اعرفي قدرك عند ربك - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2020, 11:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي اعرفي قدرك عند ربك

اعرفي قدرك عند ربك
إيمان الخولي


مقدمة:
إلى من شرفت أنها تحت مظله الإسلام، إلى الزوجة المسلمة، إلى الأم المسلمة إلى الأخت المسلمة، إلى من صانها الإسلام بينما استخدمها الغرب كسلعة تباع وتشترى، اعرفي قدرك، اعرفي قيمتك عند ربك ولا تخجلي من إسلامك تفرين منه باحثه عن الحرية بعيداً عن دينك فلا تجدي غير الامتهان لكرامتك وحقوقك، ثقي في إسلامك؛ لتعرفي كم كرمك الإسلام لابد أن أنقل لكِ أولاً كيف كان حال المرأة قبل الإسلام هاهي المرأة في الجاهلية.
المرأة في الجاهلية ماذا كان يقول عنها الفلاسفة ورجال العلم في الحضارة الإغريقية؟
ـ قال سقراط: " إن المرأة تشبه شجرة مسمومة، ظاهرها جميل، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً".
ـ وفى روما أواخر القرن السابع عشر الميلادي أصدر رجال العلم والمعرفة في روما فتوى على أنه " ليس للمرأة روح ".
ـ عند العرب: كان كثير منهم لا يرحب بميلاد الأنثى في مجتمع قبلي لا تهدأ فيه الغارات، علاوة على أنها غنيمة في الحرب مطلوبة للخدمة أو الاستمتاع، فيضاعف ذلك على الرجل عبأ المدافعة عنها وصيانتها، وكان الرجل من العرب إذا مات عن زوجته قام أكبر أتباعه فإذا كانت له بها حاجة طرح عليها ثوبه فصارت من حقه بدون إذنها.
في اليهودية: مواريث البداوة دعت بعض طوائفهم إلى أن يعتبروا البنت دون مرتبة أخيها وهبطوا بها إلى مستوى الخدم، وكان لأبيها أن يبيعها طفلة دون البلوغ، والمرأة إذا حاضت لا تخالط الرجال في البيت ولا تشرب معهم وكأنها تنجس البيت تذهب إلى أماكن (ومخيمات) معروفة أنها للحوائض حتى تطهر من حيضتها أما المسيحية: تقول إن المرأة هي التي أغوت أدم بالخطيئة، وأنها مدخل للشيطان، وغلا رجال الدين إلى هذا الحد حتى كان في موضوعاتهم التي يتدارسونها " هل للمرأة أن تعبد الله كما يعبد الرجل؟ هل تدخل الجنة وملكوت الآخرة؟.هكذا نجد المرأة قبل الإسلام:
*- إنسانيتها لم تكن موضع اعتبار لدى الرجل فلم يكن لها جهد معلوم أو دور مقرر في تنظيم المجتمع.
* - لم تكن لدى الكثير أصلاً للتدين والتخلق بالفضيلة.
* - انعدام المساواة بين الابن والبنت في نطاق الأسرة وبين الزوج والزوجة.
*- إهدار شخصيتها القانونية وأهليتها للتصرف في المال إذا كانت لا تملك ولا ترث وليس لها دور في البيع والشراء.
أرأيت أنها لم تكن إلا سقط متاع لا قيمة لها ولا كيان مستقل!!! - تعالى -لنرى معاً على هذه الصفحات كيف أضاء الإسلام حياة المرأة فنقلها من جور الجاهلية إلى عدل الإسلام وعزته، وكيف تعامل مع إنسانيتها المرأة إنساناً: جاء الإسلام وبعض الناس ينكرون إنسانية المرأة ولكن كرم الإسلام المرأة وأكد إنسانيتها فهي والرجل متساويان في أصل النشأة متساويان في الخصائص الإنسانية العامة متساويان في التكاليف والمسئولية متساويان في المصير والجزاء.
