قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826469 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374372 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 285 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 362 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 483 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 381 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 378 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 384 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-10-2020, 04:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر

قانصوه الغَوري

السُّلطان الشاعر (1)

(906 - 922هـ / 1501 - 1516م)



د. إيمان بقاعي



-1-

هو قانصوه بن عبد الله الشّركسي، السّلطان الأشرف المشهور بالغَوْري[1]، وسمَّاه ابن طولون: "جندب" وجعل قانصوه لقبًا له، قال: والغوري نسبة إلى طبقة الغور.

قال ابن الحنبلي: إحدى الطَّبقات الّتي كانت بمصر مدة تعليم المؤدبين[2]، وهو الّذي ذكره المتنبي وهو يمدح كافورًا:
يدبّرُ الملكَ مِن مصر إلى عدن
إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنّوب[3]




وكان الغوري - رغم تسلّمه مصر وهي في أحرج ساعاتها[4] - مهتمًّا بالعلم والفن والأدب. وقد عاش في عصره علماء كبار كجلال الدّين السّيوطي والسّنحاوي والقسطلاني وزكريا الأنصاري وفخري الدّين عثمان اليمي، ونور الدّين الأشموني ومحمد ابن النَّار الدّمياطي وابن إياس الحنفي.

كذلك عرفت مصر في عهده عددًا لا بأس به من المهندسين والأطباء والمشاهير والصُّناع. وكان مهتمًّا بإنشاء الأبراج والمعامل وسفن الأسطول[5]، كما كان مهتمًّا بمنشآته الخاصة وزخرفة مبانيه وإنشاء البساتين وغرس الفاكهة والأشجار فيها. وكان لديه أماكن عدة يقيم فيها أيامًا يجمع إليه الأمراء ويقيم الموائد والزّينة ويجلب الأزهار، ويستقدم إلى ذلك طائفةً مِن القراء والوعّاظ للقراءة من الذِّكر[6].

أما اهتمامه بالعلم والتَّعليم: فقد توجه إلى العناية بالعلوم الدّينية والعربية، فكانت المساجد والمدارس مفتوحة لأبناء الشّعب، مزودة بمجموعات مِن الكتب، ولها أوقاف ينفق مِن ريعها وبجوارها خوانق وزوايا للصّوفية.

وقد أنشأ مسجدًّا بحي الشّربشيين وبنى إزاءه مدرسة وقبة ومدفنًا ومكتبًا لتعليم الأيتام، ووظف له من كبار شيوخ عصره. وكان التَّعليم في عهده مقسَّمًا إلى ثلاثة مراحل: مرحلة الطّفولة، ومرحلة المراهقة والشّباب، والمرحلة التي يجلس الطَّالب فيها باختياره إلى عدد مِن كبار شيوخ العلم في مسجد أو أكثر فيشافههم مستعينًا بمحفوظاته حتى إذا نضج، اختبره واحد منهم أو أكثر فيما درسه عليه، فيمنحه "إجازة" بالفتوى أو التَّدريس أو رواية الحديث، ومن ثم يفتح له باب العمل والوظيفة.

أما الحياة الأدبية في عهده، فنجد أن العربية الفصحى كانت لغة الرّسائل والمكاتبات الدِّيوانية ولغة التّأليف والشّعر. وقد اشتهرت الخطابة المنبرية لضرورتها الدّينية، وكان الخطباء ينشؤون خطبهم كما ينشئ الكتاب رسائلهم.

وكانت الخطبة ميدانًا للمنافسة بين الخطباء أحيانًا وذلك لاهتمام الجماهير بها. وكان الغوري شديد العناية باختيار خطبائه كما كانت العناية بالكتابة الفنية عناية بالغة؛ فمنذ زمن بعيد وديوان الإنشاء بالقاهرة قائم يتولى تسلم الرَّسائل والمكاتبات الواردة باسم السّلطان ويرد عليها ويلقب رئيسه بـ: (كاتب السّر)، ويُختار مِن بين أفاضل الكتَّاب وأبرعهم إنشاء، وأعرفهم برسوم المكاتبات الدِّيوانية، فضلاً عما يتَّصف بها من الذَّكاء والعلم والسِّياسة وبُعد النظر، فكان وجود هذا الدِّيوان سببًا في تنافس فحول الكتاب في إجادة الكتابة.

وكان لكلٍّ مِن الكتابة الدّيوانية وغير الدّيوانية، قيود فنية والتزامات بديعية ظلت على مدى العصر تزيد وتكثر ألوانها حتى أثقلت كاهل الكتابة آخر الأمر[7]. واتًّضح ذلك في عهد الغوري أكثر مما كان قبله واشتهر مِن رؤساء ديوان الإنشاء في العهد المذكور: القاضي محمود بن أجا الحلبي (كاتب السّر بمصر)، ونائبه القاضي: شهاب الدّين أحمد بن الجيعان[8].

