طريق الفرح خلف أبواب الوحدة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2019, 02:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي طريق الفرح خلف أبواب الوحدة

طريق الفرح خلف أبواب الوحدة


تهاني الشروني


في لحظة استرخاء وتأمل اختلستها من انشغالي، والأعمال المطلوبة مني، سرحت بفكري إلى ما مضى من أعوام حياتي، وتوقفت عند مرحلة فارقة في مشواري.. عندما تزوج ابني، فقد كانت هذه الفترة بداية محنة تحولت إلى منحة كبيرة.
كانت بداية التغير الذي طرأ على أسرتي الصغيرة التي رحل عنها الأب منذ زمن بعيد، عندما تزوجت ابنتى وسافرت مع زوجها، وهذا التغيير كان إيجابيًا، فالأمور بيننا كانت منضبطة، تأتي عندنا في الأجازة، وتتصل بشكل دائم ومستمر كلما أمكنها ذلك، فهي موظفة وأنا أراعي هذا وأدعو لها بالتوفيق، ولا أنتظر منها فوق ما تطيق.
وتزوج ابنى بعد ذلك، وكنت قد كرست له كل وقتى.. أهتم به وأرتب أموره، أعد له ما يشتهي من الطعام، وأتفقد أسباب راحته، نجلس سويًا لتجاذب أطراف الحديث، وربما قمنا بالتمشية الممتعة عندما يطيب الجو.
ومضت سنة الحياة، فبدأ يرتب لحياته الزوجية، ولطالما دعوت الله له أن يرزقه بالزوجة الصالحة، ليطمئن قلبي عليه، وأنعم برؤية أولاده، وقد استجاب الله لي ووفقه للإنسانة المناسبة، وأشرت عليه أن يقيما معي، فالمنزل كبير، وإمكانياته محدودة، وبالفعل أقاما معي في بداية زواجهما.
أخذت على عاتقي أن أقوم بمعظم الأشياء حتى ترتاح العروس الجديدة، ولكن سرعان ما تغيرت الأمور، وإذا بابني يصارحني أنهما سينتقلان إلى منزل صغير مستقل، وأن هذا سيكون أفضل لنا جميعا، وقطع لي العهود الكثيرة بأنه لن يبتعد عني، فأنا الأصل كما كان يقول ويردد، وأنهما لن يفارقاني، وخاصة في ظل تعلقي بحفيدي أول طفل لهما.
لا أنكر أن هذا اليوم هزَّني كثيرا، وأن هذا القرار أخافني، وأصبحت أترقب عاجزة ما ستؤول إليه حياتي.
وبالفعل اجتهد ابني وزوجته أن يكونا معي، وخاصة في البداية، ثم بدأت الأمور تتغير فهو يتعب كثيرا في عمله، وزوجته منشغلة دائما ببيتها وابنها وأهلها، حرصا في البداية أن يمضيا معي يوم الأجازة، ثم بداْ ذلك يتغير وأصبح مجيئهما على فترات.
كانت أجازة ابنتي تجمعنا في أحلى الأوقات لكن سرعان ما يعود الكل إلى عمله وحياته، وأظل مع وحدتي أكابدها، وأحاول أن أنشغل بأي شئ، وأقضي وقتا طويلا في تنظيف وترتيب المنزل، وهو أصلا نظيف ومرتب لا يكاد يعكر نظامه وأناقته شيء.. أو أن أنشغل بإعداد طعام ثم لا يأكله أحد، فتراكم عندي الطعام المحفوظ.
وخشيت على نفسي فأنا لا أستطيع أن أحيا بلا هدف، اعتدت دومًا على النشاط والإنجاز وتحمل المسئولية، أن أذوب في الاهتمام بمن حولي وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم، وأخاف أن تمضي أيامي متشابهة لا طائل من ورائها.
وتضرعت إلى الله كثيرا ألا يكلني إلى نفسي طرفة عين، فقط طالت وحدتي جدًا، ولم يعد لي عمل إلا التفكير في الماضي، واسترجاع الذكريات، وفي أحيان كثيرة لا أتمالك نفسي من البكاء، وأظل أنتظر في مكاني والهاتف بيدي، لعل مكالمة تأتيني من ولديّ، يطلبان مني شيئا، أو يخبراني بزيارة وشيكة.. ولكن مكالماتهما غالبًا ما كانت قصيرة خاطفة للاطمئنان السريع على أحوالي.
في أحد الأيام وأنا على هذا الحال طرق الباب، وإذا بابنة جارة لي تجمعني بها علاقة طيبة، جاءت هذه الابنة تطلب منى أن أساعدها في فهم أحد النصوص البلاغية المقررة عليها، وقد أخبرتها والدتها أنني على دراية ودراسة للغة العربية، وأخذني هذا الطلب المفاجئ ليقذف بي إلى عهد بعيد، وإذا بالكلمات والمعلومات تنساب، والشرح والتفسير يتدفقان، فلم تتمالك الفتاة الصغيرة نفسها من الانبهار، وأخذت تشكرني بشدة، وبعد أن خرجت شعرت بانشراح في صدري، وأسرعت إلى مكتبتي التي أهملتها طويلا، وأحسست بفرحة كل كتاب تلمسه يدي، وكأنه اشتاق إليّ بعد أن طالت وحدته على الرف.
لم أدرِ بالوقت وأنا أقلب صفحات الكتب، ولم أشعر برنات الهاتف، فقد كنت في حالة من الاستغراق العميق، والمشاعر المختلطة، فقد مضى عليّ زمن طويل لم اختبر فيه مشاعر الاشتياق والتحمس لشيء.
وفى اليوم التالي جاءت جارتي لتقترح على إن كان لديّ وقت أن أخصصه لابنتها وصديقتها وأعطيهما درسا في اللغة العربية، ووعدتها بالتفكير، وبعد أن خرجت أسرعت أخرج من حقيبة قديمة شهادتي الجامعية التي كنت قد نسيتها، وأخذت أطالع كتب المنهج المطلوب مني شرحه، وكم كان توفيق الله لي.. وكم كان فضله العظيم علي، فقد أصبحت إحدى غرف منزلي الواسع مخصصة لدروس اللغة العربية التي أستمتع بتدريسها.
وما لبثت أن رأيت نورًا يضيء لي الطريق في شرح بعض كلمات القرآن الكريم، وتفسير بعض المعاني لجارتى، وقد أحضرت معها بعض نساء الحي لأعلمهن قراءة القرآن القراءة الصحيحة، فخصصت غرفة أخرى في منزلي لمن يردن تصحيح التلاوة ومعرفة بعض علوم القرآن، ووجدتني بعد الاستعانة بالله اتصل بصديقة قديمة لي لتساعدني بعد أن زاد الإقبال وأصبح وقتي لا يكفى، وفتح الله أبواب خير كثيرة، واحدًا تلو الآخر.
لم أعد أشعر بالوقت، وبعد أن كنت أطالع الساعة طوال الوقت، وأشعر بثقل الدقائق وطولها، أصبحت أتحاشى النظر إلى الساعة حتى لا تصدمني بسرعة مرور الوقت، في ظل الأعمال المطلوبة من قراءة وتحضير وتعليم.

وبعد أن كان الهاتف لا يغادر يدي تلهفًا على تواصل مع أحبتي، أصبحت لا أدري أين الهاتف أو على أي حالٍ هو.
لقد أنار الله لي بفضله وكرمه الطريق، وأسأله تعالى أن يثبت خطاي ويزيدني خيرًا لأصل إلى رضاه وجنته، فقد تعلمت الاحتساب في الأعمال بعد أن انتشلني ربي من الضياع والفراغ والتفاهة، وأصبحت لا أندم إلا على تفريطي في نعمة الوقت والعلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.54 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]