أفضل الكلام وأحبه إلى الله - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3883 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6959 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6427 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 197 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-09-2020, 01:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (11)
أ. محمد خير رمضان يوسف








في أربع أربعينات (11)


























(ثالثًا)








لا إله إلا الله








(1/ 6)


























(1)








أحبُّ الكلام إلى الله

















عن سمرة بن جُندب قال:








قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ. لا يَضرُّكَ بأيِّهنَّ بدأتَ.








ولا تُسمِّينَّ غلامَكَ يَسارًا، ولا رَباحًا، ولا نَجيحًا، ولا أفلحَ، فإنك تقولُ: أثَمَّ هُوَ؟ فلا يكونُ، فيقولُ: لا".








إنما هنَّ أربعٌ . فلا تزيدنَّ عليَّ .








صحيح مسلم (2137).

















قالَ الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله: هذا محمولٌ على كلامِ الآدمي، وإلا فالقرآنُ أفضل. وكذا قراءةُ القرآنِ أفضلُ من التسبيحِ والتهليلِ المطلق. فأما المأثورُ في وقتٍ أو حالٍ ونحوِ ذلك، فالاشتغالُ به أفضل. والله أعلم[1].








وكذا قالَ القاضي البيضاوي: الظاهرُ أن المرادَ من الكلامِ كلامُ البشر[2].

















قلت: المقصودُ من الكلامِ معناهُ ومضمونه، فعندما تقول: هذا كلامٌ حسن، تقصدُ معناه. فيبقَى الكلامُ على ظاهره، وهو أن تنزيهَ الله تعالَى وشكرَهُ أفضلُ ما يُقالُ ويُعتَقد. والله أعلم.



































(2)








أفضل الدعاء








عن جابر بن عبدالله رضيَ الله عنهما قال:








سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "أفضلُ الذِّكرِ لا إله إلّا الله، وأفضلُ الدعاءِ الحمدُ لله".








سنن الترمذي (3383) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، سنن ابن ماجه (3800) ولفظهما سواء. وحسَّنهُ في صحيح الجامع الصغير (1104).

















جمعَ القرطبي بما حاصله: أن هذه الأذكارَ إذا أُطلِقَ على بعضها أنه أفضلُ الكلامِ أو أحبُّهُ إلى الله، فالمرادُ إذا انضمَّتْ إلى أخواتها، بدليلِ حديثِ سمرة عند مسلم: "أحبُّ الكلامِ إلى الله أربع، لا يضرُّكَ بأيِّهنَّ بدأت: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". ويحتملُ أن يُكتفى في ذلك بالمعنَى، فيكونُ من اقتصرَ على بعضها كفي؛ لأن حاصلها التعظيمُ والتنزيه، ومن نزَّهَهُ فقد عظَّمه، ومن عظَّمَهُ فقد نزَّهه[3].

















قالَ المباركفوري رحمَهُ الله: أفضلُ الذكرِ "لا إله إلا الله" لأنها كلمةُ التوحيد، والتوحيدُ لا يماثلهُ شيء، وهي الفارقةُ بين الكفرِ والإيمان، ولأنها أجمعُ للقلبِ مع الله، وأنفَى للغير، وأشدُّ تزكيةً للنفس، وتصفيةً للباطن، وتنقيةً للخاطرِ من خبثِ النفس، وأطردُ للشيطان[4].

















وأفضلُ الدعاءِ الحمدُ لله: قالَ السيوطي رحمَهُ الله مختصرًا من الطيبي: إنما جُعِلَ الحمدُ أفضلَ الدعاء؛ لأن الدعاءَ عبارةٌ عن ذكرِ الله، وأن يطلبَ حاجته، والحمدُ لله يشملها، فإن من حمدَ الله إنما يحمدهُ على نعمة، والحمدُ على النعمةِ طلبُ مزيد، قالَ تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [سورة الرعد: 7][5].


























(3)








اصطفاء كلام








عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة:








عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اصطفَى من الكلامِ أربعًا: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إِلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ".

















قال: "ومَنْ قال: سُبحانَ اللهِ،كُتِبَتْلهُبها عشرونَحسَنةً، وحُطَّ عنهُعشرونَسيِّئة. ومَنْ قال: اللهُ أكبرُ، فمِثلُ ذلك. ومَنْ قال: لا إِلهَ إلَّا اللهُ، فمِثلُ ذلك، ومَنْ قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، مِن قِبَلِ نَفْسِه،كُتِبَتْلهُ بها ثلاثونَ حسَنةً،وحُطَّ عنهُ بها ثلاثونَ سيِّئة".








رواهُ أحمد في المسند (8079). وصححهُ في صحيح الجامع الصغير (1718).

















(4)








أحَبُّ من الدنيا








عن أبي هريرةَ قال:








قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَأنْ أقولَ: سُبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلّا الله، والله أكبر، أحبُّ إليَّ ممّا طلعتْ عليه الشمس".








صحيح مسلم (2695).








ممّا طلعتْ عليه الشمس: أي من الدنيا وما فيها من الأموالِ وغيرها[6].


























(5)








ما أثقلهنَّ في الميزان!








عن أبي سلّام قال: حدَّثني أبو سُلمَى راعي رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولقيتهُ بالكوفةِ في مسجدها، قال:








سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "بَخٍ بَخٍ - وأشارَ بيدِه بخَمْسٍ - ما أثقَلَهنَّ في الميزان! سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ. والولَدُ الصَّالحُ يُتوفَّى للمرءِ المسلمِ فيَحتسِبُه".

















صحيح ابن حبان (833)، وصحح الشيخ شعيب إسنادَهُ على شرطِ الشيخين، المستدرك على الصحيحين (1885) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.








بخٍ بخٍ: معناها تفخيمُ الأمرِ والإعجابُ به[7].

















(6)








كلمة التقوى

















عن أُبيِّ بن ِكعب:








عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ﴾ [سورة الفتح: 26] قال: "لا إله إلا الله".








سنن الترمذي (3265) وقال: حديث غريب. واللفظُ له. صحيح ابن حبان (218) وصحح الشيخ شعيب إسناده، المستدرك على الصحيحين (3717) وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وصححه في صحيح الجامع الصغير (2603).

















(7)








وصية نوح عليه السلام








عن عبدالله بن عمرو قال:








قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إن نبيَّ الله نوحًا صلَّى الله عليه وسلَّم، لـمّا حضرتْهُ الوفاةُ قالَ لابنه: إني قاصٌّ عليكَ الوصية: آمرُكَ باثنتين، وأنهاكَ عن اثنتين:








آمرُكَ بلا إله إلا الله، فإن السماواتِ السبعَ، والأرَضِينَ السبع، لو وُضِعْنَ في كِفَّة، ووُضِعَتْ لا إله إلا الله في كِفَّة، لرَجحَتْ بهنّ، ولو أن السماواتِ السبعَ، والأرَضِينَ السبعَ، كنَّ حَلقةً مبهمة، لقصَمتهنَّ لا إله إلا الله.

















وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاةُ كلِّ شيء، وبها يُرزَقُ كلُّ شيء.








وأنهاكَ عن الشرك، والكِبْر".

















الأدب المفرد للبخاري (548) ومنه لفظه، وصححه في صحيح الأدب المفرد (426)، مسند أحمد (7101) وصحح الشيخ شعيب إسناده، المستدرك على الصحيحين (154) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.


























[1] شرح النووي على صحيح مسلم 17/ 49.





[2] ذكره له ابن حجر في فتح الباري 11/ 207.




[3] فتح الباري 11/ 207.




[4] تحفة الأحوذي 9/ 229.




[5] شرح سنن ابن ماجه 1/ 270.




[6] تحفة الأحوذي 10/ 40.




[7] فتح الباري 5/ 397.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09-09-2020, 01:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (12)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات (12)











(ثالثًا)



لا إله إلا الله (2/ 6)











(8)



الكفة الراجحة



عن أبي سعيد الخدري:



عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنه قال: "قالَ موسى: يا ربِّ، علِّمْني شيئًا أذكُرُكَ به وأدعوكَ به.



قال: قُلْ يا موسى: لا إلهَ إلَّا الله.



قال: يا ربِّ، كلُّ عبادِكَ يقولُ هذا.



قال: قُلْ: لا إلهَ إلَّا الله.



قال: إنَّما أُريدُ شيئًا تَخصُّني به.



قال: يا موسى، لو أنَّ أهلَ السَّمواتِ السَّبعِ والأَرَضِينَ السَّبعِ في كِفَّة، ولا إلهَ إلَّا اللهُ في كِفَّة، مالَتْ بهم لا إلهَ إلَّا الله".



صحيح ابن حبان (6218) وحسَّن الشيخ شعيب إسناده، ومنه لفظه، المستدرك على الصحيحين (1936) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.







(9)



الإخلاص في كلمة الإخلاص







عن أبي هريرة رضيَ الله عنه قال:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما قالَ عبدٌ لا إله إلا الله قطُّ مخلصًا، إلا فُتحتْ له أبوابُ السماءِ حتى تُفضِيَ إلى العرش، ما اجتَنبَ الكبائر".







سنن الترمذي (3590) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، وحسَّنه في صحيح الجامع الصغير (5648).



مخلصًا: أي من غيرِ رياءٍ وسمعة، ومؤمنًا غيرَ منافق.



تُفضي: تصل.



قالَ الطيبي: المرادُ من ذلك سرعةُ القبول، واجتنابُ الكبائرِ شرطٌ للسرعة، لا لأجلِ الثوابِ والقبول.



قالَ القاري: أو لأجلِ كمالِ الثوابِ وأعلَى مراتبِ القبول؛ لأن السيئةَ لا تُحبِطُ الحسنة، بل الحسنةُ تُذهِبُ السيئة[1].







(10)



تصديقُ الربِّ العبدَ



عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا قالَ العبدُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا وأنا أكبَرُ.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا وحدي.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ لا شريكَ له، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا لا شريكَ لي.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ له الـمُلْكُ، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا ليَ المـُلْكُ وليَ الحمدُ.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، صدَّقَهُ ربُّهُ وقال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا بي".



صحيح ابن حبان (851) وصحح الشيخ شعيب إسناده، المستدرك على الصحيحين (8) وقال: حديثٌ صحيح لم يخرَّجْ في الصحيحين، سنن ابن ماجه (3794) وصححه في صحيح سننه، مسند أبي يعلى (1258) وصحح الشيخ حسين أسد إسناده.



