بلاغة المتشابِه اللَّفظي بين التنكير والتعريف وأثره في معاني ألفاظ آي القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2019, 01:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي بلاغة المتشابِه اللَّفظي بين التنكير والتعريف وأثره في معاني ألفاظ آي القرآن الكريم

بلاغة المتشابِه اللَّفظي بين التنكير والتعريف وأثره


في معاني ألفاظ آي القرآن الكريم



د. مأمون "محمد هاني" فوزي الخزاعي[*]





ملخص البحث:


تناولت هذه الدراسة أحوال المفردة من حيث التنكير والتعريف، علماً أن المفردة لها أحوال كثيرة من تذكير الفعل وتأنيثه، واختلاف الحروف، واختلاف أبنية الألفاظ والأسماء. ولكن لضيق مجال البحث اقتصرت هذه الدراسة على الآيات المتشابهة في التنكير والتعريف، فكانت هذه الدراسة اختلاف المفردة من حيث كونها نكرة ومعرفة، ففي هذا البحث ذكرنا الآيتين المتشابهتين ثم أذكر القاعدة، ثم بعد ذلك أبسط الآراء التي ذُكرت حول هذه الآيات للوصول إلى التوجيه المناسب لهذه القاعدة أو تلك, كل ذلك يبرهن على أن القرآن كان ولا يزال وسيظل خير عون للدارسين والمتخصصين في الأبحاث الفقهية والنحوية واللغوية. فضلاً عن إعانته الباحثين في العلوم الأخرى، فهو كتاب نحو ولغة وتشريع، وإني إذ أضع هذا البحث بين يدي المعنيين بهذا النمط من الدراسة، فإني لأرجو منهم خالص الدعوات في أن يجعلني الله من المخلصين له في كل عمل أبتغيه حتى يؤتي ثماره في النفع لخيري الدنيا والآخرة، سائلاً المولى جل جلاله أن يوفقنا لما فيه خير الشريعة ولغتها الغراء.
Abstract:
This study deals with the cases of a single word according to the definiteness and indefiniteness. Knowing that a single word has many cases from Masculinity and Feminization of Verb, the difference of letters and the different structures of pronunciations and nouns. Because of Limitedness of the research, This study is limited to the similar quranic verses according to definiteness and indefiniteness , and this study included the difference of a single word according to definiteness and indefiniteness. In this research we mentioned both of two similar quranic verses then we mentioned the rule. After that We show opinions which were mentioned about these verses to draw appropriate Conclusions for this or that rule. All of that prove that the holy Quran is still and will remain as before the best support and the specialists in all fields such as doctrinal, grammatical and linguistic researches as well as It helps researchers in other sciences and It is a book for grammar, ******** and legislation. I put this research in the handles of specialists who are interested in this kind of this study, I ask them the sincere Supplications that may God makes me be loyal to him in all work which I do to fructify the benefit and the interest for a better world and the best of in the. Hereafter. Asking Allah Almighty to help us all for the good of Islamic legal system and its beautiful ******** and may Allah- exalted and majestic guide. us all to right path and lead us to success in this life and the after .
المقدمة:


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصبحه ومن والاه وبعد: تنزلت آيات القرآن الكريم على العرب وفيهم الشعراء والخطباء وهم أهل الفصاحة والبيان، فآمن منهم من كان يبتغي الحق، إذ تيقن أن هذا الكلام ليس من كلام البشر، فاستجاب لله وللرسول إذ دعاه لما يُحييه، وأما من أخذته العزة بإثمه فقد أقامه على كفره مع تبين الحق له وإقراره بعلوّ آيات القرآن على كلام فصحاء العرب وبلغائهم وشعرائهم، وأصرَّ على ضلاله، ودعا قومه إلى تجنب استماع القرآن وإلى التشويش حتى لا يطرق آذان سامعيه فتنفتح له قلوبهم: ﴿وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾ [26، فصلت].
وكتب الله سبحانه لدينه أن ينتشر، ولكلامه العزيز أن يخالط القلوب فيكون ربيعها، وتردده الأفواه على اختلاف ألسنتها. ومضى زمن الفصاحة الفطرية والبيان السليقي، وصار المتأمل لآيات الكتاب الكريم يقف عند بعض ما تقارب معناه وتنوع لفظه، يقلب الفكر في عبارته ويسأل عن تقديم اللفظ هنا وتأخيره هناك، وعن ذكره في هذه الآية وحذفه في تلك، وعن استعمال الاسم في موضع واستعمال الفعل في موضع، وغير هذا مما لم يكن أمره غائباً عن الأمة في أيام تنزّل القرآن. فانبرى لذلك علماء الأمة يوضّحون ويبيّنون جاهدين في تقريب الأفهام إلى ما كان العربي يدركه من اللغة بالفطرة والسليقة.
ولدينا الإقرار واليقين بأن كلام الله سبحانه لا تنقضي عجائبه، وأن كل كلمة فيه جاءت في مكانها الذي لا يغني عنها فيه مجيء ما رادفه من الألفاظ، وأن كل آية جاءت في مكانها الذي لا يغني عنها فيه مجيء آية مقاربة من موضع آخر, فتناول هذا البحث اختلاف أبنية الألفاظ فدرسنا اختلاف المفردة من حيث كونها نكرة ومعرفة، ففي هذا البحث ذكرنا الآيتين المشابهتين –والآيات المتشابهة– ثم أذكر هذه القاعدة، ثم بعد ذلك أبسط الآراء التي ذُكرت حول هذه الآيات، ونخلص إلى توجيه مناسب لهذه القاعدة أو تلك, فإني أقر بأني لم أوفِ هذا الموضوع حقه من الدراسة، ولكن أرجو أن أكون قد أوفيته بعض حقه. ولا يخلو عمل ابن آدم من الخطأ والزلل، فما كان في البحث من صواب فهو من فضل الله تعالى وله الحمد أولاً وآخراً، وما كان فيه من غير ذلك فمن نفسي، وأسأل الله تعالى أن لا يحرمني اجر المجتهدين.
متشابه القرآن:

تعريفهُ:


الشِّبْه في اللغة: المِثْل. نقول (هو شِبْهه) أي مِثْله، ومعنى المتشابه: المتماثل. جاء في (لسان العرب): (تشِّبْه الشَّبَه والشَّبيه: المِثل، والجمع أشباه. وأشبه الشيءُ الشيءِ: ماثله…وشبَّهه به)([1]).
مما سبق يتضح أن الكلمة مجردة ومزيدة -على اختلاف أحرف زيادتها– تعطي معنى المثل وما يتصرف منه.
أما المتشابه في الاصطلاح فينقسم إلى قسمين:
أحدهما: المقابل للحكم وهو (ما أُمرتَ أن تؤمن به وتَكِلُ علمه إلى عالمه… وقيل: ما لا يدرى إلا بالتأويل ولا بد من صرفه إليه… وقيل: ما يحتمل وجوهاً… وقيل: ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره)([2]).
والثاني: المتشابه اللفظي: وهو (إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة)([3]).
وما يهمنا في بحثنا هذا المتشابه اللفظي، وهو النوع الثاني من المتشابه.

