الفتنة في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853255 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388438 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213858 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2019, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الفتنة في القرآن

الفتنة في القرآن





الشيخ أحمد الزومان





الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].



أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.



كلمة الفتنة وما تصرف منها لفظ شرعي يخطئ البعض في هذا اللفظ، فيستخدمه في غير ما وضِع له عن قصد أو غير قصد، وربما وصِفَ المصلحون الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر بأنهم دعاة فتنة، وكلمة الفتنة وما تصرف منها واردة في نصوص الوحيين لمعان كثيرة، وفي هذه الخطبة أذكر استعمالات كلمة الفتنة في كتاب ربنا - بعد تتبعها - ليتبيَّن لنا معنى الفتنة، ولضيق المقام أكتفي بذكر دليل واحد على كل معنى.



فمن معاني الفتنة في القرآن: تعذيب أعداء الله في النار؛ كما في قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [الذاريات: 10 - 14].



ومن معاني الفتنة في القرآن: إمهال الظالم وعدم معاجلته بالعقوبة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [الأنبياء: 111].



ومن معاني الفتنة في القرآن: ابتلاء أصحاب الدنيا من الأغنياء وأصحاب الرئاسات بمن يحتقرونهم، ممن هم دونهم في دنياهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53].



فإذا مَنَّ الله بالهداية والتوفيق على غيرهم، كان ذلك فتنة لهم، فربما صد ذلك الشريف عن قبول الحق والانقياد له تكبرًا منه أن يسلك مسلك من يراه حقيرًا.



ومن معاني الفتنة في القرآن: الابتلاء بالمعاصي؛ ليتبين المطيع من العاصي؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ [البقرة: 102].



ومن معاني الفتنة في القرآن: الابتلاء بالمباحات والنعم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28].



ومن معاني الفتنة في القرآن: الابتلاء بمصائب الدنيا؛ ليعلم الصابر على أقدار الله من الساخط؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11].



فالخير والشر كلاهما اختبار لبني آدم: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].



وفتنة المصائب والمحن للخلق كلهم حتى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كما أخبرنا ربُّنا عن نبيه موسى - عليه السلام - بقوله: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ [طه: 40].



ومن معاني الفتنة في القرآن: الصد عن دين الله، وذلك بالتعذيب والتنكيل بالمسلمين؛ حتى يرجعوا عن دينهم، وليخوف غيرهم ممن يفكر بالإيمان؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].



ومن معاني الفتنة في القرآن: الصد عن دين الله؛ وذلك بتهوين الشر وتسويغه ليقبله ممن لا علم عنده من المسلمين، وذلك بترْك الاستدلال بالنصوص المحكمة والاستدلال بنصوص متشابهة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران: 7].



ومن معاني الفتنة في القرآن: فتنة المنافقين بتخذيل المؤمنين، ومحاولة التأثير على معنوياتهم وتخويفهم، وبث الفُرقة في أوساط المؤمنين، والتجسس على المؤمنين، وتوصيل أخبارهم لأعدائهم من كفرة أهل الكتاب وغيرهم، وكتابة التقارير عنهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 47 - 48].



فأعظم فتنة هي فتنة المنافقين، لا سيما حينما يصلون إلى مراكز اتخاذ القرار؛ فلذا ربنا - تبارك وتعالى - يقول عنهم: ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ﴾ [المنافقون: 4].



ومن العجيب أن المنافقين يتظاهرون بالرغبة بعدم الفتنة، فيزعمون أن بعض أحكام الله تثير الفتنة؛ فلذا كل من يخالف توجُّهاتهم يصفونه بأنه من دعاة الفتنة، ويُسوغون باطلهم بزعم عدم إثارة الفتنة والمحافظة على النسيج الاجتماعي، فيبين ربنا كذبهم بقوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 49].



في قول ربِّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القلم: 5 - 7]. عزاءٌ للمصلحين فقد اتُّهِم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - رضي الله عنهم - بالفتنة.




إخوتي، ابتلاء المؤمنين بالفُساق والكفار والمنافقين، بالتضييق عليهم، وإيذائهم، وربما وصل بهم الأمر لقتْلهم وقتالهم؛ ليتبين المؤمن الحق، وهذه سُنة الله؛ قال تعالى: ﴿ لم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3].



فهذه الفتنة هي التي تُهيئ عباد الله لدخول الجنة؛ كما أخبر ربنا - تبارك وتعالى -: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214].



الخطبة الثانية

ومن معاني الفتنة في القرآن: ترْك مجاهدة أعداء الدين، وإفساح المجال للمنحرفين لنشر باطلهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 193].



ومن معاني الفتنة في القرآن: العقوبة الجماعية إذا شاع المنكر ولم ينكر؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25].



مثيرو الفتنة هم المخالفون أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما في قوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].



فتنة الناس عن دينهم هي الإرهاب، بل هي أشد من الإرهاب؛ كما في قول ربنا - تبارك وتعالى -: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 191].



وفي قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 217].



إخوتي، كلمة الفتنة مصطلح شرعي، فيُرجع إلى معرفة معناها إلى من يوثق بعلمه ودينه من أهل الاختصاص الذين ابيضَّت شعورهم في تعلُّم العلم وتعليمه، ليس كل فتنة مذمومة، فالدنيا التي امتنَّ الله بها علينا، فتنة ليعلم الشاكر من الكافر، فمن أدى حق الله فيما أعطاه، فقد نجا من فتنة الدنيا، ومن قصَّر في ذلك، فهو المفتون في الدنيا.



الفتنة تكون محبوبة من جانب دون جانب؛ لما تؤول إليه من تميز حزب الرحمن من حزب الشيطان؛ كفتنة المنافقين الموجودين بينا.



الفتنة تكون رفعة للمسلم، فالمصائب فتنة تكفَّر بها السيئات، وتُرفَع بها الدرجات.



الفتنة سُنة الله في الخلق، باقية ما دام يوجد كفر ونفاق وإيمان.



أعظم الفتن وأشدها خطرًا: فتنة الناس عن دينهم، فالاعتداء على الدين أعظم جُرمًا من الاعتداء على النفوس.



أعظم دعاة الفتنة هم المنافقون؛ حيث يتستَّرون بدعاوى مختلفة، يفتون بها المسلمين عن دينهم.



المنافقون يصفون المصلحين بدعاة الفتنة، وقد أخبرنا الله عنهم بأنهم سقطوا في الفتنة، فهم في وحل الفتنة يخوضون.



من الفتن التي قد لا يتفطَّن إليها الكثير: فتنة المنافقين بصرف الناس عن دينهم، وتسويغهم للشر بزعم المصلحة وجمع الكلمة تارة، وبحجة وجود خلاف تارة أخرى.



من الفتنة: ترْك إنكار المنكر، وعدم الاحتساب على الخارجين على الشريعة

من الفتنة، وإتاحة المجال للخارجين على الشريعة المنزلة بحجة التعددية.



إخوتي، إذا حصل شك في شخص، هل هو من دعاة الفتنة أم لا، فانظر قربه من الشيطان وبُعده، فإمام المفتونين إبليس، فعلى قدر متابعته الشيطان، تحصل الفتنة لمتابعه، وعلى قدر بُعده عنه، يكون بعده عن الفتنة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.25 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]