موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 95 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208898 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59557 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 756 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15866 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #941  
قديم 10-11-2013, 05:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الحياة في الكواكب البعيدة


في كل يوم تظهر دلائل جديدة على وجود حياة في الكون خارج المجموعة الشمسية، لنتأمل آخر الاكتشافات العلمية وكيف تحدث القرآن عن هذا الموضوع..
دلائل علمية أقرب إلى الحقيقة
إنه حديث العلماء في العصر الحديث: لا يمكن أن نكون وحدنا في هذا الكون الواسع! فإذا ما تأملنا الأبحاث الكثيرة الصادرة حول الحياة في الكون نلاحظ أن معظم العلماء يؤكدون أن الحياة قد تكون منتشرة في كل مكان في هذا الكون الواسع [8].
لأكثر من مئة سنة والعلماء يتساءلون عن أسرار الحياة على الأرض، ولماذا نجد الأحماض الأمينية العشرين ذاتها في جميع الكائنات الحية! فقد وجد العلماء أن الجزيئات العضوية وهي أساس الحياة موجودة في الغبار بين النجوم والمجرات منذ بلايين السنوات. حتى إن الكثير من العلماء اليوم يعتقدون أن كتل بناء الحياة جاءت من خارج الأرض من الفضاء البعيد [4].
هنالك الكثير من الجزيئات العضوية الموجودة في الغبار الكوني بين المجرات، ولذلك هنالك اعتقاد سائد بين علماء الفلك أن الحياة موجودة في مختلف أجزاء الكون وليس على الأرض فقط.
إن المذنبات الساقطة على الأرض كانت تحمل آثاراً للحياة، هذه الآثار كما يقول العلماء جلبتها النيازك من بين المجرات حيث تنتشر الجزيئات العضوية التي هي أساس الحياة، وبما أن النيازك تملأ الكون وتتساقط على كل الكواكب في الكون، إذن هنالك احتمال أن تكون هذه النيازك قد حملت الحياة إلى كواكب أخرى غير كوكب الأرض [7].
هذه صورة بالمجهر الإلكتروني مكبرة آلاف المرات لسطح النيزك ALH84001الذي جاء من المريخ وسقط على الأرض، ونرى في الصورة آثاراً لجزيئات عضوية متحجرة كانت موجودة قبل ملايين السنين.
ويقول أحد علماء الفلك وهو الدكتور Croninيوجد في الكون أكثر من مئة بليون بليون كوكب شبيه بالأرض وصالح للحياة، إذن الذي حدث على الأرض يمكن أن يحدث على كواكب أخرى! [5].
ولذلك يحاول العلماء اليوم في جامعة Illinoisفي شيكاغو ابتكار طرق جديدة لاستكشاف الحياة على كواكب أخرى غير الأرض [1]. ويقولون إن هنالك احتمالاً كبيراً جداً لوجود حياة على كواكب أخرى غير الأرض.
أما الدكتور سكوت من وكالة "ناسا" فيقول: في كل عام يسقط على الأرض أكثر من مئة طن من المواد تأتي من الفضاء الخارجي، ومعظم هذه الكمية تأتي على شكل مواد عضوية. ويقول العالم Allamandolaأحد علماء "ناسا" إن الحياة موجودة في كل مكان في الكون [6].
طبعاً هذا اعتقاد معظم علماء الفلك اليوم، لأن هؤلاء العلماء عندما درسوا الكون وجدوا عدداً ضخماً من المجرات، وكل مجرة تحوي عداً ضخماً من النجوم، ولابد أن توجد الكثير من المجموعات الشمسية تشبه مجموعتنا الشمسية، واحتمال وجود الحياة على أحد الكواكب البعيدة هو احتمال كبير جداً.
كما وجد علماء من وكالة "ناسا" آثاراً لمركبات سكرية وكربون عضوي على أحد النيازك الساقطة على الأرض والقادمة من الفضاء الخارجي، ولذلك أضافوا دليلاً جديداً على احتمال وجود الحياة في الفضاء الخارجي [3].
الحياة منتشرة في كل مكان من الكون!
هنالك علماء من أمثال الدكتور فرِد آدمز من جامعة مشيغان يفترضون وجود توزع منتظم للحياة في الكون!! ويقولون إن الحياة الميكروبية الدقيقة موزعة في مختلف أجزاء الكون، وسبب هذا الاعتقاد هو الانتشار الكبير للمادة في الكون ومع هذا الانتشار فإن النيازك المتساقطة على الأرض تكون غالباً محمَّلة بآثار للحياة البدائية، ومع أن مصدر هذه النيازك متنوع وعمرها متنوع أيضاً فإنها تشترك بوجود آثار للمواد العضوية التي هي أساس الحياة.
ويقول الدكتور آدمز إن الأرض خلال أربعة آلاف مليون سنة قذفت ما لا يقل عن 40 ألف مليون حجر محمَّل بالحياة، هذه الأحجار من المحتمل أن تسقط على كواكب أخرى حيث تتوافر البيئة المناسبة لنمو حياة جديدة .... وهكذا [8].
على مدى بلايين السنوات سقط على الأرض عدد كبير من النيازك القادمة من مختلف أنحاء الكون وهذه النيازك كانت محملة بالمواد العضوية التي هي أساس الحياة، ولذلك هنالك اعتقاد عن كثير من العلماء أن الحياة تنتشر في كل مكان من الكون.
وقد دلت القياسات الجديدة للنيازك المتساقطة على الأرض أنه يسقط كل يوم بحدود 300 كيلو غرام من المادة الحية من الفضاء الخارجي [9].
ومنذ فترة وجيزة اكتشف العلماء كوكباً شبيهاً بالأرض يبعد عنا بحدود 20 سنة ضوئية، وقد وجد العلماء أن الظروف البيئية السائدة على هذا الكوكب شبيهة بتلك الخاصة بالأرض، وأن درجة الحرارة مناسبة للحياة على ظهر الكوكب الجديد، وأن هناك احتمالاً كبيراً جداً لوجود حياة بدائية على هذا الكوكب [10]. ويقول العالم الأسترالي ت[2]لDayal Wickramasinghe:
I think you could at least say that Earth isn't unique in the universe
أظن بأنه يمكنكم القول إن الأرض ليست هي الوحيدة في هذا الكون.
كيف عالج القرآن هذه المعلومات؟
لا تعجب أخي القارئ إذا علمتَ بأن القرآن قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه المعلومات الجديدة التي هي محل اعتقاد معظم علماء الفلك اليوم. فقد رأينا في المعلومات السابقة عدداً من النتائج التي وصل إليها العلماء بنتيجة اكتشافاتهم الكونية، ويمكن تلخيصها بنقاط محددة:
1- يتحدث العلماء عن وجود حياة خارج الأرض أي في الكواكب البعيدة.
2- يعتقد العلماء بشدة أن الحياة لا تتركز في كواكب محددة بل هي منتشرة في كل مكان من الكون.
3- يعتقد العلماء أيضاً أن رحلة بحثهم عن الحياة في الكواكب البعيدة لابد أن تسفر عن الالتقاء مع عوالم جديدة والاجتماع مع المخلوقات التي تسكن الفضاء الخارجي.
العجيب إخوتي أن هذه النتائج الجوهرية التي وصل إليها العلماء بعد تجارب مضنية استمرت أكثر من نصف قرن، هذه النتائج جمعتها لنا آية واحدة فقط من كتاب الله تعالى! تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي حدثنا فيها الله تعالى عن معجزة من معجزات خلقه وآية ينبغي علينا أن نتفكر فيها، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشوى: 29].
إنها إشارات مبهرة في آية واحدة:
1- إشارة إلى وجود حياة خارج الأرض أي في السماوات من خلال قوله تعالى: (وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) ففي كلمة (فيهما) إشارة إلى وجود الحياة في السماء والأرض.
2- إشارة إلى الانتشار الكثيف للحياة في الكون من خلال قوله تعالى (بَثَّ) وهذه الكلمة تشير إلى الانتشار الواسع للحياة، وهي كلمة مناسبة جداً لما يعتقده العلماء اليوم من انتشار منتظم للحياة في كامل الكون.
3- إشارة إلى احتمال اجتماع مخلوقات من الكواكب البعيدة معنا، وذلك من خلال قوله تعالى: (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ).
وسبحانك يا الله! والله إن الذي يقرأ هذه الآية بشيء من التدبر والإنصاف يدرك على الفور أنه لا يمكن لأحد في زمن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أن يتحدث بهذه الدقة عن الانتشار المنتظم للحياة في الكون، فأين هؤلاء الذين يعتقدون أن الراهب بحيرة هو الذي علم محمداً صلى الله عليه وسلم القرآن؟ أين أولئك الذين يملؤون مواقعهم على الإنترنت بمقالات تنتقد القرآن على كتاب أساطير لا يصلح لمثل عصرنا هذا؟ أين هؤلاء الملحدين من كلام الله عز وجل؟
لذلك نطلب منهم أن يتأملوا كلام الله تعالى ويدرسونه ليدركوا أنه لو كان كلام بشر لوجدوا فيه التناقضات العلمية والاختلافات وندعوهم لقراءة آية واحدة من كتاب الله تعالى يخاطبهم بقوله: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
بعض المراجع
1- A Tool for Finding Life in Outer Space, www.technologyreview.com, April 25, 2007.
2- Discovery of new planet helps search for life in outer space, www.abc.net.au, April 26, 2007.
3- Sugar in meteorites find lends support to space origin of life's building blocks, www.findarticles.com, March, 2002.
4- Life: did it come from outer space? www.abc.net.au, 10 July 2002.
5- Life from outer space, or panspermia redux, www.findarticles.com, July, 1987.
6- Building blocks for life may have come from outer space, www.spaceflightnow.com, January 30, 2001.
7- Meteorite Reveals Signs of Life from Space, www.dsc.discovery.com, May 06, 2007.
8- Did Life Arrive Before the Solar System Even Formed? www.universetoday.com, 04 May 2005.

9- Scientists Claim Evidence of Life in Outer Space, www.space.com, 31 July 2001.

10- Scientists find most Earth-like planet yet, www.cnn.com, April 26, 2007.

  #942  
قديم 10-11-2013, 05:18 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

سقف من فضة..لماذا الفضة

دكتور مهندس يحيى وزيري
دكتوراه في الهندسة المدنية - أستاذ في كلية الآثار
يقول الله سبحانه وتعالى:" ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، والآخرة عند ربك للمتقين"[1].
تعرض بعض الباحثين جزاهم الله خير لهذه الآيات الكريمة في محاولة منهم لمعرفة لماذا اختص الله الفضة بالذكر في هذه الآيات، فمنهم من يرى أن المقصود بالسقف المصنوعة من الفضة في الآية الكريمة هو الخلايا الشمسية الحديثة التي تصنع مكوناتها من الفضة،أما بالنسبة للمعارج والأبواب والسرر المتخذة من الفضة، فهذا أمر ممكن تحقيقه صناعيا لمن آتاهم الله المال وغرتهم الحياة الدنيا وزخرفه[2].
أما بعض الباحثين الآخرين[3]فقد فسروا عبارة "سقف من فضة" في هذه الآيات الكريمة على أنه المقصود منها هي سفن الفضاء المصنوع غلافها الخارجي من عدة طبقات من معدن الفضة، وأن هذه السفن لها أبواب وأماكن جلوس بداخلها، ويروا أن وجه الإعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة هو التنبؤ بظهور سفن الفضاء في العصر الحديث.
ونحن إذ نشكر لهؤلاء الأساتذة والباحثين جهدهم الطيب في تفسير سبب ذكر السقف أنها من فضة في سياق هذه الآيات الكريمة، وأن المقصود بها إما أنها الخلايا الشمسية الحديثة التي بدأت تستخدم الفضة في صناعتها أو أنها هي سفن الفضاء المصنوع جدرانها من مادة الفضة، فإننا نختلف معهم في هذه التفسيرات ولنا أسبابنا المنطقية والعلمية لهذا الاختلاف وهو ما سوف نوضحه في السطور التالية.
إن ما يلفت النظر في تفسير الباحثين السابقين لكلمة "سقف" أنهم تركوا حقيقة اللفظ واستعملوا بدلا منه المجاز، فاللفظ الحقيقي هو اللفظ المستعمل فيما وضع له، أما المجاز فهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي، ومن ضوابط استخدام المجاز أن يكون اللفظ المجازى مستعملا في لازم المعنى الحقيقي، فإذا لم يكن اللفظ المجازى مستعملا في المعنى اللازم للمعنى الحقيقي لم يكن المجاز صحيح[4].
وبتطبيق القاعدة السابقة على كلمة "سقف" نجد أنه جاء في المعاجم: السقف بفتح السين وسكون القاف غطاء المنزل ونحوه وهو أعلاه المقابل لأرضه، والسقف جمعه سقوف وأسقف، وجاء في بعض المعاجم أيضا أن السقف جمعه سقف بضم السين وضم القاف، وأنكر بعض اللغويين والمفسرين أن تكون كلمة "سقف" جمعا لكلمة "سقف" بفتح السين، وقالوا إنها جمع الجمع لكلمة "سقوف" أو أنها جمع "سقيفة"[5].
ويقول الإمام القرطبى[6]:" فكل ما علاك فأظلك فهو سقف وسماء، وكل ما أقلك فهو أرض، وكل ما سترك من جهاتك الأربع فهو جدار، فإذا انتظمت واتصلت فهو بيت".
مما سبق نجد أنه لايمكن أن يفهم من كلمة "سقف" الواردة في الآية الكريمة أنها هي الخلايا الشمسية التي توضع فوق أسطح المنازل للاستفادة من الطاقة الشمسية، كما أنه لايمكن أن تكون هي سفن الفضاء التي اخترعها الإنسان في القرن العشرين، بل يجب أن تفهم في سياق معناها الحقيقي الذي كان يعرفه العرب وقت نزول القرآن وهو أيضا ما يتفق مع المعنى اللغوي ومع سياق باقي الألفاظ والمفردات التي وردت في الآية الكريمة وهى:"لبيوتهم" - "أبوابا" - "سررا" - "معارج عليها يظهرون"، وهى كلها عناصر معمارية تتصل ببناء البيوت أو المساكن.
ومن جهة أخرى فإننا نرى أن مفتاح الفهم الحقيقي للآية الكريمة يكمن في نجاحنا على إجابة السؤال التالي: هل يمكن استخدام مادة معمارية في بناء مبنى أو صرح بحيث أن استخدام هذه المادة بكيفية تصميمية معينة تؤدى إلى فتنة الإنسان فينتقل من الكفر إلى الإيمان إن كان كافرا، أو من الإيمان إلى الكفر إن كان مؤمنا؟.
يمكن الإجابة على السؤال السابق من خلال تدبر بعض الآيات التي وردت في قصص القرآن الكريم، ، فهاهي الآيات الكريمة تصف لنا الصرح "السليمانى" الذي أقامه سيدنا سليمان لاستقبال بلقيس ملكة سبأ في قوله تعالى: "قيل لها ادخلي الصرح، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها، قال انه صرح ممرد من قوارير"[7]، لقد كان هذا الصرح صحنا من زجاج تحته ماء وفيه الحيتان ليريها ملكا أعظم من ملكها، وحكى أبوعبيدة: أن الصرح كل بناء عال مرتفع عن الأرض وأن الممرد المحكوك الأملس ومنه الأمرد[8].
فالآية الكريمة السابقة توضح أن سيدنا سليمان عليه السلام قد استخدم هذا الصرح المعماري، الذي يعكس قمة الجمال والإبداع الفني، كوسيلة وأداة لدعوة ملكة سبأ الكافرة للدخول في الإسلام والإيمان بالله، وأن استخدامه لمادة البللور الزجاج كان سببا في انبهار بلقيس ملكة سبأ بهذا الصرح وإسلامها مع سليمان لرب العالمين كما أخبرت بذلك الآيات الكريمة، وهذا يعنى إمكانية استخدام مادة معمارية بأسلوب تصميمي معين واعتمادا على صفاتها الطبيعية لتكون سببا في إبهار الإنسان وفتنته فينتقل من الكفر إلى الإيمان إن كان كافرا، أو من الإيمان إلى الكفر إن كان مؤمنا.
والمثال القرآني السابق يوضح ويؤكد على أن استخدام مادة الفضة في بناء أو كمادة تشطيب نهو نهائية لهذه البيوت يمكن أن يكون سببا في فتنة الناس ومنهم المؤمنين أو على الأقل بعضهم فيصبحوا جميعا أمة واحدة على الكفر كما أخبرت الآية الكريمة من سورة الزخرف، وهذا يثبت أن استخدام كلمة "سقف" أو "لبيوتهم"... هو استخدام يعنى المعنى الحقيقي لتلك الألفاظ ولايمكن تفسيره على أي معنى مجازى، ومن هنا يتضح أن التفسيرات التي توصل إليها بعض الباحثين السابقين قد بعدت تماما عن مراد الآية الكريمة كما سبق وأن أشرنا.
* من أوجه الإعجاز العلمي في اختيار معدن الفضة بالذات:
يبقى الآن أن نوضح بعض جوانب الإعجاز العلمي في اختيار الله سبحانه وتعالى لمعدن الفضة، كمادة يمكن استعمالها في تشطيب نهو السطح الخارجي لسقوف بيوت الكفار، فان هذا يوجب التعرف على بعض خصائص هذا المعدن.
الفضة فلز لونه أبيض ناصع جدا إذا كان نقيا، وتتفوق الفضة على بقية الفلزات بعدة خصائص نذكر منها ما يلي[9]:
1- الفضة هي أفضل الفلزات في القدرة على نقل الحرارة وتوصيلها، ولاينازعها في هذه الصفة فلز آخر أو حتى أي مادة مصنعة كيميائيا، ولهذا فهي تتخذ مرجعا قياسيا لمقارنة موصلية العناصر الأخرى بها.
2- الفضة هي أفضل الفلزات في توصيل الكهرباء وأقلها مقاومة لمرور التيار الكهربائي، لذلك تستخدم الفضة على نطاق واسع في صناعة الأجهزة الكهربائية.
3- للفضة قدرة عالية جدا على عكس الضوء المرئي، ولهذا تستخدم في صناعة المرايا، ويمكن ترسيبها لهذا الغرض على الزجاج أو بعض الفلزات الأخرى عن طريق الترسيب الكيميائي أو الكهربائي أو بالتبخير، وحينما يكون ترسيبها حديث العهد فإنها تكون أفضل عاكس معروف للضوء.
4- الفضة هي أكثر الفلزات بياضا.
5- للفضة رنين صوتي جميل ومتميز، وهو أفضل من رنين أي فلز آخر بما في ذلك الذهب، ولهذا تفضل في صناعة الأجراس والأجهزة الموسيقية.
6- أحد الخواص العظيمة للفضة هي قدرتها على قتل البكتريا، فهي عنصر سام وقاتل للميكروبات في العادة ولكنها لا تضر الكائنات الحية الأرقى مثل الرئيسيات والإنسان.
مما سبق نجد أن اختيار معدن الفضة لأسقف بيوت الكفار يعتبر إعجازا علميا بكل المعايير نظرا للخصائص الهندسية الفريدة التي تتميز بها الفضة على غيرها من الفلزات ومنها بالطبع الذهب، ولكن يبرز هنا سؤال هام.. كيف يمكن أن يؤدى استعمال الفضة كأسقف لبيوت الكفار أن يجعل الناس أمة واحدة على الكفر؟.
إن الإجابة تكمن في خاصيتين هامتين تتميز بهما الفضة، الخاصية الأولى هي أنها أكثر الفلزات بياضا، والخاصية الثانية أنها عندما يكون ترسيبها حديث العهد فإنها تكون أفضل عاكس معروف للضوء، وهذا يعنى أنه عندما تسقط أشعة الشمس على أسقف بيوت الكافرين أثناء النهار فإنها تنعكس انعكاسا شديدا، ولاشك أن ذكر الأسقف ما هو إلا إشارة إلى أحد عناصر المبنى، لأن من يستطيع استخدام الفضة في الأسقف فانه يسهل عليه استخدامها في الحوائط والأبواب والنوافذ أيضا، كما أن الآية الكريمة قد ذكرت البيوت بصيغة الجمع مما يدل على أن هذه البيوت تتجمع معا لتكون مجموعة سكنية أو حيا سكنيا، وبذلك تظهر هذه البيوت من شدة الانعكاسات كالنجوم المتلألئة، ومن شدة هذه الانعكاسات يمكن أن تظهر هذه البيوت في أوقات معينة وكأن النور ينبعث منها، وكما هو معروف فان النور يرمز في الدين الاسلامى إلى الهداية، أما ليلا فانه مع التقدم الفني واستخدام الإضاءة الصناعية يمكن أن يستمر وجود هذه الانعكاسات بالليل أيضا، فكلما نظر الناس لهذه البيوت سواء بالنهار أو الليل وجدوها تتلألأ وربما خيل إليهم أن النور يخرج منها.
وفى هذه اللحظة تحدث الفتنة للناس، فمنهم من يخرج من الإيمان وينتقل للكفر طمعا في التمتع بهذه الزينة الدنيوية المبهرة، وهذا الفريق يشبه القوم من بنى إسرائيل الذي اغتر بزينة قارون عندما خرج على قومه وتمنى أن يكون له مثلما أوتى قارون، وفريق آخر ينتقل من الإيمان إلى الكفر لفساد عقيدته حيث يرى أن بيوت الكفار تتلألأ ليل نهار في حين أن بيوت المسلمين لاتكون على نفس الشاكلة فيعتقد أن هؤلاء الكفار على الحق وأن الله قد كافئهم بأن جعل بيوتهم كالنجوم الزاهرة المنيرة.
وهنا يمكن أن نسأل سؤالا هاما: إذا كان استخدام معدن الفضة بخصائصه المتميزة السابقة يمكن أن يفتن الناس لدرجة تصل إلى جعلهم أمة واحدة على الكفر، فما الذي يمنع الكفار من استخدام هذه المادة حتى الآن؟.
إن الإجابة على السؤال السابق تنبع من بعض خصائص الفضة سواء على مستوى تواجدها في الطبيعة، أو في بعض خصائصها الطبيعية، فمعدن الفضة يعتبر أندر معدن في القشرة الأرضية تمثل نسبة وجوده حوالي 0.00004 فقط، شكل 1، باستثناء عنصر الزئبق فقط والذي يعتبر أقل تواجدا منها في عناصر تكوين الأرض[10]، وهذا يعنى التكلفة العالية جدا في حالة استخدام الفضة في تشطيب نهو أسقف البيوت وحوائطها وأبوابها ونوافذها أو في بعض العناصر المعمارية الداخلية، لأن هذه العناصر المعمارية تكون ذات مساحات كبيرة مما يستلزم استخدام كميات كبيرة جدا من معدن الفضة لكسوتها.
شكل 1: رسم بياني يوضح النسب المئوية لتواجد أهم المعادن في القشرة الأرضية، ويظهر منه أن الفضة تعتبر أقل المعادن وجودا مقارنة بباقي المعادن.
وإذا كان من خصائص الفضة الطبيعية، كما أشرنا، أنها أكثر المعادن على الإطلاق قدرة على عكس الضوء بنسبة حوالي 95%[11]، فان هذا يؤدى إلى التأثير على حاسة البصر بمرور الوقت لمن ينظر إلى بيوت الكفار لو تم استخدام هذه المادة، أي أن استخدام معدن الفضة سيكون له من التأثير السلبي على ساكنى هذه البيوت- وهم الكفار- لدرجة يمكن أن تصل إلى إضعاف حاسة الإبصار أو فقدها بمرور الوقت نتيجة للمعيشة في بيوت وأحياء سكنية تستخدم الفضة في تشطيبها.
وهذا هو ما سوف يحدث في حالة ما أن يكون الهواء غير ملوثا، ولكن في حالة وجود مركبات الكبريت أو الأوزون في الهواء خاصة في المناطق الصناعية أو المدن الكبرى فان بريق الفضة ينطفئ وهى الظاهرة المعروفة "بتطويس" الفضة، حيث يتسبب وجود هذه المركبات في الهواء في تكوين طبقة رمادية أو سوداء على سطح الفضة من كبريتيد الفضة تفقد الفضة بريقها المعروف، ونظرا لتفاقم مشكلات تلوث الهواء في العصر الحديث بهذه المركبات الكبريتية فان هذه الظاهرة أصبحت أكثر انتشارا عما مضى[12]، وهو ما يفقد معدن الفضة أهم خاصية له في سياق استخدامها في بيوت الكافرين وهى خاصية اللمعان وعكس الضوء المرئي.
شكل 2: متحف جوجنهايم بأسبانيا، نموذج حديث لاستخدام معدن التيتانيوم إن فكرة استخدام المعادن في أسقف وحوائط المباني سبق قرآني منذ أربعة عشر قرنا.
ويمكن أن نضيف إلى العوامل السابقة التي تمنع استخدام معدن الفضة في بيوت الكافرين كما ورد بالآية الكريمة، هو قدرة الفضة على نقل الحرارة وتوصيلها وتفوقها على أي فلز آخر في هذه الخاصية بما فيه النحاس أو الذهب، مما يعنى أن هذه الأسقف أو الحوائط أو الأبواب وغيرها من العناصر المعمارية عندما تسقط عليها أشعة الشمس فان درجة حرارتها سترتفع بنسبة كبيرة تعيق من استعمالها وهو ما يتعارض مع أداء وظائفها داخل هذه البيوت.
مما سبق يتضح لنا بعض جوانب الإعجاز القرآني في اختيار معدن الفضة بالذات، حيث أن بعض خصائصه ترشحه لأن يكون مادة مبهرة في شكلها خاصة تحت الضوء الطبيعي نهارا أو تحت التعرض للإضاءة الصناعية ليلا، ولكن له من الخصائص الأخرى التي ذكرناها أيضا والتي تمنع استخدامه، وبذلك يتحقق قوله سبحانه وتعالى:"لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة.." إلى آخر الآية الكريمة، فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن يختار معدن الفضة بالذات حيث له خصائص معينة لم تكن معروفة تماما وكاملة في وقت نزول القرآن، وهذه الخصائص تمنع من أن يستخدمه الكافرون لفتنة عباد الله المؤمنين، وهذا هو الملمح الاعجازى الأول في الآيات الكريمة.
ومن زاوية أخرى فان الآية الكريمة تحتوى على وجه آخر من أوجه الإعجاز ألا وهو الإشارة المستقبلية إلى إمكانية استخدام المعادن بصورة أساسية في عناصر المباني المختلفة، كالأسقف والحوائط والأبواب وغيرها، وهذا سبق للقرآن الكريم حيث أن البشرية وقت نزول القرآن الكريم كانت تستعمل في إنشاء المباني مادة الحجر أو الطوب أو الخشب بصفة أساسية، ولم تكن تعرف استعمال المواد المعدنية بصورة أساسية في إقامة المباني أو تشطيبها، فلو كان هذا القرآن من قول البشر فكيف يمكن لهذا الإنسان أن يتخيل إمكانية استخدام هذه المعادن بصورة أساسية في المباني كما حدث في القرن العشرين، حيث نجد نماذج لمباني تستخدم بعض أنواع المعادن في كسوة أسقف وحوائط المباني بصورة متكاملة، شكل 2، ويتم اعتبار هذا الأسلوب المعماري من أحدث الأساليب التصميمية في القرن العشرين.
إن الإجابة ببساطة تكمن في أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وصدق الله العظيم حيث يقول:" إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين" صدق الله العظيم وبلغ رسوله الأمين.
بحث منشور في مجلة الإعجاز العلمي- عدد 25 أكتوبر 2006م
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة- مكة المكرمة.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
[email protected]
هوامش البحث:
1 سورة الزخرف: الآيات 33-35.
2 للمزيد من التفاصيل انظر: محمد عبد القادر الفقى 2004. الإعجاز العلمي في قوله تعالى:"سقف من فضة". كتاب بحوث المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، المجلد الثالث، دبي.
3 يتبنى هذه الفكرة الدكتور منصور حسب النبي في واحد من كتبه عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، كما يتبناها أيضا الدكتور كريم حسنين في نقاش دار بيننا خلال لقاءنا في المؤتمر السابع للهيئة العالمية للقرآن الكريم والسنة بدبي عام 2004م، كما أكد لي أنها منشورة في موقعه الخاص على شبكة الانترنت تحت العنوان التالي: . WWW.read&think.com
4 لمزيد من التفاصيل انظر: محمد سعاد جلال 1982. الضوابط العلمية لبيان معاني ألفاظ القرآن الكريم. مجلة الهلال، عدد مارس 1982، القاهرة، ص22 وما بعدها.
5 محمد عبد القادر الفقى: مرجع سابق، ص8.
6 انظر تفسير الآية 80 من سورة النحل في تفسير الإمام القرطبى.
7 سورة النحل: من الآية 44.
8 انظر تفسير الآية 44 من سورة النحل في الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبى.
9 للمزيد من التفاصيل انظر: محمد عبد القادر الفقى: مرجع سابق، ص16 وما بعدها.
10 أحمد على العريان وعبد الكريم عطا 1976. المواد الهندسية مقاومتها واختباراتها ج1 ط3. عالم الكتب، القاهرة، ص22.
11 المرجع نفسه، ص33.
12 محمد عبد القادر الفقى: مرجع سابق، ص16.
  #943  
قديم 10-11-2013, 05:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس

الدكتور منصور العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
نعتقد نحن المسلمون أنه لا حدود لعلم الله وقدرته وعلى هذا فإنه لا فرق عند الله سبحانه وتعالى بين خلق الأشياء البسيطة أو المعقدة أو بين الأشياء الصغيرة والكبيرة فهو كما وصف نفسه في قوله سبحانه "وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديرا" فاطر 44. وإذا ما ذكر الله سبحانه وتعالى أن خلق شيء ما أهون عليه من خلق شيء آخر فإنما هو توضيح للناس عن مدى التعقيد الموجود في طريقة خلق تلك الأشياء. فعندما أخبر سبحانه وتعالى زكريا عليه السلام أن ولادة إبنه يحيى عليه السلام من إمرأته العاقر أمر هين عليه سبحانه فإنما يوضح له أن خلق الحي من الحي أبسط من خلق الحي من الميت وذلك في قوله تعالى "قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا" مريم 9.
وكذلك فإن إعادة خلق الأشياء أبسط من خلقها في أول مرة لقوله تعالى "وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم" الروم 27.
والله سبحانه وتعالى المنزه عن التشبيه لا يحتاج أن يتفكر ولا أن يتذكر ولا أن يتحرك إذا ما أراد أن يخلق شيئاً من الأشياء صغر هذا الشيء أم كبر كما جاء وصف ذلك في قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نهح البلاغة "أنشأ الخلق إنشاء، وابتدأه ابتداء، بلا روية أجالها، ولا تجربة استفادها، ولا حركة أحدثها، ولا همامة نفس اضطرب فيها، أحال الأشياء لأوقاتها، ولأم بين مختلفاتها، وغرز غرائزها، وألزمها أشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطاً بحدودهاً وانتهائها، عارفاً بقرائنها وأحنائها".
وإذا ما أراد اللهسبحانهأن يخلق شيئا من الأشياء فإن ذلك سيتم بمجرد قوله لذلك الشيء كن فيكون وذلك دون حركة يحدثها أوهمامة نفس يضطرب فيها مصداقا لقوله تعالى "إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" يس 82.
وإذا ما حدث وأن خلق الله شيئا ما على مدى فترة محددة من الزمن فليس لعجز فيه سبحانه ولا لأن تصنيع ذلك الشيء يتطلب تلك الفترة من الزمن بل لأن الله سبحانه أراد أن يخلق ذلك الشيء على هذه الصورة وعلى مدى تلك الفترة من الزمن لحكمة أرادها. فالله قادر على خلق السموات والأرض في لحظة واحدة ولكنه خلقهما من الدخان على مدى يومين من أيامه التي لا يعلم طولها إلا هو سبحانه وهو قادر سيحانه على تجهيز الأرض الأولية لتكون صالحة لظهور الحياة عليها في طرفة عين ولكن حكمته اقتضت أن يجهزها على مدى أربعة أيام وهو قادر كذلك على خلق أدم عليه السلام من التراب بقوله له كن فيكون ولكن لحكمة أرادها خلقة على مراحل متعددة كمراحل الطين اللازب والحمأ المسنون والصلصال وسلالة الطين.
ومن السهل علينا اليوم إدراك هذه الحكمة حيث أننا نعيش في عصر فتح الله فيه على البشر جميع أبواب العلم والمعرفة وتمكنوا من استخدامها في كشف كثير من أسرار مخلوقات هذا الكون. فالبشر بما وهبهم الله من عقول يمكنهم التعرف على مدى علم الصانع من خلال دراسة تركيب المصنوع فصانع الطائرة لا بد أنه أعلم من صانع السيارة وهذا بدوره أعلم من صانع العربة التي تجرها الخيول. وقياساً على ذلك فإنه بإمكان البشر الاستدلال على مدى علم الله وقدرته من خلال دراسة ما في هذا الكون من مخلوقات لا حصر لأعدادها والتي فيها من الإبداع والإتقان ما يثبت أن الذي خلقها لا حدود لعلمه وقدرته. ولهذا السبب نجد أن الله قد دعا البشر في القرآن الكريم إلى دراسة هذه المخلوقات وكشف أسرار تصنيعها لعل ذلك يقودهم إلى معرفة أن لها صانعا لا حدود لعلمه وقدرته فقال عز من قائل "إنّ في السموات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبثّ من دآبّة ءايات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون تلك آيات الله نتلوها عليك بالحقّ فبأي حديث بعد الله وءاياته يؤمنون" الجاثية 3-6.
ولكي يتمكن البشر من إدراك مدى الإعجاز الموجود في مخلوقات الله فقد اقتضت حكمة الله أن يخلقها وفق أسس علمية واضحة وقوانين ثابتة وعلى مدى فترات زمنية محددة على الرغم من أن الله قادر على خلقها من العدم في لحظة واحدة وبلا قوانين.
فعندما أراد الله عز وجل أن يخلق السموات والأرض من الدخان خيرهما الله بين أن يتكونا طوعاﹰأو كرهاﹰفاختارا الطريقة الطوعية في إشارة إلى أن خلقهما سيتم وفق قوانين فيزيائية أودعها الله مادة هذا الكون مصداقا لقوله تعالى "ثمّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين"فصلت 11. وما ينطبق على السموات والأرض من قبول خلقهما بطريقة طوعية ينطبق على كل ما خلق الله من مخلوقات في هذا الكون حيث أكد القرآن الكريم على أن هذه المخلوقات قد تم خلقها وفق تقدير بالغ لقوله تعالى "وخلق كلّ شيء فقدّره تقديرا" الفرقان 2 وقوله تعالى "إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر" القمر 49 وقوله تعالى "صنع الله الذي أتقن كلّ شيء" النمل 88. ومما يثير الاستغراب أن بعض المسلمين لا يعجبهم أن العلماء في مختلف تخصصاتهم يعملون على كشف أسرار تحول الدخان إلى هذا الكون البديع أو تحول الكرة الأرضية البدائية إلى أرض صالحة لظهور الحياة عليها أو تحول تراب الأرض الميت إلى هذه الملايين من أنواع الكائنات الحية. وحجة هؤلاء الناس أنه إذا تمكن العلماء من معرفة طريقة تصنيع ما في هذا الكون من مخلوقات وأنها تمت وفق أسس علمية محددة فإن هذا ينفي أن يكون الله قد تدخل في تصنيعها. ولكن العكس هو الصحيح فمعرفة الطرق التي خلق الله بها مخلوقاته وفق القوانين التي تحكم هذا الكون هي التي ستقود الناس للاعتراف بوجود خالق لا حدود لعلمه وقدرته إذا ما تبين لهم أن ذلك الأمر يستحيل أن يكون قد تم بالصدفة وصدق الله العظيم القائل "سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد" فصلت 53والقائل سبحانه "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربّك بغافل عمّا تعملون" النمل 93.
ونعود بعد هذه المقدمة لشرح الآية التي هي عنوان هذه المقالة وهي قول الله تعالى في محكم تنزيله "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" غافر 57. فهذه الآية تفيد بأن عملية خلق السموات والأرض أعقد من عملية خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة. إن تعقيد عمليات تصنيع الأشياء من موادها الخام لا يرتبط بالضرورة بحجمها فالتعقيد الموجود في عملية تصنيع راديو أو آلة حاسبة أو جهاز هاتف خلوي بحجم الكف يفوق أضعافاً مضاعفة التعقيد الموجود في تصنيع خزانة من الخشب أو بيت من الحجر. ولو أن تعقيد عملية تصنيع الأشياء يرتبط بحجمها فإن كل الناس يعلمون أن حجم السموات والأرض يزيد ببلايين المرات عن حجم الإنسان وبالتالي فلا داعي للقول بأن خلقها أعقد من خلق الإنسان. ولكن بما أن الآية القرآنية أشارت إلى أن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة أن خلق السموات والأرض أعقد من خلق الناس فلا بد أن يكون التعقيد في عملية خلق السموات والأرض لا يعود لحجمها بل لشيء آخر فيها. ولقد فطن المفسرون إلى هذه الحقيقة فقالوا في تفسير هذه الآية أن السموات والأرض خلقت من العدم بينما تم خلق الناس من التراب ومن الواضح أن خلق الأشياء من العدم أصعب من خلقها من موادها الخام. ولكن فات هؤلاء المفسرون أن الله قد ذكر في كتابه الكريم أنه خلق السموات والأرض من الدخان وليس مباشرة من العدم وكذا هو الحال مع الناس الذين خلقهم من التراب الذي سبق أن خلقه الله من العدم. لقد ذكر الله هذه الحقيقة وترك للبشر بما آتاهم الله من عقول أن يكتشفوا الطريقة التي خلقت من خلالها السموات والأرض والطريقة التي خلق من خلالها الناس ليتيقنوا صدق هذه الحقيقة.
وسنشرح الآن الخطوط العريضة لطريقة خلق الناس وطريقة خلق السموات والأرض وسيتبين لنا بعد مقارنة الطريقتين صدق ما أكد عليه القرآن من أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس. لقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يصنع من التراب نسخة واحدة فقط من كل نوع من أنواع الكائنات الحية ومن ثم تم برمجتها بحيث يمكنها القيام بتصنيع نسخ عنها بطريقة تلقائية. فعملية خلق الإنسان وبقية الكائنات الحية تمت على مرحلتين مرحلة خلق الأصول من التراب ومرحلة خلق الأفراد من أصولها باستخدام خلية واحدة فقط مصداقا لقوله تعالى "أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا" الكهف 37. ولولا أن طريقة التصنيع الذاتية هذه تحدث أمام أعين البشر كل يوم لما ترددوا في تكذيب فكرة أن يقوم الشيء بتصنيع نسخة عن نفسه من تلقاء نفسه ولقالوا أن ذلك ضرب من الخيال. لقد تبين لعلماء الأحياء أن عملية تصنيع جميع أنواع الكائنات الحية تبدأ من خلية واحدة وعند إمداد هذه الخلية بما تحتاجه من غذاء فإنها تبدأ بالانقسام المتكرر وفقا للتعليمات الصادرة عن برنامج التصنيع الموجود في داخلها بحيث تأخذ كل خلية من الخلايا الناتجة المكان المخصص لها في جسم الكائن. إن الذي قام بكتابة برامج تصنيع الكائنات الحية لم يكتف ببرمجة الخلية الحية بحيث يمكنها إنتاج كائن حي لمرة واحدة فقط بل قام ببرمجة خلايا الكائن الحي بحيث يمكنه إنتاج خلية حية تكاثرية تقوم بتصنيع كائن جديد يقوم بدوره بإنتاج خلية جديدة وهكذا دواليك. وباستثناء التزاوج والرعاية فإن جميع الكائنات الحية لا تتدخل أبدا في عملية تصنيع نسخا عنها فالإنسان الذي يمتلك القدرة على تصنيع الأشياء يقف مكتوف الأيدي إذا ما فشل جسمه أو جسم زوجه في إنتاج خلايا التكاثر التي تنتج منهما إنسانا جديدا. وعلى الرغم من أن البشر في هذا العصر يعلمون تماما أن عملية التحول هذه تتم وفق أسس علمية تمكن علماء الأحياء من كشف كثير من تفاصيلها إلا أنهم يقفون عاجزين تمام العجز عن تصنيع أبسط أنواع هذه الكائنات بل إنهم أعجز من تصنيع أبسط أنواع المواد العضوية التي تقوم الخلايا الحية بتصنيعها بكل سهولة ويسر. إن عملية تصنيع الكائنات الحية التي تعد أنواعها بعشرات الملايين ابتداءا من خلية واحدة فيها نفس المكونات ياستثناء معلومات التصنيع المخزنة على أشرطتها الوراثية هي معجزة كبرى تحدى الله البشر للإتيان بمثلها في قوله سبحانه "ياأيّها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حقّ قدره إنّ الله لقويّ عزيز" الحج 73. إن تمكن علماء الأحياء من معرفة بعض أسرار عملية التصنيع الذاتية هذه تزيد من إعجاز هذه المعجزة فإذا كان كفار البشر يعتبرون المعجزات التى أتى بها الأنبياء ضربا من السحر فإن هذه العملية لا سحر فيها بل فيها من إتقان الصنع ما يدل على صانع لا حدود لعلمه وقدرته.
إن السر الأعظم في طريقة التصنيع الذاتية هو في كتابة كامل تعليمات التصنيع على أشرطة طويلة ودقيقة من الحامض النووي بطريقة رقمية باستخدام أربعة حروف فقط وكلمات بطول ثلاثة حروف. ويتم تنفيذ تعليمات التصنيع من قبل مكونات موجودة في الخلية ليس لها عقل تفكر به ولا بصر ترى به ولا أرجل تتحرك بها ولا أيدي تمسك بها. وقد اكتشف العلماء أن جميع أنواع الشيفرات المخزنة على الأشرطة الوراثية هي شيفرات لتمثيل الأحماض الأمينية العشرين التي تعتبر اللبنات الأساسية لتصنيع جميع أنواع البروتينات. وقد تمكن العلماء من كشف السر الثاني من أسرار طريقة التصنيع الذاتية بعد أن تبين لهم أن السلاسل
تبين للعلماء أن السلاسل البروتينية أحادية البعد يمكنها أن تلتف على نفسها بطريقة محددة لتنتج جزيئات ثلاثية الأبعاد بأشكال وأحجام وخصائص فيزيائية وكيميائية مختلفة.
البروتينية أحادية البعد يمكنها أن تلتف على نفسها بطريقة محددة لتنتج جزيئات ثلاثية الأبعاد بأشكال وأحجام وخصائص فيزيائية وكيميائية مختلفة. ويتم تصنيع البروتينات في مكونات دقيقة في داخل الخلية تسمى الرايبوسومات وذلك بعد أن يتم تزويدها بالمواد الخام وهي الأحماض الأمينية ونسخة من التعليمات التي تبين ترتيب هذه الأحماض. أما السر الثالث فهو قدرة بعض البروتينات للعمل كأنزيمات تعمل كمحفزات للتفاعلات الكيميائية التي تحدث في داخل الخلايا الحية وبهذه
الخاصية الفريدة للأنزيمات يتم تقليل الطاقة اللازمة لإتمام التفاعلات الكيمائية في أجسام الكائنات الحية ويتم التحكم بأنواع التفاعلات التي تجري في داخل الخلية الحية بشكل بالغ الدقة. وقد تبين للعلماء أن الأنزيمات هي المسؤولة عن تنفيذ خطوات برنامج التصنيع فعندما يبدأ الشريط بتنفيذ برنامج التصنيع يصدر أمرا لإنتاج أنزيم محدد مهمته البحث عن معلومة محددة مخزنة في مكان ما على طول الشريط فيقوم بفتح الشريط في ذلك المكان ليصدر أمرا بتصنيع بروتين معين وهكذا تتوالى عمليات تصنيع البروتينات والمحفزات طبقاﹰ للتعليمات المخزنة على الشريط إلى أن تنتهي العملية المراد تنفيذها.
أما السر الرابع فهو أن مكونات الخلية يتم تصنيعها من خلال إنتاج جميع البروتينات اللازمة لبنائها ومن ثم تقوم هذه البروتينات بالتراكب مع بعضها البعض بشكل تلقائي بمجرد التقائها في حيز واحد. ولا يمكن لهذه العملية أن تنجح إلا إذا تم تصنيع كل بروتين من هذه البروتينات بشكل فريد ومميز بحيث لا يمكنه الارتباط بجسم المكون أثناء عملية تصنيعه إلا في المكان والوقت المحددين. أما السر الخامس فهو أن الخلايا الحية تقوم بتوفير الطاقة اللازمة لعملية التصنيع إما بأخذها من الشمس مباشرة أو من مواد عضوية تحتوي على الطاقة التي سبق لبعض الخلايا أن قامت بأخذها من الشمس. ففي كل خلية من خلايا النباتات والطحالب توجد البلاستيدات الخضراء التي تعتبر أكبر مصنع لإنتاج المواد العضوية على وجه هذه الأرض حيث يقوم هذا المصنع الذي لا تتجاوز أبعاده عدة ميكرومترات بتزويد جميع الكائنات الحية بالطاقة اللازمة لإجراء عملياتها الحيوية من خلال عملية التركيب الضوئي.
إن عملية بناء جسم الكائن الحي تحتاج إلى قوة عاقلة تمتلك تصور مسبق عن كامل تفاصيل هذا الجسم بحيث يمكنها أن تصدر الأوامر لعمال البناء بوضع الخلايا الحية في الأماكن المخصصة لها وفق خطوات محددة ومتسلسلة. ولكن بما أنه لا يوجد قوة خارجية تقوم بحمل الخلايا ووضعها في أماكنها في جسم الكائن فإن هذه المهمة تقع على عاتق الخلايا نفسها. ويقع على عاتق الخلية الأولى التي يبدأ منها عملية تصنيع تحديد عدد الانقسامات التي ستلزم لإنتاج جميع الخلايا التي يحتاجها بناء الجسم من خلال تحديد أنواع وأعداد الخلايا التي تلزم لبناء كل عضو من أعضاء الجسم. وبما أن الخلية الأولى ستختفي بمجرد انقسامها إلى خليتين جديدتين فإن عدد الانقسامات التي ستجريها كل من هاتين الخليتين يجب أن يكون مسجل في داخلها ومع تكرار عمليات الانقسام يجب أن يوجد مؤشر في داخل كل خلية من الخلايا الناتجة يحدد عدد الانقسامات التي ستجريها في المستقبل. وعلى الخلية الأولى قبل أن تنقسم أن تحدد المهام التي ستقوم بها الخليتان الناتجتان عنها وهاتان بدورهما يجب أن يقوما بتحديد مهام الخلايا الأربع التي ستنتج عن انقسامهما وهكذا يتم توزيع المهام على بقية الخلايا التي ستنتج عن الانقسام المتكرر للخلية الأولى. ومن الواضح أنه بعد حدوث عدد معين من الانقسامات تبدأ الخلايا بالتخصص فخلية ستتولى تصنيع الهيكل العظمي وثانية ستتولى تصنيع الجهاز العضلي وثالثة للجهاز العصبي ورابعة للجهاز الدوري وإلى غير ذلك من أجهزة الجسم. وبما أن الخلايا تتلقى أوامر انقسامها من شريط الحامض النووي الذي في داخلها فقط فهذا يستلزم أن تقوم كل خلية من هذه الخلايا بتنفيذ جزء محدد من برنامج تصنيع الكائن المخزن في الشريط الوراثي الكلي. ومما يزيد من صعوبة ترتيب وتنفيذ هذه البرامج التداخل الكبير بين الأجهزة المختلفة لجسم الكائن فبعض مكونات الجهاز الدوري والعصبي تمتد إلى داخل مكونات الأجهزة الأخرى والجهاز البصري والسمعي موجودة في داخل تجاويف الهيكل العظمي والجهاز العضلي يرتبط ارتباطا كبيرا بالهيكل العظمي.
قال الله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين)
وهذا يتطلب ممن يقوم بكتابة برامج تصنيع الأجهزة المختلفة أن يراعي هذا التداخل الشديد بين هذه الأجهزة ويضمن توافق أحجامها ووظائفها عند تصنيع جسم الكائن. وبما أن كل خلية من خلايا الجسم المراد تصنيعه تقوم بتنفيذ جزء البرنامج الخاص بها حسب موقعها من الجسم وبشكل مستقل عن بقية الخلايا فإن هذا يتطلب أن تكون الأوامر الصادرة عنها في كل لحظة من لحظات تصنيع الكائن على درجة عالية من التنسيق والتزامن ليظهر الكائن الحي بالشكل المطلوب. وبما أنه لا يوجد أيّ نظام تحكم مركزي يعمل على التنسيق بين الخلايا أثناء انقسامها فإن عملية التنسيق هذه تتم بشكل غير مباشر من خلال الأوامر التي تصدرها بلايين الأشرطة الوراثية بشكل مستقل ولكن بتزامن منقطع النظير. ولولا هذا التقدير البالغ في كتابة برامج التصنيع لما أمكن لخلية واحدة أن تتحول إلى ملايين الأنواع من الكائنات الحية التي لا يوجد نوع منها يشبه النوع الآخر. إن عملية التحول العجيبة هذه نشاهدها كل يوم في بذور النباتات وهي تخرج من الأرض ملايين الأنواع من النباتات ونشاهدها في بيوض الأسماك والطيور والزواحف والحشرات التي تتحول في أيام أو أسابيع معدودة من مواد عضوية بسيطة إلى كائنات حية لا حصر لعدد أنواعها ونشاهدها في البويضات الملقحة التي تزرع في أرحام إناث الحيوانات فتتحول في أشهر معدودة إلى حيوانات بمختلف الأحجام والأشكال والألوان. ولقد وصف القرآن الكريم بإسلوب رائع رحلة الخلية الوحيدة وهي تتحول من خلال الانقسام المتكرر إلى مختلف الأطوار التي يمر بها تصنيع الإنسان في رحم أمه فقال عز من قائل "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين ثمّ خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثمّ أنشأناه خلقا ءاخر فتبارك الله أحسن الخالقين" المؤمنون 12-14.
أما خلق السموات والأرض فقد تم طبقا للنظريات العلمية الحديثة نتيجة لانفجار كوني عظيم انبثقت منه جميع مادة هذا الكون حيث كان الكون عند ساعة الصفر على شكل نقطة مادية غاية في الصغر لها درجة حرارة وكثافة غاية في الكبر. ويقول العلماء أن مادة الكون كانت عند بداية الانفجار مادة صرفة ذات طبيعة واحدة وتحكمها قوة طبيعية واحدة وكانت على شكل كرة نارية متجانسة بدأت تتمدد وتتسع بصورة مذهلة لتملأ الفضاء من حولها. وبعد هبوط درجة حرارة هذه المادة إلى (10 مرفوع للأس 28)أي 2810درجة كلفن بدأت الجسيمات الأولية البسيطة كالكواركات واللبتونات والفوتونات بالتشكل من هذه المادة الصرفة وبدأت كذلك قوى الطبيعية الأربعة التي كانت موحدة في قوة واحدة بالانفصال عن بعضها البعض. ومع استمرار تناقص درجة حرارة هذا الكون الناشئ إلى (10 مرفوع للأس 14 )أي 1410درجة كلفن بدأت مكونات الذرة الأساسية من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات بالتشكل من خلال اندماج أنواع الكواركات والليبتونات المختلفة مع بعضها البعض تحت تأثير القوى الطبيعية المختلفة.
يعتقد العلماء أن خلق الإنسان تم نتيجة انفجار كوني عظيم انبثقت منه جميع مادة الكون
ولقد وصف القرآن الكريم حالة الكون في هذه المرحلة بقوله تعالى "ثمّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم" فصلت 11-12. لقد كشفت هذه الآيات عن هذه الحقيقة الكبرى التي لم يكتشفها البشر إلا في القرن العشرين وهي أن الكون كان على شكل مادة دخانية في مرحلة نشؤه الأولى.
وقد أطلق العلماء على هذه السحابة من الجسيمات الأولية اسم الغبار الكوني بينما سماها القرآن الدخان وهي أدق من تسمية العلماء فالدخان يوحي بالحالة الحارة التي كان عليها الكون عند بداية خلقه.