تأملي معي قول الله - تعالى -: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) [النساء الآية رقم 1] أمرت الآية الناس بتقوى الله ربهم ورعاية الأرحام فالرجل أخ للمرأة والمرأة شقيقة الرجل هكذا يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: (( إنما النساء شقائق الرجال)) رواه أحمد وأبو داود، وفي المساواة في التكاليف والتدين والعبادة يقول الله - تعالى -: ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً) الأحزاب 35. وفى التكاليف الدينية والاجتماعية إذ يسوى بين الجنسين، إذ قال - تعالى-: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويٌقيمون الصلاة ويٌؤتون الزكاة ويٌطيعون الله ورسوله) التوبة 71. وفي قصة آدم توجه التكليف الإلهي إليه وإلى زوجته سواء، إذ قال - تعالى -: ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) البقرة 35، نسبت الآيات الإغواء إلى الشيطان لا إلى حواء كما فعلت التوراة فقال - تعالى -: ( فأزلهما الشيطان عنهما فأخرجهما مما كان فيه) [البقرة]، كما كان الندم والتوبة منهما جميعاً، إذ يقول الله - تعالى -: ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف: 23]، وفي بعض الآيات نسب الخطأ إلى آدم بالذات قال - تعالى -: ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً) [طه: 115] وقال - تعالى-: ( وعصى آدم ربه فغوى) [سورة طه]. وفى مساواة المرأة بالرجل في الجزاء ودخول الجنة يقول الله - تعالى-: ( فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عاملِ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) [سورة آل عمران] وكذلك للمرأة حق صلاة الجماعة في المسجد وإن كان صلاتها في البيت أولى وأفضل ومن حقها أن تجير من استجار بها وأن تحترم إجارتها، كما فعلت أم هانئ بنت أبي طالب يوم فتح مكة فقد أجارت بعض المشركين من أحمائها وأراد أحد أخواتها أن يقتله فشكت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: " يا رسول الله زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ))، وتدور في أذهان الناس أسئلة فإذا كانت إنسانيتهم واحده فلماذا فُضل الرجل عليها في بعض المواقف والأحوال مثل الشهادة، الميراث، الدية، قوامة المنزل، رياسة الدولة، وهذا التمييز ليس لتمييز جنس الرجل عن جنس المرأة يقول الله - تعالى -: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [الحجرات 13]، ولكن هذا التمييز اقتضه وظيفة كل من المرأة والرجل، ولنرى سوياً ما رأي الدين في شهادة المرأة وقوامتها وحقها في الميراث وأنا أثق في عقلك وفطرتك السليمة التي في النهاية سوف تفرقين بها بين الحق والباطل.
شهادة المرأة وشهادة الرجل: قال - تعالى-: ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) البقرة 282]، وهذا ليس نقص في إنسانيتها ولكن؛ لأنها بفطرتها لا تشتغل بالأمور المالية والمعاملات المدنية إنما يشغلها ما يشغل النساء عادة من شئون البيت إن كانت زوجة ومن ثم ذاكرتها أضعف في شئون المعاملات، أما شهادة المرأة في الحدود والقصاص فقد بعُد كثير من الفقهاء بالمرأة عن هذه الشهادة بعداً عن مجالات الاحتكاك ومواطن الجرائم والعدوان على الأنفس والأعراض والأموال فأعصابها لا تحتمل التدقيق في مثل هذه الحالات، وفى أحوال أخرى يأخذ بشهادة المرأة ولو منفردة في ما هو من شأنه واختصاصها كشهاداتها في الرضاع والبكارة والثيوبية والحيض والولادة، أو في الأماكن مثل حمامات النساء والأعراس وأماكن النساء الخاصة، أما بالنسبة للقوامة قال - تعالى -: ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء 34]. أرأيتي قوامة الرجل تكليف وليست تشريف هذه القوامة لأمرين: أحدهما وهبي، والآخر كسبي. أولاً: الرجل هو الذي ينفق الكثير على تأسيس الأسرة فلو انهدمت ستنهدم على أم رأسه، لهذا يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ القرار.
ثانيا: لأن العاطفة عند المرأة أقوى من الرجل والرجل عقلاني أكثر منها.
ثالثاً: الرجل يتعامل في الحياة مع الأرض والمادة، أما مهمة المرأة هي التعامل مع هذا الجنس الراقي ألا وهو الإنسان زوجها أو طفلها وهذه أشرف مهمة في الوجود (سكن الزوج وحضانة البنين).
ميراث المرأة وميراث الرجل: قبل الإسلام كانوا لا يورثون النساء والصغار شيئاً وإنما كانوا يورثون الرجال فقط بحجة أنهم هم الذين يحملون السلاح ويحمون الديار.
التفاوت في الميراث بين الرجل والمرأة: جاء فيه قوله - تعالى-: ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) [النساء 11] نتيجة للتفاوت في الأعباء والتكاليف المالية المفروضة على كل منهما فلو افترضنا أن أبا مات وترك وراءه ابناً وبنتاً فالابن يتزوج فيدفع مهرا ويتكفل بنفقة الزوجة على حين تتزوج البنت فتأخذ مهر ويتكفل زوجها بنفقتها، ونفقتها تقدر بقدر حاله من السعة والضيق، وقد ينفق الابن على أبويه مع بيته الجديد وأولاده، وفى بعض الأحيان يكون نصيب الأنثى مثل الذكر في حال ميراث الأبوين من أولادهما ممن له ولد، قال - تعالى -: ( ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد) [النساء 11].
