تائهون أو أصحاب منهج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859258 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393597 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215833 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-03-2024, 08:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي تائهون أو أصحاب منهج

تائهون أو أصحاب منهج
ميادة محمد الحسن



في مواكبته للمستجدات والنوازل يقدم الفقه الإسلامي رؤية متفردة تحكمها المصالح الشرعية التي أرست النصوصُ نوعَها أو جنسَها، أو التفت الشارع إلى تحصيلها في جملة من النصوص.

تشكل هذه المصالح البوصلة الأولية الموجِّهة للاجتهاد الشرعي، وقد انتظمت في سبيل تحقيقها عدد من المصادر التبعية كالاستحسان والاستصلاح وسد الذريعة والعرف.
ولابد للفقيه من حصر أدلته، وبرهنتها، واعتماد ما ترجح إما تقليداً أو اجتهاداً، ثم تكييف المستجدات في ضوئها، وهذا يعني أنه لابد من منهج معياري للفقيه تقوم به الاجتهادات الفقهية ، لتكون أبعد عن هوى النفس أولاً، وأحفظ من الانصياع لمقتضيات واقع مصادم للشرع ثانياً.
فإذا نزلت المستجدة بساحة أهل التمكن الفقهي اعتصم كلٌّ بالمعيار المستقر عنده.
في ضوء ما تقدم يمكننا فهم الخلاف الفقهي الذي وقع في تكييف ( التأمين التجاري)، حيث نثر كل فقيه ما في جعبته من أدوات معيارية فأدت به إلى حكم منسجم مع المتقرر لديه.
وقد اطلعت على منشور لأحد الفضلاء يشرح فيه حالة التفرد الفقهي للعلامة مصطفى الزرقا عليه رحمة الله في إجازة التأمين التجاري، ويرى فيها حسناً بالغاً، أدى به أن يصف الذين خالفوه بالتائهين.
وقد استفزتني قالتُه تلك، لعلمي أن كلا الفريقين يصدر عن منهج علمي، فالمانعون لجواز التأمين، يرون فيه أولاً: مقامرة، حيث تلتزم شركة التأمين بتعويض المؤمن لهم في مقابل استحقاقها لأقساط التأمين، فإن كان هناك فائض فهو لها، وإن كان هناك عجز فهو عليها، فالعقد دائر بين الغنم والغرم، وهذا هو حقيقة المقامرة.
ويرون فيه ثانياً: غرراً فاحشاً، لا تغطيه دائرة الاغتفار.
ويرون فيه ثالثاً: ربا، فالمال المقدَّم من المؤمِّن قرض يجر نفعاً.
ويرون فيه رابعاً: أكلاً لأموال الناس دون وجه حق، فبأي حق تتملك الشركة مال المتعاقدين معها، ويتقلب المال بين يديها استثماراً واتجاراً.
ورأى المجيزون- وعلى رأسهم العلامة مصطفى الزرقا عليه رحمة الله- أن عقد التأمين فيه تفتيت للخطر، التفت الشارع إليه في نظام العاقلة في الإسلام القائم على تفتيت الدية في القتل الخطأ على أقرباء القاتل، وفيه معنى التعاون والتكافل .
ولم ير المانعون صحة هذا القياس، لكون العاقلة معدولاً بها عن القياس، إذ الأصل ألا تزر وازرة وزر أخرى، وألا يضمن المكلف إلا ما هو فعله أو ثمرة فعله، فيقتصر بالعاقلة على موردها، ورأوا من زاوية أخرى جانب التعبد أظهر من التعليل في العاقلة.
هذا مختصر المداولات الفقهية التي دارت بين الفريقين، وهي تدل على رصانة المنهجية العلمية التي تحكم الطرفين، وأنها حالة تعارض للأقيسة التي يتجاذب الفرعَ فيها عددٌ من الأصول مما يحتِّم الترجيح المنهجي، وهي حالة وعي وحضور، وتفكر ونظر.
فإذا بدا لنا بالنظر العقلي المجرد ترجح أحد الرأيين لا يحق لنا وصف مخالفه بالتائه، لأننا سنكون في توهان عن الواقع عظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 45.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.28 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (5.14%)]