يتبــــــــــــــــــــــــع

  #944  
قديم 10-11-2013, 05:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــــع الموضوع السابق

لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس

وقد أشار القرآن الكريم في آية أخرى إلى المصدر الذي جاء منه هذا الدخان حيث ذكر أن السموات والأرض كانت كتلة واحدة ثم تفتفت جميع مادة هذا الكون من هذه الكتلة وذلك في قوله تعالى "
أولم يرى الذين كفروا أنّ السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون" الأنبياء 30. وممّا يؤكد أيضا على أن هذا الدخان قد نتج عن انفجار كوني ضخم هو إشارة القران إلى أن الكون في توسع مستمر والتوسع لا يتأتى إلا إذا بدأ الكون من جرم صغير وبدأ حجمه بالازدياد وذلك لقوله تعالى "والسماء بنيناها بأييد وإنّا لموسعون" الذاريات 47.
إن اختيار عملية الانفجار لتكون بداية لخلق الكون تدل على مدى علم من اختارها حيث أن الكون لن يكون مستقرا أبداً لو تم خلقه بغير هذه الطريقة. ومما يدل على محدودية علم البشر هو أن أحد أعظم علمائهم في القرن العشرين وهو ألبرت أينشتاين كان يظن أن الكون ساكنا وهذا لا يمكن أن يكون أبداً حيث أن الكون سينهار على نفسه بسبب قوة الجاذبية بين أجرامه.
فهذا الكون لا يمكن أن يكون مستقرا إلا إذا كان كل جرم من أجرامه في حالة حركة مستمرة ولو حدث أن توقف أي جرم عن الحركة لأنجذب فوراً إلى أقرب الأجرام إليه. ولهذا فقد اختار الله سبحانه نوعين من الحركة لهذه الأجرام حركة دائرية وأخرى خطية فالحركة الدائرية اختارها الله لحفظ الأقمار حول الكواكب والكواكب حول الشموس والشموس حول مراكز المجرات ولوقف هذه المتوالية اختار الله الحركة الخطية لحفظ المجرات من الإنجذاب لبعضها حيث أنها تتحرك في خطوط مستقيمة باتجاهات خارجة من مركز الإنفجار وصدق الله العظيم القائل "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدّرناه منازل حتّى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلّ في فلك يسبحون" يس 38-40. إن حركة الأجرام الدائرية حول مراكز دورانها يمكن أن تبقى إلى ما لانهاية حيث أنها تسبح في فضاء لا وجود لقوى الاحتكاك فيه ولكن حركة المجرات الخطية لا يمكن أن تستمر إلى ما لانهاية وذلك بسبب تأثير قوة الجاذبية لجميع مجرات هذا الكون على كل مجرة. وبما أن محصلة قوة الجذب على كل مجرة تكون باتجاه مركز الكون الذي هو مكان الانفجار العظيم فإن السرعة الخطية للمجرات لا بد أن تتباطأ تدريجياً إلى أن تصل للصفر وعندها تبدأ المجرات بالتسارع باتجاه مركز الكون لينهار الكون على نفسه ويعود من حيث بدأ وصدق الله العظيم القائل "يوم نطوي السماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنّا كنّا فاعلين" الأنبياء 104. ومما يدل على لامحدودية علم من خلق هذا الكون أن قوة الانفجار هذا قد تم حسابها بشكل بالغ الدقة بحيث يكون لهذا الكون عمرا محددالا يعلمه على وجه التحديد إلا الله ويقدر العلماء ما مضى من عمر هذا الكون حوالي 13.7 بليون سنة.
لقد أصيب العلماء بالدهشة من البساطة المتناهية التي كان عليها الكون عند بداية خلقه حيث بدأ بثلاثة جسيمات فقط وهي البروتونات والنيوترونات والإلكترونات ثم وصل إلى هذا الشكل المعقد الذي نراه عليه اليوم. ويمكن أن نستدل على هذا التعقيد من كثرة التخصصات العلمية التي ابتدعها العلماء لكي يتمكنوا من دراسة كل ما في هذا الكون من مخلوقات ولم يتوقف الأمر عند التخصصات الرئيسية كالفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا والفلك بل ظهر في كل من هذه التخصصات الرئيسية تخصصات فرعية بحيث يصعب على مختص في فرع ما فهم الأبحاث في أقرب الفروع إليه. وممّا أثار دهشة العلماء أيضا أن أعداد وأنواع الكواركات التي انبثقت من هذا الانفجار العظيم كانت محسوبة بدقة بالغة بحيث أنها أنتجت بعد اتحادها عدد من البروتونات يساوي تماما عدد الإلكترونات وكمية من النيوترونات تكفي لتصنيع جميع العناصر الطبيعية وهذا لا يمكن أن يتم إلا إذا كان الذي كتب المعادلات الفيزيائية لهذا الانفجار لا حدود لعلمه وقدرته. ومن عجائب التقدير في عملية خلق الكون أنه لو زاد عدد البروتونات عن عدد الإلكترونات أو العكس بفرق مهما بلغ في الضآلة فإن جميع الأجرام السماوية ستصبح مشحونة بشحنات كهربائية متماثلة.وبما أن القوة الكهرومغناطيسية تزيد شدتها ببليون بليون بليون مرة شدة قوة الجاذبية فإنها ستمنع المجرات والنجوم والكواكب من التشكل وستتطاير ذرات هذا الكون في كل اتجاه بسبب قوة التنافر بين مكوناتها. إن جميع العناصر الطبيعية الموجودة في هذا الكون والتي يزيد عددها عن مائة عنصر قد صنعت في باطن النجوم من هذه الجسيمات الثلاثة فقط وعلى الرغم من أن الفرق في تركيب العنصر والعنصر الذي يليه في الجدول الدوري هو بروتون واحد فقط ونيوترون واحد أو أكثر إلا أننا نجد تفاوتا كبيرا في خصائصها الفيزيائية والكهربائية والكيمائية. وإذا كانت جميع العناصر الطبيعية التي يزيد عددها عن المائة قد بنيت من لبنات ثلاثة فقط فللقارئ أن يتخيل كم سيكون عدد المركبات الكيمائية المحتملة التي يمكن الحصول عليها من تفاعل عنصرين أو أكثر من هذه العناصر. والعجيب كيف أن هذه العناصر والمركبات الكيمائية غير الحية قد تحولت إلى ملايين الأنواع من الكائنات الحية التي لا يوجد فيها نوعا يشبه النوع الآخر في الشكل بل الأعجب من هذا كله أن يكون من بين هذه الكائنات من أوتي القدرة على كشف أسرار المادة التي خلق منها فسبحان الله العظيم القائل "الذي أحسن كلّ شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين" السجدة 7.
أما المرحلة الثانية من مراحل خلق الكون فهي مرحلة تكون النجوم والمجرات فبعد أن برد الكون إلى ما دون عشرة آلاف درجة كلفن بدأت الإلكترونات بالارتباط بالبروتونات لتشكل سحابة من ذرات الهيدروجين والنيوترونات. لقد بقي الكون حتى هذه اللحظة متجانسا أيّ أن هذه السحابة كانت تتوزع على جميع أنحاء الكون بنفس الكثافة ولكن في لحظة ما بدأت كثافة مادة الكون بالاختلال لسبب لم يجد له العلماء تفسيرا مقنعا وتكونت نتيجة لهذا الاختلال مراكز جذب موزعة في جميع أنحاء الكون وبدأت قوة الجاذبية تلعب دورها بجذب مزيد من الهيدروجين المحيط بهذه المراكز إليها منشئة بذلك كتل ضخمة من الهيدروجين. وعندما وصل حجم هذه الكتل إلى حجم معين ونتيجة للضغط الهائل على الهيدروجين الموجود في مراكزها ارتفعت درجة حرارته إلى الحد الذي بدأت فيه عملية الاندماج النووي بين ذرات الهيدروجين منتجة ذرات الهيليوم بالإضافة إلى كميات كبيرة من الطاقة فتكونت بذلك النجوم. وتتفاوت أحجام النجوم المتكونة حسب كمية الهيدروجين الذي سحبته من الفضاء الكوني فكلما ازداد حجم النجم كلما ازدادت درجة حرارة باطنه بسبب ازدياد الضغط الواقع عليه. فالنجوم التي هي بحجم شمسنا لا يمكنها أن تحرق إلا الهيدروجين في باطنها ولذلك فهي لا تصنع إلا عنصر الهيليوم ولتصنيع عناصر أثقل من الهيليوم قدّر الله وجود نجوم أكبر حجما من الشمس. وفي داخل هذه النجوم العملاقة بدأت عمليات اندماج نووية أكثر تعقيدا منتجة بذلك ذرات عناصر الليثيوم والكربون والنيتروجين والأكسجين وانتهاء بالعناصر الثقيلة كالحديد والرصاص واليورانيوم. وكما أن الاختلال الذي حصل في كثافة مادة الكون قد أدى إلى تكون النجوم بشكل منتظم في أرجاء الكون فإن اختلال آخر قد حصل في كثافة هذه النجوم بحيث أن النجوم المتجاورة بدأت بالانجذاب نحو مراكز ثقلها وبدأت بالدوران حول هذه المراكز مكونة المجرات التي بدورها تجمعت على شكل عناقيد. لقد تمكن بعض علماء الفيزياء في أواخر القرن العشرين من وضع نظرية جديدة معدلة لنظرية "الانفجار العظيم" أطلقوا عليها اسم نظرية "الكون المنتفخ" ولقد أتت بحقائق عجيبة تدعم الصورة التي رسمها القرآن عن تركيب هذا الكون. وملخص هذه النظرية أنه في خلال الثانية الأولى من الانفجار العظيم ونتيجة لحدوث ظاهرة فيزيائية غريبة يطلق عليها اسم التأثير النفقي بدأ الكون بالتمدد بمعدلات أكبر بكثير من المعدلات التي نصت عليها نظرية الانفجار العظيم. وقد نتج عن هذا التمدد المفاجئ للكون في لحظاته الأولى ظهور عدة مناطق مادية على شكل فقاعات متلاحقة يفصل بينها حواجز قوية بحيث شكلت كل فقاعة من هذه الفقاعات كونا خاصاً بها. وتؤكد النظرية على أن هذا الكون العظيم المترامي الأطراف أو ما يسمى بالكون المشاهد لا يشكل إلا جزءً يسيراً من هذه الأكوان التي لم تستطع النظرية تحديد عددها فسبحان القائل "الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور" الملك 3.
يقدر العلماء بشكل تقريبي عدد المجرات في الكون المشاهد بمائة بليون مجرة وتحتوي كل مجرة في المتوسط على مائة بليون نجم وما يتبع هذا النجم من كواكب وأقمار ويبلغ متوسط المسافة بين مجرتين متجاورتين 25 بليون بليون كيلومتر أو ما يعادل 2.5 مليون سنة ضوئية أما متوسط المسافة بين نجمين متجاورين فتبلغ في المتوسط سنتين ضوئيتين أو ما يعادل 20 ألف بليون كيلومتر وأما المسافة بين الكواكب المتجاورة فتقاس بعشرات الملايين من الكيلومترات وصدق الله العظيم القائل "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم" الواقعة 75-76. أما السرعات التي تتحرك بها هذه الأجرام في الفضاء فهي في غاية الضخامة فعلى سبيل المثال فإن الأرض تدور حول الشمس بسرعة 108 آلاف كيلومتر في الساعة والشمس تدور حول مركز المجرة يسرعة 800 ألف كيلومتر في الساعة أما المجرة فتندفع في خط مستقيم بسرعة تزيد عن مليوني كيلومتر في الساعة. وعلى الرغم من هذه السرعات الخيالية إلا أننا نعيش آمنين مطمئنين على سطح هذه الأرض التي نحسبها ثايتة لا تتحرك أبدا وصدق الله العظيم القائل "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب صنع الله الذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما تفعلون" النمل 88.ولا زال الغموض يكتنف الطريقة التي تم بها إخراج مادة الكون الهائلة من قمقمها على شكل هذا الانفجار العظيم على الرغم من أن الثقوب السوداء الناتجة عن انهيار بعض النجوم الكبيرة لا تسمح حتى للضوء للإفلات من جاذبيتها فكيف أمكن لمادة الكون أن تفلت من أسر جاذبيتها وهي تفوق ببلايين البلايين من المرات جاذبية الثقوب السوداء. إن أكثر ما يدلل على أن الذي حدد المعادلات الفيزيائية لهذا الانفجار العظيم لا حدود لعلمه وقدرته هو تصنيع هذا العدد الكبير من العناصر الطبيعية والتي يقدر العلماء عددها بما يزيد عن مائة عنصر. فشمسنا التي تبلغ درجة حرارة جوفها عشرة ملايين درجة لا يمكنها أن تصنع إلا عنصر الهيليوم من خلال حرق الهيدروجين وحتى النجوم التي يزيد حجمها بعدة أضعاف حجم شمسنا لا يمكنها أن تصنع إلا عدد قليل من العناصر الخفيفة. وقد وجد العلماء أن العناصر الثقيلة لا يمكن تصنيعها إلا عند انهيار النجوم الكبيرة بعد نفود مخزونها من الوقود فتصبح على شكل أقزام بيضاء أو نجوم نيوترونية تصل كثافتها إلى آلاف أو ملايين الأطنان في السنتيمتر المكعب ودرجة حرارة باطنها لمئات الملايين من الدرجات. وقد قدر الله سبحانه وتعالى أن بعض أنواع النجوم المنهارة على نفسها تعود فتنفجر على شكل ما يسمى بالنوفا والسوبرنوفا مبعثرة ما صنعته من عناصر ثقيلة في الفضاء ولولا هذا التقدير لما اجتمع في قشرة أرضنا إثنان وتسعون عنصراً من هذه العناصر بعضها ضروري لنشوء الحياة وبعضها ليستخدمها البشر في صناعاتهم ولكن أكثرهم للأسف لا يقدرون الله حق قدره ولا يشكرونه حق شكره وصدق الله العظيم القائل "وءاتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" ابراهيم 34.
أما المرحلة الثالثة من مراحل خلق الكون فهي مرحلة خلق الأرض حيث يقول العلماء أن الأرض وكذلك بقية كواكب المجموعة الشمسية قد تكونت نتيجة لتجمع الحطام المتناثر من انفجار عدد كبير من النجوم الذي وقع في أسر جاذبية الشمس وقد تم إذابة هذا الحطام من خلال التصادمات العنيفة بينها وبين النيازك التي تقع عليها من الفضاء. ولقد كان من الضروري أن تكون مادة الأرض عند بداية تكونها على شكل شبه سائل وذلك لكي تأخذ الشكل الكروي الذي هي عليه الآن فالشكل الوحيد الذي تتخذه كتلة من المادة السائلة في الفضاء هو الشكل الكروي. ولكن عند وجود هذه الكتلة السائلة في مجال جاذبية الشمس فإن تبعجا سيحدث في شكل هذه الكرة باتجاه قوة الجذب وقد تم إزالة مثل هذا التبعج من خلال تدوير الأرض بسرعة مناسبة حول محور متعامد مع اتجاه القوة الجاذبة مصداقا لقوله تعالى "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها" النازعات 30. ولقد استمرت الكرة الأرضية على هذا الحال إلى أن بدأت القشرة الأرضية بالتكون بعد أن برد سطحها نتيجة لإشعاع حرارتها إلى الفضاء الخارجي وعندما أصبح سمكها بقدر كافي بدأت المواد التي تقذف بها البراكين من جوف الأرض بالتراكم فوقه ليبدأ بذلك عملية تكون الجبال. ومن خلال البراكين بدأ بخار الماء بالخروج من باطن الأرض وبدأ بالتراكم بكميات كبيرة فوق سطحها وبسبب ضغطه على قشرتها التي كانت طرية ورقيقة في بداية نشأتها فقد بدأ جزء من سطحها بالانخفاض تحت وطأة هذا الضغط ممّا جلب مزيدا من الماء لهذا الجزء حتى تجمع الماء في جهة واحدة من سطحها وانحسر عن الجزء المتبقي الذي ارتفع مستواه ليكون اليابسة. ولقد ثبت للعلماء أن المحيطات كانت محيطا واحدا وكذلك القارات كانت قارة واحدة وبسبب حركة الصفائح التي تتكون منها القشرة الأرضية بدأت القارة الأولية بالانقسام إلى عدة قارات والمحيط إلى عدة محيطات. وبعد أن تكونت الجبال والقارات والمحيطات والبحيرات والأنهار والغلاف الجوي بدأت الحياة الأولية بالظهور عليها ومن ثم خلق الله النباتات والحيوانات والإنسان وصدق الله العظيم القائل "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ربّ العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين" فصلت 9-10.