أما أشهر الكتَّاب في هذا العصر، فكانوا: "فضل الله العمري وابن نباته ومحيي الدّين بن عبد الظّاهر"[9]، والأخير أشهرهم.

وكان الشّعر في عصره أكثر رونقًا وجودة مِن الكتابة. وقد تضمَّن الشّعر أغراضًا متعددة منها: النَّقد الاجتماعي والهجاء والمدح والمديح النَّبوي والغزل والتَّشوق والعتاب والوصف والرِّثاء.

كما تناول شؤون التّربية والحكمة والنَّصيحة والتَّصوف، وكذلك رثاء الدّولة الزَّائلة، والإخوانيات بعامة[10].

وكان الشّعراء كثيري العدد، إذ ذكر ابن إياس أن مائتي شاعر انبرى للرَّدِّ على الشَّاه إسماعيل الصُّوفي، ملك العجم الّذي أرسل متهكمًا بيتي شعر للغوري مع رسول له يحمل رأس أزبك خان ملك التّتار، فاختار السّلطان رد الشّاعر صفي الدّين الحلي وأرسله إلى الشَّاه.

وبيتا إسماعيل الصُّوفي اللّذان تهكَّم فيهما على الغوري لاهتمامه بغرس الرَّياحين عن الحروب والقتال هما:
السَّيفُ والخنجرُ ريحانُنا
على النّرجس والآسِ

مُدامنا مِن دمِ أعدائِنا
وكأسُنا جمجمة الراسِ


أما بيتا الحلي فهما:
ولي فرسٌ للخيرِ بالخيرِ ملجمٌ
ولي فرسٌ للشَّرِّ بالشَّر مسرجُ

فمَن رامَ تقويمي فإني مقومٌ
ومَن رامَ تعويجي فإني معوجُ[11]




وقد اشتهر عدد كبير مِن الشّعراء في عصره فكانت الحركة الأدبية ذات نبض وحياة ونتاج[12].

قانصوه الغوري أديبًا


كان السّلطان الغوري أديبًا شاعرًا محبًّا للعلم والأدب، واسع المعرفة بثقافة عصره. وله شعر بالعربية والترُّكية، وشعر ملمّع (بعض أبياته بالعربية وبعضها بالتركية - أو بعض أقسام كل بيت مِن الأبيات بالعربية وبعضها الآخر بالترُّكية[13]، وكان ذا ملَكة يتفهم بها الأدب...

وكان مُشاركًا في علوم العربية مِن نحو وبلاغةٍ وغيرها[14]، كما كان عارفًا بلغات عديدة؛ ففي مجالس السّلطان الغوري ينقل عبد الوهاب عزام فيما يتعلق بهذا الموضوع:
"ثم قال مولانا السّلطان: أنا أعرف كثيرًا مِن الألسّن، فتكلم في كل لسان مثل فصحائهم:
الأول: العربي، والثّاني: اللِّسان العجمي، والثّالث: التركي، والرّابع: الكردي، والخامس: الأرمني، والسَّادس: الشّركسي، والسَّابع: أوزه وأخوخ راسي"[15]. ويشرح عبد الوهاب عزام الأمرَ قائلاً:
"وأما معرفة اللُّغات، فالعربية والتركية لا تحتاجان إلى بيان، وقد ذكر الشّريفي في الشَّاهنامه معرفته الفارسية، وروى مؤلف النَّفائس أن السّلطان قال في أحد المجالس: إنه يعرف كثيرًا من الألسّن وعدَّ سبع لغات"[16]. وطبعًا كانت معرفة السّلطان للّغة الشّركسية لا تحتاج إلى بيان.

أما محمود رزق سليم في كتابه: (الأشرف قانصوه الغوري)، فيقول:
"كان يتكلم العربية، بل كان عارفًا بالفصحى وشيء مِن نحوها وبلاغتها. وكان أديبًا ينظم الشّعر الفصيح"[17]. ومعرفته بالعربية والشّعر تتوضح لنا في المجلس الثَّامن مِن كتاب النفائس:
"السؤال الرّابع: "الفصحاء يذكرون الكلام بلا مؤكد، وإذا أنكر المخاطب يؤكدون بأن ثم باللام؛ فما حكمة التأكيدات الثَّلاث أولاً في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 16]"؟
الجواب: "قال مولانا السّلطان: قاعدة علم البيان أن أداة التَّأكيد على قدر إنكار المخاطب، فالله يعلم ما تكنّ صدورهم، فذكره بحسب إنكارهم"[18].