صدَّقَهُ ربُّه: أي قرَّرَهُ، بأنْ قال: لا إلهَ إلَّا أنا وأنا أكبَرُ. وهذا أبلَغُ من أن يقول: صدَقتَ[2].







(11)



جزاء لا إله إلا الله



عن أنس بنِ مالك، أن نبيَّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومعاذُ بنُ جبلٍ رديفهُ على الرَّحْل، قال:



"يَا مُعَاذ".



قال: لبَّيكَ رسولَ اللَّهِ وسَعدَيك.



قال: "يَا مُعَاذ".



قال: لبَّيكَ رسولَ اللَّهِ وسَعدَيك.



قال: "يَا مُعَاذ".



قال: لبَّيكَ رسولَ اللَّهِ وسَعدَيك.



قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّه، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ".



قال: يا رسولَ اللَّه، أفلا أُخبِرُ بها الناسَ فيَستَبشروا؟



قال: "إذًا يَتَّكِلُوا".



فأخبرَ بها معاذٌ عندَ موتهِ تأثُّمًا[3].



صحيح البخاري (128)، صحيح مسلم (32) ومنه لفظه.



تأثُّمًا: أي خشيةَ الإثمِ بكتمانِ العلم.



قالَ الحافظُ ابنُ حجر: كان النهيُ للمصلحةِ لا للتحريم، فلذلك أخبرَ به معاذ، لعمومِ الآيةِ بالتبليغ. والله أعلم[4].



وقالَ ابنُ رجب ما ملخصه: قالَ العلماء: يؤخَذُ من منعِ معاذٍ من تبشيرِ الناسِ لئلّا يتَّكلوا، أن أحاديثَ الرخصِ لا تشاعُ في عمومِ الناس، لئلّا يقصرَ فهمُهم عن المرادِ بها، وقد سمعها معاذٌ فلم يزدَدْ إلا اجتهادًا في العملِ وخشيةً لله عزَّ و جلّ، فأمّا من لم يبلغْ منزلتَهُ فلا يؤمَنُ أن يقصر، اتِّكالًا على ظاهرِ هذا الخبر...[5].











(12)



أيسر وأفضل



عن سعد بنِ أبي وقَّاص:



أنَّه دخَل مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على امرأةٍ في يدِها نوًى أو حصًى تُسبِّحُ، فقال: "ألَا أُخبِرُكِ بما هو أيسَرُ عليكِ مِن هذا وأفضَلُ؟ سُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَقَ في السَّماء، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَقَ في الأرض، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما هو خالق. واللهُ أكبَرُ مِثْلَ ذلك. والحمدُ للهِ مِثْلَ ذلك. ولا إلهَ إلَّا اللهُ مِثْلَ ذلك. ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ مِثْلَ ذلكَ".



صحيح ابن حبان (837)، وصحح الشيخ شعيب إسنادَهُ على شرطِ مسلم، المستدرك على الصحيحين (2009).



والله أكبرُ مثلَ ذلك: بنصبِ "مثلَ"، والتقدير: اللهُ أكبرُ عددَ ما خلقَ في السماء، واللهُ أكبرُ عددَ ما خلقَ في الأرض...[6].







(13)



عشر مرات فقط!



عن أبي أيوب الأنصاري قال:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَن قالَ: لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له الـمُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، عشرَ مِرار، كان كمن أعتقَ أربعةَ أنفسٍ من ولَدِ إسماعيل".



صحيح مسلم (2693).








[1] تحفة الأحوذي 10/ 36.




[2] تحفة الأحوذي 9/ 274.




[3] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 240، 17/ 65.




[4] فتح الباري 1/ 228.




[5] ذكره ابن حجر في فتح الباري 11/ 340.




[6] ينظر تحفة الأحوذي 10/ 13.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09-09-2020, 02:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (13)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات (13)




ثالثًا
(لا إله إلا الله) (3 / 6)



(14)
تهليل وتسبيح وتحميد
عن أبي هريرة:

أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن قال: لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، في يومٍ مائةَ مرة، كانتْ له عَدْلَ عَشرِ رقاب، وكُتِبتْ له مائةُ حسنة، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئة، وكانت له حِرزًا من الشيطانِ يومَهُ ذلك، حتى يُمسي. ولم يأتِ أحدٌ أفضلَ ممّا جاءَ به إلّا أحدٌ عملَ أكثرَ من ذلك.
ومَن قال: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرة، حُطَّتْ خَطاياهُ ولو كانتْ مثلَ زَبَدِ البحر".

صحيح البخاري (3119)، صحيح مسلم (2691) واللفظُ له.
عدلَ عشرِ رقاب: أي ثوابَ عتقِ عشرِ رقاب.
حرزًا من الشيطان: أي حفظًا من غوائلهِ ووساوسه[1].

قالَ الإمامُ النووي: وظاهرُ إطلاقِ الحديثِ أنه يحصلُ هذا الأجرُ المذكورُ في هذا الحديثِ مَن قالَ هذا التهليلَ مائةَ مرةٍ في يومه، سواءٌ قالَهُ متواليةً أو متفرقةً في مجالس، أو بعضها أولَ النهارِ وبعضها آخره، لكنَّ الأفضلَ أن يأتيَ بها متواليةً في أولِ النهار، ليكونَ حرزًا له في جميعِ نهاره[2].


(15)
كيف تتساقط الذنوب؟
عن أنس:
أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بشجرةٍ يابسةِ الورَقِ، فضرَبَها بعصاه، فتَناثرَ الورَقُ، فقال: "إن: الحمدُ للهِ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، لتُسَاقِطُ مِن ذُنوبِ العبدِ كما تَسَاقَطَ وَرَقُ هذه الشجرة".

سنن الترمذي (3533) وقال: حديثٌ غريب. وحسَّنهُ في صحيح الجامع الصغير (1601).
ذكرَ الطيبي أن هذه الكلماتِ كلَّها بالنصبِ على اسمِ (إنَّ)، وخبرها "لتُساقط"[3].
وقد ضبطتُ الكلماتِ من المصدرين السابقين.


(16)
سبحان الله وتبارك الله
عن علي بن أبي طالب رضيَ الله عنه قال:
علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا نزلَ بي كَرْبٌ أن أقول: "لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ وتباركَ اللهُ ربُّ العرشِ العظيم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين".

مسند أحمد (701) وقال الشيخ شعيب: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المستدرك على الصحيحين (1873) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.

قالَ الحسن البصريُّ رحمَهُ الله: أرسلَ إليَّ الحجّاج، فقلتهن، فقال: والله لقد أرسلتُ إليكَ وأنا أريدُ أن أقتلك، فلأنتَ اليومَ أحبُّ إليَّ من كذا وكذا. وزادَ في لفظ: فسَلْ حاجتك[4].

(17)
سبحان الله رب العرش العظيم
عن ابنِ عباس:
أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عندَ الكربِ: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الحليمُ الكريم،ُ سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ السَّمواتِ السَّبعِ وربِّ العرشِ الكريم".
قالَ وَكيعٌ مرَّةً: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ"، فيها كُلِّها.
سنن ابن ماجه (3883) وصححه في صحيح سننه. وأصله في الصحيحين.


(18)
المعافاة
عن عائشةَ قالت:
كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "اللهمَّ عافِني في جسدي، وعافِني في بصري، واجعلهُ الوارثَ مني، لا إله إلا الله الحليمُ الكريم، سُبحان الله ربِّ العرشِ العظيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين".
مسند أبي يعلى (4690)، وذكرَ الشيخ حسين أسد أن رجالهُ ثقات.
اللهمَّ عافِني في جسدي وعافِني في بصري، المعنى: احفظهما من جميعِ الأسقامِ والأمراض.
واجعلهُ الوارثَ مني، قال الجزري في النهاية: أي ابقِ البصرَ صحيحًا سليمًا إلى أن أموت.
لا إله إلا الله الحليم: أي الذي لا يعجِّلُ بالعقوبة، فلا يعاجِلُ بنقمتهِ على من قصَّرَ في طاعته.
الكريم: هو الجوادُ المعطي الذي لا يَنفَدُ عطاؤه، وهو الكريمُ المطلَق[5].


(19)
سبحان الله رب العالمين
عن سعد بنِ أبي وقّاص قال:
جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: علِّمْني كلامًا أقولُه.
قال: "قُل: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، سبحانَ اللهِ ربِّ العالَمِين، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم".
قال: فهؤلاءِ لربِّي، فما لي؟
قال: "قُل: اللهمَّ اغفرْ لي وارحمْني واهدِني وارزقْني".
صحيح مسلم (2696).

قالَ ابنُ حبَّان رحمَهُ الله: كلُّ ما في هذه الأخبار: اللهم اهدني، اللهم إني أسألُكَ الهدى، وما يُشبهها من الألفاظ، إنما أُريدَ بها الثباتُ على الهدَى والزيادةُ فيه، إذ محالٌ أن يؤمنَ المؤمنُ بسؤالِ الزيادةِ وقد هداهُ الله قبلَ ذلك[6].





[1] ينظر تحفة الأحوذي 9/ 307.

[2] شرح النووي على صحيح مسلم 17/ 17.


[3] تحفة الأحوذي 9/ 361.

[4] فتح الباري 11/ 147.

[5] باختصار من تحفة الأحوذي 9/ 317.

[6] صحيح ابن حبان (946).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09-09-2020, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (14)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات (14)











ثالثًا



(لا إله إلا الله)



(4/ 6)











(20)



أشهد ألّا إله إلّا الله...



عن ابن عباس:



أنَّ ضِمادًا قدمَ مكةَ، وكان من أَزْدِ شَنوءَة، وكان يَرقي من هذه الريح، فسمعَ سفهاءَ من أهلِ مكةَ يقولون: إنَّ محمَّدًا مجنونٌ، فقال: لو أني رأيتُ هذا الرجلَ لعلَّ اللهَ يَشفيهِ على يدي.



قال: فلقِيَهُ فقال: يا محمَّدُ، إني أَرقِي من هذه الريح، وإنَّ اللهَ يَشفي على يديَّ مَن شاء، فهل لك؟







فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ الحمدَ لله، نَحمَدُهُ ونَستعينُه، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه. أمَّا بعدُ".