أول ميراث للمرأة: أن جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " يا رسول الله: هاتان ابنتا سعد بن الربيع قٌتل أبوهما شهيداً يوم أحد فأخذ عمهما ماله ولم يدع لهما شئياً وهما لا تتزوجان إلا ولهما مال، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (( يقضى الله في ذلك)) فنزل قوله - تعالى -: ( يوصيكم الله في أولادكم)) [النساء 11]، وحالات ترث الأخت للأم مثل الأخ للأم السدس: إذ قال - تعالى -: ( وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث) النساء 12.، وكذا لو ماتت امرأة وتركت زوجها وأختها شقيقتها وأخاً للأب فإن للزوج النصف والأخت الشقيقة تأخذ النصف الباقي بعد الزوج والأخ لأب لا يرث شيئاً؛ لأنه عصبة لم يبق له شيئا، وهكذا نرى أن هناك بعض حالات لا يرث فيها الرجل وترث المرأة لقرب نسبها من المتوفى وفى النهاية كل له مهمته فلا يجب خلط الأدوار.
حقها في تعلم العلم: يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( طلب العلم فريضة على كل مسلم)) ويشمل ذلك كل مسلم ومسلمة، تتعلم لتستطيع لأن تربى أبناءها والمرأة المتعلمة قادرة على تربية أولادها أفضل من الجاهلة، ووجودها في وظائف معينة مثل الطبيبة والمدرسة مهم ولكن بشروط:
- ضبط الاختلاط وأن تلتزم (زى المرأة الشرعي) حتى لا تكون ملفته للنظر وهى ذاهبة للتعلم وليس معنى ذلك عزلة النساء أو أن المرأة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- كانت معزولة بل كانت تشهد الجماعة والجمعة وتصلي في صف خلف صفوف الرجال، ولكن كان لهم باب للنساء يدخلن منه حتى لا يزاحمن الرجال ويشاركن في صلاة العيدين، وكان يسألن في أمر دينهن لم يمنعن الحياء عن السؤال في أمر دينهم يسألوا عن الحيض والاغتسال من الجنابة والاستحاضة، وفى عهد عمر بن الخطاب عين في خلافته الشفاء بنت عبد الله العدوية محتسبة على السوق، ولم يكتف بذلك بل « روى أن أسماء بنت زيد بن السكن الأنصاري أتت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت: " يا رسول الله إني وافدة النساء إليك، إن الله بعثك بالحق للرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك وأنّا معشر النساء محصورات، قواعد بيوتكم حاملات أولادكم وأنتم معشر الرجال فُضلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المريض وشهادة الجنائز وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله - تعالى-وأن الرجل إذا خرج حاجاً أو مرابطاً أو معتمراً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم أفما نشاركم في هذا الخير والأجر يا رسول الله؟، فالتفت بوجهه الكريم إلي أصحابه ثم قال: (( هل سمعتم مقالة امرأة أحسن من هذه عن أمر دينها؟، فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت إليه - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: (( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء: أن إطاعة الزوج يعدل ذلك وقليل منكن من يفعله)) أخرجه البزار والطبراني، وكذلك شاركت في الجهاد والمعارك وتمريض الجرحى رفيدة الأسلمية أول طبيبة في الإسلام ونجد أم عطية قالت: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوى الجرحى وأقوم على المرضى، ونجد أن أم عمارة نُسيبه بنت كعب يوم " أحد " تقاتل وتدافع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأثنى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. المرأة أنثى: قال الله - تعالى-: ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الذاريات 49. هي سنة الله في الخلق، والازدواج من خصائص المخلوقات سواء في عالم الإنسان والحيوان والنبات، فالمرأة تكمل الرجل وهو يكملها والشيء لا يكمل نفسه إذ يقول الله - تعالى-: ( وليس الذكر كالأنثى) [آل عمران 36] والإسلام يراعى أنوثة المرأة الفطرية ولا يكبتها أو يصادرها ولكنه يحول دون ابتزازها وامتهان أنوثتها، وموقف الإسلام من ذلك يتحدد بـ:
1 - أحل لها ما حرم على الرجال بما تقتضيه طبيعة الأنثى ووظيفتها: كالتحلي بالذهب، ولبس الحرير الخالص وذلك عن على -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ حرير في يمينه وذهب فجعله في شماله ثم قال: (( إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم))، كما حرم عليها كل ما هو تشبه الرجال في الزي والحركة والسلوك، وذلك عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل " وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهات من النساء بالرجال ولعن المتشبهين من الرجال النساء" رواه البخاري.
2- وهو يحافظ على خلقها وحيائها، ويحرص على سمعتها وكرامتها ويصون عفافها من أن تمتد إليه أيدي السوء.
أ- غض البصر قال -تعالى-: ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) النور 31 ب- الاحتشام والتستر في لباسها وزينتها، إذ قال الله -تعالى-: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.....) النور 31.
جـ - أن تتوقر في مشيتها وكلامها ولا تتميع بالقول، فقال - تعالى-: ( ولا يضربن بأرجلهن ليٌعلم ما يخفين من زينتهن) النور 31
د- أن تتجنب كل ما يثير انتباه الرجال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية)) رواه النسائي والحاكم وابن حبان.
