المقامة الرمضانية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 33 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 772 )           »          منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-05-2020, 12:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,653
الدولة : Egypt
افتراضي المقامة الرمضانية

المقامة الرمضانية












عبدالله بن عبده نعمان العواضي




حدثنا مسلم بن عبد الله قال: ولجَ علينا شهرُ رمضان، فتقاطرَ إلى المساجدِ الرجالُ والوِلدان، فأقبلوا على تلاوةِ القرآن، وابتهلوا بين يدي الرحمن، وصلَّوا صلاةَ مكسوّةً بالخشوع، وأطالوا فيها السجودَ والركوع. فقلت: ما أحسنَ أَوبةَ العباد، بعد الإعراض والبعاد، وأعظمَ هذا الجمعَ الخاضع، الذي غصَّ به الجامع، وقد تركَ وراءه منازعَ دنياه، وهفا إلى منافع أُخراه، يحدوه طلبُ الأجر والغفران، ويُطمِعه نيلُ الجنة والرضوان.







وبينا أنا سابحٌ في إعجابِ العين والقلب، بجمعِ العابدين بين يَدي الرب إذ أعلنَ المؤذنُ بالإقامة، وبَرزَ الأقرأُ للإمامة، فصلينا الظهرَ وكأنا في جُمعةٍ من الازدحام، أو يومِ عيدٍ من عيدي العام، فلما قضينا الصلاةَ بالسلام، وشرعنا بالاستغفارِ قبل الكلام، وقفَ بين أيدينا شيخٌ ذو هيبةٍ ووقار، فامتدتْ إلى مقامه الأعناقُ والأبصار، وبدا من سحنته سيما الصالحين، وجَلالُ العالِمين، فامتطى قدميه، وقبضَ رأسَ عصاه بِراحتيه، وأسرجَ القولَ إلينا، وأملى من حديثه علينا فقال:



الحمدُ لله الذي جعل رمضانَ خيرَ الشهور، واصطفى زمنَه على سائر الأزمان والدهور، وجعله منزلاً لتنزُّل بركاته، ومضاعفةِ الأجور على طاعاته وقرباته.







وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله الذي أوجبَ صيامَ رمضان على العباد، ووعدهم بعظيم الثواب عليه يوم التناد.







وأشهد أنَّ محمداً عبدُه المصطفى، ورسوله المجتبى، الذي أرشدنا إلى فضائلِ هذا الشهر وأعمالِه، وحثَّنا على المسابقة إلى الخيرات في ظِلاله.







صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وصحابته المكرمين، وسلَّم تسليمًا.



أيها الناس، لقد أظلّكم شهرٌ عظيم، ونزلَ بفِنائكم ضيفٌ كريم، يحملُ معه جوائزَ غاليةَ الثمن، وغصونًا متهدِّلةَ الجَنى والمِنن، ينتظر مستأهلاً يحُلِّيه بأجمل حُلاه، ويُهديه ألذَّ ما في مُجتناه، فهل فيكم من هو أهلٌ لهذه الهدايا، قبل الندم يوم المنايا، ومسارعٌ إلى هذه الخيرات، قبل النزول إلى محلَّة الأموات؟







فلِمثلِ هذا الخير يسارعُ المسارعون، وفي فضله يتنافسُ المتنافسون، أفما سمعتم اللهَ يدعوكم إلى المسارعة في آل عمران، ويندبكم إلى المنافسة في المطفِّفين قبل الحسرة والخسران؟







ألا فليدِّكرِ الغافل، قبل الأجل النازل، وليعملِ العاملُ قبل الفوات، وليُجدَّ المبطئ قبل هجومِ الممات، وليتزودِ العاقل بهذا الزاد، لساعة حاجته يوم المعاد.







أيها الصُوّام، والعُبّاد الكرام، لقد زاركم رمضانُ ليُنضِي أبدانَكم، لكي يُشبِع أرواحَكم، ويُشغل جوارحَكم وأعضاءكم، حتى يُصلِح قلوبَكم وأنحاءكم، فما لكثرةِ الطعام هلَّ هلالُه، ولا لطولِ المنامِ قد امتدَّ ظِلالُه، فما لي أسمعُ عن قومٍ قد أخذوا الأسواقَ إلى البيوت، وكأنهم لن يجدو إلى عامٍ بعضَ القُوت، وما لي أجدُ كثيرين مغرَمين بطولِ عِناق الِّلحاف، في زمنٍ فضلُ الصحوِ فيه غيرُ خاف، أفما يفقهون حِكمةَ الصيام، ويعتبرون بمن مضى من الأنام، وقد فاتهم فضلُ هذه الأيام، ويتمنون أنهم الساعةَ معكم في هذا الإكرام؟







فأين أنتم من صيامِ اللسان عن فاحشِ المقال، وصيامِ اليدين عن سيئ الأعمال، وصيامِ النظر عن العورات، وصيامِ السمع عن محظور المسموعات، وصيام الخُلق عن دنيِّ الخِلال، وصيام القدمين عن الخُطى إلى شر الفِعال؟







وكيف أنتم في تلاوة الكتاب، والنظرِ في مضمون هذا الخطاب، هل غايتُكم منه الإكثارُ من قراءة الآيات، من غير التزود بالعبرِ والعظات، وهل تقرؤونه والأذهانُ حاضرة، وعلائقُ الدنيا عنكم نافرة؟







أما إنكم لو قرأتم وتدبّرتم، وتأمّلتم واتعظتم، وعملتم بما قرأتموه، وأثَّر فيكم ما تلوتموه لكان ذلك هو الهدفَ المنشود، والعملَ المحمود.