قال: فقال: أَعِدْ عليَّ كلماتِكَ هؤلاء.



فأعادَهنَّ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثَ مرات.







قال: فقال: لقد سمعتُ قولَ الكهنةِ وقولَ السَّحرةِ وقولَ الشُّعراء، فما سمعتُ مثلَ كلماتِكَ هؤلاء، ولقد بلغْنَ ناعوسَ البحر.



قال: فقال: هاتِ يدَكَ أُبايِعْكَ على الإسلام.



قال: فبايَعه، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وعلى قومِك".



قال: وعلى قومي...



صحيح مسلم (868). وللحديثِ بقيَّة.







ضِماد: هو ابنُ ثعلبةَ الأزدي.



والمرادُ بالريحِ هنا: الجنون.



وناعوسُ البحر: المشهورُ قاموسُ البحر، وهو قعرهُ أو لجَّته[1].







(21)



تنبيه..







عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:



قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَنْ حلفَ منكم فقالَ في حلفهِ: باللّاتِ والعُزَّى، فليقل: لا إله إلا الله. ومَنْ قالَ لصاحبهِ: تعالَ أقامِرْك، فليتصدَّقْ".



صحيح البخاري (5942) واللفظُ له، صحيح مسلم (1647).







قال الخطّابي: اليمينُ إنما تكونُ بالمعبودِ المعظَّم، فإذا حلفَ باللاتِ ونحوها فقد ضاهَى الكفارَ، فأُمِرَ أن يتداركَ بكلمةِ التوحيد.



وقالَ ابنُ العربي: من حلفَ بها جادًّا فهو كافر، ومن قالها جاهلًا أو ذاهلًا يقولُ: لا إله إلا الله، يكفِّرُ الله عنه، ويردُّ قلبَهُ عن السهوِ إلى الذكر، ولسانَهُ إلى الحقّ، ويَنفي عنه ما جرَى به من اللغو.







ومَنْ قالَ لصاحبهِ: تعالَ أقامِرْكَ فليتصدَّقْ: قالَ العلماء: أُمِرَ بالصدقةِ تكفيرًا لخطيئته في كلامهِ بهذه المعصية.



ويتصدَّقُ بما تيسَّرَ مما يُطلَقُ عليه اسمُ الصدقة[2].







(22)



معجزة نبوية كريمة



عن أبي هريرةَ قال:



كنّا مع النبيِّ في مسير، قال: فنَفِدَتْ أزوادُ القوم، قال: حتى همَّ بنحرِ بعضِ حمائلهم، قال: فقال عمر: يا رسولَ الله، لو جمعتَ ما بقيَ من أزوادِ القوم، فدعوتَ اللهَ عليها.







قال: ففعل، قال: فجاءَ ذو البُرِّ ببُرِّه، وذو التمرِ بتمره، قال: "وقال: مجاهد: وذو النَّواةِ بنَواه".



قلت: وما كانوا يصنعون بالنوَى؟



قال: كانوا يَمصُّونَهُ ويشربون عليه الماء.



قال: فدعا عليها، حتى ملأَ القومُ أزودتهم.



قال: فقالَ عندَ ذلك: " أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأني رسولُ الله. لا يلقَى اللهَ بهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيهما، إلا دخلَ الجنة".



صحيح البخاري (2352)، صحيح مسلم (27) واللفظُ للأخير.







الحمائل: جمعُ حَمولة، وهي الإبلُ التي تَحمِل.



قوله: "حتى ملأ القومُ أزودَتهم": قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: الأزودةُ جمعُ زاد، وهي لا تُملأ، إنما تُملأُ بها أوعيتُها. قال: ووجههُ عندي أن يكونَ المراد: حتى ملأ القومُ أوعيةَ أزودتهم، فحُذِفَ المضاف، وأُقيمَ المضافُ إليه مقامه.







قال القاضي عياض: ويحتملُ أنه سمَّى الأوعيةَ أزوادًا باسمِ ما فيها، كما في نظائره. والله أعلم.



وفي هذا الذي همَّ به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، بيانٌ لمراعاةِ المصالح، وتقديمُ الأهمِّ فالأهمّ، وارتكابُ أخفِّ الضررين لدفعِ أضرِّهما. والله أعلم.







قوله: "فقال عمرُ رضيَ الله عنه: يا رسولَ الله، لو جمعتَ ما بقيَ مِن أزوادِ القوم": هذا فيه بيانُ جوازِ عرضِ المفضولِ على الفاضلِ ما يراهُ مصلحةً ليَنظرَ الفاضلُ فيه، فإنْ ظهرتْ له مصلحةٌ فعله.







وفي الحديثِ علَمٌ من أعلامِ النبوَّةِ الظاهرة. وما أكثرَ نظائره، التي يزيدُ مجموعها على شرطِ التواتر، ويَحصلُ العلمُ القطعيّ. وقد جمعها العلماء، وصنَّفوا فيها كتبًا مشهورة. والله أعلم[3].







(23)



الإخلاص في كلمة الإخلاص







عن أبي هريرة رضيَ الله عنه قال:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما قالَ عبدٌ لا إله إلا الله قطُّ مخلصًا، إلا فُتحتْ له أبوابُ السماءِ حتى تُفضِيَ إلى العرش، ما اجتَنبَ الكبائر".











سنن الترمذي (3590) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، وحسَّنه في صحيح الجامع الصغير (5648).



مخلصًا: أي من غيرِ رياءٍ وسمعة، ومؤمنًا غيرَ منافق.



تُفضي: تصل.







قالَ الطيبي: المرادُ من ذلك سرعةُ القبول، واجتنابُ الكبائرِ شرطٌ للسرعة، لا لأجلِ الثوابِ والقبول.



قالَ القاري: أو لأجلِ كمالِ الثوابِ وأعلَى مراتبِ القبول؛ لأن السيئةَ لا تُحبِطُ الحسنة، بل الحسنةُ تُذهِبُ السيئة[4].







(24)



رغم أنف أبي ذر



عن أبي ذرٍّ رضيَ الله عنه قال:



أتيتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وعليه ثوبٌ أبيضُ وهو نائمٌ، ثم أتيتهُ وقد استيقظَ، فقال: "ما مِن عبدٍ قالَ لا إلهَ إلا اللهُ، ثم ماتَ على ذلك، إلّا دخلَ الجنة".



قلتُ: وإنْ زنَى وإنْ سَرق؟



قال: "وإنْ زنَى وإنْ سَرق".



قلتُ: وإنْ زنَى وإنْ سرَق؟



قال: "وإنْ زنَى وإنْ سرَق".



قلتُ: وإنْ زنَى وإنْ سرَق؟



قال: "وإنْ زنَى وإنْ سرَق، على رَغْمِ أنفِ أبي ذرٍّ".



وكان أبو ذرٍّ إذا حدَّثَ بهذا قال: وإنْ رَغِمَ أنفُ أبي ذرٍّ.



صحيح البخاري (5489) واللفظُ له، صحيح مسلم (94).



قالَ الإمامُ البخاريُّ بعد الحديث: هذا عند الموت، أو قبله، إذا تابَ وندمَ وقال: لا إله إلا الله، غُفِرَ له.







وقالَ الحافظُ ابنُ حجر: يحتملُ أن يكونَ المرادُ بقوله: "دخلَ الجنة " أي: صارَ إليها، إمّا ابتداءً من أولِ الحال، وإمّا بعد أن يقعَ ما يقعُ من العذاب. نسألُ الله العفوَ والعافية.







وفي الحديثِ أن أصحابَ الكبائرِ لا يخلَّدون في النار، وأن الكبائرَ لا تَسلبُ اسمَ الإيمان، وأن غيرَ الموحِّدين لا يدخلون الجنة[5].







(25)



تصديقُ الربِّ العبدَ



عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا قالَ العبدُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا وأنا أكبَرُ.







وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا وحدي.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ لا شريكَ له، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا لا شريكَ لي.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ له الـمُلْكُ، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا ليَ المـُلْكُ وليَ الحمدُ.



وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، صدَّقَهُ ربُّهُ وقال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا بي".



صحيح ابن حبان (851) وصحح الشيخ شعيب إسناده، المستدرك على الصحيحين (8) وقال: حديثٌ صحيح لم يخرَّجْ في الصحيحين، سنن ابن ماجه (3794) وصححه في صحيح سننه، مسند أبي يعلى (1258) وصحح الشيخ حسين أسد إسناده.







صدَّقَهُ ربُّه: أي قرَّرَهُ، بأنْ قال: لا إلهَ إلَّا أنا وأنا أكبَرُ. وهذا أبلَغُ من أن يقول: صدَقتَ[6].















[1] ينظر صحيح مسلم بشرح النووي 6/ 156.





[2] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 11/ 107، 8/ 612.




[3] باختصار من شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 224.




[4] تحفة الأحوذي 10/ 36.




[5] تحفة الأحوذي 9/ 274.




[6] تحفة الأحوذي 9/ 274.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 09-09-2020, 02:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (15)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات (15)















(ثالثًا)



لا إله إلا الله (5/ 6)











(26)



كلمة الإخلاص تعصم الدم







حدَّثَ أسامةُ بنُ زيد بنِ حارثةَ قال:



بعثَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الحُرَقَةِ من جُهَينَة، فصبَّحْنا القومَ فهزَمْناهم، ولَحِقتُ أنا ورجلٌ منَ الأنصارِ رجلًا منهم، فلمَّا غَشِيناهُ قال: لا إلهَ إلَّا اللَّه، فكفَّ عنهُ الأنصاريُّ، وطَعنتُهُ برمحي حتَّى قتلتُه.







قال: فلمَّا قدِمنا بلَغَ ذلكَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ لي: "يا أسامة، أقتلتَهُ بعدَما قالَ لا إلهَ إلَّا اللَّه







قال: قلت: يا رسولَ اللَّه، إنَّما كانَ متعوِّذًا.



قال: فقال: "أقتلتَهُ بعدَما قالَ لا إلهَ إلَّا اللَّه



قال: فما زالَ يكرِّرُها عليَّ حتَّى تمنَّيتُ أنِّي لم أكنْ أسلَمتُ قبلَ ذلكَ اليوم!



صحيح البخاري (4021)، صحيح مسلم (96) واللفظُ له.