هـ- أن تمتنع عن الخلوة بأي رجل ليس زوجها ولا محرماً عليها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (( لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن إلا ومعها محرم)) متفق عليه. وهو بذلك لم يحمى المرأة كأنثى فقط ولكنه يحمى الرجل أيضا من عوامل الانحراف والقلق والتفكك الأسرى.
الرد على أنصار الاختلاط المفتوح: قال - تعالى -: ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولا تتبع سبيل الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وأن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) [الجاثية 18، 19].
أولاً: لا نبيع ديننا اتباعاً لهوى الغربيين والشرقيين.
ثانيا: إن الغرب الذين نقتد به يشكو اليوم من أثار التحلل والانحراف وأصبح يهدد الحضارة بالخراب والانهيار، ماذا جنا المجتمع من الاختلاط بلا حدود:
الانحلال الأخلاقي وانتشار الأبناء الغير شرعيين، كثرة الطلاق وتدمير البيوت لأتفه الأسباب، انتشار الأمراض الفتاكة، وهكذا نرى الإسلام حما المجتمع كله من الرذيلة وإن لم يطبق الإسلام بهذه الرؤية الصائبة لعلاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل سوف نرى في الأيام القادمة ما هو أكبر مما يدور في مخيلتنا من انتشار الرذيلة والتحرش الجنسي وأنواع الزواج الي ما أنزل الله بها من سلطان " زواج الدم والطابع والوشم وما خفي كان أعظم "
المرأة أمّاً: أول ما يتعامل الإنسان مع المرأة يتعامل معها أماً، ولا يعرف التاريخ نظاماً كرم الأم مثل الإسلام، جاءت الوصية بالوالدين عامة بعد توحيد العباد لله، قال - تعالى-: ( وقضى ربٌك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الإسراء 23، وخص المرأة بالآيات: قال - تعالى-: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنأ على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير) لقمان 14. وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله: (( من أحق الناس بحسن صحابتي قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أبوك))، رواه البخاري ومسلم، ويروى أن رجلا كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أديت حقها؟ قال: (( لا ولا بزفرة واحدة )) (من زفرات الطلق). رواه البزار، وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا رسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: (( هل لك من أم "؟. قال: نعم قال: " فالزمها فإن الجنة عند رجليها)) رواه الترمذي، ومن العجيب أن الإسلام أمر ببر الأم ولو كانت مشركة، سألت أسماء بنت أبي بكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صله أمها المشركة وكانت قد قدمت عليها فقال لها: (( نعم صلى أمك)) متفق عليه. والإسلام جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها وأولى بهم من الأب علي أن تحسن تربيتهم ولنا في أمهات الصحابة والتابعين وزوجات الأنبياء أسوة ولنرى معاً أمهات خلدت أسمائها وبقى أثرها حتى بعد الموت قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
أمهات خالدات: فهذه أم مريم " امرأة عمران " نذرت ما في بطنها محرراً لله، قال - تعالى-: ( فتقبل مني إنك أنت السميع العليم) [آل عمران (35)]، قال - تعالى -: ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نبات حسناً) [آل عمران (37)] وها هي أم موسى تستجيب إلى وحى الله وإلهامه وتلقى ولدها في اليم بيقين من الله أنه يردها إليها" ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في ليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) [القصص (7)] ـ الخنساء: هي تماضر بنت عمرو بنت الحارث بن الشريد توصى أولادها الأربعة حين خرجوا إلي موقعة القادسية " يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحد ما هجنت حسبكم وما غيرت نسبكم وما فضحت خالكم واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية اصبروا وصابرو ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وجللت ناراً علي أوراقها فيمموا وطيسها وجالدوا رميسها وأخذت تحث أبنائها"، ولما أخبرت بخبر نعيهم قالت: اخبروني أولاً كيف قتلوا؟ من الخلف أم من الأمام، قالوا لها: بل من الأمام، فقالت: قولها الشهير: " الحمد لله الذي شرفني بقتلهم جميعاً، وأرجو الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ".
