بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191303 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 664 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 951 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1105 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2020, 01:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد











صالح بن عبدالله الرشيد






فائدة:


قال أيوب عليه السلام: اللهم إنك تعلم أنه ما عرض أمران أحدهما في رضاك، والآخر في هوا نفسي إلا قدمت الذي في رضاك؛ فنودي من غمامة من عشرة آلاف صوت: يا أيوب من فعل ذلك بك؟!!!






فوضع التراب على رأسه، ثم قال: أنت أنت يا رب. اهـ[1].





وقال سفيان: دخل أبو حازم على أمير المدينة؛ فقال تكلم؛ فقلت انظر الناس ببابك إذا أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر؛ وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.






وقال ابن عيينة: سمعت مساور الوراق يقول: إنما تطيب المجالس بخفة الجلساء.






وعن سفيان عن مسعر أن رجلاً ركب البحر فكسر به؛ فوقع في جزيرة فمكث ثلاثة أيام لا يرى أحداً، ولم يأكل طعاماً ولا شراباً، فقال:




إذا شاب الغراب أتيت أهلي

وصار القار كاللبن الحليب









فأجابه مجيب لا يراه:




عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه

يكون وراءه فرج قريب









فنظر؛ فإذا سفينة قد أقبلت فلوح لهم فحملوه فأصاب خيراً كثيراً.









فائدة:


حديث الحية التي طلبت من الرجل الصالح أن يجيرها من عدوها:


أن رجلاً كان يعرف بمحمد بن حمير وكان مبتلاً بالقنص فخرج ذات يوم يتصيد؛ إذ عرضت له حية خرجت من بين قوائم شعب دابته فقامت على ذنبها، ثم قالت: أجرني أجارك الله. قال لها: من أنت؟ قالت: من أهل شهادة أن لا إله إلا الله. قال: وممن أجيرك؟ قالت: من هذا الذي خلفك إن قدر علي قطعني. قال: وأين أخبئك؟ قال: ففتحت ردائي، فقلت: ادخلي فيه. فقالت: يراني عدوي. قال فشلت طمري قلت: ادخلي بين أطماري وبطني. قالت يراني عدوي. قلت لها: فما الذي أصنع بك؟ قالت إن أردت اصطناع المعروف؛ فافتحلي فاك حتى أنساب فيه. قال. أخشى أن تقتليني. قالت: لا والله لا أقتلك. الله شاهد علي بذلك، وملائكته، وحملة عرشه، وسكان سماواته. قال محمد: فاطمأننت إلى يمينها ففتحت فمي فانسابت فيه، ثم مضيت إذ عارضني رجل ومعه صمصامة فقال: لقيت عدوي؟ قلت وما عدوك؟ قال: حية. قلت اللهم لا. واستغفرت ربي من قولي لا، مئة مرة، ثم مضيت فأخرجت رأسها من فمي؛ ثم قالت انظر؛ مضى هذا العدو؟ فالتفت فلم أرَ إنساناً. فقلت ليس أرى إنساناً؛ إن أردت أن تخرجي فاخرجي. قالت انظر ملياً. قال محمد فرميت حماليق عينيّ في الصحراء فلم أرى شبحاً ولا شخصاً. فقلت: إن أردت أن تخرجي فاخرجي فليس أرى إنساناً. قالت: الآن يا محمد اختر واحدة من اثنتين. قلت: وما هي؟ قالت: إما أن أنكت كبدك فأفتها في جوفك، أو أنكتك نكتةً فأطرح جسدك بلا روح. قال قلت: يا سبحان الله! أين العهد الذي عهدتي إلي؟؟!






قالت: أنسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم؟ فقلت لها: وليس بدٌّ من أن تقتليني؟ قالت: والله إن كان بد من قتلك. قلت لها: أمهليني حتى أصير إلى تحت هذا الجبل؛ فأمهد لنفسي موضعاً أموت فيه.






قالت شأنك. قال محمد:


فمضيت أريد الجبل، وقد أيست من الحياة؛ إذ رميت حماليق عيني نحو العرش. ثم قلت: يا لطيف الطف بلطفك الخفي، يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على عرشك؛ إلا كفيتنيها. ثم مشيت فعارضني رجل صالح صبيح الوجه، طيب الرائحة فقال لي: سلام عليكم. فقلت: وعليك السلام يا أخي. قال: مالي أراك قد تغير لونك؟ فقلت يا أخي من عدوٍ ظلمني. قال: وأين عدوك؟ قلت: في جوفي. قال لي: افتح فاك ففتحت فمي. فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء، ثم قال: امضغ وابلع؛ فمضغت وبلعت. قال: فلم ألبث إلا يسير حتى مغصتني بطني، فرميت بها من أسفل قطعةً قطعة. فتعلقت بالرجل، ثم قلت يا أخي أحمد الله الذي منّ علي بك. ثم قال: ألا تعرفني؟ قلت الله لا. قال: إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السبع سماوات إلى الله - عز وجل - فقال الله وعزتي وجلالي وجودي وارتفاعي في علو مكاني قد كان بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي فأمرني الله - وأنا الذي يقال لي المعروف، مستقري في السماء الرابعة -: أن انطلق إلى الجنة فخذ طاقةً خضراء فالحق بها عبدي محمد بن حمير، يا ابن حمير عليك باصطناع المعروف؛ فإنه يقي مصارع السوء؛ وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله - عز وجل - اهـ[2].





فائدة:


عن عمرو بن عثمان الرقي قال كنت عند سفيان بن عيينة فقال رجل: يا أبا محمد ما تقول: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء، بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس أن يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره بأن يأمرهم؛ أن يقيموا الصلاة فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا؛ ما نفعهم الإقرار الأول، فلما علم الله تعالى صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يهاجروا إلى المدينة، فأمرهم ففعلوا. ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم، أن يرجعوا إلى مكة؛ فيقاتلوا آباءهم وأبناءهم؛ حتى يقروا بمثل إقرارهم، ويشهدوا بمثل شهادتهم، فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا الصلاة، ولا الهجرة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يطوفوا بالبيت تعبداً ويحلقوا رؤوسهم تذللاً، ففعلوا ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، ولا الهجرة، ولا الرجوع إلى مكة، ولا طوافهم بالبيت، ولا حلقهم رؤوسهم. فلما علم الله ما تتابع عليهم من الفرائض ومثولهم لها قال له قل لهم: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، فمن ترك شيئاً من ذلك كسلاً أو مجوناً أدبناه عليه، وكان ناقص الإيمان ومن تركها عامداً كان بها كافراً. هذه السنة أبلغ عني من سألك من المسلمين [3].





فائدة:


عن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن رجلاً بنى بالآجر فقال: ما كنت أحسب أن في هذه الأمة مثل فرعون يريد قوله تعالى ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].