أنواع المتشابه اللفظي:

ينقسم المتشابه اللفظي على أقسام. وقد ذكر الزركشي (ت 794هـ) في كتابه (البرهان) ثمانية منها وهي:
ما كان موضع على نظم وفي آخر على عكسه، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿والنصارى والصابئين﴾ [البقرة: 6]، وقوله: ﴿والصابئين والنصارى﴾ [الحج: 17].
ما يشتبه بالزيادة والنقصان نحو قوله سبحانه: ﴿ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾ [البقرة: 57].
ما اختلف في التقديم والتأخير، وهو قريب من الأول, نحو قوله تعالى: ﴿ويُعلمُهُم الكتاب والحكمة ويزكيهم﴾ [البقرة: 129]، وقوله: ﴿ويُزكيهم ويُعلمُهُمَ الكتاب والحكمة﴾ [الجمعة:2].
ما اختلف في التعريف والتنكير نحو قوله تعالى: ﴿اجعل هذا البلدَ آمناً﴾ [إبراهيم:35]، وقوله: ﴿اجعل هذا بلداً آمناً﴾ [البقرة:126].
ما اختلف في الإفراد والجمع نحو قوله جَلَّ وعلا: ﴿لن تَمسَّنا النار إلا أياماً معدودة﴾ [البقرة:80]، وقوله تعالى: ﴿إلا أيّاماً معدودات﴾ [آل عمران:34].
ما كان في موضع على حرف، وفي موضع آخر على حرف غيره نحو قوله جل وعلا: ﴿ءامنتم به﴾ [الأعراف:123]، وقوله ﴿ءامنُتم له﴾ [طه:71].
ما كان في موضع على كلمة، وفي موضع آخر على كلمة قريبة من معناها نحو قوله تعالى: ﴿فانفجرت﴾ [البقرة:60]، وقوله: ﴿فانبجست﴾ [الأعراف:160].
ما اختلف في الإدغام وتركه نحو قوله تعالى: ﴿يتضَّرعون﴾ [الأنعام:42]، وقوله: ﴿يضّرّعون﴾ [الأعراف:94].
النكرة والمعرفة:

يُعرّف النحاة النكرة بأنه ما كان شائعاً في جنس موجوداً أو مقدّر، والمعرفة ما استعمل في شيء بعينه([4]).
وقد وردت آيات متشابهة تختلف مفرداتها من حيث التنكير والتعريف، حيث وردت في مكان نكرة وفي مكان آخر شبيه به معرفة. وهناك وقفات على هذه الآيات وتوجيهات لها وكان الاستناد فيها على الفرق بين النكرة والمعرفة، من ذلك قوله تعالى: ﴿وضُربتْ عليهم الذلّة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق﴾ [البقرة:61] بتعريف (الحق).
وبتنكيره في قوله: ﴿إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتُلُون النبيين بغير حقٍ﴾ [آل عمران:21]، وقوله: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون﴾ [آل عمران:112].
نقول سبب تعريف (الحق) في آية البقرة دون آيتي آل عمران، إن معنى قوله ﴿بغير حق﴾ أي بغير سبب ولا شبهة، وبتعبير آخر: بلا وجه من وجوه الحق وذلك أوغل في ذمهم وسوء حالهم. ومعنى قوله: ﴿بغير حق﴾ أي بغير وجه الحق المبيح للقتل المتقرر في شريعتهم. فالألف واللام للعهد، أي أن الحق المبيح للقتل معروف لديهم، ومعنى هذا أن آيتي آل عمران أشد ذمَّاً لهم من آية البقرة([5]).
وقد ذهب إلى هذا الرأي كثير من العلماء، جاء في (تفسير الرازي) مثلاً: أن الحق المذكور بحرف التعريف إشارة إلى الحق المعلوم فيما بين المسلمين الذين يوجب القتل، وأما الحق المنكر فالمراد به تأكيد العموم، أي لم يكن هناك حق أصلاً لا هذا الذي يعرفه المسلمون ولا غيره ألبتة([6]).
وقد قال آخرون: إن آية البقرة والآية الثانية من آيتي آل عمران فقالوا: "إن كلمة (الحق) المعرّفة في آية البقرة تدل على أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق الذي يدعو إلى القتل، والحق الذي يدعو إلى القتل معروف معلوم. وأما النكرة فمعناها أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق أصلاً لا حق يدعو إلى قتل ولا غيره. أي ليس هناك وجه من وجوه الحق يدعو إلى إيذاء الأنبياء فضلاً عن قتلهم. فكلمة (حق) ههنا نكرة عامة، وكذلك (الحق) معرّفة معلومة. والقصد من التنكير (حق) ههنا نكرة عامة، وكذلك (الحق) معرّفة معلومة. والقصد من التنكير الزيادة في ذمهم وتبشيع فعلهم أكثر مما في التعريف، وذلك لأن التعريف معناه أنهم قتلوا الأنبياء بغير سبب يدعو إلى القتل، وأما التنكير، فمعناه أنهم قتلوا الأنبياء بغير سبب أصلاً لا سبب يدعو إلى القتل ولا غيره. فمقام التبشيع وألزم ههنا أكبر من تم وكلاهما شنيع وذميم، فجاء بالتنكير في مقام الزيادة في ذمهم([7]).
إن الذم وتبشيع الفعل في آية آل عمران أكبر منه في آية البقرة، "ففي سورة البقرة جمع ﴿الذلة والمسكنة﴾، وأما في آية آل عمران فقد أكّد وكرر وعممّ فقال: ﴿ضُربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا﴾ [آل عمران:112] فجعلها عامة، ثم قال: ﴿وضُربتْ عليهم المسكنة﴾ [آل عمران:112]. فأعاد الفعل وحرف الجر للزيادة في التوكيد… ثم أنه ذكر الجمع في آية البقرة بصورة القلة فقال: ﴿ويقتلون النبيين﴾ وذكره في آية آل عمران بصورة الكثرة فقال: ﴿ويقتلون الأنبياء﴾ أي يقتلون العدد الكثير من الأنبياء بغير حق. فالتشنيع عليهم والعيب على فعلهم وذمهم في سورة آل عمران أشد"([8]).
ومن الآيات المتشابهة التي اختلفت مفرداتها تنكيراً وتعريفاً قول الله تعالى: ﴿والذين يُتوفَّون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفُسهنَّ أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهنَّ فلا جُناح عليكم فيما فعلن في أنفسهنَّ بالمعروف﴾.
فقد ورد (المعروف) في هذه الآية معرّفاً، في حين ورد مُنكّراً في قوله: ﴿والذين يُتوفَون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحْول غَيْرَ إخراج فإن خرجن فلا جُناح عليكم في ما فعلن في أنفسِهن من معروف﴾ [البقرة:24].
يبين ابن الزبير سبب ذلك فيقول: إن المراد بالمعروف في الآية الأولى الوجه الذي لا ينكره الشرع ولا يمنعهُ. وأما الآية الثانية فهي إشارة إلى تفصيل ما يفعلن في أنفسهن من التزين والتعرض للخاطبين, وما إلى ذلك من أوجه المعروف مما هو مباح شرعاً([9]).
ويرى الخطيب الإسكافي أن المقصود بـ(المعروف) المعرفة في الآية الأولى الزواج خاصة، وأما غير المعرّفة فيراد به ما لم يستنكر فعله من خروج أو تزيّن ونحوه فيقول: (إن الأول معلق بقوله: ﴿والذين يُتوفّون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهرٍ وعشراً فإذا بلغن أجَلهُنّ فلا جُناح عليكم فيما فَعَلْنَ في أنفُسِهن بالمعروف﴾, أي: لا جناح عليكم في أن يفعلن في أنفسهن بأمر الله، وهو ما أباحه لهن من التزوج بعد انقضاء العدة. والثاني المراد به: فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من جملة الأفعال التي لهن أن يفعلن من تزوج أو قعود، فالمعروف ههنا فعل من أفعالهن يعرف في الدين جوازه وهو بعض ما لهن أن يفعلنه([10]).
وممن ذهب هذا المذهب بدر الدين بن جماعة، حيث قال: (إن المراد بالآية الأولى ما شرعه الله تعالى من الأحكام، وبذلك عرّفه بالألف واللام وبالإلصاق. وفيما فعلن: أي من التعرض للخُطاب بالمعروف. والمراد بالثانية: أفعالهن بأنفسهن من مباح يتخيرنه من تزين للخطّاب وتزويج أو قعود أو سفر أو غير ذلك مما لهن فعله، ولذلك نكّره وجاء فيه بـ (من))([11]).
وهناك أمور عدة تدل على ذلك (منها أن الآية الأولى ذكر فيها قوله: ﴿يتربّصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا﴾ [البقرة:234]. فقوله: ﴿يتربصن﴾, معناه: يصبّرن أنفسهن هذه المدة ليتسنى لهن الزواج، ثم ذكر العدة التي يحق لهن الزواج بعدها. ثم جاء بالباء الدالة على الإلصاق، والزواج إلصاق كما قال تعالى: ﴿هُنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن﴾ [البقرة:187]. وليس في الأمر كذلك في الآية الأخرى، فإنه ليس هناك ذكر للتربّص ولا للعدة التي يحق لهن التزوج بعدها. ومن ناحية أخرى أنه عرّف (المعروف) المقصود به الزواج لأن الزواج شيء واحد معروف ونكّر الثاني لأنه لم يقصد به فعل معين، بل ما كان مباحاً لهن في الشرع فنكّره لذلك)([12]).
أنواع المعارف:

المعرفة أنواعها عديدة، فمنها المعرّف بالإضافة والاسم الموصول والضمير, وقد نقف على آيتين متشابهتين فيهما مفردتان معرفتان لكنهما تختلفان في نوع التعريف، فتردُ إحداهما معرّفة بـ (أل) والأخرى بالإضافة. وقد يكون الاختلاف في الضمير أو الاسم الموصول، فالضمير قد يرد في موطن مذكراً وفي موطن آخر مؤنثاً أو ظاهراً في مكان ومستتراً في مكان آخر، وأما الاسم الموصول فقد نقف على استعمال (الذي) في آية، و(ما) في آية أخرى شبيهة بها، أو (مَنْ) في موطن، و(ما) في موطن آخر.. وهكذا.

1. المعرّف بأل والإضافة:


ففي القرآن الكريم آيات متشابهة فيها مفردات تختلف في نوع التعريف، فترد في موطن معرّفة بـ (أل) وفي موطن آخر معرّفة بالإضافة، من ذلك قوله تعالى: ﴿وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين﴾ [الحجر:35], بتعريف اللعنة بـ(أل)، وبتعريفها بالإضافة في قوله سبحانه: ﴿وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين﴾ [سورة ص:78].
وسبب ذلك في أنه آية ص: ﴿ما منعك أن تسجد لما خَلَقْتُ بيديَّ﴾ [ص:75]. كانت إضافة اللعنة إلى ياء المتكلم مناسبة لإضافة اليدين إليه، ولما لم يكن كذلك في الحجر قال (اللعنة)([13]). وقال إلى هذا الرأي الخطيب الإسكافي([14])، والمناسبة عنده لفظية. "ثم إنه في قصة ذكر نفسه أكثر مما في الحجر، فإنه ذكر نفسه في ست مرات وفي الحجر ثلاث مرات. قال في الحجر: ﴿فإذا سوّيتُهُ ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين﴾ [الحجر:29]. وقال في مثل ذلك وزاد عليه قوله: ﴿ما منعك أن تسجُدَ لما خلقتُ بيديّ﴾ [ص:75]، وقوله: ﴿وإن عليك لعنتي﴾, فكان كل تعبير مناسباً لجو القصة التي ورد فيها"([15]).
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يا أيُّها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يَبْلُغوا الحُلُم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عوراتٍ ليس عليكم جُناح بعدهُنّ طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يُبين اللهُ لكم الآيات والله عليم حكيم﴾ [النور:58].
يرى ابن الزبير أن سبب ذلك هو أن (الآيات) تكررت في مكانين متقاربين، فعدل عن تكرارها بلفظها لأن العرب تستثقل تكرار اللفظ الواحد بعينه فيما تقارب من الكلام إلا إذا اقتضى المعنى ذلك، (وكانت الثانية هي المضافة لأنها مع ما تعطيه من النسبة مُبيّنة للأولى بياناً تأكيدياً، إذ من المعلوم أنها آياتهُ سبحانه)([16]).
ويقول الخطيب الإسكافي: عبّر في الآية الأولى بالآيات "لما لم يكن تبين الأوقات من الأفعال التي تتخصص بدقرته. ولما كان بلوغ الحُلم مما يختص بفعله ولم يقدر فاعل على مثل أضافه إلى نفسه فقال: ﴿كذلك يُبين الله لكم آياته﴾ [النور:59].
ويوضح بدر الدين بن جماعة هذا الرأي فيقول: لما كان الاستئذان في هذه الأوقات من أفعال العباد قال: ﴿الآيات﴾ بتعريفها بـ(أل) التعريف. وأما بلوغ الحُلم فهو من فعله تبارك وتعالي لا من فعل العبد ولذلك نسب الآيات إلى نفسه فقال: ﴿آياته﴾ لاختصاص الله تعالى بذلك([17]).
2. الضمير:


ذكرنا أن في القرآن الكريم آيات متشابهة تختلف في ضمائرها، حيث يرد الضمير مذكراً في موطن منها ومؤنثاً في موطن آخر نحو قوله تعالى: ﴿نُسقيكم مما في بُطونه﴾ [النحل:66]، وقوله: ﴿نُسقيكم مّما في بطونها﴾ [المؤمنون:22]. ويَردُ مستتراً تارة وبارزاً تارة أخرى وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ومنهم مَنْ يستمع إليك﴾ [الأنعام:25]. وقوله: ﴿ومنهم من يستمعون إليك﴾, ولا بدّ أن يكون لهذا الاختلاف سببه. ونريد أن نقض على نماذج مما ذكره ابن الزبير لنرى رأيه في سبب التخصيص ونقارنه مع باقي الآراء.
فمن الآيات التي اختلف فيها الضمير تذكيراً وتأنيثاً قوله تعالى: ﴿وإن لكم في الأنعام لعبرةً نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين﴾ [النحل:66]. وقوله: ﴿وإن لكم في الأنعام لعبرة مما في بُطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفُلك تُحملون﴾ [المؤمنون:22].
نلاحظ أنه قال في آية النحل: ﴿بطونه﴾, وفي آية المؤمنون: ﴿بطونها﴾, مع أن الضمير في كلتا الآيتين يعود على الأنعام، فما سبب هذا التخصيص؟.
يذكر النحاة أن الضمير المؤنث يؤتى به للدلالة على الكثرة بخلاف الضمير المذكر فإنه يؤتى به للدلالة على القلّة([18]). وقد أتى الضمير في آية النحل مذكراً وفي آية المؤمنون مؤنثاً، وهذا يعني أن الأنعام في آية المؤمنون أكثر منها في آية النحل.
ولم يوجه ابن الزبير هاتين الآيتين بناءً على ما ذكرنا في إفادة الضمير المذكر القلة والضمير المؤنث الكثيرة، ولكن وجههما توجيهاً لفظياً فقال: إن تأنيث الضمير في كلمة ﴿بطونها﴾ يناسب تأنيثه في الكلمات التي بعدها وهي (فيها, منها, عليها). أمّا إفراد الضمير وتذكيره في سور النحل فالمراد به الجنس([19]).
وأما الطيب الإسكافي وغيره من العلماء فقد وجهوهما بناءً على ما ذكرنا من إفادة الضمير المذكر من القلة والضمير المؤنث من الكثرة فقالوا: إن المراد بالأنعام، واللبن لا يخرج من جميع الأنعام بل يخرج من بعض إناثها. وليس كذلك في آية (المؤمنون) لأن الكلام فيها على منافع الأنعام من لبن وغيره، قال تعالى: ﴿نُسقيكم مما في بُطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون* وعليها على الفُلك تحملون﴾ [المؤمنون:22]. وهذه المنافع تَعُمُّ جميع الأنعام ذكورها وإناثها، صغارها وكبارها. فجاء بالضمير المذكر مع الأنعام التي يستخلص منها اللبن وذلك لأنها أقل من عموم الأنعام، وجاء بالضمير المؤنث مع عموم الأنعام([20]).
ودلالة التذكير على التقليل والتأنيث على الكثير, نجده "في مواطن عدة كالضمير وأسماء الإشارة وغيرهما وذلك نحو قوله تعالى: ﴿وقال نِسوةٌ﴾ [يوسف:30] بتذكير الفعل (قال)، وقوله: ﴿قالت الأعراب آمنا﴾ [الحجرات:14] بتأنيث الفعل، فإن التذكير يدل على أن النسوة قلّة بخلاف التأنيث([21]).
ومن ذلك قوله تعالى في موطن: ﴿ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأُبرئُ الأكمه والأبرص وأُحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم﴾ [آل عمران:49]، بتذكير الضمير في قوله: ﴿فأنفخ فيه﴾.
وقوله في موطن آخر: ﴿وإذ تخلُقُ من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتُبرئُ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني﴾ [المائدة:110]، بتأنيث الضمير في قوله: ﴿فتنفخ فيها﴾, رأى الزمخشري أن في آية آل عمران أعاد الضمير على الكاف في ﴿كهيئة﴾ أي انفخ في المِثْل، والكاف هنا بمعنى (مِثْل)، أي في ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير، فأعاد الضمير بالتذكير، لأن المِثْل مُذكر([22]).
وأمّا في آية المائدة فقد قال تعالى: ﴿وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها﴾, فأعاد الضمير على الكاف (لأنها صفة الهيئة التي كان يخلقها عيسى عليه السلام وينفخ فيها، ولا يرجع إلى الهيئة المضاف إليها لأنها ليست من خلقه ولا من نفخه في شيء)([23]). وذهب الفراء إلى أن الضمير يعود على الهيئة وهي مؤنثة([24]).
وجاء في (البحر المحيط) أنه جوّز بعضهم عود الضمير على الهيئة (على تقدير: إذ تخلق من الطير طائراً صورة مثل صورة الطائر الحقيقي فتنفخ فيها فيكون طائراً حقيقة بإذن الله)([25]).
ويرى الدكتور فاضل السامرائي أن: "لا مانع من عود الضمير على الهيئة… لأن الهيئة صورة الشيء وشكله، والمعنى أنه ينفخ فيما هو على صورة الطائر وشكله، وهذه الهيئة صنعها هو من الطين، فلا يلزم ما قاله المانعون"([26]), ولابن الزبير توجيه آخر للآيتين وهو أنه: (ورد قبل ضمير آية آل عمران من لدن قوله تعالى: ﴿وما كنت لديهم إذ يُلقون أقلامهم﴾ إلى قوله: ﴿فانفخ فيه﴾ نحو من عشرين ضميراً من ضمائر المذكر، فورد الضمير في قوله: ﴿فانفخ فيه﴾ مذكراً ليناسب ما تقدمه, أما آية العقود([27]) فمفتتحة بقوله تعالى: ﴿اذكر نعمتي عليك﴾، وخلقه الطائر ونفخه فيه من أجلِّ نعمه تعالى عليه لتأييده بذلك، فناسب ذلك تأنيث الضمير، ولم تكثر الضمائر هنا ككثرتها هناك، فجاء كل من الآيتين على أتم المناسبة)([28]).
وهناك توجيه ثالث لهما استفيد مما يدل عليه الضمير المذكر من القلة والضمير المؤنث من الكثرة وهو (أن آية آل عمران من كلام المسيح عليه السلام في ابتداء تحديه بالمعجزة المذكورة ولم تكن صورة بعد فَحَسُن التذكير والإفراد, وآية المائدة من كلام الله تعالى له يوم القيامة معدداً نعمه عليه بعدما مضت وكان قد أنفق ذلك منه مرات، فحسن التأنيث لجماعة ما صوّره من ذلك ونفخ فيه)([29]). "ومن الطريف أن نذكر أيضاً أنه في آية آل عمران كان الكلام في الدنيا فأعاد الضمير على اللفظ المتقدم وهو الكاف، ذلك أن الدنيا متقدمة على الآخرة. وأعاد الضمير على اللفظ المتأخر في المائدة وهو الهيئة لأن لكلام إنما هو في الآخرة إنما تأتي بعد الدنيا. فناسب كل تعبير الزمن الذي قيل فيه"([30]).
ومن الآيات التي اختلف فيها الضمير بروزاً واستتاراً قوله تعالى: ﴿ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً﴾ [الأنعام:25]. فقد أتى ضمير الفعل ﴿يستمع﴾ مستتراً، في حين أتى بارزاً في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تُسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون﴾ [يونس:42].
يقول النحاة: إن اللفظين (مَنْ، ما) مقدران مذكران. ويجوز مراعاة لفظهما –أي: الإفراد والتذكير– ويجوز مراعاة معناهما. جاء في (الكتاب): "هذا باب إجرائهم صلة (مَنْ) وخبره إذا عُنيت اثنتين كصلة (اللذين) وإذا عنيت جميعاً كصلة (الذين)، فمن ذلك قوله عز وجل: ﴿ومنهم من يستمعون إليك﴾([31]).
وجاء في (المقتضب) أن (مّنْ) "تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان، قال الله عز وجل: (ومنهم من يستمع إليك) وقال: ﴿ومنهم من يستمعون إليك﴾, وقال ﴿ومنهم من يؤمن به﴾ [يونس:40]، فحُمل على اللفظ. وقال: ﴿بلى من أسلم وجهه لله وهو مُحسِنٌ فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ [البقرة:112], فحمل مرة على اللفظ ومرة على المعنى([32]).
وجاء في (همع الهوامع): "ويجوز مراعاة اللفظ في ضمير (من وما وأل)… لأنها في اللفظ مفردة مذكرة، فإن عني بها غير ذلك جاز مراعاة المعنى أيضاً، والأحسن مراعاة اللفظ لأنه الأكثر في كلام العرب، قال تعالى: (وفيهم من يستمع إليك)([33]).
ويبدو لي أن مراعاة اللفظ هو الأكثر وليس الأحسن-كما قال السيوطي- ولو كان الأحسن ما روعي المعنى في قوله تعالى: ﴿ومنهم من يستمعون إليك﴾. وإذا كان من الجائز مراعاة اللفظ والمعنى في ضمير (مَنْ، وما, وأل) فإنه لا بد من أن يكون في الكلام البليغ مرجح لمراعاة اللفظ أو مراعاة المعنى، وخير دليل على ذلك الاستعمال القرآني، فقد راعى القرآن الكريم اللفظ مرة والمعنى مرة أخرى وفق ما يقتضيه سياق النص.
ولنعد بعد هذه المقدمة إلى آيتي الأنعام ويونس لنرى سبب الحمل على اللفظ في آية الأنعام وعلى المعنى في آية يونس من خلال توجيهات ابن الزبير وغيره من العلماء, إذ يرى ابن الزبير أن سبب الحمل على اللفظ في آية الأنعام هو أنه قد اقترن بها ما يبين أن المستمعين جماعة وذلك في قوله تعالى: ﴿وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً﴾, فجاء الفعل مسنداً إلى واو الجماعة لئلا يتوهم أن المستمع واحد([34]), وذهب غيره من العلماء إلى أن سبب ذلك هو أن آية الأنعام نزلت في قوم قليلي العدد هم أبو سفيان والنضر بن الحارث وعتبة وشعيبة وأمية بن خلف، فحمل على اللفظ لقلتهم, وأما آية يونس فإنها نزلت في جميع الكفار، فحمل على المعنى المعنى لكثرتهم([35]). وقد حسن الربط ما بين قوله: (يستمع) وقلة العدد، وقوله: (يستمعون) وكثرته.
وهناك من يرى أن السبب هو "أن المستمعين في آية يونس أكثر وأن مواقع الاستماع مختلفة في قلوب السامعين، بخلاف المستمعين في آيتي الأنعام ومحمد([36])، ذلك أن المستمعين في آية الأنعام على نمط واحد وهم من الكفرة الذين لا يفقهون ولا يسمعون، فقد قال فيهم:
وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه.
وفي آذانهم وقراً.
وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
وذكر صفات أخرى تزيد في عنادهم وكفرهم.
فهؤلاء كأنهم مستمع رافض واحد، فمواقع الاستماع عندهم واحدة… وليس الأمر كذلك في آية يونس، فقد قال قبل هذه الآية: ﴿ومنهم مَنْ يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به﴾ [يونس:40], وعلى هذا فالمستمعون ههنا أكثر من صنف: صنف مؤمن وصنف كافر فوحّد المستمعين في آيتي الأنعام ومحمد لأنهم صنف واحد ولأن مواقع الكلام في نفوسهم واحدة وكأنهم مستمع واحد، بخلاف ما في سورة يونس، فقد جمع المستمعين لأنهم أكثر من صنف ولأن مواقع الكلام مختلفة في نفوسهم"([37]). وهذا تناظر فني جميل.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-09-2019, 01:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بلاغة المتشابِه اللَّفظي بين التنكير والتعريف وأثره في معاني ألفاظ آي القرآن ال