ـ أسماء أم عبد الله بن الزبير: التي قالت لأبنها عندما شكا لها خوفه من أن يمثل به بعد موته فقالت كلمتها المشهورة: " إن الكبش إذا ذبح لم يأمن السلخ أو لم يألم من السلخ، هل يضر الشاه سلخها بعد ذبحها " ثم دنا عبد الله من أمه فتناول يدها وقبلها وعانقها وكان عليه درع فلما عانقها وجدت مس الدرع فقالت ما هذا صنيع من يريد ما تريد، وكانت توصيه إما أن تقتل فاحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني إياك أن تعرض على خطأ فلا توافق فتقبلها كراهية الموت.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-01-2020, 11:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اعرفي قدرك عند ربك


المرأة بنتاً: كان العرب في الجاهلية يتشاءمون بميلاد البنات حتى قال أحد الآباء وقد بشر بأن زوجته ولدت أنثى: " والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء وبرها سرقة "، لا تستطيع أن تبرهم إلا بأن تأخذ من مال زوجها لأهلها، وهذا هو حال الآباء عند ولادة البنات في الجاهلية، قال - تعالى-: ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب * ألا ساء ما يحكمون) [النحل 58] فكانوا يتفننون في وأد البنات منهم من ينتظر حتى تكبر وتبلغ مثلا(ستة سنوات) ومنهم من يوؤدها حال ولادتها والشرائع القديمة أعطت الحق لأب في بيع ابنته كشريعة حمورابي، وله أن يسلمها إلى رجل آخر ليقتلها أو يملكها إذا قتل الأب ابنه الرجل الأخر وجاء الإسلام فاعتبر البنت مثل الولد هبة من الله ونعمة يهبها لمن يشاء من عباده ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير(الشورى(49، 50). وتقص علينا السنة ما هو ثواب من أحسن تربية البنات تكريم لهم ولوالديهم. روى ابن عباس عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( ما من مسلم له بنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة)) رواه ابن ماجة. وفى حديث عائشة رواه الشيخان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)) رواه البخاري ومسلم.
ليس للأب أن يفرق بين البنت والولد في المعاملة وليس له أن يزوجها ممن تكره ولا ترضاه وعليه أن يأخذ رأيها بموافقتها فإن كانت ثيباً فلابد أن تعلن عن موافقتها بصريح القول وإن كانت بكراً اكتفى بسكوتها، عن أبى هريرة مرفوعاً: (( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: " أن تسكت)) رواه مسلم. وإذا زوجها والدها بغير إذنها فالعقد باطل مردود، وإذا كان الأب لا يحق له تزويج ابنته ممن لا ترضاه كان من حقه عليها ألا تٌزوج نفسها إلا بإذنه، عن أبى موسى مرفوعاً: (( لا نكاح إلا بولي))، والمطلوب منه أن يتخير لها الزوج الصالح الذي يسعدها ويسعد بها: (( إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) وبذلك علم الإسلام الأب أن البنت ليست سعلة ولكنها إنسانا.
المرأة زوجة: وكيف كانت النظرة للمرأة قبل الإسلام كزوجة وما أنواع الأنكحة:
أنواع الأنكحة في الجاهلية: 1- نكاح البدل: وهو أن يقول الرجل للرجل أنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي وأزيدك.
2 - نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها.
3 - نكاح الاستبضاع: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها حتى يتبين حملها فإذا تبين ذلك أصابها إذا أحب ويفعل ذلك رغبة في نجابة الولد. 4- نكاح الرهط: يجتمع الرهط دون العشرة على المرأة فيدخلون عليها يصيبونها فإذا حملت ووضعت ومر عليها الليل أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم، قد عرفتم ما كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمى من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع.
5- نكاح البغايا: يجتمع ناس كثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا فيصير على أبوابهن رايات تكون علماً، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت ووضعت جمعوا لها ودعوا لهم من يشبه أبيه، ثم ألحقوا ولدها بالذي يردن فالتاط بها ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك.
هدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكحة الجاهلية إلا نكاح الناس اليوم بعقد وإيجاب وقبول وشهود وإعلان حتى يثبت به الحقوق والواجبات وما يترتب عليه من آثار، أي امتهان هذا للزوجة في الجاهلية وكأنها سلعة تباع وتشترى ولكن لنقف قليلاً ونقارن بين هذه الأنواع من الزواج وما يشهده عصرنا الحالي من أنواع هي في الواقع تحايل على قضاء الشهوة بأي شكل وبأي وسيلة مثل الزواج العرفي وزواج الدم وشريط الكاسيت والوشم، ليس لها دافع إلا الاستمتاع الوقتي وكأننا نشهد في عصرنا هذا جاهلية القرن الواحد و العشرين أما عن علاقة الزواج في الإسلام فتحدثنا الآيات عنها: قال - تعالى-: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم 21]. فجاء الإسلام يعلن بطلان الرهبانية والتبتل وهذه الأنكحة أيضاً، ويحث على الزواج الذي يكرم المرأة ولا يعرضها كسلعة تباع وتشترى، وحيث أراد جماعة من الصحابة أن ينقطعوا للعبادة، صائمين النهار قائمين الليل معتزلين النساء أنكر عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قائلاً: (( أنتم الذي قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأقوم وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى))، وجعل الزوجة الصالحة خير ما يكنزه المرء، وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)) رواه مسلم.
وقرر الإسلام للزوجة حقوقاً على زوجها:
أولها: الصداق (المهر) حتى يشعرها أنه يريدها، وأنها غالية عنده، قال الله - تعالى-: ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) النساء 4. فالمرأة في الغرب هي التي تدفع للرجل (الدوطة) حتى يتزوجها مع أنه فطرت الله جعل المرأة مطلوبة وليست طالبة.