وقال رحمه الله بلغني أن الدجال يسأل عن بناء الآجر هل ظهر بعد؟


وعن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن أبا الدرداء ابتنى كنيفاً بحمص فكتب إليه: أما بعد يا عويمر أما كانت لك كفاية فيما بنت الروم؟ - عن تزيين الدنيا وتجديدها وقد أذن الله بخرابها فإذا أتاك كتابي هذا فانتقل من حمص إلى دمشق. قال سفيان عاقبه بهذا.






فائدة:


الليث بن سعد وقصته مع هارون الرشيد:


حينما حصل منه طلاق ابنة عمه زبيدة وكانا قد تلاحيا في أمر من الأمور فقال هارون: إن لم أكن من أهل الجنة فأنت طالق. فاستفتى العلماء الذين عنده وأقدم علماء الأمصار فلم يحصل له منهم الجواب عن يمينه، وقد اغتم هو وزوجته ابنة عمه غماً شديداً وكان ممن قدم عليه الليث بن سعد، فقال له الرشيد: تكلم. فقال: يخلي أمير المؤمنين مجلسه إن أراد أن يسمع كلامي. فانصرف من كان في مجلسه من الفقهاء والعلماء والناس، ثم قال: تكلم. فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين على الأمان والطاعة لي من أمير المؤمنين في جميع ما آمر به. فقال: لك ذلك. قال: يدعو أمير المؤمنين بالمصحف. فأمره به فأحضر. فقال يأخذه أمير المؤمنين فيتصفحه. فأخذه فتصفحه حتى وصل إلى سورة الرحمن حتى قرأ ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، فحلفه بالله الذي لا إله إلا هو أنك تخاف مقام الله؟ فقال: إني أخاف مقام الله. فقال: يا أمير المؤمنين فهي جنتان وليست بواحدة كما ذكر الله في كتابه، فسمعت التصفيق والفرح من خلف الستر، وقال هارون: أحسنت والله بارك الله فيك. ثم أمر بالجوائز والخلع لليث بن سعد، وأمرت له زبيدة بضعف ما أمر به الرشيد إلخ اهـ[4].





فائدة:


عن علي بن المنذر قال:


سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول: لما احتضر أخي علي بن صالح رفع بصره، ثم قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ثم خرجت نفسه رحمه الله.






وكان يقول على قوله تعالى﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، قال بلغنا أنه الصيام، أو سمعنا أنه الصيام. اهـ[5]







[1] حلية ج7.



[2] حلية ص345 ج7.



[3] حلية ص346 ج7.



[4] حلية ص377 ج7.



[5] حلية ص386 ج7.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-02-2020, 01:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(2)
صالح بن عبدالله الرشيد



قال إن لإبليس شيطانًا يقال له المتقاضي، يتقاضى من ابن آدم بعد عشرين سنة ليخبر بعملٍ قد عمله سرًّا ليظهره، فيربح عليه ما بين السر والعلانية.


قال له رجل: إني صليت صلاةً، فوجدت لها لذة، فقال: أي شيء لذَّ لك منها؟ قلت: لم يرني أحد، قال: أنت ضعيف حين خطر الناس على قلبك في الخلاء.


فائدة:
قال الكرابيسي: مثل الذين يذكرون أحمد بن حنبل مثل قومٍ يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم.


وقال يحيى بن الجلا: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني في المنام - وأشار إلى ابن أبي دؤاد، فقال: ï´؟ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ï´¾ [الأنعام: 89]، وأشار إلى أحمد بن حنبل؛ ا .هـ[1].

فائدة:
قال عبدالرحمن بن مهدي لفتى يتكلم في صفات الرب - تبارك وتعالى - ويشبه، رويدك حتى نتكلم أولاً في صفة المخلوق، فإن عجزنا عن صفة المخلوف، فنحن عن صفة الخالق أعجز، ثم ساق الحديث عن ابن عباس في قوله تعالى: ï´؟ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ï´¾ [لنجم: 18]، قال: رأى جبريل له ست مائة جناح، فبقي الغلام ينظر، فقال عبدالرحمن بن مهدي: يا بني، إني أهون عليك المسألة، وأضع عنك خمس مائة وسبع وتسعين جناح، صف لي خلقًا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين الذين ركَّبهما الله - عز وجل - حتى أعلم، فقال: يا أبا سعيد، قد عجزنا والله عن صفة المخلوق، ونحن عن صفة الخالق أعجز، فأشهدك أني قد رجعت عن ذلك، وأستغفر الله تعالى؛ ا. هـ[2].

قيل لعبدالرحمن بن مهدي: إن فلانًا صنَّف كتابًا في السنة ردًّا على فلان، فقال عبدالرحمن ردًّا بكتاب الله وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم؟ قيل بكلام، قال: ردَّ باطلاً بباطل.


وقال عبدالرحمن بن مهدي: كنت أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع، فيجلس إليّ الناس، فإذا كانوا كثيرًا فرِحت، وإذا قلوا حزِنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء لا تَعُد إليه، قال: فما عدتُ إليه؛ ا.هـ[3].

وكان يقول وذكر عنده المحدثون: لهذا الأمر قوم، العلم كثير، والعلماء قليل.


ويقول: ما يغبط اليوم إلا مؤمن في قبره.


ويقول في موت الفجأة: تخفيف على المؤمن، وأسف على الكافر، وساق السند إلى عبدالله.


وعن أبي عمار - مولى بني هاشم - قال: سألت أبا هريرة عن القدر؟ فقال: اكتفِ منه بآخر سورة الفتح: ï´؟ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ.. ï´¾ [الفتح: 29]، إلى آخر السورة، قال عبدالرحمن بن مهدي: يعني نَعتهم قبل أن يخلقهم؛ ا. هـ[4].


وحدث بالسند عن الحسن عن قيس بن عبادة، قال: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرهون الصوت عند ثلاث: عند القتال، وعند الجنائز، وعند الذكر.


وحدث بالسند إلى عثمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال إذا أصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يفجأه بلاءٌ حتى يمسي، وإذا قالها حين يمسي، فمثل ذلك.


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية، ص384، ج9.

[2] حلية، ص8، ج9.

[3] حلية، ص11، ج9.


[4] حلية، ص59، ج9.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-02-2020, 01:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(3)
صالح بن عبدالله الرشيد



قال: من أي وجهٍ أزال الرجل اللائمة عمن أساء إليه؟ قلت: لا أدري. قال من أنه قد علم أن الله تعالى هو الذي ابتلاه به.


وقال رحمه الله: شهدت مع أبي الأشعب جنازةً فسمعته يقول: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داوود حذر، أنذر أصحابك أكل الشهوات فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا؛ عقولها محجوبة عني.


قال أحمد بن أبي الحواري قلت لأبي سليمان: سهرت الليلة في ذكر النساء إلى الصباح فتغير وجهه وغضب علي، وقال: ويحك! أما استحيت منه يراك ساهراً في ذكر النساء، ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف؟ اهـ[1].

فائدة: قال أبو سليمان: إذا صلى - يعني العارف - ركعتين لم ينصرف عنهما حتى يجد طعمهما.


وقال: ما أحسب عملاً لا يوجد له في الدنيا لذة يكون له في الآخرة ثواب.


