هل سيغفر الله تعالى للأمة في ليلة النصف من شعبان؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12772 - عددالزوار : 224315 )           »          منهج الإسلا م في معالجة الأزمات الاقتصادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحقيق العبودية هي الغاية الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 1383 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1771 )           »          من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الاعتراف بالذنوب والآثام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إعمال العقول غاية قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          بشرى لأهل الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 4631 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2020, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,666
الدولة : Egypt
افتراضي هل سيغفر الله تعالى للأمة في ليلة النصف من شعبان؟

هل سيغفر الله تعالى للأمة في ليلة النصف من شعبان؟


السيد مراد سلامة









عناصر الخطبة:

العنصر الأول: سؤال.

العنصر الثاني: وهل سيقبل أعمالها؟

العنصر الثالث: خطورة الشحناء.

العنصر الرابع: ماذا يجب علينا حتى يغفر الله لنا؟



الخطبة الأولى

الحمد لله المجيب لكل سائل، التائب على العباد فليس بينه وبين العباد حائل.

جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم لامحالة زائل.

حذر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل.

فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيّسُ العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال الغافل.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن الشريك وعن الشبيه وعن المشاكل.

من للعباد غيره؟ ومن يدبر الأمر؟ ومن يعدل المائل؟ من يشفي المريض؟ من يرعى الجنين في بطن الحوامل؟

من يجيب المضطر إذا دعاه؟ ومن استعصت على قدرته المسائل؟

من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل؟



لبِسْتُ ثَوبَ الرَّجَا وَالنَّاسُ قَدْ رَقَدُوا

وَقُمْتُ أَشْكُو إِلَى مَولَايَ مَا أَجِدُ!



وَقُلْتُ: يَا عُدَّتِي فِي كُلِّ نائبَةٍ

وَمنْ عَلَيْهِ لِكَشْفِ الضُّرِّ أعْتَمِدُ!



أَشْكُو إِلَيْك أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا

مَا لِي عَلَى حِمْلهَا صَبْرٌ وَلَا جَلَدُ!



وَقَدْ مَدَدتُّ يَدِيْ بِالضُّرِّ مُبْتَهِلًا

إِلَيْكَ يَا خَيرَ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ!



فَلَا تَرُدَّنَّهَا يَا رَبِّ! خَائِبَةً

َبَحْرُ جُودِكَ يَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ!






ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..



إلهي لا تعذبني فإني

مقر بالذي قد كان مني



ومالي حيلة إلا رجائي

وعفوك إن عفوت وحسن ظني



فكم منزلة لي في البرايا

وأنت علي ذو فضل ومن



إذا فكرت في ندمي عليها

عضضت أناملي وقرعت سني



يظن الناس بي خيراً وإني

لشر الناس إن لم تعف عني






﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 69، 70].



أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثاتها بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



ليلة النصف من شعبان ليلة لها ما بعدها فهي ليلة المغفرة والرحمة وهي ليلة القرب من الله تعالى وهي ليلة قبول الأعمال وهي ليلة يظهر فيها التقي والنجي وفهي ليلة الوصال بين الكبير المتعال وعباده الأطهار، وهي أيضا ليلة الحرمان وليلة عدم المغفرة ورد الأعمال.



العنصر الأول: سؤال:

هل سيغفر الله تعالى ويقبل أعمال الأمة الإسلامية في ليلة النصف من شعبان؟

الجواب انظر: أولا إلى حال الأمة ثم اسقط الحال على المآل.

انظر إلينا ما وصلت إليه حالنا تفرقت الأمة إلى أحزاب والأحزاب إلى شيع واصبح واضحى وامسى كل حزب بما لديهم فرحون.

الولاء والبراء اصبح على غير العقيدة.

فهذا يوالي من اجل حزبه وجماعته فالولاء والبراء والحب والبغض والعطاء والمنع من أجل مصالح حزبية مقيتة.

انتشرت القطيعة بين أبناء المجتمع وأزهقت النفوس التي حرمها الله تعالى إلا بالحق.

انتشر الظلم والبغي وعدمت الرحمة والانسانية.

في كل مصر وفي كل نجع في كل دولة في كل قرية ترى هذه النعرات وترى العصبية الجاهلية.

فعلام يبغض المسلمُ المسلمَ؟!

و علام يسب المسلمُ المسلمَ؟!

و علام يقتل الأخ أخاه؟!

و علام يكفر بعضنا بعضا؟!

و علام يلعن بعضنا بعضا؟!

انظر إلينا في مصر.

ثم انظر ا إلينا في العراق.

ثم انظر إلينا في سوريا.

ثم انظر إلينا في لبيبا.

ثم انظر إلينا تونس.

ثم انظر إلينا في الجزائر.....

ثم ارسل الطرف إلى الأفراد والعائلات يرتد إليك الطرف خاسئا وهو حسير.

الأخ يهجر أخاه.

الأخ لا يكلم أخته واكل ميراثها.

الجار يبنه وبيته جاره شحناء.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-09-2020, 03:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,666
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل سيغفر الله تعالى للأمة في ليلة النصف من شعبان؟

العائلات في القرية الواحدة بينهم وبين بعضهم الخصومات ونار العداوة والبغضاء.




ماذا التقاطع في الإسلام بينكُمُ

وأَنتُمُ يَا عبادَ اللهِ إِخوَانُ



ألا نفوس أبياتٌ لها هِممٌ

أَمَا عَلى الخيرِ أَنصَارٌ وَأَعوَانُ



يَا مَن لِذِلَّة قومٍ بعدَ عِزِّهمُ

أَحَالَ حالَهُمُ كُفرٌ وطُغيانُ



بالأَمسِ كَانُوا مُلُوكاً في مَنَازِلهم

واليَومَ هُم في بلاَدِ الكُفرِ عُبدَانُ



فَلَو تَرَاهُم حَيَارى لا دَليلَ لهَمُ

عَلَيهمُ مِن ثِيَابِ الذُّلِ أَلوَانُ



وَلَو رَأَيتَ بُكَاهُم عِندَ بَيعِهُمُ

لهَاَلَكَ الأَمرُ واستَهوَتك أَحَزانُ



يا رُبَّ أم وطفل حيل بينهما

كَمَا تَفَرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبدَانُ



وطفلةٍ مِثلِ حُسنِ الشّمسِ إِذ طَلَعَت

كَأَنمَّا هِيَ يَاقُوتٌ وَمَرجَانُ



يَقُودُهَا العِلجُ لِلمَكرُوهِ مُكرَهَةً

وَالعَينُ باَكِيَهٌ والقَلبُ حَيراَنُ



لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ

إِن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ






فهل سيفغر الله للامة الإسلامية؟

العنصر الثاني:وهل سيقبل أعمالها؟

الجواب: يجيبك على هذا السؤال سيد الرجال - صلى الله عليه وسلم -.

اسمعوا عباد الله أخرج الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان والطبراني وغيرهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يطَلع الله عز وجل إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) حديث صحيح، صححه جمع من المحدثين، وفي رواية حسنة عند الطبراني: ((فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه)).

النتيجة:عدم المغفرة لأهل الشرك والشحناء.



العنصر الثالث: خطورة الشحناء

أخي المسلم في تلك التي لها ما بعدها لابد أن تعلم خطورة الشحناء فهي من الأخلاق القبيحة التي لا يليق أن تشيع بين المؤمنين، وسلامة الصدر منها من أروع الأخلاق التي تدخل الجنة، فصفة المؤمنين السائرين على نهج الأنصار والمهاجرين أنهم يقولون في دعائهم (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا).



أخي المسلم: إن العدو يعلم أنَّ قوة المسلمين باتحادهم، وتجمعهم على طاعة ربهم، ولذا يسعى للتفريق بين المسلمين بكل السبل، ومن أهمها:

إثارة أسباب الضغينة والبغضاء والفرقة بينهم؛ أخرج مسلم في صحيحه من حديث عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ".



أي: بالخصومات والشحناء والقطيعة والحروب والفتن. فإذا دبَّ الخلاف بين المسلمين، ودبَّ التنازع بين الأهل والأحبَّة، ولم يَتَداركوا الأمر بالعفو والتسامح، والإصلاح والتوافق، تفاقم الأمر إلى خصومة وفرقة، وعندها يستغل العدو هذه الخصومات، وينمي هذا الافتراق:

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، قال: سمعت رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ((مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيةٍ، وَلاَ بَدْوٍ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إلاَّ قَد اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِم الشَّيْطَانُ. فَعَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَة)) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.



الهجر والقطيعة من كبائر الذنوب:

واعلم أيها المشاحن: أن الهجر والقطيعة من كبائر الذنوب.

الصحيحين من حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَحِل لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هذَا، وَيُعْرِضُ هذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ".



وإذا كان المتهاجران من ذوي الرَّحم كالإخوة والأقارب، فإن الإثم يتضاعف؛ لأنه يجمع بين إثم القطيعة والهجران لأخيه المسلم، وإثم قطيعة الرَّحم.



حَديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «خَلَقَ الله الخَلْقَ. فَلَمَّا فَرَغَ منْهُ، قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقُوِ الرَّحْمانِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ. قَالَتْ: هاذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ. قَالَ: أَلارَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلعى يَا رَبِّ! قَالَ: فَذَاكِ».




قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِن شِئْتُمْ ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22].




الحرمان من دخول الجنان:

هل تريد أيها المشاحن أن تحرم من جنة عرضها السموات والأرض؟

عن مُطْعِم - رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ يَدْخُلُ الجَنَةَ قَاطِعٌ".

يعني الهاجر المقاطع لذوي رحمه - نسأل الله السلامة والعافية -.



أعمالكم في خطر فادركوها:

أيها المشاحن: عملك في خطر

صيامك

صلاتك

زكاتك

حجك

صدقة

أتريد أن يردها الله عليك؟

هل تريد أن يقبلها الله؟

اسمع..اسمع



فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا".



وفي رواية له قال: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا".

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-09-2020, 03:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,666
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل سيغفر الله تعالى للأمة في ليلة النصف من شعبان؟


فيا عبدالله: لا تحرم نفسك الخير، ولا تفوِّت على نفسك الأجر، وأسرع وبادر ولا تتردد، فإن المغفرة والجنة لا يعادله شيء من حطام الدنيا.



سامِحْ أخاك إذا خلَطْ

منه الإصابةَ بالغلَطْ



وتجافَ عن تعنيفِهِ

إن جار يوما أو قسط



واعلم بأنك إن طَلَبْ

تَ مُهذَّباً رُمْتَ الشَّطَطَ



من ذا الذي ما ساء قطّْ؟

ومن له الحسنى فقط؟






الهلاك والبوار:

أيها المشاحن ما نحن فيه من بلاء وغلاء وضراء إنما سببه الشحناء والتنافس على ظل زائل ودنيا حقيرة.



عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عَلَى الْمِنْبَرِ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ نَبَتِ الْأَرْضِ وَزَهْرَةِ الدُّنْيَا" فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟



فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا نُزِّلَ عَلَيْهِ غَشِيَهُ بُهْرٌ وَعَرَقٌ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ" فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَمْ أُرِدْ إِلَّا خَيْرًا فَقَالَ: "إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَلَكِنْ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا تَأْكُلُ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ، وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ، فَأَكَلَتْ، ثُمَّ قَامَتْ، فَاجْتَرَّتْ، فَمَنْ أَخَذَ مَالًا بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَنَفَعَهُ، وَمَنْ أَخَذَ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ" أخرجه ابن حبان.



العنصر الرابع: ماذا يجب علينا حتى يغفر الله لنا؟

العفو والصفح:

في هذه الساعة من تلك الليلة وهي ليلة النصف من شعبان لا تخرج من المسجد إلا وأنت صاحب قلب سليم، إلا وقد عقدت النية أن تصلح ما بينك وبين أخيك المسلم من شحناء وبغضاء.



فمن أسباب نقاء النفس من الشحناء: ((فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم)) وحتى لو كنت ترى أنك أنت المحق بادر بالعفو لتكون الأخير عند الله.



يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134]



يأمرنا الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة بالصفح والعفو والإحسان عمَّن أساء إلينا، ابتغاء رضوانه سبحانه وتعالى، وطمعاً فيما أعده سبحانه وتعالى للعافين من حسن الجزاء، ومن المعلوم أن العفو من أبرز أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن أشهر طباعه، ومن أَجَلِّ صفاته وسجاياه.



عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ثَلاَثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: فَأَمَّا الثَّلاَثُ الَّتِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ: فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا، وَلاَ يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ " مسند أحمد.



وروى الحاكم في مستدركه، عن أُبيّ بن كعب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ومن سَرَّه أن يُشَرّف له البنيان وتُرفع له الدرجات، فليعفُ عمَّن ظلمه، وَيُعْطِ من حرمه، ويصل من قطعه".



وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ يقول: أين العافون عن الناس، هلموا إلى ربكم، وخذوا أجوركم، وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة ". الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين.



إن العفو عن المسيء من أفضل الصفات التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ولو علمنا ما في العفو من حكمة وسلامة وأجر، لأسرعنا بالعفو والصفح عن زلات المسيئين.



أثر الصفح والعفو:

ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن فضالة بن عُمَيْر الليثي ذهب قاصداً قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء طوافه بالبيت، فلما دنا منه، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أفضالة؟!"

قال: نعم فضالة يا رسول الله

قال: ماذا كنت تحدِّث به نفسك؟

قال: لا شيء، كنت أذكر الله!



فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فما كان من فضالة إلا أن قال: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خَلْقِ الله أحبّ إليَّ منه، وأسلم فضالة بهذا الصفح الكريم، وزالت من قلبه العداوة، وحلت محلَّها محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.



