الخطوات الأولى مع المسلم الجديد ( يهم كل داعية )

[الفراشة المتألقة]

ما هي بالتدرج الخطوات الأولى مع مسلمٍ جديد؟ أي ما الطريقة الصحيحة لعرض الإسلام له؟ وما هي الأولويات في هذا المجال؟

يقول الدكتور عبد الله قاسم الوشلي، من كبار دعاة اليمن:
"الخطوات الأولى مع المسلم الجديد (حديث عهد بالإسلام) التالي:
1. إشعاره بسماحة الإسلام وسهولته ويسره، وأن المشقة والحرج ليست من مبادئه، "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، والقاعدة الفقهية تقول: "المشقة تجلب التيسير".
2. مخاطبته على قدر عقله وعلمه وقدرة استيعابه لتعاليم هذا الدين، وأن لا يذكر له من أحكام هذا الدين ما ينفره منه، وهو لا يزال حديث عهد بالدين، ولما يخالط الإيمان بشاشة قلبه.
3. تدرج معه في التعريف بتعاليم هذا الدين، كما تتدرج معه في التطبيق له، والالتزام بتفاصيل أحكامه: فمثلاً عليك أن تتأكد من تحقق فهمه لكلمة الشهادتين، ومدى تيقنه لها، ولتعرض عليه من الأدلة والبراهين والأمثلة والقصص ما يحقق له القناعة بمدلولها، ومقتضياتها ومتطلباتها، ويتعرف على نواقضها، ويتحقق منه الالتزام بذلك.
ثم لتعرض عليه بعد ذلك ثاني أركان الإسلام، وأعظم شعائره وهو الصلاة وتقنعه بفرضيتها، وأنها مظهر العبودية الخالصة لله وحده، وتعلمه كيف يؤديها، شارحاً له شروطها، وأركانها وهيأتها، مستخدماً في ذلك أسلوب الرفق واللين، ومستعيناً بالصبر في التعليم، والتلقين والتدريب عليها، حتى يتقنها ويدين بها، ويمارسها، ويحسن أداءها، والقيام بها، ولك في ذلك قدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليم المسيء في صلاته.
4. ثم تعرض عليه بقية أركان الإسلام: الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، واحدة بعد الأخرى، ولا تنتقل به إلى الركن الآخر حتى يعلمه، ويتقنه، ويطبقه إن كان من أهل هذه الفريضة، والمستطيعين عليها.
5. ثم تأخذه بعد ذلك في تعلم الإسلام والتفقه فيه، على التدرج، وفي زمن يتناسب مع ظرفه وحاله ومستواه حتى يفقه دينه فيعرف آدابه، وأخلاقه، وعقيدته، وعبادته، ومعاملاته، وسائر أحكامه وأسوتك في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا جاءه الوفد يريد الإسلام احتجزه الأيام أو الأشهر ليتعلم ويتفقه ويرى تطبيق المسلمين لهذا الدين، ويأمر بعض أصحابه بالتفقيه لبعضهم، والتعليم لهم، ولا يغادر المدينة إلا وقد حسن إسلامه، وقوي يقينه وفقه فيه، وكان يقول: "فقهوا أخاكم" جزء من حديثٍ رواه الطبراني في الكبير، وورد في : كنز العمال ومجمع الزوائد، وحذار من أن تعطيه من تعاليم هذا الدين ما لا يقبله عقله، وأن تعطيه من العلم ما لا يحتاجه، حتى يرسخ إيمانه، ويقوى يقينه، ويحسن تعامله، ويتمرن على التزامات هذا الدين وواجباته.
وهذا التدرج في تعليم الجديد على الإسلام هو الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل، وأوصاه به، حين أرسله إلى اليمن داعياً، ومعلماً، ووالياً، فقال له : "إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى: أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقراءهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" رواه البخاري.

واعلم أن أفضل طريقة صحيحة لعرض الإسلام هي القدوة الحسنة والقول الحسن: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، والأولوية في تلقين الإسلام تعاليمه والتفقيه به تكون:
أولاً: المجالات العقيدية.
ثانياً: المجالات العبادية.
ثالثاً: المجالات الأخلاقية.
رابعاً: مجالات المعاملات.
وليكن التعليم منها بما هو أحوج إليه، وبما يفرضه عليه دينه، لتصحيح وسداد ما يمارسه في هذه الحياة من أعمال في كل مجال من هذه المجالات، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل".

[وســـــــــام*]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مراقبتنا الكريمة فراشتنا المتألقة

خطوات ترسم بداية الطريق الصحيح

جزاكِ الله خيراً وأثابك