وقال: إذا لذت لك القراءة فلا تركع ولا تسجد، وإذا لذّ لك السجود فلا تركع ولا تقرأ، الأمر الذي يفتح لك فيه الزمه.


فائدة:
قال أحمد بن أبي الحواري كان أبو سليمان يقول: من عمل شيئاً من أنواع الخير بلا نية؛ أجزأته النية الأولى حين اختار الإسلام على الأديان كلها؛ لأن هذا العمل من سنن الإسلام وشعائره.


وقال: ما أوتي من أوتي إبليس، وقارون، وبلعام؛ إلا لأن أصل نياتهم على غشٍ فرجعوا إلى الغش الذي قام في قلوبهم، والله أكرم من أن يمن على عبد بصدقٍ ثم يسلبه إياه. اهـ[2].

قال أبو سليمان: كم بين من هو في صلاته لا يحس أو لا يشعر من مر به، وبين آخر يتوقع خفق النعال؛ حتى يجئ من ينظر إليه.


وقال قلت لأبي سليمان: جاء في الحديث (من أراد الحظوة فليتواضع في الطاعة) فقال لي: أي شيء التواضع في الطاعة أن لا تعجب بعملك.


قال وسمعته يقول: العارف إذا صلى ركعتين لم ينصرف منهما حتى يجد طعمهما، والآخر يصلي خمسين ركعة؛ لا يجد لها طعماً.


فائدة:
قال أبو سليمان الداراني: أنجى الأسباب من الشر الاعتزال في البلد الذي يعرف فيه والتخلص إلى خمول الذكر أين كنت، وطول الصمت، وقلة المخالطة، والاعتصام بالرب تبارك وتعالى، والعض على فلق الكسر وما نؤمن اللباس ما لم يكن مشهوراً، والتمسك بعنان الصبر، والانتظار للفرج، وترقب الموت، والاستعداد - يعني للقاء الله- مع شدة الخوف ومن لم يحسن رعاية نفسه؛ أسرع به هواه إلى الهلكة، ومن لم ينظر لنفسه لم ينظر لها غيره.


وكان يقول: طوبى لمن لزم الجادة بالانكماش، والحذر، وجعل الدنيا مزرعةً، وتنوّق في البذر؛ ليفرح غداً بالحصاد، طوبى لمن انتقل بقلبه من دار الغرور ولم يسع لها سعيها، الفكر في الدنيا حجاب عن الآخرة.. الخ.


فائدة: أحمد بن عاصم الأنطاكي:
كان يقول كل نفسٍ مسئولة فمرتهنة أو مخلصة، وفِكاك الرهون بعد قضاء الديون؛ فإذا أغلقة الرهون أكدت الديون، وإذا أكدت الديون استوجبوا السجون.


وكان رحمه الله يقول: إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح.


ويقول: استح من قبولك من نفسك، ودعواها الصدق، وقد افتضحت عندك - يعني تعلم منها عدم الصدق -.


وكان يقول: احذر هذا الوعيد، وخذ بالمحاسبة، واعقل درجتك، ولا تزهو عند الخلائق بكثرة تَقِيَّاتِك، وجوهرك جوهر الفضائح، وسيماك سيما الأبرار، واستح من الله - عز وجل - من تضييعك من قبل أن لا تستح الخزنة من المبالغة في عذابك، وليكن لك في الحق حظ ونصيب بإقرارك لله عليها بكذبها، وكن سخين العين على ما ظهر لك منها، ولتكن عندك في عداد المستدرجين، وأجرها في ميزان الكذابين.


فائدة:
قال رحمه الله تعالى: غنيمة باردة أصلح فيما بقي يغفر لك فيما مضى. ويقول: ليس المعرفة الإقرار به ولكن المعرفة التي إذا عرفت استحييت منه.


فائدة:
وكان يقول: أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال منك الحزن على ما قد فات، وألزمك الفكر في بقية عمرك، وخاتمة أمرك، وأنفع الرجاء ما سهل عليك العمل؛ لإدراك ما ترجو وأنفع الإخلاص ما نفى عنك الرياء والتزين للناس، وأنفع الشكر أن تعرف منه ما ستر عليك من مساويك؛ فلم يطلع أحداً من المخلوقين عليك، وأضر الكلام ما كان الصمت خيراً لك منه، وألزم الحق أن تلزم نفسك بأداء ما ألزمها الله تعالى من حقه وإن كان في ذلك خلاف هواك، وتلزم والديك وولدك ثم الأقرب فالأقرب فألزمهم من الحق وإن كان في ذلك خلاف هواك وخلاف أهوائهم، وأنفع العلم ما ردك عن الجهل والسفه.


فائدة:
قال رحمه الله التزين اسم لمعانٍ ثلاث: فمتزين بعلم، ومتزين بجهلٍ، ومتزين بترك التزين وهو أعمقها وأحبها إلى إبليس.


فائدة:
قال أبو عبد الله الأنطاكي: كتب أخ ليونس بن عبيد أما بعد يا أخي كيف أنت وكيف حالك؟ فكتب إليه يونس: سألتني عن حالي وأخبرك أن نفسي قد ذلت لي بصوم يومٍ بعيد الطرفين شديد الحر، ولن تذل لي بترك الكلام فيما لا يعني.


فائدة:
قال أبو عبد الله الساجي أحبوا ما شاء الله - يعني كلمة ما شاء الله - فإنه من أحب ما شاء الله لم ينزل به شيء من مقادير الله إلا أحبه. أوحى الله إلى موسى عليه السلام: يا موسى ما استحثني عبد على قضاء حاجته بمثل ما شاء الله. اهـ[3].

عن أبي عبد الله الساجي ينبغي لنا أن نكون بدعاء إخواننا أوثق منا بأعمالنا، وكان يقول: وقف أعرابي على أخٍ له حضري، فقال الحضري: كيف تجدك أبا كثير، قال: أحمد الله أي أخي ما بقاء عمر تقطعه الساعات وسلامة بدن معرض للآفات، ولقد عجبت للمؤمن كيف يكره الموت وهو سبيله إلى الثواب، وما أرانا إلا سيدركنا الموت، ونحن أبق - يعني آبقين -.


فائدة:
دعاء يعقوب عليه السلام: يا دائم المعروف الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصيه غيره رد علي ابني.


قال أبو عبد الله الساجي: قال بكر بن حنيش كيف يتقي من لا يدري من يتقي.


وقال يونس عليه السلام: يا رب أرني أحب خلقك إليك. فدفع إلى رجلٍ قد أكلت محاسن وجهه فلم يبق إلا عيناه. قال: وقد أمرني ربي أن أسلبه عينيه. فقال الرجل: الحمد لله متعتني ببصري ثم قبضته إليك وأبقيت في الأمل فيما عندك فلم تسلبنيه. اهـ[4].


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية 278 ج9.




[2] حلية 284 ج9.



[3] حلية 325 ج9.



