من أكبر الكبائر .. عقوق الوالديـن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1195 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16910 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2020, 12:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي من أكبر الكبائر .. عقوق الوالديـن

من أكبر الكبائر .. عقوق الوالديـن


د.عادل المطيرات


بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رضا الله في رضا الوالدين، كما صح عند الترمذي والطبراني عن عبدالله ابن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سُخط الوالد»، وفي رواية: «رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما».

كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الخاسر هو من يدرك أبويه أو أحدهما ولا يبرهما، كما صح في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه»، قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة»، أي: من أدركهما فلم يبرهما فمات فدخل النار.

ظاهرة منتشرة

بر الوالدين حقيقة لا تخفى على أحد، وفضله بين وظاهر؛ جاءت به النصوص الكثيرة، ونحن أمام ظاهرة منتشرة في أوساط المسلمين، تنذر بتدمير المجتمع وتفكيكه؛ إنها ظاهرة العقوق، عقوق الوالدين، وعقوق الوالدين هو عصيانهما، وعدم طاعتهما، وترك الإحسان إليهما، ومضايقتهما بالقول أو الفعل، -سبحان الله-! كيف يتجرأ إنسان على والديه؟ كيف ينسى الإنسان فضل والديه؟ كيف يعصي الإنسان والديه؟ إن هذا لشيء عجاب!

أكبر الكبائر

جاء في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، ألا وقول الزور»، مازال يكررها حتى قلت ليته سكت، فأكبر الكبائر العقوق، لماذا تمتنع عن الزنا والخمر والسرقة؟ وهي كبائر وتأتي أكبر الكبائر : العقوق.

لا ينظر الله إليهم

وفي الصحيحين من حديث المغيرة رضي الله عنه : «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات»، وثبت في المسند عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى»، الله أكبر! أين أهل العقوق من هذا الحديث العظيم، لا يدخلون الجنة، ولا ينظر الله إليهم؛ فأي ذنب أعظم من هذا الذنب، وأي معصية أعظم من هذه المعصية؟!


مظاهر العقوق

وإن للعقوق مظاهر كثيرة منها:

التأفف والنهر

قال -تعالى-: {ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما}، أي لا تسمعهما قولا سيئا حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولا تنهرهما والنهر هو الزجر بغلظة.

شتم الوالدين

ومن مظاهر العقوق شتم الوالدين، أو التسبب في شتمهما، وقد جاء في صحيح مسلم عن علي -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لعن الله من لعن والده»، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من الكبائر شتم الرجل والديه»، قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: «نعم يسب الرجل؛ فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه»، وهذه -ومع الأسف- نسمعها من كثير من الشباب، هداهم الله، يلعن آباء الناس وأمهاتهم؛ فترجع اللعنة إلى والديه.

قطيعة الوالدين

ومن مظاهر العقوق: قطيعة الوالدين وهجرهما: قال -تعالى-: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}، وهذا في قطع الأرحام الأقارب؛ فكيف بأقرب الناس إليك - والداك؟ أليس من الواجب صلتهما وتحريم قطيعتهما، ثم اسمع ما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة قاطع»، أي قاطع رحم.

الانتساب إلى غير الأب

ومن مظاهر العقوق: الانتساب إلى غير الأب والبراءة منه: صح في المسند عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ادعي إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه؛ فالجنة عليه حرام»، وكم من الناس من ينتسب إلى غير أبيه ويسجل ذلك في السجلات الرسمية، ألا يخشى من الوعيد في هذا الحديث الشريف، وهذا من أقسى درجات العقوق.

عصيان أمرهما

ومن مظاهر العقوق: عصيان أمرهما وعدم الاستجابة لهما.

إهمال الوالدين

ومن مظاهر العقوق: الاهتمام بالزوجة والأبناء وإهمال الوالدين، ليس العيب في الاهتمام بالزوجة والأبناء؛ فهو واجب من الواجبات، ولكن المصيبة أن يؤدي هذا الاهتمام إلى إهمال الوالدين، وتقديم الأهل والأبناء عليهما، والتماس رضا الزوجة دون رضا الوالدة، وليعلم كل إنسان أن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان.

قصص واقعية

ومن القصص الواقعية في ذلك ما حصل قريبا ونشر في إحدى الجرائد، أن رجلا كان بارا بأمه وأراد الزواج؛ فلما اختارت أمه امرأة له قال لها: عليك بأمي فوعدته خيرا أن تبرها خير البر؛ ولما مضت الأيام والشهور، أخذت هذه المرأة في الوقيعة بين الأم وزوجها، وتقول له: إن البيت قد ضاق عليها وعلى أولادها، وأن أمك أصبحت كبيرة؛ فلماذا لا تذهب بها إلى دار العجزة حتى يعتنوا بها خير عناية؟ والزوج يرفض، ومع كثرة الإلحاح وافق الزوج، ثم بعث بأمه إلى دار العجزة، وهي تبكي وتترجاه أن يرجعها؛ فلما أصر دعت عليه، وقالت: اذهب أسأل الله ألا يرزقك بالذرية، يقول صاحب القصة: الرجل يبلغ الآن من العمر خمسين سنة ولم يرزق بالذرية؛ فأصابته دعوة أمه. نسأل الله السلامة والعافية.

آثار العقوق

للعقوق آثار في الدنيا والآخرة، منها:

العقوبة في الدنيا

صح عند الحاكم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عال جاريتين حتى تدركا دخلت أنا وهو الجنة، وبابان معجلان عقوبتهما في الدنيا البغي والعقوق».

لا تقبل أعمال العاق

ومنه أنه لا تقبل أعمال العاق: كما صح عند الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا: عاق، ومنان، ومكذب بقدر»، أي: لا تقبل منهم توبة، أو نافلة، أو فريضة، أو وجه يصرف فيه عن نفسه العذاب.

الله لا ينظر إلى العاق

ومنها أن الله لا ينظر إلى العاق يوم القيامة، وهو دليل على سخط الله عليه، كما صح في المسند عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة منهم العاق لوالديه، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه».

العاق لا يدخل الجنة

ومنها أن العاق لا يدخل الجنة كما في الحديث السابق، وكما في رواية عن أبي الدرداء رضي الله عنه : «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر».

عذاب العاق في قبره


ومن العقوبة عذاب العاق في قبره، وقد وردت قصة صححها المنذري في الترغيب والترهيب أذكرها من باب العبرة، وقد لا يعاقب عليها كل عاق، ولكن أذكرها من باب الذكرى، عن العوام بن حوشب قال: نزلت مرة حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة؛ فلما كان بعد العصر انشق منها قبر؛ فخرج رجل رأسه رأس حمار، وجسده جسد إنسان؛ فنهق ثلاث نهقات، ثم انطبق عليه القبر؛ فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا؛ فقالت امرأة: ترى هذه العجوز؟ قلت: مالها؟ قالت: تلك أم هذا، قلت: وما كان قصته؟ قالت: كان يشرب الخمر؛ فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله إلى متى تشرب الخمر؟ فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار، قالت: فمات بعد العصر، قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم؛ فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق القبر.
وذكر ابن القيم في كتاب الروح: أنه ليس بلازم أن يعاقب كل عاق بمثل هذا، ولكن الله يفعل ما يريد، وليس هذا على الله ببعيد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.00 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]