علامات الساعة الصغرى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2020, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,968
الدولة : Egypt
افتراضي علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى

اتخاذ المساجد طرقا

الشيخ ندا أبو أحمد


30- اتخاذ المساجد طُرقاً:
وهذا من علامات الساعة.

فقد أخرج ابن خزيمة والبغوي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن يمرَّ الرجل بالمسجد لا يُصلِّي فيه ركعتين".

وفي رواية: "أن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يُصلِّي فيه".

وعند الطبراني: "وحتي تتخذ المساجد طُرقاً، فلا يُسجد لله فيها".

وأخرجه الطيالسي بلفظ: "إن من أشراط الساعة أن تُتَّخَذ المساجد طُرقاً".

وهذا ليس فيه تعظيم لشعائر الله، فالمساجد ما جُعلت لمرور الناس من خلالها، وإنما جُعلت للعبادة.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل وصل الأمر في كثير من بلاد المسلمين أن أصبحت المساجد آثاراً سياحية، يدخلها الكُفَّار ونساؤهم كاسيات عاريات، بل وربما تتعطل الصلاة حتى تنتهي تلك الزيارة... فإنا لله وإنا اليه راجعون.

31- كثرة الزلازل:
وهذه علامة من علامات الساعة والتي تدل على اقترابها.

فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى يُقبضَ العلم، وتكثر الزلازل".

والمقصود بكثرة الزلازل قبل قيام الساعة شمولها ودوامها، وهذا ما نراه رأي العين، ونسمع به في كثير من بلدان العالم.

فقد أخرج الإمام أحمد والدارمي عن سلمة بن نفيل السكوني قال:
"كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال له قائل: يا رسول الله، هل أُتيتَ بطعامٍ من السماء، قال: نعم، قال: وبماذا، قال: بسخنة، قالوا: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: نعم، قال: فما فعل به؟ قال: رفع، وهو يوحى إليَّ أني مكفوت غير لابث فيكم، ولستم لابثين بعدي إلا قليلاً، بل تلبثون حتى تقولوا: متى؟ وستأتون أفناداً يُفنِي بعضكم بعضاً، وبين يدي الساعة موتان شديد، وبعده سنوات الزلازل".

وأخرج أبو داود عن عبداللَّه بن حَوَالَةَ الأَزدِيُّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ".

تنبيه:
قد تكون هذه الزلازل عقوبة للكفار أو الفجار وعذاباً لهم، وهي للأتقياء الأنقياء رحمة وتكفيراً للسيئات.

فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمَّتِي أمةٌ مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة، جعل الله عذابها في الدنيا: القتل والزلازل والفتن".

وحديثنا عن الزلازل ليس لكونها رحمة أو نقمة، إنما كلامنا على أن كثرتها علامة من علامات الساعة.

32- كثرة موت الفجأة:
وهي من العلامات التي ظهرت بكثرة في عصرنا، وكان قديماً لا تجد مثل هذا، فيمرض المريض ويشعر بقرب الأجل، فيكتب وصيته، ويودع أهله، ويوصي أولاده، ويقبل على ربه، ويتوب مما سلف.

وعند نزول الموت يردد الشهادة ليُختَم له بها - وهذا في غالب الأحوال -.

أما في هذا الزمان، فيخرج الإنسان من بيته ويخاف هذا المسكين ألَّا يرجع إليه، لكثرة موت الفجأة، وهذه علامة من علامات الساعة.

فقد أخرج الطبراني في "الصغير والأوسط" والضياء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة" (صححه الألباني في الصحيحة: 2292).

وأخرج الطيالسي بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: "إِنَّ مِنْ أشراط السَّاعَةِ أَنْ تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وأن يظهر موت الفجأة".

وهذا ما نراه الآن، من كثرة الموت بسبب السكتة القلبية، وكذلك يُفاجِئ الموت كثيراً من الناس بلا سبب، ومنهم شباب في ريعان شبابهم، وقد رأينا هذا رأيَ العين.