إن معرفة اللّغات أعطت السّلطان ثقافة واسعة وصفها الشَّريفي مترجم الشّاهنامة بقوله:
"ما تُذكر كلمة من العلم والمعرفة إلا أنت محيط بها، وقد أوتي قلبك حظًّا مِن كل معرفة، كأن ضميرك اللَّوح المحفوظ"[19].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-10-2020, 04:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر

ويتابع الشَّريفي وصف ثقافة السّلطان بقوله:
"الإنشاء والشّعر والغزل والعلم والبحث والجدل. كل هذه نراها فيك بحرًا زاخرًا. لقد تحير الخلق فيك"[20].

أما ولوعه بالتّاريخ والسير والقصص، فقد أخبرنا عنه الشّريفي ذاته مترجم الشَّاهنامة بقوله: "تقرأ في صحبته دومًا التَّواريخ والحكايات والأخبار"[21]. والّذي يؤكد ثقافة السّلطان الواسعة، ما كان يقيمه مِن مجالس تجمع العلماء والكبراء تُطرح فيها للبحث مسائل شتى. وقد وصف الشَّريفي مجلس السّلطان بقوله: "ما أجمل مجلسك أيها السّلطان. إنه يشبه الجنة، فكلُّ شيء مهيَّأ في هذا المجلس. إنه - في الحقيقة - منبع العلوم ومجمع الأفاضل بلا ريب. مجلس تيسر فيه المشاكل. أي: مجلس هذا؟ إنه حديقة وبستان تقال فيها العبارات بكل اللّغات وتسير على قانونه الرموز والإشارات"[22]، وقد سجلت كثير من مسائل هذه المجالس في كتابي: "كتاب نفائس المجالس السّلطانية في حقائق الأسرار القرآنية"[23] و"الكوكب الدّري في مسائل الغوري"[24].

ومن أعمال الغوري المهمُّة، أمرُه بترجمة الشّاهنامة إلى اللّغة التركية، إذ وصل في أواخر القرن التَّاسع الهجري إلى القاهرة "رجل عربي الأصل شريف النَّسب اسمه حسين بن حسن بن محمد الحسيني الآمدي وقد اتصل بالسّلطان الغوري، فأمره السّلطان بترجمة الشّهنامة إلى اللّغة التركية، فامتثل بأمره وأتمه في عشر سنين آخرها سنة 916هـ"[25]. وفي هذه التَّرجمة مدح الشّاعر السّلطان بعد التَّحميد كما مدح الرّسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء، وبيَّن سياسة السّلطان وشغفه بالعلم والأدب. وأورد حسين بن حسن في مقدمة الترجمة وخاتمتها بعض تاريخ الغوري - لا سيما الأدبي منه - كما أورد فيها طرفًا مِن تاريخ مصر[26]. وهذه الترجمة عمل أدبي ممتاز لو ترجم إلى العربية إذن لكانت ترجمته "فاتحة عظيمة القيمة"[27].


[1] من مماليك السّلطان الأشرف قايت باي (872 - 901هـ) أعتقه وولاه عددًا من الأعمال، ثم جعله سنة (886هـ- 1481م) كاشفًا (موظف لمراقبة الأطيان - الأراضي الزراعية وجمع الضرائب من أصحابها) للوجه القبلي. وظل يتقلب في المناصب حتى تولى الوزارة سنة (906هـ - 1501م) في أيام طومان باي. وعندما زاد الاضطراب، أجمع القواد والأعيان على تولية الغوري لما يبدو عليه من دلائل الشَّجاعة والحزم والمقدرة برغم ممانعته. وكانت أيامه أيام استقرار وعمران [فروخ، ع.س، 3/943] وقد أقام سلطانًا خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وخمسة وعشرين يومًا [أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (بيروت: دار المسيرة، 1979)، 8/113]. وينقل راسم رشدي في مصر الشّراكسة عن لسان عبد الوهاب عزام بك في كتابه: "مجالس السّلطان الغوري" أن الضَّبط الصحيح لاسم هو الغَوْري بفتح الغين لا ضمها وحجته أن هذا الاسم كتب بهذا الضَّبط ورد في كتاب المزارات الإسلامية لمؤلفه زاهد الكوثري ج4 [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص91].




[2] نجم الدّين الغزي: الكواكب السائرة بأعيان السّنة العاشرة. (بيروت: جامعة بيروت الأمريكية، منشورات كلية العلوم والآداب، حققه وضبظ نصه جبرائيل سليمان جيور، 1945) 1/294.



[3] عبدالوهاب عزام: مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن 10 الهجري، (القاهرة: مطبعة لجنة التّأليف والترجمة 1360 - 1941) ص17.



[4] محمود رزق سليم: عصر سلاطين المماليك، 1/58.



[5] محمود رزق سليم: الأشرف قانصوه الغوري (القاهرة: الدار المصرية للتأليف والترجمة، أعلام العرب)، ص96 - 99.



[6] نفسه، ص178 - 179.



[7] يرى شوقي ضيف أن طريقة الكتابة فيها من التّصنع بما فيها من "جناس" وتورية و"اصطلاحات العلوم"، و"تضمين الأبيات والأشعار والاقتباس أي: "الذكر الحكيم" حتى صارت "تلصق إلصاقًا وتلفق تلفيقًا" وتقتصر "اقتصارًا" وتعتسف "اعتسافًا" بما يتصيد الكاتب في رسالته من تورية أو جناس معكوس أو اصطلاح علمي ليدل على مهارته [شوقي ضيف: الفن ومذاهبه في النّثر العربي، (القاهرة: دار المعارف في مصر، ط6)، ص282 - 285.



[8] شوقي ضيف: الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص479.



[9] شوقي ضيف: الفن ومذاهبه في النّثر العربي، ص379.



[10] محمود رزق سليم: الأشرف قانصوه، ص: 25 - 26.



[11] ابن إياس: بدائع الزّهور، ج4، ربيع الأول عام 917 ه.



[12] عبدالقادر الدماصي المتوفى عام 915هـ، وكان شاعرًا ناثرًا ومحاضرًا فكهًا نظم في الألغاز والإخوانيات، وجلال الدّين النصيبي المتوفى عام 916هـ وكان بارعًا في علوم العربية والدّين وقد ولي نيابة القضاء وزاول التّأليف ونظم في الغزل وغيره، و"علاء الدّين بن مليك الحموي الدمشقي المتوفى عام 917هـ، وكان خبيرًا بالنّحو والأدب والعروض وفقة الحنفية"، وعائشة الباعونية المتوفاة عام 922 وهي الشيخة العالمة المتصوفة الّتي أجادت في المديح النبوي، والناصري محمد بن قانصوه بن صادق المتوفى عام 928هـ وكان بارعًا في نظم الشّعر. قال في الوصف والمدح في عصره وبكى مصرع الغوري ونكبة البلاد بكاء مرًّا، و"جمال الدّين السلموني المتوفى نحو 930هـ وكان من أبرز شعراء عصر الغوري" [محمود رزق سليم: الأشرف قانصوه الغوري ص28 - 29].



[13] عمر فروخ، ع.س، 3/924.



[14] عبدالوهاب عزام، ع.س، 38 - 39.



[15] عبدالوهاب عزام، ع.س، 132 - 133.



[16] نفسه، ص45.



[17] محمود رزق سليم، الأشرف قانصوه، ص175.



[18] عبدالوهاب عزام، ع.س، ص20.



[19]


نه سوز أكلسه علم ومعرفتدان

سن آنك عارفيس هر جهتدن




دلك هو معرفتدان أو لدى محفوظ

ضمير كدر صناس لوح محفوظ



[عبدالوهاب عزام: مجالس السّلطان الغوري، ص39].



[20]


نه فن أوله سنك أنده ألك وار

نه ردن سوز آجلسه مدخلك دار




نجه مشكل كه أو رلمز أكا آل

سن إيدرسن أني إدرا كله حل




أكر إنشا أكر شعر وغزلدر

أكر علم وأكر بحث وجلد لدر




كرو رز طابل أنده بحر زاخر

سرد كه خلق حيران أول آخر



[عبدالوهاب عزام، ع.س، ص39 - 40].



[21]


تواريخ وحكايا تيله أخبار

أميتز صحبتنده جمله تكرار



[نفسه، ص41].



[22]


شها خوش مجلس دار جنت آرا

أو مجلسده قمونسنه مهيا




حقيقتده علومك منبعى در

دكل شك أول أفاضل مجمعي در




أو مجلسده أولر مشكل لركسان

نه مجلس كم أود رباع وكلستان




أقيتز أنده هر دلجه عبارت

أو لر قانونله رمز وإشارات



[نفسه، ص47 - 48].



[23] ألفه حسين بن محمد الحسيني وفد على مر فأقام عشرة أشهر شهد فيها مجالس الغوري وجمع بعض المباحث الّتي كان السّلطان والعلماء يتكلمون فيها. ويصف أحيانًا محافل السّلطان ويمر على مسائل ذات خطر في التّاريخ والسياسة ونيابة الغوري عن الخليفة العباسي ويبدي الكتاب اهتمام السّلطان بتعليم المماليك وإحضارهم ليقرؤوا أمامه ويمتحنهم [عبد الوهاب عزام، ع.س، ص48 - 52].



[24] يحتوي على ألفي مسألة وأجوبتها وقع البحث فيها في مجالس الغوري، وهي متتابعة بغير فصل. والمطلع على هذه المسائل يرى صورًا من أفكار علماء مصر وأمرائها في ذلك العصر من مسائل دينية وتاريخية وجغرافية. وهو يصور بعض النواحي الفكرية والاجتماعية في مصر والعالم الإسلامي في ذلك العصر [نفسه، ص52 - 63]. أما عبدالوهاب عزام، فقد جمع في كتابه (مجالس السّلطان الغوري) مختارات من الكتابين.



[25] راسم رشدي، ع.س، ص101.



[26] عبدالوهاب عزام، ع.س، ص47.



[27] محمود رزق سليم: الأشرف قانصوه، ص191.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31-10-2020, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر

قانصوه الغوري

السلطان الشاعر (2)


السلطان قانصوه الغوري شاعرًا:

إن ما يميز شعر السّلطان الغوري هو تلك النَّزعة الإيمانية المنبثقة مِن حنايا قصائده؛ فهو: عبد الله، متقرب إليه، طالب غفرانه، طالب هداه وعونه في سبيل أن يظل سائرًا في الخطى السَّليمة:
لا تؤاخذْ ثم اِغفرْ
ذنبنا وهو عظيم

وهدى منك ولطفًا
للصِّراط المستقيم[1]



وهو يطلب أيضًا مِن الآخرين أن يدعوا الله له بأن يعفو عنه ويغفر له ويحسن عاقبته، فنراه يطلب هذا مِن القاضي أحمد بن فرفور الّذي تبادل وإياه المراسلة شعراً، قائلاً إنَّ غاية قصده أن ينال الدّعاء من قلب مخلص محب:
فناظمُها الغوري غايةُ قصده
دعاء له مِن مخلص القلب يصعد

بعفوٍ وغفرانٍ وحسن عواقب
وخاتمة بالخير وهو يوحد[2]



ويصر السّلطان على الاستغفار الدَّائر في صفة الدّيمومة الّتي لا ترتبط بوقت معين أو مناسبة معينة:
دائمًا استغفر الله العظيم[3]

وهو في خطاب دعائي راجٍ دائم الطَّلب لغفران خطايا ارتُكبت أو لم ترتكب، عرف ارتكابها أو سهي عنه. والحالان: المعرفة والسّهو، يقتضيان طلب الاستغفار ممَّن يغفِر ويقتضيان اللُّجوء إلى صاحب الحلم العظيم القادر على بعث طمأنينة العفو في قلب مَن أخطأ:
الله الله يا إله يا كريم
يا غفور يا شكور يا حليم

قد صدر منا الخطايا والذُّنوب
ربنا، أستغفرُ الله العظيم[4]




وتتجلى النزعة الإيمانية أيضًا في شعره الّذي يذكر فيه الأيام واللَّيالي المباركة حين يدعو فيها إلى الدّعاء والتَّضرع، فهي أيام مباركات يستجاب فيها للمؤمن الصَّادق الإيمان:
لله في أيامنا نفحات
مِن دهرنا تزكو بها الأوقات

فبها ألا فتعرضوا وتضرعوا
فيها تُجاب لكم بها الدّعوات

هذي مواسمُها لنا قد أقبلَتْ
ودنا بموعدِها لنا ميقات[5]



ومن خلال قصيدته هذه، نرى تمسكه القوي بالإسلام وحفاظه على المظاهر والشّعائر الدّينية. ولا عجب؛ فهو الّذي بنى المساجد والمدارس وقرَّر دروس الدّين. وكان مواظبًا على الصَّلاة، شديد الاهتمام بإحياء الموالد النبويةِ والأعياد الدّينية، كثير الالتجاء إلى الله سبحانه[6].

كما كان السّلطان الغوري شديد المحافظة على الأخلاق، فقد أمر النّاس بالابتعاد عن المعاصي، ومنع حمل السِّلاح بعد المغرب، كما أمر بالمواظبة على الصَّلوات الخمس في الجوامع[7].

ومن السّلطان الصّادق الإيمان، اللاجئ أبدًا إلى الله، القائم على أكمل وجه بواجباته، والخائف أيضًا، مِن تقصيره، إلى صورة الوطن في شعره.

والوطن عنده يوازي الملك، والملك عنده مرتبط بالإيمان ارتباطًا وثيقًا؛ فهو نعمة إلهية يجب الحفاظ عليها بشكر معطيها لتدوم سخية. والسّلطان مؤمن أولاً وحاكم ثانيًا، مُعْطى أولاً ومُعطٍ ثانيًا، وإن كان الوصول إلى رضا الله تعالى وكسب عفوه هدف السّلطان أولاً، فالملك عنده ما كان مطمعًا يصبو إليه[8] ويقاتل في سبيل الاستئثار به، بل هو عطاء إلهي ونعمة مِن كريم مِعطاء:
بالملك أنعمَ ربُّنا الرّحمن
وهو الكريمُ المنعِمُ المنان



فهو أمر خُصَّ به مِن قبل الله تعالى ودُعم بنصرةِ الله تعالى. ولعل إيمان السّلطان الشّديد، جعله مطمئنًّا إلى أن حكمَه ثابت، فهو مدعوم مِن القوة الإلهية المعطاء الكريمة المحقَّة وليس قائمًا على شهوات الحكم الإنسانية وما يحيط بها مِن مؤامرات ودسائس، ما جعله يتجه إلى أن يكون قدر العطاء فينشر الخير والرّخاء:
فبِملك مصر وما حواه خصَّنا
وبنصرِهِ ثُبِتت لنا الأركان[9]



ويؤكد السّلطان على وصوله إلى الحكم بشكل هادئ بعيد عن شهوات الحكم وطرقه الملتوية المتعرجة، فقد تسلّم الحكمَ بنزاهة وبنظافة كفٍّ أو ظلم أناس أو ارتكاب عنف، ما جعل حكمه هذا ناصعًا طاهرًا مشرِّفًا، ولمَ لا يكون كذاك وهو مُعطًى من الله تعالى ومُقَدَّرٌ:
قد كان موهبةً بلا سعي ولا
فيه تجرد صارم وسنان[10]

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31-10-2020, 04:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر


نتصور السّلطان جالسًا والملك ساعٍ إليه بجد، فيرحب السّلطان به إذ يأتي. ولكن، ما كان ليجرد سيفه لو أنه رأه ساعيًا إلى غيره. أو ليس للإيمان النّصيب الأكبر في فلسفة السّلطان السياسيّة:
لان إلينا مالك الملك ساقه
بحيث أتانا وهو يسعى ويجهد[11]



هذا الاسترخاء في استقبال الملك إنما ينبئ عن قناعة وإيمان بأن الله - حين يريد الإعطاء - لا يحتاج إلى قتال ودماء وعنف بل يعطي بسخاء. لكن هذا الاسترخاء في استقبال الملك يقابله اهتمام بالضّيف، وكأن الملك هو القاضي أحمد بن فرفور الّذي استقبله السّلطان أجمل استقبال فكرمه وأعطاه الوقت والاهتمام:
فأهلاً وسهلاً مرحبًا لقدومه
له عندنا أحلى مقام وأحمد

وسوف يرى مِن قربنا ما يسرُّه
ونطرد عنه كل سوء ونبعد[12]




وكما على المضيف أن يقدم السّرور لضيفه ويطرد عنه كل سوء، فقد كان الملك ضيفًا عزيزًا يستحق كل الاهتمام والرّعاية، فكيف اهتم السّلطان بالضّيف الملك؟ وهل كان مضيفًا كريمًا؟ وهل كانت مضافته رحبة وثرية؟

لقد اهتم السّلطان - إذ وصل إلى الحكم - بتوطيد هذا الحكم واهتم بأن يؤيَّد بنصر الله، فكان "من أعظم سلاطين مصر"[13]، وهو يعتبر الدعاء له بتمكين الملك والنصر على الأعداء بشارة سارة يشكر عليها حاملها:
وبشرنا[14] فيها بتمكينِ ملكِنا
وأنَّا بنصر الله فيه نؤيد

وأنَّا بعون الله نقهرُ ضدّنا
ومَن قد بغى جهلاً ومَن كان يحسد[15]



كثر الأعداء والبغاة والحساد، ومع ذلك فقد واجه الشّرور و"قمع الأمراء وأذل المعاندين حتى اشتد ملكه وهيبته فهادته الملوك وأرسلت قصّادها إليه"[16].

