دور المرأة المسلمة في تمكين الوحدة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849962 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386164 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-07-2019, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي دور المرأة المسلمة في تمكين الوحدة الإسلامية

دور المرأة المسلمة في تمكين الوحدة الإسلامية
أم عبد الله نجلاء الصالح


دور المرأة المسلمة في تمكين الوحدة الإسلامية
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد : ــ
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلون . واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون . ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون . ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم . يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون . وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون . تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ) آل عمران 102 ــ 108 . ما أعظم هذه الوصايا !! وما أحوجنا إليها في زمننا هذا ، زمن الغربة ، غربة الإسلام في بلاد المسلمين ، غربة انحرف فيها المجتمع المسلم عن المنهج الرباني إلى جاهلية أشد من الجاهلية الأولى، في شتى شؤون الحياة ، إلا ما شاء الله . دعوات قامت تنادي بالإنفتاح ... الإنفتاح الفكري ، والإعلامي ... تطالب بالحرية ! أي حرية يريدون ؟ ، ومن أي منطلق ينطلقون ؟ . إنهم يريدون للأمة الإسلامية أن تحيا بلا هوية عقدية ، لتزداد فرقة وانقساما ، على فرقتها ، يريدونها حرية تعبير وانفتاح بلا ضوابط شرعية . وكان لهم ما أرادوا بقدر الله تبارك وتعالى ، حتى أننا نجد أفراد الأسرة الواحدة ، كلّ في اتجاه ! ، مما أدى إلى ضعف الأمة ووهنها ، وانتشار روح اليأس والإحباط فيها . قال غلاستون المتعصب الإنجليزي : ( لا تستقيم حالة الشرق لنا ، ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن ، وتؤتى المسكرات والمخدرات ، وتؤتى الفواحش والمنكرات ، فتختل قوى الإسلام ) . عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول ! وما الوهن؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) الصحيحة 958 . لقد غاظ أعداء الإسلام تكامل هذا الدين ، وتمسك المسلمين به ، حقدا من عند أنفسهم وحسدا ، نشروا العري والرذيلة والفساد بدواعي التقدم والحضارة ، وخدع بهم الكثير ، فرفع الحجاب ، وفسد الشباب ، واستهزىء بالدين وأهله، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فحلَت الفرقة والقحط والخرلب ، وآلت الأمة إلى ما آلت إليه . عن زينب بنت جحش رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من وهو يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) . ( وعقد سفيان بيده عشرة . وفي رواية : وحلق باصبعه الإبهام والتي تليها ) قلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث ) مختصر مسلم 1987. عرف أعداء الإسلام من أين يبدأون ، بدأوا بإفساد المرأة ، ليجعلوا منها معول هدم للمجتمع المسلم. إذ أن أول فتنة في بني إسرائيل كانت من النساء. حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بقوله : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) مختصر مسلم 2068 . تعالت أصوات تنعق ، تندب حظ المرأة المسلمة ، وقامت جمعيات ، و مؤتمرات، وانطلقت احتجاجات ، تطالب بالتحرر ! ــ تحرر من ماذا ؟ ـــ إنه تحرر من ضوابط الشارع الحكيم حسب الأهواء ... طالبت بمنع الحجاب ــ لأنه بنظرهن القاصر [ يمنع انطلاق العقل والتفكير ] ! ــ وطالبت بمنع التعدد [ لأنه ظلم وخيانة ] ! ... طالبت بالمساواة مع الرجل ، في العمل ، في الميراث ، وغيره ... طالبت بحقوقها !! . فجابت البلاد شرقا وغربا تستجديها بحجج باطلة ، وشبه فاشلة ... تمردت بها على المنهج الرباني ... وبدعم من أدعياء الحضارة والتقدم رجالا ونساءا ! ، وتقليدا لوضع سئمته النساء في الغرب ، وحرية دفعت ثمنها سعادتها ، وراحة نفسية افتقدتها ، بعد ارتفاع معدلات التفكك الأسري ، والجريمة بين النساء ، ارتفاعا مذهلا مع نمو حركات التحررالنسائية فيها ، التي يتباكون عليها . ذكرت مجلة الفرقان الصادرة في الكويت في عددها رقم 114 صفحة 55 عن عوامل انحلال الحضارة الغربية أطلق عالم الإجتماع الفرنسي [ بونار أوديل ] هذا النداء ، وهو بعنوان : ( أنقذوا العائلة في الغرب من الموت ) وذلك بعد دراسة استمرت سنتين ، توفر لديه فيها من المعلومات والإحصائيات عن وضع المرأة في الغرب ، والأسرة بشكل عام ، ما يثبت أنه قد حان الوقت أن تقرع أجراس الإنذار في كل بيت من بيوت الغرب ، فقد تنقل هذا الباحث المتخصص بين مختلف البلاد الأوروبية وعبر الأطلسي مرورا بالولايات المتحدة وكندا وكانت حصيلة دراسته كتابا بعنوان : [ أنقذونا ] وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة لقاءات وحوارات وقصص سمعها من النساء الغربيات وبعض الأطفال في الأسر، الذين أبدوا جميعا استياءهم واستنكارهم للحال التي وصلت إليها المرأة تحت ما يزعمون من حقوق للمرأة ومساواتها بالرجل ) انتهى .