وهذا الأمر يجعل الإنسان يحاول دائماً أن يكون على أهبة الاستعداد، فيكون دائماً على طاعة الله عز وجل، بعيداً عن المعصية... فإنه لا يدري متى يأتيه الموت.

كما قال بعضهم:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع
فعسى أن يكون موتك بغتة

كم صحيحٍ رأيتُ من غير سقم
ذهبت نفسه الصحيحة فلتة


تنبيه:
وموت الفجأة علامة على غضب الله.

فقد أخرج أبو داود والإمام أحمد عن عبيدالله بن خالد السلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "موت الفجأة أخذة أسفٍ" (صحيح الجامع: 6631).

أي: أخذه غضب من الله تعالى؛ وذلك لأن فيه حرمان من الوصية، وترك الاستعداد للميعاد بالتوبة وصالح العمل.

وقد فرَّق ابن مسعود رضي الله عنه بين موت المؤمن فجأة وموت غيره فقال[1]: "موت الفجأة راحة للمؤمن، وأسف علي الفاجر".

فالمؤمن بهذا الموت خرج من سجن الدنيا إلى سعة الآخرة، وارتاح من أعباء وغُصص الحياة، وخرج من دار العاصين إلى جوار رب العالمين.

وهذا ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم ففي "صحيح البخاري ومسلم": "أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فلاناً قد مات، فقال: مستريح أو مُسْتَراح منه، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب"

33- كثرة الشرك وانتشاره:
مما لاشك فيه أن الشرك خطره عظيم، وهو الذنب الذي لا يغفره الله تعالى إذا مات صاحبه عليه، كما قال رب العالمين في كتابه الكريم:
﴿ ‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏‏ ‏ ﴾ [النساء‏:48‏].

وبين رب العالمين أن الشرك محبط للأعمال، فقال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].

والأدلة في القرآن على الترهيب من الشرك كثيرة، ولو لم يكن منها إلا قوله تعالى:
﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ [المائدة: 72] لكفى.

وجاءت آيات أخرى تأمر بعبادة الله وحده وعدم الشرك به، ومنها:-
قوله تعالى: ﴿ واعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].

وقوله تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [الأنعام: 151].



وقوله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ [الكهف: 110].

ولا نكاد نتلو سورة من القرآن إلا ونجد من الآيات والتي تُرَهِّب من الشرك وتحضُّ على التوحيد.

وكذلك بالنسب للسنة النبوية، فقد حذَّر خيرُ البرية من الشرك، وجعله من أعظم الذنوب.

فقد أخرج البخاري ومسلم: "أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل: أي الذنب أعظم يا رسول الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك".

وأخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله، والسحر...".
وذكر الحديث.

ولأهمية الأمر كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ البيعة على أصحابه ألا يشركوا بالله، ‏فقد أخرج البخاري ومسلم عن ‏عبادة بن الصامت‏ ‏ رضي الله عنه ‏أن رسول الله‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏قال: ‏ "بايعوني‏ ‏على أن لا تشركوا بالله شيئاً..." فذكر الحديث.

متابعة أشخاص يُحلُّون ما حرم الله، أو يُحرِّمون ما أحل الله.

دعاء غير الله أو الاستعانة به في أمر لا يقدر عليه إلا الله.

التقرب لغير الله: من شمس أو قمر أو نجم أو كوكب أو ملك أو شجر أو حجر أو ميت أو غائب، بأي نوع من أنواع القربات، كالسجود أو الذبح، أو الاستعانة لدفع ضر أو جلب مصلحة... ونحو ذلك ممّا لا يطلب إلا من الله عز وجل، أو الذهاب إلى العرَّافين والكُهَّان والدَّجَّالين، ومَن يخط الرمال، ويضرب الحصى، ويقرأ الفنجان، ويفتح المندل، وغيرهم ممَّن يَدَّعون علم الغيب.

الحلف بغير الله، والتشاؤم، والرياء.

