تيسير الخروج من رحم الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-11-2020, 08:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي تيسير الخروج من رحم الدنيا

تيسير الخروج من رحم الدنيا


د. غنية عبدالرحمن النحلاوي





مقدمة





من المسلَّم به أنه قل من يرغب بالحديث أو السماع عن الأمور المحيطة بالانتقال من دارنا إلى حيث الإقامة الدائمة، ناهيك أن يقرأ أو يكتب عنها؛ لذلك يَشيع الفهم الخاطئ للخلود وما بعد الموت، والذعر من الموت، كما يؤدي نقص اليقين بلقاء الله تعالى إلى قسوة في قلوبنا تصبُغُ تصرفاتنا وأعمالنا.



ذات يوم قال أحدهم بثقة وحزم عندما انتشر الهرج قريبًا من مسكنه: "أنا لا أريد أن أموت"، قالها لمن حوله بينما يتناقشون في ضرورة الثبات، وإغاثة الملهوف، ورد المظالم، وقوله جعلني أبتسم، وقلت لنفسي: ومن قال لك أن تموت؟ ومن يملِك المقدرة على الموت ما لم يُقَدِّر له البارئ المصور ذلك؟! ثم إنني تناولت تلك الحقائق التي يهربون منها من زوايا متعددة، فوجدت فيها إضاءاتٍ وألوانًا مبهجة وسط قتامة الواقع الأرضي، وعلاجًا لأدوائنا وعوارضنا النفسية المحدثة بالضغوط التي تثقل على روح الإنسان وصحته النفسية!



وبحمد الله تجمَّعت الأحرفُ والكلمات أفكارًا تلألأت بنور آياتٍ قرآنية وأحاديث نبوية، لتنتظم في هذا المقال الموجز (عن شؤون يستغرق بحثها أكثر من كتاب):

أولًا: المقدمات قبل الانتقال:

وأتناول لمحات عن تحضيرات وتهيئة رفيقة، وصولاً للأجل المضروب، وأهمها:

اليقين / تيسير الخروج وعدم خوف الموت / اللقاء للأجل المضروب.





اليقين بذوق الموت وما بعده:

أ- لأهمية ذلك اليقين وجدت نفسي أدخله في معظم كتاباتي[1]؛ ذلك أن اليقين بالأجل واللقاء مع الديان، هو الضمانة من الزلل في الدنيا والآخرة؛ حيث الأول يمكن تقويمه، أما الثاني فلا! وهو يجعلك تعيش حياة متوازنة متناسبة مع الفطرة السليمة، تنفِرُ من الحرام وتفعل الحلال بيُسرٍ، رغم كل محاولات تصعيبه من حولنا! من ذلك:

اليقين باليوم الآخر يجعلنا مع مَن هم خيرٌ مرَدًّا: في مريم: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ﴾ [مريم: 75].



آية عجبتُ لها، كأنها تقول لي ولك: انظر نفسك، تفقد خلاياك وأنفاسك، ونبضات قلبك! فاستعِدْ ما كان منها "في الضلالة" قبل الفوت، قبل أن تجد نفسك "محشورًا" مع الذين: ﴿ سَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ﴾ [مريم: 75]، ومن الآن لنحسبها مدعومين بذلك اليقين، المفاضلة هي بين أن نكون ﴿ شَرٌّ مَكَانًا ﴾ [مريم: 75]، أو أن نكون ﴿ خَيْرٌ مَرَدًّا ﴾ [مريم: 76] مع الذين اهتدوا؛ فزادهم الله هدى!



وذلك اليقين يعالج فينا الغفلة[2]، لا سيما غفلة من يقرُّون بوجود الله تعالى، يدعونه في الضراء، ويلحُّون في الطلب، ومنهم الذين يُصلون ويصومون، ثم إنهم يقفون عند اللقاء الأخير مع الله تعالى لا تَشِي أعمالُهم - لغفلتهم - أنهم يؤمنون بذاك اليوم! فباليقين بالموت وما بعده: تطرد الغفلة، وما تجرُّ عليك من بلاء ظاهر (ارتكاب المحرمات)، أو خَفِي (كأن تحوم حول الحمى، حيث تتربص بك آفات النفس، وما تسول به)، ولنحاول أن نتذكر أن نتواضع لهذه الحقيقة: ألا نغفل.




واليقين بالموت والآخرة يعالج الكِبْر والغرور، إن أيقنت بالبعث والحساب بعد الموت، انتبِهْ ولا تتكبر؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كبرٍ))؛ صحيح مسلم.



مثقال ذرة! وعلى ضآلته يحرمنا الجنة؟!نبأ راعب، راقِبْ نفسك وتواضع! ولنطامن من غرورنا، ولو بالعلم، فبدعة العصر: الغرور بالعلم! وشفاؤه اليقين بالموت؛ إذ يقهر تلك الرؤوس المتعالية.