قالها متعوِّذًا: أي معتصمًا، ليحصِّنَ بها دمه.







قوله: "حتَّى تمنَّيتُ أنِّي لم أكنْ أسلَمتُ قبلَ ذلكَ اليوم": أي أن إسلامي كان ذلك اليوم؛ لأن الإسلامَ يجبُّ ما قبله، فتمنَّى أن يكونَ ذلك الوقتُ أولَ دخولهِ في الإسلام، ليأمنَ من جريرةِ تلك الفعلة. ولم يُرِدْ أنه تمنَّى أن لا يكونَ مسلمًا قبل ذلك.







قال القرطبي: وفيه إشعارٌ بأنه كان استصغرَ ما سبقَ له قبلَ ذلك من عملٍ صالحٍ في مقابلةِ هذه الفعلة، لما سمعَ من الإنكارِ الشديد، وإنما أوردَ ذلك على سبيلِ المبالغة[1].







وأسامة بنُ زيد حِبُّ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومولاه، وابنُ مولاه. من أجلَّةِ الصحابة. استعملَهُ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ على جيشٍ لغزوِ الشام، وفي الجيشِ عمرُ والكبار[2].







(27)



عصمة النفس والمال



عن أبي بكر الصديق، وأبي هريرة، رضيَ الله عنهما، قالا:



قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " أُمِرتُ أنْ أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالَ لا إله إلا الله فقد عَصَمَ منِّي مالَه ونفسَهُ إلا بحقِّه، وحسابهُ على الله".







صحيح البخاري (1335)، صحيح مسلم (20، 21) واللفظُ له.



إلا بحقِّه: أي بحقِّ الإسلام.







معنى "وحسابهُ على الله"، قال الخطابي: أي فيما يستسرُّون به ويُخفونه، دون ما يَخلون به في الظاهرِ من الأحكامِ الواجبة.



قال: ففيه أن من أظهرَ الإسلامَ وأسرَّ الكفرَ قُبِلَ إسلامهُ في الظاهر، وهذا قولُ أكثرِ العلماء[3].







قالَ الطيبي: يعني من قالَ "لا إله إلا الله" وأظهرَ الإسلامَ نتركُ مقاتلته، ولا نفتِّشُ باطنه: هل هو مخلصٌ أم منافق، فإن ذلك مفوَّضٌ إلى الله تعالَى، وحسابهُ عليه[4].







(28)



عند المساء



عن عبدالله [بن مسعود] قال:



كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أمسَى قال: "أمسَينا وأمسَى الـمُلكُ لله، والحمدُ لله، لا إله إلا اللهُ، وحدَهُ لا شريكَ له. اللهمَّ إني أسألُكَ مِن خيرِ هذه الليلةِ وخيرِ ما فيها، وأعوذُ بكَ مِن شرِّها وشرِّ ما فيها. اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الكسلِ والهرَمِ وسُوءِ الكِبَرِ وفتنةِ الدنيا وعذابِ القبر".







قال الحسن ُبنُ عُبيدِالله: وزادني فيه زُبيد، عن إبراهيمَ بنِ سويد، عن عبدِالرحمنِ بنِ يزيد، عن عبدِالله، رَفَعَه، أنه قال: "لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له الـمُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ".



صحيح مسلم (2723).



الكسل: التثاقلُ في الطاعةِ مع الاستطاعة.



قالَ الطيبي: الكسل: التثاقلُ عمّا لا ينبغي التثاقلُ عنه، ويكونُ ذلك لعدمِ انبعاثِ النفسِ للخيرِ مع ظهورِ الاستطاعة[5].



سوءِ الكِبَر: ورواهُ بعضهم بسكونِ الباء، بمعنى التعاظمِ على الناس[6].











(29)



عندما يأوي إلى فراشه



عن أبي هريرة:



عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن قالَ حينَ يأوي إلى فراشِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المـُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، غَفرَ اللهُ ذنوبَه، أوخطاياه-شكَّ مِسْعَرٌ- وإنْ كان مِثلَ زَبَدِ البحر".



صحيح ابن حبان (5528) وذكرَ الشيخ شعيب أن إسنادهُ صحيح على شرطِ مسلم.











(30)



دعاء مقبول



عن عُبادةَ بنِ الصامت:



عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن تَعَارَّ مِن الليلِ فقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المـُلْكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيٍء قديرٌ، الحمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، ثم قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أو دعا، استُجِيبَ له، فإنْ توضَّأَ وصلَّى، قُبِلَتْ صلاتُه".



صحيح البخاري (1103).



تعارَّ من الليل: استيقظ، ولا يكونُ إلا يقظةً مع كلام[7].







أي: انتبهَ بصوتٍ من استغفارٍ أو تسبيحٍ أو غيرهما. وقوله: فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله، الخ: تفسيرٌ له. وإنما يوجدُ ذلك لمن تعوَّدَ الذكرَ حتى صارَ حديثَ نفسه، في نومهِ ويقظته[8].











(31)



صلاة التسبيح



عن ابن عباس:



أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ للعباسِ بنِ عبدِ المطلب: "يا عباسُ، يا عمَّاهُ، ألَا أُعطيك؟ ألاأمنَحُك؟ألاأحبُوك؟ألا أفعلُ بكَ عشرَ خصالٍ إذا أنت فعلتَ ذلك غفرَ اللهُ لكَ ذنبَك: أوَّلَهُ وآخرَه، قديمَهُ وحديثَه، خطأَهُ وعَمْدَه، صغيرَهُ وكبيرَه، سِرَّهُ وعلانيتَه: عشرَ خصال.







أن تُصلِّيَ أربعَ ركعات، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أوَّلِ ركعةٍ وأنتَ قائمٌ قلتَ: سبحان اللهِ والحمدُ لله ولا إلهَ إلا اللهُ والله أكبرُ، خمسَ عشرةَ مرةً، ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكعٌ عشرًا، ثم ترفعُ رأسَكَ من الركوعِ فتقولُها عشرًا، ثم تَهوِي ساجدًا فتقولُها وأنتَ ساجدٌ عشرًا، ثم ترفعُ رأسَكَ من السُّجودِ فتقولُها عشرًا، ثم تسجدُ فتقولُها عشرًا، ثم ترفعُ رأسَكَ فتقولُها عشرًا، فذلكَ خمسٌ وسبعون، في كلِّ ركعةٍ تفعلُ ذلك، في أربعِ ركَعاتٍ، إن استطعتَ أن تُصلِّيَها في كلِّ يومٍ مرةً فافعلْ، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ جُمعةٍ مرةً، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ شهرٍ مرةً، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ سنةٍ مرةً، فإنْ لم تفعلْ ففي عُمُرِكَ مرة".







سنن أبي داود (1297) وصححه في صحيح سنن أبي داود، سنن ابن ماجه (1386) وصححه في صحيح سننه أيضًا. واللفظُ من الأول.







أمنحك: أعطيكَ منحة.



والحباء: العطية.



وعشرُ الخصالِ هي أنواعُ الذنوب، المنحصرةُ في قوله: أولهُ وآخره..[9].







(32)



غراس الجنة



عن ابنِ مسعود قال:



قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا مُحمَّدُ،أقْرِئْأُمَّتَكمنِّيالسلام، وأَخبِرْهم أنَّ الجنةَ طيِّبةُ التربَةِ، عَذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلّا اللهُ، واللهُ أكبر".







رواهُ الترمذي في السنن (3462) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب. وحسَّنهُ له في صحيحِ الجامعِ الصغير (5152).



قيعان: أرضٌ مستويةٌ خاليةٌ من الشجر.







قال الطيبي: في هذا الحديثِ إشكال؛ لأنه يدلُّ على أن أرضَ الجنةِ خاليةٌ عن الأشجارِ والقصور، ويدلُّ قولهُ تعالَى: ﴿ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [سورة البروج: 11] على أنها غيرُ خاليةٍ عنها؛ لأنها إنما سمِّيتْ جنةً لأشجارها المتكاثفةِ المظلَّةِ بالتفافِ أغصانها.







والجواب: أنها كانت قيعانًا، ثم إن الله تعالَى أوجدَ بفضلهِ فيها أشجارًا وقصورًا بحسبِ أعمالِ العاملين، لكلِّ عاملٍ ما يختصُّ به بسببِ عمله. ثم إنه تعالَى لـمَّا يسَّرَهُ لِما خُلِقَ له من العملِ ليَنالَ بذلك الثواب، جعلَهُ كالغارسِ لتلك الأشجارِ مجازًا، إطلاقًا للسببِ على المسبِّب. انتهى.







قالَ القاري: وأجيبَ أيضًا بأنه لا دلالةَ في الحديثِ على الخلوِّ الكلِّي من الأشجارِ والقصور؛ لأن معنى كونها قيعانًا أن أكثرها مغروس، وما عداهُ منها أمكنةٌ واسعةٌ بلا غرس، لينغرسَ بتلك الكلمات، ويتميَّزَ غرسُها الأصليُّ الذي بلا سبب، وغرسُها المسبَّبُ عن تلك الكلمات[10].







(33)



غراس آخر



عن أبي هريرة:



أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ مرَّ به وهو يَغرِسُ غَرْسًا، فقال: "يا أبا هريرةَ ما الذي تغرسُ



قلتُ: غِراسًا لي.



قال: "ألا أدلُّكَ على غِراسٍ خيرٍ لكَ من هذا



قال: بلَى يا رسولَ الله.



قال: "قل: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ،يُغرَسُلكَ بكلِّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنة".







سنن ابن ماجه (3807)، وصححهُ له في صحيح سننه، المستدرك على الصحيحين (1887) وقال: صحيح الإسنادِ ولم يخرجاه، وله شاهدٌ عن جابر.















[1] فتح الباري 12/ 196.




[2] تنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 2/ 496.





[3] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 206.




[4] عون المعبود 4/ 291.




[5] ينظر تحفة الأحوذي 9/ 236.




[6] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 17/ 42.




[7] النهاية في غريب الحديث 3/ 204.




[8] شرح سنن ابن ماجه للسيوطي 1/ 276.




[9] ينظر عون المعبود 4/ 124.




[10] تحفة الأحوذي 9/ 303.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 09-09-2020, 02:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (16)
أ. محمد خير رمضان يوسف




في أربع أربعينات (16)




(ثالثًا)
لا إله إلا الله (6/ 6)



(34)
آخر الكلام
عن معاذ بنِ جبل قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَن كان آخرُ كلامهِ لا إله إلّا الله، دخلَ الجنة".
سنن أبي داود (3116)، المستدرك على الصحيحين (1299) وقال: حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرجاه. وصححه في صحيح الجامع الصغير (6479).
المرادُ باستحقاقِ الجنةِ من إجماعِ أهلِ السنَّة، أنه لا بدَّ من دخولِ الجنةِ لكلِّ موحِّد، إمَّا معجَّلًا معافًى، وإمَّا مؤخَّرًا بعدَ عقابه[1].

(35)
لقِّنوا موتاكم
عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، رضي الله عنهما، قالا:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَقِّنوا موتاكم لا إله إلّا الله".
صحيح مسلم (916، 917).
معناه: من حضرَهُ الموت. والمراد: ذكِّروهُ "لا إله إلا الله" لتكونَ آخرَ كلامه: كما في الحديث: "مَن كانَ آخرُ كلامهِ لا إله إلا الله دخلَ الجنة".
والأمرُ بهذا التلقينُ أمرُ ندبٍ، وأجمعَ العلماءُ على هذا التلقين، وكرهوا الإكثارَ عليه والموالاة؛ لئلّا يَضجَرَ بضيقِ حالهِ وشدَّةِ كربه، فيَكرَهَ ذلك بقلبه، ويتكلَّمَ بما لا يليق.
قالوا: وإذا قالَهُ مرةً لا يكرَّرُ عليه، إلا أن يتكلَّمَ بعدَهُ بكلامٍ آخر، فيُعادُ التعريضُ به ليكونَ آخِرَ كلامه.
ويتضمَّنُ الحديثُ الحضورَ عند المحتضَر، لتذكيرهِ وتأنيسه، وإغماضِ عينيه، والقيامِ بحقوقه. وهذا مجمعٌ عليه[2].

(36)
وإن أصابه..
عن أبي هريرة قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَقِّنوا موتاكم لا إله إلّا الله، فإنه مَن كان آخرُ كلمتهِ لا إله إلّا الله عند الموت، دخلَ الجنةَ يومًا من الدهر، وإنْ أصابَهُ قبلَ ذلك ما أصابه".
صحيح ابن حبان (3004)، وذكرَ الشيخ شعيب أن إسنادهُ صحيح، وصححه للبيهقي والبزار في صحيح الجامع الصغير (6434)، وليس فيه الجملةُ الأولى من الحديث.


(37)
الإيمان ولو كان قليلاً
عن أنس بنِ مالك:
أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "يَخرجُ من النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وكانَ في قلبهِ منَ الخيرِ ما يَزنُ شَعيرة، ثمَّ يَخرجُ منَ النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وكانَ في قلبِهِ منَ الخيرِ ما يزنُ بُرَّةً،ثمَّ يَخرجُ منَ النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وكانَ في قلبهِ منَ الخيرِ ما يزنُ ذَرَّة".
صحيح البخاري (6975)، صحيح مسلم (193)، واللفظُ للأخير.
من الخير: هو الإيمان.
البُرَّة: حبَّةُ القمح.
قال الحافظُ ابنُ حجر: ومقتضاهُ أن وزنَ البُرَّةِ دونَ وزنِ الشعيرة؛ لأنه قدَّمَ الشعيرةَ وتلاها بالبُرَّة، ثم الذرَّة. وكذلك هو في بعضِ البلاد.
ومعنَى الذرَّةِ قيل: هي أقلُّ الأشياءِ الموزونة، وقيل: هي الهباءُ الذي يَظهرُ في شعاعِ الشمسِ مثلَ رؤوسِ الإبر[3].

(38)
كلمة الإخلاص.. لوجه الله تعالى

عن عتبان بنِ مالك قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إن الله حرَّمَ على النارِ مَنْ قالَ لا إله إلا الله، يبتغي بذلكَ وجهَ الله".
صحيح البخاري (1130)، صحيح مسلم (33). ولفظهما سواء. وهو جزءٌ من حديث، في قصة.
قالَ الإمامُ النووي بعدَ تفصيل، وجمعًا بين الأحاديث: المرادُ بتحريمِ النارِ تحريمُ الخلود[4].

(39)
الشفاعة لله وحده في (لا إله إلا الله)
عن أنس:
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "ما زلتُ أشفعُ إلى ربِّي ويشفِّعني حتى أقول: ربِّ شفِّعْني فيمن قالَ لا إله إلا الله.
قال: فيقول: ليستْ هذه لكَ يا محمَّد، إنما هي لي. وعزَّتي وحِلمي ورَحمتي لا أَدَعُ في النارِ أحدًا، أو قالَ عبدًا، قالَ لا إله إلا الله".

مسند أبي يعلى (2786) وذكر الشيخ حسين أسد أن رجاله رجال الصحيح.

(40)
البطاقة!
عن عمرو بن العاص قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: " إنَّ اللهَ سيُخَلِّصُ رجلًا من أمتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامة فيَنشُرُ عليه تسعةً وتسعينَ سِجِلًّا، كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصر، ثم يقولُ: أتُنكِرُ من هذا شيئًا؟ أظلَمَكَ كَتَبتي الحافظونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ. فيقولُ: أفَلَكَ عُذرٌ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: بلَى، إنَّ لكَ عندنا حسنةً، فإنِّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ.

فتُخرَجُ بِطاقةٌ فيها أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: احضرْ وزنَكَ، فيقولُ: يا ربِّ، ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ؟ فقال: فإنكَ لا تُظلَمُ. قال: فتوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ، وثقُلتِ البِطاقةُ، ولا يَثقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ".

سنن الترمذي (2639) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، ومنه اللفظ، صحيح ابن حبان (225)، المستدرك على الصحيحين (1937) وقال: حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، سنن ابن ماجه (4300) وصححه في صحيح سننه، مسند أحمد (6994) وذكر الشيخ شعيب أن إسناده قوي ورجاله ثقات.

سيُخَلِّصُ رجلًا: أي يميِّزُ ويختار.
فيَنشر: فيفتح.
السجلّ: الكتابُ الكبير.
كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصر: أي كلُّ كتابٍ منها طولهُ وعرضهُ مقدارُ ما يمتدُّ إليه بصرُ الإنسان.
كتَبتي: المرادُ الكرامُ الكاتبون الحافظون لأعمالِ بني آدم.
أفَلَكَ عُذرٌ؟: أي فيما فعلتَهُ، من كونهِ سهوًا أو خطأً أو جهلًا ونحوَ ذلك.
إنَّ لكَ عندنا حسنةً: أي واحدةً عظيمةً مقبولة.
احضرْ وزنَكَ: أي وزنَ عملِكَ.
ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ: أي الواحدةُ مع هذه السجلاتِ الكثيرة، وما قدرها بجنبها ومقابلتها؟
فإنك لا تُظلم: أي لا يقعُ عليكَ الظلم، لكنْ لا بدَّ من اعتبارِ الوزنِ كي يظهرَ أن لا ظلمَ عليك، فاحضرِ الوزن.
لا يَثقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ، المعنى: لا يقاومهُ شيءٌ من المعاصي، بل يترجَّحُ ذكرُ الله تعالَى على جميعِ المعاصي[5].


[1] باختصار من فتح الباري 3/ 111.

[2] شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 219.

[3] فتح الباري 1/ 104، تحفة الأحوذي 7/ 269

[4] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 220.

[5] شرح المفردات مستخرجة من تحفة الأحوذي 7/ 331.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 09-09-2020, 02:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (17)
أ. محمد خير رمضان يوسف




في أربع أربعينات (17)



(رابعًا)
الله أكبر (1/ 6)



(1)
الأذان

عن عبدالله بن زيد قال:
لـمَّا أمرَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بالناقوسِ يُعمَلُ ليُضرَبَ به للناسِ لجمعِ الصلاة، طافَ بي وأنا نائمٌ رجلٌ يَحملُ ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبدَ الله، أتبيعُ الناقوس؟
قال: وما تصنعُ به؟
فقلت: ندعو به إلى الصلاة.
قال: أفلا أدلُّكَ على ما هو خيرٌ من ذلك؟
فقلتُ له: بلى.

قال: فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

قال: ثم استأخرَ عنِّي غيرَ بعيد، ثم قال: ثم تقولُ إذا أقمتَ الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامتِ الصلاة، قد قامتِ الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

فلمَّا أصبحتُ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأخبرتهُ بما رأيت، فقال: "إنها لرؤيا حقٌّ إنْ شاءَ الله، فقُمْ مع بلالٍ فألقِ عليه ما رأيت، فليؤذِّنْ به، فإنه أندَى صوتًا منك".
فقمتُ مع بلال، فجعلتُ أُلقيهِ عليه، ويؤذِّنُ به.

قال: فسمعَ ذلكَ عمر بنُ الخطاب رضيَ الله عنه وهو في بيته، فخرجَ يجرُّ رداءه، يقول: والذي بعثكَ بالحقِّ يا رسولَ اللهِ لقد رأيتُ مثلَ ما أُرِيَ.
فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: "فللَّهِ الحمد".

سنن أبي داود (499) وذكر أنه حسنٌ صحيحٌ في صحيح سننه، سنن الترمذي (189) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح. سنن ابن ماجه (706) وحسَّنه في صحيح سننه، صحيح ابن خزيمة (363). واللفظُ للأول.

طافَ بي: هو الخيالُ الذي يُلِمُّ بالنائم.
أشهد: أعلمُ وأبين. وقالَ الزجَّاج: هو تيقُّنُ الشيءِ وتحقُّقه.
حيَّ: هلمَّ.
الفلاح: الفوز.
رؤيا حقّ: أي ثابتةٌ صحيحةٌ صادقةٌ مطابقةٌ للوحي، أو موافِقةٌ للاجتهاد.
أندَى: أرفع.
قالَ الخطابي: فيه دليلٌ على أن كلَّ مَن كان أرفعَ صوتًا كان أولَى بالأذان؛ لأن الأذانَ إعلام، وكلُّ مَن كان الإعلامُ بصوتهِ أوقعَ كان به أحقَّ وأجدر[1].