هذا الموقف يبين مدى سماحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعفوه عن الآخرين، وأنه كان يقابل الإساءة بالإحسان.



تأمل أخي القارئ هذا الموقف النبوي الكريم، كيف قابل النبي - صلى الله عليه وسلم - رغبة القتل والعدوان من فضالة، بالابتسامة الصادقة والمعاملة الكريمة والدعاء له بالهداية والمغفرة، واليد الحانية التي كانت بلسماً سكن به قلب فضالة، فشرح الله صدره للإيمان، وتحوَّل الموقف من العداوة إلى المحبة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].



سامِحْ أخاك إذا خلَطْ

منه الإصابةَ بالغلَطْ



وتجافَ عن تعنيفِهِ

إن جار يوما أو قسط



واعلم بأنك إن طَلَبْ

تَ مُهذَّباً رُمْتَ الشَّطَطَ



من ذا الذي ما ساء قطّْ؟

ومن له الحسنى فقط؟






أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:

اذهبـوا فأنتم الطلقاء:

ذكرت كتب السيرة أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عاد إلى مكة بعد ثماني سنوات فاتحاً بعد أن أُخرج منها، فقد عاد إليها - صلى الله عليه وسلم - على رأس جيش بلغ أكثر من عشرة آلاف من المسلمين، حيث دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة دخول الشاكرين لله - عزَّ وجلَّ -، دخلها وهو راكب على ناقته تواضعاً لله وشكراً، وكادت جبهته - صلى الله عليه وسلم - أن تمس عنق ناقته، وكان يردد قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].



وسيطر الرعب على أهل مكة خوفاً من أن ينتقم منهم - صلى الله عليه وسلم - نتيجة أفعالهم معه ومع أصحابه - رضي الله عنهم أجمعين -، فقد طردوهم وعذبوهم وصادروا أموالهم وممتلكاتهم، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم)، فما كان منه - صلى الله عليه وسلم - إلا أن قال لهم قولته المشهورة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، أقول لكم ما قاله أخي يوسف - عليه الصلاة والسلام - لإخوته ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92]، فلم يقتل - صلى الله عليه وسلم - أحداً، ولم يصادر أرضاً، ولم يمنع ماء، ولم يقطع طريقاً، ولم ينفِ أحداً، ولم يعتقل، بل كان - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين كما وصفه ربه سبحانه وتعالى.



لقد أثر هذا الموقف العظيم وهذا التسامح الكبير في نفوس أهل مكة، حيث أقبلوا معلنين إسلامهم وإيمانهم برسالة الإسلام، ودخلوا في هذا الدين الجديد الذي فيه السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة.



ثم أمر له بعطاء:

أخرج الإمام البخاري في صحيحه قال: (بينما كان أنس بن مالك - رضي الله عنه - يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا بأعرابي يجذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ردائه جذبة شديدة، حتى أَثَّرَ الرداء في رقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شدة جذبته، ثم قال الأعرابي بغلظة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وضحك، ثم أمر له بعطاء).



جَابرٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بذَاتِ الرِّقَاعِ، فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رَجُلٌ مِنَ المُشْركينَ وَسَيفُ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - معَلَّقٌ بالشَّجَرَةِ فَاخْتَرطَهُ، فَقَالَ: تَخَافُنِي؟ قَالَ: ((لاَ)) فَقَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: ((الله)).




وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في " صحيحه "، قَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟

قَالَ: ((اللهُ)). قَالَ: فَسَقَطَ السيفُ مِنْ يَدهِ، فَأخَذَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - السَّيْفَ، فَقَالَ: ((مَنْ يَمْنَعُكَ مني؟)). فَقَالَ: كُنْ خَيرَ آخِذٍ. فَقَالَ: ((تَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله وَأَنِّي رَسُول الله؟)) قَالَ: لاَ، وَلَكنِّي أُعَاهِدُكَ أنْ لا أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَومٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبيلَهُ، فَأَتَى أصْحَابَهُ، فَقَالَ: جئتُكُمْ مِنْ عنْد خَيْرِ النَّاسِ.




انظر أخي القارئ إلى حلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسعة صدره، وكيف قابل - عليه الصلاة والسلام - هذا السلوك المشين وهذا السفه من ذلك الأعرابي، لقد قابله - صلى الله عليه وسلم - بالحلم، فقد كظم غيظه - صلى الله عليه وسلم - وسامحه وعفا عنه، وهذا هو خلقه - عليه الصلاة والسلام - فقد جاء في الحديث عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من جرعةٍ أعظمُ أجراً عند الله، من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله تعالى".



وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.73 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]