واليقين يعالج فينا الطمع والحسد، والتقاطع والتدابر[3].



وبداهة، إن ذلك اليقين باليوم الآخر يفتح لك أبواب المغفرة؛ إذ تستبق الموت الذي تستيقنه بتعجيل التوبة، و"فك الرهن" عن نفسك، لنتذكر أن: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴾ [المدثر: 38، 39]، ولنفك نفوسنا المرتهنة بما كسبت أيدينا، فلا زال في الوقت متسع! والمستثنى كيِّسٌ فطِن؛ إذ يفك نفسه من الارتهان السيئ لمكتسبات وهمية قبل الوصول إلى هناك، ثم إن الفَكاك أبسطُ مما نتخيل - سبحان الله وبحمده - كيفية فك الرهن هي من أسئلة الامتحان التي بين أيدينا اليوم، والإجابات نجدها في اعترافات "المسلوكين في سقر": ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 43 - 47]، إجابة تلخص ببساطة ونصاعة الفطرة السليمة ما علينا فعله؛ لئلا نقع فيما وقعوا فيه، من بغيٍ وخوضٍ في الباطل، ومن التخلي عن المبادئ والأفعال الخيرة، ونتجنب ظلمهم لأنفسهم حين حرموها من الصلاة والكينونة مع المصلين، وحرموها من نعمة "إطعام المسكين"، وأشد ما ظلموها حين كذبوا بيوم الدين، فجاءهم "اليقين" بذلك اليوم، ولكن عند الموت! وهذا ينقلنا إلى الفقرة التالية.



ب- مقابل اليقين هنالك التكذيب:

ولنا فيمن سبقونا عبرة، فلقد طلب تعالى من بني إسرائيل بعد كل البراهين والنعم المادية والروحية (من هدى ورحمة) أن يؤمنوا بلقائه؛ إذ قال عز وجل: ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 154]، سبحان الله! فلما نكَصوا أنزل عليهم غضبه، ولُعِنوا، وطُرِدوا من رحمته، وما ترانا نحن، والأمة وأكثرنا ناكصون متشبثون، إلا على خطر عظيم؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 147].



وأكبر بلاء نلاقيه اليوم خروج "المكذبين بيوم الدين" من بيننا، يتظاهرون بتصديقه (نفاقًا)، ويعتنقون فكرًا، ويعملون عملاً يدل على تكذيبه، نسألك ربنا العفو والعافية، بل أكثرهم يسعى لنشر فكره المنكر ذاك عن اليوم الآخر! ولتقصيرنا أو نقص يقيننا قد ينجحون! اللهم غفرانك.



وبالمجمل: في آخر الزمان الذي نشعر باقترابه، فإن الإيمان اليقيني باليوم الآخر يهب راحة وسعادة حقيقية في الدنيا، وأمنًا من الفزع في الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: 89، 90].



ومن جميل ما قرأت عناليقين باليوم الآخر: قول صاحب الظلال: "اليقين بلقاء الله، واليقين بالرجعة إليه وحده في كل الأمور: هو مناط الصبر والاحتمال، وهو مناط التقوى والحساسية، كما أنه مناط الوزن الصحيح للقيم: قيم الدنيا وقيم الآخرة، ومتى استقام الميزانُ في هذه القِيم بدَت الدنيا كلها ثمنًا قليلًا، وعرَضًا هزيلًا، وبدت الآخرة على حقيقتها التي لا يترددُ عاقلٌ في اختيارها وإيثارها".



ج- ومع اليقين حماسٌ في العمل:

في طاعة الله ورسوله؛ عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعةُ وبيد أحدكم فَسِيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها، فليفعل))، صححه الألباني[4]، وتأمل قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ﴾ [البقرة: 25].

فاجعل نفسك ضمن دائرة البشارة، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.



تسهيل الخروج من رحم الدنيا: ومع اليقين: تحفنا تسهيلاتٌ من رب رحيم:

من التسهيلات: الابتلاءات لأجل:

إن الله تعالى يبتلينا في الحياة الدنيا بأمور؛ لتسهيل الخروج من رحم الدنيا إلى القبر، أول منازل الآخرة، وعادة هذا الخروج يحمل معه معضلات، ولكن لها حلول بحمد المولى، وكأنه عندما تنتهي ابتلاءات المؤمن يكون قد حان وقت الأجل، والحمد لله أنها صغيرة بسيطة محتملة.



تصغر الابتلاءات: مع الصبر، مع الاستغفار، مع الاسترحام، مع الشكر، وبين الأمل والرجاء.