التعلُّق بالتمائم، والأحجار، والأشجار، والحظَّاظة، والخرزة الزرقاء، وقرن الفلفل الأحمر، ورشّ الملح في المناسبات، وتعليق الحذاء في السيارة، وحدوة الحصان، ونجم البحر، وخمسة وخميسة... وغير ذلك من ألوان الشرك الذي عمَّ وطمَّ وانتشر في الأمة الإسلامية انتشار النار في الهشيم، وهذا الشرك مع مرور الزمان والابتعاد عن زمن النُّبُوَّة يزداد خطره ويتفاقم أمره شيئاً فشيئاً، حتى يصل لدرجة أن الناس سيعبدون الأوثان مرة أخرى كما كان قبل مجيء الإسلام، وهذا ما أخبر به الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد أخرج الترمذي وأبو داود والحاكم عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تُعْبَد الأَوْثَانَ". (صحيح الجامع: 7418).

‏وفي رواية أخرى عند البخاري ومسلم من حديث ‏أبي هريرة‏ ‏ رضي الله عنه ‏أن رسول الله‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏ "‏لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء‏ ‏دوس ‏حول ذي الخلصة[2]".

34- ترك الحكم بما أنزل الله:
قال تعالى: ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾ [الأعراف:54]، فخرج علينا من يقول: "نعم له الخلق، لكن ليس له الأمر"، فراحوا يحكمون بغير ما أنزل الله، من القوانين الفرنسية والبريطانية، وهي قوانين وضعية من صنع البشر يعتريها النقص، وتركوا حكم الله تعالى، وصدق الله عز وجل حيث قال: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50].

والحكم بغير ما أنزل الله علامة من علامات الساعة.

فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني عن أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لتَنقضن عُرَى الإسلام عُروة عُروة، فكلما انتقضت عروة تَشبَّثَ الناسُ بالتي تليها، وأوَّلهن نقضاً: الحكمُ، وآخرهن: الصلاة".

ووقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فتجد أن كثيراً من البلدان الإسلامية لا تحكم بشرع رب البرية، إلا في النذر اليسير من قوانين الأحوال الشخصية، من زواج أو طلاق أو ميراث، أما المعاملات التجارية والعقوبات الجنائية والحدود الشرعية فيحكمون بالقوانين الوضعية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-01-2020, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,968
الدولة : Egypt
افتراضي رد: علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى

اتخاذ المساجد طرقا

الشيخ ندا أبو أحمد



35- كثرة القتل:
فمن علامات الساعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كثرة القتل.

فقد أخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْقَتْلُ الْقَتْلُ"

وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعِمْلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل القتل"

وأخرج البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وأبي موسى الأشعري رضي الله عنه قالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهلُ، ويُرْفَع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، قال أبو موسى: والهرجُ القتل، بلسان الحبشة"

وعند البخاري: "بين يدي الساعة أيام الهرج، يزول فيها العلم، ويظهر فيها الجهل".

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويُلقى الشح، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل، القتل". (أخرجه الشيخان وأبو داود).

وعند البخاري وأحمد وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يُقبضَ العلم، وتكثر الزلازل، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل".

والعلة في ظهور القتل وكثرة انتشاره، ربما يفسره ما جاء في نفس الحديث، وهو ظهور الفتن وكثرتها، مع قلة العلم وانتشار الجهل، فزمنٌ هذا حاله مع انتشار الحروب واستخدام الأسلحة المدمرة، لا شك أن سيكثر القتل، خصوصاً مع وجود رِقة في الدين، وخفة في العقول، وكثرة المعاصي.

وهذا مثال بسيط يدل على ما سبق: أنه عندما أُلقِيَتْ قنبلة "هيروشيما"، قتلت في التو واللحظة 140.000 شخصٍ، هذا بجانب مَن مات بعد ذلك، وكذلك الآثار التي خلَّفتها.

إحصائية لقتلى بعض الحروب:
فالإحصاءات للقتل خلال المائة سنة الأخيرة منذ 1907 إلى 2007م تقول الآتي:
هناك (250.000.000) ربع بليون إنسان قتلوا خلال المائة سنة الماضية من غيرالمسلمين بيد غير مسلمين، وفي نفس المرحلة هناك (1300.000) مليون وثلاثمائة ألف قتيل من المسلمين قتلوا بيد مسلمين.وهناك (6000.000) ستة ملايين مسلم قتلوا بيد مسلمين وغير مسلمين.

