عنف الظروف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-01-2020, 05:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي عنف الظروف

عنف الظروف
عبد الكريم بكار


في داخل كل واحد منا سلسلة لا تنتهي من المعارك الصامتة بين رغباته والظروف التي تضغط عليه من جهة، وبين إرادته وواجباته، وما يشعر أنه الصواب من جهة أخرى، وقد أثبت الإنسان في مواقف لا تُحصى أنه قادر على التأبّي والتمنُّع على المغريات والمفاتن والظروف الصعبة، لكن ذلك يظل في حاجة إلى شيئين اثنين: وعي جيد بما ينبغي عمله، ووقود روحي للقيام به.
وبما أن معظم الناس معوزون في أحد هذين الشيئين، أوفيهما معاً، فقد صار من المألوف خضوع الناس للظروف التي يجدون أنفسهم فيها، وعلى امتداد التاريخ كانت الظروف الصعبة المتمثلة في الضعف والفقر والمرض والتهميش الاجتماعي...تمارس درجة عالية من العنف ضد الإنسان في كل مكان من الأرض، وليس هذا فحسب، بل إن الظروف المحبوبة من الغنى والقوة والصحة والنفوذ والنسب الرفيع والجاه والجمال... ظلت هي الأخرى تدفع الناس في اتجاهات سيئة، بل مدمرة.
وقد يستغرب القارئ الكريم من تقرير هذا المعنى؛ إذ إن الناس يشعرون بالكثير من السرور والامتنان حين يمتلكون أسباب القوة والرفاهية، بل إنهم يبذلون الكثير من الجهد والوقت في سبيل الحصول على ذلك، ولا لوم عليهم في هذا، لكن علينا أيضاً أن نقول: إن الأشياء المحيطة بنا لا تكون جيدة بسبب خصائصها الذاتية فحسب، وإنما بمدى قدرتها على دفعنا في الاتجاه الصحيح، ومدى ملاءمتها لتركيبنا الروحي والعقلي والاجتماعي...، وقد نجد هذا المعنى في قوله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ (نعم المال الصالح للرجل الصالح) حيث نجد التركيز هنا على نوع عميق من الملاءمة بين المال والإنسان.
المؤرخ البريطاني الكبير (أرنولد توينبي) أشار إلى ما سماه (المحيط الذهبي) وهو المحيط الذي يتحدى الناس، ولا يعجزهم، وذلك لأن المحيط حين يكون صعباً جداً يكسر إرادة الإنسان، ويجعله يتقولب معه، حين يفقد إرادة التغيير، وإرادة الممانعة، وهذا ما نجده لدى معظم الناس الذين يظلون باطلين عن العمل مدداً طويلة، وأولئك الذين يعيشون في مناطق مكتظة وفقيرة بالخدمات الأساسية: الماء والكهرباء والصرف الصحي والمستشفيات.... وإن مدن الصفيح المنتشرة في الكثير من دول العالم تقدم نموذجاً لما نقوله، فأنت ترى في تلك المدن هوانَ الإنسان وتجلّيات ضعفه وغرائزه في آن واحد؛ حيث المخدرات، والدعارة، والشعور بالخذلان، وانسداد الآفاق.
الإنسان أيضاً حين يعيش في بحبوحة من العيش، وحين يكسب الرزق الوفير بسهولة بالغة، فإنه يجد نفسه معرَّضاً لممارسة نوع آخر من عنف الظروف، وهو ما أطلق عليه بعض علماء الحضارة اسم: (خيانة الرخاء).
إن الإنسان يحتاج إلى أن يشعر بالتعب والتحدي حتى يمارس الإبداع، وحتى ينهض إلى تطوير مهاراته ورفع مستوى كفاءته الشخصية، كما يحتاج إلى الإحساس بشيء من السدود والموانع التي تعوقه عن العدوان على حقوق الآخرين، وقد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة تقريراً لا لبس فيه، حيث قال جل شأنه-: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) وقال أيضاً: (وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ).
إن (فرعون) يقدم نموذجاً لما يمكن أن يفعله الإنسان حين يجد نفسه مستغنياً، وحين يجد نفسه فوق المساءلة والمعارضة، ويتحدث بعض مؤرخي الحضارة عن نموذج كبير لخيانة الرخاء، هو(إسبانيا) فقد كانت هذه الدولة في القرن الخامس عشر الدولةَ الصناعية الأولى في أوروبا، وحين غزت أمريكا الجنوبية في القرنين السادس عشر والسابع عشر عثرت هناك على الكثير من مناجم الذهب، وحين بدأ الأسبان يستمتعون بما استولوا عليه تراجع إحساسهم بالحاجة إلى التطوير وبذل الجهد، وهذا جعل الريادة الصناعية تنتقل إلى دول أوروبية أخرى، وصارت (إسبانيا) فيما بعد في ذيل الأمم الأوروبية في المجال الصناعي، وما زالت.
إن الدنيا دار ابتلاء بامتياز، ولهذا فنحن نحتاج إلى الوعي والإرادة والعزيمة في حالة الرخاء والسعة والمكنة، ونحتاج إليها في حالة الكرب والشدة العوز، وصدق الله تعالى- إذ يقول: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).
يحتاج توفير (الوسط الذهبي) إلى الكثير من القوانين، والكثير من التثقيف، والكثير الكثير من النزاهة والنيات الطيبة، ولعلي في المقال القادم أتحدث عن شيء من ذلك بحول الله وطوله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.60 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]