موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 145 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208898 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59557 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 756 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15866 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1441  
قديم 13-12-2013, 07:01 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة أخذ نبينا محمد عن اليهود المواضيع المعينة في تأليف القرآن


إعداد الأستاذ عبد الرحيم الشريف
تعد شبهة أخذ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن اليهود المواضيع المعينة في تأليف القرآن الكريم، أقدم ما عُرِف من نشاطات المستشرقين. فكل من يؤرخ للنشاط الاستشراقي يؤكد أن أقدم دراسة استشراقية كانت بعنوان: " ماذا اقتبس محمد عن اليهودية ". [1]
توضيح تلك الشبهة:
يرى كثير من غير المسلمين أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان على دين اليهود، وأرسل اليهود لتدمير المسيحية التي تهدد كيانهم.. ومن ثم اقتبس عن كتبهم العقائد والشرائع والقصص.
وإن كان أكثرهم يخالف هذا الرأي ويزعم زعماً آخر وهو أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان مسيحياً من نصارى مكة، أعده ورقة بن نوفل بالتعاون مع الراهب بحيرا وحداد رومي اسمه يسار... لإعادة الروح إلى المسيحية في الجزيرة العربية. لكن محمداً صلى الله عليه وسلم خدعهم فأعجب بنفسه .... فادعى النبوة.
تلك الشبهة ملخصة.. وإليكم الرد عليها: [2]
1. من حكمة الله تعالى وتقديره، أنه لم يُعلم في مكة يهودي واحد، واليهود استقبلوا محمداً صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بالعداوة صراحة. [3]
2. إن قريشاً أحرص من المنصرين على إثبات بشرية مصدر الوحي ولكنهم ـ وهم الأدرى بحاله وتحركاته ـ لم يرصدوا أنه ذهب إلى معلم كتابي واحد.. ولم يفضحه رفاقه في السفر بأنه التقى بأي حبر أو كاهن.. ومن غير الممكن أن يتردد سيدنا محمد إلى بيت معلم يعلمه دون أن يلاحظ ذلك أحد، فمكة المكرمة مدينة صغيرة المساحة، أحياؤها ـ بل بيوتها ـ معروفة لكل واحد من أهلها.
3. لم يكن في مكة أي كتاب ديني مدون، ولا مدرسة، ولا فلاسفة كما كانت عليه حضارات اليونان والصين وفارس والهند كما أنه لم يُعرف عن اليهود في كل الجزيرة العربية نبوغاً فكرياً ورقياً حضارياً، وفاقد الشيء لا يعطيه! [4]
ولم يكن النصارى أحسن حالاً منهم، بل كانوا لا يملكون حتى التميز بشعر خاص بهم ـ على الأقل ـ، وهذا ما يؤكده المستشرقون من أتباع دينهم. [5]
4. ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يعاشر إلا قومه، ولم يثبت أبداً أنه خرج من مكة قبل البعثة إلا مرتين فقط: مرة وهو صغير مع عمه أبي طالب ومرة في تجارة خديجة وكان مرافقاً له غلامها ميسرة. ولو كان تغيير الدين يحدث بتلك السهولة بسبب التجارة، لكان غالب أهل مكة من اليهود والنصارى. بينما الواقع التاريخي، يثبت أن لا أحد من أهل مكة في الجاهلية قد غير دينه بسبب ما اطلع عليه من ديانات أثناء رحلاته التجارية.
5. الغالبية العظمى من القصص القرآني كانت في السور المكية، أي قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة واحتكاكه باليهود.
6. لو كان للاتصال باليهود ذلك الأثر الكبير في دعوى النبوة، فلماذا لم ينتقوا أحداً من أهل يثرب أو رجلاً من القريتين عظيم، أو عبد الله بن أبي سلول ـ ليحمي دعوتهم بجاهه وماله؟
7. إن في القرآن الكريم قصصاً لأنبياء وسابقين لا يعرفهم أهل الكتاب، كقصة صالح وهود وشعيب عليهم السلام.. كما أن في القصص القرآني تفاصيل غير موجودة في كتبهم، كمعجزات سيدنا عيسى عليه السلام ونفنى رصلبه وقتله، وتبرئة الأنبياء مما افتروه عليهم من خطايا وقبائح. [6]
8. معجزاته صلى الله عليه وسلم وخاصة معجزة القرآن الكريم البلاغية التي عجز العرب عن مضاهاتها ـ يستحيل أن تكون من تعليم أعاجم.
9. من غير المستغرب أن يجلس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى حداد رومي [7] لبعض حاجات بيته الطبيعية، وليس من المنطق أن يكون القرآن الذي أعجز العرب بنظمه، قد ألقاه إليه ذلك الحداد في عجالة وهو جالس عنده في السوق.. وهل الجلوس عند الحداد فيه من الراحة والاستعدادات النفسية والذهنية ما يؤهله للتعلم، تعلم هذا القرآن العظيم ؟ [8]أليست مهنة التعليم لذلك الحداد، أيسر عليه من الحدادة ؟
10. أسباب النزول تنفي التعلم المسبق للنبي صلى الله عليه وسلم، فأين كان معلموه المفترضون حين نزل عليه القرآن في غزواته، وهو بين أصحابه يجيب عن أسئلتهم.. هل كانوا لا يُرَون إلا من قِبَل محمد صلى الله عليه وسلم؟
11. لا يمنع أن يوجد في القرآن الكريم ما يوافق ما سبق من كتب سماوية، فالقرآن الكريم لا يقول بأنها كلها محرفة 100% بل فيها تحريف وفيها ما نجا من التحريف [9].. ومثله ما نسب إلى كتب جهلة اليهود والهراطقة مما ليس موجوداً في الكتاب المقدس المعتمد حالياً.
فقد جعل النصارى من كتب بقايا النصارى الموحدين كتباً ممنوعة القراءة، بعد أن حكموا على رجالها بالهرطقة. بخاصة بعد مجمع نيقية الذي أقر التثليث ونبذ التوحيد.. فما المانع من أن تكون تلك الكتب هي الأقرب إلى الحق، وأن ما بين أيدينا من كتب اعترفت بها الكنيسة لاحقاً هي الباطل؟
12. مخالفة القرآن الكريم عقائد أساسية تميزت بها اليهودية والمسيحية.. كتفضيل الجنس اليهودي وتكريمه على الناس بقبول عبادته لله عز وجل، وكذلك أساس عقيدة النصارى من تثليث وفداء وخلاص.
إن الإسلام هو دين الله الحق، الذي لم ينزل من السماء سواه. إن الدين عند الله الإسلام، دينه الذي من ابتغى غيره سبيلاً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، فكل الأنبياء جاؤوا بالإسلام، ولم يسمِّ أحد منهم نفسه يهودياً ولا نصرانياً بل حنيفاً مسلماً من لدن آدم وحتى محمد صلى الله عليه وسلم [10].
وعلى هذا فلا يمكن القبول بزعم أن الإسلام ما هو إلا فرع من شجرة اليهودية أو النصرانية ـ المحرفة عن الإسلام ـ بل هي ذات الرسالة وعين العقائد والمبادئ العامة التي دعا إليها الإسلام.
ويُقال لهم: إن سلمنا معاً أن القرآن الكريم كلام الله جل جلاله، كالتوراة والإنجيل. فالتشابه بينه وبينها طبيعي لأن مصدرهما واحد. بل لو لم يكن هنالك اتفاق بين القرآن الكريم وتلك الكتب في جميع العقائد لقالوا: كيف يكون مصدرها واحداً وهي لم تتفق في أي عقيدة ؟!
فإن اتفق شيء مما تبقى من عقائد وشرائع الأنبياء السابقين مع الموجود في القرآن الكريم، فهو من أدلة وحدة مصدرها، وإن تفوق القرآن الكريم عليها بكونه كله قطعي الثبوت.
" أما المجاحدون من أهل الكتاب ـ لا سيما دعاة النصرانية في هذا الزمان ـ فهم يقولون فيما وافق القرآن به كتبهم، أنه مأخوذ منها بدليل موافقته لها. وفيما خالفها أنه غير صحيح بدليل أنه خالفها. وفيما لم يوافقها ولم يخالفها به أنه غير صحيح، لأنه لم يوجد عندنا، وهذا منتهى ما يُكابر به مُناظِر مناظراً، وأبطل ما يرد به خصم على خصم ". 11]
ولما كانت شبهة تعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمعلى يد بحيرا وورقة بن نوفل تشكل أعظم شبهاتهم، فالرد عليها ملخصه ما يلي: [12]
1. إن تلك الشبهة فيها اتهام للنصرانيين الناسكين المتعبدين بالكذب والخداع، ومن غير المعقول أن يكون أواخر عهد ناسكين متعبدين، تسهيل مهمة شخص مخادع يدعي أنه موحى له من عند الله عز وجل.
2. قصر الوقت الذي شاهدهما فيه، فما في القرآن من عقائد وشرائع وقصص تحتاج إلى فترة زمنية طويلة. بل المنطق يقول إن أي إنسان عادي، لن يستطيع تأليف قوانين وشرائع مماثلة لتلك الموجودة في القرآن الكريم، إلا بعد مكث سنوات طويلة من التعلم.
3. أين قريشاً منهما، ولماذا لم يحضروهما ليكونا دليلاً بين أيديهم على بشرية مصدر القرآن الكريم؟
4. لم يصدر عن أي من ملوك النصارى العرب، أو الروم، أو القبط، أو الأحباش.. الذين وصلتهم رسالة الإسلام، أن ما في القرآن الكريم مسروق من عندهم.
5. لماذا لم يستخدما رجلاً أغنى وأكثر جاهاً منه صلى الله عليه وسلم، ليسهل عليهم المهمة ؟
6. كان عمره صلى الله عليه وسلم عندما قابل بحيرا أول مرة تسعة أعوام، ولما تاجر لخديجة كان عمره خمسة وعشرين عاماً. وفي الأولى كان معه عمه، وفي الثانية ميسرة غلام خديجة. [13]
7. هل كان لدى ورقة بن نوفل أي حصيلة علمية أو معرفية، تؤهله ليكون مصدر القرآن الكريم؟ [14]
8. كيف يستطيع ورقة ـ وهو كبير السن ـ أن يصعد إلى الجبل الذي فيه غار حراء، رغم أن صعوده شاق على أشد الشباب قوة؟
9. لم يتهم أي مشرك محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه كان يقابل ورقة، رغم أن ذلك الزعم أقوى من اتهام حداد رومي.
10. لماذا تأخر ورقة في إعلان نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن بلغ من العمر عتياً، وهل كان يضمن أنه سيعيش ذلك العمر ؟
11. أين باقي تلاميذ بحيرا وورقة ؟ هل من المعقول أن لا يكون لهما إلا تلميذ واحد يتيم فقير؟ ولماذا لم تبعث قريش بفتيانها إليهما ليتعلموا ؟
12. هل رافق بحيرا وورقة محمداً صلى الله عليه وسلم في كل حركاته وسكناته ؟ إن في أسباب النزول رداً مباشراً على زعمهم.
13. قول ورقة بأن الوحي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي نزل على موسى لا عيسى عليهما السلام، فلو كان نصرانياً لذكر سيدنا عيسى عليه السلام. وهذا اعتراف من ورقة على إلهية مصدر القرآن الكريم.
14. لو كان لورقة ذلك التأثير على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لكان أول من يذهب إليه صلى الله عليه وسلم بُعَيد نزول الوحي عليه وهو في غار حراء، قبل أن يعود إلى بيته.
15. لم يذكر التاريخ أن هنالك زيارات معتادة بين بيتي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وورقة، ولم يكن بينهما صداقة معروفة قبل البعثة كصداقته بأبي بكر tمثلاً.
16. كما لم يزر بحيرا مكة ولا المدينة قبل أو أثناء البعثة النبوية، فكيف له أن يعرف ظروف بيئة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحداثاً قبل الهجرة في مكة كموقف المشركين من الدعوة، وغيرها من أسباب نزول الآيات المكية. وبعد الهجرة: كالغزوات والعلاقة مع المنافقين.. وغيرها من أسباب نزول الآيات المدنية ؟
يمكن التواصل مع المؤلف على البريد التالي: [email protected]
[1] كان ذلك عام 1134م على يد المستشرق اليهودي الألماني أبراهام جايجر، وقد نال عن دراسته تلك جائزة الدولة البروسية. انظر: المستشرقون والقرآن، عمر لطفي العالم، ص17.
[2] انظر: بذل المجود في إفحام اليهود، السموءل، ص147. وقضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، د. فضل عباس، ص197. ووحي الله، د. حسن عتر، ص185.
[3] ذكر ابن هشام عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: " كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولد لهما، إلا أخذاني دونه. قالت: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلمونزل قباء.. غدا عليه أبي وعمي مُغلِّسين. قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس. ما التفت إليَّ واحد منهما، مع ما بهما من غم. قالت: وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله. قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت ". انظر: السيرة النبوية 2/123. وقولها: " مغلسين " أي وقت الغلس. والغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. انظر: النهاية في غريب الحديث، الجزري، 4/377.
[4] لم يظهر بين يهود الجزيرة العربية من اشتهر بعلم أو فقه أو فلسفة.. وهذا يدل بالضرورة على عدم ازدهار الحركة الفكرية والثقافية عندهم، فهم آثروا البقاء منعزلين عن العالم، مكتفين بأبسط أنواع الحياة. انظر: العرب قبل الإسلام، د. جواد علي 6/8. ود. إسرائيل ولفنسون، تاريخ اليهودية في بلاد العرب، ص42.
[5] " ولا يختلف الشعر النصراني عن شعر الشعراء الوثنيين بشيء... من الصعب على الباحث أن يجد فرقاً كبيراً بين شعر الشعراء النصارى وشعر الشعراء الوثنيين. ولهذا ذهب بعض المستشرقين إلى ان من الصعب التحدث عن وجود شعر نصراني عربي له ميزات امتاز بها عن الشعر الوثني قبل الإسلام ". انظر: العرب قبل الإسلام، د. جواد علي، الفصل166، 4/ 1311.
[6] انظر في سفر التكوين ما نسبوه إلى الأنبياء الكرام: نوح u 9/20-27ولوط u 19/30-38وإسحاق u 29.
[7] كي يتقن كفار قريش حبك فرية تلقي رسول الله صلى الله عليه وسلمالقرآن، وضعوا في معلمه شرطين: الأول: أن يكون من سكان مكة؛ ليتحقق زعمهم بتلقي القرآن عنه بكرة وأصيلاً. والثاني: أن يكون من غير قومهم وملتهم، ليُمكن عندها أن يُقال إن عنده علم ما لم يعلموا.. والتمسوا الشرطين فلم يجدوهما إلا عند حداد رومي. انظر: مدخل إلى القرآن، د. محمد دراز، ص134.قلت: لو تحقق الشرطان في ورقة ـ أو غيره من أحبار اليهود والنصارى ـ ، لما أوقعوا أنفسهم في فضيحة انتقاء الحداد معلماً مزعوماً.
[8] الجلوس عند الحداد ـ وخاصة في ذلك الزمان ـ لا يرتاح إليه أحد. وقد وصف ما ينتاب المرء نتيجة ذلك الجلوس، من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلمبأروع وصف حين قال: " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ. لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ. وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أَوْ ثَوْبَكَ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً ". رواه البخاري في البيوع باب في العطار وبيع المسك 2101 . ولك أن تتخيل كيفية استماع القرآن الكريم لأول مرة، وأصوات مطارق الحدادين، ونار الكير، ناهيك عن الرائحة التي تصد حضور الذهن الضروري لأي تعليم.. فلو أراد حفظ نشيدٍ من أناشيد الأطفال في ذلك الجو، لكان متعذراً عليه !
[9] قال تعالى: " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " [الأنبياء: 105] وفي مزامير داود [37/11] " الأبرار يرثون الأرض ". فذكر ذلك بكل مصداقية، عكس متى الذي اقتبس تلك الفقرة ذاتها في إنجيله [5/5] دون الإشارة إلى اقتباسها.
[10] قال ابن تيمية: وجميع الأنبياء كانوا على دين الإسلام. انظر مجموع الفتاوى 27/370 وانظر الأدلة على كون كل الأنبياء دينهم الإسلام في: الخطاب الدعوي للأنبياء والدعاة في القرآن الكريم، عبد الرحيم الشريف، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة آل البيت، الأردن، 2001م، ص16-76.
[11] تفسير المنار، محمد رشيد رضا 3/249.
[12] انظر: الإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، ص32-39 والقرآن ليس دعوة نصرانية، د. سامي عصاصة ص65-117. ووحي الله، د. حسن عتر، ص139-165.
[13] انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 1/23. والبداية والنهاية، ابن كثير، 2/295.
[14] كان ورقة يعبد الأصنام طيلة ستين سنة، ثم ذهب يبحث عن أفضل دين هو ومجموعة من أصدقائه، وترددوا بين الشرك والنصرانية واليهودية، ثم استقر رأيه ورأي أكثرهم على الحنفية. وكان عمر ورقة عند بعثة النبي مائة سنة. انظر: البداية والنهاية لابن كثير: 2/340 والسيرة الحلبية لعلي الحلبي 1/116، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر 2/616. فهو لا يملك ذلك العلم الواسع.
  #1442  
قديم 13-12-2013, 07:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الرد فاتحة الفرقان الحق المزعومة


عجز ... لا إعجاز !!!
بقلم: ياسر محمود الأقرع
رأينا في دراساتنا البلاغية للكتاب الموسوم بـ " الفرقان الحق " أن نقف على ما يدعى ( سورة الفاتحة) ونقوم بدراستها كاملة، نظراً لما تتضمنه عادة فاتحة الكتاب من أهمية تجعلها تحتل مكان الصدارة منه.
وكنّا بدأنا ـ انطلاقاً من ذلك ـ بدراسة الآية الأولى من السورة المذكورة ، وها نحن هنا نستكمل دراستنا البلاغية لما بقي منها كاملاً دون تجزئة ، وذلك لارتباط الآيات ( المزعومة ) المتبقية ارتباطاً معنوياً فيما بينها مما يدفعنا لدراستها مجملة، من غير تطويل مملّ أو إيجاز مخلّ وهذا نص الآيات المتبقية بدءاً من الآية الثانية :
( 2 ) مهيمن يحطم سيف الظلم بكف العدل ويهدي الظالمين
( 3 ) ويهدم صرح الكفر بيد الإيمان ويشيد موئلاً للتائبين
( 4 ) وينزع غلَّ الصدر شذى المحبة ويشفي نفوس الحاقدين
( 5 ) ويطهّر نجس الزنى بماء العفة ويبرئ المسافحين
( 6 ) ويفضح قول الإفك بصوت الحق ويكشف مكر المفترين
( 7 ) فيأيها الذين ضلّوا من عبادنا توبوا وآمنوا فأبواب الجنة مفتوحة للتائبين .
مهيمن ومهام أخرى !!!
تبدأ الآية الثانية بالاسم ( مهيمن ) وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعود على ( الفرقان ) .
والمهيمن – حسب ما جاء في معاجم اللغة – هو الشاهد و الرقيب . ومن ثمّ فليس هنالك من مهمةٍ للشاهد أو الرقيب غير مهمة المراقبة والمشاهدة بغية إقامة الحجة والدليل على المراقَب أو المشاهَد.
غير أن المهيمن ( الرقيب ) في هذا النص يحطم ويهدي ويهدم ويشيد ويطهر ويُبرئ .. وليس في الأفعال الواردة في النص مما يناسب مهمة المهيمن غير فضح قول الإفك وكشف مكر المفترين على أنهما من نتائج المشاهدة والمراقبة .
وهذا يدل على فهم خاطئ لمعنى كلمة ( مهيمن ) فجاءت في النص مرادفة لكلمة المتحكم أو المسيطر وما في معناهما .
معادلة القوة والضعف
لو تأملنا العبارات الواردة في النص لأدركنا أنها تقوم على افتراض وجود ميزان بين قوى الشر وقوى الخير ، ولكن معادلة العلاقة بين الخير والشر تستند إلى وجود شر ذي قوة وبطش مزوَّد بأدوات تساعده على البقاء، وخير لين الجانب ، ضعيف، هزيل، مجرّدٍ من كل ما يمنحه القدرة على مناهضة الشر.
ومع هذا فإن الخير المجرد من وسائل القوة، الذي يحمله الفرقان الحق – حسب النص – قادر على هزيمة الشر مع ما يمتلكه الأخير من أدوات البقاء والسيطرة .
تأمل هذا الخلل الواضح في معادلة القوة والضعف :
كف العدل تحطم سيف الظلم
يد الإيمان تهدم صرح الكفر
صوت الحقيفضح قول الإفك
إن الصورة الفنية التي أُريد لها أن تُظهر قدرة الحق على الوقوف في وجه الباطل قدّمت المعنى على عكس ما أريد لها ، وعرّت الحق من معاني القوة التي يتضمنها فبدا ضعيفاً هزيلاً ليّناً .
أفلا يحتاج سيف الظلم المجرَّد ، وصرح الكفر المشيّد، إلى قوة تجابهه ؟ أم أنَّ يداً فارغة وكفّاً عارية قادرتان وحدهما على فعل ذلك ‍!!؟
أرادت العبارات المذكورة إظهار ضعف الظلم فأمسكته سيفاً، وبيان هشاشة الكفر فأسكنته صرحاً، ووصفت ادعاء الكاذب بالقول، بينما منحت صاحب الحق صوتاً ...!!
أوَلم يكن من البلاغة أن يكون السيف للعدل، والصرح للإيمان، والقول للحق ( وفرق كبير بين القول والصوت سنأتي على ذكره بعد قليل ) ...؟؟
أفعال في غير موضعها
جاءت هذه السورة حافلة بالأفعال ، غير أن معظمها جاء استخدامه خالياً من البلاغة ... فانظر في هذه الأفعال وتأمل:
يحطم سيف الظلم:
والتحطيم هو تهشيم الأشياء الصلبة وتفتيتها، وهو مختلف عن الكسر الذي يحول المكسور إلى قطعتين وهو غير التكسير الذي يعني تحويل المكسور إلى قطع ... لكنه دون حدّ التفتيت والتهشيم.
والأَولى مع ذكر السيف استخدام الفعل (يَكسِر- يُكَسّر)، فالسيف فيما أعلم يُلوى أو يكسر أو يكسَّر !!
يهدي الظالمين:
والهداية للضّالين ، أما الظالمون فقد تم كسر شوكتهم واستئصال شأفتهم حسب ما جاء في العبارة السابقة: ( يحطم سيف الظلم ).
فهل يُستهدى الظالم بعد الحرب عليه، أم أن الدعوة إلى الهداية تسبق إعلان الحرب واللجوء إلى القوة ؟
أما أن تأتي الهداية بالقوة فهذا إكراه لا يناسب منهج العقائد التي تأتي بها الكتب وتدعو إلى تأملها العقول !!!
يهدم صرح الكفر ويشيد موئلاً للتائبين:
هنالك كفر وهنالك توبة ... فإذا كان الفرقان سيهدم صرح الكفر فأين هم التائبون ؟؟ هذا معناه أحد أمرين :
إما أن يكون التائبن جزءاً من صرح الكفر المتهدم وهم بذلك هالكون فلا توبة !!!
أو أن يكونوا خارج صرح الكفر فهم مؤمنون أساساً فلا حاجة للتوبة من الكفر .. إذ لا كفر !!!
ثم أليس الأَولى أن يُشاد موئل للتائبين من الكفر أوّلاً ثم يُستتابوا فإن لم يستجيبوا هُدم صرح الكفر بهم أوعليهم وأهلكوا...؟؟
ينزع غل الصدر شذى المحبة:
يأتي الفعل ينزع بعد الأفعال يحطم / يهدي / يهدم / يشيد . ويظنّ القارئ أن فاعل هذا الفعل هو ذاته فاعل الأفعال السابقة أي ( الفرقان ) لكنه يُفاجأ عند إكمال العبارة بكلمة ( شذى ) على أنها فاعل الفعل ينزع وهو فاعل مؤخر لمجيء المفعول به مقدماً عليه .
إذاً من ينزع غلَّ الصدر هو شذا المحبة وليس الفرقان.
وبسبب مجيء الفاعل المؤخر ( شذى ) منتهياً بحرف علة ، مما يعني تقدير الحركة على آخره تقديراً ، فإن الأمر قابل للالتباس ، فمن الممكن أن تكون الحركة المقدرة ( ضمة ) ويكون الاسم (شذى) فاعلاً ، أو ( فتحة ) ويكون بدلاً من غلّ ( وإن لم يستقم المعنى ) وتقتضي البلاغة دفعاً لهذا الالتباس أن يُقَدَّم الفاعل على فعله ( ينزع ) فيصير مبتدأ ، إشعاراً بأنّ الجملة غير معطوفة على الجملة الفعلية فليس من ينزع غل الصدر هو الفرقان وإنما شذى المحبة !!
فتصبح: وشذا المحبة ينزع غل الصدر ...
وشذى ( هكذا بالألف المقصورة ) حسب ما جاءت في النص، خطأ إملائي واضح ، فالأصل فيها أن تكتب بالألف الممدودة ( شذا ).
توبوا وآمنوا فأبواب الجنة مفتوحة للتائبين:
يا أيها الذين ضلوا توبوا وآمنوا ...
التائب من الضلال إلى الهدى ألا يعني أنه آمن ، فما الحاجة إلى الفعل آمنوا إذا كانت التوبة تتضمن معنى الإيمان أو العودة إلى الإيمان ؟؟
وإذا كان ثمة ضرورة لذكر التوبة والإيمان معاً، فأين جزاء الذين آمنوا على إيمانهم إذا كانت
( أبواب الجنة مفتوحة للتائبين ) ؟؟
الإضافة.. ارتباط لا بلاغي
لنتأمل العلاقة بين المضاف والمضاف إليه في العبارتين التاليتين :
- يطهِّر نجس الزنى :
إن هذا الفرقان يطهر نجس الزنى ، وليس نجس الزناة !!
ومعنى هذا الكلام أن للزنى نجساً ... فإن سكبنا ماء العفة على هذا النجس وأزلناه أصبح الزنى طاهراً لا نجس فيه ... والطاهر مباح !!؟؟ فهل بعد هذه البلاغة .. بلاغة !؟
- قول الإفك / صوت الحق :
القول كلام له معنى في ذاته. والصوت قد لا يحمل في ذاته معنى، فحروف المدّ أصوات قد لا تحمل دلالة بمفردها، وإنما تشكل لبنة في بنية أكبر تحمل دلالة وهي ( الكلمة ).
فكيف يكون للكذب قول واضح يحمل معنى، بينما يكون للحق صوت لا معنى له إذ يمكن أن يكون الصوت مجرد ضوضاء .
وبعد :
هذه فاتحة الفرقان الحق ... فإذا كانت فاتحة الكتاب على ما رأيناه من فهم خاطئ لبعض معاني المفردات ، وخلل في تركيب الصورة الفنية، وسوء في تلازم الكلمات وتعاقبها ( كما في الإضافة ) .
إذا كانت فاتحة الكتاب على هذا الشكل فأية لغة هشّة، وأية بلاغة عاجزة تلك التي يحملها هذا الكتاب؟؟
إنه عجز .. لا إعجاز !!
لمراسلة المؤلف:
  #1443  
قديم 13-12-2013, 07:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة مصدر القرآن الكريم هي الشياطين


بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في تفسير القرآن وعلومه
ملخص الشبهة: لما علم الطاعنون في ألوهية مصدر القرآن الكريم، استحالة كونه من تعليم بشر، لو اجتمع كل البشر من شتى الشعوب والحضارات العالمية. توسلوا مصدراً غير بشري، لعلهم يجدون فيه ضالتهم... فتفتقت عبقريتهم عن مصدر مغاير تماماً.. لجأوا إلى الجن لعلهم يجدون فيهم المصدر المنشود للوحي.
شكلت خرافة الغرانيق[1] العمود الفقري لهذه الشبهة، وهي تستند أساساً على خرافة أن سيدنا محمداً rكان يصلي عند الكعبة جهراً !! ويقرأ سورة النجم، فألقى الشيطان على لسانه آيات يمدح بها آلهة المشركين فوصفها بأنها ذات شفاعة مرجوة: فقال: " تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى ". فسجد الرسول وسجد المشركون.

نقد تلك الخرافة المزعومة:[2]
أكثر المحققين من علماء المسلمين، قالوا: إن هذه الرواية باطلة موضوعة. واحتجوا على ذلك بالقرآن والسنة والمعقول والتاريخ.
أولاً: القرآن الكريم:
1. قال تعالى في سورة الحاقة: " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ 45 لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعنَا مِنْهُ الوَتِينَ 46 ".
2. وفي سورة يونس: " قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ 15 ".
3. وفي سورة الإسراء: " وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا 73 ". وكلمة كاد تفيد إن الأمر لم يحصل.
4. وفيها قوله: " وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا 74 ".
كلمة لولا تفيد انتفاء الشيء لانتفاء غيره فدل على أن ذلك الركون، لم يحصل.
5. وفي سورة الفرقان: " كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا 32 ".
6.وفي سورة الشعراء نص قاطع ينفي ذلك بتاتاً: " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211 ".
7. وفي سورة الحج: " فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 52 ". وذلك لأن إحكام الآيات بإزالة ما يلقيه الشيطان عن الرسول أقوى من نسخه بهذه الآيات التي تبقى الشبهة معها فإذا أراد اللّه إحكام لئلا يلتبس ما ليس بقرآن بالقرآن، فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلا أولى.
8. وأختم بسورة النجم ـ موضع الشبهة ـ حيث قال تعالى: " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى 3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى 4 ".
فلو أنه قرأ عقيب هذه الآية: تلك الغرانيق العلى، لكان قد ظهر كذب اللّه تعالى في الحال.
وجاء بعدها: " وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى 26 ".
هل الغرانيق شفاعتها ترتجى أكثر من شفاعة الملائكة المقربين ؟!
فسبحان من جعل في السورة موضع الشبهة، ردين عليها: الأول قبلها والثاني بعدها.
لقد أخطأ واضعوا تلك الفرية السورة، وعُمِيَت بصيرتهم عن نسفها لشبهتهم.. فلو فكروا ملياً، لاختاروا وضعها في سورة أخرى !
ثانياً: السنة النبوية:
1. لم يثبت ذلك بأي حديث صحيح مرفوع، كما أن روايات الغرانيق متضاربة لا يسلم أي منها من مطعن، في السند والمتن.[3]
2. طعنُ المحدثين بصحة هذه القصة:
سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال: هذا وضع من الزنادقة وصنف فيه كتابا.
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعون فيهم.
وبين القاضي عياض في الشفا أنه لم يوجد في شيء من الكتب المعتمدة بسند صحيح وقال إنه من وضع الزنادقة. وإن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل.
3. رُوي الحديث الصحيح حول سجود المشركين عند تلاوة سيدنا محمد rأوائل سورة النجم من طرق كثيرة، وليس فيها ألبتة أي ذكر للغرانيق.[4]
4. لا عبرة بما نقل في كتب القصاص، أو المفسرين المولعين بذكر غريب القصص والأخبار دون تثبت. بخاصة أنهم لم يلتزموا ذكر الصحيح وليسوا من المحدثين.
5. الأحاديث الكثيرة في عدم تمثل الشيطان بسيدنا محمد rلمن يراه أثناء النوم،[5] فيكون عدم قدرته التمثل بنبرة صوته من باب أولى.
6. تناقضات روايات تلك الفرية وهي ستة كما يلي:
الأولى: " تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى ".
الثاني: " الغرانقة العلا إن شفاعتهم ترتجى ".
الثالثة: " إن شفعتهن ترتجى ". دون ذكر الغرانيق.
الرابعة: " وإنها لهي الغرانيق العلا ".
الخامسة: " وأنهن لهن الغرانيق العلا، إن شفاعتهم لهي التي ترتجى ".
السادسة: " تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى ".
ثالثاً: المعقول:
1. من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعي الرسول rكان في نفي عبادة الأوثان وشفاعتها.
2. معاداتهم للرسول rكانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القراءة دون أن يقفوا على حقيقة الأمر، فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى خروا سجداً مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم ؟
3. لو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه، وجوزنا في كل الشرائع أن تكون كذلك.
4. ليس من المعقول أن يعترف النبي rبشفاعة الغرانيق وهو يدعو إلى عبادة اللّه تعالى ويحارب الأصنام ولو كان الشيطان له سلطان عليه rبدرجة أنه يملي عليه ويحرك لسانه بالكفر، لكان ألعوبة له، ليس في هذه القصة فقط، بل في غيرها أيضا. والنبي معصوم من الشياطين بداهةً.
بل الاعتراف بشفاعة الأصنام كفر مخرج من الملة، ومن اعتقد بكفر رسول الله rفقد كفر..
رابعاً: التاريخ:
1. لم يرد في تاريخ العرب أبداً هذا التشبيه لآلهتهم بالغرنوق، ولم يعهدوه في جاهليتهم، ولم تأت أشعارهم على ذكر ذلك الوصف لآلهتهم. وهذا يؤكد أنها لفقت فيما بعد.
2. لو كانت صحيحة، لأحدثت أثراً سلبياً في نفوس من آمن حديثاً، وما نُسب إلى سيدنا محمد rلا يمكن أن يمر مرور الكرام.. فإن كان لحادثة الإسراء أثر سلبي في عقيدة بعض ضعاف الإيمان،[6] فتلك القصة ـ على فرض صحتها ـ من باب أولى.
وختاماً لقصة الغرانيق: إن قصة الغرانيق لهي من أدل الأدلة على إعجاز ثبوت القرآن الكريم القطعي، واستحالة أن يكون بشرياً من عند غير الله تعالى. فلو كان كذلك، لكان من اليسير على مختلقي قصة الغرانيق وضعها في موضع آخر غير سورة النجم التي تدور على معنى التوحيد والتهكم على من يعبدوا مجرد أسماء سموها لآلهة ليست موجودة إلا في خيال عابديها، وسبحان الله العظيم !
ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
وهناك شبهات متفرقة تدل على الأصل الشيطاني المزعوم للقرآن الكريم، أشهرها المزاعم التالية:
1. كثرة عدد مرات ذكر الشيطان في القرآن الكريم تكرر المشتق عن الجذر " شطن " 88 مرة .
2. أحرف فواتح السور مثل الم، كهيعص.. رموز شيطانية.
3. الله عاتب النبي لأنه لم يستمع إلى الشياطين أكثر في خرافة الغرانيق السابق نقدها .
4. إنزال الجن لآيات مثل آية الكرسي وسور مثل سورة الجن وسورة الأحقاف..
5. اتهام مشركي قريش بأنه ممسوس.
6. جعلوا من طريقة الوحي التي كان يتنزل بها القرآن الكريم على سيدنا محمد r، وحال النبي rعند استقبال الوحي دليلاً على صرعٍ كان يصيبه. ثم يتلو آيات من القرآن الكريم بعد أن يفيق منه.
وللإجابة على تلك الشبهات :
1. كثرة ذكر الشيطان في القرآن الكريم تأتي للتحذير من خطره الشديد، وهذا من بلاغة القرآن الكريم. فلا خطر على الإنسان أشد من وساوس الشيطان، والتكرار هنا في موضعه. كقولك لرجل يكاد يحترق: النار، النار !! ولا يقول لك عاقل عندها: لِمَ هذا التكرار المعيب ؟
والمسلم يتعبد الله Yبكثرة الاستعاذة به من الشيطان الرجيم، فذلك عليهم لا لهم. هل من المعقول أن يُنزل الشيطان ذمه في القرآن الكريم، وتحذير الناس من اتباعه، وطلب الاستعاذة بالله Yمنه ؟
ومن غير المعقول أن تأمر الشياطين بما جاء في القرآن الكريم من بر وتقوى وترك المحرمات..
كما أن استعاذة المسلم بالله من الشيطان الرجيم إن تلا آية بل جزءاً من آية، تؤكد ذلك.[7] فلو كان الشيطان مصدرها، لاستعاذ المسلم به، كما كان أهل الجاهلية يفعلون إن قطعوا وادياً.[8]
2. حروف فواتح السور ليس لها علاقة بما يدعونه طلاسم، فلم يجعل منها أي مشرك جاهلي ذريعة لعدم إيمانه. بل حروف فواتح السور مما اختص به القرآن الكريم وانفرد بها، فكان دليلاً من أدلة ألوهية مصدره. وقد كتبت في ذلك مئات الكتب وعشرات الأبحاث المحكمة، ولا تكاد تجد كتاباً في التفسير أوعلوم القرآن الكريم إلا وتناولها بالبحث والدراسة..
3. تعبيره عما ورد في سورة الجن بعدِّه علاقة بين القرآن والجن، تعبير مغلوط. فالجن في الآيات المذكورة هو الذي يستمع إلى القرآن الكريم لا العكس !! وليس لذلك أي علاقة بالنسخ، لكل ذي لب.
4. أما زعم كون الجن قد أنزل آيات من القرآن الكريم، فلنا أن نسأل: بأي لغة يتكلمون ؟ وما هي أداة إصدارهم ذلك الصوت؟ ولماذا لا يستجيبون للتحدي الأزلي بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم ؟
وأين الدليل على تلك الدعوى ؟
هل نصوص الإنجيل التي تتحدث عن الشيطان تدل على أن الشيطان هو الذي أنزلها؟ هل التحدث في قضية من القضايا، يقتضي بالضرورة أن يكون المُتحدَّث عنه هو مصدر ذلك الحديث؟ فكيف سيتناول العلماء الحديث عن الحيوانات والحشرات المختلفة إذاً ؟
5. أما اتهام العرب المعاصرين له بذلك، فهو مخالف لأسس المنهج العلمي. كيف يقبل النصارى أن نحاججهم برأي اليهود بربهم ؟[9]

بحسب منطقهم: يجب أن نعرف دقائق الاقتصاد الرأسمالي من شيوعي جاهل! ومن ثم نصدقه ونبني عليه أسساً وقواعد.. وهذا لا يرتضيه عاقل في الدنيا.
كيف يجوز لشخص يؤمن برسالة سماوية، تصديق كاذب، عابد للأوثان، يئد ابنته، في قضايا غيبية كهذه؟ كيف إن كان ذلك في خصم عجز عن مواجهته والقبول بتحديه المتكرر؟! كيف إن كان ذلك فيمن وصفوه بالصادق الأمين، وكانوا يأمنونه على حوائجهم ؟[10]
وأختم الرد على هذه الشبهة، بما ختم به الطوفي[11] كتابه: " الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية ": يقال لهم: بمنطقكم هذا، تلزمكم مقالة اليهود في أنهم إنما تنقصوا المسيح لأنه ليس صادق.
فإن قالوا: اليهود كفار عاندوا الله.
قلنا: كذلك نحن نقول عنكم بالنسبة إلى تنقص محمد r.
فإن قيل: اليهود عاندوا بعد قيام الحجة عليهم بالمعجزات.
قلنا: بل جاءتكم معجزات أوضح وأجلّ، ولكنكم عاندتم أو جهلتم.. ولو أعطيتم النظر حقه لوفقتم ورشدتم.[12]
6. زعم أنه rبأنه كان يصاب بنوبة من الصرع ثم يخرج إلى أصحابه بالقرآن الكريم، فهي أولاً تنسف كل ما يقولونه في الشبهات السابقة، حول مصادر القرآن الكريم البشرية، وما ذلك إلا مزيداً من تخبطهم وتناقضهم.
فلا يعقل أن يكلف ورقة بن نوفل أو بحيرا.. أو غيرهما شخصاً يُصاب بالصرع عادة، بمهمة النبي العظيمة، التي لم يستطع هو ذاته القيام بها؛ وإلا افتضح أمره.
ثانياً: معروف لدى الأطباء أن المصروع لا يمكن أن يتذكر ما يحدث له أثناء صرعه، فكيف بحفظ القرآن الكريم ؟ فالمصروع قد يدمر ما حوله، وعندما يفوق من صرعه ويهدأ ينكر ذلك كله بحجة أنه لا يتذكر ذلك. وهذا العرض معروف للصرع.[13]
فكيف إن كان ما تذكره كلاماً أعجز كل من حوله ؟
ثالثا: ما عرف عنه سيدنا محمد rمن رجاحة في عقله وهدوء ومنطق وإقناع في حديثه.. يناقض ذلك.
رابعاً: لم يأت أي عربي مصروع بمثل ما جاء به سيدنا محمد بل ولم يتلفظ بحكمة أو بيت شعر ألهمه به عقله أثناء صرعه.
خامساً: الحالة المذكورة للنبي rحين ينزل الوحي عليه بالقرآن، حالة من حالتين.[14] فكيف يتسق ويتآلف ما سمعه في كل حالة مع الأخرى، فيتألف قرآن عظيم معجز في نظمه ؟
سادساً: لا يُعقل أن تسمح خديجة لزوجها أن يعتكف في غار حراء وحيداً، شهراً كاملاً كل عام وهو يُصرع عادة.
سابعاً: من المعلوم أن المشركين كانوا يضعون حوائجهم عند سيدنا محمد وبقيت عنده قبيل الهجرة النبوية، حين أبقى علياً tليردها إلى أصحابها.. فهل كانوا يضعونها عند مصروع ؟
وكذا كان تعاملهم معه قبل الجهر بالنبوة.[15]
ثامناً: المصروع لا يستطيع إدارة شؤون بيته، بل شؤونه الشخصية، فكيف بإدارة دولة مترامية الأطراف، يحيط بها الأعداء من الخارج، ويتغلغل فيها المنافقون أعداء الداخل. فكان واضع أول دولة جمعت شتات العرب، بأبرع تخطيط إداري، وحضاري، وعسكري، وزراعي.. مع قدرة لم يُسبَق إليها في الخطابة والإقناع.
لقد تعرض سيدنا محمد rإلى ظروف ومرت به أحداث ينوء عن حملها أشد الرجال.. لا يعقل أن يصبر رجل مصروع على فراق الوطن.. وفقد الولد.. وألم الأذى.. وشماتة العدو، وتنكر الصديق، وعقوق القريب، ونيل الحاسد، وتشفي الحاقد، وتألب الخصوم، وتكالب الأحزاب، وتكاثر المناوئين، وصولة الباطل، وقلة الناصر، وشظف العيش.. وغلبة الخصم، وقتل القريب، وأسر الحبيب، وتشريد الأصحاب، والتنكيل بالأتباع، والجراح في البدن، وفزع التهديد.. وجلافة الأعراب، وصلف الجهلة..
ويصبر على خيانات اليهود، ومراوغة المنافقين، ومجابهة المشركين، وبُطئ استجابة المدعوين. ثم يصبر على فرح الفتح، وسرور الانتصار، وجلبة إقبال الدنيا...
لا يصدر كل ذلك إلا عن أحلم الناس وأعقلهم.
وصدق الله العظيم في رد شبهتهم في سورة الصافات: " وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ 36 بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ 37 ".
تاسعاً: الآراء في صرع بولس ـ الذي حرَّف النصرانية ـ أدلتها أقوى من مزاعم صرع سيدنا محمد r، وجميع كتب الأمراض النفسية الغربية عندما تؤرخ لمرض الصرع والمشاهير المصابون به تذكر مرض بولس بالصرع بأدلة تاريخية ونصوص من العهد الجديد.[16] فالأصل بهم أن يحذروا من نسبة الصرع إلى سيدنا محمد r، لأنهم بذلك يؤكدون صرع بولس، وأن ما جاء به من تغييرات وثنية في الديانة النصرانية ما هو إلا نتيجة مرضه النفسي، وبهذا ينهار أساس ديانتهم !
واختم هذا المبحث بشهادة مستشرق [17] منصف يرد فيها على تلك الشبهة: " لو كان محمد يعاني منذ طفولته من مرض عضال حقاً، لما تخلى عن تلك الذريعة أبداً. بل من غير المعقول أن ينجز رجل مريض ما أنجز محمد، فقد كان تاجراً موهوباً هادئ الطبع، وقراراته عادة ما تصدر عن غريزة سياسية ذكية متبصرة.. وكان قائداً بعيد النظر للدولة ولمجتمع ديني نام على حد سواء، وهذه كلها تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان سليماً معافى.. والذين يقولون بهذا الكلام [أي شبهة الصرع] لم يحلوا المشكلة بقدر ما زادوها تعقيداً، ويجب أن يساورنا الشك مستقبلاً في إمكانية أي ظاهرة خلل في سلوك محمد ".
[1] الغرنوق طائر أبيض من الطيور التي تعيش قرب الماء. وكني بذلك الشاب الأبيض الناعم. انظر: لسان العرب لابن منظور10/287.
[2] انظر: الشفا، القاضي عياض 2/288-289. وزاد المسير، ابن الجوزي5/441. والبحر المحيط، أبي حيان، 6/381. والفتوحات الإلهية، الجمل5/207-210. ومفاتيح الغيب، الرازي12/ 50-55. وأحكام القرآن، ابن العربي3/1299. وروح المعاني، الآلوسي 17/177. وفتح القدير، الشوكاني، 3/362. وأضواء البيان، الشنقيطي 5/727. وفي ظلال القرآن، سيد قطب 4/2431. ومحاسن التأويل، القاسمي 12/52. وقضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، د. فضل حسن عباس، ص118. والإسلام في قفص الاتهام، د. شوقي أبو خليل، ص81. وعتاب الرسول في القرآن، د. صلاح الخالدي، ص101.
[3] انظر بحثاً للشيخ محمد ناصر الدين الألباني بعنوان: " نصب المنجانيق لنسف قصة الغرانيق ". وهو موجود على الإنترنت في الرابط التالي: http://www.alhakekah.com/churche/K.zip
[4] روى البخاري في الجمعة باب سجدة النجم 1070 : " أَنَّ النَّبِيَّ rقَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ بِهَا، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ.. ". ورواه مسلم في المساجد 576 والنسائي في الافتتاح 959 وأبو داود في الصلاة 1406 .
[5] روى البخاري في العلم باب إثم الكذب على النبي r 110: ".. وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي " ورواه مسلم في الرؤيا 2266 والترمذي في الرؤيا عن الرسول r 2280.
[6] انظر: السيرة النبوية، ابن هشام 2/31.
[7] قال تعالى: " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ". [النحل: 98].
[8] قال تعالى: " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ". [الجن: 6].
[9] كان اليهود يعَرِّضون بشرف المسيح قائلين: " لسنا مولودين من زِنًى " [يوحنا: 8/42]، أنقول إن اليهود هم معاصوه والأعلم به ؟!
[10] قال تعالى: " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ " [الأنعام: 33] قال القرطبي في بيان سبب نزول الآية الكريمة: " إن رسول الله rمر بأبي جهل وأصحابه فقالوا: يا محمد، والله ما نكذبك وإنك عندنا لصادق ولكن نكذب ما جئت به. فنزلت هذه الآية ". انظر تفسيره، 6/416.
[11] هو سليمان بن عبد القوي الطوفي الصرصري الحنبلي ت 716هـ ، ولد في قرية طوفى قرب بغداد، درس ببغداد على يد عدد من العلماء أبرزهم ابن تيمية الجد والحافظ المزي. وبعد أن نبغ، درس تقي الدين ابن تيمية على يديه النحو في دمشق. له عدة كتب في الرد على النصارى منها: " تعاليق على الأناجيل الأربعة " و" تعاليق في الرد على جماعة من النصارى ". وقد كتب هذا الكتاب [الانتصارات الإسلامية] رداً على كتاب ألفه أحد المنصرين بعنوان: " السيف المرهق، في الرد على المصحف ". انظر: مقدمة المحقق [د. سالم القرني] للكتاب 1/22-181.
[12] انظر: الانتصارات الإسلامية 2/757 الحجة العاشرة .
[13] أيضاً من الأمور المعروفة في الصرع، ولم يشاهد أحد أياً منها على رسول الله r.. أنه قبيل استيقاظه من نوبة الصرع: يستمر المريض بحالة تخليط ذهني، وعدم اهتداء.. مع اضطراب الذاكرة وحركات لا إرادية كفرك اليدين والمضغ غالباً يعض لسانه مع اضطرابات وحدانية متتالية: حزن، فرح، اكتئاب، خوف، تيه.. وبعد استيقاظه: يشعر بالإرهاق وتعب هائل في عضلاته، نتيجة حركاته المتسارعة تستمر لساعات وقد تدوم لأيام. انظر: المرجع في الأمراض العصبية وجراحتها، د. منصور الشحادات وآخرون، ص: 88-110.
[14] الحالة الأولى: أن يأتي الوحي سيدنا محمداً rوالوحي في حالته الملائكية، فينسلخ النبي rمن حالته البشرية، ويرتقي إلى ما يقارب الملائكية، فيكون مجيئه كصلصلة الجرس؛ كي لا يختلط مع الوحي أي صوت من البيئة المحيطة، ويكون النبي rحاضر الانتباه له كلياً انظر ما رواه البخاري برقم: 4800 . والحالة الثانية: يأتيه بصورة رجل، ـ كدحية الكلبي tـ انظر ما رواه مسلم برقم: 2333 . وانظر: الإتقان للسيوطي ص120. والمدخل لدراسة القرآن الكريم لأبي شهبة ص60.
[15] وهذا سر براعة التعبير البياني المعجز في قوله تعالى: " وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ " [التكوير: 22], فمحمد rصحبكم منذ ولادته، وأنتم الأعلم بسيرته الخلقية والمرضية، فإن لم تشهدوا عليه جنوناً من قبل فكيف تزعمونه اليوم بلا دليل. وإن كانوا صدقوه عندما وقف على الصفا، وأنذرهم.. فقالوا له: " ما جربنا عليك كذباً " [السيرة الحلبية1/459]. لماذا لم يقولوا نحن لا نستمع إلى مجنون ؟ وقبلها أقروا بمشورته في وضع الحجر الأسود.. وكل تلك الحوادث تبين رجاحة رأيه، ونظرة القوم إليه rدون كذب وتحيز.
[16] انظر: موقف بولس من تعاليم عيسى u، رسالة ماجستير غير منشورة، من إعداد الطالب: عماد الدين عبد الله الشنطي، جامعة آل البيت، الأردن، ص89-91.
[17] هو المستشرق نورمان، نقلاً عن كتاب: المستشرقون والقرآن، عمر لطفي العالم، ص50.

  #1444  
قديم 13-12-2013, 07:12 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة حول مد الأرض ودحوها وكرويتها


بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في تفسير القرآن وعلومه
مقدمة:

لما كان بيان أوجه الإعجاز القرآن الكريم، والكشف عن آياته البديعة، من أهم واجبات الأمة الإسلامية[1]، كان الدفاع عنها له نفس الحكم إن لم يكن أوجب.

منذ بداية التحدي بالقرآن الكريم، أخذ أعداء الإسلام يوجهون سهامهم إلى المحتوى المعجز للقرآن الكريم، محاولين النيل من هيبته في نفوس المؤمنين به ـ ومن يفكر في الإيمان به ـ بشتى الطرق.
كان محتوى القرآن الكريم ـ سبب عزة الأمة العربية الإسلامية ونهضتها ـ شوكة في حلق كل من تسول له نفسه التشكيك بإلهية مصدره، وتميز أسلوبه.. فكان ـ ومازال وسيبقى ـ الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل دليل صدقه بين دفتيه.

ولا يمكن إغفال ما للإعجاز القرآني ( وخاصة شواهد الإعجاز العلمي في العصر الحالي ) من أهمية في نشر الدعوة الإسلامية في شتى أرجاء الأرض.. مما جعل الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم..
كان أثر معجزات الأنبياء السابقين محدوداً بحياة النبي ـ ليس دائماً مستمراً بعد وفاته ـ؛ لأنها موجهة لأقوام محددين خاصة، وكان الخطاب الدعوي بها لأهداف محددة بحياة ذلك النبي uفينتهي أثر معجزته بوفاته.
بينما محمد rخاتم الأنبياء، لا نبي بعده، ورسالته لكل الناس.. فوجَبَ أن تكون معجزته دائمة عامَّة.

فمن رحمة الله Yبالناس أن كان الشاهد على ربانية مصدر القرآن الكريم دليلاً معجزاً دائماً متجدداً بتجدد الحياة، وتطور معارف الناس وأنماط تفكيرهم، وأدوات بحثهم. ولم يجعله معجزة مؤقتة لعصر من العصور، وجيل محدود من الأجيال، وفي هذا كمال العدل، وكمال الحكمة..
ودليل ذلك أنك لو خاطبت ملحداً أن دليل صدق القرآن الكريم هو حنين جذع النخلة إلى النبي r، أو خروج الماء من بين أصابعه الشريفة، أو أنه كان يكثر الطعام القليل، أو أن عظم الشاة أخبرك بأنه مسموم.. الخ. فلن يتقبلها إلا بالسخرية منها والاستهزاء بالمؤمنين بها، ولعدَّها من خيالات المسلمين.

عن أبي هريرة tقَالَ: " قَالَ النَّبِيُّr: مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ، إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ. وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا، أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".[2]


وبهذا تتحقق الحكمة من كون المعجزة مما برع به الناس، ففي عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كان للإعجاز البياني أعظم الأثر في إيمانهم، وفي العصر الحالي أصبح الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في أوساط العلماء والمثقفين الغربيين، بفضل جهود علماء الإعجاز العلمي.[3]

كل هذا يفسر سبب الهجوم على الإعجاز العلمي ودعاته، وحملات التشكيك المتتالية بما ذكره الجهابذة.
من خلال تتبع الشبهات التي يثيرها أعداء الإعجاز العلمي، يتيقن الباحث الموضوعي أن تلك الشبهات لا أساس علمي لها، بل إنها تزيد الإعجاز العلمي روعة ...
وسأذكر عشرين شاهداً على ذلك، من خلال تتبع شبهات الناقدين لموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
أولاً: الأرض، حركتها، كرويتها:
نص الشبهة حرفياً:
" بعض الآيات التي تتحدث عن الأرض أنها ثابتة لا تتحرك ‏خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن ‏تميد بكم).‏ سورة لقمان "31: 10 "
(وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي).الرعد "13: 3 .
(والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون). ‏سورة الحجر "15: 19"
وجاء في سورة النحل (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون). ‏
وجاء في سورة الأنبياء:31" (وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون).‏ ‏ الآيات التي ورد ذكرها أعلاه تقول عن الأرض: طحاها، مدت، مددناها، سطحت، مهاداً. وكل هذه المفردات تصف الأرض أنها منبسطة ومستوية. والعلم يقول أنها ليست منبسطة ولا مستوية. ثم هنالك المفردات التالية
عن الأرض أيضا: رواسي، تميد، أوتاداً. وكل هذه المفردات تعني الثبات وعدم الحركة.
وأن الجبال تعمل عمل الأوتاد في تثبيت الخيمة فهي أي الجبال تحفظ الأرض من الحركة وأنه لولا الله ثم هذه الجبال لمادت الأرض (أن تميد بكم)أي أختل توازنها وتسببت في سقوطكم، والميدإنما يكون للسطح المستوي المنبسط ولا يكون للسطح المدور الكروي الشكل …
قال الإمام النسفيتعليقا على سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض= أي بسطها) ".
وقال بعدها: " يقول تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها). وهى آية يتعمد كل (باحث إسلامي أن يوردها فى معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروي. فكلمة (دحاها) فى قاموس هؤلاء (الباحثين) تعنى جعلها كالدحية (وهى بيضة النعامة).
هذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة[4].
فكلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها. وقد أطلق العرب اسم (الأدحية) على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها. لأن هذا الطائر لا يبنى عشاً، بل (يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه). والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند. والدحية بفتح الدال هى أنثى القرد".
جواب الشبهة:
1. دوران الأرض:
الآيات الكريمة التي استشهد بها تتكلم عن مراحل خلق الأرض، وأن الأرض كانت غير مستقرة (تميد) بمن عليها، فلما خلق الجبال استقرت.
وهذا ما صرح به الحديث الشريف: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ، جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا، فَاسْتَقَرَّتْ.. ".[5]
والمقصود باستقرارها: عدم اضطرابها واهتزازها، وسيأتي مفصلاً في الحديث عن الجبال قريباً.

ومن أدلة دوران الأرض حول الشمس في القرآن الكريم:[6]
قال تعالى: " وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ " [يس: 37].
ووجه دلالته أنه يوافق ما كشف عنه العلم الحديث من أن الأصل فيما يحيط الأرض هو الليل (الظلام)، وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض، ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد.
فإذا دارت الأرض، سُلِخت حالة النهار الرقيقة التي كونتها انعكاسات أشعة الشمس.. فيحدث بهذا الدوران، سلخ النهار من الليل.
2. كروية الأرض:
مد الأرض وبسطها يقتضي تكويرها؛ لأن أي شكل هندسي آخر (مثلث، مربع، خماسي..) لابد أن يكون فيه انحناء عند الانتقال من ضلع إلى آخر..
انظر الشكل التالي ويمثل عدة أشكال هندسية، وتم التعبير عن كل ضلع بحرف خاص (أ، ب، ج ..) عدا الدائرة؛ فليس لها أضلاع.
كما أن في التعبير القرآني المعجز عن انبساط وامتداد الأرض التقاء للحقيقتين الحسية المشاهَدة، والعلمية:
فهي من حيث العين المبصرة: ممتدة ومنبسطة مما يسهل الحياة عليها.. فلو كانت ذات أي شكل هندسي غير الدائرة، لرأيت انحناءها وأنت واقف على أحد أضلاعها.
وهي من حيث الاكتشافات العلمية:دائرية، لأن الشكل الدائري يدل على بسطها. فالدائرة هي الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون الأرض فيه ممدودة في كل نقطة تقف عليها منها.

ولم يثبت أن شوهِد أحد ينحني طريقه وهو يسير على الأرض في أي من بقاعها، كما ينحني طريق من يسير من ضلع (أ) إلى (ب).[7]

فمن تذليل الله Yللحياة على سطح الأرض تكويرها، فلولا كرويتها لاستحالت الحياة عليها. كما أن النعامة تدحي مكان عشها وتسويه لتجعله ميسراً ممهداً لوضع البيض، فلولا ذلك لكسر البيض.
ولا يُعقَل أن ( تبسط) النعامة الأرض، فتصبح منبسطة كالمرآة، لتضع بيضها؛ وإلا سيتدحرج بعيداً، ولما استطاعت جمعه لحضنه، وما أمنت عليه من الأعين، وعاديات الزمان والمكان.
كيف وإن كانت النعامة تضع بيضها بالطول[8]ـ وذلك حتى يتوزع دفء الحَضْن على أكبر مساحة من بيضتها الأكبر بين البيوض ـ كل هذه الاعتبارات، تقتضي أن لا يكون عش النعامة سوى حفرة في الأرض..
أي: نصف كرة سفلي ( بحسب الناظر من الأعلى إلى الأسفل )

انظر الصورة التالية:[9]
ومن هنا يتبين أن النعامة تدحي ( تهيء ) الأرض الصلبة لاستقبال البيض فلا يتكسر عند وضعه، وتكون ملائمة لحفظه عن العيون وحَضنِهِ وعدم تدحرجه.. وما يكون ذلك إلا بضرب رجلها على الأرض الصلبة وتقعيرها إلى الداخل، صانعة العش.
ذلك العش الذي يبدو للناظر ـ غير المدقق ـ أنه مستوٍ وهو في الحقيقة متقعر نحو الأسفل. وهنا وجه الشبه بين الأرض والدحية..
ووجه شبه آخر: أن الأرض أيضاً قد دحاها ( هيأها ) الله Yللخليفة على الأرض، فهي حاضنته الرؤوم، الذي لولا تلك التهيئة لما استطاع العيش عليها.
إذاً: لو كان عش النعامة مستوٍ لما استطاعت حضن البيض، ولو باضت على الأرض الصلبة قبل ضربها برجلها جاعلةً منها تراباً ناعماً، لتكسر البيض...
كما لو كانت الأرض كلها مستوية مسطحة، لما أمكن للأرض أن تحتضن الماء على سطحها بأي شكل (بحار وأنهار وسيول...). ولو كانت الأرض صلدة بلا تراب، لما أنبتت المرعى..
صدق الله العظيم حيث يقول في سورة النازعات: " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) ".

ومن الأدلة الأخرى على كروية الأرض في القرآن الكريم:
1. قوله تعالى: " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ " [الزمر: 5].
تبين الآية الكريمة أن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير، وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معاً، فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير، إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية. [10]
ولو أن البقعة التي يغطيها النهار لا تساوي في المساحة القطعة التي يغطيها الليل، لما شكلا معاً شكل كرة؛ بل الشرط الرفيع الفاصل بينهما سيكون على شكل هندسي آخر ـ بحسب مساحته على سطح الأرض ـ. وهنا التعبير المعجز الدقيق:" يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ "أي: نصف الكرة الأرضية نهار، والنصف الآخر ليل.
2. قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الرعد: 3].


قال الرازي: " المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ". يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به... والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ".[11]
قول الإمام الرازي هذا، يبين استباط علماء المسلمين أن الأرض كروية، من خلال الآية الكريمة.[12]
3. قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " [الرعد: 41].وقوله: " أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ " [الأنبياء: 44].
وهذا ظاهر للذي يسير من وسط الأرض إلى أيٍّ من أطرافها، ولا يكون إلا في الشكل الكروي.
[1] قال القاضي الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن ص22: " ومن أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزم بحثه، ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقاعدة توحيدهم عماداً ونظاماً، وعلى صدق نبيهم rبرهاناً، ولمعجزته ثبتاً وحجة. لا سيما والجهل ممدود الرواق، شديد النفاق، مستولٍ على الآفاق. والعلم إلى عفاء ودروس، وعلى خفاء وطموس، وأهلهم في جفوة الزمن البهيم، يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم [كريه المنظر]. حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجه، والأخذ في سبيله ". إن كان ذلك كلام الباقلاني المتوفى سنة (403هـ عن حال العلم في مجتمعه، وتلك استغاثته بعلماء ذلك الزمان، رغم أنه كان للإسلام دولة تحميه، وعلماء أكفاء يذودون عن حياضه، لا يخافون لومة لائم.. فكيف بنا في هذا الزمان ؟
[2] رواه البخاري في فضائل القرآن باب: كيف نزل الوحي (4981. قال ابن حجر في فتح الباري 15/173 " معنى الحصر في قوله: " إنما كان الذي أوتيته ": أن القرآن أعظم المعجزات، وأفيدها، وأدومها؛ لاشتماله على الدعوة، والحجة، ودوام الانتفاع به، إلى آخر الدهر. فلما كان لا شيء يقاربه ـ فضلاً عن أن يساويه ـ كان ما عداه بالنسبة إليه كأن لم يقع ".
[3] اكتب عبارة " أسرع الأدين انتشاراً " في أي محرك بحث وانظر ما ترى... ومن ذلك : صرح (جورج بوش رئيس الولايات المتحدة أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، انظر خطاب (بوش الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 16/11/2003م على الرابط التالي:
http://usinfo.state.gov/arabic/mena/1116rmadan.htm
كما أنه أسرع الأديان انتشاراً في كندا ـ يتزايد بنسبة (128% ـ:
http://news.masrawy.com/masrawynews/...138213news.htm
وأسرع الأديان انتشاراً في بريطانياً. وخاصة بين مدرسي الرياضيات والعلوم وأساتذة الجامعات (بمعدل 14 ألفاً كل عام:
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle01.shtml
[4] بل هذا وجه من البلاغة معروف: وهو التعبير بالمحل، عن الحالِّ بالمحل. جاء في كتاب: " معجم الألفاظ العامية ذات الحقيقة في الأصول العربية "، للدكتور: عبد المنعم العال، ص233: " نقول في دارجتنا: الدَّحْيُ البَيْض. والمفرد: دَحية.. والأُدحوة مبيض النعام في الرمل، وهو مجاز مرسل علاقته المكانية ". وجهله بذلك حجة عليه، ليس حجة له.
[5] رواه الترمذي في تفسير القرآن باب ومن سورة المعوذتين (3369 وقال: غريب. وله شاهد بمعناه عند أحمد باقي مسند المكثرين 3/124 وأبي يعلى في مسنده 7/285 وعبد بن حميد في مسنده 1/365 والضياء في المختارة 6/153 (2149 وقال: إسناده حسن.
[6] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص206-209.
[7] هذا الفهم ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى 6 / 587 وما بعدها:
" سُئِلَ عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ هَلْ هُمَا جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: كُرِّيَّانِ; وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ: لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ، وَرَدَّهَا.. فَمَا الصَّوَابُ ؟
فَأَجَابَ: " السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ. مِثْلُ: أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي ـ أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ ـ. وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ. وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ. وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ. وَلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ; إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ، خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ; وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ. وَمَا عَلِمْتُ مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ ـ وَجَزَمَ بِذَلِكَ ـ إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ.
وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ". [الأنبياء: 33].
وَقَالَ تَعَالَى: " لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " [يس: 40].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ: أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا. فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ: مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ: الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ.
وَقَالَ تَعَالَى: " يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ " [الزمر: 5]. قَالُوا: و" التَّكْوِيرُ " التَّدْوِيرُ يُقَالُ: كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا: إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ: لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ " كورة " تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا. وَيُقَالُ أَيْضًا: " كُرَةٌ " وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ.
وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ ; فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ ; وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى: " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ " [الملك: 3]. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ [يقصد كروي الشكل كالنجوم والكواكب]. َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ والتَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ ولا تَفَاوُتَ.. ". ثم أطال ـ رحمه الله ـ في ذكرة الأدلة عليه.
ويتبين صواب ذلك بالمقارنة مع المذكور في الكتب المقدسة لليهود والنصارى، حين أثبتوا أن للأرض أربع زوايا !! ورد في سفر الرؤيا [7/1]: " وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ ". ومثله في سفر حزقيال [7/2]: " النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع ".
فأي الكتابَبين أولى بالنقد، القرآن الكريم (الذي نفى الزوايا عن الأرض أم الكتاب المقدس (الذي أثبتها ؟!
[8] انظر: مباهج الفكر ومناهج العبر، محمد بن إبراهيم الوطواط، تحقيق: د. عبد الرزاق الحربي، ص 287.
[9] نقلاً عن الموقع التالي:
www.hedweb.com/ animimag/osteggs.jpg
[10] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص230-233.
[11] مفاتيح الغيب، الرازي 19/1.
[12] لمعرفة أقوال غيره من العلماء المسلمين في أدلة وجوب القول بكروية الأرض، انظر:
http://www.aljame3.com/forums/index....opic=7254&st=0
  #1445  
قديم 13-12-2013, 07:21 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة حول مد الأرض ودحوها وكرويتها

بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في تفسير القرآن وعلومه
مقدمة:
لما كان بيان أوجه الإعجاز القرآن الكريم، والكشف عن آياته البديعة، من أهم واجبات الأمة الإسلامية[1]، كان الدفاع عنها له نفس الحكم إن لم يكن أوجب.
منذ بداية التحدي بالقرآن الكريم، أخذ أعداء الإسلام يوجهون سهامهم إلى المحتوى المعجز للقرآن الكريم، محاولين النيل من هيبته في نفوس المؤمنين به ـ ومن يفكر في الإيمان به ـ بشتى الطرق.
كان محتوى القرآن الكريم ـ سبب عزة الأمة العربية الإسلامية ونهضتها ـ شوكة في حلق كل من تسول له نفسه التشكيك بإلهية مصدره، وتميز أسلوبه.. فكان ـ ومازال وسيبقى ـ الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل دليل صدقه بين دفتيه.

ولا يمكن إغفال ما للإعجاز القرآني ( وخاصة شواهد الإعجاز العلمي في العصر الحالي ) من أهمية في نشر الدعوة الإسلامية في شتى أرجاء الأرض.. مما جعل الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم..
كان أثر معجزات الأنبياء السابقين محدوداً بحياة النبي ـ ليس دائماً مستمراً بعد وفاته ـ؛ لأنها موجهة لأقوام محددين خاصة، وكان الخطاب الدعوي بها لأهداف محددة بحياة ذلك النبي uفينتهي أثر معجزته بوفاته.
بينما محمد rخاتم الأنبياء، لا نبي بعده، ورسالته لكل الناس.. فوجَبَ أن تكون معجزته دائمة عامَّة.

فمن رحمة الله Yبالناس أن كان الشاهد على ربانية مصدر القرآن الكريم دليلاً معجزاً دائماً متجدداً بتجدد الحياة، وتطور معارف الناس وأنماط تفكيرهم، وأدوات بحثهم. ولم يجعله معجزة مؤقتة لعصر من العصور، وجيل محدود من الأجيال، وفي هذا كمال العدل، وكمال الحكمة..
ودليل ذلك أنك لو خاطبت ملحداً أن دليل صدق القرآن الكريم هو حنين جذع النخلة إلى النبي r، أو خروج الماء من بين أصابعه الشريفة، أو أنه كان يكثر الطعام القليل، أو أن عظم الشاة أخبرك بأنه مسموم.. الخ. فلن يتقبلها إلا بالسخرية منها والاستهزاء بالمؤمنين بها، ولعدَّها من خيالات المسلمين.

عن أبي هريرة tقَالَ: " قَالَ النَّبِيُّr: مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ، إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ. وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا، أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".[2]

وبهذا تتحقق الحكمة من كون المعجزة مما برع به الناس، ففي عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كان للإعجاز البياني أعظم الأثر في إيمانهم، وفي العصر الحالي أصبح الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في أوساط العلماء والمثقفين الغربيين، بفضل جهود علماء الإعجاز العلمي.[3]
كل هذا يفسر سبب الهجوم على الإعجاز العلمي ودعاته، وحملات التشكيك المتتالية بما ذكره الجهابذة.
من خلال تتبع الشبهات التي يثيرها أعداء الإعجاز العلمي، يتيقن الباحث الموضوعي أن تلك الشبهات لا أساس علمي لها، بل إنها تزيد الإعجاز العلمي روعة ...
وسأذكر عشرين شاهداً على ذلك، من خلال تتبع شبهات الناقدين لموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
أولاً: الأرض، حركتها، كرويتها:
نص الشبهة حرفياً:
" بعض الآيات التي تتحدث عن الأرض أنها ثابتة لا تتحرك ‏خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن ‏تميد بكم).‏ سورة لقمان "31: 10 "
(وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي).الرعد "13: 3 .
(والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون). ‏سورة الحجر "15: 19"
وجاء في سورة النحل (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون). ‏
وجاء في سورة الأنبياء:31" (وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون).‏ ‏ الآيات التي ورد ذكرها أعلاه تقول عن الأرض: طحاها، مدت، مددناها، سطحت، مهاداً. وكل هذه المفردات تصف الأرض أنها منبسطة ومستوية. والعلم يقول أنها ليست منبسطة ولا مستوية. ثم هنالك المفردات التالية
عن الأرض أيضا: رواسي، تميد، أوتاداً. وكل هذه المفردات تعني الثبات وعدم الحركة.
وأن الجبال تعمل عمل الأوتاد في تثبيت الخيمة فهي أي الجبال تحفظ الأرض من الحركة وأنه لولا الله ثم هذه الجبال لمادت الأرض (أن تميد بكم)أي أختل توازنها وتسببت في سقوطكم، والميدإنما يكون للسطح المستوي المنبسط ولا يكون للسطح المدور الكروي الشكل …
قال الإمام النسفيتعليقا على سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض= أي بسطها) ".
وقال بعدها: " يقول تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها). وهى آية يتعمد كل (باحث إسلامي أن يوردها فى معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروي. فكلمة (دحاها) فى قاموس هؤلاء (الباحثين) تعنى جعلها كالدحية (وهى بيضة النعامة).
هذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة[4].
فكلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها. وقد أطلق العرب اسم (الأدحية) على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها. لأن هذا الطائر لا يبنى عشاً، بل (يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه). والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند. والدحية بفتح الدال هى أنثى القرد".
جواب الشبهة:
1. دوران الأرض:
الآيات الكريمة التي استشهد بها تتكلم عن مراحل خلق الأرض، وأن الأرض كانت غير مستقرة (تميد) بمن عليها، فلما خلق الجبال استقرت.
وهذا ما صرح به الحديث الشريف: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ، جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا، فَاسْتَقَرَّتْ.. ".[5]
والمقصود باستقرارها: عدم اضطرابها واهتزازها، وسيأتي مفصلاً في الحديث عن الجبال قريباً.
ومن أدلة دوران الأرض حول الشمس في القرآن الكريم:[6]
قال تعالى: " وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ " [يس: 37].
ووجه دلالته أنه يوافق ما كشف عنه العلم الحديث من أن الأصل فيما يحيط الأرض هو الليل (الظلام)، وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض، ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد.
فإذا دارت الأرض، سُلِخت حالة النهار الرقيقة التي كونتها انعكاسات أشعة الشمس.. فيحدث بهذا الدوران، سلخ النهار من الليل.
2. كروية الأرض:
مد الأرض وبسطها يقتضي تكويرها؛ لأن أي شكل هندسي آخر (مثلث، مربع، خماسي..) لابد أن يكون فيه انحناء عند الانتقال من ضلع إلى آخر..
انظر الشكل التالي ويمثل عدة أشكال هندسية، وتم التعبير عن كل ضلع بحرف خاص (أ، ب، ج ..) عدا الدائرة؛ فليس لها أضلاع.
كما أن في التعبير القرآني المعجز عن انبساط وامتداد الأرض التقاء للحقيقتين الحسية المشاهَدة، والعلمية:
فهي من حيث العين المبصرة: ممتدة ومنبسطة مما يسهل الحياة عليها.. فلو كانت ذات أي شكل هندسي غير الدائرة، لرأيت انحناءها وأنت واقف على أحد أضلاعها.
وهي من حيث الاكتشافات العلمية:دائرية، لأن الشكل الدائري يدل على بسطها. فالدائرة هي الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون الأرض فيه ممدودة في كل نقطة تقف عليها منها.
ولم يثبت أن شوهِد أحد ينحني طريقه وهو يسير على الأرض في أي من بقاعها، كما ينحني طريق من يسير من ضلع (أ) إلى (ب).[7]
فمن تذليل الله Yللحياة على سطح الأرض تكويرها، فلولا كرويتها لاستحالت الحياة عليها. كما أن النعامة تدحي مكان عشها وتسويه لتجعله ميسراً ممهداً لوضع البيض، فلولا ذلك لكسر البيض.
ولا يُعقَل أن ( تبسط) النعامة الأرض، فتصبح منبسطة كالمرآة، لتضع بيضها؛ وإلا سيتدحرج بعيداً، ولما استطاعت جمعه لحضنه، وما أمنت عليه من الأعين، وعاديات الزمان والمكان.
كيف وإن كانت النعامة تضع بيضها بالطول[8]ـ وذلك حتى يتوزع دفء الحَضْن على أكبر مساحة من بيضتها الأكبر بين البيوض ـ كل هذه الاعتبارات، تقتضي أن لا يكون عش النعامة سوى حفرة في الأرض..
أي: نصف كرة سفلي ( بحسب الناظر من الأعلى إلى الأسفل )
انظر الصورة التالية:[9]
ومن هنا يتبين أن النعامة تدحي ( تهيء ) الأرض الصلبة لاستقبال البيض فلا يتكسر عند وضعه، وتكون ملائمة لحفظه عن العيون وحَضنِهِ وعدم تدحرجه.. وما يكون ذلك إلا بضرب رجلها على الأرض الصلبة وتقعيرها إلى الداخل، صانعة العش.
ذلك العش الذي يبدو للناظر ـ غير المدقق ـ أنه مستوٍ وهو في الحقيقة متقعر نحو الأسفل. وهنا وجه الشبه بين الأرض والدحية..
ووجه شبه آخر: أن الأرض أيضاً قد دحاها ( هيأها ) الله Yللخليفة على الأرض، فهي حاضنته الرؤوم، الذي لولا تلك التهيئة لما استطاع العيش عليها.
إذاً: لو كان عش النعامة مستوٍ لما استطاعت حضن البيض، ولو باضت على الأرض الصلبة قبل ضربها برجلها جاعلةً منها تراباً ناعماً، لتكسر البيض...
كما لو كانت الأرض كلها مستوية مسطحة، لما أمكن للأرض أن تحتضن الماء على سطحها بأي شكل (بحار وأنهار وسيول...). ولو كانت الأرض صلدة بلا تراب، لما أنبتت المرعى..
صدق الله العظيم حيث يقول في سورة النازعات: " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) ".

ومن الأدلة الأخرى على كروية الأرض في القرآن الكريم:
1. قوله تعالى: " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ " [الزمر: 5].
تبين الآية الكريمة أن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير، وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معاً، فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير، إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية. [10]
ولو أن البقعة التي يغطيها النهار لا تساوي في المساحة القطعة التي يغطيها الليل، لما شكلا معاً شكل كرة؛ بل الشرط الرفيع الفاصل بينهما سيكون على شكل هندسي آخر ـ بحسب مساحته على سطح الأرض ـ. وهنا التعبير المعجز الدقيق:" يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ "أي: نصف الكرة الأرضية نهار، والنصف الآخر ليل.
2. قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الرعد: 3].

قال الرازي: " المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ". يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به... والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ".[11]
قول الإمام الرازي هذا، يبين استباط علماء المسلمين أن الأرض كروية، من خلال الآية الكريمة.[12]
3. قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " [الرعد: 41].وقوله: " أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ " [الأنبياء: 44].
وهذا ظاهر للذي يسير من وسط الأرض إلى أيٍّ من أطرافها، ولا يكون إلا في الشكل الكروي.
[1] قال القاضي الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن ص22: " ومن أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزم بحثه، ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقاعدة توحيدهم عماداً ونظاماً، وعلى صدق نبيهم rبرهاناً، ولمعجزته ثبتاً وحجة. لا سيما والجهل ممدود الرواق، شديد النفاق، مستولٍ على الآفاق. والعلم إلى عفاء ودروس، وعلى خفاء وطموس، وأهلهم في جفوة الزمن البهيم، يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم [كريه المنظر]. حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجه، والأخذ في سبيله ". إن كان ذلك كلام الباقلاني المتوفى سنة (403هـ عن حال العلم في مجتمعه، وتلك استغاثته بعلماء ذلك الزمان، رغم أنه كان للإسلام دولة تحميه، وعلماء أكفاء يذودون عن حياضه، لا يخافون لومة لائم.. فكيف بنا في هذا الزمان ؟
[2] رواه البخاري في فضائل القرآن باب: كيف نزل الوحي (4981. قال ابن حجر في فتح الباري 15/173 " معنى الحصر في قوله: " إنما كان الذي أوتيته ": أن القرآن أعظم المعجزات، وأفيدها، وأدومها؛ لاشتماله على الدعوة، والحجة، ودوام الانتفاع به، إلى آخر الدهر. فلما كان لا شيء يقاربه ـ فضلاً عن أن يساويه ـ كان ما عداه بالنسبة إليه كأن لم يقع ".
[3] اكتب عبارة " أسرع الأدين انتشاراً " في أي محرك بحث وانظر ما ترى... ومن ذلك : صرح (جورج بوش رئيس الولايات المتحدة أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، انظر خطاب (بوش الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 16/11/2003م على الرابط التالي:
http://usinfo.state.gov/arabic/mena/1116rmadan.htm
كما أنه أسرع الأديان انتشاراً في كندا ـ يتزايد بنسبة (128% ـ:
http://news.masrawy.com/masrawynews/...138213news.htm
وأسرع الأديان انتشاراً في بريطانياً. وخاصة بين مدرسي الرياضيات والعلوم وأساتذة الجامعات (بمعدل 14 ألفاً كل عام:
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle01.shtml
[4] بل هذا وجه من البلاغة معروف: وهو التعبير بالمحل، عن الحالِّ بالمحل. جاء في كتاب:
" معجم الألفاظ العامية ذات الحقيقة في الأصول العربية "، للدكتور: عبد المنعم العال، ص233: " نقول في دارجتنا: الدَّحْيُ البَيْض. والمفرد: دَحية.. والأُدحوة مبيض النعام في الرمل، وهو مجاز مرسل علاقته المكانية ". وجهله بذلك حجة عليه، ليس حجة له.
[5] رواه الترمذي في تفسير القرآن باب ومن سورة المعوذتين (3369 وقال: غريب. وله شاهد بمعناه عند أحمد باقي مسند المكثرين 3/124 وأبي يعلى في مسنده 7/285 وعبد بن حميد في مسنده 1/365 والضياء في المختارة 6/153 (2149 وقال: إسناده حسن.
[6] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص206-209.
[7] هذا الفهم ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى 6 / 587 وما بعدها:
" سُئِلَ عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ هَلْ هُمَا جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: كُرِّيَّانِ; وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ: لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ، وَرَدَّهَا.. فَمَا الصَّوَابُ ؟
فَأَجَابَ: " السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ. مِثْلُ: أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي ـ أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ ـ. وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ. وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ. وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ. وَلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ; إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ، خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ; وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ. وَمَا عَلِمْتُ مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ ـ وَجَزَمَ بِذَلِكَ ـ إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ.
وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ". [الأنبياء: 33].
وَقَالَ تَعَالَى: " لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " [يس: 40].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ: أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا. فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ: مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ: الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ.
وَقَالَ تَعَالَى: " يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ " [الزمر: 5]. قَالُوا: و" التَّكْوِيرُ " التَّدْوِيرُ يُقَالُ: كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا: إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ: لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ " كورة " تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا. وَيُقَالُ أَيْضًا: " كُرَةٌ " وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ.
وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ ; فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ ; وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى: " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ " [الملك: 3]. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ [يقصد كروي الشكل كالنجوم والكواكب]. َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ والتَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ ولا تَفَاوُتَ.. ". ثم أطال ـ رحمه الله ـ في ذكرة الأدلة عليه.
ويتبين صواب ذلك بالمقارنة مع المذكور في الكتب المقدسة لليهود والنصارى، حين أثبتوا أن للأرض أربع زوايا !! ورد في سفر الرؤيا [7/1]: " وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ ". ومثله في سفر حزقيال [7/2]: " النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع ".
فأي الكتابَبين أولى بالنقد، القرآن الكريم (الذي نفى الزوايا عن الأرض أم الكتاب المقدس (الذي أثبتها ؟!
[8] انظر: مباهج الفكر ومناهج العبر، محمد بن إبراهيم الوطواط، تحقيق: د. عبد الرزاق الحربي، ص 287.
[9] نقلاً عن الموقع التالي:
www.hedweb.com/ animimag/osteggs.jpg
[10] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص230-233.
[11] مفاتيح الغيب، الرازي 19/1.
[12] لمعرفة أقوال غيره من العلماء المسلمين في أدلة وجوب القول بكروية الأرض، انظر:
http://www.aljame3.com/forums/index....opic=7254&st=0
  #1446  
قديم 13-12-2013, 07:23 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهات حول مراحل تكون الجنين

إعداد الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
نص الشبهة حرفياً:
" أثناء تجوالي في الإنترنت، وقعت على موقع إسلامي يسمي نفسه باسم " الإعجاز العلمي في القرآن " وكان يعرض المعجزة العلمية في قوله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحما سورة المؤمنون،12 ـ14.
ومن أجل التفسير العلمي الأكاديمي، الذي لا يقبل الشك، فقد استقدم الموقع (أحد أكبر أساتذة علم الأجنة من أمريكا) والذي تقول الرواية، أنه " ذُهل " عندما علم أن هذه الحقائق العلمية كانت معروفة عند المسلمين في القرن السابع الميلادي ؟!
ثم تقول الرواية أن الرجل قد أعلن إسلامه ! ونحن نرحب بإسلام الرجل، ولكن هذا لن يمنعنا أن نقول: أنه إذا كان عالماً في علم الأجنة، فإنه والحق يقال، جاهل كبير في تاريخ هذا العلم خاصة، وفي التاريخ عامة. فعلم الأجنة كان قد تطور إلى درجة عالية على يد خبراء التحنيط في مصر القديمة، فيما نشر أبيقور[1]كتابان، أحدهما بعنوان (طفل السبعة أشهر) والآخر بعنوان (طفل التسعة أشهر) بل وأكثر من ذلك فإنه نشر دليلا للجراحين عن (تفكيك الجنين في الرحم) وقد شاعت هذه الأعمال بين أطباء الشرق القديم.
أما مكتبة الإسكندرية العظيمة فقد كانت تحتوي على فرع خاص بعلم الأجنة وأمراض الحمل والولادة.
والواقع أن النص القرآني (الذي حمله الفقهاء أكثر مما أراد الله نفسه) لم يورد أية معلومة جديدة، بل خاطب الناس بالمعلومات المتوافرة في عصرهم، ليبين لهم قدرة الله، وليس ليمنحهم معلومات في علم الأجنة، فمعلومة أن الجنين يوجد كاملا في نطفة الرجل، معلومة معروفة منذ زمن التوراة، وقد وردت في سفر أيوب على النحو التالي: (ألم تصبني كاللبن، وخثرتني كالجبن، كسوتني جلداً ولحما، فنسجتني بعظام وعصب[2]، سفر أيوب 10/12 ".
الجواب:[3]
1. كانت أقوى النظريات العلمية حول نشوء الجنين هي نظرية الجنين القزم، كما تنبت الشجرة الصغيرة إلى أن تكبر. وتنازع في شأنها العلماء: هل الإنسان يوجد كاملاً في الحيوان المنوي للرجل، أم كاملاً في دم حيض المرأة المنعقد ؟
فبحسب الأولى: الجنين يكون جاهزاً في الحيوان المنوي، ولكنه صغير الحجم، لا ينمو إلا في تربة خصبة (الرحم).
أما الثانية: الجنين يتخلق من دم الحيض، ثم يقوم المني بعقده. كما تفعل الأنفحة بالحليب (اللبن)، فتعقده وتحوله إلى جبن.. فليس للمني دور، سوى أنه ساعد كمساعدة الأنفحة للحليب في صنع الجبن.
ولم يقل أحد من علماء الغرب الموثوق بعلمهم، إن الجنين ناتج عن التقاء الحيوان المنوي للرجل مع بويضة المرأة قبل سنة 1775م. وتم تأكيد هذه النظرية في بداية القرن العشرين عند اكتشاف الكروموسومات.
بينما القرآن الكريم سبق إلى تقرير ذلك، بأن أكد أن الجنين يتكون بسبب النطفة الأمشاج (المختلطة) بين نطفة الرجل، وبويضة المرأة. قال تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " [الإنسان: 2]. وبيَّن أنه ينتقل من طور إلى طور: " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا " [نوح: 13، 14].ولم يكن جنيناً قزماً كما اشتهر في الزمن الماضي ـ وخاصة وقت نزول القرآن الكريم وبعده بمئات السنين[4] ـ.
2. كما أن القرآن الكريم يبين أن نطفة الرجل هي من تقرر جنس الجنين: " وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى " [النجم: 45، 46].
وهذا لم يُعرف إلا بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني في بداية القرن العشرين.
3. وأشار القرآن الكريم إلى أن غدد الذكر الجنسية المنتجة للخصيتين تنشأ من منطقة الظهر: " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.. " [الأعراف: 172].
4. دقة وصف وترتيب كل مرحلة من مراحل خلق الجنين: النطفة، ثم العلقة، ثم المضغة، ثم العظام، ثم كسو اللحم (العضلات)، ثم الإنشاء خلقاً آخر، ثم المخاض.[5]
أين هذا الإعجاز الفريد مما جاء من تخيلات في كتب الأقدمين ؟!
[1] الفيلسوف أبيقور اليوناني 343 – 270 ق.م. ولد في أثينا في اليونان، وقد اختلف الكتَّاب في أفكاره وحياته الخاصة، فبعض الكتَّاب المتأخرين يصف حياته بالحياة المنعمة اللاأخلاقية، لكن بعضهم يقول بأن كل خطاباته تدل على أنه كان متواضعاً في طعامه، وأن مفهوم اللذة عنده لا يقصد به الإباحية الأخلاقية أو ما شابه ذلك من مفاهيم. انظر: الموسوعة الميسرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ص823 مذهب اللذة.
[2] بل العكس تماماً، هو الذي حمل هذا النص أكثر مما يحتمل، فذلك التشبيه يخالف المقرر في العلم الحديث كما سيتبين.
[3] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص98-130.
[4] قال ابن حجر في مقدمة شرحه لكتاب القدر في صحيح البخاري: " وزعم كثير من أهل التشريح: أن مني الرجل لا أثر له في الولد، إلا في عقده. وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك ". انظر: فتح الباري13/311.
قلت: من هنا يتبين أن علماء الإسلام يقدمون الثابت من النصوص، على الظني من النظريات العلمية. كما يدل على قوة رأي علماء التشريح ـ في ذلك الزمان ـ الذين قالوا بنظرية الجنين القزم. وقوة ذلك الرأي، لم تمنع ابن حجر ـ رحمه الله ـ من تقديم النص القطعي على النظرية العلمية الظنية.. وفي ذلك درس بليغ لمن يتصدى للبحث في الإعجاز العلمي.
[5] كل ما سبق وغيره مما ذكره علماء الإعجاز العلمي من سبق القرآن الكريم في وصف مراحل خلق الإنسان بدقة، وهو معروف مشتهر. أما عن الإعجاز العلمي في المخاض. فهو في قوله تعالى في سورة مريم: " فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا24وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا25فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا.. 26 ". فقد ثبت علمياً أن للتمر فوائد في عملية الولادة لاحتوائه على الألياف المانعة للإمساك مما يسهل الولادة، وغناه بالبوتاسيوم المفيد لعضلات الرحم، والحديد المانع لفقر الدم الناتج عن المخاض، ووجود مادة تشبه هرمون Oxytocnالذي يزيد تقلصات وانقباضات عضلة الرحم عند الولادة...

  #1447  
قديم 13-12-2013, 07:43 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة حول العَمَد بين السماء والأرض

إعداد عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
نص الشبهة حرفياً :
" ويمسك السماء ان تقع على الأرض الا بآذنة [الصواب: بإذنه] (الحج 65) ونفهم من السماء هنا كافة الأجرام السمائية وليس البعض [الصواب: بعضاً] منها فقط.. ولو كانت الآية جاءت بكلمة القمر مثلا بدلا من السماء لكانت متوافقة مع علم الفلك.. ويقدر علم الفلك الأجرام السمائية ب2000 بليون بليون نجم منها نجوم اكبر حجما من الشمس بآلاف الأضعاف.. وذلك بالإضافة إلى بلايين البلايين من الأجرام الأخرى التابعة للنجوم.. ومجموع حجم هذه النجوم لا يمكن لعقل بشرى ان يتخيله... فكيف يكون هناك مجرد احتمال ان تقع هذه الأجسام المتناهية الضخامة على سطح الأرض؟؟؟ وتقول الآية(الا باذن الله) اى انه يمكن ان تقع فعلا على الأرض الا ان الله يمسكها ان تقع.. لكن طبقا لعلم الفلك هناك استحالة مطلقة في إمكانية ان تقع هذه الأجسام على الأرض.. وتصديق وقوعها على الأرض هو ضربا من الهذيان والقاء علم الفلك وقوانينة واكتشافات علمائه في سلة المهملات... فلو تصورنا عملية وقوع النجوم على الأرض لتبين لنا ان وقوع نجمين اثنين فقط في حجم الشمس الهائل (علما بأنها نجم متوسط الحجم) يكفى لحصر جسم الارض بينهما حصرا تاما ليمنعا بذلك 2000 بليون بليون نجم آخر بالسماء بالإضافة الى بلايين البلايين من الأجرام التابعة للنجوم من مجرد الاقتراب من سطح الأرض التي ما هي الا نقطة ضئيلة محصورة بين نجمين مما يدل على ان كاتب القران لا يعلم اى شيء عن علم الفلك واثباته العلمي الذي لا يدع اى مجال لاى شك... ويجعل قوانين وحقائق الله التى وضعها في فلكة لا أهمية لها...تخيل مثلا ان قطر الأرض 1 سم لكانت الشمس بالمقارنة كرة قطرها 109 سم ونخلص من هذا ان هناك استحالة مادية مطلقة لان تقع السماء على الأرض (وان الذي يمنعها هو الله الذي لم ياذن لها بذلك) (تقول الاية ويمسك السماء ان تقع) بينما ان وقوعها لا ينفع أصلا".
الرد على الشبهة:
السماء في اللغة هي كل ما علاك، ولهذا يقال للسقف البيت: سماء.[1]
أما عن إمساك الله Y للسماء أن تقع، فكل لغة فيها الحقيقة وفيها المجاز. والتعبير على المجاز. فإن السماء شبه سقف البيت، والمانع للسقف من السقوط على الحقيقة هو الأعمدة، وعلى المجاز هو الله Y؛ لأن كل شيء بقدرته. ولذلك نظير في كتابهم المقدس: " بالكسل يهبط السقف ". و في ترجمة أخرى: " من جراء الكسل ينهار السقف. وبتراخي اليدين يسقط البيت " [سفر الجامعة 10/ 18] يريد أن يقول: إن الكسل يؤدي إلى الفقر، والفقر يؤدي إلى خراب البيوت.
وعبَّر عن الخراب بانهيار السقف. والسقف لا ينهار بالكسل، وإنما بهدّ الأعمدة التي تحمله. و في سفر الرؤية 8/10: " فسقط من السماء كوكب " كيف يسقط كوكب من السماء بغير إرادة الله ؟ ونسبوا إلى المسيح قوله: إن العصفور لا يقع إلى الأرض إلا بإرادة الله Y: " أما يباع عصفوران بفَلْس واحد. ومع ذلك لا يقع واحد منهما إلى الأرض خفية عن أبيكم " [متى 10: 29].
أما حقيقة الإمساك في الآية الكريمة، فقد بينها الدكتور زغلول النجار بقوله:
" إن أقرب أجرام السماء إلينا هو القمر الذي يبعد عنا في المتوسط بمسافة‏(383942‏ كيلومترا‏ً),‏ وتقدر كتلته بنحو سبعين مليون مليون مليون طن‏,‏ ويدور في مدار حول الأرض يقدر طوله بنحو‏2.4‏ مليون كيلومتر بسرعة متوسطة تقدر بنحو كيلومتر واحد في الثانية‏,‏ وهي نفس سرعة دورانه حول محوره‏؛‏ ولذلك يُرى منه وجه واحد لأهل الأرض‏.‏
ومدار القمر حول الأرض ـ وكذلك مدار الأرض حول الشمس ـ بيضاوي الشكل‏ (أي أنه على شكل قطع ناقص‏),‏ ومن قوانين الحركة في المدار البيضاوي ‏(أو مدار القطع الناقص‏)‏ أن السرعة المحيطية فيه تخضع لقانون تكافؤ المساحات مع الزمن‏. وهذا القانون يقتضي باختلاف مقدار السرعة على طول المحيط‏,‏ فتزداد نسبياً بالاقتراب النسبي من الأرض‏,‏ وتزداد بزيادتها قوة الطرد المركزي‏,‏ على القمر فتدفعه بعيداً عن الأرض‏,‏ وإلا اصطدم القمر بالأرض فدمرها ودمرته‏.
وتقل السرعة المحيطية للقمر كلما بعد نسبياً عن الأرض‏,‏ فتقل القوة الطاردة المركزية على القمر لئلا يخرج عن نطاق جاذبية الأرض‏,‏ فينطلق إلى فسحة السماء أو تبتلعه الشمس‏,‏ وأعلى مقدار لسرعة سبح القمر في مداره حول الأرض يقدر بما قيمته‏3888‏ كيلومتراً في الساعة‏.‏ وأقل مقدار لتك السرعة يقدر بنحو‏3483‏ كيلومتراً في الساعة‏,‏ وهذا يجعل السرعة المتوسطة لسبح القمر في مداره حول الأرض تقدر بنحو‏3675‏ كيلومتراً في الساعة‏.‏
ونفس القانون‏(قانون الجري في القطع الناقص‏)‏ ينطبق على سبح الأرض حول الشمس‏,‏ وسبح باقي أجرام السماء كل في مداره حول الجرم الأكبر‏,‏ أو التجمع الأكبر‏.‏
ويؤكد علماء الفلك أن أبعد كواكب مجموعتنا الشمسية يبعد عن الشمس بمسافة متوسطة تقدر بنحو ستة آلاف مليون كيلومتر‏,‏ وأن مجرتنا تحوي قرابة تريليون نجم‏.‏
كذلك يحصي علماء الفلك، أن بالجزء المدرك من الكون أكثر من مائتي بليون مجرة تتفاوت في أشكالها‏,‏ وأحجامها‏,‏ وكتلها‏,‏ وسرعة دوران كل منها حول محورها‏,‏ وسرعة جريها في مدارها‏;‏ وسرعة تباعدها عنا وعن بعضها‏,‏ كما تتباين في أعداد نجومها‏,‏ وفي مراحل تطور تلك النجوم‏;‏ فمن المجرات: البيضاوي,‏ والحلزوني‏,‏ وغير ذلك من الأشكال‏,‏ ومنها المجرات العملاقة التي يصل قطر الواحدة منها إلى ‏(750‏ ألف سنة ضوئية‏),‏ وتصل كتلتها إلى تريليون مرة قدر كتلة الشمس‏,‏ ومنها المجرات القزمة التي لا يكاد يتعدى طول قطرها ‏(3.200‏ سنة ضوئية‏),‏ ولا تكاد كتلتها تتعدي مليون مرة قدر كتلة الشمس‏.‏ وتقدر كتلة مجرتنا‏ (سكة التبانة أو درب اللبانة أو الطريق اللبني‏)‏ بنحو ‏(230‏ بليون‏)‏ مرة قدر كتلة شمسنا‏ (المقدرة بنحو ألفي مليون مليون مليون مليون طن‏).‏
وتتجمع المجرات في وحدات تضم العشرات منها تعرف باسم المجموعات المحلية‏,‏ وتتجمع تلك في وحدات أكبر تضم المئات إلى عشرات الآلاف من المجرات وتعرف باسم التجمعات المجرية‏,‏ وتلتقي هذه في تجمعات أكبر تعرف باسم المجموعات المحلية العظمى التي تلتقي بدورها في التجمعات المجرية العظمى‏,‏ ثم تجمعات التجمعات المجرية العظمى‏,‏ إلى نهاية لا يعلمها إلا الله‏.‏
وفي كل الأحوال يدور الصغير حول الكبير في مدار بيضاوي على هيئة قطع ناقص‏,‏ تحكمه في ذلك قوانين الحركة في مثل هذا المدار‏.‏
والتجمع المجري الأعظم الذي تنتمي إليه مجرتنا يضم مائة من التجمعات المجرية ينتظمها قرص يبلغ قطره مائة مليون من السنين الضوئية وسمكه عشر ذلك‏(وهي نفس أبعاد مجرتنا مضروبا في ألف‏).‏
وفي أيامنا هذه تدرس السماء الدنيا في شرائح تقدر أبعادها بنحو ‏(150‏ مليون ×100 مليون × 15 ‏مليون من السنين الضوئية‏),‏ ووصل أضخمها إلى‏250‏ مليون سنة ضوئية في الطول‏,‏ وقد أطلق عليه اسم الحائط العظيم‏.‏ وهذه الأعداد المذهلة مما قد علمنا من أجرام الجزء المدرك من السماء الدنيا لاتمثل إلا نحو‏10%‏ من مجموع كتلة ذلك الجزء المدرك‏,‏ وهي ممسوكة بشدة إلى بعضها‏,‏ وإلا لزالت‏,‏ وانهارت.
وبهذا يكون تفسير الآية الكريمة.
وقد تمكنت العلوم المكتسبة من التعرف على عدد من القوي التي تمسك بأجرام السماء على النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ قوة الجاذبية‏:‏وهي أضعف القوى المعروفة ـ على المدى القصير ـ‏ ولكن نظراً لطبيعتها التراكمية، فإنها تتزايد باستمرار على المسافات الطويلة، حتى تصبح القوة الرابطة لكل أجزاء السماوات والأرض بإرادة الخالق ‏Y حيث تمسك بمختلف أجرام السماء الدنيا على الأقل‏,‏ وتجمعاتها من الكواكب وأقمارها‏,‏ والنجوم وتوابعها‏,‏ وتجمعاتها على كل المستويات إلى نهاية لا يعلمها إلا الله‏,‏ ولولا هذا الرباط المحكم الذي أوجده الخالق Yلانفرط عقد الكون‏.‏
ويفترض وجود قوة الجاذبية على هيئة جسيمات خاصة في داخل الذرة لم تكتشف بعد واقترح لها اسم الجسيم الجاذب‏,‏ أو الجرافيتون الذي يعتقد بأنه يتحرك بسرعة الضوء‏,‏ ليربط بين مختلف أجزاء الكون حسب قانون محكم دقيق تزداد فيه قوة الجاذبية بزيادة الكتلة للجرمين المتجاذبين‏,‏ وتتناقص بزيادة المسافة الفاصلة بينهما وقد لعبت الجاذبية دورا مهما في تكثيف الدخان الكوني الذي نشأ عن واقعة الانفجار العظيم‏.‏ على هيئة كل صور المادة الموجودة في السماء الدنيا‏(على أقل تقدير‏)‏ كما لعبت ولا تزال تلعب دورا مهما في إمساك الأرض بغلافيها الغازي والمائي‏,‏ وبكل صور الحياة والهيئات الصخرية من فوقها‏.‏
‏(2)‏ القوة النووية الشديدة‏:‏وهي القوة التي تقوم بربط الجسيمات الأولية للمادة في داخل نواة الذرة‏,‏ والتي تعمل على التحام نوى الذرات الخفيفة مع بعضها لتكون سلاسل من نوي الذرات الأثقل في عمليات الاندماج النووي‏;‏ وهي أشد أنواع القوي المعروفة لنا على الأبعاد المتناهية الصغر‏,‏ ولكنها تضعف باستمرار عبر المسافات الطويلة‏,‏ وعلى ذلك فدورها يكاد يكون محصوراً في داخل نوى الذرات‏,‏ وبين تلك النوى ومثيلاتها‏.‏ وتحمل هذه القوة على جسيمات تسمي باسم القوة اللاحمة أو الجليون‏.‏
‏(3)‏ القوة الذرية الضعيفة‏:‏وتحمل على جسيمات تسمي باسم اليوزونات وهي إما سالبة أو عديمة الشحنة‏,‏ وتربط الاليكترونات الدائرة في فلك النواة‏,‏ وهي لضعفها تؤدي إلى تفكك تلك الجسيمات الأولية للمادة كما يحدث في تحلل العناصر المشعة‏.‏
‏(4)‏ القوة الكهرومغناطيسية‏:‏وتحمل على هيئة فوتونات الطاقة أو ما يعرف باسم الكم الضوئي‏,‏ وهذه الفوتونات تنطلق بسرعة الضوء لتؤثر على جميع الجسيمات التي تحمل شحنات كهربائية‏,‏ ومن ثم فهي تؤدي إلى تكون الإشعاع الكهرومغناطيسي وتؤثر في جميع التفاعلات الكيميائية‏.‏
وكما تم توحيد قوتي الكهرباء والمغناطيسية في قوة واحدة‏,‏ يحاول العلماء جمع هذه القوة مع القوة الذرية الضعيفة‏,‏ فيما يعرف باسم القوة الكهربائية الضعيفة لأنه لا يمكن فصل هاتين القوتين في درجات الحرارة العليا‏.‏ وفي نظريات التوحيد الكبرى يحاول عدد من العلماء جمع القوة الكهربائية الضعيفة مع القوة النووية الشديدة في قوة كبري واحدة‏;‏ بل ضم تلك القوة الكبرى مع قوة الجاذبية فيما يسمي باسم الجاذبية العظمي التي تربط كل صور المادة في الكون اليوم‏,‏ والتي يعتقد أنها كانت القوة الوحيدة السائدة في درجات الجرارة العليا عند بدء خلق الكون‏,‏ ثم تمايزت إلى القوي الأربع المعروفة لنا اليوم والتي تعتبر وجوها أربعة لتلك القوة الكونية الواحدة التي تشهد لله‏ Yبالوحدانية المطلقة فوق كل خلقه‏,‏ ومن هنا ظهرت نظرية الخيوط فائقة الدقة التي تفترض تكون اللبنات الأساسية للمادة من خيوط فائقة الدقة تلتف حول ذواتها فتبدو كما لو كانت نقاطا متناهية الضآلة في الحجم مشابهة بذلك شريط الحمض النووي في داخل نواة الخلية الحية الذي يتكدس على ذاته في حيز لا يزيد على الواحد من مليون من الملليمتر المكعب ولكنه إذا فرد يبلغ طوله قرابة المترين‏,‏ يضمان‏18.6‏ بليون قاعدة كيميائية في ترتيب غاية في الإحكام وغاية في الإتقان‏,‏ وتقترح نظرية الخيوط فائقة الدقة‏,‏ وجود مادة خفية تتعامل مع المادة الظاهرة بواسطة قوة الجاذبية‏.‏
وهنا تتضح روعة النص القرآني المعجز الذي نحن بصدده‏,‏ والنصوص الأخرى المشابهة له في التعبير عن العديد من الحقائق العلمية التي لم يصل إليها إدراك الإنسان إلا بعد مجاهدة استغرقت آلاف العلماء‏,‏ وعشرات العقود حتى وصلوا إلى إدراك شيء منها في السنوات المتأخرة من القرن العشرين‏ ".‏ انتهى
عبّر القرآن الكريم عن قوى التجاذب بين الشمس والأرض ـ التي لولاها لخرجت الأرض عن مساراتها وانحرفت داخل غياهب الكون فتنخفض حرارتها وتنعدم الحياة عليها ـ بالعَمَد غير المرئية.
[1]انظر: لسان العرب، ابن منظور 14/398. وفيه: " كل ما علا وارتفع يُقال له: سما يسمو ".


  #1448  
قديم 14-12-2013, 08:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

ما الأفضل أن نقول (الانفجار الكوني) أم (الانفتاق الكوني) ؟


بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
النص الحرفي للشبهة :
إخوتي الأكارم، لنبحث معاً في اللفظ الأدق والأليق ببلاغة القرآن الكريم، هل من الأفضل أن نقول: " الانفجار الكوني العظيم " أم : " الانفتاق الكوني العظيم " ؟
وحتى تتكون الصورة واضحة... لنقرأ هذه الشبهة التي أثارها أحد اللادينيين ويُدعى: الختيار..
" آية اخرى لا يمل الاعجازيون من تكرارها كالببغاوات ايضا:
{أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30].
يدعي هواة الاعجاز أن وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر الانفجار العظيم (و يربطونه بكلمة الفتق) بعد أن كان كتلة واحدة (رتقا)
أولا...لنرى [الصواب: لنرَ] المعنى اللغوي لكلمة رتقا..
جاء في لسان العرب[1]:رتْقاً: الرَّتْقُ ضدّ الفتْقُ. وقال ابن سيده: الرَّتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلاحه، رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقاً فارتتق أي التَأَم.
اذن..كلمة رتقا تفيد كون السماء والأرض كتلة واحدة..
اما كلمة فتق: ففتقناهما: الفتقُ خلاف الرتق، فتقه يفتقُّه فتقاً: -شقه-. الفتق: -انفلاق- الصبح
و من القاموس المحيط[2]: (فَتَقَهُ): شَقَّهُ (كَفَتَّقَهُ) فَتَفَتَّقَ وانْفَتَقَ (ومَفْتَقُ) القَميصِ مَشَقُّهُ
اذن..كلمة الفتق تعني الشق...
و هناك العديد من الروايات التي اوردها المفسرون في المراد بالرتق والفتق...ومن اغلبها يتضح لنا ان المراد من القول في هذه الاية هو كون السماء والارض كتلة واحدة ثم تم فتقهما (شقهما)..و بعض المعاني الاخرى التي تصلح لتأويل الاية:[3]
باختصار لهذا كله...."كانتا رتقا ففتقناهما" تفيد كون السماء والأرض كتلة واحدة أو جسما واحدا ففتقمها (أي قسمها) الله الى قسمين...و يدعي الاعجازيون ان هذا يتفق مع نظرية الانفجار الكبير _التي اقسم انهم لم يقرأوا عنها يوما) في ان الأرض والسماء كان كتلة ثم تم الانفصال بينهما بالانفجار !!! هل تنتبق هذه الرؤية مع نظرية الانفجار الكبير؟؟ قطعا لا...
لسببين:
أولا: كلمة الفتق تعني لغويا الشقّ لا أرى فيها أي سيرة[4]عن حدوث "انفجار" من قريب أو من بعيد..فالشقّ ليس تفجيرا ولا يوجد ذرة اتصال بين المعنيين...كما رأينا في المعاجم....الشق هو مثل ما يحدث عندما تشق قطعة قماش مثلا...وهذا لا علاقة له بما حدث في --الانفجار--الكبير اطلاقا.
ثانيا: اذا ربطنا لفظ "كانتا رتقا" في الاية بما قبل البيج بانج فهذا أيضا لا علاقة له بما تقوله نظرية الانفجار الكبير اطلاقا، لأن نظرية الانفجار الكبير تنص على عدم وجود أي نوع من المادة أو الكتلة قبل حدوث الانفجار لأن المادة جاءت الى الوجود مع الانفجار نفسه، بل لا يوجد شيء أسمه "قبل البيج بانج" أساسا...هذا قول فاسد، اذ ليس هناك "فترة وقتية " من قبل ال planck timeقابلة لتطبيق القوانين الفيزيائية عليها، مفهوم "الفترة الزمنية" قبل حدوث البيج بانج لا معنى له......فالوقت مرتبط بالمكان وجاء في حيّز الوجود اصطلاحي"متى وأين" للزمان مع ظهور "المكان" الى حيّز الوجود اي مع البيج بانج...و نفس الشيء بالنسبة الى الى المادة أو الكتلة فلم يكن لها وجود الا مع حدوث الانفجار.
أي ليس هناك "رتق" قبل حدوث الانفجار ولا غيره.[5]
و فوق كل هذا...لا اعرف حقيقة كيف يأتي مسلمون يحاولون الاستناد الى البيج بانج لاثبات قرانهم.. سؤال: هل ظهور الكون طبقا للبيج بانج تتماشى مع الخلق كما يراه القران والسنة؟ هل خلق جزء من الكون بشكل منفصل في فترة لوحدها (الارض) ثم عندما تنتهي هذه الفترة يبدأ خلق جزء اخر بشكل منفصل لوحده في يومين (السماء) ثم يعود الى الجزء الاول "ليظبطه" (و الارض بعد ذلك دحاها) في يومين اخرين..هل تستوي هذه الرؤية مع الكوزمولوجي الخاص بالبيج بانج !!! ".
(و السماء بنيناها بأيد وانا لموسعون) [الذاريات: 47]
حيث يقول الاعجازيون ان هذه الاية اخبرت بحقيقة التوسع الكوني !!!
ذهبت لأرى ما تقوله المعاجم حول المعنى اللغوي لهذه الكلمة "موسع" ((بدون تشديد السين))...
المحيط: أوْسَعَ يُوسِعُ إِيسَاعاً: ((صار ذا سعه وغِنى))
"محيط المحيط": وأوسع الرجل إيساعًا صار ذا سعةٍ وغنًى. ومنهُ في سورة الذاريات: (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي أغنياءُ قادرون.
و يتفق معهم ايضا القاموس المحيط حول هذا المعنى اللغوي: وقوله (وإنَّا لَمُوسِعُونَ): أغْنياءُ قادِرُونَ[6]
ففي الاية..يقول الله عن نفسه انه ذو سعة (قدرة) وغنى... ولا علاقة لها اطلاقا بالتوسع الكوني !! ".
الرد على الشبهة :
1. نشوء الكون:
تحرير محل النزاع: يقول إن " فتق " ليس من معانيها " فجَّر".
وجواب ذلك أن العرب تعرف ذلك، ولا يضرنا أنه لا يعرفه..
تقول العرب: انفتاق الصبح، وتعني به انفجاره (ومنه سمي الفجر بهذا الاسم)[7].
بل إن ذلك يُعَد من أشهر التشبيهات التي عرفها العرب..
قال أبو هلال العسكري[8]: " ومن غريب ما قيل في الصبح، من الشعر القديم قول ذي الرمة ـ وقد أجمع الناس على أنه أحسن العرب تشبيهاً ـ:
وقد لاحَ للساري الذي كمل السُّرى على أخرياتِ الليلِ فتقٌ مُشَهَّرُ..
وهذا أحسن تشبيه أكمله ".
وورد في قصة استشهاد سعد بن معاذ tعن جابر t: ".. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِهِمْ، انْفَتَقَ عِرْقُهُ فَمَاتَ ".[9]
بينما في رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها، زيادة في دعاء سعد tقبيل استشهاده: "... وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فَافْجُرْهَا، وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا. فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ..".[10]
فعبَّر جابر tعن الانفتاق بالانفجار، وبه عبَّرت عائشة ـ راوية الحديث رضي الله عنها ـ.. ولا يشك بفصاحتهما ـ رضي الله عنهما ـ أحد.
ويمكن القول: إن الانفتاق مرحلة سابقة للانفجار، كما أن تفجر النبع من الصخر يسبقه انفتاق وتشقق الصخر.
وانفجار القنبلة يسبقه تشقق سطحها الخارجي... الخ. فلا انفجار بلا انفتاق (تصدع وانشقاق).
وانفتاق الجرح، جاء قبيل لحظات من انفجاره.. فبين الانفجار والانفتاق عموم وخصوص.[11]ومن ثم ينتفي القول بالترادف بين معاني لفظي الانفتاق والانفجار. وهو يليق بجلال القرآن الكريم، والأمر الإلهي بملاحظة دقة التعبير القرآني، وتدبر بديع نظمه المعجز.
وذلك كما يلي:
بداية: كان لنظرية الانفجار (الأصوب: " الانفتاق " كما سيتبين قريباً) الكوني أثر كبير في إيمان كثير من الملحدين بوجود خالق للكون، سبق هذا الانفجار ودبر أمره.
فقد كانت نظرية الملحدين أن الكون أزلي غير حادث، والمادة أزلية غير قابلة للاستحداث أو الفناء؛ ليهربوا من الإجابة عن السؤال الأهم: من الذي أحدثه، وما هي القوة التي ستفنيه ؟[12]
قال الفيلسوف الملحد (أنطوني فلوف): " يقولون: إن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية، وأنا سأدلي باعتراف: إن أنموذج الانفجار الكبير شيء محرج جداً بالنسبة للملحدين، لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية.. فكرة أن للكون بداية ".
ويقول العالم (دونيس ساكيما) وكان من أشد أنصار نظرية (الكون المستقر): " لم أدافع عن نظرية الكون المستقر لكونها صحيحة، بل لرغبتي في كونها صحيحة، ولكن بعد أن تراكمت الأدلة، فقد تبين أن اللعبة قد انتهت، وأنه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانباً ".
ويستدل العالم البريطاني (فرد هويل): " كل انفجار يشتت المادة ويبعثرها دون نظام، ولكن هذا الانفجار الكبير عمل العكس، بشكل محفوف بالأسرار، إذ عمل على جمع المادة معاً لتشكيل المجرات ".
كل هذه الأقوال لعلماء الفلك الغربيين تؤيد الحكمة من التعبير القرآني البالغ النهاية في الدقة؛ فذكر القرآن الكريم: " الفتق " ولم يذكر " الانفجار"، فالانفجار عشوائي ويوزع شظاياه مبعثرة، بينما الفتق عملية تصديع وتشقق منظمة بشكل بديع محكم..
فالخياط حينما يقوم بفتق قطعة القماش يقوم بذلك بكل عناية، بينما شظايا القنبلة المتفجرة تتناثر بلا نظام !
ولذلك ـ من باب الدقة العلمية ـ يرى الباحث أن الأصوب القول: " الانفتاق الكوني " بدلاً من: " الانفجار الكوني ".
هو ليس انفجار ـ كأي انفجار ـ بل هو انفتاق بنظام بديع محكم، جاء من عند خالق الكون العظيم Y.
وسبحان منزل القرآن !
2. توسع الكون:
" الواو والسين والعين: كلمةٌ تدلُّ على خلافِ الضِّيق والعُسْر ".[13]فاللفظ في حقيقته يدل على خلاف الضيق ـ.
وبهذا يكون معنى " موسعون " عكس " مضيقون ". تقول: وَسَّعْتُ الشيءَ فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ، أي صار واسِعاً.[14]
والأصل حمل اللفظ على حقيقته، إلا إن وجد مسوغ لحمله على المجاز.
فـ " وَسِعَ الشيء: لم يضق عنه.. لا يسعك أن تفعل كذا، أي: لا يجوز لك؛ لأن الجائز موَسَّع غير مضيَّق.. هذا الإناء يسع عشرين لتراً ".[15]
أما عند استعمالها على سبيل المجاز والكناية فمعلوم أن قولك " رجل ذو سعة " كناية عن غناه.
" فرس واسع القدمين " كناية عن السرعة... وهكذا
وهنا ـ برأي دعاة وجود إعجاز علمي في الآية الكريمة ـ لا مسوغ لحمل لفظ (موسعون) على المجاز، فتبقى على حقيقتها. كقولك: وسعت ثوبي، توسعوا في المجالس..
ولا مانع من إرادة المعنيين معاً، بل ذلك من التوسع في المعنى، وهو قمة البلاغة.
وفي نهاية الرد على هذه الشبهة، ينبغي شكر اللاديني (الختيار) الذي أقر ـ بعد أن أعمى الله بصيرته ـ بعدم وجود مادة قبل الانفتاق الكوني، وبهذا يقطع بعدم أزلية الكون، فلا بد للكون موجِد سبق إنشاء مادته، هو الخالق العظيم الواحد سبحانه وتعالى.
وصدق فيه قول الشاعر:
يُصيبُ وَما يَدري وَيُخطي وَما دَرى وَكَيفَ يَكونُ النَّوْكُ إِلّا كَذالِكا [16]
وسبحان الله العلي العظيم !

[1] لابن منظور 10/118رتق.[2] للفيروزآبادي 1/1182 فصل الفاء.[3] انظر: جامع البيان، الطبري 17/18 وما بعدها.[4] بالعامية الأردنية تعني: حديث، كلام.[5] هذا يخالف الحق والصواب.. قال د. زغلول النجار: " في سنة ‏1948‏م أعلن كل من جورج جامو وزميله رالف ألفر أن تركيز العناصر في الجزء المدرك من الكون، يشير إلى أن الجرم الأولي الذي بدأ به الكون كان تحت ضغط وفي درجة حرارة لا يكاد العقل البشري أن يتصورهما‏,‏ وعند انفجاره انتقلت تلك الحرارة إلى سحابة الدخان الكوني التي نتجت عن ذلك الانفجار‏,‏ وسمحت بعدد من التفاعلات النووية التي أدت إلى تكون العناصر الأولية من مثل الإيدروجين والهيليوم‏.‏وفي السنة نفسها‏1948‏م قدم كل من ألفر وهيرمان اقتراحا بأن الجرم الابتدائي للكون كان له إشعاع حراري يشابه إشعاع الأجسام المعتمة‏,‏ وأن هذا الإشعاع تناقصت شدته مع استمرار تمدد الكون وتبرده‏,‏ ولكن لابد أن تبقى منه بقية في صفحة السماء‏,‏ إذا أمكن البحث عنها وتسجيلها‏,‏ كانت تلك البقية الإشعاعية من أقوى الأدلة علي بدء خلق الكون بعملية الانفجار الكبير‏.‏
وفي سنة‏1964‏ م تمكن اثنان من علماء مختبرات بل للأبحاث وهما أرنو بنزياس وروبرت ويلسون بمحض المصادفة من اكتشاف تلك البقايا الأثرية للإشعاع الحراري الكوني، على هيئة ضوضاء لاسلكية محيرة تفد بانتظام إلى الهوائي الذي كانا قد نصباه لغاية أخرى، من جميع الجهات في السماء حيثما وجه الهوائي‏,‏ وقدروها بثلاث درجات مطلقة ـ‏270‏ درجة مئوية ـ‏ ".

[6] للفيروزآبادي 1/996 فصل الواو. وهذا اجتهاد منه رحمه الله تعالى في فهم الآية الكريمة بحسب ما لديه من معارف وخبرات.. وقد خالفه في ذلك الاجتهاد ابن منظور في لسان العرب 8/392 وسع: " واستوسع الشيء: وجده واسعاً، وطلبه واسعاً، وأوسعه، ووسعه: صيره واسعاً. وقوله تعالى: " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ". أراد: جعلنا بينها وبين الأرض سعة، جعل أوسع بمعنى وسع ". وهنا يتبين السر في عدم استشهاد اللاديني الختيار ـ كاتب الصفحة أعلاه ـ بلسان العرب كما استشهد به في الفقرة السابقة.. وهو يبين منهجيتهم غير الأمينة والموضوعية في البحث العلمي.
[7] قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط 1/584: " الفجر ضوء الصباح، وهو حمرة الشمس في سواد الليل، وقد انفجر الصبح وتفجر وانفجر عنه الليل وأفجروا دخلوا فيه وأنت مفجر إلى طلوع الشمس ".
[8] في كتابه ديوان المعاني، ص885. الفصل الثالث من الباب السادس، ذكر الصباح والشمس والنهار، وما يجري مع ذلك..
أجود ما قيل في الصباح من شعر الأعراب. والبيت لذي الرمة، انظر: محاضرات الأدباء، الراغب الأصفهاني 4/165.. ومما ذكره من أمثلة قول العرب: " فما زلت أصدع الليل، حتى انصدع الفجر ".
[9] رواه الترمذي في السير.. باب ما جاء في النزول على الحكم 1582 وقال: حسن صحيح. قلت: إسناده صحيح، صححه الألباني، انظر: صحيح الترمذي 4/144.
[10] في المغازي باب مرجع النبي rمن الأحزاب.. 4122. قال ابن حجر في فتح الباري 8/176: قوله: " فافجُرها " : أي الجراحة. قوله: " فانفجرت من لبته " ـ بفتح اللام وتشديد الموحدة [أي: الباء] ـ: هي موضع القلادة من الصدر... وكان موضع الجرح ورم حتى اتصل الورم إلى صدره، فانفجر من ثم ".
[11] هنالك كلمات يُقال عنها: إذا اجتمعت تفرقت، وإذا تفرقت اجتمعت.. أي: إن وجدت نصاً فيه الكلمتين معاً، فقد تفرقتا في المعنى ـ غير مترادفة ـ، ولكن إن وردت الكلمة الأولى في نص، والثانية في آخر فالغالب أن الكلمتين تجمعتا ـ قد تترادفان في المعنى ـ. وأشهر مثال على ذلك: " الإسلام والإيمان ". فكل منهما يدل على معنى مرادف للآخر، ولكن إن وجدتا في سياق نص واحد، عندها لكل منهما معنى مستقل..
[12] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الاج أحمد، ص374، وما سينقل من أقوال علماء الغرب بعدها هو من الموضع ذاته.
[13] معجم مقاييس اللغة، ابن فارس 6/86 وسع.
[14] الصحاح، الجوهري، 6/568 وسع.
[15] معجم اللغة العربية، أديب اللجمي وآخرون3/1346.
[16] البيت لأبي الأسود الدؤلي، ذكره الأصفهاني في الأغاني 6/312. والنّوْك: الحمق. انظر: لسان العرب، ابن منظور 10/501 نوك.
  #1449  
قديم 14-12-2013, 08:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة حول العنكبوت، قوة خيطه

بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
نص الشبهة حرفياً:
" اين الاعجاز العلمي في اية: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:4)
هل تعلم ان العلماء صنعوا خيطا من الحديد الصلب في مثل سمك خيط بيت العنكبوت، وجربوه في شئون الهندسة بما يسمى (قوة تحمل الشد) فوجدوا انه ليس هناك مقارنة بين قوة خيط بيت العنكبوت وخيط الحديد الصلب (بنفس السماكة) بل علي [الصواب: على] العكس، وجدوا ان خيط بيت العنكبوت يتحمل قوة الشد اضعاف المرات ما يتحمله خيط الحديد الصلب بمعنى ان خيط الحديد الصلب انقطع في مراحل مبكرة قبل خيط العنكبوت) في هذا الاختبار العلمي. اين الان الاعجاز العلمي، وقد اثبت العلم ان بيت العنكبوت اقوى من بيت الحديد الصلب
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1767000/1767357.stm
نجحت شركة كندية في استنساخ الطبيعة من خلال إنتاج خيوط العنكبوت الحريرية، وهي مادة تبلغ قوتها ومتانتها خمسة أضعاف متانة وقوة الفولاذ، إذا ما قورنت وزنا بوزن.
ويقول رئيس شركة نكسيا للتكنولوجيا الحيوية الدكتور جفري تيرنر، في تصريح لـ بي بي سي أونلاين، إن المادة المنتجة لها ملمس الحرير الذي تنتجه دودة القز، ولها مرونة وقوة مذهلة. يشار إلى أن العناكب تنتج خيوطها الحريرية بشكل طبيعي من بروتين ممزوج بالماء تخرجها من فتحة صغيرة جدا من أبدانها لتشرع في نسجها كما هو حال الخيط العادي. وقد استنبت علماء الشركة الكندية مورثات العنكبوت في خلايا حيوان ثديي بهدف الحصول على نسختهم الخاصة بخيط العنكبوت، حتى أصبحت الشركة تمتلك ماعزا معدلا وراثيا ينتج البروتين نفسه في حليبها.
اهتمام عسكري
ويعرف عن خيط العنكبوت أن له مواصفات ممتازة في تصنيع مواد مهمة مثل الدروع التي تحمي الأجسام، والخيوط الجراحية، وحتى خيوط شباك صيد السمك وخيط الصنّارة. لكن المشكلة التي تواجه القطاع الصناعي تتمثل في إيجاد طريقة لإنتاج هذه المادة بكميات صناعية مجدية. وقد سبق للجيش الأمريكي أن أعرب عن اهتمامه بالموضوع منذ الستينيات، بعد أن تعرض آلاف الجنود الأمريكيين إلى الموت بفعل الطلقات النارية ذات الفعالية النافذة القادرة على تحقيق اختراق شديد في الجسم، والتي تعرف في بعض الجيوش العربية بالرصاص الحارق الخارق. ولم يكن بالإمكان حماية جسد الجندي منها إلا بارتداء دروع ثقيلة الوزن معيقة للحركة، وقد وجد الجيش الأمريكي أن خيوط العنكبوت هي المادة المثالية لانتاج درع واق خفيف الوزن وفعال جدا".
الجواب: الآية الكريمة هي قمة الإعجاز اللغوي البياني التي ما عهد العرب مثلها قط.
إن القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة تحدث عن أوهن البيوت، ولم يتحدث عن أوهن الخيوط.
بل حتى يكتمل سياق الآية الكريمة والمراد منها، لابد أن يكون كل خيط من خيوط العنكبوت قوياً لوحده.
فالآية الكريمة تتحدث عن مَن يبحث عن ولي ينصره من دون الله Yـ من يبحث عنه يجب أن يكون قوياً في كثير من (خيوطه) بداهة ـ وإلا لما التمس فيه القوة والقدرة على حمايته.
ولكن الله Yيصحح مفاهيم الناس، فيبين لهم أن من يبحثون عنده الأمان والحفظ، هو ذاته عاجز عن توفير الأمان لنفسه.
فالعنكبوت إن نزل مطر شديد أو هاجمها طير فإنها تترك بيتها، وتلجأ إلى ثقبٍ في جذع شجرة، أو تحت حجر.. تاركة بيتها التي تعلم يقيناً أنه لا يغنيها شيئاً.
ولهذا، من طلبَ النجاة من البلل بالمطر، أو التمس الظل أو الحماية من عدو.. بجلوسه تحت بيت العنكبوت، فهو من أحمق الناس؛ لأن بيت العنبوت لو كان مفيداً في أيٍّ من ذلك، لوفره للعنكبوت صاحبة البيت. ولكن العنكبوت ـ وهي الأدرى بخصائص بيتها ـ لم تلتجئ ببيتها عند الشدائد.
مثلاً: الولايات المتحدة الأمريكية، كل خيط من خيوطها قوي (العسكري، الاقتصادي، السياسي، التقني..) ولكنها عاجزة عن توفير الحماية لأبناء وطنها.. فهي تشهد أكبر نسبة جريمة منظمة في العالم، وأكثرها إدماناً على المخدرات والخمور والأمراض كالسرطان والإيدز.. الخ
فمن يطلب من أمريكا حمايته من دول وشعوب، كمن يلتجئ عند المطر، أو التماساً للظل في شدة الحر.. بالنزول تحت بيت العنكبوت، التي لم تستفد من بيتها في هذا أو ذاك.
لو كان القرآن الكريم من تأليف محمد rلما وجد حرجاً في أن يقول: " إن أوهن الخيوط لخيط العنكبوت ". فمن كان سيكذبه بحسب معارف ذلك الزمان ؟
وسبحان منزل القرآن !
  #1450  
قديم 14-12-2013, 08:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

شبهة وجود الأحجار الكريمة في المياه العذبة


بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
الشبهة حرفياً:
" مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
أليست هذه الحقيقة ظاهرة طبيعية معروفة لدى كل صياد بسيط يصيد في نهر عذب يصبّ ماءه في بحر مالح؟.. لقد قام محمد برحلات تجارية في خدمة خديجة، وسافر حتى حلب شمالي دمشق، ولعله في رحلةٍ من هذه ذهب إلى ساحل سوريا أو لبنان، وسمع من بحّار عن عدم امتزاج الماءين المالح والعذب.
وهل إذا صدق الإعجاز في النصف الأول من الآية يَصْدق أيضاً في النصف الثاني منها، والذي يقول إن اللؤلؤ والمرجان يخرجان منهما (أي العذب والمالح) وهو ما يخالف الحقائق العلمية ؟ ".
" مَرَج البحريْن يلتقيان، بينهما برْزخٌ لا يبغِيان، فبأيِّ آلاء ربكما تكذّبان، يخرج منهما اللؤلؤ والمَرْجان (آيات 19- 23). ومن كلٍ تأكلون لحماً طرياً وتستخرجون حِلْيةً تلبسونها (فاطر12).
أخطأ القرآن في تقرير أن اللؤلؤ والمرجان يخرجان من الماء المالح لا من العذب، ثم يقرر أنهما يخرجان من الاثنين معاً يخرج منهما أي العذب والمالح. وفي آية فاطر قرر نفس المعنى إذ قال ومن كلٍ (أي من البحرين) تأكلون لحماً طرياً وهذا صواب، لكنه أضاف وتستخرجون حِلْيةً تلبسونها أي اللؤلؤ والمرجان ".
الرد على الشبهة :
حار المفسرون في توجيه الآية الكريمة، فالقدماء لا يعلمون اللؤلؤ والمرجان إلا في البحار المالحة.[1]لكن تبيَّن بعد اكتشاف أراضٍ جديدة، وجود اللؤلؤ والمرجان.. وتبر الذهب ( الحُليّ )، في رواسب جداول وأنهار وبحيرات عذبة في أمريكا وشمال أوروبا.
وهذا من شواهد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ودليل ربانية مصدره.
وسبحان منزل القرآن !
انظر المقال التالي: [2]

كنتُ أَعِسّ ( بتعبير ابني ) في أرجاء المشباك [ الإنترنت ] منذ أيام فإذا بي أجد نفسي في أحد المواقع وجهًا لوجهٍ أمام معجمٍ فرنسي عنوانه: "Dictionnaire des religions et des mouvements philosophiques associés"، فقلت: أَدْخُل وأُلْقِي نظرة لعلي أستفيد شيئا، فوجدت عنوانا جذبني إليه هو: "Coran et Sience" بقلم كاتبٍ اسمه yohanfraisلم يسبق أن سمعت به، فوقفت أحملق قليلا في العنوان، ثم استجمعت عزيمتي وتوكلت على الله وشرعت أقرأ، فألفيت أن الكاتب يتناول النصوص القرآنية التي يرى العلماءُ المسلمون أنها تتحدث عن موضوعات علمية، واقفا أمام كل نص من هذه النصوص محللا إياه لينتهي من التحليل إلى أنْ ليس في القرآن أي نص مما يمكن أن يقال عنه بحق إنه يتحدث عن موضوعٍ علمي . وفكرتُ في ترجمة أحد الموضوعات التي عالجها الكاتب تحت العنوان المذكور والتعليق عليه، واخترتُ الموضوع الخاص بما تتحدث عنه بعض آيات القرآن بشأن التقاء البحرين مع وجود برزخ يمنعهما أن يبغي أحدهما على الآخر.
وهذه أولاً ترجمتي للنص المذكور:
" تحدث القرآن في ثلاثة مواضع منه عن حاجزٍ يفصل بين بحرين عَذْبٍ ومِلْحٍ يلتقيان دون أن يمتزج أحدهما بالآخر (الفرقان/ 53، وفاطر/ 12، والرحمن/ 19- 21). وهذه هي النصوص المذكورة:
1- "مَرَجَ البحرين يلتقيان* بينهما برزخٌ لا يبغيان* فبأي آلاء ربكما تكذّبان؟" (الرحمن/ 19- 21).وجدير بالذكر أن كلمة "برزخ" المترجمة هنا بـ"zone intermediaire" تعني : "فاصلا، حاجزا، خندقا، مانعا، عائقا، بوغازا". 2- "وهو الذي مرج البحرين: هذا عذبٌ فراتٌ، وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ، وجعل بينهما برزخا وحِجْرًا محجورا" (الفرقان/ 53). 3- "وما يستوي البحران: هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابُه، وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ. ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا، وتستخرجون حِلْيَةً تلبسونها. وترى الفُلْك مواخرَ فيه، ولِتبتغوا من فضله، ولعلكم تشكرون" (فاطر/ 12).
وحسبما يقول بعض المفسرين فإن هذه الآيات تكشف عن وجود مانع يحول دون اختلاط مياه الأنهار عند مصابها بمياه البحار، لأن هذا الاختلاط لا يتم في حالاتٍ معينةٍ إلا في عُرْض البحر بعيدا عن الشاطئ. ومن الممكن أن يكون هذا صحيحا، لكنْ أَلَسْنا هنا بإزاء ملاحظة بسيطة لظاهرة طبيعية يعرفها كل أحد، ألا وهي عدم اختلاط مياه دجلة والفرات بمياه البحر مباشرةً عند مصبهما في الخليج الفارسي ؟ ومن الممكن أن نلاحظ عند مدينة البصرة بالعراق كيف أن مياه دجلة العذبة تصبّ في المحيط الهادي . وفي حالات المدّ العالي نشاهد طبقة مائية مالحة ذات لون أخضر تلامس طبقة من ماءٍ عذبٍ ضاربٍ إلى الحمرة دون أن يكون بينهما أدنى امتزاج. ولا شك أن القارئ يوافقني على أن هذا المشهد المثير للاهتمام بالنسبة لنا اليوم لا بد أنه كان شيئا هائلا في نظر أهل القرن السابع الميلادي !
والآن علينا أن ننظر فيما تقوله لنا الحكاية الأسطورية البابلية التالية التي يرجع تاريخها لما قبل القرآن بثلاثة آلاف من الأعوام: "في البدء لم يكن هناك إلا "نامُّو" التي كانت تتخذ صورة البحر الأصلي ، أو فلنقل: المحيط الكوني . وقد أنجبت "نامُّو" هذه "أَنْ" (السماء)، و"كِي " (الأرض)... وأخيرا "أونكي " الإله الخاص بالماء العذب الذي كان يناوئ الماء الملح في نامّو (البحر الأصلي )، فكان لا بد أن يُنْقَل إلى السماء على هيئة مطر".
ومن هذه الحكاية يتبين أن القرآن لم يكشف لنا شيئا في الواقع! وإذا كان بعض المسلمين يزعمون أن هذه الآيات القرآنية تكشف عن إحدى الحقائق العلمية، فينبغي حينئذ أن نتخذ نفس الموقف إزاء الأساطير البابلية، وأن نستخلص أن ثمة وحيًا كان ينزل على البابليين الوثنيين أيضا. إنني لا أتصور أنه ينبغي الوصول في تفكيرنا إلى هذا المدى، بل كل ما علينا هو أن نكون شرفاء وأن نصرّ على القول بأن هذه الآيات لم تنبع إلا من ملاحظة بسيطة لظاهرة من الظواهر الطبيعية تحدَّث عنها ناس آخرون ينتمون لحضارات سابقة على محمد بآلاف السنين.
كذلك لا بد من التنبيه إلى أن هناك مفسِّرين آخرين قد ذهبوا أبعد من هذا وادّعَوْا أن القرآن يكشف لنا هنا عن وجود طبقات مائية يختلف بعضها عن بعض في درجة حرارتها، وفي ملوحتها، وفي كائناتها الحية، وفي مدى ذوبان الأوكسيجين فيها...إلخ. والآن لنفحصْ ما قاله القرآن: إنه يتحدث هنا عن عدم اختلاط الماء الحلو (العذب الفُرَات السائغ شرابه) بالماء المِلْح (الأُجَاج)، بيد أنه لا يقول شيئا عن اختلاف درجات الحرارة أو الكائنات الحية أو ذوبان الأوكسيجين. إن هذا كلام لا أساس له في القرآن في الوقت الذي يصف نفسه فيه بأنه تبيان وتفصيل لكل شيء، وأنه ما من شيء إلا وهو موجود في آياته.
إن القرآن إنما يتحدث عن ماء عذب سائغ شرابه، لكن هذا القول شيء، والقول بوجود بحار عذبة شيء آخر! ذلك أنه من الخطورة بمكان على البشر أن يعتقدوا في مثل هذه الأشياء، فشرب الماء المالح في الواقع من شأنه أن يجعل الشخص عرضة للجنون... ومما لا ريب فيه أن البحث في القرآن عن الحقائق العلمية هو أمر ليس في صالحه، وبخاصة إذا وضعنا في الاعتبار ما قلناه قبلا من أنه إذا استمر البعض في الزعم مع ذلك بوجود إشارات علمية في القرآن، فينبغي أن نقف ذات الموقف من الأسطورة البابلية، وهو ما يترتب عليه أن القرآن لم يُوحِ في هذا المجال بشيء، وأنه لم يزد على أن ردّد ما قالته تلك الأسطورة قبله بما يزيد على ثلاثة آلاف عام! وهكذا نجد أنفسنا قد وصلنا إلى نفس النتيجة، ألا وهي أن الآيات القرآنية لا تقدم لنا شيئا آخر غير الملاحظة البسيطة لإحدى الظواهر الطبيعية.
وفي الختام نحب أن نؤكد أنه خلافا لما يؤكده بعض المفسرين المسلمين فإن قراءة تلك الآيات يترتب عليها جهل وتخليط من شأنه، إذا نظرنا إليه على أنه معجزة علمية، الإضرار حتى بحياة الإنسان (جرّاء الاعتقاد بوجود بحار ذات ماء عذب). ولكن إذا أصر البعض مع ذلك على أن يَرَوْا في هذه الآيات كشفا علميا، فعليهم في هذه الحالة أن ينظروا إلى الحكاية البابلية بنفس العين... وهكذا تُخْتَزَل المعجزة القرآنية الوحيدة فلا تعدو أن تكون تكرارا لما سبق أن قاله الآخرون من قبل...".
وأول كل شيء نفعله بعد أن ترجمنا ما قاله الكاتب هو أن نبين الأخطاء المعرفية والمنهجية التي وقع فيها: فقد ذكر أن في كتاب الله ثلاثة مواضع تتحدث عن حاجز يفصل بين بحرين عذبٍ وملحٍ يلتقيان دون أن يقع بينهما مع ذلك أي تمازج، وهي : الفرقان/ 53، وفاطر/ 12، والرحمن/ 19-21. ونظرة سريعة إلى الآيات التي استشهد بها تدلنا على أنه لا توجد في سورة "فاطر" أية إشارة إلى الحاجز المذكور، إذ الكلام فيها مقصور على الاختلاف الملاحَظ بين ماء البحر وماء النهر. ومع ذلك فهناك فعلا نص ثالث في القرآن الكريم يشير إلى وجود مثل هذا الحاجز لم يذكره الكاتب، ألا وهو قوله تعالى في الآية 61 من سورة النمل: " أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "، فهذه واحدة.
أما الثانية فهي مقارنة الكاتب بين ما جاء في الأسطورة البابلية وما ذكرته النصوص القرآنية، والخروج من ذلك بأن القرآن لم يأت بشيء جديد، فها هي ذي الأسطورة البابلية قد سبقته منذ بضعة آلاف من الأعوام إلى هذا الذي قال. والواقع أنه لا وجه للمقارنة بين النصين، فالحكاية الخرافية تتحدث عن خلاف بين الماء المالح والماء العذب استتبع رفع الماء العذب إلى طبقات الجو العليا وتحويله إلى أمطار. فأين في القرآن ما يمكن أن نقارن به هذا الكلام؟ إن القرآن يتحدث عن إجرائه تعالى البحر والنهر بما يؤدي إلى التقائهما، ولكن دون أن يطغى أحدهما على الآخر. وهذا شيء مغاير تماما لما جاء في الخرافة البابلية، وهو من الوضوح بمكان، ولا أدرى كيف سقط الكاتب الهمام في هذه الغلطة! ثم هل الماء العذب مقصور على طبقات الجو العليا؟ فماذا نقول في الأنهار والجداول والآبار والعيون إذن؟
وهنا نأتي إلى الخطأ الثالث الذي ارتكبه المؤلف، وهو ما فهمه من أن الآيات القرآنية تتحدث عن التقاء بين النهر والبحر دون أن يتم بينهما امتزاج، وهذا الزعم أيضا لا وجود له في القرآن. القرآن يقول إنه قد جعل بين البحرين (أي البحر والنهر) حاجزا أو برزخا يمنعهما من طغيان أي منهما على الآخر، لكنه لم يقل إنه لا يحدث بينهما امتزاج عند اللقاء. وسوف أوضح هذا المعنى فيما بعد، لكني أحب أن أركز هنا على أن الكاتب قد نسب للقرآن ما لم يقله القرآن! لقد فهم النصَّ القرآني خطأً أو اعتمد على ترجمةٍ فهم صاحبُها ذلك النصّ فهمًا خاطئًا، فكان أَنْ خطّأ القرآن الكريم، والقرآن من الخطإ براء! وقد يكون تعمَّد هذا تعمُّدا!
وهناك خطأ رابع وقع فيه الكاتب أيضا، وهو محاسبة النص القرآني على أساسٍ من فهم بعض المفسِّرين المسلمين كما قال. ولعله يقصد د. موريس بوكايالطبيب الفرنسي المسلم الذي فسّر الآيات القرآنية المذكورة على أساس أن المقصود بالبحرين هما دجلة والفرات من جهة، والخليج العربي من جهة أخرى، وسوف أعود إلى هذه النقطة لاحقًا (انظر موريس بوكاي / القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم/ دار المعارف/القاهرة/ 1982م/ 205). وليس في النصوص القرآنية ما يُفْهَم منه أن ذلك هو معنى البحرين الواردين فيها، ومن ثَمَّ فليس للكاتب أي عذر في التهكم الذي وجَّهه للقرآن حين أكد أن ما يقوله الكتاب الكريم في هذا الشأن لا يزيد عن ملاحظةٍ بسيطةٍ جدا لظاهرة طبيعية يمكن كلَّ من يقف عند مصب هذين النهرين في الخليج العربي أن يلاحظها، وأن الخرافاتِ البابليةَ قد سبقت القرآنَ إلى هذه الملاحظة منذ آلاف السنين، فلا إعجاز إذن ولا يحزنون!
ثم خطأٌ خامس، وهو أن كاتبنا يشير إلى مسألة وجود طبقتين من الماء في حالات المدّ العالي إحداهما طبقة مالحة خضراء اللون تلامس طبقة عذبة مائلة للحمرة دون أن تمتزج بها بوصفها أمرا يستطيع الرجل العادي أن يلاحظه بسهولة، وهو ما لا أظنه أبدًا صحيحا، وإلا لذكره كل إنسان، ودعنا من أنه كان من سكان البصرة في أيام ازدهار الثقافة الإسلامية علماء أجلاء وشعراء وأدباء كمحمد بن سيرين (مولى أنس بن مالك) والحسن البصري وعمرو بن عبيد والفرزدق وجرير وقَطَرِي بن الفُجَاءة ورؤبة بن العجّاج وبشار وأبي نُوَاس وابن المقفَّع والأصمعي والمفضَّل الضّبَّي والخليل بن أحمد وسيبويه والنظّام وواصل بن عطاء والجاحظ وابن سلام وابن قتيبة وابن دُرَيْد والباقلاني مثلا ممن لم يكن من الممكن أن تفوتهم ملاحظة مثل هذه الظاهرة لو كان إدراكها سهلا إلى هذا الحد الذي يصوره لنا الكاتب، وبخاصة أنها كانت بالنسبة للقدماء أمرا هائلا كما يقول. والحقيقة أن هذه الملاحظة لم يتنبه لها إلا العلماء في العصر الحديث بعد رحلات وأبحاث ودراسات مضنية استعانوا فيها بآلات التصوير الحراري التي لم يكن لها أي وجود قبل القرن العشرين حسبما كتب العلماء المسلمون في هذه المسألة على ما سيأتي بيانه، ولولا الصورة المرفقة لحالة المدّ المشار إليها لما دار ذلك بخاطري ، أما بالنسبة للقدماء فلم تكن لتلفت أنظارهم لأنها ليست مما يُدْرَك بالعين المجردة على خلاف ما يحاول الكاتب أن يوهم قراءه. وحتى لو غالطنا أنفسنا كما يريد منا وقلنا إنها قد لفتت منهم الأنظار، فكيف يا ترى كان لهم أن يعرفوا أن اللونين المختلفين يمثلان طبقتين من الماء إحداهما حلوة، والأخرى مالحة؟ وعلى أية حال فلم يكن الرسول من سكان منطقة البصرة حيث كان من الممكن أن يشاهد هذه الظاهرة لو كانت مشاهدتها ممكنة بالنسبة للرجل العادي فعلا كما يزعم الكاتب، بل كان عليه السلام من سكان مكة آنذاك، ومن ثم فلا يمكن أن يقال إنه في هذه النصوص القرآنية قد تكلم عن ملاحظة بسيطة لظاهرة طبيعية يعرفها كل أحد!


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع




موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 66 ( الأعضاء 0 والزوار 66)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 265.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 259.96 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]