|
|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حكم فتح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين
حكم فتح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين فتاوى علماء البلد الحرام حكم فتح المدارس الأجنبية[1] في بلاد المسلمين بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.. وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إليها من كتابات وأسئلة واستفسارات حول ظاهرة شيوع المدارس والكليات الأجنبية في بلاد المسلمين، والمراد بها: تلك المدارس التي أسست على غير تقوى من الله ورضوان، وإنما أسست على مناهج إفرنجية لا تمت إلى الإسلام ولغته وتاريخه بصلة. ولا يخفى على كل مسلم نوّر الله بصيرته شدة عداوة اليهود والنصارى للمسلمين، وأنهم لا يزالون يكيدون للإسلام وأهله - ليلًا ونهارًا - ويعملون الخطط والشِّباك للوقيعة بالمسلمين وإخراجهم من دينهم الحق إلى شُعب الغواية والضلال!! فصارعوا المسلمين بالغزو المسلّح أحقابًا من الزمن، ثم أخذوا يدسون الشبهات على العقول المسلمة في عقيدتهم وقرآنهم ونبيهم - وهو ما اصطلح عليه بالغزو الفكري أو الثقافي - حتى آلت النوبة إلى طعن المسلمين في أجيالهم وعقولهم صراحة عن طريق فتح المدارس والكليات ذات الصبغة الإلحادية من جهة، والإباحية من جهة أخرى. فنشطوا في العناية بها شكلًا ومضمونًا لجذب عدد أكبر من عامة المسلمين لإضلالهم وإغوائهم، وجدّوا في تكثيرها والدعاية لها، حتى أصبح لها في كل بلد إسلامي منارة وصوت، وتخرج فيها من أولاد المسلمين ذكورًا وإناثًا ما تتجرع الأمة بسببهم أصناف الانحلال العقدي والأخلاقي، والسعي في قذف الأمة في محاضن أعدائها، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وقد قام ثلة من علماء الأقطار الإسلامية - شكر الله سعيهم - في الشام ومصر والجزيرة العربية وغيرها ببيان خطر هذه المدارس على المسلمين، وأنها امتداد للهجمات الشرسة من أعدائهم للقضاء على الإسلام في قلوب المسلمين وحياتهم. وامتدادًا لتلك الجهود المباركة من علماء الأمة؛ فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تقرر ما يلي: أولًا: فتح المدارس والكليات الأجنبية في بلاد المسلمين وسيلة من وسائل الغزو المنظم ضد المسلمين من قبل أعدائهم؛ لاسيما (المنصّرون)، وأنها خطة خبيثة كشف عن حقيقتها الغيورون على مصالح هذه الأمة، وسبق أن صدر من هذه اللجنة فتوى برقم (20096)، وتاريخ 22 /12 /1418هـ في التحذير من وسائل التنصير، ومنها: فتح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين. ثانيًا: بناء على ما تقدم: فإنه لا يجوز للمسلمين فتح المدارس والكليات الأجنبية، ولا تشجيعها، ولا الرضا بها، ولا إدخال أولاد المسلمين فيها؛ لأنها من وسائل الهدم والتدمير للعقيدة الإسلامية والأخلاق السوية، وهذا ضرر ظاهر، وفساد محقق يجب دفعه، وسد الذرائع الموصلة إليه. ويزداد الأمر تحريمًا فتح هذه المدارس في جزيرة العرب؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يَجْتَمِعُ دِينَانِ في جزيرةِ العَرَب»[2]، ولأنَّه - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَى بإخراج الكفار منها[3]. ثالثًا: لا يجوز لمسلم بناء ولا تأجير الأماكن والمحلات للمدارس والكليات الأجنبية؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والله عز وجل يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المَائدة: 2]، وسبق أن صدر من هذه اللجنة فتوى برقم (20262)، وتاريخ 3 /3 /1419هـ تقضي بتحريم ذلك. رابعًا: يجب على جميع المسلمين - رعاةً ورعيّةً - العناية بتعليم الأولاد ذكورًا وإناثًا الإسلام الحق عقيدةً وأحكامًا وأخلاقًا وآدابًا، ولا يجوز تفريغ برامج التربية والتعليم من ذلك، ولا مزاحمة دين الإسلام بغيره من العقائد والمذاهب والآراء الباطلة. خامسًا: ليعلم كل مسلم استرعاه الله رعيَّة أن الله عز وجل سيسأله عن هذه الأمانة التي حملها؛ فإن كان أدّاها على الوجه الأكمل ونصح لها فليحمد الله، وإن كان غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفَال: 27]، وقال جل شأنه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التّحْريم: 6].وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكم رَاعٍ، وكلكم مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه»[4]، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: «ما مِن عبد يَسْتَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً، يموتُ يومَ يموت وهو غَاشٌّ لرعيَّتِه؛ إلا حَرَّمَ الله عليه الجنّة»[5]. نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يبطل كيد الكائدين، وأن يتوفانا مسلمين، إنه على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. «اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» - كتاب "فتاوى وبيانات مهمة.." (ص29) [1] وهي المسماة بالمدارس العالمية. [2] "موطأ مالك" (2 /892 رقم 1584)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9 /208 رقم 18531). [3] البخاري (3053، 3168، 4431)، ومسلم (1637، 1767). [4] البخاري (893) وأطرافه عنده. [5] البخاري (7150)، ومسلم (142) واللفظ له.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |