|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خادمة شاذة جنسيًّا
خادمة شاذة جنسيًّا أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم. لدينا خادمة شاذَّة جنسيًّا؛ تنظُر للأولاد - إخواني وأخواتي - نظراتٍ جنسيَّة، ويُفهم مِن تصرُّفاتها أنها تريد أحدًا من الجنسين (الذكر والأنثى) لا فرق عندها؛ ولكن لا أحدَ يعيرها أيَّ اهتمام، سواء مِن الأبناء أو البنات، وبالرغم مِن ذلك هي مستمرَّة في ذلك، وخاصَّة أنا صاحبة الرِسالة تحرَّشت بي مرَّتين بلمْس مؤخَّرتي، ظنًّا أني مثلها، ولكني كإخوتي وأخواتي لا أُعيرها أيَّ اهتمام أبدًا في بداية الأمر، لكن بعدَ تحرشها الجنسي بي، أصررتُ على معاقبتها معاقبةً شديدةً، وأيضًا تجنبها دون خوف منها. الجواب وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته. لكلِّ شعْب مِن الشُّعوب عاداتٌ وأفعال وحرَكات، ولكلِّ قوم مفاهيمُ وأفكار، ولكلِّ إنسان أسلوبه في الحياة وطريقته في التعبيرِ عن مختلف المشاعِر وشتَّى الأحاسيس؛ فتلك الهَمْهَمة التي يُفهم منها شذوذُ الخادم، قد تعْني بالنسبة لها أنها مُتْعَبة، وقد تظنُّ هي أنها قد أوصلتْ رِسالتها إليكم بأنَّها مرهقة، أو لا تقْوى على عمل الآن، خاصَّة وقد قرنت ذلك الصوت بوقتِ طلبكم منها إنهاءَ بعض الأعمال، ولا أَخدعكِ إنْ قلت لكِ: إني أعلم أناسًا بعينهم يُصدِرون مثلَ هذا الصوت متَى ما شعروا بتعبٍ أو ضيق نفْسي، وهم عرَب مسلمون، ومِن أبناء جِنسنا! وأما عن تعمُّدها لمسَ أجزاء معيَّنة من جسدكِ، أو إظهار حرَكات غير لائقة، فكان يجدُر بكِ المبادرة بالاستفسار منها، وإظهار الاستنكار الفوري، فلعلَّها قدِ اعتادت تلك العادةَ السيئة مع أخواتها وبنات جِنسها عن غير نيَّة سيِّئة، وفي جميع الأحوال، سواء حسنتْ نيتُها أم ساءتْ، فلا ينبغي السكوتُ على مثل هذا، فمَهْما أمِن الإنسان على نفْسه الفتنة، تبقى هناك خطوطٌ حمراء لا يُمكن تجاوزها، ولا ينبغي تعدِّيها. أَنصحكِ قبل المبادرة بمعاقبتها أن تتحدَّثي إليها، وتمدِّي لها يدَ العون؛ فلعلَّها بحاجةٍ للزواج ولا تستطيع، أو لعلَّها تُعاني مرضًا نفسيًّا، أو لعلها لا تَفقه من أصولِ التعامل مع الناس شيئًا... الأعذار كثيرة، ولا يُمكنني الحكم عليها أو الجزْم بسوء نيَّتها مِن خلال موقفين فقط. هناك مطوياتٌ تُباع بسِعر التكلفة، وأحيانًا توزَّع مجانًا بلغة بلدها، تحوي الكثيرَ من الأحكام الفقهيَّة والفتاوى المهمَّة، هناك أيضًا المصحف المترجَم بلغة بلدها بإمكانكِ أن تَبتاعي منها وتُهدي الخادمَ ما يُعينها على فَهم أحكام الدِّين والتقرُّب إلى الله. حاولي أن تُراقبي سلوكها ولا تتعجَّلي في الحُكم عليها، ما بقِي هناك احتمال لحُسن الظن. إن بدَا لكم خبثُها وأظهرتْ سلوكًا شاذًّا غير مقبول بعدَ ذلك، فأنصحكم بالمبادرة إلى التخلُّص منها، وإنهاء عقدها على الفور، فالشخص الشاذُّ وبالٌ على نفسه ومَن حوله، وفي الحقيقة لا يُرجَى ممَّن انتكستْ فطرته وعميتْ بصيرته صلاحٌ، ولا يُظن له فَلاح! ولتجعلي التصرُّف والقرار للوالدة أو الوالد، فإنهما أعلمُ منكم بما يَصلح فعلُه في مِثل هذه الحالات، ولتوضِّحي لوالدتك الموقفَ، وتُبيِّني لها مخاوفَكِ على نفسكِ وإخوانكِ. أخيرًا: يروي ابنُ المقفع في كتابه "كليلة ودمنة" قصَّة مؤثِّرة عن ذمِّ العجلة، والتحذير منها، مفادها أنَّ أحدَ النسَّاك كان له ولدٌ قد رُزقه بعدَ سنوات من الحرمان، وكان عنده ابن عِرْس "حيوان" قد ربَّاه صغيرًا فهو عنده قرين ولده، فتركه الناسكُ عندَ الصبي وأغْلق عليهما البيت وذهَب لبعض حاجته، فخرَج من بين أحجار البيت حيَّة سوداء، فدنتْ مِن الغلام فضربَها ابنُ عِرْس ثم وثَب عليها فقتَلها، ثم قطَّعها وامتلأ فمُه مِن دمها. ثم جاء الناسِك وفتَح الباب، فلَقِيه ابنُ عِرْس مُبشرًا، فلمَّا رآه ملوثًا بالدم طار عقلُه وظنَّ أنَّه قد خنَق ولده، ولم يتثبَّتْ في أمره وضرَب ابن عرْس بعصا كانتْ في يده على أمِّ رأسه فمات. ودخَل الناسك فرأى الغلام سليمًا حيًّا، وعنده الحيَّة مقطَّعة، فلما عرَف القصة وتبيَّن له سوءُ فعله في العجلة، لطَم على رأسه ندمًا وتحسرًا. اهـ. فلا تَعْجلي في الحُكم عليها؛ فما تجلب العجلةُ إلا الشر، وما يجلب التأنِّي إلا الخير، أعاذكم الله مِن الظلم، وحَفِظكم من شرِّ كل خبيث، ووفَّقكِ وأهلَكِ لما فيه الخير للجميع.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |