وجه المرآة والغبار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390978 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856442 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2020, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي وجه المرآة والغبار

وجه المرآة والغبار


د. محمود عبدالجليل روزن







ها هنا لطيفةٌ أخرى؛ إذ إنَّ عدم صفاء قلب الناصح هو ووسخ المرآة سواءٌ، فكما لا يرى الناظرُ في المرآة المتسخة إلا صورةً مُشوَّشةً مشوهةً - وإن كان الأصل طيِّبًا حسنًا - فكذلك لا تخرج نصيحةٌ صادقةٌ خالصةٌ من قلبٍ مريضٍ.



إنَّ عدم صفاء القلوب أكبر عائقٍ دون تمام النصيحة أداءً وإذعانًا، لذلك فإنَّ أخطر ما يُصاب به المرء من أمراضٍ هي أمراض القلوب من حقد وحسد وغلٍّ، وإنَّ أخطر ما يؤثر على الإيمان والديانة فساد ذات البين، إذ علَّق الله الإيمان على إصلاح ذات البين مقترنًا بالتقوى وطاعة الله ورسوله، فقال: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]، وأكَّد النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البين؛ فإنَّ فساد ذات البين هي الحالقة»[1]. وفي رواية: «لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين». وفي رواية: «.. بأفضل من ... والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الذي هو ضربٌ من النصيحة لأنَّ إصلاح ذات البين موطِّئ للنصيحة، إذ يحول فساد ذات البينِ - الذي هو سبب أمراض القلوب ونتيجتها - دون أدائها أو دون أدائها على وجهها، أو دون الانتفاع بها كِبرًا وعنادًا.



ولمَّا كان من شأن فساد ذات البين أن يفعل هذا كلَّه؛ فقد صارت النصيحة - كشعبةٍ من شعب الإيمان - مُهدَّدةً بالزوال، وبزوالها يهتزُّ بناءُ الإيمان، ويُصبح عُرضةً للتصدُّع والتهاوي؛ لأنَّ الدين النصيحة. وبذلك لا يُستغربُ من كَونِ فساد ذات البين تحلق الدين.



وعليه؛ تَوجَّبَ على المسلم أن يجتهد في تطهير قلبه، ويمدَّ أواصر المحبة بينه وبين إخوانه، ويحفظ جانبهم من التدابر والتحاسد والتجسُّس والتناجُش، وإن طرأ ما يؤدي إلى القطيعةِ فقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى المبادرة بالإصلاح، ولم يترك الأمر مرسلًا؛ بل حدَّد له خريطة زمنية مؤقتة بثلاثة أيام على الأكثر، ولما كانت النصيحة من آكد واجبات الأخوة الإيمانية فإن مرور ثلاثة أيام في إعراض تُعرِّض هذه الأخوة لخطر محدق، وقد تؤثر على البوصلة التي بها يستطيع كلُّ أخٍ أن يحافظ على مسافة مناسبةٍ لاكتشاف ما بأخيه مما يستوجب تعديل المسار عند اللزوم، لذلك فقد نهينا عن الإعراض والخصام فوق ثلاث ليال؛ فلا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، وخيرٌ من ذلك من يسعى إلى توسيط ذوي الفضل والوجاهةِ للإصلاح، فإن تعثَّرت تلكم المساعي الحثيثةُ - وهو مستبعدٌ إن صدقت النوايا - فليس أقلّ من أن يدعو بظهر الغيب لأخيه أن يطهِّر قلبه.



وانظر إلى وصف التابعين بإحسان إلى الدين:﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].



ولا يُظنُّ أن الحال مقصورةٌ على الناصح فحسب؛ فكما أنَّ قلب الناصح يُحدِّد مدى الانتفاع بنصحه؛ فكذلك قلب المنصوح له، يدلُّك على ذلك أنَّ المرآة قد تكون صقيلةً خالصةً مما يؤثر على جودة انعكاس الصورة على صفحتها، ولكنَّ المشكلة في عين الناظر؛ التي قد تكون كليلةً ضعيفةَ الإبصار، أو قد يكون صاحبها ذا نفسٍ تشاؤميةٍ ترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلًا، فالعيبُ ها هنا ليس عيب الناصح ولكنه عيب المنصوح، وقصر نظره، وكدر نفسه، فتأمَّلْ!



ولهذا؛ قيل: سبعةٌ لا ينبغي لصاحبٍ أن يُشاورهم: جاهل، وعدو، وحسود، ومُراءٍ، وجبان، وبخيل، وذو هوى فإن الجاهل يضل، والعدو يريد الهلاك، والحسود يتمنى زوال النعمة، والمرائي واقف مع رضا الناس، والجبان من رأيه الهرب، والبخيل حريص على جمع المال فلا رأي له في غيره، وذو الهوى أسير هواه فلا يقدر على مخالفته.



والمتأمِّل في السبعة الأدواء الموصوفة يجدها جميعها أدواءً قلبيةً، بل هي أخطر الأدواء القلبية وأشدُّها فتكًا: الجهل وأوَّله غفلةٌ ومآله جهالةٌ، والبغضاءُ، والحسد، والرياء، والجبن، والبخل، والهوى.




تلك حُجُبٌ لا يتأتى معها خيرٌ، والموفَّقُ مَن عُصِمَ منها.



وإنَّ مبدأَ شقاءِ الإنسانِ كانَ رِبقةً من الذُّلِ وغُلًّا من الغِلِّ سيقَ مساق النصيحة لأبوينا، وقاسمهما عدوُّهما: ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 21].





[1] رواه أحمد أوبو داود والترمذي عن أبي الدرداء وصححه الألباني في صحيح الجامع (ح2595).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.00 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]