نقـد الـذات وتـدنــي الهمــم

[ابوالوليد المسلم]

نقـد الـذات وتـدنــي الهمــم



سألت مجموعة من المصلين بعد جلسة خطبة الجمعة بمسجد كمال الدين بن الهمام بمنطقة مبارك الكبير: لماذا همتنا ضعيفة؟ وتراجع أبناؤنا عن الإقبال على العلم والعبادة؟ فكانت الإجابة:
- أصابنا الوهن الذي فسره رسولنا الكريم بقوله: «حب الدنيا وكراهية الموت»؛ فكم نبذل من الوقت والصحة والسهر والكلام والتفكير والسفر من أجل الدنيا مقارنة مع ما نبذله لرصيد الأخرة.
- الفتور تسويغات واهية ومعاذير غير مقنعة بل يمكن تجاوزها ففي الحديث: «إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك»، والشرة: النشاط والقوة، والفترة: الضعف والفتور.
- إهدار الوقت الثمين أمام مشاهدة القنوات والمواقع والهواتف أو في السيارة والمطاعم بل في مجالسة الأصدقاء والسمر وفضول الكلام، قال تعالى: {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب}، والله عزّ وجلّ سيسألنا عن العمر ومرحلة الشباب ماذا قدمنا فيها، قال بعض السلف: «إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب».
- العجز والكسل اللذان كان يتعوذ منهما رسولنا الكريم، فقد يعذر العاجز لعدم قدرته أما الكسول الذي يتثاقل مع قدرته. قال تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}.
- الغفلة: فبعضنا التبس عليه السعي للرزق، وخدمة الأهل والأولاد، ولجسمك عليك حق، ولكن تناسينا تماما: (ولربك عليك حق) وقال تعالى: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم}.
- التســويف والتمنــي: كثيرا ما نســـمع سنتوب سنصلي سنتصدق سأختم القرآن وسأتعلم ديني. وقالها أناس ولم يحققوا هذه الرغبة وقد فاجأهم الموت ولسان حالهم يقول: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت}، أو يقول {رب لولا أخرتني إلى أجل قريب}.
- مرافقة أصحاب الهمم الضعيفة ومجالستهم وتنتكس العزيمة بل تتعطل وتحب اللهو والعبث ولكنه يقول لك: «عليك نوم طويل فارقد»، ولذلك جاء الحديث: «لا تصاحب إلا مؤمنا».
العشق: فقد يعشق الإنسان اللعب أو السفر أو المال أو ملذات الدنيا فيلهيه عن حب الله عز وجل ورسوله[؛ فيبذل كل طاقته من أجل هذا العشق، والله عز وجل يقول: {بئس للظالمين بدلا}.
-الانحراف في فهم العقيدة أو في غاية الخلق أو في مسألة القضاء والقدر وعدم تحقيق حسن التوكل على الله عز وجل، قال تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}.
- توالي الضربات وازدياد اضطهاد المسلمين من قتل وتشريد وظلم واعتقال وتعذيب وتشويه لصورة الإسلام وجماله، والتربص بالمؤمنين؛ فيشعر بعضهم بالإحباط واليأس والقنوط من رحمة الله تعالى؛ فهنا يبرز دور الدعاة في البشارة بأن المستقبل للإسلام والعاقبة للمتقين.
- هجران العلم وحلقات العلماء والتفقه في الدين وفي الحديث: «من يرد الله به خيرا يفقه في الدين».
- ابتعدنا عن الدعاء وذكر الموت والعمل للآخرة؛ ففي الحديث: «من كانت همه الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت همه الدنيا فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولن تأته الدنيا إلا ما كتب الله له».
- تركنا العمل الصالح والخيري وبذل العطاء للآخرين والانشغال بالطاعة والاجتهاد، قال الحسن - رحمه الله: «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل».
نسأل الله أن يصلح أحوالنا. ويحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا. ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان. ويجعلنا من الراشدين.


اعداد: د.بسام خضر الشطي