وثانياً: (النفقة)، فالرجل مكلف بتوفير المأكل والملبس والمسكن والعلاج لإمرأته بما يتناسب مع بيئته وزمنه وحاله؛ إذ يقول الله - تعالى-: ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها) [الطلاق 7].
ثالثا: المعاشرة بالمعروف: قال - تعالى-: ( وعاشروهن بالمعروف) [النساء]، وعن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)).
استقلال الزوجة: لم يهدر الإسلام شخصية المرأة بزواجها ولم ينقص منها ولا تفقد أهليتها للعقود والتعاملات وسائر التصرفات، فلها أن تبيع وتشترى وتؤجر أملاكها وتستأجر وتهب وتوكل ولها اسمها واسم عائلاتها كما هي لم يتغير لتسمى باسم الزوج. أرأيت كيف أن علاقة الزواج في الإسلام تحكمها قواعد وشروط معينة لابد من توافرها وللمرأة من حقوق لابد منها حفظاً لكرامتها وحتى لا تكون سلعة من يدفع فيها أكثر يأخذها له ومن يشتهيها في أي وقت يأخذها ولكن دعونا نتحدث عن واقعنا اليوم وما نراه من أن هناك فتيات كثيرة ترخصن من نفسها عندما تسمح بقيام علاقة مع زميل لها في الجامعة دون حدود أو رقيب عليها، هذا هو الإسلام يحفظك فلما تزلين نفسك وترخصينها، حتى الطلاق تحدث عنه القرآن كما سنرى.
الطلاق ورحمة الإسلام: عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أبغض الحلال إلى الله الطلاق)) رواه أبو داود وابن ماجه، الطلاق لم يشرع إلا ليعالج مشاكل جمة في حياة الرجل والمرأة، والمشكلة هي سوء تطبيقه، وليس كل طلاق محمود في الإسلام، فالقرآن الكريم اعتبر أن الطلاق هو مثل العملية الجراحية المؤلمة التي يتحمل فيها الإنسان بتر عضو حفاظاً على بقية الجسد ودفع لضرر أكبر، فإن استحكم النفور بين الزوجين ولم تنجح وسائل الإصلاح فالطلاق هو الحل، قال - تعالى -: ( وإن يتفرقا يٌغن الله كلاً من سعته) [النساء 130]. والإسلام ضيق دائرة الطلاق عن طريق ترغيب الزوج في أن يكون واقعياً بحيث لا ينشد الكمال في زوجه بل ينظر إلى ما فيها من محاسن فإن سخط منها خصلة رضي منها أخرى، عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال: (غيره))" رواه مسلم. عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)). رواه البخاري مسلم، وفى رواية لمسلم: (( وكسرها طلاقها)).
ـ أمر الإسلام المجتمع بالتدخل عند وقوع الشقاق بين الزوجين، قال - تعالى-: ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) النساء 35.
ـ وفى حالة نشوز الزوجة يعالج الزوج هذا كله بالحكمة والتدرج من الموعظة بالرفق واللين إلى هجرها في المضجع نهاية بالضرب غير المبرح لا يترك بجسمها أثراً، فقد قال - تعالى-: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ً إن الله كان عليا كبيرا ً) [النساء 35]. كل هذا من الحكمة والضوابط لمنع وقوع الطلاق لأسباب تافهة وفى أي وقت حتى لا يحدث إلا للضرورة.
إساءة استخدام الطلاق: سوء الفهم وسوء التنفيذ مسئولية المسلمين وليس مسئولية الإسلام، ومن تضييق دائرة الطلاق انه لا يقع إلا بلفظ معين وفى وقت معين بنية معينة، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العابثين بلفظ الطلاق: (( ما بال أحدكم يلعب بحدود الله، يقول قد طلقت، قد راجعت)) رواه ابن ماجة وابن حبان.
عدد الطلقات: يقول الله - تعالى-: ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريحٌ بإحسان) [البقرة 229] وأما الطلاق الثالث بعدها تتزوج من رجل آخر زواج صحيح الشروط، وهذا من تكريم الإسلام للمرأة فهي ليست ألعوبة في يد الرجل يطلقها متى شاء ويعيدها متى شاء ولكن بحدود حفاظ على كرامتها.
آيات الطلاق: ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف) البقرة، دليل على حرص الإسلام على عدم هدم الأسرة وتضييع الطفل وعلى عودة الحب والوئام للبيت المسلم، وقال - تعالى -: ( ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم) [البقرة: الآية 231] في وسط آيات القرآن تحذير من الله للرجل بعدم اتخاذ آيات الله بالسخرية والاستهزاء وإنما الأمر بتقوى الله، وفى السنة: عن ابن عباس -رضي الله عنه-: أن امرأة ثابت بن قيس أتت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " يا رسول الله ثابت ابن قيس ما أعتب عليه خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أتردين عليه حديقته؟ " قالت: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة)) أما إذا تضررت المرأة من الرجل لعدم الأنفاق عليها مع قدرته على ذلك أو لعيوب خلقية يستحيل معها العشرة أو السفر الطويل قال - تعالى-: ( ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا) [البقرة 231] فنجد الحل في الخلع أن ترد عليه ما أخذت من صداق ونحوه قال - تعالى-: ( فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) البقرة 229].