[4] حلية 325 ج9.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-02-2020, 01:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(4)
صالح بن عبدالله الرشيد





إبراهيم المغربي










رفسته بغلة فكسرت رجله، فقال: لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مفاليس.






سعيد الشهيد المقنع بالحديد:


قال الراوي غزونا في بعض الغزوات فصاففنا العدو، فإذا بفتى إلى جانبي، وإذا هو مقنع في الحديد، فحمل على الميمنة حتى ثناها، وحمل على الميسرة حتى ثناها، وحمل على القلب حتى ثناها. ثم أنشأ يقول:




أحسن بمولاك سعيدُ ظنا

هذا الذي كنت له تمنى




تنح يا حور الجنان عنا

مالك قاتلنا ولا قتلنا




لكن إلى سيدكنَّ اشتقنا

قد علم السر وما أعلنا









قال: فحمل فقاتل فقتل منهم عددًا ثم رجع إلى مصافه، فتكالب عليه العدو، فإذا به قد حمل على الناس وأنشأ يقول:




قد كنت أرجو ورجائي لم يخب

أن لا يضيع اليوم كدي والطلب




يا من ملا تلك القصور باللعب

لولاك ما طابت ولا طاب الطرب









فحمل الثالثة وأنشأ يقول:




يا لعبة الخلد قفي ثم اسمعي

مالك قاتلنا فكفي وارجعي




ثم ارجعي إلى الجنان فاسرعي

لا تطمعي لا تطمعي لا تطمعي









قال: فحمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.






فائدة:


قال الراوي: رأيت في تيه بني إسرائيل فتى بلا زادٍ ولا راحلة فقلت له وهو يأم البيت العتيق: كيف؟ قال يا شيخ: ارفع رأسك هل ترى غيره؟ فقلت اذهب حيث شئت. اهـ.





زهير البابي:


عن عمشط بن زياد يقول: سمعت زهير بن نعيم يقول: جالست الناس منذ خمسين سنة فما رأيت أحدًا إلا وهو يتبع هواه، حتى أنه ليخطئ فيحب أن الناس قد أخطئوا. قال سهل: وسمعت من سمع زهيرًا يحلف بالله الذي لا إله هو لأنا بمن لا يؤمن بالله أشبه مني بمن يؤمن بالله. فذكرت هذا القول لعشرة من أهل الصفاء فمنهم من بكى ومنهم من صاح، ومنهم من انتفض، ومنهم من بهت[1].






فائدة:


قال سهل بن عبد الله: لا تفتش عن مساوئ ورداءة أخلاق الناس، ولكن فتش وابحث في أخلاق الإسلام مالك فيه حتى تسلم، ويعظم قدره في نفسك. قال: الصبر صنفان: أهل الدنيا يصبرون للدنيا حتى ينالوا منها، وأهل الآخرة يصبرون على آخرتهم؛ حتى ينالوا منها. اهـ.





وقال: المؤمن من راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده.






وقال: من اشتغل بما لا يعنيه نال العدو منه حاجته في يقظته ومنامه.






وقال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله لا صادقين ولا كاذبين، ولا يغتابون، ولا يغتاب عندهم، ولا يشبعون بطونهم، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يتكلمون إلا والاستثناء في كلامهم، ولا يمزحون أصلاً.






ويقول: المؤمن أكرم على الله أن يجعل رزقه من حيث يحتسب يطمع المؤمن في موضع فيمنع من ذلك ويأتيه من حيث لا يحتسب.






ويقول: أيما عبد لم يتورع ولم يستعمل الورع في عمله؛ انتشرت جوارحه في المعاصي وصار قلبه بيد الشيطان؛ فإذا عمل بالعلم دله على الورع فإذا تورع صار القلب مع الله، وإنما سموا ملوك لأنهم ملكوا أنفسهم وقهروها فالعارفون مالكون لأنفسهم مستظهرون عليها، والغافلون ملكتهم أنفسهم واستظهرت عليهم بتلوين أهوائها وبلوغ محابها ومناها في الأقوال والأحوال وسائر الأفعال.






وقال رحمه الله: يرفع من المنسوبين إلى الصلاح في آخر الزمان الخشية والورع والمراقبة؛ فيكون بدل الخشية وساوس الدنيا، وبدل الورع وساوس العدو، وبدل المراقبة حديث النفس ووساوسها لأنه لا يبالي بما أكل ولا ما اغتاب ولا ما نظر إلى الحرام وما نهى الله عنه[2].






فائدة:


أذن معاوية للناس يومًا فدخلوا عليه فاحتفل المجلس وهو على سريره، فأجال بصره فيهم فقال: أنشدوني لقدماء العرب ثلاثة أبيات جامعة من أجمع ما قالتها العرب، ثم قال: يا أبا خبيب فقال: مهيم، قال أنشد ذلك، فقال: نعم يا أمير المؤمنين بثلاثمائة ألف كل بيت بمائة ألف، قال: نعم إن ساوت، قال أنت بالخيار، وأنت واف كاف، فأنشده للأفوه الأزدي:




بلوت الناس قرنًا بعد قرن

فلم أر غير ختال وقال









فقال معاوية: صدق.




ولم أرفي الخطوب أشدو قعًا

وكيدًا من معادات الرجال









فقال معاوية: صدق.




وذقت مرارة الأشياء طرًّا

فما شيء أمر من السؤال









فقال: صدق[3].






فائدة:


قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة؛ فاستكثروا منها في أوان كسادها؛ فإنه لو قد جاء أوان نفاقها لم تصل منها لا إلى قليلٍ ولا إلى كثير.






سئل أبو حازم عن حب الدنيا. قال: إن الله حببها إلينا فإذا لم نأخذ شيئًا يكرهه الله، ولم نمنع شيئًا يحبه الله لم يضرنا حبنا إياها.






فائدة:


كان ربيعة بن عبد الرحمن يومًا جالسًا؛ فغطى وجهه وبكى. فقيل له في ذلك. فقال رياء ظاهر وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كالصبيان ما أمروهم به ائتمروا، وما نهوهم عنه انتهوا[4].