ويمكن تفنيد هذه الأرقام على النحو الآتي:-
الحرب العالمية الأولى: مسيحيون ضد مسيحيين قتل فيها (15.000.000) خمسة عشر مليون إنسان قتيل.
الحربة الأهلية الروسية: شيوعيون ويهود ضدمسيحيين (10.000.000) عشرة ملايين إنسان قتيل.
الحرب الأهلية الاسبانية:كاثوليك ضد كاثوليك (1.200.000) مليون ومائتا إنسان قتيل.
الاتحاد السوفيتي إبان الثورة الصناعية: شيوعيون ضد شيوعيين ومسيحيين (20.000.000) عشرون مليون إنسان قتيل.
الحرب الهندية الصينية الأولى:مسيحيون ضد هندوس (1.200.000) مليون ومائتا إنسان قتيل.
الحرب العالمية الثانية: مسيحيون ضد مسيحيين وبوذيين (55.000.000) خمسة وخمسون مليون إنسان قتيل.. ويمكن تقسيمها إلى الآتي: - القصف الأمريكي لألمانيا (600.000) ستمائة ألف إنسان قتيل.
القصف الأمريكي لرومانيا (50.000) خمسون ألف قتيل.
القصف الأمريكي لليابان (1.500.000) مليون وخمسمائة ألف إنسان قتيل.
هتلر ألمانيا بالحرب العالمية الثانية: مسيحيون ضد يهود (4.000.000) أربعة ملايين إنسان قتيل في مخيمات الموت و( 1.300.000) مليون وثلاثمائة ألف يهودي قتلوا بالمذابح الجماعية.
يابانيون ضد صينيين (23.000.000) ثلاثة وعشرون مليون إنسان قتيل.
يابانيون ضد فيتناميين وفلبينيين وأندونيسيين وبورميين (7.000.000) سبعة ملايين إنسان قتيل.
حرب التصفيات داخل الاتحاد السوفيتي: روسي ضد روسي (4.000.000 ) أربعة ملايين إنسان قتيل.
ايطاليون ضد أثيوبيين وليبيين ويونانيين وإيطاليين (1.400.000) مليون وأربعمائة ألف إنسان قتيل.
يوغسلافيا (1.000.000) مليون إنسان قتيل - تشيكوسلوفاكيا (2.000.000) مليونا إنسان قتيل.
صينيون ضد صينيين (43.000.000) ثلاثة وأربعون مليون إنسان قتيل.
الكنغو في أفريقيا: أفريقي ضد أفريقي (1.200.000) مليون ومائتا ألف قتيل.
الثورة المكسيكية كاثوليك ضد كاثوليك (1.000.000) مليون إنسان قتيل.
آرمن (1.500.000) مليون وخمسمائة ألف إنسان قتيل.
الحرب الكورية (3.000.000) ثلاثة ملايين إنسان قتيل.
رواندا.. هوتسو ضد توتسي (1.500.000) مليون ونصف إنسان قتيل.
الحرب الفيتنامية (3.000.000) ثلاثة ملايين إنسان قتيل.
أثيوبيا (1.500.000) مليون وخمسمائة ألف إنسان قتيل.
نيجيريا (1.000.000) مليون إنسان قتيل- موزمبيق (1.000.000) مليون إنسان قتيل.
كمبوديا (1.500.000) مليون وخمسمائة ألف إنسان قتيل.
السودان (2.500.000) مليونان وخمسمائة ألف إنسان قتيل.
أنقولا: كاثوليك ضد غير الكاثوليك (600.000) ستمائة ألف إنسان قتيل.
الصومال (300.000) ثلاثمائة ألف إنسان ماتوا وغالبيتهم من المجاعة.
زائير (200.000) مائتي ألف إنسان قتيل بفعل القتل الجماعي لقبيلة الهوتسو.
كولمبيا: كاثوليك ضد الشوعيين (50.000) خمسون ألف إنسان قتيل الذين قتلوا وكان المسلمون طرفاً في القتال.
إسرائيل عام 1948 يهود ضد مسلمين (3.000) ثلاثة آلاف يهودي قتل مقابل (11.000) أحد عشر ألف مسلم قتيل.
حرب السويس يهود ضد مسلمين (180) مائة وثمانون يهوديا قتلوا (4000) أربعة آلاف مسلم قتيل.
حرب الايام الستة 1967يهود ضد مسلمين (750) سبعمائة وخمسون يهوديا قتيلا مقابل (16000) ستة عشر ألف مسلم قتيل.
حرب الاستنزاف المصرية: يهود ضد مسلمين (1000) ألف قتيل مقابل (5000) خمسة آلاف مسلم قتيل.
حرب 1973: يهود ضد مسلمين (2500) ألفان وخمسمائة يهودي قتيل مقابل (15000) مسلم قتيل. الإسرائيليون ضد الفلسطينيين بعد الانتفاضة الأولى: يهود ضد مسلمين (1000) ألف يهودي قتيل مقابل (5000) خمسة آلاف مسلم قتيل.
الاسرائيليون ضد الفلسطينيين الانتفاضة الثانية: يهود ضد مسلمين (350) ثلاثمائة وخمسون يهودي قتيل مقابل (5500) خمسة آلاف وخمسمائة مسلم قتيل.
الحرب الأهلية اللبنانية (1970-1990) مسيحيون ضد مسلمين (150.000)مائة وخمسون ألف إنسان قتيل.
اسرائيل ضد لبنان 1982يهود ضد مسلمين (18000) ثمانية عشر ألف إنسان قتيل.
العراق: (نظام صدام حسين) مسلم ضد مسلم (300.000) ثلاثمائة ألف إنسان قتيل.
البوسنة والهرسك غالبية القتلى من المسلمين (175.000) مائة وخمسة وسبعون ألف إنسان قتيل.
الحرب العراقية الإيرانية: مسلم ضد مسلم (1.000.000) مليون إنسان قتيل.
الجزائر: مسيحيون ضد مسلمين (1.000.000) مليون مسلم قتيل.
أفغانستان سوفيت ضد مسلمين (2.000.000) ميلونا مسلم قتيل.
أحداث الحادي عشر من سبتمبر معظم القتلى من المسيحيين (3000) ثلاثة آلاف قتيل.
الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان مسيحيون ضد مسلمين (3300) ثلاثة آلاف وثلاثمائة.. أمريكيون 98% مسيحيون مقابل (1.000.000) مليون مسلم قتيل.
أحداث الجزائر مسلم ضد مسلم (60.000) ستون ألف مسلم قتيل.