لقد تسلم الغوري مصر وهي في أحرج ساعاتها، لكنه استطاع - بأسلوبه المسالم وطبيعته الهادئة غير الميالة إلى المناهضة أو الحرب[17] - أن يضبط الوضع في غير ما عنف أو هدر دماء فعقد معاهدة سياسية مع جمهورية فلورانسا بإيطاليا عام 910ه، كذلك عقد معاهدة صداقة وسلام مع ملك إسبانيا محاولاً الحد - في هاتين المعاهدتين - من عدوان البرتغاليين الّذين صادروا السّفن المصرية وهاجموا شواطئ مصر إثر اكتشافهم الطّريق البحري إلى الهند حول القارة الأفريقية عام 1498م[18]. وهو إذ يعترف أن تسوية الأمور لم تكن سهلة، يعلن أنه توصل إلى إخضاع المعادين:
ولقد كفانا الله في أعدائِنا
فضلاً فبعد صعوبة قد هانوا[19]



ويهتم الغوري في شعره كما في واقعه بأحوال الأمراء مِن حوله ويصرّ على أن يحبوه ويوالوه، فيشكر الله تعالى إذ يتوصل إلى هذا الهدف:
وعلى محبتنا بصدق أجمعَتْ
أمراؤنا في المُلك والأعيان[20]



وهو - إذ يدعو الله له ولمن حوله - يكون الأمراء في أوائل مَن يدعو لهم بالنَّصر، فنصرهم نصر الملك، وبالسَّعادة، فسعادتهم تعطي الرَّخاء للوطن وأهله:
واحفظ لي الأمراء وانصرهُم فهم
في الملك أركان له وحماة

وانظرْ لهم واشملْهم بعناية
وسعادة تعلو بها الدّرجات

لا سيما أركان دولتنا ففي
وجه الزَّمان وجودهم حسنات[21]




إنها دعوات مزيج مِن الإيمان والدّبلوماسية، فالدعاء موجه إلى الله مخصص للأشخاص الّذين يحمون لا السّلطان فحسب، بل الوطن، وهم الأمراء والوزراء والكبار والجنود. ويكرر السّلطان الدعاء في كل مناسبة:
رب فاحفظ الأمرا
فيه لي مع الوزرا

والصدور والكبرا
والجنود بالجملة[22]




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 31-10-2020, 04:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر

أما كيف وصف الغوري عسكره، فقد شملهم بحبه كما شمل الأمراء والأعيان، وأدرك أن طاعتهم له سبب قوي ومهمُّ في تدعيم بنيان الوطن وازدهاره:
والآن قام على السّداد نظامنا
ولنا العسكر طاعة قد دانوا

صاروا على قلبٍ سليمٍ واحدٍ
في حبِّنا فكأنهم بنيانُ[23]


ويؤكد السّلطان على إيجابية عسكره فهم: منصورون، مخلصون، شجعان، متآلفون:
والعسكر المنصور كل مخْلص
في نصحِنا وجميعهم فرسانُ

ما منهم مَن فيه شكٌّ عندنا
فيُقال في التَّعريف ذاك فلانُ

فكبيرهم كأب وأوسطهم أخ
ولنا الأصاغرُ كلُّهم ولدان[24]




إنه يعطيهم الإحساس بالقرابة والثقة والإلفة، فيغدق عليهم كثيرًا مِن الحب والتشجيع والإشعار بأهميتهم ويثيبهم بالكلمة الطَّيبة، مقوّيًا فيهم دعائم الالتزام والتَّماسك الّتي هي سبب كل نصر.

لا يهدد السلطانُ ولا يتوعد، بل يدعو الله أن يصفو قلبُ مَن لم يصفُ وأن تصلح نية مَن لم تصلح. أما المخلص منهم والصاّدق والثابت فالدّعاء له دعاءان: إلهيٌّ بالنصر والثواب، وبشري من السلطان بالحب والرّعاية:
واجمع قلوبَ عساكري جمعًا به
تصفو وتصلح منهم النّيات

وانصر وأيِّد مِن جنودي مَن له
حزمٌ وعزمٌ صادقٌ وثبات[25]




يدعو لهم بالنَّصر والتأييدِ والزّيادة والاكتمال، فكل هذا يصب في مصلحة الوطن العليا:
فالله ينصرهم فإنَّ المُلكَ مِن
تمكينِهم يزدادُ أو يزدان

والله بالتأييد منه يمدهم
فيهم يقوم بمجدِنا البرهان

ويزيدهم في العالمين زيادة
مِن فضله ما بعدها نقصان[26]




والوطن - إذ يتحاب كبراؤه ويتصافى ويتعاون عسكره ويمنح سلطانًا محبًّا خيرًا مؤمنًا، لا بد وأن ينعم بالسَّلام ويزدهر ويزهر.

آمن الغوري أن الملك هبة إلهية سخية، والنّعمة - إذ تعطى لذوي النّفوس الكبيرة - تزيدهم تواضعًا وتدخلهم في عالم من الشّكر للمنعم، فسيح واسع الأرجاء يكاد لا ينتهي.