فائدة:


كتاب أبي حازم الأعرج إلى الزهري:


كتب أبو حازم الأعرج إلى الزهري: عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن، ورحمك من النار. فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك منها، أصبحت شيخًا كبيرًا قد أثقلتك نعم الله عليك، بما أصح من بدنك وأطال من عمرك، وعلمت حجج الله تعالى مما حملك من كتابه، وفقهك فيه من دينه، وفهمك من سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - . فرمى بك في كل نعمة أنعمها عليك، وكل حجة يحتج بها عليك، الغرض الأقصى. ابتلى في ذلك شكرك، وأبدى فيه فضله عليك، وقد قال: ï´؟ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ï´¾ [إبراهيم:7]، انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي الله - عز وجل -؟ فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، وعن حججه عليك كيف قضيتها، ولا تحسبن الله راضيًا منك بالتغرير، ولا قابلاً منك التقصير، هيهات ليس كذلك، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال تعالى: ï´؟ لتُبَيِّنُنَّهُ للناس وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ï´¾ [آل عمران: 187]، الآية. إنك تقول جدل، ماهر عالم قد جادلت الناس فجدلتهم، وخاصمتهم فخصمتهم، إدلالاً منك بفهمك، واقتدارًا منك برأيك، فأين تذهب، عن قول الله - عز وجل -: ï´؟ هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ï´¾ [النساء: 109]، الآية. اعلم أن أدنى ما ارتكبت، وأعظم ما احتقبت، أن آنست الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك، حين أدنيت، وإجابتك حين دعيت، فما أخلقك أن تبوء بإثمك غدًا مع الجرمة، وأن تسأل عما أردت بإغضائك عن ظلم الظلمة، إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك، ودنوت ممن لا يرد على أحد حقًا ولا ترك باطلاً حين أدناك، وأحببت من أراد التدليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطبًا تدور رحى باطلهم عليك، وجسرًا يعبرون بك إلى بلائهم، وسلمًا إلى ضلالتهم وداعيًا إلى غيهم، سالكًا سبيلهم. يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم تبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم لهم، إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك، وما أقل ما أعطوك في كثير ما أخذوه منك. فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسئول. وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرًا وكبيرًا، وكيف قربك وبعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبًا. مالك لا تنتبه من نعستك. وتستقيل من عثرتك، فتقول والله ما قمت لله مقامًا واحدًا أحيى له فيه دينًا، ولا أميت له فيه باطلاً، إنما شكرك لمن استحملك كتابه، واستودعك علمه. ما يؤمنك أن تكون من الذين قال الله تعالى: ï´؟ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى ï´¾ [لأعراف: 169]، الآية. إنك لست في دار مقام. قد أوذنت بالرحيل، ما بقاء المرء بعد أقرانه. طوبى لمن كان مع الدنيا في وجل، يا بؤس من يموت وتبقى ذنوبه من بعده. إنك لم تؤمر بالنظر لوارثك على نفسك، ليس أحد أهلاً أن تردفه على ظهرك.






ذهبت اللذة، وبقيت التبعة، ما أشقى من سعد بكسبه غيره، احذر فقد أتيت، وتخلص فقد أدهيت، إنك تعامل من لا يجهل، والذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهز فقد دنا منك سفر، وداو دينك فقد دخله سقم شديد، ولا تحسبن أني أردت توبيخك أو تعييرك وتعنيفك، ولكني أدرت أن تنعش ما فات من رأيك، وترد عليك ما عزب عنك من حلمك، وذكرت قوله تعالى: ï´؟ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الذاريات: 55]، أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك وبقيت بعدهم كقرن أعضب. فانظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت به. أو دخلوا في مثل ما دخلت فيه. وهل تراه ادخر لك خيرًا منعوه. أو علمك شيئًا جهلوه. بل جهلت ما ابتليت به من حالك في صدور العامة, وكلفهم بك أن صاروا يقتدون برأيك ويعملون بأمرك، إن أحللت أحلوا، وإن حرمت حرموا، وليس ذلك عندك. ولكنهم إكبابهم عليك، ورغبتهم فيما في يديك ذهاب عملهم، وغلبة الجهل عليك وعليهم، وطلب حب الرياسة وطلب الدنيا منك ومنهم، أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة. وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟ ابتليتهم بالشغل عن مكاسبهم، وفتنتهم بما رأوا من أثر العلم عليك، وتاقت أنفسهم إلى أن يدركوا بالعلم ما أدركت، ويبلغوا منه مثل الذي بلغت، فوقعوا بك في بحر لا يدرك قعره، وفي بلاء لا يقدر قدره، فالله لنا ولك ولهم المستعان.






واعلم أن الجاه جاهان: جاه يجريه الله تعالى على يدي أوليائه لأوليائه، الخامل ذكرهم، الخافية شخوصهم، ولقد جاء نعتهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة". فهؤلاء أولياء الله الذي قال الله تعالى فيهم: ï´؟ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [المجادلة: 22]، وجاه يجريه الله تعالى على يدي أعدائه لأوليائه، ومقت يقذفها الله في قلوبهم لهم، فيعظمهم الناس بتعظيم أولئك لهم، ويرغب الناس فيما في أيديهم لرغبة أولئك فيه إليهم: ï´؟ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ï´¾ [المجادلة: 19]، وما أخوفني أن تكون ممن ينظر لمن عاش مستورًا عليه في دينه، مقتورًا عليه في رزقه، معزولة عنه البلايا، مصروفة عنه الفتن في عنفوان شبابه، وظهور جلده، وكمال شهوته، فعنى بذلك دهره، حتى إذا كبر سنه، ورق عظمه، وضعفت قوته، وانقطعت شهوته ولذته، فتحت عليه الدنيا شر فتوح، فلزمته تبعتها، ولقته فتنتها، وأعشت عينيه زهرتها، وصفت لغيره منفعتها، فسبحان الله ما أبين هذا الغبن، وأخسر هذا الأمر، فهلا إذا عرضت لك فتنتها ذكرت أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه في كتابه إلى سعد حين خاف عليه مثل الذي وقعت فيه عند ما فتح الله على سعد:


أما بعد فأعرض عن زهرة ما أنت فيه حتى تلقى الماضين الذين دفنوا في أسمائهم، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم وبين الله حجاب، لم تفتنهم الدنيا ولم يفتنوا بها، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا. فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا في سنه، والجاهل في علمه، المأفون في رأيه المدخول في عقله. إنا لله وإنا إليه راجعون. على من المعول؟ وعند من المستعتب. نحتسب عند الله مصيبتنا، ونشكو إليه بثنا، وما نرى منك ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته[5].






المصدر: مجمع الفوائد






[1] حلية الأولياء - ( ج10/ ص157).




[2] حلية الأولياء - (ج10/ص215).




[3] البداية والنهاية - (ج8/ص371).





[4] حلية الأولياء - (ج10/ص197).





[5] حلية الأولياء - (ج3م ص 386، 285، 284، 283).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-02-2020, 01:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(5)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
قال عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كنا مواقفي العدوَّ يوم بدر، وابنا عفراء الأنصاريان مكتنفاي، وليس قربي أحد غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفني ها هنا؟! فلو كان شيء لأجلي هذان الغلامان عني، وتركاني. فبينا أنا أحدث نفسي أن أنصرف إذ التفت إلي أحدهما فقال: أي عم، هل تعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما تريد منه يا ابن أخي؟ فقال: أرنيه، فإني أعطيت الله عهدًا إن عاينته أن أضربه بسيفي حتى أقتله أو يحال بيني وبينه. فالتفت إلى الآخر فسألني عن مثل ما سألني عنه أخوه، وقال مثل مقالته، فبينا أنا كذلك إذا برز أبو جهل على فرس ذنوب يقوم الصف. فقالت: هذا أبو جهل. فضرب أحدهما فرسه، حتى إذا اجتمع له حمله عليه، فضربه بسيفه فأندر فخذه، ووقع أبو جهل، وتحمل عضروط كان مع أبي جهل - على ابن عفراء فقتله، فحمل ابن عفراء الآخر على الذي قتل أخاه فقتله. وكانت هزيمة المشركين[1].

فائدة:
قيل لسهل بن عبد الله كيف يقوى إيمانه - يعني العبد - قال: بعلمه أنه عبد الله وأن الله مولاه وشاهده، عالم به وبضمائره، قائم عليه.


قال الله - عز وجل -: ï´؟ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ï´¾ [الرعد: 33]، ويعلم أن مضرته ومنفعته بيده، قادر على فرحه وسروره، قادر على غمه وأنه به رءوف رحيم. ولابد أن يلزم قلبه مشاهدة الله إياه، وقيامه عليه وأنه مطلع على ضميره، قال الله - عز وجل -: ï´؟ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ï´¾ [البقرة: 235]، فيراه بقلبه قريبًا منه فيستحي منه ويخافه ويرجوه ويحبه ويؤثره ويلتجئ إليه ويظهر فقره وفاقته له، وينقطع إليه في جميع أحواله. فهذه ما لابد للخلق أجمعين منها أن يعملوا بها، بعث الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام بهذا ولهذا وفي هذا، وأنزل الكتاب لهذا، وجاءت الآثار عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- على هذا، وعن أصحابه والتابعين وعملوا به حتى فارقوا الدنيا، وكانوا على هذا، لا ينكر إلا جاهل[2].


فائدة:
قال في حاشية الزاد (ورطوبة فرج المرأة طاهر كالعرق والريق، والمخاط). اهـ[3].

فائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد تنازع العلماء في السنن الرواتب مع الفريضة. فمنهم من لم يوقت في ذلك شيئًا. ومنهم من وقت أشياء بأحاديث ضعيفة؛ بل أحاديث يعلم أهل العلم بالحديث أنها موضوعة كمن يوقت ستًا قبل الظهر وأربعًا بعدها وأربعًا قبل العصر وأربعًا قبل العشاء وأربعًا بعدها ونحو ذلك. والصواب في هذا الباب القول بما ثبت في الأحاديث الصحيحة دون ما عارضها وقد ثبت في الصحيح ثلاثة أحاديث: حديث ابن عمر قال: "حفظت عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر" وحديث عائشة "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الظهر أربعًا" وهو في الصحيح أيضًا وسائره في صحيح مسلم كحديث ابن عمر وهكذا في الصحيح وفي رواية صححها الترمذي صلى قبل الظهر ركعتين. وحديث أم حبيبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة بنى الله له بيتًا في الجنة " وقد جاء في السنن تفسيرها: (أربعًا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر فهذا الحديث الصحيح فيه أنه رغب بقوله في ثنتي عشرة ركعة. وفي الحديثين الصحيحين: أنه كان يصلي مع المكتوبة إما عشر ركعات وإما اثنتي عشرة ركعة وكان يقوم من الليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فكان مجموع صلاة الفريضة والنافلة في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة كان يوتر صلاة النهار بالمغرب ويوتر صلاة الليل بوتر الليل[4].


سهل بن عبد الله:
فائدة:
قال: البلوى من الله على وجهين: بلوى رحمة، وبلوى عقوبة. فبلوى الرحمة تبعث صاحبها على إظهار فقره إلى الله تعالى وترك التدبير. وبلوى العقوبة تبعث صاحبها على اختياره وتدبيره[5].


عن ابن عمر- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لله - عز وجل - عبادًا خصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها؛ فإذا منعوها حولها منهم وجعلها في غيرهم".


فائدة:
بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الزبير إمساك "فأخذ بعمامته فجذبها إليه وقال: يا ابن العوام أنا رسول الله إليك وإلى الخاص والعام، يقول الله - عز وجل -: أَنفِق أُنفِق عليك، ولا ترد فيشتد عليك الطلب، إن في هذه السماء بابًا مفتوحًا ينزل منه رزق كل امرئ بقدر نفقته أو صدقته ونيته، "فمن قلل قلل عليه، ومن كثر كثر عليه "فكان الزبير بعد ذلك يعطي يمينًا وشمالاً[6].


علي بن معبد:
فائدة:
يقول كتبت كتابًا فأخذت طينًا من حائط - يعني يتربه - فوقع في نفسي منه شيء فقلت: تراب، وما تراب؛ فرأيت فيما يرى النائم كأني يقال لي سيعلم الذي يقول وما تراب!


المصدر: مجمع الفوائد


[1] أسد الغابة- (ج4/ص382).

[2] حلية الأولياء - (ج10/ص220).

[3] الروض المريع حاشية الزاد ج1 ص364.

[4] مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج22/ص281، 280).

[5] حلية الأولياء - (ج10/ص227).


[6] حلية الأولياء - (ج10/ص227).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20-02-2020, 01:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(6)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة:



عن أبي عبدالله المغربي، كان يقول لي شيخ أصحبه يشرب في كل أربعة أشهر شربة من ماء - يعني بصاحبه: علي بن رزين - عاش مئة وعشرين سنة.




وكان أبو عبد الله المغربي مات عن مئة وعشرين سنة.




فائدة:

قال أبو عبدالله المغربي: المخصوصون من الله - عز وجل - على منازل ثلاثة: منهم من ضن بهم عن البلاء لكيلا يستغرق الجزع صبرهم فيجدون في صدورهم حرجًا من قضائه أو يكرهون حكمه. ومنهم من يضن بهم عن مجاورة العصاة ومخالطتهم لتسلم قلوبهم وصدورهم للعالم. ومنهم من صب عليهم البلاء صبًّا وأمدهم بالصبر والرضا، فما ازدادوا بالبلاء إلا حبًّا ورضًا بحكمه. ولله عباد أوجدهم نعمًا مجردة عليهم، وأسبغ عليهم ظاهر العلم وباطنه، وأحمل عن الناس ذكرهم[1].




قال حمدون بن أحمد: لا أحد أدون ممن يتزين لدار فانية، ويتحمد إلى من لا يملك ضره، ولا نفعه.




وتسفه رجل عليه فسكت - حمدون - وقال: تسفه رجل على إسحاق الحنظلي فاحتمله وقال: لأي شيءٍ تعلمنا العلم. اهـ



يوسف الرازي:


كان يقول علم القوم بأن الله يراهم فاستحيوا من نظره أن يراعوا شيئًا سواه، ومن ذكر الله بحقيقة ذكره؛ نسي ذكر غيره ومن نسي ذكر كل شيءٍ في ذكره؛ حفظ عليه كل شيء إذ كان الله له عوضًا من كل شيء.




وسئل: فيما يجد العبد الخلاص؟ قال: الخلاص في الإخلاص؛ فإذا أخلص تخلص. قيل: فما علامة الإخلاص؟ قال إذا لم يكن في عملك محبة حمد المخلوقين، ولا مخافة ذمهم؛ فأنت مخلص. اهـ[2].