بلاغة المتشابِه اللَّفظي بين التنكير والتعريف وأثره


في معاني ألفاظ آي القرآن الكريم



د. مأمون "محمد هاني" فوزي الخزاعي[*]

3. الاسم الموصول:


في القرآن الكريم آيات متشابهة تختلف في الاسم الموصول، وقد ذكر ابن الزبير من هذه الآيات قوله تعالى: ï´؟قل إن هُدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصيرï´¾ [البقرة:120], وقوله: ï´؟ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمينï´¾ [البقرة:145], وقوله: ï´؟وكذلك أنزلناه حُكماً عربياً ولئن اتبعت أهواءَهُم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واقٍï´¾ [الرعد:37].
نلاحظ أن الآية الأولى من آيي البقرة قد خُصِّصت بالاسم الموصول (الذي)، بخلاف الآية الثانية منها وآية الرعد فإنهما قد خصصتا بالاسم الموصول (ما)، فما السبب؟, يقول النحاة: إنَّ (الذي) أخصُّ من (ما) و(مَنْ) وذلك لأنهما قد يأتيان لأكثر من معنى، فقد تأتي (مَنْ) للاستفهام والموصولية والشرط وتأتي (ما) للاستفهام والموصولية والشرط والنفي والتعجب، أما (الذي) فلا يأتي إلا اسماً موصولاً, جاء في (حاشية الصبيان) أن الاسم الموصول (أعرفه ما كان مختصاً ثم ما كان مشتركاً)([38]). وعلى ذلك فإن (الذي) أعرفه من (ما) و(مَنْ) الموصولتين، لأن الذي اسم موصول مختص بالموصولية، بخلاف (مَنْ) و(ما) فإنهما يأتينا لأكثر من معنى كما ذكرنا([39]).
بعد هذه المقدمة نعود إلى الآيات التي ذكرناها لنرى سبب التخصيص فيها:
يقول ابن الزبير: إن سبب ذلك هو أن كلمة (ما) أو جزء من كلمة (الذي)، فـ(ما) تتكون من حرفين، و(الذي) تتكون من خمسة أحرف، ولما أوجز الكلام في آية الرعد على أهل الكتاب ناسبة إيجاز التحذير من حالهم وناسبة مجيء (ما) الموصولة التي هي أوجز من (الذي), أما الآية الأولى من آيتي البقرة فقد تقدمها عدة آيات في الكلام على أهل الكتاب وقبيح مرتكباتهم. ولما أطنب في الكلام عليهم ناسب هذا الإطناب (الذي) هو أطول من (ما) لفظا. ثم إن كلمة (نصير) أوسع من كلمة (واق) لأن صيغة (فعيل) صيغة مبالغة بخلاف صيغة فاعل، وكلمة (واق) أوجز من كلمة (نصير) فناسب الإيجاز والإطناب الإطناب([40]), ويقول في الآية الثانية منهما: لما ذكر بعدها مرتكبات أهل الكتاب وعنادهم وذلك في قوله تعالى: ï´؟الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمونï´¾ [البقرة:146]. وجاء قوله: ï´؟ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمينï´¾ [البقرة:145]. بعد إطناب زائد, لأنها هنا بسياقها بعد (مَنْ) كيفما قدرتها من وتعريف بأكثر مما تقدم، وردت المتكررة مُراعى فيها ذلك… فجِيء بـ(ما) عوضاً عن (الذي) موصولية أو موصوفية تعطي الاستيفاء وتقتضيه، فروعي معناها وروعي فيها تقدم لفظها)([41]).
وهناك توجيه آخر غير ما ذكره ابن الزبير وهو أن ضمير الفعل في الآية الأولى من آيتي البقرة وهو قوله سبحانه: ï´؟إن هدى الله هو الهدىï´¾، يفيد الاختصاص والتقصير، فناسب هذا الضمير المجيء بالاسم الموصول (الذي) المقتصر على الموصولية. أما الآية الثانية من آيتي البقرة فقد جاء فيها قوله تعالى: ï´؟ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتكï´¾ فجاءت كلمة (آية) نكرة، النكرة تفيد العموم والشمول، فناسبها (ما) الموصولة التي يراد بها الإطلاق والعموم. وأما آية الرعد فقد جاء فيها قوله تعالى: ï´؟حُكماً عربياًï´¾, بصيغة التنكير، وجاء بعدها قوله: ï´؟من وليٍ ولا واقï´¾ بصيغة التنكير أيضاً، والنكرة تفيد العموم والشمول، فناسبها (ما) الموصولة التي يُراد بها الإطلاق والعموم أيضاً والله أعلم.
ومن ذلك قوله تعالى: ï´؟ما عندكم ينفدُ وما عند الله باقٍ ولنجزينَّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملونï´¾ [النحل:96], وقوله في الآية التي تليها: ï´؟من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملونï´¾ [97، النحل], وقوله في سورة الزمر: ï´؟ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملونï´¾ [الزمر:35], فقد قال في آيتي النحل: ï´؟بأحسن ما كانوا يعملونï´¾. وفي آية الزمر: ï´؟بأحسن ما كانوا يعملونï´¾. ولهذا التخصيص سببه يبينه ابن الزبير فيقول: (إن آية النحل الأولى قد اُفتتحت بـ (ما) الموصولة في قوله: ï´؟ما عندكم ينفدï´¾. وتكررت في قوله: ï´؟وما عند الله باقٍï´¾، والمراد بها الإطلاق والعموم فناسبها قوله: ï´؟بأحسن ما كانوا يعملونï´¾.
وأما آية النحل الثانية فقد افتتحت بقوله: ï´؟من عملï´¾ وهو عام، لأن (مَنْ) شرطية وهي نكرة فتشمل كل عامل، وفسّره بقوله: ï´؟من ذكر أو أنثىï´¾, وهو نكرة، لذا جاء الجزاء عاماً فجاء بـ (ما) وقال: ï´؟بأحسن ما كانوا يعملونï´¾.
وأما آية الزمر فقد وردت في طائفة بعينها، حيث سبقها قوله تعالى: ï´؟والذي جاء بالصدق وصدَّق بهï´¾ [الزمر:33]. فالذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به متقدموا أصحابه، وهؤلاء لا في حالهم وغيرهم، وفيهم ورد ما بعد، وإليه ترجع الضمائر في وله: ï´؟هم المتقونï´¾ [الزمر:33] وقوله: ï´؟لهم ما يشاءون عند ربهمï´¾ [الزمر:43]. ولذا جاء بـ(الذي) المختصة في الموضعين فقال: ï´؟ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملونï´¾([42]).
ونظير آية الزمر قوله تعالى: ï´؟والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملونï´¾ [العنكبوت:7]. فقد جاء بـ(الذي) لا بـ (مَنْ) وهو اسم موصول معرفة، ثم عرّف العمل الصالح فقال: ï´؟وعملوا الصالحاتï´¾ ولذا جاء الجواب مخصصاً فجاء بـ (الذي) فقال: ï´؟أحسن الذي كانوا يعملونï´¾"([43]). فآية العنكبوت تشترك مع آية الزمر في الخصوص، وآيتا النحل تشتركان في العموم، فاستعمل (ما) لما هو عام و(الذي) لما هو خاص. ومن ذلك قوله تعالى: ï´؟ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصالï´¾ [الرعد:15].
وقوله: ï´؟ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكةï´¾ [النحل:49], نلاحظ أن الآية الأولى قد خصصت بالاسم الموصول (مَنْ)، والثانية بالاسم الموصول (ما) مما سبب ذلك؟
ذهب النحاة إلى أن الفرق بين (مَنْ) و(ما) الموصولتين أن (مَنْ) مختصة بالعقلاء، و(ما) تقع على ذوات ما لا يعقل وعلى صفات من يعقل جاء في (الكتاب): "و(مَنْ) هي للمسألة عن الأناسي ويكون بها الجزاء للأناسي وتكون بمنزلة الذي للأناسي…و(ما) مثلها، إلا أن (ما) مبهمة تقع على كل شيء"([44]).
وفرق ابن الزبير بين آيتي النحل والرد معتمداً الفرع بين (مَنْ) و(ما) الموصولتين فقال: إنه جاء في آية الرد بـ(مَنْ) التي تخص العقلاء لأنه قال: (طوعاً وكرهاً)، والذي يسجد لله طوعاً وكرهاً هو العاقل. وجاء في آية النحل بـ(ما) التي تشمل ذوات ما لا يعقل لأنها قال: ï´؟من دابةï´¾ والدابة لفظ عام يشمل العقل وغيره"([45]).
الخاتمة:


أحمدك ربي كما علمتني أن أحمد، وأصلي وأسلم على خير خلقك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد: ففي ختام هذه الرحلة مع هذا البحث أجملُ أهم الأمور التي توصل إليها هذا البحث منها:
أن اللغة العربية أفضل اللغات –دون تحيّز– على الإطلاق، بسبب ما امتازت به من إيضاح في البيان، ودقة في التعبير، وعلوٍّ في الفصاحة والبلاغة، وسعة في الألفاظ والمفردات، بسبب ما توفر فيها من الاشتقاق الذي لم تحظ به غيرها من اللغات، وكل ذلك هيأها لأن تكون لغة للتشريع الإسلامي.
ورأينا من خلال هذه الرحلة آيات لها أكثر من سبب للتخصيص، فقد يكون للآيتين المتشابهتين توجيهان أو ثلاثة أو أكثر، وربما لو تأملنا فيهما لوجدنا لهما توجيهات أخرى لم يسبق لها ذكر، وهذا يدل على أن كتاب الله تعالى لا تنقضي عجائبه كما جاء في الحديث الشريف.
مرت آيات متشابهة وفق العلماء في توجيهها توفيقاً كبيراً، وآيات أخرى تكلَّفوا في توجيهها تكلفاً واضحاً.
وتبين لنا أنه يمكن التوصل إلى كثير من التوجيهات بمعرفة القواعد النحوية والصرفية، وهذا يعني أن الذي لا يعرف القواعد النحوية والصرفية معرفة جيدة لا يستطيع الاهتداء إلى معرفة سبب اختصاص كل آية بما خُصصت به.
وأختم بحثي هذا بقول الله تعالى: ï´؟قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراًï´¾ [الإسراء:88].
هوامش البحث:



[*] باحث أردني بمرحلة الدراسات العليا, ومدرس بوزارة التربية والتعليم الأردنية.

[1] لسان العرب (مادة شبه)، 17/397-398.

[2] البرهان في علوم القرآن، للزركشي، 2/69-70؛ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، 3/3-4.

[3] البرهان، للزركشي، 1/112؛ الإتقان، 3/339.

[4] شرح الكافية الشافية، 1/222؛ والفوائد الضيائية، 2/149؛ وحاشية الخضري، 1/53.

[5] ملاك التأويل، 1/70-73.

[6] تفسير الرازي، 3/103؛ والبرهان للكرماني، (74-75)؛ والبرهان للزركشي، 3/219؛ ومعترك الأقران، 2/320؛ وتسهيل السبيل (سورة البقرة).