(2)
استحباب القول مثل قول المؤذن

عن عمر بنِ الخطاب رضيَ الله عنه قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا قالَ المؤذِّنُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، فقالَ أحدُكم: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ثمَّ قالَ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، قالَ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ثمَّ قالَ: أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله، قالَ: أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله، ثمَّ قالَ: حيَّ على الصَّلاةِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، ثمَّ قالَ: حيَّ على الفلاح، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، ثمَّ قالَ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، قالَ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ثمَّ قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مِن قلبِهِ، دخلَ الجنَّة".
صحيح مسلم (385).

قالَ القاضي عياض: إنما كان كذلكَ لأن ذلكَ توحيد، وثناءٌ على الله تعالى، وانقيادٌ لطاعته، وتفويضٌ إليه – لقوله: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله - فمن حصَّلَ هذا فقد حازَ حقيقةَ الإيمانِ وكمالَ الإسلام، واستحقَّ الجنةَ بفضلِ الله تعالى[2].

(3)
تكبيرة الإحرام
عن أبي حميد الساعدي قال:
كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ إذا قامَ إلى الصلاة، استقبلَ القِبلة، ورفعَ يدَيه، وقال: "الله أكبر".
سنن ابن ماجه (803) وصححه في صحيح سننه. وأولُ حديثٍ عند ابن حبان في صحيحه (1870)، وذكر الشيخ شعيب أن إسنادَهُ صحيحٌ على شرطِ البخاري.

(4)
تكبير في الصلاة

عن أبي هريرة قال:
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قال: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قال: "اللَّهُمَّ ربَّنا ولكَ الحَمدُ". وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ركعَ، وإذا رفعَ رأسَهُ، يُكبِّرُ، وإذا قامَ مِن السَّجدتَينِ قال: "اللهُ أكبَرُ".
صحيح البخاري (762).
وإذا قامَ مِن السَّجدتَينِ قال: "اللهُ أكبَرُ": يُحمَلُ على أن المعنَى: إذا شرعَ في القيام[3].

(5)
تكبير.. وتكبير
عن أبي سلمة بنِ عبدالرحمن:
أنَّ أبا هريرةَ كان يُكبِّرُ في كلِّ صلاة، من المكتوبةِ وغيرِها، في رمضانَ وغيرِه، فيُكبِّرُ حينَ يقومُ، ثم يُكبِّرُ حين يركع، ثم يقول: سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه، ثم يقول: ربَّنا ولكَ الحمدُ، قبلَ أن يسجدَ، ثم يقول: اللهُ أكبرُ، حين يَهوي ساجدًا، ثم يُكبِّرُ حين يرفَعُ رأسَهُ من السجود، ثم يُكبِّرُ حين يسجد، ثم يُكبِّرُ حين يرفَعُ رأسَهُ من السجود، ثم يُكبِّرُ حين يقومُ من الجلوسِ في الاثنتين، ويَفعلُ ذلك في كلِّ ركعة، حتى يفرَغَ من الصلاةِ.
ثم يقولُ حين ينصرِف: والذي نفسي بيدِهِ إني لأقربُكم شبَهًا بصلاةِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إنْ كانت هذه لَصَلاتُهُ حتى فارَق الدنيا.
صحيح البخاري (770).

(6)
سؤال عن صلاته عليه الصلاة والسلام
عن واسع بن حبان:
أنه سألَ عبدالله بنَ عمرَ عن صلاةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: "الله أكبر" كلَّما وضع، "الله أكبر" كلَّما رَفع، ثم يقول: "السلامُ عليكم ورحمةُ الله" عن يمينه، "السلامُ عليكم ورحمةُ الله" عن يساره.
سنن النسائي (1320) وصحح إسنادَهُ في صحيح سننه. مسند أحمد (6397) وذكر الشيخ شعيب أن إسنادهُ صحيحٌ على شرط الشيخين، مسند أبي يعلى (5764) وكذا صححه محققه.

(7)
تكفير الخطايا وزيادة الحسنات
عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمعَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "ألا أدلُّكم على شيءٍ يُكفِّرُ اللهُ به الخطايا، ويَزيدُ في الحسنات
قالوا: بلى يا رسولَ الله.
قال: "إسباغُ الوضوءِ عند المكارِه، وكثرةُ الخُطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاة.

ما منكم مِن رجلٍ يَخرجُ من بيتهِ متطهِّرًا، فيصلِّي مع المسلمين الصلاةَ الجامعة، ثم يَقعدُ في المسجدِ ينتظرُ الصلاةَ الأخرى، إلا الملَكُ يقول: اللهمَّ اغفرْ له، اللهمَّ ارحمه.

فإذا قمتُم إلى الصلاةِ فاعدلُوا صفوفَكم وأقيموا، وسُدُّوا الفُرَج، فإني أراكم من خلفي وراءَ ظهري.
فإذا قالَ إمامُكم: اللهُ أكبرُ، فقولوا: اللهُ أكبر، وإذا ركعَ فاركعوا، وإذا قال: سمعَ اللهُ لمن حمده، فقولوا: ربَّنا لكَ الحمد.
وإنَّ خيرَ صفوفِ الرجالِ المقدَّمُ، وشرَّها المؤخَّرُ، وخيرَ صفوفِ النساءِ المؤخَّرُ، وشرَّها المقدَّمُ.
يا معشرَ النساء، إذا سجدَ الرجالُ فاخفِضْنَ أبصارَكُنَّ، لا ترَيْنَ عوراتِ الرجالِ من ضيقِ الأُزُر".

مسند أبي يعلى (1355) وذكر الشيخ حسين أسد أن إسناده حسن، صحيح ابن خزيمة (356)، المستدرك على الصحيحين (689) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، مسند أحمد (11007).

ويرفعُ به الدرجات: أي يُعلي به المنازلَ في الجنة.
إسباغ الوضوء: أي إتمامهُ وإكماله، باستيعابِ المحلِّ بالغسل، وتطويلِ الغُرَّة، وتكرارِ الغسلِ ثلاثًا.

المكاره: المشقة، أي: يتوضَّأُ مع بردٍ شديد، وعللٍ يتأذَّى معها بمسِّ الماء، ومع إعوازهِ، والحاجةِ إلى طلبهِ، والسعي في تحصيله.
وكثرةُ الخُطا إلى المساجد: تكونُ ببُعدِ الدارِ، وكثرةِ التكرار.

وانتظارُ الصلاة: أي وقتها أو جماعتها. يعني إذا صلَّى بالجماعةِ أو منفردًا، ثم ينتظرُ صلاةً أخرى، ويعلِّقُ فكرَهُ بها، بأن يجلسَ في المجلس، أو في بيتهِ ينتظرها، أو يكونُ في شغلهِ وقلبهُ معلَّقٌ بها[4].

فإني أراكم من خلفي وراءَ ظهري: قالَ المحقِّقون: الصوابُ المختارُ أنه محمولٌ على ظاهره، وأن هذا الإبصارَ إدراكٌ حقيقيٌّ خاصٌّ به صلَّى الله عليه وسلَّم، انخرقتْ له فيه العادة[5].

والمرادُ بشرِّ الصفوفِ في الرجالِ والنساءِ أقلُّها ثوابًا وفضلًا، وأبعدُها من مطلوبِ الشرع، وخيرُها بعكسه.

وإنما فُضِّلَ آخِرُ صفوفِ النساءِ الحاضراتِ مع الرجالِ لبُعدهنَّ من مخالطةِ الرجالِ ورؤيتِهم، وتعلُّقِ القلبِ بهم عندَ رؤيةِ حركاتهم، وسماعِ كلامِهم، ونحوِ ذلك، وذمُّ أولِ صفوفِهنَّ لعكسِ ذلك. والله أعلم[6].
والأُزُر: جمعُ إزار.






[1] مستخلص من عون المعبود 2/ 121.


[2] شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 88.

[3] فتح الباري 2/ 304.

[4] باختصار من تحفة الأحوذي 1/ 141.

[5] شرح السيوطي لسنن النسائي 2/ 91.

[6] شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 159.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 09-09-2020, 02:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (18)
أ. محمد خير رمضان يوسف




في أربع أربعينات (18)



(رابعًا)
الله أكبر (2 / 6)


(8)
دبر كل صلاة
عن أبي هريرة رضيَ الله عنه قال:
جاءَ الفقراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: ذهبَ أهلُ الدُّثورِ منَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيم، يُصلُّون كما نُصلِّي، ويصومونَ كما نصوم، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرون، ويُجاهدونَ ويتصدَّقون.

قال: "ألا أحدِّثُكم بأمرٍ إنْ أخذتُم به أدركتُم مَن سبقَكم، ولم يدرككُمْ أحدٌ بعدَكُم، وكنتُم خيرَ مَنْ أنتم بينَ ظَهرانَيهِ، إلا مَن عملَ مثلَهُ؟ تُسبِّحونَ وتحمدونَ وتكبِّرونَ خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين".

فاختلفنا بيننا، فقال بعضُنا: نسبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونَحمَدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونُكبِّرُ أربعًا وثلاثين. فرجعتُ إليهِ، فقال: "تقولُ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ، حتى يكون منهنَّ كلِّهنَّ ثلاثًا وثلاثين".
صحيح البخاري (807)، صحيح مسلم (595) واللفظُ للبخاري.

الدثور: الأموالُ الكثيرة.
الدرجاتُ العُلا: الجنّات، أو علوُّ القَدْرِ عند الله.
النعيمُ المقيم: إشارةٌ إلى ضدِّه، وهو النعيمُ العاجل.

أدركتم من سبقكم: أي من أهلِ الأموالِ الذين امتازوا عليكم بالصدقة. وظاهرُ قوله "خلفَ كلِّ صلاة" يشملُ الفرضَ والنفل، لكنْ حملَهُ أكثرُ العلماءِ على الفرض.

وفي اختلافِ الرواياتِ حولَ التسبيحات، جمعَ البغويُّ في "شرحِ السنة" بينها باحتمالِ أن يكونَ ذلك صدرَ في أوقاتٍ متعدِّدة، أولُها عشرًا عشرًا، ثم إحدَى عشرةَ إحدَى عشرة، ثم ثلاثًا وثلاثين ثلاثًا وثلاثين. ويحتملُ أن يكونَ ذلك على سبيلِ التخيير، أو يفترقَ بافتراقِ الأحوال..[1].


(9)
استفتاح في صلاة التطوع
عن محمد بن مسلمة:
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا قامَ يصلِّي تطوُّعًا قال: "اللَّهُ أكبر"، "وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حنيفًا مسلمًا وما أنا منَ المشركين، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمين، لا شريكَ له، وبذلكَ أُمِرتُ، وأنا أوَّلُ المسلمين"، "اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلَه إلَّا أنتَ، سبحانَك وبحمدِك". ثمَّ يقرأُ.
سنن النسائي (898)، وصححه في صحيح سننه. وأصله في صحيح مسلم (771).
النُّسُك: العبادة، وكلٌّ ما يتقرَّبُ به إلى الله تعالى.
محيايَ ومماتي: أي حياتي وموتي[2].

(10)
استفتاح صلاة الليل
عن أبي سعيد الخدري قال:
كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قامَ إلى الصلاةِ بالليلِ كبَّر، ثمَّ يقولُ: "سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِك، وتبارَكَ اسمُكَ، وتَعالَى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ".
ثمَّ يقول: "اللهُ أكبرُ كبيرًا".
ثم يقول: "أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيم، من هَمْزِه ونَفْخِه ونَفْثِه".
سنن الترمذي (242) واللفظُ له، وصححهُ في صحيح سننه. سنن أبي داود (775) وصححهُ في صحيح سننه. مسند أبي يعلى (1108) وذكر الشيخ حسين أسد أن إسناده جيد.

تباركَ اسمك: أي كثرتْ بركةُ اسمك.
تعالَى جَدُّك: أي تعالَى غناؤكَ عن أن ينقصَهُ إنفاق، أو يحتاجَ إلى مُعِينٍ ونَصير[3].
والهَمْزُ: المـَوْتَة، والنَفْخُ: الكِبْر، والنَفْثُ: الشِّعرُ[4].

(11)
استفتاح آخر
عن جُبير بنُ مُطعم قال:
رأيتُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين دخَل الصَّلاةَ قال: "اللهُ أكبَرُ كبيرًا، اللهُ أكبَرُ كبيرًا، اللهُ أكبَرُ كبيرًا. الحمدُ للهِ كثيرًا، الحمدُ للهِ كثيرًا، الحمدُ للهِ كثيرًا. سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا. اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الشَّيطان، مِن هَمْزهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِه".
قال عمرو [بنُ مرَّة]: وهَمْزُه: المـَوْتَة، ونَفْخُه: الكِبْر، ونَفْثُه: الشِّعرُ.

صحيح ابن حبان (1780) وصححهُ الشيخ شعيب على شرطهما، ورقم (2601) وذكرَ أن إسنادَهُ حسنٌ على شرطِ مسلم. ولفظهُ من الموضعِ الأخير.

الموتة: المرادُ بها هنا الجنون.
وفسَّرَ النفخَ بالكِبْر؛ لأن المتكبِّرَ يتعاظم، لا سيَّما إذا مُدِح.
وإنما كان الشعرُ من نَفثِ الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراءَ المدّاحين الهجّائين، المعظِّمين المحقِّرين، إلى ذلك. وقيل: المرادُ شياطينُ الإنس، وهم الشعراءُ الذين يختلقون كلامًا لا حقيقةَ له[5].

(12)
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل
عن حُذيفة:
أنه رأى رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ يصلِّي من الليل، فكان يقول: "الله أكبر" ثلاثًا "ذو الملَكوتِ والجبروتِ والكبرياءِ والعظمة".

ثم استفتحَ فقرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعهُ نحوًا من قيامه، وكان يقولُ في ركوعه: "سبحان ربِّيَ العظيم، سبحان ربِّيَ العظيم"، ثم رفعَ رأسَهُ من الركوع، فكان قيامهُ نحوًا من ركوعه، يقول: "لربِّيَ الحمدُ". ثم سجد، فكان سجودهُ نحوًا من قيامه، فكان يقولُ في سجوده: "سبحان ربِّيَ الأعلى". ثم رفعَ رأسَهُ من السجود.
وكان يقعدُ فيما بين السجدتين نحوًا من سجوده، وكان يقول: "ربِّ اغفرْ لي، ربِّ اغفرْ لي".
فصلَّى أربعَ ركعات، فقرأَ فيهنَّ البقرة، وآلَ عِمران، والنساء، والمائدةَ أو الأنعامَ، شكَّ شُعبة.

سنن أبي داود (874)، وصححهُ في صحيح سنن أبي داود. سنن النسائي (1069) وصححهُ في صحيح سننه، مسند أحمد (23423) وصححهُ الشيخ شعيب. واللفظُ للأول.
ذو الملَكوت: أي صاحبُ الـمُلكِ ظاهرًا وباطنًا. والصيغةُ للمبالغة.
والجبروت: من الجبرِ والقهر[6].


(13)
سبحان الله بكرة وأصيلًا
عن ابنِ عمر قال:
بينما نحن نصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذ قالَ رجلٌ مِن القوم: اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسُبحان اللهِ بُكرةً وأصيلًا.
فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن القائلُ كلمةَ كذا وكذا
قالَ رجلٌ مِن القوم: أنا يا رسولَ الله.
قال: "عجِبتُ لها! فُتِحَتْ لها أبوابُ السماء".
قال ابنُ عمرَ: فما تركتُهنَّ منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ ذلك.
صحيح مسلم (601).

(14)
صلاة التسبيح
عن ابن عباس:
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ للعباسِ بنِ عبدِ المطلب: "يا عباسُ، يا عمَّاهُ، ألَا أُعطيك؟ ألاأمنَحُك؟ألاأحبُوك؟ألا أفعلُ بكَ عشرَ خصالٍ إذا أنت فعلتَ ذلك غفرَ اللهُ لكَ ذنبَك: أوَّلَهُ وآخرَه، قديمَهُ وحديثَه، خطأَهُ وعَمْدَه، صغيرَهُ وكبيرَه، سِرَّهُ وعلانيتَه: عشرَ خصال.

أن تُصلِّيَ أربعَ ركعات، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أوَّلِ ركعةٍ وأنتَ قائمٌ قلتَ: سبحان اللهِ والحمدُ لله ولا إلهَ إلا اللهُ والله أكبرُ، خمسَ عشرةَ مرةً، ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكعٌ عشرًا، ثم ترفعُ رأسَكَ من الركوعِ فتقولُها عشرًا، ثم تَهوِي ساجدًا فتقولُها وأنتَ ساجدٌ عشرًا، ثم ترفعُ رأسَكَ من السُّجودِ فتقولُها عشرًا، ثم تسجدُ فتقولُها عشرًا، ثم ترفعُ رأسَكَ فتقولُها عشرًا، فذلكَ خمسٌ وسبعون، في كلِّ ركعةٍ تفعلُ ذلك، في أربعِ ركَعاتٍ، إن استطعتَ أن تُصلِّيَها في كلِّ يومٍ مرةً فافعلْ، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ جُمعةٍ مرةً، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ شهرٍ مرةً، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ سنةٍ مرةً، فإنْ لم تفعلْ ففي عُمُرِكَ مرة".
سنن أبي داود (1297) وصححهُ في صحيح سنن أبي داود، سنن ابن ماجه (1386) وصححهُ في صحيح سننه أيضًا. واللفظُ من الأول.

أمنحك: أعطيكَ منحة.
والحباء: العطية.
وعشرُ الخصالِ هي أنواعُ الذنوب، المنحصرةُ في قوله: أولهُ وآخره..[7].





[1] مقتطفات من فتح الباري 2/ 329.

[2] مستخلص من شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 58.

[3] ينظر تحفة الأحوذي 2/ 42.

[4] قاله عمرو بن مرَّة، كما في صحيح ابن حبان (2601). وتفصيله في الحديث التالي.

[5] باختصار من عون المعبود 2/ 333.


[6] ينظر عون المعبود 3/ 89.

[7] ينظر عون المعبود 4/ 124.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 09-09-2020, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (19)
أ. محمد خير رمضان يوسف





في أربع أربعينات (19)



(رابعًا)
الله أكبر (3/6)


(15)
بسم الله والله أكبر
عن أنس قال:
ضحَّى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ بكبشَين أملحَين أقرنَين.
قال: ورأيتهُ يذبحُهما بيده، ورأيتهُ واضعًا قدمَهُ على صِفاحِهما، ويقول: "بسمِ اللهِ واللهُ أكبر".
صحيح البخاري (5244)، صحيح مسلم (1966) واللفظُ له.
الأملح: الأبيضُ الذي يشوبهُ شيءٌ من السواد.
أقرنين: أي لكلِّ واحدٍ منهما قرنانِ حسنان.

وفي هذا الحديثِ جوازُ تضحيةُ الإنسانِ بعددٍ من الحيوان، واستحبابُ الأقرن. وأجمعَ العلماءُ على جوازِ التضحيةِ بالأجمِّ، الذي لم يُخلَقْ له قرنان. واختلفوا في مكسورِ القرن.
صِفاحهما: أي صفحةِ العُنق، وهي جانبه. وإنما فعلَ هذا ليكونَ أثبتَ له وأمكن؛ لئلا تضطربَ الذبيحةُ برأسِها فتمنعهُ من إكمالِ الذبح، أو تؤذيه[1].

(16)
عني وعن أمتي
عن جابر بنِ عبدالله قال:
شهدتُ مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ الأضحَى في المصلَّى، فلمَّا قضَى خُطبتَهُ نزلَ من منبره، وأُتيَ بكبشٍ فذبحَهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيده، وقال: "بسمِ الله واللهُ أكبر. هذا عنِّي وعمَّن لم يضحِّ من أمَّتي".
سنن أبي داود (2810)، وصححهُ في صحيح سننه. سنن الترمذي (1521) وصححهُ في صحيح سننه.
قالَ الخطابي: فيه دليلٌ على أن الشاةَ الواحدةَ تُجزئُ عن الرجلِ وعن أهله، وإن كثروا[2].


(17)
أحبُّ الكلام إلى الله

عن سمرة بن جُندب قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ. لا يَضرُّكَ بأيِّهنَّ بدأتَ.
ولا تُسمِّينَّ غلامَكَ يَسارًا، ولا رَباحًا، ولا نَجيحًا، ولا أفلحَ، فإنك تقولُ: أثَمَّ هُوَ؟ فلا يكونُ، فيقولُ: لا".
إنما هنَّ أربعٌ. فلا تزيدنَّ عليَّ.
صحيح مسلم (2137).