ومن التسهيلات: حب الله تعالى (بالعمل وليس مجرد القول)؛ فالموت حق، والإنسان يكرهه، كما قالت أمنا عائشة، والحل أن يحبَّ أحدُنا لقاء الله، مبتغيًا رضاه، وقد عمل للمبشرات، فيحب الله لقاءه، وهو ما علمها إياه الحبيب صلى الله عليه وسلم، والحديث بتمامه عنها رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه))، فقلت: يا نبي الله، أكراهية الموت! فكلنا نكره الموت، قال: ((ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنته، أحب لقاء الله؛ فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بُشِّر بعذاب الله وسخَطه، كره لقاء الله؛ فكره الله لقاءه))؛ متفق عليه، وهو ما استحضره الصحابة في وجدانهم وواقعهم؛ قال أبو هريرة رضي الله عنه يوصي أهله: "إذا متُّ فلا تضربوا عليَّ فسطاطًا، ولا تتبعوني بنار، وأسرعوا بي إلى ربي"؛ رواه أحمد.



وللموت سكرات، وللقبر كربة، والحل أن نسعى في الدنيا لجعله روضةً مِن رياض الجنة برحمة ربي!



والحشر فيه ما فيه من مشقة وهول! والحل إذ ذاك الاستعاذة بالله تعالى مِن هولِ المطلع، اللهم رحماك، أعِذْنا، واجعله شفيعنا صلى الله عليه وسلم!



وأحد التسهيلات العجيبة للخروج من رحم الدنيا: اهتراء الوعاء الذي يحمل الروح، عندما يتهالك "الإناء" البشري، يرحم الله الروح بأن يطلقها من إساره، نحن نرمِّم نداوي ونتداوى حتى نحسن عبادة الله تعالى بهذا الجسم حتى الرمق الأخير، ولكن عندما يأتينا اليقين تغادر الروح الخلايا والنسج، سواء الشابة منها أو المتهالكة، فرحة بالأوبة إلى مولاها؛ لذلك تجد المريض أحيانًا يتمنى الموت، ومَن حوله يدعون له بالخلاص، ولكن بالتوازي الدقيق العجيب مع "زرع الفسيلة"، في التطبيب وغير التطبيب، سبحان الله!



اللهم ارحم كل روح غادرت، وارحمنا نحن اللاحقين، واجعله حسن الختام، الحمد لله!





خوف الموت رغم صعوبة حدوثه:من الأخطاء الشائعة عن الموت أن الناس تظن أن البقاء على قيد الحياة صعب، وينسون أن حلولَ الموت صعبٌ بنفس الدرجة.



ومرة أخرى يبرز ذلك التوازن الدقيق بين تيسير الخروج من رحم الدنيا وذوق الموت، وبين صعوبة حصول الموت، سبحانه وتعالى يذكرنا بذلك بكلمات قوية قاطعة في آية جامعة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 145]، لن يموت أحدٌ إلا بإذن الله، شاء من شاء، وأبى من أبى، ﴿ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: 145]، رحم الله أجدادنا: "أنفاس معدودة بأماكن محدودة"، ورحِم الله أمواتنا، وجمعنا تحت ظله.



المهم أن نحسن إعداد العُدَّة؛ لأنه لا مرَدَّ!





الآجال المضروبة والفرار باتجاه الآخرة: في هَدْأة مع سورة الجمعة، رأيتهم - بوضوح - يفرُّون من الموت، يجرون يلهثون لا يلتفتون وربهم يذكرهم: ﴿ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ﴾ [الجمعة: 8].



حقًّا؟!

نعم، انظر: يجدون الموت قاعدًا ينتظرهم في نهاية طريق الفرار مهما طال وتعرج، بل في نقطة منه تسمى الأجل، سلفًا إحداثياتها محددة بدقة!



ويتم..



لا تغفُل!



والأجل المضروب: للأفراد وللأمم هو منطقة مشتركة بين أولًا وثانيًا؛ فهو من مقدمات الموت، وهو من عناصره ومكوناته، فنتناوله مع البند الثاني.





ثانيًا: الموت وبعد الموت:

الأجل المضروب، وحلول الموت:

للأفراد لكل نفس أجل: في صلاة العشاء قرأ إمام الحرم: ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ [المنافقون: 11]، أبدًا، رأيتها بعيني أكثر من مرة وننسى! سبحانك ربي!



والغريب أنه لا أحد يعرف كم هو قريب الموت!



ومرة قالت النفس لصاحبها: قف خذ نفسًا عميقًا، احبسه، تذكر الموت وكأنك في القبر، ثم عاوِدِ التنفس.



ومرة ثانية أخبرته: تذكر أنه ينتظرك في مكان ما، وعندما يحل الأجل، يرفع الحفظة أيديهم عنك، فلا حفظ، وتتوفاك الرسل الملائكة؛ فلا تفريط؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61].



بلى، تأمل كيف أنها الحقيقة الوحيدة في حياة كل منا، التي نلتقي عليها حتمًا، مهما تباعدنا أو اختلفنا، تلك هي الدامغة، أنه سبحانه: ﴿ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 61] عز وجل.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 124.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 122.51 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (1.42%)]