الملك نعمة إلهية تدوم بالشّكر، والسّلطان شكره صادق منبعث مِن أعماقه ومنبثّ في قصائده ومعاش في الازدهار الّذي عمَّ الوطن وكذلك في السَّلام الّذي خيّم على ربوعه في عهده، فشكر السّلطان المنعمَ:
فله علينا الشُّكر حقٌّ واجبٌ
يقضيه قلبٌ مخلصٌ ولسان[27]




الشَّاكر عبد ولو كان سلطانًا، والمشكور إله يُرجى فهو: الكريم بلا حدود والمعين بلا حدود والمدبر المقدِّر:
ربنا أدِم نعما
جدْتَ لي بها كرَما

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31-10-2020, 04:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قانصوه الغَوري السُّلطان الشاعر

فيضُها حكى ديَما
بالغمام منهلَّهْ


منكَ سيِّدي مَددي
أنتَ دائمًا سَندي

أنتَ آخذٌ بيَدي
فاستعانتي باللهْ


مُلْكُنا وعسكُره
أنت لي تدبِرُه

بالّذي تقدرُه
لي فاكتفي بالله[28]




وبعد الشّكر، دخول إلى عالم المانح بلا حساب وانتماء إلى طمأنينة المُعطي واقتراب منه ووقوف عند عتبة حرمه:
والدُّخول في حرمه
بالسُّؤال مِن نعمه

ما لنا سوى كرمه
حلمه وعفو الله[29]




وبعد الشّكر مزيد مِن الاقتراب مِن المنعم ولوذ به وطمع بالرّضا الممنوح بسخاء ممتزج بخوف مِن غضب وكف:
ربّ زده مِن نعمك
بالنّجاة مِن نقمك

والدُّخول في حرمك
فهو لائذ بالله[30]




لاذ السّلطان الغوري بالله فما خيبه، وشكر السّلطان الغوريُّ الله فزاده حكم ستة عشر عامًا في جوٍّ مِن السّلم المستتب الّذي منحه الفرصة لكي ينشئ البساتين ويغرس أشجار الفاكهة ويوسع الميادين وينشئ السَّواقي والمنارة والمنشآت العامة ويبني الآثار الخالدة مِن مدارس ومساجد وقصور وقلاع وجسور وترع وسبل[31]، فكان مثال الحاكم الّذي جمع بين السِّياسة الحكيمة والإيمان الصادق.


[1] عبد الوهاب عزام، ص147 - 148.

[2] نجم الدّين الغزي: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، حققه وضبط نصه: جبرائيل سليمان جبور (بيروت: المطبعة الأميركانية، 1945)، القصيدة بكاملها، ص141 - 145).

[3] من موشح تركي من نغم المحير:
غور بنده كوك ولنده ذكردر \دائمًا استغفر الله العظيم
[محمد راغب بن محمود بن هاشم الطباخ الحلبي: أعلام النّبلاء بتاريخ حلب الشهباء (حلب: المطبعة العلمية، 193)، 3/163 - 164].

[4] نفسه، ص163 - 164.

[5] نفسه، ص161 - 162.

[6] محمود رزق سليم: الأشرف قانصوه، ص183 - 190.

[7] راسم رشدي، ع.س، 100.

[8] عن تسلمه الحكم وممانعته انظر: راسم رشدي، ع.س، ص89، وكذلك محمود رزق سليم: عصر سلاطين المماليك، ص58. كذلك عبدالوهاب عزام، ص17.

[9] أعلام النّبلاء، 3/160 - 161.

[10] أعلام النّبلاء، 3/160 - 161.

[11] الكواكب السائرة، ص141 - 145.

[12] نفسه.

[13] محمود رزق سليم: عصر سلاطين المماليك، 1/61.

[14] أي القاضي أحمد بن فرفور.

[15] الكواكب السائرة، 1/141 - 145.

[16] شذرات الذهب، 8/113 - 114.

[17] عبد الوهاب عزام، ع.س، 172.

[18] راسم رشدي، ع.س، ص92 - 94.

[19] أعلام النّبلاء، 3/160 - 161.

[20] أعلام النّبلاء، 3/160 - 161

[21] نفسه.

[22] نفسه، 3/163.

[23] نفسه، 3/160 - 161.

[24] نفسه.


[25] نفسه.

[26] نفسه

[27] أعلام النّبلاء، 3/160 - 161.

[28] نفسه، 3: 163، وهو موشح من نغم الحسيني.

[29] نفسه، 3: 163، وهو موشح من نغمة المصرية.

[30] أعلام النّبلاء، 3/163.

[31] راسم رشدي، ص96 - 99.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.44 كيلو بايت... تم توفير 4.18 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]