وماذا بعد الطلاق: نجد أن الإسلام حافظ على حق المرأة حتى بعد وقوع الطلاق.
ـ فالطلاق لا يحرم المرأة من نفقتها طوال مدة العدة ولا يبيح للزوج إخراجها من بيت الزوجية إذ قال الله - تعالى -: ( لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) [الطلاق 1].
ـ والطلاق لا يبيح للرجل أن لا يعطى المرأة مهرها، قال الله - تعالى -: ( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً) [البقرة: 229].
ـ كما أن لها حق المتعة جبراً لخاطرها وتعويضاً لها، قال - تعالى-: ( وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين) [البقرة 241]. يا الله ما هذه الرحمة حتى والزوج يطلق زوجته يتقى لها فيها ولا يبخسها حقها.
اعلم أن القليل من يفعل ذلك اليوم ولكن المشكلة في تطبيق الدين، من يتقى الله من البداية لا يُظلم في النهاية، إن الزواج القائم من البداية على أساس صحيح وليس علي أساس أنه صفقة تجارية أو على أساس الجمال فقط هو الذي إذا انتهى في يوم من الأيام ينتهي نهاية صحيحة.
ولننتقل إلى قضية أخرى في علاقة المرأة بالرجل: تعدد الزوجات:
قال - تعالى -: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) [النساء 129]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( من كانت له امرأتان فمال إلى أحدهما جاء يوم القيامة وشقه هائل)) رواه أبو داود، الإسلام اشترط العدل بين الزوجات من أجل السماح له بالتعدد فيعدل في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت والنفقة، والميل الذي حذر منه، هذا الحديث هو الجور على حقوقها، لا مجرد الميل القلبي، ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم ويقول: (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) وكان إذا سافر حكم بينهن بالقرعة فأيتهن خرج سهمها سافر معها إنما فعل ذلك ترضية للجميع.
الحكمة في إباحة التعدد:
1-من الرجال زوجته لا تنجب عقيمة، وهو من تكون قوة الرغبة في النسل عنده كبيرة مع البقاء على الأولى وضمان حقوقها.
2- من الرجال من يكون قوي الغريزة، ثائر الشهوة، ولكنه رزق بزوجة قليلة الرغبة في الرجال أو ذات مرض، وهو لا يستطيع أن يصبر على النساء.
3- هبوط عدد الرجال عن عدد النساء بسبب أزمة أو مشكلة أو إبان الحروب التي تتعرض لها البلاد نتيجة المشاركة في الحرب وهؤلاء النساء إما أن:
أـ يقضين العمر كله في مرارة الحرمان من الحياة الزوجية والأمومة.
ب ـ ينحرفن ويركدن وراء شهواتهن والشريعة لا تبيح ما فيه مفسدة راجحة، ولا تحرم عليهم شيئاً ينفعهم ومن مصلحة المجتمع أن يصون رجاله ويستر بناته ويحافظ عليهم من الانحراف.
عمل المرأة:
شبهات حول عمل المرأة:
1- إن الغرب أكثر تقدماً ورقياً في مضمار الحضارة، فقد سبقونا إلى تشغيل المرأة فإذا أردنا الرقى مثله فلنحذوا حذوه.
2 - المرأة نصف المجتمع وإبقائها في البيت تعطيل لهذا النصف وضرر بالاقتصاد القومي.
3 - مصلحة الأسرة تقتضى بعملها فتكاليف الحياة تزايدت وعمل المرأة يزيد من دخل الأسرة ـ وفي الأصل تصرفه على المكياج وزينتها وملابسها ـ.
4 - الاحتكاك بالحياة ينمى شخصية المرأة ويصقل شخصيتها.
ـ مضار انهماك المرأة في الاشتغال بعمل الرجال:
1- مضرة على المرأة نفسها: لأنها تفقد أنوثتها وخصائصها.
2- مضرة على الزوج: يحرم الأنس والسكن الذي يسكن إليه فليس له إلاّ الجدال والشكوى والمقارنة بينها وبين زملائها وتمقت حياتها.
3 - مضرة على الأولاد: الإشراف على الأولاد والحنان لا يغنى عنه غيره من خادم أو مدرسة إذا عادت إلى البيت متوترة.
4- مضرة على الرجال: لأنها تأخذ مكانه في العمل ويبقى الرجال متعطلون كثيراً.
5- مضرة على العمل: لأن المرأة كثيرة التخلف عن العمل لكثرة العوارض الطبيعية التي لا تملك دفعها من حيض وحمل ووضع وإرضاع.