إن توفير الشروط اللازمة لظهور الحياة على هذه الأرض من الكثرة بحيث أن غياب أحدها كفيل بإنهاء جميع أشكال الحياة على هذه الأرض. فلقد تم اختيار بعد الأرض عن الشمس بتقدير بالغ بحيث تبقى درجة حرارة سطح الأرض في الليل والنهار ضمن الحدود المسموح بها لبقاء الحياة عليها. وتم تدويرها يسرعة محددة وثابتة حول محور متعامد تقريبا مع الخط الواصل بينها وبين الشمس وذلك لكي يتم تعريض جميع سطحها لضوء الشمس من خلال تعاقب الليل والنهار عليها. وتم كذلك إمالة اتجاه محور دورانها عن الاتجاه العمودي بزاوية كافية وبشكل متواصل أثناء دورانها حول الشمس وذلك لتعريض قطبيها لضوء الشمس لإذابة بعض الجليد الموجود عليهما وإلا فإن المطر الذي يسقط عليهما سيتجمد ولن يعود مرة ثانية إلى المحيطات. ويلزم تأرجح محور دوران الأرض كذلك لتغيير درجات حرارة سطحها بشكل دوري من خلال تغيير اتجاه حركة الرياح لتحمل الأمطار إلى معظم أجزاء اليابسة وكذلك لنشوء ظاهرة الفصول الأربعة الضرورية لضبط دورة حياة كثير من النباتات. وقد تم حماية سطح الأرض من إشعاعات الشمس الضارة بطريقة بالغة الذكاء حيث وجد العلماء أن الأرض تتفرد بوجود مجال مغناطيسي تفوق شدته مائة مرة شدة أقوى المجالات المغناطيسية في بقية الكواكب حيث يقوم هذا المجال بتغيير مسار الإشعاعات نحو قطبي الأرض. وبما أن المجال المغناطيسي لا يمكنه صد الجسيمات المتعادلة كهربائية كان من لطف الله أن أحاط الأرض بدرع ثان لحمايتها من هذه الإشعاعات وهو طبقة الأوزون الذي يقوم بامتصاصها ويمنع وصولها إلى سطح الأرض. وقد تم أيضا حماية الأرض من النيازك التي تقذف بها النجوم المنفجرة بعدة آليات أهمها وجود عدد كاف من الكواكب التي تقوم بجذب النيازك لها قبل أن تصل إلى الأرض أما ما تبقى من النيازك الصغيرة التي تفلت من جاذبية الشمس والكواكب فإن الغلاف الجوي يتكفل بحرق معظم كتلتها قبل وصولها إلى سطح الأرض. وقد تم تزويد قشرة الأرض باثنين وتسعين عنصر طبيعي من بين ما يزيد عن مائة عنصر يمكن أن تكون موجودة في هذا الكون ومن عجائب التقدير أن العناصر التي تحتاجها النباتات لإنتاج المواد العضوية والبالغ عددها عشرين عنصرا قد تم توزيعها في جميع هواء وماء وتراب الأرض. وبما أن الماء هو المركب الوحيد الذي لا يمكن للحياة أن تنشأ بدونه فقد تم توفيره بكميات كافية على الأرض مع وجود آليات بالغة الاتقان لتوزيعه على جميع سطح اليابسة. وقد قدّر العلماء كمية الماء الموجودة على سطح الأرض بألف وأربعمائة مليون كيلومتر مكعب وهذه الكمية كافية لتغطية جميع سطحها بارتفاع ثلاثة كيلومترات فيما لو كانت على شكل كرة ملساء. وهذه الكمية من الماء تشكل عشرة بالمائة فقط من مجموع كمية الماء الموجودة في الأرض حيث أن تسعين بالمائة من الماء لا زال محبوسا في داخلها ويخرج بكميات محددة مع البراكين إلى سطحها لتعويض ما يفقد منه إلى الفضاء الخارجي ولولا هذا التقدير لما استمرت الحياة على الأرض لهذه البلايين من السنين. ولقد تم تصميم الغلاف الجوي ليقوم بمهام متعددة تساعد على بقاء الحياة على الأرض كعزل سطحها عن الفضاء الخارجي الذي يحيط بها وكذلك توفير الغذاء اللازم للكائنات الحية حيث يحتوي على ثلاثة عناصر من أهم أربعة عناصر تحتاجها الكائنات وهي الكربون والأوكسجين والنيتروجين.
وأخيرا لو سألت الذين يعلمون من علماء الكون والحياة أيهما أصعب خلق السموات والأرض أم خلق الناس لقالوا لك بكل تأكيد أن خلق السموات والأرض أصعب بكثير من خلق الناس. فطريقة خلق الناس، رغم تعقيدها ورغم عجز البشر عن تقليدها، قد تمكن علماء الحياة من فهم كثير من أسرارها ولا يحول بينهم وبين تقليدها إلا قلة حيلتهم وعجزهم ومحدودية علمهم. ومما يثبت هذا العجز أنه على الرغم من معرفة العلماء للطريقة التي يتم بها تصنيع سكر الجلوكوز من ثاني أكسيد الكربون والماء داخل أوراق النباتات إلا أنهم لا زالوا عاجزين عن تقليد عملية التصنيع هذه ولو قدّر لهم النجاح في ذلك لتم حل مشكلة الغذاء والطاقة في هذا العالم بشكل نهائي.
وجزيء سكر الجلوكوز هو من أبسط المواد العضوية تركيبا حيث يتكون من ستة ذرات من الكربون ومثلها من الأكسجين وضعفها من الهيدروجين ولهذا فإن العلماء لا يتجرؤون حتى على التفكير في تصنيع البروتينات والأحماض النووية ناهيك عن التفكير في كتابة برامج رقمية على أشرطة الحامض النووي لملايين الأنواع من الكائنات الحية. أما خلق السموات والأرض فعلى الرغم من تمكن العلماء من معرفة بعض أسرار طريقة خلقها إلا أنهم لا يتجرؤون على القول بأن باستطاعتهم لو أعطوا سحابة ضخمة من الجسيمات الأولية أن يحددوا مسار التفاعلات الفيزيائية بينها بحيث ينتج عن تفاعلها هذاالكون البديع. إن تحديد الشروط اللازمة لتصنيع ما يزيد عن مائة عنصر طبيعي في قلوب النجوم من التعقيد بحيث لا زال العلماء يجهلون كثيرا من أسرارها وهم أعجز من تحديد شروط انفجار هذه النجوم لكي تؤمن وصول جميع هذه العناصر إلى الأرض. ولو سألت علماء الكون عن احتمالية أن يظهر نفس هذا الكون البديع فيما لو أعيد هذا الانفجار من جديد لاستبعدوا ذلك تماما لأن خللا بسيطا في مجريات أحداثه قد تنتج كونا مختلفا عن كوننا هذا وصدق الله العظيم القائل "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" غافر 57.
الكاتب:
قسم الهندسة الكهربائية-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
اربد – الأردن
تلفون ثابت: عمان 5412220 -6-962
تلفون خلوي: عمان 0795574238
المراجع:
1-بداية الخلق في القرآن الكريم، د. منصور العبادي، دار الفلاح للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، طبعة 2006م.
2-المادة والطاقة، د. خالد فائق العبيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،طبعة 2005م.
3-الفلك، د. خالد فائق العبيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،طبعة 2005م.
  #945  
قديم 10-11-2013, 05:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الحركة مفهوم نسبي


بقلم أ- فيزياء:حسن يوسف شهاب الدين
[email protected]
كيف ندرس حركة الأجسام المحيطة بنا ؟
عندما ننظر حولنا إلى مختلف الأشياء (الجبال والمنزل والسيارة والطائرة والطريق والمقعد والدراجة ....... وغيرها) نقرر أن بعضها ساكن وبعضها متحرك,فما المعيار الذي نعتمده في قرارنا هذا ؟.
ولماذا نحكم أن الجدار ساكن وأن السيارة متحركة ؟.
وما الفرق بين حالة المقعد الذي نجلس عليه والدراجة التي يركبها زميلنا ؟.
عندما نفكر في حالتي الجسم الساكن والجسم المتحرك نعلم أننا ندرس في كل مرة وبنظرة سريعة المسافة التي تفصل عنا أو عن أي جسم آخر, فإذا وجدنا هذه المسافة تتغير مع الزمن قلنا عن الجسم أنه يتحرك, وعندما تكون المسافة ثابتة لا تتغير مع الزمن قلنا أن الجسم ساكن لا يغير مكانه.
فالسيارة التي تنتقل من أمام منزل إلى آخر جسم متحرك بالنسبة للمنزل, والدراجة التي تحوم في أرض الدار جسم متحرك بالنسبة للدار, ودواسة الدراجة التي لا يتغير بعده أثناء سيرها عن محور دورانها بل تتغير استقامة القطعة الممثلة لذالك البعد عن الأفق مثلا جسم متحرك بالنسبة للأرض.
ويمكن أن يكون الجسم في الوقت نفسه متحرك وساكن معا, إذ يكون ساكناً بالنسبة لجسم ومتحرك بالنسبة لآخر, لهذا لا بد لتحديد حركة ما من اختيار جملة مقارنة تُدرس الحركة بالنسبة لها, فمثلا يكون إنسان ما وهو في موضع ما من سطح الأرض ساكناً بالنسبة لجملة محاور مقارنة بالأرض, ومتحركة بالنسبة لجملة أخرى مرتبطة بالشمس, وغالبا ما تكون جملة المقارنة متحركة حتى ولو كانت مرتبطة بالأرض أو بالشمس لأن الأرض متحركة بالنسبة للشمس, كما أن الشمس تتحرك بالنسبة للنجوم التي تعتبرها ثابتة, لذا نحن ندرس حركات نسبية وليست حركات مطلقة.
وعلى هذا نقول عن نقطة مادية أنها متحركة بالنسبة لنقطة أخرى أو لجملة مقارنة إذا تغير بعدها عنها بتغير الزمن.
وتنشأ من هذه المقدمة البسيطة فكرة مراقبة الجسم المدروس والمراقب (الباحث):
إما أن يكون داخل الجملة المدروسة وعندها يكون مراقب داخلي, ويسمى فيزيائيا (دالامبير).
أو أن يكون خارج الجملة (بعيدا عنها ) وعندها يكون مراقب خارجي ويسمى فيزيائيا (نيوتن).
بعض الأمثلة الواردة في القرآن الكريم:
(1) - المراقب الداخلي (دالامبير) , الأرض المنبسطة.

قال الله تعالى :
"و هو الذي مدَّ الأرض وجعل فيها رواسي ...". الرعد (3)
" و الأرض مددناها وألقينا فيها رواسي .." سورة الحجر (19).
أثبت القرآن الكريم والعلم أن الأرض بلا شك كروية وهذا مما لا جدال فيه, ولكن ما هو التفسير العلمي للآيات التي تعبر عن الأرض الممدودة والمفروشة.
هذا ما شرحه الأستاذ فراس نور الحق في مقاله (كروية الأرض) في قوله:
كيف تكون الأرض ممدودة ؟ و ما معنى ذلك ؟ .
معنى ذلك أننا مهدنا السير فيها فستبقى ممدودة أمامنا، لن تنتهي فيها إلى حاجز يحول دون ما وراءه، أو هوة أبدية نقف عندها عاجزين .
و لقد أشار كثير من المفسرين والفقهاء المسلمين إلى كروية الأرض مم فهموه من كتاب الله عز و جل من ذلك :
وقد أشار أئمة الإسلام منذ القديم إلى هذه الحقيقة فقد أشار الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه التبيان في أقسام القرآن إلى كروية الأرض.
وأشار كذلك الإمام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب إلى كروية الأرض فقال :
"إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبر كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد ".
من هذه العبارات ندرك أن الإمام الفخر الرازي فهم معنى المراقب الداخلي للجملة المدروسة (الأرض), وأنه يقف على سطح من الأرض وهذا السطح الموجود على محيط الكرة الأرضية هو جزء صغير منها , ويسمى هذا الجزء في لغة الرياضيات (مقدار تفاضلي ) وبمكاملة هذا المقدار( المساحة الصغيرة) تنتج مساحة سطح الكرة بكاملها , والأرض تكون ساكنة من وجهة نظر هذا المراقب.
وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه" الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " قال : علم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل وليست تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز وهو الذي يسمى محيط الأثقال ".
حيث فهم أن الأرض كروية وبالتالي الاتفاق على أنها كروية يعود إلى مراقبتها عن بعد وبالنسبة لشيخ الإسلام لم تكن المراقبة بالعيان وإنما كانت من الأدلة القرآنية والحدس مقارنة مع أشكال الكواكب والنجوم .
(2) – المراقب الخارجي (نيوتن), كروية الأرض.
قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5).
قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54)سورة الأعراف (53) .
الآية واضحة كل الوضوح . يكور الليل على النهار فيخفيه و يكور الليل ويكور النهار على الليل فيخفيه و يكور النهار.
وبين تكورهما على بعضهما نرى جرماً كروياً يتدحرج بينهما فيجمعهما يكوران على بعضهما. هذا الجرم هو الأرض .
لنتصور أننا في منطقة النهار، وبعد ساعات سيغشى الليل هذه المنطقة، لكنه لا يغشاها بشكل عادي بل يكور تكويراً، أي ينحني بشكل كروي، ومن البديهي أن المنطقة يجب أن تكون كروية ليمكن فهم الكلام.
وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية. بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا, فلو لم تكن مساحة الليل والنهار متساوية. بحيث يبدو أحدهما شريطا رفيعا في حين يغطي الآخر معظم المساحة, ما كان الاثنان على هيئة كرة.... لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون على شكل هندسي آخر غير الكرة حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض.
ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك" في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونيك 9"بأجهزته المتطورة على سطح القمر ،و أرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض, وهذا دليل دور المراقب الذي يدرس الجملة وهنا المراقب خارجي(بعيد عن الأرض) والأرض بالنسبة لهذا المراقب متحركة.