وبالنظر التحليلي لهذه الأرقام يمكن الحصول على صورة عامة مفادهاالآتي:-

أن جميع المسلمين الذين قتلوا على يد مسلمين خلال آخر مائة سنة أي منذعام 1907- 2007 م هو (1.400.000) مليون وأربعمائة ألف مسلم.
غير المسلمين الذين قتلوا على يد مسلمين هم (25.500) خمسة وعشرون ألف وخمسمائة إنسان قتيل. المسلمون الذين قتلوا بيد غير المسلمين (4.500.000) أربعة ملايين وخمسمائة ألف إنسان قتيل.
غير المسلمين الذين قتلوا غير مسلمين خلال المائة سنة الماضية هم (250.000.000) ربع بليون إنسان.


وهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على كثرة القتل وانتشاره، وعلى وقوع هذه العلامة وما زالت تتكرر.

وسيكثر القتل بين أبناء المسلمين، كما أخبر بذلك النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.

فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
"حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين يدي الساعة لهرجاً، قال: قلت: يا رسول الله، ما الهرج؟ قال: القتل، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه، وذا قرابته! فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا. تُنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف هباءٌ من الناس لا عقول لهم، ثم قال أبو موسى الأشعري: وايم الله، إني لأظنها مُدركتي وإياكم، وايمُ الله، ما لي ولكم منها مخرج، إن أدركتنا فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج كما دخلنا فيها".