1 قال الله تعالى : ( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ) التوبة 69. قال العلاَمة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره ( 3 / 263 ) : ( أي خضتم بالباطل والزور وجادلتم بالباطل لتدحضوا به الحق ! فهذه أعمالهم وعلومهم : استمتاع وخوض بالباطل ، فاستحقوا من الله سبحانه ، العقوبة والإهلاك ما استحق من قبلهم من فعلوا كفعلهم ... ) انتهى . تلك الحرية التي يريدون ! ، تخبط وضلال وانحراف عن طريق الحق والهداية ! ، حرية مقتها حتى أصحابها. أما لنا فيما حلَ بهم عبرة ؟ ! أما آن لنا أن نراجع أنفسنا ؟ !، أما يكفي ما تعاني منه الأمة من الهلاك، والبلاء ، وتكالب الأعداء ؟ . ألا نرضى بما قسم الله تبارك وتعالى لنا في قوله : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ) النساء 32. ؟ . أختاه : إن النساء شقائق الرجال ، وإن الله تعالى امتنَ على المرأة المسلمة ، فأوصى بها، وأكرمها ، وأنصفها ، ورفع الظلم عنها ، وخلقها لأمر عظيم ! جد عظيم ، له أثر عظيم في رفع شأن هذه الأمة ، ووحدة كلمتها ، إذ أن التمكين المرجو للأمة يبدأ من الأسرة ، والمرأة الصالحة عنصر هام فيها . أسباب تعين المرأة في تمكين وحدة المسلمين 1 : إلتزام طريق النجاة ، والإعراض عن الدعوات الباطلة ، فلا نلقي لها بالا ، ولا نغتر بكثرة الأحزاب والجماعات . فإن هذه الأمة لن تصلح إلا بما صلح به أولها، لن تصلح إلا بالرجوع إلى كتاب الله تبارك وتعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك هو : الدين باتفاق الأئمة رحمهم الله ، وهو العصمة من الإنحراف والوقوع في الضلال . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) الصحيحة 1761 . إن خير الناس القرون الثلاثة سلفنا الصالح رحمهم الله ، صدقوا الله تبارك وتعالى، واستقاموا على أمره ، وجعلوا منه منهج تلقَ للإتباع والتطبيق قولا وعملا ، لا منهج استمتاع بالأهواء، ومباهاة بالمراكز والمناصب . تمسكوا بما جاءهم من عند الله تبارك وتعالى ، وعضوا عليه بالنواجذ ، لم يلتفتوا إلى فلسفات الهند واليونان وغيرهما ، ولم يبهروا بالحضارات السابقة ، فكانوا غرباء لقلتهم وسط فرق ضالة منحرفة كثيرة . صلحوا وثبتوا، فتميزوا تميزا واضحا في كل شيء ظاهرا وباطنا ، وذلت لهم فارس والروم رغم قلتهم ، ففتحوا البلاد ، وقلوب العباد . إنّ استقامتهم كانت سر تميزهم وقوتهم ، خافوا الله تبارك وتعالى، واتبعوا رضوانه ، والتفوا حول رسوله صلى الله عليه وسلم على أمر جامع ، وكلمة سواء، فرضي الله عنهم ورضوا عنه ، وبدل خوفهم أمنا ، ومكَن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وكانت بداية التكوين لدولة الإسلام . قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور 55 . ما أحرانا أن نتبع خطاهم ، وأن نقتفي أثرهم ، في زمن الغربة والإختلاف . فإياك أختاه أن تعيشي ورعيتك على الهامش ، أو أن ترضوا بالقليل من متاع زائل في الحياة الدنيا ، وتعرضوا عما أعد الله تبارك وتعالى لعباده الصالحين في الدنيا والآخرة ، فإن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها . قال الله تعالى : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران 105 . 2 : - أختاه : أنت راعية في بيتك ، ومسؤولة عن رعيتك بين يدي الله يوم القيامة . أنت الأمل بإذن الله تعالى وتوفيقه ، بإمداد هذه الأمة بالعناصر المؤمنة الصالحة ، وتربية الأبناء التربية الإيمانية ، وتأصيل قاعدة الولاء والبراء في نفوسهم على تقوى من الله تبارك وتعالى ، وتنشئتهم على الرضا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا . استسلاما لأمره ، ورضا بحكمه ، وتقيَدا بشرعه ، وتأدبا بآدابه ، وحثهم على ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، بالقدوة الصالحة ... بالحنان والمحبة تلمَين شمل الأسرة ، وتقوَمين معوجَها ، بحيث يفهم كل فرد دوره ، وما أراد الله تعالى منه في هذه الحياة الدنيا، لتبقى الأسرة المسلمة حصنا حصينا ضد كيد الأعداء من شياطين الأنس والجن. إذ أن التمكين للبنات وحدة المسلمين ، يبدأ بحسن الرعاية والتوجيه . قال الله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في المر فإذا عزمت قتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران 159 . 3 : - ما أروع أن تكوني [ البطانة الصالحة لزوجك ] ، وذلك بحسن العشرة ، وأخذ العبرة ، وبذل التناصح ، والتفاهم معه حول تربية الأبناء والتعامل مع الأهل ، وما يعترض الأسرة من مشكلات بحلم وأناة ، لتبقى قوية متماسكة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقيتن الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ) صحيح . رواه ( البيهقي عن أبي أذينة الصدفي مرسلا . الصحيحة 1849 . أعيني زوجك ، وشدي من أزره للتمسك بهذا الدين، والدعوة إليه ، والصبرعلى ذلك ، طاعة لله وابتغاء مرضاته ،. قال الله تعالى : (ومن أحن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين . ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الي ذي بينك وبيه عداوة كأنه ولي حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذوحظ عظيم . وإما
2 ينزغنك من اشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت 23 ــ 26 . أن كثيرا من النساء هداهن الله لا همَ لهن إلا أنفسهن ... لا همَ لهن إلا ... دنيا !... فاحذري أختاه أن تكوني له عقبة في طريق الخير ، فتصدَي عن سبيل الله !. ولنا في أمهات المؤمنين – أسوة حسنة ، فها هي خير النساء ــ السيدة خديجة رضي الله عنها ، أول من آمنت من النساء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيدته ماديا ومعنويا ، عند بدء الرسالة ، ونزول الوحي ، هدأت من روعه صلى الله عليه وسلم ، عندما أخبرها خبر الوحي ، قائلة : ( كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ) . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر فقال : ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه ، فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال : وما جاء بك يا عمر ؟ قال الجوع يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : وأنا قد وجدت بعض ذلك ، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النحل والشاء ، ولم يكن له خدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لأمرأته : أين صاحبك ؟ قالت : انطلق يستعذب لنا الماء ، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها [ أي يتدافع بها لثقلها ] فوضعها ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويفديه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفلا تنقيت لنا من رطب ) فقال يا رسول الله إني أردت أن تختاروا ، أو تتخيروا من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد ) فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تذبحن لنا ذات در ) فذبح لهم عناقا ، أو جديا ، فأتاهم بها فأكلوا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( هل لك خادم ؟ ) فقال : لا ، قال : فإذا أتانا سبي فاتنا ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث ، فاتاه أبو الهيثم ، فقال صلى الله عليه وسلم : إختر منهما ، فقال ، يا رسول الله إختر لي ، فقال صلى الله عليه وسلم ( إن المستشار مؤتمن )، خذ هذا ، فإني رأيته يصلي ، واستوص به معروفا ) ، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته ، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت امرأته : ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه ، قال : فهو عتيق ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألونه خبالا ، ومن يوقَ بطانة السوء فقد وقي ) حديث صحيح ــ الشمائل صفحة 69 ــ 81 . 4 : - طلب العلم الشرعي من مظانَه ، وحث الأبناء على ذلك ، إذ أن الأمة في أمسَ الحاجة إلىعلماء ربانيين، يقودون الأمة إلى سبيل النجاة ، لتكون أمة وسطا بين الأمم ، كما أراد الله تبارك وتعالى لها . فلا معاندة مع العلم ، كحال اليهود الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بالمغضوب عليهم ، ولاغلوَ مع الجهل كحال النصارى الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بالضالين في سورة الفاتحة . واستشارة أهل العلم والدين ممن يوثق بعلمهم ، وحسن اتباعهم ، ورجاحة عقولهم ، عند الحاجة إليهم ، والتحلق حولهم في مجالس الذكر، فإنهم منارات الهدى في الأيام الحالكات . قال الله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) الكهف 28 . 5 : - المسابقة إلى الطاعات ، وترك المنكرات ، والكف عن المعاصي ، والصبر على الإبتلاء ، واستشعار الأجر العظيم على ذلك في زمن الغربة . فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين شهيدا منكم ، قالوا يا نبي الله ! أو منهم ؟ قال : بل منكم ) صحيح رواه الطبراني في الكبير ــ صحيح الجامع 2234 ــ الصحيحة 494 . 6 : - الحذر والإنتباه الدائم ، من مكر المارقين ، والمتربصين من أعداء الدين ، الذين أرادوا إقصاء المسلم عن دينه ، خاصة ا لمرأة وإفسادها ، وإشغالها بتوافه الأمور، والجري وراء ماركات ، وتقليعات ، وفتن بثوها بالأسواق ، ووسائل الإعلام ، لتكون أكبر همها ، ومبلغ علمها ، [ باسم تحرير المرأة ] ، يريدونها متمردة تائهة حائرة تتخبط ، ثم بفسادها تفسد الأجيال . لأنهم يعلمون أنَ المرأة المؤمنة بربها المتمسكة بقيمها ، من الصعوبة عليها بمكان التخلي عن مبادئها الدينية وقيمها الأخلاقية ، ذلك مما يشكل حجر عثرة أمام مخططاتهم وما يمكرون . 7 : - اجتناب الفتن ، والإستعاذة بالله منها ما ظهر منها وما بطن ، فقد أظلت المسلمين فتن كقطع الليل المظلم ، فتنة الشبهات والشهوات ، وصحبة السوء وأئمة السوء ، وفرق الضلال ، فتنة الأموال، والبنوك الربوية ، فتنة الأزواج والأولاد . وفتنة النساء ... الله ... الله يا أختاه إياك أن تكوني سببا فيها . عن أسامة بن زيد ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه . وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لبَ منكن ، أما ناقصات العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل ، وأما نقصان الدين فإن إحداكن تفطر رمضان ، وتقيم أياما لا تصلي) رواه ( حم ، د ) صحيح الجامع 5624 .
3 أخي في الله : أنت القوام في الأسرة ... أنت الربان لقيادتها ... والأمة بحاجة إلى علو الهمة ، والتشمير عن ساعد الجد ، بعد هذا التمزق الذي تتفطر منه الأكباد . آن لنا أن نضع اليأس والإحباط جانبا ، وأن نتفكر في الأسباب التي أدت إلى الهلاك والفساد ، وضياع البلاد والعباد . فلا تتخلَى أخي عن دورك الذي أكرمك الله تبارك وتعالى به ، وأعدَك له ، كما فعل الكثيرمن الرجال هداهم الله فاسترجلت نساء ، وهانت عليهم أنفسهم ، قبل أن يهونوا على الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . أخي في الله ، أختاه : أما نرضى بما رضي الله تبارك وتعالى لنا بقوله سبحانه : (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصللحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) النساء 34 . ما أجمل أن نحزم أمرنا ، ونصلح شأننا كل من موضعه الذي ارتضاه الله تعالى له ، فنقيم عوجنا ! . ما أجمل أن نتواصى بالخير ... نتواصى بالحق والصبر فيما بيننا ! . ما أجمل أن نجتمع على كلمة سواء تجمع شمل المسلمين ، مقرين بكل ما جاء في كتاب ربنا تبارك وتعالى ، وما صح من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ، على فهم سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين ، عاملين به كلَ لا يتجزىء . نبدأ بأنفسنا ، في بيوتنا ، وأبنائنا ، ومن حولنا ، ليقوم الدين على أساس متين ، وليعود للإسلام عزه ، ومجده ، وماضيه التليد ، وما ذلك على الله ببعيد ، فإنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.89 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]