إذاً مما سبق نستنتج أن الأرض ساكنة بالنسبة للكائنات الموجودة على سطحها ومتحركة بالنسبة للمراقب البعيد عنها (الموجود في الفضاء).
(3)- كيف عبر القرآن الكريم عن الحالتين معا ؟
قال تعالى: ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل ( 88)
الحالتين معا عندما نقرأ هذه الآية الكريمة ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة لا تتحرك ندرك أننا رؤيتنا للجبال الثابتة ليست يقينية لقوله جل ّوعلا:( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً )فما دمنا نحسب فليست هذه الحقيقة, لأن الحقيقة أن الجبال تتحرك مع الأرض بحكم دوران الأرض حول محورها ودورانها حول الشمس, وبالتالي نستقرأ من الآية الكريمة أننا والجبال والأرض جملة واحدة فتبقى الأجسام المحيطة بنا ساكنة لا تتحرك لأننا من الفئة الأولى ( المراقب الداخلي), وخير مثال على هذا الأمر السيارة المسرعة التي يقودها السائق الجالس على كرسيه ومعه صديقه الذي يحدثه والذي يظنه ساكنا لا يتحرك لأن المسافة بينهما بقيت ثابتة, والسائق وصديقه والكرسي أجسام ساكنة بالنسبة لبعضها, أما الإنسان الواقف على الرصيف يدرك أن السيارة وما تحويه تتحرك لأن المسافة تتغير بينه وبينها باستمرار.
- آراء المفسرين الأوائل:
قال الذهبي في مختصر العلوم، ص 73:
" الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأسفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل.
والتحت ـ وما دونه ـ لا يسمى تحتاً، بل لا يكون تحتاً، ويكون فوقاً، بحيث لو فرضنا خرق المركز ـ وهو سفل العالم ـ إلى تلك الجهة، لكان الخرق إلى جهة فوق.
ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى، لصعد إلى جهة فوق.
وبرهان ذلك: أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافراً، لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته والسماء فوقه.
فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض، هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات ".
وقال ابن النفيس في شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا، ص 112:
معللاً سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد.. " هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة. وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جداً ما هو على ظاهر الأرض ينستِر عن الرؤية بحدبة الأرض ".
جاء في تفسير البحر المحيط 7/80
" قال أبو عبد الله الداراني: ثبت بالدليل أنّ الأرض كرة، ولا ينافي ذلك قوله: مد الأرض، وذلك أنّ الأرض جسم عظيم. والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان قطعة منها تشاهد كالسطح.
و قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله في تفسيره مفاتيح الغيب ج19 ص1
في تفسير قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الرعد: 3].
قال الرازي: " المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ". يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به... والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح "".
وقال كذلك في تفسيره مفاتيح الغيب21/142 قال: " ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك.. ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود، وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض ؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: " تَغْرُبُ فِيْ عَيْنٍ حَمِئَةٍ "من وجوه.. أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات، وجد الشمس كأنها تغرب في عينٍ وهدةٍ مظلمةٍ ـ وإن لم تكن كذلك في الحقيقة ـ كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر.
ومن هذا كله ندرك أن الحركة مفهوم نسبي, فسبحان الذي بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكافة البشر وعلمه وأنزل على قلبه القرآن الكريم فيه آيات بينات وعبر ليعلمنا به ونتدبر ونتفكر.
والله أعلم .
المراجع:
القرآن الكريم
من الإعجاز العلمي في القرآن والسنةwww.quran-m.com
كروية الأرض بقلم الأستاذ فراس نور الحق.
الأرض في القرآن الكريم للأستاذإبراهيم طرابية.
الإسلام و الحقائق العلمية تأليف : محمود القاسم.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أ. د حسن أبو العينين .
مفاتيح الغيب ج19 ص1.
كتاب الفيزياء الثاني الثانوي العلمي (وزارة التربية/سوريا)
مختصر العلوم للإمام الذهبي ، ص 73.
مختصر العلوم للإمام الذهبي ، ص 73.
تفسير البحر المحيط 7/80
شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا، ص 112.
  #946  
قديم 10-11-2013, 05:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

السراب في القرآن إعجاز علمي


حسن يوسف شهاب الدين
أستـاذ فيزيـــــاء
[email protected]
قال الله تعالى في القرآن الكريم :{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب} (39) سورة النور.
رأي المفسرين
جاء في صحيح مسلم بشرح الإمام النووي في كتاب الإيمان. باب معرفة طريق الرؤية رقم الحديث
302 _ (183) قوله صلى الله عليه وسلم ( فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً ) السراب ما يتراءى للناس في الأرض القفر والقاع المستوى وسط النهار في الحر الشديد لامعا مثل الماء يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
وفي كتاب لسان العرب لابن منظور السراب: اللامع في المفازة كالماء، وذلك لا نسرابه في مرأى العين، وكان السراب فيما لا حقيقة له كالشراب فيما له حقيقة
وأخرج أبن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وابن كثير في قوله {كسراب بقيعة} يقول: أرض مستوية المنبسطة.
وجاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
السراب ما لصق بالأرض، وذلك يكون نصف النهار وحين يشتد الحر. والآل ما كان كالماء بين السماء والأرض، وذلك يكون أول النهار، يرفع كل شيء ضحى.
وقوله: {بقيعة} وهي جمع قاع، كالجيرة جمع جار، والقاع ما انبسط من الأرض واتسع، وفيه يكون السراب.
وجاء في: تفسير الجلالين للإمام جلال الدين المحلي
39 - (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) جمع قاع أي فلاة وهي شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري.
وبذالك يكون المعنى في قوله تعالى (كسراب بقيعة) أن القاع ما انبسط من الأرض واتسع وفيه يكون السراب عند اشتداد الحر وبالتالي السراب ملازم للقيعة ولا يتشكل بدونها.
من الناحية العلمية
يعتبر انتشار الضوء على هيئة خطوط مستقيمة ومتوحدة الخواص إحدى المسلمات الأساسية في علم البصريات، حيث ينتشر الضوء بالوسط الشفاف والمتجانس وموحد الخواص على هيئة خطوط مستقيمة طالما لم يعترضه عائق و يتميز الوسط البصري بوجود معامل يطلق عليه معامل الانكسار الذي يقيس سرعة الضوء بهذا الوسط، فكلما زاد هذا المعامل كلما كانت سرعة انتشار الضوء بالوسط صغيرة. ويتوقف معامل الانكسار للهواء على كثافته وبالتالي على درجة حرارته، فكلما زادت كثافة الهواء كلما انخفض معامل الانكسار ويتكون السراب نتيجة لانكسار الضوء في الهواء. و هو يحدث عندما تكون طبقات الهواء القريبة من سطح الأرض أقل كثافة من طبقات الهواء الأعلى . فعندما تسطع الشمس في أيام الصيف في الصحراء أو على الطرق المرصوفة ترتفع درجة حرارة سطح الأرض و بالتالي درجة حرارة طبقة الهواء الملامسة والقريبة من سطح الأرض فتتمدد و تقل كثافتها وكذلك كثافتها الضوئية ومعامل انكسارها.
وبذلك يزداد معامل انكسار الهواء تدريجيا كلما ارتفعنا إلى أعلى حيث يبرد الهواء.
تعريف ظاهرة السراب
هي خدعة بصرية (ضوئية) تحدث نتيجة ظروف البيئة المحيطة من اشتداد درجة الحرارة والأرض المستوية واختلاف في معامل الانكسار مما يجعلها في حالة توهج شديد حيث تبدو كالماء الذي يلتصق بالأرض ليعكس صورا وهمية للأجسام وكأنها منعكسة عن سطح مرآة كبيرة,وترجع تسمية السراب عند العرب سرب الماء أي جرى وسار,أما التسمية الإنكليزية لهذه الظاهرة فتعود إلى كلمة mirageوتعني المرآة باللغة الفرنسية.
السبق العلمي لدراسة ظاهرة السراب :
كان السبق في دراسة هذه الظاهرة إلى علمائنا المسلمون الكبار وعلى رأسهم صاحب كتاب المناظر في البصريات العالم المسلم الحسن ابن الهيثم البصري الذي كان رائدا في هذا المجال وكان أول من أعطى تفسيرا لهذه الظاهرة بشكل علمي وفيزيائي .
أنواع السراب
(1) - السراب السفلي
1- السراب الصحراوي :يحدث هذا النوع في الصحراء نتيجة الحرارة الشديدة التي تنعكس عن رمالها مما يجعلها في حالة توهج شديد ليأخذ شكل سطح مائي أمام عين الناظر (المسافر) فيعكس صوراً عديدة وهمية تمثل انعكاسا للمسافة الممتدة أمامه,ويفسر ذالك بأن كثافة طبقة الهواء الساخنة القريبة من الأرض تكون أقل من الطبقات الأعلى منها مما يجعل الضوء المنعكس عن هذه المنطقة يصاب بدرجة من التقوس والانحناء تجعله يرتد عنها إلى أعلى فيبدو لعين الناظر وكأنه سطح مرآة ينعكس عليه صفحة الماء الهادئ يمتد أمامه إلى مالا نهاية بسبب شدة الحرارة بدليل أنه كلما اقترب منه ابتعد عنه.
صورة تظهر السراب الصحراوي يبدوا كأنه أمواج البحر
2- السراب في المدن :يحدث هذا النوع من السراب في المدن وخاصة على الطرق المبلطة والمعبدة بالإسفلت التي تسخن بشدة تحت تأثير أشعة الشمس وبفضل لونها الأسود فيبدو سطح الطريق من بعيد وكأنه مغطى ببركة من المياه ويعكس الأجسام البعيدة وبذالك يدرك الناظر إلى هذه الظاهرة أنها خدعة بصرية لأنه كلما اقترب منها ابتعدت عنه, وتبقى المسافة ثابتة بين البركة الخادعة وعين الناظر.
صور للسراب على الطرق المعبدة بالإسفلت تظهر كبرك من الماء
(2) – السراب الجانبي : وهو انعكاس لأحد الجدران العمودية الساخنة بتأثير الشمس, وقد أتى على وصفه أحد المؤلفين الفرنسيين حين لاحظ عند اقترابه من سور القلعة أن الجدار المسطح للسور بدأ يلمع فجأة مثل المرآة وقد انعكس فيه المنظر الطبيعي بما فيه الأرض والسماء وعند اقترابه عدة خطوات إلى الأمام لاحظ نفس التغيير قد طرأ على الجدار الآخر للسور وبدا له وكأن السطح الرمادي غير المنتظم قد تحول إلى سطح لماع وكان يوماً شديد الحر أدى إلى تسخين الجار بشدة واختلفت الكثافة بين طبقات الهواء وبالتالي اختلاف معاملات الانكسار وهذا السبب الفيزيائي لرؤية الجدار يلمع.
والسبب الفيزيائي للسراب السفلي و الجانبي :يكون الهواء بالحالات الثلاث السابقة أسخن بالقرب من الأرض ومعامل الانكسار ضعيفاً مما يجعل الضوء يسير بسرعة أكبر وتنحني أشعة الضوء إلى الأعلى لذا نرى انعكاس السماء أو جسم بعيد على الأرض كما لو كان هناك ماء وما يحدث في هذه الحالة ليس مجرد انعكاس بل ما يسمى بلغة الفيزياء (الانعكاس الكلي) ولكي يحدث هذا الانعكاس يجب أن يكون الشعاع الداخل في طبقات الهواء مائلا أكثر من الميل الذي هو عليه وفيما عدا ذالك لا تتكون لديه (الزاوية الحرجة) لسقوط الشعاع التي لا يحدث بدونها انعكاس كلي ولكي يحدث هذا الانعكاس يجب أن تكون طبقات الهواء الكثيفة أعلى من الطبقات التي تقل عنها كثافة وتتحقق هذه الحالة بوجود الهواء المتحرك حيث لا تتحقق بدونه، وعند الاقتراب من السراب تزداد قيمة الزاوية المنحصرة بين الأشعة والأرض فيقل انحناء الأشعة فيختفي الماء .
(3) - السراب القطبي (العلوي)
وهو ظاهرة مألوفة لسكان الشواطئ خاصة في المناطق الباردة وفيه تبدو الأجسام الموجودة على سطح الأرض و كأنها مقلوبة ومعلقة في السماء كما بالشكل التالي.
وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون طبقات الهواء السفلي باردة بينما تهب في الطبقات العليا تيارات ساخنة، وبذلك تقل كثافة طبقات الهواء بزيادة بعدها عن سطح الأرض، وبالتالي تقل معاملات انكسار طبقات الهواء المتتالية صعودا .
لذلك إذا تتبعت شعاعا ضوئيا صادرا من مركب شراعي تجده ينكسر في طبقات الهواء المتتالية بعدا عن العمود ومتخذا مسارا منحنيا حتى تصبح زاوية سقوطه في إحدى الطبقات أكبر من الزاوية الحرجة لهذه الطبقة بالنسبة للطبقة التي تعلوها فينعكس انعكاسا كليا ليتخذ مسارا منحنيا في الاتجاه المضاد ليصل إلى العين فيبدو المركب معلق في الهواء وهو مقلوب.
تفسير حدوثه :
1- عندما تكون طبقات الهواء السفلي باردة وطبقات الهواء العليا دافئة، فإنه كلما ارتفعنا إلى أعلى تقل كثافة الهواء وبالتالي تقل معاملات الانكسار لطبقات الهواء المتتالية .
2- الشعاع الصادر من مركب شراعي ينتقل من طبقة معامل انكسارها كبير إلى طبقة أخرى معامل انكسارها صغير لذا ينكسر الشعاع مبتعدا عن العمود المقام على الحد الفاصل .
3- يستمر انكسار الأشعة الضوئية بين طبقات الهواء المتتالية مبتعدة عن العمود المقام حتى تصبح زاوية السقوط في إحدى الطبقات أكبر من الزاوية الحرجة لهذه الطبقة بالنسبة للطبقة التي تليها فينعكس الشعاع انعكاسا كليا داخليا متخذا مسارا منحنيا إلى أسفل .
4- عندما يصل الشعاع إلى العين نرى صورة المركب على امتداد الشعاع فتبدو الصورة مقلوبة وكأنها معلقة في السماء.
وجه الإعجاز:
عبر القرآن الكريم عن ظاهرة السراب تعبيرا رائعا ووصفا علميا دقيقا يضاهي تعريف العلماء وأصحاب الاختصاص, كما جاء وصفها أيضا بكلام نبيه المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بالحديث الشريف , وقبل شرح أوجه الإعجاز دعونا نتذكر صفات السراب لنبين الإيجاز في التعبير والوصف العلمي الدقيق.
صفات ظاهرة السراب
1- المكان المناسب لحدوثها ....... 2- هي خدعة بصرية سببها اشتداد الحرارة
3- السراب يشبه سطح الماء ........ 4- وجود الهواء المتحرك
5- كلما اقتربنا منه ابتعد عنا
قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة النور
بسم الله الرحمن الرحيم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب) , ( 39)
أما في قوله سبحانه (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) فهذا يعني أن السراب لا يحدث إلا في الأرض القيعة والتي تعني الأرض المستوية أو ما ابسط من الأرض ولا يتكون السراب إلا بوجود هذا المكان الخاص.
وفي قوله غزّ من قائل (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء ) و(يحسبه) تدل على أن الماء غير موجود وبالتالي فالسراب خدعة بصرية وأما الظمآن فهو ما اشتد عطشه و يصبح كذالك تحت ظروف الجو الحار, وهذا يدل على الشرط الثاني.
والإعجاز المبهر والذي لا جدال فيه عند أصحاب الاختصاص, تشبيه السراب بالماء وليس بالمرآة مثلما قال العلماء الغربيون فشتان ما بين الانعكاس عن سطح الماء وسطح المرآة لان حادثة السراب لا تحدث إلا بوجود الهواء المتحرك (تيارات الحمل) فتظهر طبقات الهواء متموجة مثل الماء, وهذا هو الشرط الثالث والرابع .
والمعادلة الفيزيائية لظاهرة السراب تكمن بقوله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ), نستنبط من هذه الكلمات الربانية أنه كلما اقتربنا من السراب ابتعد عنا وبالتالي فإن المسافة بين عين الناظر والسراب ثابتة وهذا هو الشرط الخامس.
ومما سبق نكون قد استكملنا كل الشروط واستنتجنا تعريف ظاهرة السراب.
ومن التجارب التي خاضها البشر أمام السراب تجربة السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام في سعيها بين جبلي الصفا والمروة للحصول علي غذاء وماء لطفلها النبي إسماعيل عليه السلام, معتقدة أن السراب ماء يمكنها الحصول عليه .
والسؤال هنا من أخبر وعلم النبي المصطفى عليه صلوات الله وسلامه قبل 14 قرنا عن ظاهرة السراب وشروطها وتفسيرها العلمي والفيزيائي. إنه بلا شك الذي ضرب لنا في القرآن من كل مثل لنتدبر ونتفكر في خلقه الواحد الأحد التواب الذي فتح علينا العلم من أوسع الأبواب وارجوا منه لنا ولكم ولوالدينا ولكافة المسلمين في الدنيا والآخرة الأجر والثواب. والله أعلم
ارجوا منكم الدعاء.
المراجع
1- القرآن الكريم
2- صحيح مسلم بشرح الإمام النووي
3- جامع البيان في تأويل القرآن (للإمام القرطبي)
4- الجامع لأحكام القرآن (للإمام القرطبي)
5- معجم لسان العرب لابن منظور
6- تفسير الجلالين للإمام جلال الدين المحلِّي وجلال الدين السيوطي
7- الفيزياء المسلية
المواقع:
1- مجلة الكنانة لتكنولوجيا المعلومات. www.kenanah.com
2- منتدى الفيزياء www.hazemsakeek.com
3- اكتشف بنفسك
مصدر الصور: موقع الموسوعة الحرة
  #947  
قديم 10-11-2013, 05:29 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الرتق و الفتق

