «المغني، لابن قدامة (2 /130)».

وقيل: أنّ التهنئة ليلة العيد وقبل صلاة العيد لا مانع منها، ولا بأس بفعلها، لكون التهنئة بالعيد من باب الأعراف والعادات، فالأمر في باب الأعراف والعادات واسع، لا سيّما إن كان من الأفعال السائدة، والأعراف الطيبة، والعادات الحسنة. وكونه مع عدم وجود دليل يمنع من التهنئة قبل صلاة العيد، لكونها أصبحت من الأمور العادية التي اعتادها الناس، حيث يهنئ بعضهم بعضًا ببلوغ العيد، حيث لم يرد نهي عن التهنئة قبل الصلاة، أو تخصيصها بما بعد الصلاة أو غيره.

ولقد نُقل عن الإمام الشرواني وهو من علماء الشافعية رحمه الله تعالى، قوله: «ويؤخذ من قوله في يوم العيد أنها لا تطلب – أي: التهنئة - في أيام التشريق وما بعد يوم عيد الفطر، لكن جرت عادة الناس بالتهنئة في هذه الأيام ولا مانع منه؛ لأنّ المقصود منه التودد وإظهار السرور، ويُؤخذ من قوله يوم العيد أيضًا: أنّ وقت التهنئة يدخل بالفجر لا بليلة العيد خلافًا، لما في بعض الهوامش أ.هـ، وقد يقال: لا مانع منه أيضًا إذا جرت العادة بذلك؛ لما ذكره من أن المقصود منه التودد وإظهار السرور، ويؤيده ندب التكبير في ليلة العيد» «حواشي الشرواني على تحفة المحتاج، (2 /57)».

والظاهر من بعض الآثار الواردة في التهنئة أنّ بعض السلف كانوا يفعلونها بعد الصلاة، فقد جاء في المغني لابن قدامة قال: وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث منها: أنّ محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك، وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد، وقال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة.

وفي سنن البيهقي: عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: لَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: نَعَمْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، قَالَ وَاثِلَةُ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: نَعَمْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ.

وبناءً على ما تقدّم نقله وذكره يتبين أنّ ظاهر فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، والمنقول عنهم: أنّ التهنئة بالعيد تكون (بعد صلاة العيد)، لا قبل دخول يوم العيد، فكيف يُهَنَأ بشيء لم يحصل ولم يقع بعد، فلو كانت التهنئة بعد صلاة العيد فهو أولى وأفضل وأحسن؛ وذلك اقتداءً بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

الترجيح:
إنّ الأفضل والأحسن في التهنئة بالعيد أن تكون بعد صلاة العيد لا قبلها؛ وهو ظاهر فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم وهو المنقول عنهم، وهو من الاقتداءً بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإن هنأ البعض قبل صلاة العيد، فالظاهر أنه لا بأس بذلك ولا مانع منه، لكون التهنئة بالعيد من باب الأفعال المباحة السائدة، والأعراف الطيّبة، والعادات الحسنة، والأمر في باب العادات المشروعة فيه سعة، ومرجعه إلى العرف السائد والمعمول به بين الناس، وأنّ التهنئة ليلة العيد جائزة، والأمر في ذلك واسع.

والله تعالى أعلى وأعلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.80 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]