وفي رواية أخرى عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن بين يدي الساعة الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل، قالوا: أكثر مما نَقْتُل؟ إنما نقتل في العام الواحد أكثر من سبعين ألفاً، قال: إنه ليس بقتل المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذٍ؟ قال: إنه لينزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويتخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنه على شيء، وليسوا على شيء".
(أخرجه أحمد وابن ماجه) (السلسلة الصحيحة:4/248).

وتَعْظُم البليةُ حين يقتتل المسلمون، ولا يدري القاتل فِيمَ قَتَلَ، ولا المقتول فِيمَ قُتِلَ.

فقَدْ أَخرَج الإمَامُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُاَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَاَلَّذِي نَفْسِيبِيَدِهِ، ليأتينَّ عَلَى اَلنَّاسِ زمانٌ، لَايَدْرِي اَلْقَاتِلُ في أي شيء قَتَلَ، وَلَا اَلْمَقْتُولُ علي أي شيء قُتِلَ".

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "أن القاتل والمقتول في النار" هذا إذا كان القتال من أجل الدنيا، وكان كل واحد ينوي قتل أخيه.


فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَاَلَّذِي نَفْسِيبِيَدِهِ، لا تذهب الدنيا حتى يأتى عَلَى اَلنَّاسِ زمانٌ، لَايَدْرِي اَلْقَاتِلُ فيما قَتَلَ، وَلَا اَلْمَقْتُولُ فيمَ قُتِلَ، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج، القاتل والمقتول في النار" (أخرجه مسلم).

والهرج: الفتنة والاختلاط، وفسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل.

36- انتشار الزنا وكثرته:
إن الزنا من المُحرَّمات الواضحة التي نهى عنه رب العالمين، فقال في كتابه الكريم: ï´؟ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ï´¾ [الإسراء:32].

ومع هذا تجد أن كثيراً منَّا تجرَّأ على هذه الفاحشة ووقع فيها، وهذه علامة من علامات الساعة، أخرج البخاري ومسلم عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ: لَأُحَدِّثُنكُمْ حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي؟ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مِنْ أشراط السَّاعَةِ: أَنْ يقلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، ويظهر الزِّنَى، وتكثر النِّسَاءُ، ويقل الرجال، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَة القَيِّمُ الوَاحِدُ".

وهذه الأشياء الموجودة في الحديث، قد يقع بعضها في زمن من الأزمان، أو مكان من الأمكنة، ولكن من علامات الساعة اجتماعها واستحكامها.

قال الحافظ ابن حجر صلى الله عليه وسلم في "فتح الباري"(1/179):
وكأن هذه الأمور الخمسة خُصَّت بالذكر لكونها مشعرة باختلال الأمور التي يحصل بحفظها صلاح المعاش والمعاد، وهي الدِّين؛ لأن رفع العلم يخل به، والعقل؛ لأن شرب الخمر يخل به، والنسب؛ لأن الزنا يخل به، والنفس والمال؛ لأن كثرة الفتن تخل بهما.

قال الكرماني: وإنما كان اختلال هذه الأمور مؤذناً بخراب العالم؛ لأن الخَلْق لا يتركون هملاً، ولا نبي بعد نبينا - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين -، فيتعين ذلك.

وقال القرطبي صلى الله عليه وسلم في "المفهم":
"في هذا الحديث علم من أعلام النُّبُوَّة، إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت، خصوصاً في هذه الأزمان".

وأخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"سيأتي على الناس سنوات خدَّعات..." فذكر الحديث وفيه:"أنه قال: وتشيع فيها الفاحشة". (صححه الألباني).