بقلم: الأستاذ الدكتور حسنى حمدان
أستاذ الجيولوجيا المساعد- جامعة المنصورة
عضو المجلس الأعلى للسئون الإسلامية
إنها قضية من أعقد القضايا. شغلت ولاتزال تشغل عقول البشر. شغلت العلماء والفلاسفة علىمر التاريخ. إنها قضية أصل الكون؛ بأرضه وسماواته, وما بينهما. والقضية ربما لا تحتل جزءاًَ كبيرا من تفكير المؤمنين بالله؛ لأنهم يقينا يؤمنون أن وراء الكون إلهاً جاءت منه بداية كل شيء, وإليه تنتهي نهاية كل شيء. ولكن القضية تشغل الذين كفروا شغلاًكبيراًلسببين: السبب الأول أنهم مرتابون في وجود الله, ولكن وجود الله أكبر من أن ينكر لأنه الفطرة التيلا يستطيعون أن يطمسوها, فيحاولون كمن قتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر, ثم عبس وبسر. لعلهم يقنعون أنفسهم المريضة أنهلا توجد بداية للكون, ولا توجد له نهاية. ومن ثم يركنون إلي هواهم المريض, الذي يزين لهم أن الإله غير موجود(مَّا لَهُم بِهِ مِنْعِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنيَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا( (الكهف: .5)
أما السبب الثاني أنهم يبحثون عن الحقيقة لعلهم يؤمنون. ومن ثم يجب أن نتدبر فاصلة "نهاية الآية التي هي مناط حديثي" الآية 30 من سورة الأنبياء وفيها يقول الحق تبارك وتعالي: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَكَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَاوَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)). وفي الآية السابقة استفهام إن وخبر.
الاستفهام الأول:أو لم ير الكفار فتق الرتق؟.
والثاني :أما آن لهم بعد أن رأوا فتق الرتق أن يؤمنوا؟ أما الخبر فهو أن الماء حياة كل شيء حي وأساس كل شيء حي.
والعجيب من أمر الجهلاء المتعالمين. أنهم يقرون البحث في الخبر وينكرون البحث في الاستفهام متعللين بأنهم يحفظون للقرآن جلاله وقدسيته. لأنه كتاب هداية لا كتاب علم. وهم دون أن يعلموا خاصة في القضية التي نحن بصددها يهدمون العقيدة. لأن محاولة إثبات أن الذين كفروا رأوا فتق الرتق هو
فى حد ذاته شهادة علىصدق القرآن.
لأنهم إن لم يروا فتق الرتق فقد انتفت قضية صدق القرآن. إن رؤيتهم لفتق الرتقبينما هم لم يكونوا غير موجودين وقت حدوثه لدليل آكد على أن الإخبار حتما من عند الله. والعجيب أن هؤلاء المعارضين لقضية الإعجاز العلمي القرآني يثبتون قضية صدق القرآن بأن أبا لهب وامرأته قد ماتا على الكفر,وهذه حقيقة. لأنهم الو ماتا مسلمين كأن ينطقا بالشهادة لا نتفت قضية صدق القرآن في قوله تعالي:(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍوَتَبَّ) (المشد:1).
ونحن نثبت الوحدانية لله,حينما نوضح أن الذين كفروا قد رأوا أن السماوات والأرض كانتا رتقا قد فتق. لأنهم لو لم يكونوا قد رأوا ذلك,لا نتفت قضية صدق القرآن, وحاشا لله أن يحدث ذلك. وحينما نثبت أن ما رأوه, قد أخبر رب العزة به قبل أن يروه بألف وأربعمائة عام تقريبا, تكون هذه شهادة علي صدق الوحي والرسالة. ومن العجيب أن الحدث ذلك؛ أقصد كون السماء والأرض كانتا جمعا ففتقهما الله, قد وقع قبل أن تكون هناك السماوات والأرضون منذ ما يزيد علي 13 ألف مليون سنة.
الشكل التالي يبين ولادة الكون بالرتق ثم توسع السماء
وربما كانت تلك الوقفة مناسبة, ونحن نتحدث عن مولد الزمان الكوني, أن نهدي تلك الكلمات الرائعة لإخواننا من المسلمين الذين يقفون معارضين قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكلمات. والكلمات هي للدكتور عبد المحسن صالح قد وردت في مقدمة كتابه"ومن كل شيء خلقنا زوجين" فقد اقشعر جلدي خشية من الله حينما قرأته. يقول في مقدمته: "إن رجل العلم الحقيقي يعيش دائما مع القوانين الكونية. والنواميس الطبيعية. ومن خلال تعامله معها بالبحث والتمحيص والتجريب. يكتشف أن كل شيء قد نظم تنظيما بديعا. وخلق خلقا. فسري كل أمر بموازين عظيمة لا يعتريها خلل. ولا تداخلها فوضي. بل إن النظام هو القانون الأول من قوانين الكون والحياة.. بداية من الذرة, إلى الجزيء, إلى الخلية, إلى الكائن الحي, والسماوات بما تحوي من أقمار وكواكب وشموس ومجرات". ويضيف قائلا: "ذلك أن العلم متطور. والقرآن مناسب تماماً لهذا التطور. بشرط أن يكون قارؤه متطوراً غير جامد. ولا متعصب لرأي لا يستقيم مع عقل راجح أو فكر صائب".
ويكفينا الإقرار غير المباشر علي وجود الله, علي لسان عالم بحث دون أن يدري في فتق الرتق وهو يناقش قضية ال
إنفجار الأعظم.
أطلع على سيرة المؤلف الذاتية
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل :[email protected]

  #948  
قديم 10-11-2013, 05:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

سرعة الضوء في القرآن الكريم

د. محمد دودح
الباحث العلمي بالهيئـة العالميــة للإعجاز العلمي في
القرآن والسنـة رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة
[email protected]
(1) وحدة القوى والمواد في الأصل والطبيعة والحركة العاجلة:
سرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف كالأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية, ويعبر فيزيائيا عن سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم, وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة, والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء "التاكيونات" Tachyons أو الأجسام سالبة الكتلة لو ثبت وجودها.
ولم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام 1676 عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemerللمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس, وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي 227 ألف كم ثانية, ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة, وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام 1728 على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر, ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل, وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون, وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام 1983 في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء 0.000000003335640952 ثانية بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي: 299792.458 حوالي 300 ألف كمثانية[1].
وقوله تعالى يُدَبّرُ الأمْرَ يونس 3 و31 والرعد 2 والسجدة 5؛ يرجع الكون الفيزيائي كله إلى أمر واحد هو كلمة كن التي تصور مخاطبة الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة تعبيرا عن الوحدانية والاقتدار ونفاذ الإرادة, يقول العلي القدير: (بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَىَ أَمْراً فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) البقرة 117، والتدبير Managementيلزمه فاعل ويعوزه بالضرورة مفعولا به يتجلي فيه فعل التدبير, وورود الأمر مفعولا به يجعله مأمورا به يتجلى فيه تدبير الخالق سبحانه فيستقيم حمله على المادة الأساسية للعالم, قال الألوسي: "الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. أي الأشياء المرادة المكونة"[2], وقال ابن تيمية: "وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى.. المخلوق خلقا لقوله تعالى هذا خلق الله.. ولهذا يسمى المأمور به أمرا"[3],"ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال تعالى: أتى أمر الله .. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه"[4], "فإذا قيل في المسيح أنه كلمة الله فالمراد به أنه خُلِقَ بكلمة.. كن.. وكذلك إذا قيل عن المخلوق أنه أمر الله فالمراد أن الله كونه بأمره"[5], "وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها"[6],"وبهذا التفصيل يزول الاشتباه في مسألة الأمر"[7].
وإرجاع كل شيء في الوجود إلى أمر واحد في الأساس وتكون كل شيء منه بتقدير واحد منذ بدء الخلق على مراحل متتابعة كالأيام يفيد رجوع كافة القوى الفيزيائية والمواد إلى "وَاحِدَةٌ" هي لبنة مادة البناء الأساسية Essential building Matter, وهذا الأمر عاجل الحركة أشبه ما يكون في السرعة بومضة الضوء, يقول العلي القدير: إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ القمر 49و50, واللمح وميض نجم أو برق, قال ابن فارس: "اللمح أصل يدل على لمع شيء", وقال ابن منظور: "لَمَعَ بمعنى أَضَاءَ"[8], وفي تشبيهه بومضة الضوء قال الألوسي: "الغرض من التشبيه بيان سرعته"[9], وقال الرازي: "فاللمح بالبصر معناه ضوء البرق يخطف بالبصر أي يمر به سريعا وذلك في غاية السرعة", وقال أبو حيان: "لما كان أسرع الأحوال والحوادث في عقولنا هو لمح البصر ذكره.. فهو تشبيه بأعجل ما يحسه الناس"[10],ووافقهم جل المفسرين.
وفي قوله تعالى: (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْه)ِ؛ قال جوهري: "وتنزيل الأمر من السماء يقتضي النظر في منشأ هذا العالم فإن هذه العناصر لم تظهر في بادئ الأمر.. لتضمنه تنزيل الله للعوالم من حالها الأول حال البساطة والنور إلى حال الكثافة والتركيب.. ومقتضى رجوع الأمر إلى الله.. أن هذا العالم سائر من الكثافة إلى اللطافة كما أنه تنزل من اللطيف إلى الكثيف"[11], "يعني لا وجود في الأصل إلا لمادة واحدة بسيطة والقوى الطبيعية كلها صادرة بالتسلسل عن قوة أصلية واحدة وتتباين القوى إنما جوهرها في الأصل واحد وكل ما يقع أو لا يقع تحت نظرك من الوجود فهو صادر عن مادة أصلية واحدة"[12], "فهذا العالم كله أصله مادة واحدة هي الأصل لهذه الموجودات ومنها تكونت المادة والكهرباء والمغناطيسية والحرارة والضوء, فهذه كلها صفات وتنوعات في المادة الأساس.. ولا تزال المادة واحدة واختلاف المظاهر وقتي.., وقد خلق الله العالم من مادة واحدة ليستدلوا على وحدانيته وقدرته"[13], "لأنه إذا كانت هذه العوالم ناجمة عن مادة واحدة كان فاعلها واحدا.. وهذا هو برهان التوحيد لأن الآية مسوقة للوحدانية .. هذا هو بَدء الخلق وتكوين العناصر والمركبات"[14], وأضاف: "إذن الأمر إن هو إلا تجليات ومظاهر لقدرة المحيط علماً.. طُبعت في هذا الخلاء الفسيح طبعاً ظهرت لنا.. بهيئة حركات.. وتجلى لعيوننا بهيئة نبات وحيوان وشمس"[15], "فما هذا العالم كله إلا حركات"[16],"وهكذا الزرع.. والحيوان وأجسام الناس"[17], وأتساءل مأخوذا؛ أليس بهذا نفهم قول الله عز وجل "خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" الأنبياء 37.
جاء الإنسان ليعاين الوحدة في الكائنات ويعرف الخالق سبحانه وتعالى ويعبده وحده كغاية للوجود, وتتكون الذرات في أجسام كل الكائنات من نفس اللبنات وطبيعتها جميعا الحركة في عَجَل.
(2) الكون في ارتداد:
وفي قوله تعالى: (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ. ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ) السجدة 5و6؛ التعبير إليه في حق الذات العلية لا يعني التحيز وإنما عودة الأمر كله في نهاية المطاف إلى الله تعالى وحده كما قال تعالى: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلّهُ هود 123؛ فهو إعلان عن نهاية للكون وتأكيد لوحدانية الله تعالى وبيان على أنه لا نهاية لعلمه وقدرته ونفاذ إرادته, قال البيضاوي: "يعني يدبر الأمر إلى قيام الساعة"[18], وفي قوله تعالى: "أَتَىَ أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ" النحل 1؛ إعلان عن قدوم القوى عائدة وإن لم تصل بعد وبنفس السرعة القصوى في الخلاء المماثلة لسرعة الضوء, يقول تعالى: (وَلِلّهِ غَيْبُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَآ أَمْرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل 77.
(3) قيمة ثابتة للانتقال في الكون:
اعتاد العرب منذ القدم التعبير عن المسافة بزمن قطعها مع إضمار سرعة فيقال المسافة بين مكة والمدينة "نصف شهر" أي بالجمل ومع التقدم في الوسائل وتنامي سرعة الانتقال أصبحت نفس المسافة "نصف ساعة" بسرعة الطائرة ولذا تكون "الساعة كشهر", وسرعة القوى الفيزيائية Physical forcesفي الفراغ واحدة ويعبر عنها بقيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي أعلى سرعة في الكون الفيزيائي وتعرف بالثابت الكوني للحركة Universal Constant of Motion, وفي مقابل تلك القيمة الثابتة نجد قيمة ثابتة في مقام بيان سرعة قصوى يتضمنها التعبير "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ", والمقام قياس لما يقطع في يوم بتلك السرعة البالغة بمقياس سير ألف سنة لأن السياق يتعلق بقطع مسافة والتعبير كَانَ مِقْدَارُهُ يعني في اللغة كان مقياسه وحده فلا يزيد المقياس عن هذا الحد في المسافة, واليوم الأرضي المعلوم للعرب المخاطبين لا يصلح أن يساوي ألف سنة من سنيهم إلا في المسافة, والمسافة التي تقطع في يوم محدودة وإن قطعت بأعلى سرعة فهي لا تزيد عن ألف سنة من سنيهم المبنية على حركة القمر حول الأرض بالنظر المجرد, والتعبير مّمّا تَعُدّونَ وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة, والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام.
والقياس عند ابن عباس رضي الله عنهما هو: "مقدار سير الأمر"[19], قال قتاده: "يقول مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة"[20], وقال القرطبي: "في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة"[21], وقال الألوسي: "في يوم مقدار مسافة السير فيه ألف سنة", وقال الطبري: "لأن المسافة مسيرة ألف سنة", وقال الرازي: "واليوم هنا زمان", وقال الزمخشري: "وهو يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد", وأصاب ابن عباس بمعوله عين النبع بقوله: "لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم", قال الألوسي مفسرا تلك العلاقة: "وإن لم تبعد هذه السرعة.. عند من وقف على سرعة حركة الأضواء وعلم أن الله جلال جلاله على كل شيء قدير"[22].. وقال: "وأي مانع أن يخلق الله تعالى.. من السرعة نحو ما خلق تعالى في ضوء الشمس.. فإن ضوءها ليصل إلى الأرض في مدة ثمان دقائق"[23],وقال حفيده: "أن من النجوم ما لا يصل نوره إلى الأرض في مائة سنة بل أكثر مع شدة سرعة الضوء"[24].
(4) نسبية حركة الأجسام:
وقوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ) الحج 47؛ تأكيد لمماثلة مسافة يوم لمسافة ألف سنة في مقام تصوير أمر يستعجل قوم النبي صلى الله عليه وسلم قدومه إنكارًا مما يؤكد أنه يمضي بأقصى سرعة Uppermost speed, والتعبير عِندَ رَبّكَ لا يعني في حق الذات العلية التحيز وإنما يعني وفق تدبير الله تعالى في الكون كله, ويستقيم فيزيائيا أن يحمل ذلك الأمر القادم بأقصى سرعة نحو الأرض فلا يحتاج معها مزيد استعجال على القوى المعبر عن سرعتها بسرعة الضوء, والسنة في عرف العرب منذ القدم مبنية على حركة القمر في 12 دورة حول الأرض, وإن قلت علي كالأسد فالتشبيه يعني أن علي جسور ولكنه لا يتجاوز الأسد المشبه به في وجه الشبه, وفي التعبير وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ لا تتجاوز كذلك مسافة اليوم بأقصى سرعة مقدرة مسافة ألف سنة بحركة ما تبنى على حركته السنة, ويصلح الوصف مّمّا تَعُدّونَ لتمييز حركة القمر المتضمنة سياقا والتي تبنى عليها السنة ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم, وهو يعني من الذي تحسبون وتظنون وليست السنة محل ظن, وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه, والمراقب الأرضي لا يدرك بالعين المجردة نسبة التغير Variation Ratioفي البعد أو السرعة فيظن أن مدار القمر يخلو منها كما لو كانت حركته منسوبة للنجوم في دائرة كاملة الاستدارة Perfectly circular orbitوكأنها في نظام معزول Isolated Systemخالي من تأثير الشمس لأن حركة القمر مع الأرض حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام الشمسي, ولذا بنسبة الحركة للنجوم واستبعاد نسبة التغير من القيمة الوسطية يتحقق المقياس المطلوب لبيان حد السرعة في معادلة ثابتة كلا طرفيها معزول عن التأثير الخارجي.
(5) قيمة مطابقة لسرعة الضوء:
لتعيين النسبة الثابتة Basic Ratioمن السرعة الوسطية المطلوبة للقياس على المدار القمري والتي لا تخضع لتغير؛ يمكن عند أي نقطة على مدار ناقص الاستدارة Ellipseتحليل السرعة المدارية Orbital Velocityإلى مركبتين متعامدتين إحداهما عمودية على القطر وتسمى السرعة الزاوية Angular Speedوقيمتها ثابتة في كل النقاط على المدار والثانية تسمى السرعة القطرية Radial speedوتختلف قيمتها من نقطة لأخرى وهي المسئولة عن نسبة التغير Zeilik and Smith, Introductory Astronomy and Astrophysics, 1987, p17.
والسرعة الثابتة القيمة تسمى أيضا السرعة المماسية Tangential Velocityلأنها المسئولة عن الحركة الأمامية, وفي حالة القمر تكافئ نسبتها تماما نسبة مركبة السرعة الوسطية في الاتجاه الأصلي بعد دورة: 0.8915725423 حوالي 0.89, ولذا نسبة التغير في سرعة القمر حوالي 0.11 Encyclopedia Britannica.
ويسمى اليوم الأرضي بالنسبة للنجوم باليوم النجمي Sidereal dayوطوله 86164.09966 ثانية, ويسمى الشهر بالنسبة للنجوم بالشهر النجمي وطوله 27.32166088 يوما, وقيمة السرعة الوسطية للقمر حوالي 1.023 كمثانية Laros Astronomy, p.142, والقيمة 1.022794272 حوالي 1.023 كمثانية تجعل قيمة المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في دورة في النظام المعزول: 2.152612269 مليون كم, وتجعل المسافة المقطوعة في 12000 دورة: 25.831347230 بليون كم, وبالتالي تكون قيمة السرعة القصوى مسافة 12000 مداريوم: 299792.458 كمثانية, وهي نفس القيمة في الفيزياء موسوعة أكسفورد ص316.
السرعة الكونية الحدية القصوى = مسافة ألف سنة قمريةيوم في النظام الأرض قمري المعزول =25.831347230 بليون كم86164.09966 ثانية = 299792.458 كمثانية.
(6) قيم مطابقة لعناصر حركة القمر:
لم تبلغ سرعة الضوء في الفراغ تلك القيمة المتناهية الدقة إلا بعد جهود مضنية, وأما القيمة التقريبية المستخدمة عمليا في القياسات الفلكية فهي 300 ألف كمثانية, وبالمثل يكفي التقريب فلكيا لتعيين قيم مدار القمر, ورغم تفاوت درجة التقريب قليلا من مرجع إلى آخر تتحقق المماثلة في العلاقة المفترضة في القرآن الكريم, وتدفع تلك المماثلة إلى المزيد من التدقيق في تعيين مدار القمر وفق العلاقات المعلومة للشكل الناقص الاستدارة.

Eccentricity deviation from circle e = ae/a; Variation ratio of velocity V or distanceR:
2e; Moon’s near distance perigee P = a 1 - e; Moon’s far distance apogee A = a 1+e;
Semi-major axis of the lunar orbit a = A + P/2 = 2R/ {1 + 1 - e²0.5}; Semi-minor axis b=
{a² - ae ²}0.5; Mean distance R = a + b/2; orbit length L = 2π R = V × Revolution period T';
Mean velocity V = 2π R/T'; angle ط = 360 T'/Y', where Y' is the revolution period of the earth.
وباستخدام أدق معلومات علمية متاحة كانت النتائج على الوجه التالي: قيمة الانحراف عن الدائرة e = 0.054213728855043015حوالي 0.055, ونصف المحور الأكبر = 384546.3752 كم, ومتوسط بعد القمر عن الأرض المسافة بين المركزين = 384263.6095 كم, وأقرب مسافة = 363698.6823 كم, وأبعد مسافة = 405394.0681 كم, وهذه النتائج المستمدة من تلك العلاقة في القرآن تماثل القيم التي اعتمدها مايكل زيليك وإليسك سميث في كتابهما حول الفلك والفيزياء الفلكية باعتماد القيمة التقريبية للانحراف عن الدائرة حوالي 0.055 والقيمة 384405 كم لنصف المحور الأكبر, وهي على النحو التالي: أقرب مسافة للقمر = 363263 كم, وأبعد مسافة = 405547 كم[25], وهذا التماثل يضيف مزيدا من الاحترام لتلك العلاقة العجيبة.
(7) سرعة الضوء هي الأنسب للقياسات الفلكية:
توصل أورت Oortعام 1950 إلى أن عالمنا الكوكبي محاط بسحابة سميكة من المذنبات تسمى بسحابة أورت Oort Cloud, والجزء الداخلي مسطح بمستوى مدارات الكواكب والخارجي كروي تتحرك فيه المذنبات من كل جانب ويمكن أن ترجم أي عابر إذا تواني, وحزام المذنبات ذات المدارات قصيرة الأمد دون 200 سنة يسمى بحزام كويبر Kuiper Belt, وفي عام 2003 اكتشف كوكب عاشر على بعد 97 وحدة فلكية الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة من الأرض للشمس وهي حوالي 150 مليون كم, ويتسع الجزء الداخلي لكوكب آخر حادي عشر يعقبه على بعد لا يزيد عن يوم ضوئي 172.7 وحدة فلكية, وبذلك يتفق اختيار مسافة يوم ضوئي مع حدود عالم المخاطبين من الكواكب في الحدود الدنيا للأجرام السماوية أو السماء الدنيا في تعبير المفسرين مصداقا لقوله تعالى: (إِنّا زَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ. وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ. لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ. دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ. إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات 6-10، قال الشوكاني: "أراد بقوله فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ المسافة التى بين الأرض وبين سماء الدنيا"[26], وقال الألوسي: "ألف سنة.. مسافة ما بين الأرض ومحدب السماء الدنيا"[27].