فائدة:

قال أبو عبد الله: خمسة أدعوا لهم في دبر كل صلاة؛ أبواي، والشافعي، وأبو زرعة، وآخر ذهب عني اسمه.




قال أبو عثمان الحيري: موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم. وكان يقول الخوف من الله يوصلك إلى الله. والكبر والعجب في نفسك؛ يقطعك عن الله، واحتقار الناس في نفسك مرض لا يداوى[3].




فائدة:

قال الجنيد بن محمد: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه؛ لا يقتدى به.




وكان يقول: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول واتبع سنته، ولزم طريقته.




قال علي بن حبيش: سمعت محمد الجنيد يقول: سألت عن المعرفة. كيف تحيط المعرفة بمن لا تلحقه الفكرة، ولا تحيط به العقول ولا تتوهمه الأذهان، وأعلم خلقه به، أشدهم إقرارًا بالعجز عن إدراك عظمته سبحانه الله وتعالى.




وقال رحمه الله:

إن لله عبادًا صحبوا الدنيا بأبدانهم، وفارقوها بعقود إيمانهم، أشرف بهم على اليقين على ما هم إليه صائرون، وفيه مقيمون وإليه راجعون، فهربوا من مطالبة نفوسهم الأمارة بالسوء، الداعية إلى المهالك، المعينة للأعداء المتبعة للهوى، المنغمسة في البلاء إلى قبول داعي التنزيل، المحكم الذي لا يحتمل التأويل، إذ سمعوه يقول: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ï´¾ [لأنفال: 24]، فأسرعوا إلى حذف العلائق المشغلة قلوبهم، وصدقوا الله في معاملته، وأحسنوا الأدب فيما توجهوا إليه، وهانت عليهم المصائب، وعرفوا قدر ما يطلبون، فاغتنموا سلامة الأوقات وسلامة الجوارح، وأماتوا شهوات النفوس، وسجنوا همومهم عن التلفت إلى مذكور سوى وليهم! وحرسوا قلوبهم عن التطلع في مراقي الغفلة، وأقاموا عليها رقيبًا من علم من لا يخفى عليه مثقال ذرة في بر ولا بحر، فانقادت تلك النفوس بعد اعتياصها، واستبقت منافسة لأبناء جنسها، فصار شغلها بالله متصل وعن غيره منفصل، نظروا بقلوبهم قوله تعال: ï´؟ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ï´¾ [الأنبياء: 103]، وقوله تعالىï´؟ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ï´¾ [فصلت: 31][4].




المصدر: مجمع الفوائد




[1] حلية الأولياء - (ج10/ص242).




[2] حلية الأولياء - (ج10/ص260).




[3] حلية الأولياء - (ج10/ص261).




[4] حلية الأولياء - (ج10/ص280) بتصرف.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20-02-2020, 01:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(7)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
كان الجنيد يقول: الورع في الكلام أشد منه في الاكتساب. وكان يقول: لا تسكن إلى نفسك وإن دامت طاعتها لك في طاعة ربك.


وسئل عن الدنيا ماهي؟ قال ما دنى من القلب وشغل عن الله. اهـ[1].

فائدة:
أبو جعفر بن الفرجي:

رأى رجلاً يضرب ثم رد إلى السجن، والناس يتعجبون من صبره على الجلد؛ فجئت إليه. فقلت: مسالة؟ قال: ما مسألتك؟ قلت: أسهل ما يكون الضرب عليكم أي وقتٍ؟ قال: إذا كان من ضُربنا له يرانا. قال: فصحت ولم أملك السكوت.

فائدة:
أبو عبدالله البخاري:
قال محمد البلخي: سمعت أبي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره؛ فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا هذه! قد رد الله على ابنك بصره؛ لكثرة بكائكِ أو لكثرة دعائك؛ فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره.

فائدة:
سعيد بن حامد:
قلت لأبي عبد الله كيف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قلت كم كان سنك؟ قال: عشر سنين أو أقل.


وقال قبل موته بشهر: كتبت عن ألف وثمانين رجلاً ليس فيهم إلا صاحب حديث، كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.


وقال حججت ورجع أخي بأمي وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثماني عشرة؛ جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.


وقال رحمه الله: ما وضعت في كتابي - الصحيح - حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

فائدة:
محمد بن يوسف:
سمعت النجم بن الفضيل يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه، فكلما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه، وضع محمد بن إسماعيل قدمه في المكان الذي رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه.


وسمعت إبراهيم الخواص يقول: رأيت أبا زرعة كالصبي بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث.


وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يومًا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما علي وألححتما، فاعرضا علي ما كتبتما.


فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه.


ثم قال: أترون أني أختلف هدرًا، وأضيع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.


قال: وسمعتهما يقولان: كان أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف، أكثرهم ممن يكتب عنه.


وكان شابًا لم يخرج وجهه.


وقال أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ: سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس، فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل البخاري عن حديث من عشرته، فقال: لا أعرفه.


وسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. وكذلك حتى فرغ من عشرته.


فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض، ويقولون: الرجل فهم.


ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز، ثم انتدب آخر، ففعل كما فعل الأول. والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس، وهو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فكذا، والثاني كذا، والثالث كذا إلى العشرة، فرد كل متن إلى إسناده. وفعل بالآخرين مثل ذلك. فأقر له الناس بالحفظ.


وكان رحمه الله يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف غير صحيح.


وكان رحمه الله يختم في رمضان كل يومٍ ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.


ويقول: أرجوا أن ألقى الله، ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.


ويقول: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.


وعن الفربري: قال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال لي: أين تريد فقلت أريد محمد بن إسماعيل البخاري. فقال: أقرئه مني السلام[2].


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء - (ج10/ص292).

[2] مختصر أعلام النبلاء (ص1013ج3).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20-02-2020, 01:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(8)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:

قال أبو حفص النيسابوري: من لم يزن أحواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره؛ فلا تعده.


مسلم بن الحجاج:

كان يقول صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثة مئة ألف حديث[1].


فائدة:
قال ابن منده: سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم.


وقال مسلم رحمه الله عرضت كتابي هذا على أبي زرعة؛ فكل ما أشار علي في هذا الكتاب المسند أن له علة وسببًا تركته، وكل ما قال إنه صحيح ليس له علة؛ فهو الذي أخرجت.


فائدة:
قال يحيى بن معاذ: لست أبكي على نفسي أن ماتت؛ إنما أبكي على حاجتي أن فاتت.


وقال: لا يفلح من شمت منه رائحة الرئاسة.


وقال: مسكين ابن آدم قلع الأحجار أهون عليه من ترك الأوزار.


وقال: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالذنوب.


فائدة:
ابن عبدوس أتاه رجلٌ فقال: ما تقول في الإيمان؟ قال: أنا مؤمن. فقال: عند الله؟ قال: أما عند الله فلا أقطع لنفسي بذلك؛ لأني لا أدري بم يختم لي؛ فبصق الرجل في وجهه فعمي الرجل من وقته[2].