والأمر لم يقتصر على انتشار الزنا فحسب، بل لقد وصل الأمر إلى استحلال الزنا، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري تعليقاً، وأبو داود والطبراني والبيهقي عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن غَنْمٍ الأشعري قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه - وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ[3] وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ[4] يَرُوحُ عَلَيْهِمْ[5] بِسَارِحَةٍ لَهُمْ[6]، يَأْتِيهِمْ - يعني الفقير - لحَاجَةِ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ[7] اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ[8]، وَيَمْسَخُ أخرىنَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [9]

ولم يقتصر الأمر عند انتشار الزنا واستحلاله فحسب، بل تعدَّى إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يفترش الرجل المرأة في الطريق، ويجاهر بهذه المعصية، وهذا كله من علامات الساعة.


فقد أخرج ابن حبان والبزار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا [10] في الطريق تسافد الحمير، قلت: إن ذلك لكائن؟ قال: نعم ليكونن".


وأخرج الإمام مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه في حديثه الطويل عن الدَّجَّال ويأجوج ومأجوج وفيه: "ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر [11]، فعليهم تقوم الساعة". (شرح النووي على مسلم: 18/70).


وأخرج الحاكم أبو يعلى الموصلي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَفْنَى هَذِهِ الأَمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَرْأَةِ فَيَفْتَرِشُهُا فِي الطَّرِيقِ، فَيَكُونُ خِيَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ: لَوْ وَارَيْتَهَا وَرَاءَ هَذَا الْحَائِطِ ". (الصحيحة: 1/245).

تنبيه:

هناك حديث ضعيف جداً أخرجه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحدٌ لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهاراً جهاراً تنكح وسط الطريق، لا ينكر ذلك أحدٌ ولا يغيره، فيكون أمثَلُهم يومئذ الذي يقول: لو نحَّيْتها عن الطريق قليلاً، فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم ".

(استنكره الذهبي، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: ضعيف جداً).



[1] http://www.alukah.net/sharia/0/74333/

[2] ذو الخلصة: طاغية‏ ‏دوس ‏التي كانوا يعبدون في الجاهلية.

[3] فالحِرّ: الفُرُوج، وهي جمع، مفردها حِر - بكسر الحاء - والمراد من الحديث: انتشار الزنا ودواعيه، من شرب خمر وآلات عزف... ونحو ذلك، ولكثرتها وانتشارها حتى يألفها الناس، فتصبح كأنها مباحة.

[4] عَلَم: هو الجبل، وقيده بعضهم: بالجبل العالي، ومنه قوله تعالى: ï´؟ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ï´¾ [الرحمن: 24].

[5] يروح عليهم: أي يروح عليهم الراعي.

[6] بسارحة لهم: هي الغنم التي تسرح في النهار في مراعيها، وتعود ليلاً لمكانها.

[7] فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ: يهلكهم الله ليلاً.

[8] وَيَضَعُ الْعَلَمَ: أي يوقع الجبل العالي على رءوسهم.

[9] ضعف ابن حزم في "المحلى" وغيره هذا الحديث بالانقطاع؛ لأن البخاري لم يذكر مَن حدثه به، وإنما قال: "وقال هشام بن عمار: ورد عليه العلماء من وجوهٍ: أحدها: أن البخاري لقي هشاماً وسمع منه، فإذا روي عنه معنعناً حُمِلَ على الاتصال.
الثاني: أن الثقات رووه عنه موصولاً، فقد وصله أبو داود دون قوله: "والمعازف" ووصله الطبراني والبيهقي بمثل لفظ البخاري.
الثالث:قد صح الحديث من غير طريق هشام أيضاً كما نبه الإسماعيلي.(انظر تهذيب السنن:5/270 – 272،(إغاثة اللهفان:1/258–260 (فتح الباري:10/52– 57، (جامع الأصول مع التعليق:10/42 – 43 و417.(انظر السلسلة الصحيحة حديث رقم:91

[10] السفاد: هو نزو الذكر على الأنثى، كما جاء في "لسان العرب"، وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر، وظهرت بوادره في بلاد الإسلام.

[11] يتهارجون تهارج الحمر: أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس، كما يفعل الحمير، يُقال: "هرج زوجته" أي: جامعها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.32 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]