يتبــــــــــــــــــــــــــع


  #949  
قديم 10-11-2013, 05:35 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو



يتبـــــــــــــع الموضوع السابق



سرعة الضوء في القرآن الكريم




(8) عمر الكون وامتداده:
في سياق الإنذار بدمار الأرض وهلاك أهلها كذلك مع تقارب أطراف الكون وإن بدا حده بعيدا وردت نفس القيم في قياس أكبر يُمكن حمله على أقصى بعد؛ يقول تعالى: (سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً. إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما) المعارج 1-10، والْمَعَارِجِ جمع لاسم المكان مَعْرَج كأدق وصف للآفاق الممتدة حيث تسري القوى بانحناء كمشية الأعرج, والاكتشاف بأن مسارات القوى منحنية دفع الفيزيائيين لإطلاق تعبير الكون المنحني Curved Universe, وفي اللغة: "تعارج حاكى مشية الأعرج وعرَّجه ميَّله وتعرَّج مال والتعاريج المنحنيات والعرجون العذق المعوج"[28], والملائكة والروح رسل هداية لا تنقطع عن الإبلاغ إلى أن يعود كل شيء إلى الله لا سواه بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وهم حضور في قياس مسافة لا يقطعها جسم مادي محدود السرعة في كون متغير الأبعاد مما يعني أنه عامر بالساجدين, قال جوهري: "أخذ يستأنف مبينا ارتفاع تلك الدرجات.. فليس المراد المدة بل بعد المدى.. وقدم الملائكة لأنهم في عالم الأرواح.. العالم المبرأ عن المادة لأنه.. لا يُرتقى إلى تلك المعارج إلا بالكشف العلمي أو الخروج عن عالم المادة"[29], وقال البيضاوي: "استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها"[30],وقال البغوي: "المسافة من الأرض إلى منتهى السماء"[31].. يعني "إلى منتهى أمر الله تعالى"[32], وقال الألوسي: "الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها.. والمراد أنها في غاية البعد والارتفاع"[33].. و"العروج في الدنيا.. روِي هذا عن ابن إسحاق ومنذر بن سعيد ومجاهد وجماعة, وهو رواية عن ابن عباس أيضا"[34].
وتُقاس الأبعاد فلكيا بوحدة الزمن المناسبة وأقصى سرعة, فنقول يبعد القمر حوالي ثانية ضوئية وتبعد الشمس ثمان دقائق ويبعد أقرب نجم 4.3 سنة, فإذا كانت القيمة ألف سنة في يوم تعبيرًا عن أقصى سرعة تكون القيمة خَمْسِينَ في السياق تعدادا لأقصى وحدة زمن, وأكبر وحدة زمن فلكيا هي سنة الشمس وهي مدة دورتها حول مركز المجرة وقيمتها حوالي 250 مليون سنة, ولكي يقطع شعاع من الضوء المسافة إلى طرف الكون الممكن الرصد يحتاج إلى عمر الكون, والعجيب أن القيمة خَمْسِينَ في مقام بيان أكبر وحدة زمن في عالمنا لقياس أكبر مسافة ممكنة الرصد بأقصى سرعة في الكون وهي ألف سنة في يوم تحقق تماما نفس القيمة المعلومة حاليا لعمر الكون حتى الآن 50× 250 مليون وهي حوالي: 12.5 10-15 بليون سنة[35].
(9) حركة الأرض وكافة النجوم والتوابع:
التعبير مما تعدون يجعل قيم حركة المقياس أساسية فيقيم علاقة ثابتة في نظام معزول عن التأثير الخارجي مثل كافة قوانين حركة الأجسام, وهو يفيد معنى الظن غير المطابق للحقيقة فيدل بمعناه على حركة الأرض حول الشمس وحركة النجوم الثوابت بخلاف ما يعدون, قال جوهري: "أرضنا إذن دائرة غير دائرة نحن نراها ساكنة ولكنها دائرة لا تهدأ"[36], "ومن جملة سيارات شمسنا هذه الأرض التي نحن عليها والقمر ملتزم بها ويدور عليها ومعها على الشمس"[37], إذن: "دوران الأرض حول الشمس ليس غير مخالف للقرآن فحسب بل له منه دلائل"[38], وقال الألوسي: "فيه دليل على أن الشمس متحركة.. على مركز آخر كما تتحرك الأرض عليها"[39], وأن: "للثوابت حركة"[40], وفي قوله تعالى: "لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" يس 40؛ قال القاسمي: "التنوين في لفظ كُلٌّ عوض عن الإضافة للأجرام والمعنى كل واحد من أجرام السماء كالشمس والقمر في فلك خاص به يسبح بذاته"[41], وقال ابن عاشور: "المراد تعميم هذا الحكم للشمس والقمر وجميع الأجرام وهي حقيقة علمية سبق بها القرآن"[42], وكل البشر يعاينون آيات السماوات كالشمس والقمر تمر عليهم, ولكن القرآن يجعل سكون الأرض نسبي دالا على حركتيها اليومية والسنوية بتقريره أنهم هم الذين يَمُرّونَ على آيات السماوات وهم على ظهرها كما يمرون على آيات الأرض وهم على ظهر المركوبات السيارة ولا يعتبرون, يقول تعالى: "وَكَأَيّن مّن آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ" يوسف 105.
(10) علاقة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام:
من المعلوم رياضيا أن السرعة في النظام المعزول لجسمين Isolated two-bodies systemثابتة القيمة, وإذا كان التعبير "مما تعدون" يجعل سرعة القمر حول الأرض في نظام معزول لقياس الثابت الكوني للحركة فمعنى ذلك أنه يقيم علاقة ثابتة بين سرعته أو بعده وبين فترة دوران الأرض حول نفسها في النظام المعزول, فهل يمكن أن نستنطق تلك العلاقة المفترضة عن مولد النظام لتعيننا على حل إشكاليات الفرضيات المتضاربة؟.
والعلاقة الأساسية هي: c = 12000 V' T'/t', حيث cسرعة الضوء, V' سرعة القمر, T' الشهر النجمي, t' اليوم النجمي, ويمكن صياغتها كالتالي: V'T'/t' = 24.98270483, وعندما يكون بعد القمر في النظام المعزول R' = صفر فهذا يعني أنه على طرف الأرض الأولية وتكون T' = t', ولذا تكون سرعة دوران الأرض حول نفسها = 24.98270483 كمثانية, وحينئذ لا يتبقى من بعد القمر حاليا Rإلا قيمة تمثل نصف قطر الأرض الأولية r = 41664.7263كم, وبالتالي يكون زمن دورة الأرض الأولية حول نفسها = 10478.73711 ثانية, أي ما يقارب 2.5 ساعة وهي نفس القيمة المفترضة فلكيا إذا كانت النشأة بنفس الآلية.
والنسبة r/R))هي نفس نسبة تغير السرعة 2e))ولذا يمكن بمعرفة البعد Rتعيين نسبة التغير في أي وقت على طول التاريخ لأن القيمة rثابتة, وعند التماس: r/R = 2 e = 1 - cos. ط = 1ولذا تنعدم مركبة سرعة القمر في الاتجاه الأصلي بعد دورة cos. ط= صفر, ولا يتبقى حينئذ من سرعة القمر سوى مركبة السرعة الناجمة عن الحركة حول الشمس مما يعني نشأة النظام على طرفها ولذا يكون اتجاه سرعة القمر حينئذ عموديا على الأرض مماسيا للشمس ط = 90درجة, وعلى هذا قد نشأ القمر مع الأرض مع نشأتها نفسها على طرف الشمس, ولعل هذا يفسر خصوصياته الفريدة التي جعلته يسمى بالكوكب التوأم Twin Planet.
وعند التماس مع الشمس يمكن معرفة زمن دورة الأرض Y' حول الشمس Y' = T' 360/ط = 4t', ومن العلاقة: سنةيوم اقتراني = سنةيوم نجمي – 1؛ يمكن حينئذ تعيين طول اليوم الاقتراني للأرض الأولية, وقيمته حوالي 4 ساعات 13971,64948 ثانية وهي نفس القيمة المفترضة جيولوجيا بإتباع أساليب أخرى.
والعلاقة الأساسية 2π R'/t' ×c = 12000يمكن صياغتها كالتالي: t' R' = 3.976120966, أي أن بعد القمر مرتبط بطول اليوم في علاقة ثابتة, فإذا كان بعد القمر وطول اليوم عند النشأة أقل فلا بد أن القمر في ابتعاد واليوم في ازدياد, وهذا معلوم فلكيا حاليا ولكن العلاقة في النظام المعزول تضيف قيمة رقمية محددة.
وبمعرفة نصف قطر الأرض عند النشأة واعتماد كتلتها Mحاليا 5.9736×1024 kg. يمكن معرفة كثافة الجسم الأم للأجرام الثلاثة 3M/4π r3: 19.7170496كجم3, وهي أقل بحوالي 50 مرة من كثافة الماء 1000 kg. /meter3وأكبر بحوالي 15 مرة من كثافة الهواء عند سطح البحر 1.3 kg. /meter3وتلك سمات سديم Nebula, ولذا يمكن الافتراض بتشكل النظام الحركي Dynamicsللأرض والقمر عند تشكل سدم المجرة ذاتها منذ حوالي ضعف عمر قشرة الأرض, والقيمة 300934.1569 km. هي الزيادة في بعد القمر منذ النشأة ولذا القيمة 8.4 بليون سنة لتشكل سدم المجرة تجعل معدل تباعده: 3.6 سمسنة, وهي تماما نفس القيمة المعلومة فلكيا بالقياس بالليزر منذ رحلة أبوللو 11 عام 1969 ووضع عواكس على سطحه[43].
والكون إذن ليس أبدي وإنما تشكل في فترات مقدرة بلا توقف أو تردد كما لو كانت ستة أيام متلاحقة, وكالرضيع قدرت أيام حمله كذلك قدرت أحوال الأرض في يومين من الستة قبل الولادة, ومن بدء الحمل إلى البلوغ أربعة أيام, وهو نفس التمثيل في قوله تعالى: "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ" فصلت 9و10, فإذا كانت النشأة الحقيقية حركيا للأرض ترجع إلى حوالي 8.4 بليون سنة قبل أن تعمر بالنبات الذي بدأ يطلق أكسجين الجو منذ حوالي 0.25 بليون سنة علامة على تكامل البناء؛ وإذا كان تشكيل الأرض في أربعة أيام تمثيلا يكون الكون في ستة أيام فيكون عمره الفعلي بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وإذا كان الكون قد اكتمل منذ 0.25 بليون سنة وتطاول الزمن حتى أصبحت سنة التقويم 365.24219 يوما وبالشهور الحالية 12.368 شهرا في 8.4 بليون سنة؛ تكون السنة عند اكتمال الكون 12 شهرا مما يمنح فهما أعمق لقوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ" التوبة 36, ونظير الستة أيام يتأكد رياضيا أن عمر الكون بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وبعد القمر عند التماس R' = صفر انعكاس لبعد مداره الفعلي R'=rفيكون متوسط بعده R = 2r, وتكون نسبة تغير سرعته r/R = 2 e = 1 - cos. ط = 0.5, وهذا يعني أن مركبة سرعته في الاتجاه الأصلي بعد دورة والناجمة عن تأثير الأرض تماثل المركبة الناجمة عن الشمس cos. ط = 0.5, وبهذا يكون قد نشأ في نقطة الاتزان بين الشمس والأرض عند الزاوية المركزية ط = 60درجة, ومع تضاعف بعده تقل سرعته إلى النصف وتعكس مركبتها في الاتجاه الأصلي سرعة الهروب من الأرض 6.245676208 كمثانية, وبافتراض وحدة النشأة حركيا من جسم واحد متجانس؛ تتناسب سرعات الهروب مع الكتل أو أنصاف أقطارها V1/V2= r1/r2, V13/V23= M1/M2, ولذا بمعرفة كتلة الشمس حاليا 1.99×1030 kg. وكتلة القمر 7.35×1022 kg. تكون قيمة سرعة الهروب من الشمس 432.963991 km. /sec., ونصف قطرها 2888290.327 km., وسرعة الهروب من القمر 1.441882483 km. /sec., ونصف قطره 9618.756561 km., وللتأكد من دقة الحساب تكون كثافة الشمس أو القمر مماثلة تماما لكثافة الأرض.
كثافة الأرض = 3×5.9736×1024/{4×3.1415926535898×41664726.33} = 19.7170496 كجم3.
كثافة الشمس = 3×1.99×1030/{4×3.1415926535898×28882903273} = 19.7170496 كجم3.
كثافة القمر = 3×7.35×1022/{4×3.1415926535898×9618756.5613} = 19.7170496 كجم3.
ويمكن تعيين قيمة ثابت الجاذبية العام Gعند نشأة النظام بتطبيق قانون المقذوفات V² = 2MG/rحيث Vسرعة الهروب, Mالكتلة, rنصف قطر أي جرم؛ لتبين هل هو ثابت على الدوام أم هو ثابت نسبي الآن, وللتأكد من دقة الحساب نجد قيمته واحدة بتطبيق قانون المقذوفات سواء على الأرض أو على الشمس أو القمر: 1.36038342×10-19 km.3/kg./sec.2؛ وهي تتفق مع ما توقعه الفيزيائي بول ديراك Paul Dirac 1902-1983بأنها أكبر في الماضي لأنها حوالي ضعف القيمة حاليا 6.67×10-20 km.3/kg./sec.2.
ثابت الجذب العام Gعند نشأة مجرة درب التبانة بتطبيق قانون المقذوفات G = V² r/2Mعلى:
الأرض = 6.245676208² × 41664.7263/ 25.9736×1024 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
الشمس = 432.963991² × 2888290.327/ 21.99×1030 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
القمر = 1.441882483² × 9618.756561/ 27.35×1022 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
وهكذا يمكن لتلك العلاقة المفترضة في القرآن أن تجيب على بعض ما يحيرنا بخصوص بدايات التكوين, فعند النشأة مثلا تتساوى مدة دورة القمر حول نفسه مع مدة دورته حول الأرض كحالته الآن مما يقوي احتمال مواجهته للأرض بنفس الوجه منذ النشأة خاصة أنه بيضي الشكل Ovoidمع اتجاه المحور الأكبر نحو الأرض, ولم يتقرر نظام حركة الأرض حول الشمس والقمر حولها عند تكون قشرتها وإنما يمتد إلى عهد تكون المجرة, ولو تأملنا تلك العلاقة بين الأرض والقمر رياضيا يتضح أنها ليست إلا وجها مما يعرف بقانون ثبات العزم الزاوي Angular momentum conservation, وهو يعني أن قيمة الحركة حول مركز دوران في النظام المعزول لأي جسم كحصيلة لكتلته Mوسرعته Vثابتة مهما كان بعده Rمن مركز الدوران MVR= ثابت, والعلاقة المفترضة هي: R/t= ثابت, ونتيجة لوحدة القيم عند اتصال القمر بالأرض يمكن التعبير عنها كالتالي: R/t = VR= ثابت, وكتلة القمر في النظام المعزول ثابتة فتكون MVR= ثابت وهي نفس صيغة القانون, ويمكن باستخدامه تأكيد فقدان القمر أثناء تكونه لنسبة من كتلته قيمتها حوالي 16.7% من قيمة كتلته الأصلية, وهي نسبة معقولة بالنظر لتبدد كل الغلاف الغازي للقمر نتيجة لقلة كتلته مقارنة بالأرض ذات السقف المحفوظ.
ويمكن التحقق كذلك من فرضية وحدة النشأة باعتبار حركة القمر في النظام المعزول بصمة للماضي السحيق منذ تشكل المجرة ذاتها؛ لأن بعد الأرض عن الشمس باعتبار نظام حركتها معزولا ابتداءً سيظل بالمثل في علاقة ثابتة مع مدة دورة الشمس حول نفسها وفق القيمة الثابتة للسرعة الابتدائية 432.963991 km. /sec., ومدة الدورة الاستوائية للشمس حاليا تزيد قليلا عن 25 يوما, والمذهل أن القيمة 25.12694896 يوما تحقق تماما البعد الوسطي للأرض حاليا والذي يُستخدم في القياسات باسم الوحدة الفلكية: 149597870 km., وكما ترى وحدت العلاقة بين حركة القوى والأجسام وتضمنت جملة حقائق كشفتها الأيام وكأنها رسالة مشفرة لأهل عصرنا خاطبتهم بلغة المعادلات كما يجيدون وتألقت ليدركوا الغرض كما صنعت عصا موسى عليه السلام.
(11) دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير:
في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير "يوما واحدا عند الرب كألف سنة" يعني: "سرعة مجيء يوم الرب" 2 بطرس 32-14, وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير؛ ولذا وفق تعبير الكتاب: "سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" 2 بطرس 32-14, والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله كن منذ بدء الخلق: "السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة" 2 بطرس 32-14, فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير كن, ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال: "من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم"؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله "لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل" المزامير 902-4, وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة: "ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" إِشَعْيَاء 136, "ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم" يوئيل 21, "كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون" 1تسالونيكي 52و3, "قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا" صفنيا 114.
(12) أصالة القرآن وتكميل ما سبق:
التعبير مما تعدون الذي تفرد به القرآن هو "مفتاح القياس", وهو يجعل حركة القمر حول الأرض كمقياس للمسافة في نظام معزول ويقيم معادلة ثابتة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام, وثبات التقدير في القرآن وتفرده بتكميل العلاقة يدفع شبهة النقل عما سبق, ألهذا قال النبي عيسى عليه السلام يوما ما لأتباعه: "إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" يوحنا 1612-15, وقال لقومه: "أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"! متى 2142-44, ولا تبعد تلك الغلبة والتكميل وجمع ميراث النبوات في وصف النبي عيسى عليه السلامللنبوة بعده التي يكتمل بها البناء عن غلبة القرآن والتكميل وجمع ميراث النبوات في قوله تعالى: "وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ" المائدة 48.
[1] موسوعة اكسفورد ص316.[2] روح المعاني ج14ص144.[3] دقائق التفسير ج1ص325.[4] الفتاوى ج8ص412.[5] الفتاوى ج17ص283.[6] الفتاوى ج4ص227.
[7] شفاء العليل ج1ص280.[8] لسان العرب ج8ص324.[9] الألوسي 14198.[10] تفسير البحر المحيط.[11] الجواهر ج15ص200.[12] جوهري 2180.[13] جوهري 1146.[14] الجواهر ج1ص149.[15] الجواهر 2493.[16] الجواهر 2032.[17] الجواهر15188.[18] البيضاوي ج4ص355.[19] الإتقان ج2ص76.[20] الدر المنثور ج6ص538.[21] تفسير القرطبي.[22] الألوسي 2958[23] تفسير الألوسي 2776.[24] ما دل عليه القرآن ج1ص41.[25] Zeilik and Smith, Introductory Astronomy and Astrophysics, 2nd ed., Saunders College Publishing - 1987, Philadelphia,, p53
[26] الشوكاني 4249.[27] روح المعاني 21120.[28] المعجم الوسيط 2591.[29] تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري ج24ص260.[30] تفسير البيضاوي ج5ص387.
[31] تفسير البغوي ج3ص498.[32] تفسير البغوي ج4ص392.[33] تفسير الألوسي ج29ص58.[34] تفسير الألوسي ج29ص57.[35] الكون لستيفن هاوكنج ص55, والانفجار الكبير لسيلك ص75.[36] الجواهر 24219.[37] الجواهر يونس 5.[38] الجواهر 621.[39] الألوسي 23239.[40] الألوسي يونس 5.[41] القاسمي 1335.
[42] ابن عاشور يس 40.[43] Laros astronomy, p62
  #950  
قديم 10-11-2013, 05:36 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو



يتبـــــــــــــع الموضوع السابق



سرعة الضوء في القرآن الكريم




(8) عمر الكون وامتداده:
في سياق الإنذار بدمار الأرض وهلاك أهلها كذلك مع تقارب أطراف الكون وإن بدا حده بعيدا وردت نفس القيم في قياس أكبر يُمكن حمله على أقصى بعد؛ يقول تعالى: (سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً. إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما) المعارج 1-10، والْمَعَارِجِ جمع لاسم المكان مَعْرَج كأدق وصف للآفاق الممتدة حيث تسري القوى بانحناء كمشية الأعرج, والاكتشاف بأن مسارات القوى منحنية دفع الفيزيائيين لإطلاق تعبير الكون المنحني Curved Universe, وفي اللغة: "تعارج حاكى مشية الأعرج وعرَّجه ميَّله وتعرَّج مال والتعاريج المنحنيات والعرجون العذق المعوج"[28], والملائكة والروح رسل هداية لا تنقطع عن الإبلاغ إلى أن يعود كل شيء إلى الله لا سواه بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وهم حضور في قياس مسافة لا يقطعها جسم مادي محدود السرعة في كون متغير الأبعاد مما يعني أنه عامر بالساجدين, قال جوهري: "أخذ يستأنف مبينا ارتفاع تلك الدرجات.. فليس المراد المدة بل بعد المدى.. وقدم الملائكة لأنهم في عالم الأرواح.. العالم المبرأ عن المادة لأنه.. لا يُرتقى إلى تلك المعارج إلا بالكشف العلمي أو الخروج عن عالم المادة"[29], وقال البيضاوي: "استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها"[30],وقال البغوي: "المسافة من الأرض إلى منتهى السماء"[31].. يعني "إلى منتهى أمر الله تعالى"[32], وقال الألوسي: "الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها.. والمراد أنها في غاية البعد والارتفاع"[33].. و"العروج في الدنيا.. روِي هذا عن ابن إسحاق ومنذر بن سعيد ومجاهد وجماعة, وهو رواية عن ابن عباس أيضا"[34].
وتُقاس الأبعاد فلكيا بوحدة الزمن المناسبة وأقصى سرعة, فنقول يبعد القمر حوالي ثانية ضوئية وتبعد الشمس ثمان دقائق ويبعد أقرب نجم 4.3 سنة, فإذا كانت القيمة ألف سنة في يوم تعبيرًا عن أقصى سرعة تكون القيمة خَمْسِينَ في السياق تعدادا لأقصى وحدة زمن, وأكبر وحدة زمن فلكيا هي سنة الشمس وهي مدة دورتها حول مركز المجرة وقيمتها حوالي 250 مليون سنة, ولكي يقطع شعاع من الضوء المسافة إلى طرف الكون الممكن الرصد يحتاج إلى عمر الكون, والعجيب أن القيمة خَمْسِينَ في مقام بيان أكبر وحدة زمن في عالمنا لقياس أكبر مسافة ممكنة الرصد بأقصى سرعة في الكون وهي ألف سنة في يوم تحقق تماما نفس القيمة المعلومة حاليا لعمر الكون حتى الآن 50× 250 مليون وهي حوالي: 12.5 10-15 بليون سنة[35].
(9) حركة الأرض وكافة النجوم والتوابع:
التعبير مما تعدون يجعل قيم حركة المقياس أساسية فيقيم علاقة ثابتة في نظام معزول عن التأثير الخارجي مثل كافة قوانين حركة الأجسام, وهو يفيد معنى الظن غير المطابق للحقيقة فيدل بمعناه على حركة الأرض حول الشمس وحركة النجوم الثوابت بخلاف ما يعدون, قال جوهري: "أرضنا إذن دائرة غير دائرة نحن نراها ساكنة ولكنها دائرة لا تهدأ"[36], "ومن جملة سيارات شمسنا هذه الأرض التي نحن عليها والقمر ملتزم بها ويدور عليها ومعها على الشمس"[37], إذن: "دوران الأرض حول الشمس ليس غير مخالف للقرآن فحسب بل له منه دلائل"[38], وقال الألوسي: "فيه دليل على أن الشمس متحركة.. على مركز آخر كما تتحرك الأرض عليها"[39], وأن: "للثوابت حركة"[40], وفي قوله تعالى: "لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" يس 40؛ قال القاسمي: "التنوين في لفظ كُلٌّ عوض عن الإضافة للأجرام والمعنى كل واحد من أجرام السماء كالشمس والقمر في فلك خاص به يسبح بذاته"[41], وقال ابن عاشور: "المراد تعميم هذا الحكم للشمس والقمر وجميع الأجرام وهي حقيقة علمية سبق بها القرآن"[42], وكل البشر يعاينون آيات السماوات كالشمس والقمر تمر عليهم, ولكن القرآن يجعل سكون الأرض نسبي دالا على حركتيها اليومية والسنوية بتقريره أنهم هم الذين يَمُرّونَ على آيات السماوات وهم على ظهرها كما يمرون على آيات الأرض وهم على ظهر المركوبات السيارة ولا يعتبرون, يقول تعالى: "وَكَأَيّن مّن آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ" يوسف 105.
(10) علاقة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام:
من المعلوم رياضيا أن السرعة في النظام المعزول لجسمين Isolated two-bodies systemثابتة القيمة, وإذا كان التعبير "مما تعدون" يجعل سرعة القمر حول الأرض في نظام معزول لقياس الثابت الكوني للحركة فمعنى ذلك أنه يقيم علاقة ثابتة بين سرعته أو بعده وبين فترة دوران الأرض حول نفسها في النظام المعزول, فهل يمكن أن نستنطق تلك العلاقة المفترضة عن مولد النظام لتعيننا على حل إشكاليات الفرضيات المتضاربة؟.
والعلاقة الأساسية هي: c = 12000 V' T'/t', حيث cسرعة الضوء, V' سرعة القمر, T' الشهر النجمي, t' اليوم النجمي, ويمكن صياغتها كالتالي: V'T'/t' = 24.98270483, وعندما يكون بعد القمر في النظام المعزول R' = صفر فهذا يعني أنه على طرف الأرض الأولية وتكون T' = t', ولذا تكون سرعة دوران الأرض حول نفسها = 24.98270483 كمثانية, وحينئذ لا يتبقى من بعد القمر حاليا Rإلا قيمة تمثل نصف قطر الأرض الأولية r = 41664.7263كم, وبالتالي يكون زمن دورة الأرض الأولية حول نفسها = 10478.73711 ثانية, أي ما يقارب 2.5 ساعة وهي نفس القيمة المفترضة فلكيا إذا كانت النشأة بنفس الآلية.
والنسبة r/R))هي نفس نسبة تغير السرعة 2e))ولذا يمكن بمعرفة البعد Rتعيين نسبة التغير في أي وقت على طول التاريخ لأن القيمة rثابتة, وعند التماس: r/R = 2 e = 1 - cos. Ø = 1ولذا تنعدم مركبة سرعة القمر في الاتجاه الأصلي بعد دورة cos. Ø= صفر, ولا يتبقى حينئذ من سرعة القمر سوى مركبة السرعة الناجمة عن الحركة حول الشمس مما يعني نشأة النظام على طرفها ولذا يكون اتجاه سرعة القمر حينئذ عموديا على الأرض مماسيا للشمس Ø = 90درجة, وعلى هذا قد نشأ القمر مع الأرض مع نشأتها نفسها على طرف الشمس, ولعل هذا يفسر خصوصياته الفريدة التي جعلته يسمى بالكوكب التوأم Twin Planet.
وعند التماس مع الشمس يمكن معرفة زمن دورة الأرض Y' حول الشمس Y' = T' 360/Ø = 4t', ومن العلاقة: سنةيوم اقتراني = سنةيوم نجمي – 1؛ يمكن حينئذ تعيين طول اليوم الاقتراني للأرض الأولية, وقيمته حوالي 4 ساعات 13971,64948 ثانية وهي نفس القيمة المفترضة جيولوجيا بإتباع أساليب أخرى.
والعلاقة الأساسية 2π R'/t' ×c = 12000يمكن صياغتها كالتالي: t' R' = 3.976120966, أي أن بعد القمر مرتبط بطول اليوم في علاقة ثابتة, فإذا كان بعد القمر وطول اليوم عند النشأة أقل فلا بد أن القمر في ابتعاد واليوم في ازدياد, وهذا معلوم فلكيا حاليا ولكن العلاقة في النظام المعزول تضيف قيمة رقمية محددة.
وبمعرفة نصف قطر الأرض عند النشأة واعتماد كتلتها Mحاليا 5.9736×1024 kg. يمكن معرفة كثافة الجسم الأم للأجرام الثلاثة 3M/4π r3: 19.7170496كجم3, وهي أقل بحوالي 50 مرة من كثافة الماء 1000 kg. /meter3وأكبر بحوالي 15 مرة من كثافة الهواء عند سطح البحر 1.3 kg. /meter3وتلك سمات سديم Nebula, ولذا يمكن الافتراض بتشكل النظام الحركي Dynamicsللأرض والقمر عند تشكل سدم المجرة ذاتها منذ حوالي ضعف عمر قشرة الأرض, والقيمة 300934.1569 km. هي الزيادة في بعد القمر منذ النشأة ولذا القيمة 8.4 بليون سنة لتشكل سدم المجرة تجعل معدل تباعده: 3.6 سمسنة, وهي تماما نفس القيمة المعلومة فلكيا بالقياس بالليزر منذ رحلة أبوللو 11 عام 1969 ووضع عواكس على سطحه[43].
والكون إذن ليس أبدي وإنما تشكل في فترات مقدرة بلا توقف أو تردد كما لو كانت ستة أيام متلاحقة, وكالرضيع قدرت أيام حمله كذلك قدرت أحوال الأرض في يومين من الستة قبل الولادة, ومن بدء الحمل إلى البلوغ أربعة أيام, وهو نفس التمثيل في قوله تعالى: "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ" فصلت 9و10, فإذا كانت النشأة الحقيقية حركيا للأرض ترجع إلى حوالي 8.4 بليون سنة قبل أن تعمر بالنبات الذي بدأ يطلق أكسجين الجو منذ حوالي 0.25 بليون سنة علامة على تكامل البناء؛ وإذا كان تشكيل الأرض في أربعة أيام تمثيلا يكون الكون في ستة أيام فيكون عمره الفعلي بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وإذا كان الكون قد اكتمل منذ 0.25 بليون سنة وتطاول الزمن حتى أصبحت سنة التقويم 365.24219 يوما وبالشهور الحالية 12.368 شهرا في 8.4 بليون سنة؛ تكون السنة عند اكتمال الكون 12 شهرا مما يمنح فهما أعمق لقوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ" التوبة 36, ونظير الستة أيام يتأكد رياضيا أن عمر الكون بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وبعد القمر عند التماس R' = صفر انعكاس لبعد مداره الفعلي R'=rفيكون متوسط بعده R = 2r, وتكون نسبة تغير سرعته r/R = 2 e = 1 - cos. Ø = 0.5, وهذا يعني أن مركبة سرعته في الاتجاه الأصلي بعد دورة والناجمة عن تأثير الأرض تماثل المركبة الناجمة عن الشمس cos. Ø = 0.5, وبهذا يكون قد نشأ في نقطة الاتزان بين الشمس والأرض عند الزاوية المركزية Ø = 60درجة, ومع تضاعف بعده تقل سرعته إلى النصف وتعكس مركبتها في الاتجاه الأصلي سرعة الهروب من الأرض 6.245676208 كمثانية, وبافتراض وحدة النشأة حركيا من جسم واحد متجانس؛ تتناسب سرعات الهروب مع الكتل أو أنصاف أقطارها V1/V2= r1/r2, V13/V23= M1/M2, ولذا بمعرفة كتلة الشمس حاليا 1.99×1030 kg. وكتلة القمر 7.35×1022 kg. تكون قيمة سرعة الهروب من الشمس 432.963991 km. /sec., ونصف قطرها 2888290.327 km., وسرعة الهروب من القمر 1.441882483 km. /sec., ونصف قطره 9618.756561 km., وللتأكد من دقة الحساب تكون كثافة الشمس أو القمر مماثلة تماما لكثافة الأرض.
كثافة الأرض = 3×5.9736×1024/{4×3.1415926535898×41664726.33} = 19.7170496 كجم3.
كثافة الشمس = 3×1.99×1030/{4×3.1415926535898×28882903273} = 19.7170496 كجم3.
كثافة القمر = 3×7.35×1022/{4×3.1415926535898×9618756.5613} = 19.7170496 كجم3.
ويمكن تعيين قيمة ثابت الجاذبية العام Gعند نشأة النظام بتطبيق قانون المقذوفات V² = 2MG/rحيث Vسرعة الهروب, Mالكتلة, rنصف قطر أي جرم؛ لتبين هل هو ثابت على الدوام أم هو ثابت نسبي الآن, وللتأكد من دقة الحساب نجد قيمته واحدة بتطبيق قانون المقذوفات سواء على الأرض أو على الشمس أو القمر: 1.36038342×10-19 km.3/kg./sec.2؛ وهي تتفق مع ما توقعه الفيزيائي بول ديراك Paul Dirac 1902-1983بأنها أكبر في الماضي لأنها حوالي ضعف القيمة حاليا 6.67×10-20 km.3/kg./sec.2.
ثابت الجذب العام Gعند نشأة مجرة درب التبانة بتطبيق قانون المقذوفات G = V² r/2Mعلى:
الأرض = 6.245676208² × 41664.7263/ 25.9736×1024 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
الشمس = 432.963991² × 2888290.327/ 21.99×1030 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
القمر = 1.441882483² × 9618.756561/ 27.35×1022 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
وهكذا يمكن لتلك العلاقة المفترضة في القرآن أن تجيب على بعض ما يحيرنا بخصوص بدايات التكوين, فعند النشأة مثلا تتساوى مدة دورة القمر حول نفسه مع مدة دورته حول الأرض كحالته الآن مما يقوي احتمال مواجهته للأرض بنفس الوجه منذ النشأة خاصة أنه بيضي الشكل Ovoidمع اتجاه المحور الأكبر نحو الأرض, ولم يتقرر نظام حركة الأرض حول الشمس والقمر حولها عند تكون قشرتها وإنما يمتد إلى عهد تكون المجرة, ولو تأملنا تلك العلاقة بين الأرض والقمر رياضيا يتضح أنها ليست إلا وجها مما يعرف بقانون ثبات العزم الزاوي Angular momentum conservation, وهو يعني أن قيمة الحركة حول مركز دوران في النظام المعزول لأي جسم كحصيلة لكتلته Mوسرعته Vثابتة مهما كان بعده Rمن مركز الدوران MVR= ثابت, والعلاقة المفترضة هي: R/t= ثابت, ونتيجة لوحدة القيم عند اتصال القمر بالأرض يمكن التعبير عنها كالتالي: R/t = VR= ثابت, وكتلة القمر في النظام المعزول ثابتة فتكون MVR= ثابت وهي نفس صيغة القانون, ويمكن باستخدامه تأكيد فقدان القمر أثناء تكونه لنسبة من كتلته قيمتها حوالي 16.7% من قيمة كتلته الأصلية, وهي نسبة معقولة بالنظر لتبدد كل الغلاف الغازي للقمر نتيجة لقلة كتلته مقارنة بالأرض ذات السقف المحفوظ.
ويمكن التحقق كذلك من فرضية وحدة النشأة باعتبار حركة القمر في النظام المعزول بصمة للماضي السحيق منذ تشكل المجرة ذاتها؛ لأن بعد الأرض عن الشمس باعتبار نظام حركتها معزولا ابتداءً سيظل بالمثل في علاقة ثابتة مع مدة دورة الشمس حول نفسها وفق القيمة الثابتة للسرعة الابتدائية 432.963991 km. /sec., ومدة الدورة الاستوائية للشمس حاليا تزيد قليلا عن 25 يوما, والمذهل أن القيمة 25.12694896 يوما تحقق تماما البعد الوسطي للأرض حاليا والذي يُستخدم في القياسات باسم الوحدة الفلكية: 149597870 km., وكما ترى وحدت العلاقة بين حركة القوى والأجسام وتضمنت جملة حقائق كشفتها الأيام وكأنها رسالة مشفرة لأهل عصرنا خاطبتهم بلغة المعادلات كما يجيدون وتألقت ليدركوا الغرض كما صنعت عصا موسى عليه السلام.
(11) دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير:
في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير "يوما واحدا عند الرب كألف سنة" يعني: "سرعة مجيء يوم الرب" 2 بطرس 32-14, وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير؛ ولذا وفق تعبير الكتاب: "سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" 2 بطرس 32-14, والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله كن منذ بدء الخلق: "السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة" 2 بطرس 32-14, فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير كن, ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال: "من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم"؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله "لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل" المزامير 902-4, وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة: "ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" إِشَعْيَاء 136, "ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم" يوئيل 21, "كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون" 1تسالونيكي 52و3, "قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا" صفنيا 114.
(12) أصالة القرآن وتكميل ما سبق:
التعبير مما تعدون الذي تفرد به القرآن هو "مفتاح القياس", وهو يجعل حركة القمر حول الأرض كمقياس للمسافة في نظام معزول ويقيم معادلة ثابتة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام, وثبات التقدير في القرآن وتفرده بتكميل العلاقة يدفع شبهة النقل عما سبق, ألهذا قال النبي عيسى عليه السلام يوما ما لأتباعه: "إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" يوحنا 1612-15, وقال لقومه: "أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"! متى 2142-44, ولا تبعد تلك الغلبة والتكميل وجمع ميراث النبوات في وصف النبي عيسى عليه السلامللنبوة بعده التي يكتمل بها البناء عن غلبة القرآن والتكميل وجمع ميراث النبوات في قوله تعالى: "وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ" المائدة 48.
[1] موسوعة اكسفورد ص316.[2] روح المعاني ج14ص144.[3] دقائق التفسير ج1ص325.[4] الفتاوى ج8ص412.[5] الفتاوى ج17ص283.[6] الفتاوى ج4ص227.
[7] شفاء العليل ج1ص280.[8] لسان العرب ج8ص324.[9] الألوسي 14198.[10] تفسير البحر المحيط.[11] الجواهر ج15ص200.[12] جوهري 2180.[13] جوهري 1146.[14] الجواهر ج1ص149.[15] الجواهر 2493.[16] الجواهر 2032.[17] الجواهر15188.[18] البيضاوي ج4ص355.[19] الإتقان ج2ص76.[20] الدر المنثور ج6ص538.[21] تفسير القرطبي.[22] الألوسي 2958[23] تفسير الألوسي 2776.[24] ما دل عليه القرآن ج1ص41.[25] Zeilik and Smith, Introductory Astronomy and Astrophysics, 2nd ed., Saunders College Publishing - 1987, Philadelphia,, p53
[26] الشوكاني 4249.[27] روح المعاني 21120.[28] المعجم الوسيط 2591.[29] تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري ج24ص260.[30] تفسير البيضاوي ج5ص387.
[31] تفسير البغوي ج3ص498.[32] تفسير البغوي ج4ص392.[33] تفسير الألوسي ج29ص58.[34] تفسير الألوسي ج29ص57.[35] الكون لستيفن هاوكنج ص55, والانفجار الكبير لسيلك ص75.[36] الجواهر 24219.[37] الجواهر يونس 5.[38] الجواهر 621.[39] الألوسي 23239.[40] الألوسي يونس 5.[41] القاسمي 1335.
[42] ابن عاشور يس 40.[43] Laros astronomy, p62
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 67 ( الأعضاء 0 والزوار 67)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 275.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 269.76 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]