[7] معاني النحو، (1/118-119).

[8] المصدر نفسه، (1/119).

[9] ملاك التأويل، (1/129).

[10] درة التنزيل، ص29.

[11] كشف المعاني، ص116؛ البرهان للكرماني، ص86، بصائر ذوي التمييز، 1/155.

[12] التعبير القرآني، ص191.

[13] ملاك التأويل، 2/587.

[14] درة التنزيل، 252.

[15] التعبير القرآني، 308.

[16] ملاك التاويل، 2/742.

[17] كشف المعاني، 272.

[18] معاني القرآن للفراء، 1/435؛ المساعد على تسهيل الفوائد، 2/93؛ البحر المحيط، 4/492.

[19] معاملات التأويل، 2/611.

[20] درة التنزيل، 268؛ البرهان للكرماني، 162؛ بصائر ذوي التمييز، 1/258.

[21] التعبير القرآني، 177.

[22] ملاك التأويل، 1/156؛ وتفسير الكشاف، 1/560.

[23] المصدر نفسه، 1/156-157؛ الكشاف، 2/312.

[24] معاني القرآن، 1/214.

[25] البحر المحيط، 4/56.

[26] من أسرار البيان، 157.

[27] يعني آية المائدة.

[28] ملاك التأويل، 1/158.

[29] كشف المعاني، 129؛ البرهان للكرماني، 90.

[30] من أسرار البيان القرآني، 158.

[31] الكتاب، 1/404.

[32] المقتضب، 2/295.

[33] همع الهوامع، 1/299؛ المساعد على تسهيل الفوائد، 1/160.

[34] ملاك التأويل، 1/160.

[35] درة التنزيل، (117)؛ البرهان للكرماني، 106-107؛ معترك الأقران، 3/322؛ تسهيل السبيل
(سورة الأنعام)، وروح المعاني، 11/125.

[36] وهي قوله تعالى: (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أتوا العلم ماذا قال آنفاً أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم) [16، محمد].

[37] الجملة العربية والمعنى، 133-134.

[38] حاشية الصبيان، 1/107.

[39] معاني النحو، 1/148-149.

[40] ملاك التأويل، 85-87.

[41] ملاك التأويل، 1/87.

[42] ملاك التأويل، 2/626-228.

[43] معاني النحو، 1/150.

[44] الكتاب، 2/309؛ شرح المفصل، 3/145؛ شرح الكافية الشافعية، 1/276.

[45] ملاك التأويل، 2/562.
مصادر البحث ومراجعه:
الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، بيروت (1407هـ-1987م).
البحر المحيط، أثير الدين أبو عبد الله بن حيان الأندلسي، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد عوض، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، (1413هـ-1993م).
البرهان في توجيه متشابه القرآن، محمود بن حمزة الكرماني (505هـ)، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الفضيلة.
البرهان في علوم القرآن، بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى (1376هـ-1957م).
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي، تحقيق الأستاذ محمد علي النجار، القاهرة (1383هـ).
تسهيل السبيل،أبو الحسن محمد بن محمد البكري، مخطوطة بمكتبة الأوقاف ببغداد، رقم2320.
التعبير القرآني، د. فاضل صالح السامرائي،دار عمار الأردن،الطبعة الأولى(1418هـ-1998م).
الجملة العربية والمعنى، الدكتور فاضل صالح السامرائي، دار ابن حزم، الطبعة الأولى (1421هـ-2000م).
حاشية الخضري على شرح ابن عقيل، محمد بن مصطفى الخضري، دار إحياء الكتب العربية بمصر، عيسى البابي الحلبي وشركاه.
حاشية الصبيان على شــرح الأشموني، محمد بن علي الصبــــيان، دار إحياء الكتــب العــــــربية, بمصر، عيسى البابي الحلي وشركاه.
درة التنزيل وغرة التأويل، الخطيب الإسكافي، نشر عادل نويهض، دار الآفاق الجديدة، بيروت (1393هـ-1973م).
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود الألوسي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
شرح الكافية الشافية، جمال الدين أبو عبد الله بن مالك الطائي، تحقيق الدكتور عبد المنعم أحمد هريدي، دار المأمون للتراث، الطبعة الأولى (1402هـ-1982م).
شرح المفصل، موفق الدين بن يعيش النحوي، إدارة الطباعة المُنيرية.
الفوائد الضيائية، نور الدين بعد الرحمن الجامي، تحقيق الدكتور أسامة طه الرفاعي، مطبعة وزارة الأوقاف في الجمهورية العراقية (1403هـ-1983م).
الكتاب،أبو بشير عمرو بن عثمان(سيبويه)، مصورة من طبعة بولاق، مكتبة المثنى، بغداد.
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، جار الله الزمخشري، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد عوض، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى (1418هـ-1998م).
كشف المعاني في المتشابه من المثاني، بدر الدين بن جماعة، تحقيق الدكتور عبد الجواد خلف، دار الوفاء، الطبعة الأولى (1410هـ-1990م).
لسان العرب، ابن منظور، نسخة مصورة على طبعة بولاق، الدار المصرية للتأليف والترجمة.
المساعد على تسهيل الفوائد، بهاء الدين عبد الله بن عقيل، تحقيق الدكتور محمد كامل بركات، دار الفكر بدمشق، الطبعة الأولى (1420هـ-1982م).
معاني القرآن، أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية (1980م).
معاني النحو، الدكتور فاضل صالح السامرائي، الجزءان الأول والثاني في مطبعة التعليم العالي في الموصل (1986-1987م). والجزءان الثالث والرابع في مطبعة دار الحكمة للطباعة والنشر، بغداد (1991م).
معترك الأقران في إعجاز القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق محمد علي البجاوي، دار الفكر العربي.
المقتضب، أبو العباس بن يزيد المبرد، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة (1386هـ).
ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل، أحمد بن الزبير الغرناطي، تحقيق الدكتور محمود كامل أحمد، دار النهضة العربية، بيروت (1405هـ-1985م)، والنسخة الثانية دراسة وتحقيق سعيد الفلاّح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1983م.

همع الهوامع شرح جمع الجوامع، جلال الدين السيوطي، تحقيق وشرح الدكتور عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية، الكويت (1975م).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 104.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.26 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]