في الابتلاء وحكمته - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2019, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي في الابتلاء وحكمته

في الابتلاء وحكمته




الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر





الحمدلله وكفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي جعل الحياة الدنيا دار فتنة وابتلاء يتميز بهما السعداء والأشقياء، وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبد الله المصطفى ورسوله المجتبى الذي أخبر أن أعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم يبتلي المرء على قدر دينه.

أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله فإنه ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[1]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[2]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[3].

أيها الناس:
إن فيما يبتلى به الناس في هذه الدنيا التعرض للكروب والشدائد من فقد حبيب أو تلف نفيس أو الإصابة بمرض حابس، أو التعرض للدين والغرم الكبير، أو الابتلاء بظالم أو ضيق ذات يد إلى غير ذلك من صنوف الابتلاء التي يبتلي الله بها العباد والحكم عظيمة منها أن يعرف المرء نفسه وحاجته إلى ربه تبارك وتعالى وأن حيلته وأمواله وأسبابه ومنصبه وصحته لا ترد عنه قدر الله ولا تنجيه مما أراد الله به وأنه فرد من أفراد ملك الله العظيم المدبر بتدبير العليم الحكيم.

عباد الله:
لقد وردت في الكتاب والسنة نصوص كثيرة تبين هذه الحقيقة وتوجه إلى التعامل معها بأفضل طريقة قال تعالى ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[4].

وقال تعالى ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[5]، وقال تعالى ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[6]، وقال تعالى ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[7] وقال تعالى ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ[8].

عباد الله:
وكم في السنة النبوية من الأحاديث الصحيحة المروية التي تبين أن الابتلاء سنة كونية ماضية وأنه مما تكفر به خطايا المؤمنين وترفع به درجات الصابرين كقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من يرد الله به خيرا يصب سنة"، وقوله: "لا يزال البلاء بالقوم في نفسه وأهله وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" إلى غير ذلك من النصوص التي تبين حكمة الابتلاء وأنه من تدبير الله لخلقه وملكه ويفعل الله ما يشاء من الابتلاءات التي يجريها الله وأنه تعالى ليعُرف الناس أنفسهم ويذكرهم بحاجتهم إلى ربهم ويكفر بها خطيئات قوم ويضاعف بها حسنات آخرين ويرفع بها درجات المتقين الصابرين وينقيهم الله بها من المجرمين ويجعلها أنموذجًا لكرب الموت والصبر ويوم القيامة تذكرة للظالمين ودلالة عظيمة على قدرة وبطش ذي القوة المتين.

عباد الله: لقد أخبر الله تبارك وتعالى عباده بأنه وحده هو الذي ينجي من الكرب والملمة والخطوب الملهمة ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ[9] وقال تعالى ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ[10].

أيها المسلمون:
ولقد أكثر الله جل وعلا من ذكر نماذج لطفه بعباده بكشف الكروب وتحقيق المطلوب وأبدى في ذلك وأعاد تذكيرًا بعظيم القدرة وحظًا على استلهام العبرة، وتنبيهًا على سابغ النعمة ولتكون على بال المؤمن عند كل كرب وغمه وحسبكم من ذلك قوله تعالى عن نبيه ورسوله أيوب عليه السلام في كتاب مبين ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ[11]، وما أخبر به تبارك وتعالى عن نبيه ورسوله يونس عليه السلام الذي تذكر عظيم قدرة الله تعالى وخفي لطفه وأيقن لسمع الله تعالى للدعاء وقدرته على كشف الكرب والبلاء وأحسن الظن بالله جلا وعلا فظن أن الله تعالى لن يضيق عليه فنادى وهو في الظلمات ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾ "ظلمة بطن الحوت وظلمة قاع البحر وظلمة جنح الليل" ﴿ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[12] فكان الله تعالى عند حسن ظنه به ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ[13]، ولقد أنجى الله خليله إبراهيم عليه السلام من النار وأظهر خليله محمد - صلى الله عليه وسلم - ممن حاصروه لقتله من الكفار، ففي ذلك أبلغ مدكر لمن أراد أن يتذكر.

أيها المؤمنون:
وكم في صحيح السنة من الأحاديث المذكرة بقدرة الله تعالى على تفريج الكرب وكشف الغمة والمنبهة على الأسباب النافعة للمؤمن عند كل من الهمة وأن أعظم تلك الأسباب إخلاص الدعاء والعمل الصالح ابتغاء وجه الله جل وعلا وتنفيس كرب المكروبين والتيسير على المعسرين في هذه الحياة الدنيا، ففي هذا الحديث الصحيح عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: "قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أعلمك كلمات تقولينها عند الكرب أو في الكرب "الله ربي لا أشرك بربي أحدا"، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا لله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم"، وفي المسند بإسناد صحيح عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كلمة لا يقولها عبد عنده موته إلا فرج الله عنه كربته" وأشرق لونه "أي الكلمة التي قالها النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب حين حضره الموت" لا إله إلا الله، وكان - صلى الله عليه وسلم - حين يرقي المريض يقول: "أمسح أو وأذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا يكشف الكرب إلا أنت" رواه أحمد وأصله في الصحيحين.

أيها المؤمنون:
وأما أثر العمل الصالح في تنفيس الكرب وسرعة لطف الرب فدليله قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين أنجاهم الله تبارك وتعالى بتوسل أحدهم إلى الله جل وعلا ببر والديه وتوسل الثاني بعفته عن الزنا وتوسل الثالث بأداء الأمانة وحفظ تنمية مال أخيه.

أمة الإسلام:
وأما التيسير على المعسرين والتنفيس عن المكروبين فإن أثره عجيب في سرعة الفرج عند الكرب والخروج من عظيم الخطب فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلييسر على معسر أو يضع عنه"، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربةً فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"، وفي المسند بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من أراد أن تستجاب دعوته، وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر".


[1] (الطلاق2: من الآية 3).

[2] (الطلاق: من الآية 4).

[3] (الطلاق: من الآية 5).

[4] (البقرة: 150 - 157).

[5] (آل عمران: 186).

[6] (آل عمران: 142).

[7] (العنكبوت: 1 - 3).

[8] (الرعد: من الآية 31).

[9] (الأنعام: 63 – 64).

[10] (النمل: 62).

[11] (الأنبياء: 83 - 84).

[12] (الأنبياء: من الآية 87).

[13] (الأنبياء: 88).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.25 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]