طهارة قلب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854924 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389809 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2019, 03:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي طهارة قلب

طهارة قلب



عصام زيدان





نحرص في عناية فائقة كل برهة من الزمن على طهارة الأبدان, فما أن يتناول الإنسان طعامه حتى يهب مسرعا لتطهير يده, ويزيد الأمر إذا لحق بها من الكدر والقاذورات, فيأتي بالمطهرات التي تفتك بالجراثيم وتترك البدن طاهرا نظيفا.

وذلك حسن, لا باس به, بل هو من ضرورات الشريعة, التي تدعو إلى طهارة الأبدان, والحرص على نظافتها, حيث فرضت الوضوء قبل الصلاة والغسل في أحيان معلومة ومبذولة في كتب الفقه, وكثير من سنن الفطرة ترتبط ارتباطا وثيقا بطهارة البدن.

ثم تأتي العناية بالثياب ومظهرها وأناقتها وحسن تناسقها, بحيث يبدو الإنسان مهندما في مظهره, وينفق من الأموال الكثير على ملابسه, متبعا أحدث تطورات ما يسمى بـ"الموضة", كي يتماشى من الأقران والأصدقاء والحداثة.

والحرص على نظافة الثياب وجمالها, هو أيضا من مأمورات الشريعة, فقد جاء في صحيح مسلم عن عبدالله بن مسعود, قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: "إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس".(مسلم:91)

أين طهارة القلب؟

لكن أين طهارة القلب؟ هذا ما قد نسيناه, إلا من رحم الله, لأنه الجزء الخفي من الإنسان الذي لا يطلع عليه الناس, ويطلع عليه رب البرية – سبحانه -, فكيف نرضى لأنفسنا أن يطلع الناس منا على ما هو جميل وحسن, ونهمل تلك المضغة, ولا نستحي من الله - عز وجل - أن يطلع على قلوب ملئت بالأدران وأوساخ الذنوب والمعاصي.

فالله - سبحانه وتعالى - لا ينظر إلى أجسام عباده, ولا ينظر إلى الصور: هل هي جميلة أم ذميمة, كل هذا ليس بشيء في ميزان الله - تبارك وتعالي - ومصداق ذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم, ولا إلى صوركم, ولكن ينظر إلى قلوبكم". (مسلم: 2564)

وقد نعى الله - عز وجل - على أولئك الذين يستخفون من الناس, ولا يستخفون من رب الناس, فقال: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} (النساء: 108).

ولذا فان مدار صلاح الإنسان, ليس فقط بحسن الأبدان, وكمال الهيئة, ولكن بصلاح القلب, الذي يتبعه صلاح اللسان, فالقلب هو الأساس, وكما قال سلف الأمة: "القلوب قدور والألسنة مغارفها", وهذا ما نبه النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - أمته إليه, فقال: "ألا وإن في الجسد مضغة, إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". (البخاري: 52).

فما يجدي الإنسان نفعا أن يصلح من شأن بدنه وشعر رأسه, ويبذل من أجل ذلك الأوقات الطوال, ثم ينقلب ينفق من ماله ووقته على تحسين مطعمه ومشربه, وقلبه خراب قد امتلأ بالجحور التي باضت فيها الحيات والأفاعي وأفرخت, لا يتعهده, ولا ينظر في أحواله حتى يصير أسودا مربادا من كثرة ما تشرب من معاصي وذنوب.

وقد جاء في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: "كنا عند عمر, فقال: أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة, ولكن أيكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن التي تموج موج البحر. قال حذيفة: فأسكت القوم. فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك, قال حذيفة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا, فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء, وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء, حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا, فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض, والآخر أسود مربادا، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا, إلا ما أشرب من هواه". (مسلم:144)

كيف تكون طهارة القلب؟

وكما للبدن طهارة بالماء والتراب, فإن للقلوب أيضا طهارة, ولكن بأدوات ربانية أخرى, ومنها:

1ـ الاستعانة بالله ملك القلوب:

فإن العبد لابد وأن يستعين بالله - تبارك وتعالى - فالقلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء, كما ورد في الأثر: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن, كقلب واحد يصرفه حيث يشاء, ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".(مسلم: 2654 )

وليعلم العبد يقينا أن طهارة القلب إنما هي بإرادة الله - تبارك وتعالى -, ومن حسن عطاءه لعبده أن يوفقه لطهارة القلب, ومن خذلان العبد أن يصرفه الله - تبارك وتعالى - عن النظر إلى قلبه وطهارته, قال الله - عز وجل -: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. (المائدة:41).

2ـ ذكر الله:

ثم يأتي ذكر الله - تبارك وتعالى -, على رأس مطهرات القلوب, فإن الشيطان لا يقوى على التسلل إلى قلب عامر بذكر الله - عز وجل -, ومما جاء في الأثر عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "الشيطان يلتقم قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس عنده، وإذا نسي الله التقم قلبه".(الجامع الصغير:4972).

كما أن هذه القلوب تطمئن وتسكن إلى ذكر الله - عز وجل -, {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28), وجعل سبحانه نفرة القلوب من ذكر الله دليل عي هذه القلوب, {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ} (الزمر: 45).

3ـ تدبر القرآن:

ومن أعظم ما يفيد في طهارة القلب تدبر القرآن, فهو الذي يملأ القلب حبا لله, ويطرد عنه الخبائث, فالتدبر مفتاح كل خير للقلب, يقول - عز وجل -: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24).

يقول السعدي في تفسيره: "أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل".

4ـ إحياء عبادة القلوب:
ومن مطهرات القلوب, عظيمة النفع, إحياء عبادة القلوب, من حسن التوكل على الله, والذل والخضوع بين يديه, والشعور بالفاقة والمذلة, يقول شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "القلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل, فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبة ومطلوب".(الفتاوى 10 /193 – 194).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.12 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]