طوبى لكم إن صِرتم ملازمين للتقوى، وصدَقتم اللهَ في العلن والنجوى، ودمتم على صلاة التراويح، التي تَشفيكم من التباريح، فما حافظَ عليها إلا عبدٌ صالح، وموفَّقٌ فالح، أرادَ إرضاءَ ربِّه، وغفرانَ ذنبه، قد ترك مُلهياتِ ليالي الصيام، وقلَّلَ من الشراب والطعام، فوجدَ في تلك الصلاة راحتَه، وذاقَ من حلاوتها لذتَه.







يا أربابَ الأموال، وملّاك العقار والغِلال، لقد فُتح لكم بابٌ من أعظم أبوابِ الحسنات، ووردَ عليكم زمنٌ من أفضل أزمان الصدقات، فتفقّدوا بما أعطاكم اللهُ بني غبراء، ولا تصرفنّكم بناتُ النفس عن هذا العطاء، ولا يَعدلنّ بكم أبو مُرَّة عن هذا الحباء، فسارعوا إلى الجود قبل لقاء أُمِّ قشعم، ومجيءِ الندم ولاتَ ساعة مندم[1].







ثم أنشد:






أتى رمضانُ يَرفُلُ بالعطايا

ويَبرُقُ بالفضائلِ والمزايا


ويَندُبنا بِحَثٍّ مُشمعل

على سَبقٍ إلى تلك الهدايا


ففي رمضانَ تزكو النفسُ لمَّا

تصومُ عن الرذائل والخطايا


وتكبحُ جمْحَ أهواءٍ تَنزَّى

وتركبُ نحوَ طهرتها المطايا


وتُهدي للورى خُلقًا كريمًا

يُصونُ عن الفواحش والدنايا


تَخفُّ الرُّوحُ في طلب المعالي

وتَصفو فيه عن دَنس السجايا


ويغدو القلبُ في نهر فُرات

يُغسِّلُ عنه أدرانَ البلايا


هلمَّ اليومَ فالإكرامُ ثَرٌّ

وجِدُّوا في الغَدايا والعَشايا










فيا أهلَ الهمة العالية، والعزمة السامية، استمروا في ميدان السباق، ولا تُصغوا لكل من ثبَّطَ وعَاق، وستعلمون -ما استمريتم- أن عُقباكم إلى خيرٍ عظيم، وموئِل كريم، وحينها ستحمدون ما منكم جرى، وفي الصَّبَاح يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى.







ويا أيها المقصِّرون، لحَاقِ لحاقِ، قبل أن تبلغ الروحُ التراقي، فانزعوا عنكم دثارَ الفتور والكسل، والبسوا شِعارَ الجِد وحسنِ العمل، فما أسرعَ ما تدركون بذلك مَن سبقكم، وتصبحون أسوةً حسنة لمن لحقكم.







ويا أيها المذنبون، البِدارَ البدار، قبل أن تُلقيَكم الأوزار في حفرة من حفر النار، والوحَاءَ الوحاء، والنجاءَ النجاء؛ قبل مفاجأةِ القضاء، وإدراك رسول السماء، فأنتم اليوم في محطة من محطات الغفران، وأيامٍ مشهودةٍ في استرضاء الرحمن.







فاسمعوا مني هذا النصح المبين؛ فإني لكم اليوم ناصح أمين، ولا تُلقوا بهذا القول دَبْرَ آذانكم نَسيًا منسيا، ولا تتخذوه وراءكم ظِهريا؛ فإني عن علمٍ قد تكلّمت، ولحُبٍّ لكم بين أيديكم وقفت، وسلامُ الله عليكم ورحماتُه، وتنزلت عليكم صلواته وبركاتُه.







فلما وصلَ حيث استدرّت موعظتُه العيون، واقتحمتْ ببلاغتها على الغفلة الحصون، وأصغتْ لدُرره القلوبُ قبل الآذان، وصَقلت كلماتُه الأرواحَ والأذهان؛ أسمعه الناسُ الدعاءَ الغزير، والشكرَ الكثير، وأقبلوا عليه يصافحونه، ويُثنون عليه ويعانقونه، فانسللتُ من موضعي إلى تلك الجموع المدِّكرة، وانضممتُ في سلك الزُّرافات المنتظرة، فمددتُ يدي إليه، فسلمتُ بحبٍّ عليه، فإذا هو شيخنا أبو الحارث بتواضعه وعلومِه، وفصاحته وفهومِه، فدعوتُه للمنزل للإفطار، فأبدى لي وجهَ الاعتذار، فودّعْنا شخصَه الصالح، وأبقى فينا قولَه الناصح.







[1] بنو غبراء: الفقراء. وبنات النفس: الوساوس. وأبو مرة: إبليس. وأم قشعم: المنية.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.00 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]