6- مضره على الأخلاق: بالاختلاط وحكاية أسرار البيوت وهناك من الزملاء من يفسد البيوت على أصحابها، وتشريد الأطفال وفقد الحياء بين الرجل والمرأة.
ولكن متى يكون عمل المرأة؟
1- يكون العمل مشروعاً وألاّ يكون حراماً في نفسه كأن تعملي خادمة لرجل أعزب أو عاملة في بار أو وظيفة تفرض عليها عدم ارتداء الحجاب.
2- أن تلتزم آداب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها في الزي والمشي والكلام والحركة (عدم الخضوع بالقول، ابتذال الزينة).
3- ألا يكون على حساب واجبات أخرى لا يجوز لها إهمالها (واجبات نحو الزوج والأولاد).
هكذا رأيت أن الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتحدث فيها، وكان فيها حكم شرعي حتى لا يتحكم في شأنك البشر فيظلموا ولا يعدلوا، أرأيت كيف حافظ عليك كإنسان وأحترم إنسانيتك وكأم فجعل الجنة تحت أقدامك، وكبنت فجعل الإحسان إليك سبب في دخول الجنة وكزوجة فجعل المهر تطييب لخاطرك وجعل الأفضلية بين الرجال فيمن يحسن لزوجته ويتقى الله فيها، وجعل لكي ثواب علي كل ما تفعلينه مع زوجك وحتى وإن حدث الطلاق تجلت فيه رحمة الإسلام، فأنا واثقة أن عقلك توصل الآن إلى أن الأمر ليس عيباً في ديننا ولكن العيب في سوء فهمنا وتطبيقنا له ومن هذا المنطلق إذا كان الإسلام حفظك فهذا دليل على أن لكي دوراً في الحياة فهل عرفت كل واحدة منا دورها وأتقنته؟ وإليك ما يلي: أمثلة:
نساء في عصر النبوة:
1- السيدة خديجة بنت خويلد: أول زوجة وفية ساندت زوجها وأيدته في الشدائد بثبات ويقين وإيمان عندما جاءه الوحي فرجع إليها فقالت: " كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلْ، وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق "، أي زوجة هذه حتى يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها بعد وفاتها عندما قالت له عائشة -رضي الله عنها-: " قد أبدلك الله خيرا منها قال: (( ما أبدلني الله - عز وجل - خيراً منها، قد أمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله - عز وجل- ولدها إذ حرمني أولاد النساء)). عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (( يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتت فأقرأ - عليها السلام - من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب))، وكان جزاءها أن يُبعث جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبشرها ببيت من لؤلؤ في الجنة.
2- أم سلمة -رضي الله عنها-: - استشارها النبي - صلى الله عليه وسلم - لزوجات أخذ برأيهن، روى الإمام البخاري عن المسور بن مخرمة في حديث الحديبية: (( فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه: " قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال المسور: فو الله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة يا نبي الله: أتحب ذلك؟ أخرج ثم لا تكلم أحد منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعوا حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحد منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً)).
3- سمية بنت نياط: - أول شهيدة في الإسلام، كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يمر بهم هي وزوجها فيقول: (( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)).
4- أم شريك الدوسية: - علمت أن عليها دور في الدعوة، فكانت سبباً في إسلام قومها الذين آذوها بعد أن تركها زوجها وهاجر إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ ليتعلم منه أصول الإسلام ويتفقه منه تقول على لسانها: " فجاءني أهل زوجي، فقالوا لعلك على دينه؟ قلت: أي والله إني لعلى دينه، قالوا: لا جرم والله لنعذبنك عذاباً شديداً فارتحلوا بنا من دارنا وساروا يريدون منزلاً وحملوني على جمل ثقال شر ركابهم وأغلظه يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة ماء حتى انتصف النهار وسخنت الشمس فنزلوا وضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري وفعلوا ذلك بي ثلاث أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: أتركي ما أنت عليه قالت: فما دريت ما يقولون إلا كلمة بعد كلمة فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد قالت: فما زلت على ذلك حتى وجدت برد دلو على صدري فأخذت فشربت منه نفساً واحداً ثم انٌتزع منى، فذهبت أنظر إليه فإذا به معلق بين السماء والأرض، فلم أقدر عليه، ثم دلىّ إليّ ثانياً فشربت منه نفساً، ثم رفع، ثم دلىّ إلىّ ثالثاً فشربت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي قالت: فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدو الله؟ قلت لهم: إن عدو الله غيري من خالف دينه، وكان في هذا الموقف سبب في إسلام القبيلة كلها قالوا: نشهد أن ربك هو ربنا".
هكذا كانت النساء في عصر النبوة فلما لا تسبقيهم لتلحقي بالركب ولتعرفي قدرك وإنك لست على هامش الحياة ولكنك أنت الحياة كلها


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.59 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]