قالَ الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله: هذا محمولٌ على كلامِ الآدمي، وإلا فالقرآنُ أفضل. وكذا قراءةُ القرآنِ أفضلُ من التسبيحِ والتهليلِ المطلق. فأما المأثورُ في وقتٍ أو حالٍ ونحوِ ذلك، فالاشتغالُ به أفضل. والله أعلم[3].
وكذا قالَ القاضي البيضاوي: الظاهرُ أن المرادَ من الكلامِ كلامُ البشر[4].
قلت: المقصودُ من الكلامِ معناهُ ومضمونه، فعندما تقول: هذا كلامٌ حسن، تقصدُ معناه. فيبقَى الكلامُ على ظاهره، وهو أن تنزيهَ الله تعالَى وشكرَهُ أفضلُ ما يُقالُ ويُعتَقد. والله أعلم.

(18)
اصطفاء كلام
عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة:
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اصطفَى من الكلامِ أربعًا: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إِلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ".
قال: "ومَنْ قال: سُبحانَ اللهِ،كُتِبَتْلهُبها عشرونَحسَنةً، وحُطَّ عنهُعشرونَسيِّئة. ومَنْ قال: اللهُ أكبرُ، فمِثلُ ذلك. ومَنْ قال: لا إِلهَ إلَّا اللهُ، فمِثلُ ذلك، ومَنْ قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، مِن قِبَلِ نَفْسِه،كُتِبَتْلهُ بها ثلاثونَ حسَنةً،وحُطَّ عنهُ بها ثلاثونَ سيِّئة".
رواهُ أحمد في المسند (8079). وصححهُ في صحيح الجامع الصغير (1718).

(19)
أحَبُّ من الدنيا
عن أبي هريرةَ قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَأنْ أقولَ: سُبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلّا الله، والله أكبر، أحبُّ إليَّ ممّا طلعتْ عليه الشمس".
صحيح مسلم (2695).
ممّا طلعتْ عليه الشمس: أي من الدنيا وما فيها من الأموالِ وغيرها[5].



(20)
ما أثقلهنَّ في الميزان!
عن أبي سلّام قال: حدَّثني أبو سُلمَى راعي رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولقيتهُ بالكوفةِ في مسجدها، قال:
سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "بَخٍ بَخٍ - وأشارَ بيدِه بخَمْسٍ - ما أثقَلَهنَّ في الميزان! سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ. والولَدُ الصَّالحُ يُتوفَّى للمرءِ المسلمِ فيَحتسِبُه".
صحيح ابن حبان (833)، وصحح الشيخ شعيب إسنادَهُ على شرطِ الشيخين، المستدرك على الصحيحين (1885) وقال: صحيحُ الإسنادِ ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.
بخٍ بخٍ: معناها تفخيمُ الأمرِ والإعجابُ به[6].

(21)
الباقيات الصالحات
عن أبي هريرة رضيَ الله عنه قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "خذُوا جُنَّتَكُم مِن النار، قولوا: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولَا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبرُ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقدِماتٍ، ومُعقِباتٍ، ومُجنِّباتٍ، وهُنَّ الباقِياتُ الصَّالحات".
المستدرك على الصحيحين (1985) وقال: صحيحٌ على شرطِ مسلم ولم يخرجاه. وصححهُ له وللنسائي في صحيح الجامع الصغير (3214).
جُنَّتكم: وقايتكم.


[1] باختصار من شرح النووي على صحيح مسلم 13 /120، 121.

[2] عون المعبود: 8/4.


[3] شرح النووي على صحيح مسلم 17 /49.

[4] ذكره له ابن حجر في فتح الباري 11 /207.

[5] تحفة الأحوذي 10 /40.

[6] فتح الباري 5 /397.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 09-09-2020, 02:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (20)
أ. محمد خير رمضان يوسف




في أربع أربعينات

(20)




(رابعًا)
الله أكبر(4 /6)

(22)
أيسر وأفضل
عن سعد بنِ أبي وقَّاص:
أنَّه دخَل مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على امرأةٍ في يدِها نوًى أو حصًى تُسبِّحُ، فقال: "ألَا أُخبِرُكِ بما هو أيسَرُ عليكِ مِن هذا وأفضَلُ؟ سُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَقَ في السَّماء، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَقَ في الأرض، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما هو خالق. واللهُ أكبَرُ مِثْلَ ذلك. والحمدُ للهِ مِثْلَ ذلك. ولا إلهَ إلَّا اللهُ مِثْلَ ذلك. ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ مِثْلَ ذلكَ".
صحيح ابن حبان (837)، وصحح الشيخ شعيب إسنادَهُ على شرطِ مسلم، المستدرك على الصحيحين (2009).
والله أكبرُ مثلَ ذلك: بنصبِ "مثلَ"، والتقدير: اللهُ أكبرُ عددَ ما خلقَ في السماء، واللهُ أكبرُ عددَ ما خلقَ في الأرض...[1].


(23)

سبحان الله رب العالمين

عن سعد بنِ أبي وقّاص قال:
جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: علِّمْني كلامًا أقولُه.
قال: "قُل: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، سبحانَ اللهِ ربِّ العالَمِين، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم".
قال: فهؤلاءِ لربِّي، فما لي؟
قال: "قُل: اللهمَّ اغفرْ لي، وارحمْني، واهدِني، وارزقْني".
صحيح مسلم (2696).
قالَ ابنُ حبَّان رحمَهُ الله: كلُّ ما في هذه الأخبار: اللهم اهدني، اللهم إني أسألُكَ الهُدى، وما يُشبهها من الألفاظ، إنما أُريدَ بها الثباتُ على الهدَى والزيادةُ فيه، إذ محالٌ أن يؤمنَ المؤمنُ بسؤالِ الزيادةِ وقد هداهُ الله قبلَ ذلك[2].

(24)
تصديقُ الربِّ العبدَ
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إذا قالَ العبدُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا وأنا أكبَرُ.
وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا وحدي.
وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ لا شريكَ له، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا لا شريكَ لي.
وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ له الـمُلْكُ، صدَّقَهُ ربُّه، قال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا ليَ المـُلْكُ وليَ الحمدُ.
وإذا قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، صدَّقَهُ ربُّهُ وقال: صدَقَ عبدي، لا إلهَ إلَّا أنا ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا بي".

صحيح ابن حبان (851) وصحح الشيخ شعيب إسناده، المستدرك على الصحيحين (8) وقال: حديثٌ صحيح لم يخرَّجْ في الصحيحين، سنن ابن ماجه (3794) وصححهُ في صحيح سننه، مسند أبي يعلى (1258) وصحح الشيخ حسين أسد إسناده.
صدَّقَهُ ربُّه: أي قرَّرَهُ، بأنْ قال: لا إلهَ إلَّا أنا وأنا أكبَرُ. وهذا أبلَغُ من أن يقول: صدَقتَ[3].

(25)
كيف تتساقط الذنوب؟
عن أنس:
أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بشجرةٍ يابسةِ الورَقِ، فضرَبَها بعصاه، فتَناثرَ الورَقُ، فقال: "إن: الحمدُ للهِ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، لتُسَاقِطُ مِن ذُنوبِ العبدِ كما تَسَاقَطَ وَرَقُ هذه الشجرة".
سنن الترمذي (3533) وقال: حديثٌ غريب. وحسَّنهُ في صحيح الجامع الصغير (1601).
ذكرَ الطيبي أن هذه الكلماتِ كلَّها بالنصبِ على اسمِ (إنَّ)، وخبرها "لتُساقط"[4].
وقد ضبطتُ الكلماتِ من المصدرين السابقين.


(26)
لا إله إلا الله والله أكبر
عن عبدالله بن عمرو قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما على الأرضِ أحدٌ يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، إلّا كفَّرتْ عنه خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبَدِ البحر".
سنن الترمذي (3460) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، مسند أحمد (6479)، وحسَّنهُ في صحيح الجامع الصغير (5636).

(27)
عندما يأوي إلى فراشه
عن أبي هريرة:
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن قالَ حينَ يأوي إلى فراشِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المـُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، غَفرَ اللهُ ذنوبَه، أو خطاياه - شكَّ مِسْعَرٌ - وإنْ كان مِثلَ زَبَدِ البحر".
صحيح ابن حبان (5528) وذكرَ الشيخ شعيب أن إسنادهُ صحيحٌ على شرطِ مسلم.

(28)
عند الركوب
عن عليِّ بن ربيعةَ قال:
شهدتُ عليًّا رضيَ الله عنه وأُتيَ بدابَّةٍ ليركبَها، فلمَّا وضعَ رجلَهُ في الركابِ قال: "بسمِ الله".
فلمَّا استوَى على ظهرها قال: "الحمدُ لله".
ثم قال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14].
ثم قال: "الحمدُ لله" ثلاثَ مرات.
ثم قال: "الله أكبر" ثلاثَ مرات.
ثم قال: "سبحانكَ إني ظلمتُ نفسي فاغفرْ لي، إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلّا أنت". ثم ضحك.
فقيل: يا أميرَ المؤمنين، من أيِّ شيءٍ ضحكت؟
قال: رأيتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فعلَ كما فعلتُ، ثم ضحك، فقلت: يا رسولَ الله، مِن أيِّ شيءٍ ضحكت؟
قال: "إن ربَّكَ تعالَى يَعجَبُ من عبدهِ إذا قال: اغفرْ لي ذنوبي، يعلمُ أنه لا يغفرُ الذنوبَ غيري".
سنن الترمذي (3446) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح، سنن أبي داود (2602) ومنه لفظه، وصححه في صحيح سننه.
يَعجَبُ من عبدهِ إذا قال: اغفرْ لي ذنوبي، أي: يرتضي هذا القولَ ويستحسنهُ استحسانَ المعجب. قالهُ الطيبي[5].



[1] ينظر تحفة الأحوذي 10 /13.

[2] صحيح ابن حبان (946).

[3] تحفة الأحوذي 9 /274.

[4] تحفة الأحوذي 9 /361.

[5] عون المعبود 7 /188.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 295.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 288.96 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (2.06%)]