فائدة:
عن ابن وارة يقول: حضرت أنا وأبو حاتم عند وفاة أبي زرعة، فقلنا: كيف نلقن مثل أبي زرعة؟ فقلت: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر.


وقال أبو حاتم: حدثنا بندار في آخرين، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبدالحميد، ففتح عينيه، وقال: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا عبد الحميد، حدثنا صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله» وخرج روحه معه.


ورئي أبو زرعة يؤم الملائكة في السماء الرابعة؛ فقيل بم نلت هذه المنزلة قال برفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند الرفع منه.


ورئي في المنام: ألحقوا أبا عبيدالله بأصحابه - يعني أبا زرعة - وهم: أبو عبدالله، وأبو عبدالله، وأبو عبدالله سفيان ومالك وأحمد بن حنبل[3].


أبو داوود:

قال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو داوود كتاب السنن ألين لأبي داوود الحديث كما ألين لداود الحديد.


وجاء إليه سهل بن عبد الله التستري؛ فرحب به أبو داوود، وأجلسه إلى جنبه، فقال سهل: لي إليك حاجة. قال: وما هي؟ قال سهل: حتى تقول قضيتها إن أمكن. قال: نعم. قال سهل: أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبله، فأخرج إليه لسانه فقبله.


قال أبو داوود في سننه: شبرت قثاةً بمصر ثلاثة عشر شبرًا، ورأيت أترجةً على بعيرٍ وقد قطعت قطعتين، وعملت مثل عدلين. اهـ.

كان أبو داوود رحمه الله على مذهب السلف في اتباع السنة، والتسليم لها، وترك الخوض في الكلام، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد رحمه الله، ولازم مجلسه مدة وسأله عن دقائق المسائل في الفروع والأصول، وكان يشبه بأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى[4].



فائدة:
كتب الأوزاعي إلى أخٍ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يومٍ وليلة؛ فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به، والسلام[5].


عن الأوزاعي: كنا نمزح ونضحك، فأما إذ صرنا يقتدى بنا؛ فما أرى يسعنا التبسم، وقال رحمه الله: من أكثر ذكر الموت؛ كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.


قال بعض السلف: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا.


قال بشر بن الوليد: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع، وكان لا يكلم أحدًا بعد صلاة الفجر؛ حتى يذكر الله تعالى فإن كلمه أحد أجابه.


وقال رحمه الله: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم؛ فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه، وكان من الخاسرين[6].


المصدر: مجمع الفوائد

[1] مختصر أعلام النبلاء (ص1035ج3).

[2] مختصر أعلام النبلاء (ص1051ج3).


[3] مختصر أعلام النبلاء (ص1054ج3).

[4] مختصر أعلام النبلاء (ص1070ج3).

[5] الحلية (ج6 ص151).

[6] الحلية (ج6 ص154).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20-02-2020, 01:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(9)
صالح بن عبدالله الرشيد






فائدة:

قال في نيل الأوطار: وأخرج مسلم من حديث البراء أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعد الصلاة (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك)[1].




فائدة:

ذكر آيات السكينة في كتاب الله تعالى:


قوله تعالى ï´؟ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ï´¾ [البقرة: 248].




ï´؟ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ï´¾ [التوبة: 26].




ï´؟ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ï´¾ [التوبة: 40].




ï´؟ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ï´¾ [الفتح: 4].






ï´؟ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ï´¾ [الفتح: 18].




ï´؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ï´¾ [الفتح: 26].




فائدة:

في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ قبضةً من التراب فألقاها في القبر، ثم قال ï´؟ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ï´¾ [طـه: 55][2].




فائدة:

عن الحارث بن عبدالله الثقفي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده أن يطوف بالبيت"[3] واللفظ ظاهر في العموم.




فائدة:

عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح فقال التمس صاحبًا قال فجاءني عمرو بن أمية الضمري فقال بلغني أنك تريد الخروج وتلتمس صاحبًا قال قلت أجل قال فأنا لك صاحب قال فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت قد وجدت صاحبًا قال فقال من قلت عمرو بن أمية الضمري قال إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل أخوك البكري لا تأمنه فخرجنا حتى إذا كنت بالأبواء قال إني أريد حاجة إلى قومي بودَّان فتلبث لي قلت راشدًا فلما ولى ذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط قال وأوضعت فسبقته فلما رآني قد فته انصرفوا وجاءني فقال كانت لي إلى قومي حاجة قال قلت أجل ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان[4].





[1] نيل الأوطار (ج2 ص351).




[2] حاشية الزاد (ص91).




[3] شرح العمد في بيان مناسك الحج والعمرة (ج3 ص571).




[4] سنن أبي داود - (ج12/ص500).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20-02-2020, 01:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(10)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
قال شيخ الإسلام: إذا ذبحت الذبيحة لغير الأكل فإنها لا تحل[1].



فائدة:
ذكر ابن القيم في الفوائد: من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة أو خوف نقصان أو طلب صحة أو فرار من سقم وعلم أن الله على كلٍ شيءٍ قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير، وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وأنه أعلم بمصلحته من العبد، وأقد على جلبها وتحصيلها، وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخر، فألقى نفسه بين يديه، وسلم الأمر كله إليه فاستراح حينئذٍ من الهموم والغموم والأنكاد، فتولى سبحانه أمره وأراه لطفه وبره ورحمته وإحسانه من غير تعبٍ من العبد ولا نصب؛ لأنه قد صرف اهتمامه كله إليه وجعله وحده همه؛ فما أطيب عيشه، وما أنعم قلبه، وأعظم سروره.


وإن أبى العبد إلا تدبيره هو لنفسه واختياره لها دون ربه خلاه وما اختاره، وولاه ما تولى، فحظره الهم والغم والحزن والنكد وسوء الحال؛ فلا قلب يصفو ولا عمل يزكو ولا راحة يفوز بها؛ فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظفر منها بأمل.



فائدة:
ذكر ابن النحاس في التنبيه قال: وفي صحيح ابن خزيمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم؛ رجل أم قومًا وهم له كارهون، رجل صلى على جنازة ولم يؤمر، وامرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه"[2].



فائدة:
قال ابن القيم في الفوائد: إذا دفعت الخاطر الوارد عليك؛ اندفع عنك ما بعده، وإن قبلته صار فكرًا جوالاً، ومن المعلوم أن إصلاح الخاطر أسهل من إصلاح الأفكار؛ فالفكر فيما لا يعني باب كل شر.


وقال رحمه الله: العمر بآخره، والعمل بخاتمته، من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه[3].



فائدة:
ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في التاريخ فتح المدائن وهي مستقر ملك كسرى وذلك بإمرة سعد بن أبي وقاص فليراجع ص64 ج7.


المصدر: مجمع الفوائد.


[1] فتاوى شيخ الإسلام (ج6 ص58).

[2] التنبيه لابن النحاس (ص184)، وصحيح ابن خزيمة - باب الزجر عن إمامة المرء من يكره إمامته

[3] الفوائد ص159.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 224.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 218.47 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]