مرتب مطاط - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858909 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393272 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215636 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-11-2019, 03:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي مرتب مطاط

مرتب مطاط


صفية محمود





حيرةٌ تلفُّ العقول؛ مطالبنا في ازدياد وكأنها حُمى أو وباء، والأسعار نارٌ في اشتعال!
نسير في الشوارع، أو نأْوي إلى مجالس، أو ندخل في عيادة أو زيارة، أينما حللت ومع مَن جلست - لا تسمع إلا: جنون الأسعار، الدولار، الدولة في غياب، مطالب الأولاد، مصاريف المدارس، اللحوم، الشُّقق، المصايف!

نقول ونحلل، ونتهم الدولة، ونلوم الحكومة، ونبرأ من القضية، ونتصوَّر أننا ضحية، وتطول مناقشاتنا وتنفض، وتقام بعد الفض، وتسفر بعد الطول عن: "لا حلول"، فتدور الرؤوس وتمطط الشفاه، وقليلٌ فينا الصامتون، ويندر فينا الراضون، وما أقل الفاهمين!

وفي كلِّ شهرٍ يأتينا المرتب (حبيبٌ جاء على فاقة)، ومِن قبله حلَّت علينا قائمة الطلبات، فتدور العيون نحو اليسار، ثم تعود لذات اليمين، وبعد التداول والصراع، والنقاش وبعض الجدال، ولا يضر شيء من شجار وبعض الخصام، تخرج النتيجة: (المرتب لا يلين! والمطالب لا تكفُّ ولا تستكين)!
والقضية ساخنةٌ، أطرافها واقفون قائلون صائحون: "لا مساس بالمطالب، ولا مساس بالمطالب"!

ولو فحصنا المطالب، لوجدنا فيها العجائب:
(كروت الشحن، حجز المصايف، الدايت، العدسات اللواصق، اشتراك النت، تابلت لكل طفل - وأعجبُ ما سمعتُ لتلميذ في المرحلة الابتدائية دروسٌ في الرسم - اشتراك بالنوادي، البلاي ستيشن، سائر وسائل الترف، فضلًا عن أنواع المطاعم والمشارب، وعجائب الدروس الخاصة، وكم الملابس)، وبعدها نشكو من العَوَز، وتدني المعيشة، وعجز الرواتب.

والأمر في وضوح:
لو وضع الإنسان الدنيا بين عينيه، فلن يسلم من العَوَز، ولن يرويَه ملءُ اليم، ولو كان له وادٍ من ذهب لتمنَّى ثانيًا وثالثًا حتى يوسَّد في التراب، والمطالب في ازدياد، وقد أراحنا الله من هذا السباق، وحطَّ عنا الأحمال والأثقال، قائلًا في جلال: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، موضحًا للقضية: (النفقات وَفْق الإمكانات، تتسع معها، وتضيق بضيقها)، ونحن نريد العكس، أن يتكلف الإنسان ما لا يجد، فهذا ظلمٌ للنفوس، وضيق في العقول، وبعد:
فقد وعَد الله بجعل بعد كل عسرٍ يسرًا، فأين تعليق القلوب به، والرضا، وانتظار الفرج، وترك الشكاية؟

وبعد الحوار والجدال، والهجوم والدفاع، وحبس الأنفاس، والجهد الجهيد، يُعرِض الكثيرون عن الحل، ويلتمسون قلب الأمور وعكس الأصول، فلا بد وَفْق نظامهم أن تمطَّ وتتسع رواتبهم حسب نفقاتهم، عكس ما أمر الله، ولا يُلبِّي هذه الرغبات سوى اختراع بسيط، ونحن في عصر العلم والريبوت، والتاتش، والآي فون، فلا شيء مستحيلٌ، فاختراعٌ يسيرٌ (المرتب المطاط)، يشده الجميع من أطرافه، فيتمدد ويتمدد، فيغطي بعد الشد والمط المطالب كافَّةً، وتنتهي القضية، ويستريح الجميع، وعندها يذكرون في الفكاهة: "كان ياما كان، في التاريخ القديم وسالف الزمان، كانت الحلول يا للعجب، تقليل المطالب؛ لتناسب مستوى الرواتب"، وكأنها إحدى النوادر والغرائب، أليس فينا من راشدين؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.34 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]