وصية عمر بن الخطاب للأمراء في القتال

[ابوالوليد المسلم]

وصية عمر بن الخطاب للأمراء في القتال

أخرج أبو عبيد عن يزيد بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما: إني قد كنت كتبت إليك أن تدعو الناس إلى الإسلام ثلاثة أيام؛ فمن استجاب لك قبل القتال فهو رجل من المسلمين، له ما للمسلمين وله سهم في الإسلام، ومن استجاب لك بعد القتال أو بعد الهزيمة فماله فيء المسلمين؛ لأنهم كانوا قد أحرزوه قبل إسلامه. فهذا أمري وكتابي إليك .
قصة عمر وأبي بن كعب
أخرج ابن عساكر، وسعيد بن منصور والبيهقي عن الشعبي قال: كان بين عمر وبين أبي بن كعب رضي الله عنهما خصومة. فقال عمر: اجعل بيني وبينك رجلاً. فجعل بينهما زيد ابن ثابت رضي الله عنه، فأتياه فقال عمر: أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم. فلما دخلا عليه وسع له زيد عن صدر فراشه، فقال: هاهنا أمير المؤمنين، فقال له عمر: هذا أول جور جرت في حكمك، ولكن أجلس مع خصمي. فجلسا بين يديه، فادعى أبي وأنكر عمر، فقال زيد لأبي: أعف أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره. فحلف عمر، ثم أقسم: لا يدرك زيد القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء .
تحمل عمر الشدائد في سبيل الدعوة
أخرج ابن إسحق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما أسلم عمر رضي الله عنه قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له جميل ابن معمر الجمحي، فغدا إليه، قال عبدالله: وغدوت أتبع أثره وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل من رأيت، حتى جاءه، فقال له: أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد [ ؟ قال: فو الله، ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر واتبعته أنا، حتى قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، وهم في أنديتهم حول الكعبة، ألا إن ابن الخطاب قد صبأ. يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم: وطلح فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله، أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناهم لكم أو تركتموها لنا. قال: فبينا هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة، وقميص موشى، حتى وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ فقالوا: صبأ عمر. قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون، أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبهم هكذا؟ خلوا عن الرجل قال: فو الله لكأنها كانوا ثوباً كشط عنه. قال: فقلت لأبي - بعد أن هاجر إلى المدينة - يا أبت، من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟ قال: ذاك - أي بني - العاص بن وائل السهمي. وهذا إسناد جيد قوي .
وعند البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما هو في الدار خائفاً إذ جاءه العاص ابن وائل السهمي أبو عمرو - وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير - وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال له: ما بالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت. قال: لا سبيل إليك. وبعد أن قالها أمنت. فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟ فقالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ. قال: لا سبيل إليه. فكرّ الناس .

برجس الرشيدي

المعارض

الطبية

تقام المعارض الطبية خلال السنة؛ حيث يعرض في هذه المعارض آخر الاستكشافات الطبية من أدوية وأجهزة تستخدم في فحوصات الأمراض المختلفة، فيقبل الناس على زيارة هذه المعارض للاطلاع على هذه الاستكشافات العلمية، وما وصل إليه العلم في هذا المجال، وليسجلوا هذه المعروضات في مذكرة خاصة للاستفادة منها، بجانب ذلك يعرض في هذه المعارض عدد من المجلات الطبية، التي تشتمل على موضوعات طبية حول العديد من القضايا وعلاج أمراض العصر؛ حيث يشرف على هذه المجلات نخبة من المختصين الذين لهم خبرة في الصحافة الطبية، بجانب المجلات الأجنبية، التي تصدر في العديد من الدول.
إنها ظاهرة علمية، فما على الإنسان إلا أن يزور هذه المعارض ليكتسب معلومات حديثة عن كل ما هو طبي وعلمي، فهذا أمر يحث عليه الإسلام. والله الموفق.
برنامج الصيف
أي شخص يمر عليه فصل الصيف ينبغي أن يستغله بالأمور المفيدة التي يكتسب من خلالها معلومات حياتية؛ لأن الصيف طويل فيجب أن يوضع له برنامج يسير عليه الإنسان، حيث يقسم هذا البرنامج إلى عناصر، العنصر الأول: الزيارات، والعنصر الثاني: قراءة الكتب والمجلات التي تحتوي على موضوعات قيمة ذات مردود تربوي واجتماعي واقتصادي، والعنصر الثالث: شراء الحاجيات الضرورية للمنزل، والعنصر الرابع: مشاورة الآخرين في أي موضوع من الموضوعات المهمة التي تحتاج إلى حل، هذا هو برنامج الصيف، فما على كل إنسان إلا أن يضع هذا البرنامج نصب عينيه ليستفيد منه خلال هذا الفصل.

والله الموفق.

يوسف علي الفزيع

تحت التراب

هل تشهد أنك ستموت؟ هل تعلم أنك ستدفن تحت التراب؟ هل تعلم أنه سيغلق عليك القبر وستبقى داخل هذه الحفرة الضيقة وحيدا بلا أنيس، أين الأهل؟ أين الأحباب؟، أين الأصدقاء، أين أولادي، أين رفاق السوء أين صاحبتي؟، أين أنا الآن انقطع كل شيء عني، ولكن هناك من سيسألك من هو ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ هل ستجيب؟ بالتأكيد أنت تقول الآن إنك ستجيب لأنك مسلم وتعلم من هو ربك وما دينك ومن نبيك، ولكن هل وجودك داخل القبر مثل وجودك في الدنيا؟! صدقني الأمر مختلف تماما، فأنت تحت التراب في مكان ضيق ومغلق بإحكام وسد عليك بالطين ولا يوجد هواء ولا تستطيع أن تتنفس، ماذا ستفعل، من سينقذك من هذا الموقف الصعب الذي ربما لم تستعد له، هل تعلم من سينقذك؟ هل تعلم من سيرحمك وأنت داخل هذا المكان البشع؟ هو الله الحي القيوم الذي لا يموت ولكن كيف سينقذك؟ الميت لن يجيب إلا بتوفيق وإلهام من الله عز وجل، والدليل قوله تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} (إبراهيم: 27)، وأجمع المفسرون أن هذه الآية نزلت في عذاب القبر أخي المسلم أختي المسلم, سأتوقف عند هذا الحد, وأرجو منكما أن تحاسبا نفسيكما قبل أن تحاسبا، وفي الختام أسأل الله لي ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

حسن حسونة أبوسيف

اعداد: الفرقان